بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على أشرف خلقه أجمعين محمد بن عبد الله ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
قال الإمام مسلمٌ رحمنا الله وإياه :
(المتن)
وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ
الشيخ:
(لازم تحط موقف المكان الذي تقف عليه تحط عليه إشارة عشان ما تترك بعض الأحاديث )
المتن:
وحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ بِقَدَحِ لَبَنٍ بِمِثْلِهِ، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ زَكَرِيَّا قَوْلَ أَبِي حُمَيْدٍ بِاللَّيْلِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَاسْتَسْقَى، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ﷺ، أَلَا نَسْقِيكَ نَبِيذًا؟ فَقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَسْعَى، فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا، قَالَ: فَشَرِبَ.
وحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد..
فهذا الحديث فيه دليل على أنه لا بأس بشرب النبيذ وأنَّ الأصل في الأشياء الإباحة المشروبات والمأكولات الأصل فيها الإباحة إلا ما دلَّ الدليل على تحريمه قال الله تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا, ولهذا استسقى النبي ﷺ فأوتي له بالنبيذ, والنبيذ عصير؛ عصير التمر أو عصير العنب أو غيرها والغالب أن يكون عصير التمر وهو ما يسمى بالمريس يؤتى بتمر ويصب عليه ماء حتى يكون حاليا وقد يكون من العنب ويصب عليه الماء وقد يكون من الشعير وقد يكون من العسل وقد يكون من الذرة فكانت العرب ينتبذون الأنبذة, ومعنى الأنبذة يصبون على التمر أو على العنب أو على الشعير ماءً ويتركونه يومين أو ثلاثة يشربون منها ويكون حاليا, لكن في الغالب بعد الثالث في شدة الحر يتخمَّر يكون خمرا ولهذا كما سبق في الأحاديث النبي ﷺ كان في اليوم الثالث لا يشرب إما أن يسقيه الخادم أو يصبه, فإن تبيَّن فيه مبادئ التغيُّر صبَّه وإن لم يتبيَّن فيه سقاه الخادم ولا يشربه تنزُّهًا عليه الصلاة والسلام , وفيه أنه لا بأس الاستسقاء و(استسقى) يعني طلب مَن يسقيه لا بأس من الاستسقاء ولاسيما الرئيس أو الداعية أو العالم أو الوالد إذا طلب من أبنائه أو من تلاميذه أو مَن يسرهم ذلك أن يسقيه ماءً فلا حرج (استسقي) الهمزة والسين والتاء للطلب استسقى يعني طلب, فيه أن الرجل جعل يسعى يعني مُسرِعا أتى به له من النقيع موضع حماه النبي ﷺ, وفيه استحباب تخمير الإناء أتى به قال له (هلَّا خمَّرته) يعني غطيته؛ التخمير هو التغطية ومنه الخمار خمار المرأة يعني تُغطي وجهها ومنه الخمر سمي خمرًا لأنه يغطي العقل فيه استحباب تخمير الإناء, فإن لم يجد شيئًا فإنه يعرِض عليه عودًا عرضًا لا طولًا ويذكر اسم الله كما سيأتي في الحديث, وفيه أيضًا استحباب إكاء الأسقية يعني يربط فم القربة والسقاء لئلا يدخل فيه شيء من الهوام والحشرات, وفيه كذلك أيضًا إطفاء الناء وإكاء الأسقية وإغلاق الأبواب وما قاله أبو حميد هذا خاصٌ بالليل هذا اجتهاد منه! إكاء الأسقية دائم في الليل والنهار يربط فم القربة, وكذلك إغلاق الأبواب لكنه يتأكد في الليل.
(المتن)
(الشرح)
وقد (تعرُض, وتعرِض) وتعرُض أفضل, أي تجعل العود عليه عرضًا إذا لم يجد شيئًا يغطي الإناء يعرِض عليه عودا ويذكر اسم الله كما في الحديث الآخر يضع عودا عرض ويذكر اسم الله, وإن وجد ما يغطيه كله هذا هو الأولَى هو الأكمل, فإن لم يجد عرض عليه عودًا وذكر اسم الله.
سؤال- عرض العود عفا الله عنك من باب ...؟
جواب- .... من باب الحماية مع ذكر اسم الله عند عدم وجود ما يغطيه به , يكون سببا في حفظه من وقوع شيء فيه, يعني مُعرَّض كما سيأتي عندما يأتي وباء في ليلة من السنة ينزل إذا وجد إناءً مكشوفًا نزل فيه في وباء من السنة ولأنه قد يسقط فيه شيء من الحشرات وقد أيضًا سيأتي شيء من الحشرات ... أُلقي فيه شيء من ذوات السموم قد تلقي فيه شيئا قد ينزل فيه الوباء الذي يكون في السنة وقد يسقط فيه بعض الأتربة والعيدان التي تمر بالشارع, هذا من نصحه ﷺ من نصحه وإرشاده, لا خير إلا دلَّ الأمة عليه ولا شر إلا حذَّر الأمة منه عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
الشيخ:
( محتمل أنها يحل , ضبطها عندك الشارح.؟ حُلُّ ضبطها بضم الحاء وكسرها انحلَّ وقريبًا من حتى كما في الآية أو يُحلُّوا قريبًا من دارهم حلَّ يحُلُّ, أما يحِلُّ من الإحلال إحلال الشيء ضد التحريم, في القاموس موجود حلَّ يحُلُّ)
المتن:
أنه قال: غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكئوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ, وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللهِ، فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ»، وَلَمْ يَذْكُرْ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ وَأَغْلِقُوا الْبَابَ.
(الشرح)
هذه إرشادات نبوية ينبغي للمسلم أن يعتني بها غطوا الإناء الإناء الذي فيه شيءٌ من الطعام أو الشراب يُغطَّى وأوكئوا السقاء السقاء يكون من الجلد قِربة أوكئوها يعني اربطوها بالوكاء والوكاء هو الرباط الذي يربطون به فم القربة وأطفئوا السراج يعني عند النوم, إطفاء السراج هذا عام في كل الأنوار التي يُخشَى أن يكون فيها يعني أن ينتشر الإحراق, أما إن كان لا يُخشَى منها شيء لأن النبي ﷺ بين قال: إن الفويسقة تُضرِم على أهل البيت بيتهم الفويسقة: الفأرة تجُر الفتيلة, كان الناس في الأول السراج فيه فتيلة والفتيلة متصلةٌ بشيءٍ من الودك أو الشحم ثم بعد ذلك لما وُجِدَ الغاز, فتجُر الفتيلة وطرفها فيه النار وطرفها تجُرُه فتحرق؛ هذه العلة معروفة الآن, إذا كان لا يُخشَى فلا حرج, مثل الدفاية اللي ما يُخشَى فيها ضرر أو اللمبة اللي ما يخشى فيها ضرر فلا حرج والأولَى إطفاؤه على كل حال, فإطفاء السراج وتغطية الإناء وإغلاق الأبواب وإكاء السقاء وأيضًا: أوكئوا السقاء, غطوا الإناء, أعد .
(المتن)
غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ.
(الشرح)
هذه أربعة إرشادات نبوية: تغطية الإناء, وإكاء السقاء, وإغلاق الأبواب, وإطفاء السراج وبيَّن النبي ﷺ من الحكمة فقال إن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا ولا يكشِفُ إناءً مُغطًّى فهذا فيه حماية للمسلم بالإرشادات النبوية ولأن الإناء كما سيأتي إذا كان مكشوفًا قد يسقط فيه الوباء الذي يكون (...) في ليلة من السنة وقد يسقط شيء من الحشرات وقد يصيبه شيءٌ من الأتربة وقد تُلقي فيه شيئا من ذوات السموم كالفويسقة وما أشبهها والضاطور وما أشبهه, مما يُلقي من السم فيه و الشيطان لا يحل شيئًا مغلقًا, لا يكشف الإناء المُغطَّى ولا يفتح الباب المغلق والشيطان وجنس الشيطان.
وجاء في الحديث الآخر أنَّه احترق بيتٌ بالمدينة على أهله بسبب الفويسقة فأرشد النبي ﷺ إلى إطفاء الأنوار وقال في لفظٍ آخر: إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها يعتبر مغطى عليه غطاء يكون مُغطَّى عليه غطاء, مو بمكشوف مثلا الثلاجة مغلقة مُغطَّى عليها غطاء, الثلاجة فيها غطاء, المكشوف هكذا يسقط فيه ولكن كونه مُغطَّى في الثلاجة أحسن.
-الطالب: قال: حلَّ المكان وبه يحُلُّ ويَحِلُّ حلًّا وحلولًا وحلَلًا مُحرَّكة نادرٌ نزل به كاحتلَّهُ وبه فهو حالٌّ.
- الشيخ: كذا يقول يَحُلُّ ويَحِلُّ ولكن ذكر النظير مثل الكهف.
- الطالب: حلُولٌ وحُلَّالٌ كعُمَّال ورُكَّع وأحلَّهُ المكان وبه وحلَّلهُ إياه وحلَّ به جعله يحُلُّ عقبة الباء الهمزة وحالَّهُ حلَّ معه.
- الشيخ: ظاهره أنَّ فيه وجها حق يحُلُّ ويحِلُّ, ما ذكر نظير لازم يذكر نظير للكسر.
- الطالب: حلَّ أصله الحل حلَّ العُقدَة ومنه قوله عز وجل: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي فحلَلْتُ: نزلتُ أصله من حلَّ الأحمال ثم النزول ثم جُرِّد استعماله ثم قيل حلَّ حلولًا, وأحلَّهُ غيره قال عز وجل أو تكون قريبًا من ذلك: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} قال: حلَّت ... الحِلَّة قومٌ نازلون, أُحلِّل حِلالٌ مثله.
- الشيخ: هذا النووي, حلَّ يحُلُّ الكلام في اللفظ ضبط الحاء حلَّ يحُلُّ ظاهره أن فيه وجهان.
(المتن)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَ أَنَّهُ، قَالَ: وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ، أَوْ خَمِّرُوا الْإِنَاءَ.
(الشرح)
أكفئوا الإناء يعني يكفأ الإناء يعني يقلِب الإناء هذا إذا لم يكن فيه شيء أو غمِّروا, ظاهر هذا (وأكفئوا الإناء) أنه حتى ولو كان الإناء فارغا أنه يُكفأ.
(المتن)
غير أنه قال: وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ، أَوْ خَمِّرُوا الْإِنَاءَ»، وَلَمْ يَذْكُرْ: تَعْرِيضَ الْعُودِ عَلَى الْإِنَاءِ.
(الشرح)
إيش قال عليه وأكفئوا الإناء وكان شك من الراوي وأكفئوا الإناء وخمِّروا الإناء ولكن الأحاديث الأخرى دلَّت على أنَّ المراد تخميره؛ تغطيته إذا كان فيه شيء. قوله شك من الراوي , النووي.
(المتن)
وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَغْلِقُوا الْبَابَ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ اللَّيْثِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: وَخَمِّرُوا الْآنِيَةَ، وَقَالَ: تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ ثِيَابَهُمْ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِ حَدِيثِهِمْ، وَقَالَ: وَالْفُوَيْسِقَةُ تُضْرِمُ الْبَيْتَ عَلَى أَهْلِهِ.
(الشرح)
الفويسقة: هي الفأرة, الفويسقة تصغير فاسقة, وسميت فويسقة لخروجها عن غيرها بالإيذاء والفسق هو الخروج ومنه الحديث خمس فواسق يُقتلن في الحِل والحرم: العقرب والحية والفأرة والغراب والكلب العقور سميت فواسق لخروجها عن طبيعة غيرها بالإيذاء ومنه سمي الفاسق فاسقا لخروجه عن طاعة الله بالمعصية؛ خرج عن الطاعة بالمعصية ومنه فسقت التمرة إذا خرجت يعني فتحت.
(المتن)
(الشرح)
قوله إذا كان جُنح الليل يعني ظلامه؛ إذا كان جنح الليل: ظلامه, قيل: أوله, فإقباله: أوله, وقيل: الظُلمة؛ ظُلمة الليل ما بين المغرب والعشاء إذا كان جُنح الليل فكفوا صبيانكم يعني عن الانتشار في هذا الوقت فإن الشيطان ينتشر حينئذٍ المراد: جنس الشيطان, وفي اللفظ الآخر كما سيأتي: فإذا كان كُفوا فحمة العشاء, فحمة العشاء: الظُلمة ما بين المغرب والعشاء, فإن الشيطان المراد الجنس ينتشر حينئذٍ, فهذا إرشادٌ نبوي أيضًا و كفُ الصبيان وفي الحديث الآخر والفواشي إذا كان جنح الليل: ظلامه, قيل: هو أوله, جُنح الليل: ظلامه؛ إقباله وهو أوله أو الظُلمة بين المغرب والعشاء في هذا الوقت تُكَّف الصبيان والبهائم حتى تزول فحمة, فحمة: وهي الظلام ما بين المغرب والعشاء, ثم بعد ذلك فلا بأس.
والعلة: أن الشيطان ينتشر حينئذٍ؛ الشياطين تكثُر , الشيطان ينتشر فقد تؤذي الصبيان سيأتي في الحديث الذي بعده. وفيها ذكر اسم الله عند إغلاق الأبواب وعند إطفاء السراج وعند إكاء الأسقية زيادة في هذا الحديث, إطفاء السراج مع ذكر اسم الله , إغلاق الأبواب مع ذكر اسم الله إكاء السقاء مع ذكر الله تخمير الإناء مع ذكر اسم الله,
(المتن)
وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ نَحْوًا مِمَّا أَخْبَرَ عَطَاءٌ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَقُولُ: «اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»،
وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، كَرِوَايَةِ رَوْحٍ
وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، ؛ وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ.
(الشرح)
والفواشي جمع فاشية وهي البهائم التي تنتشر من الإبل والغنم وسائر البهائم (لا تُرسلوا فواشيكم وصبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء) فحمة العشاء: ظُلمة؛ ظُلمة الليل, ظُلمة أول الليل وهي الظُلمة ما بين المغرب والعشاء.
فيه النهي عن إرسال الفواشي والصبيان في هذا الوقت إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وهي الظُلمة التي بين المغرب والعشاء؛ أول الظلام وإقباله.
والحكمة في هذا النهي: قال: فإن الشيطان ينتشر حينئذٍ يعني الشياطين تنتشر في هذا الوقت وقد تؤذي الصبيان, تؤذي البهائم ولهذا قال: لا ترسلوا فواشيكم حتى تذهب فحمة العشاء وفي لفظٍ آخر كفوا صبيانكم يُشرَع كفُّ الصبيان وإمساك الصبيان والبهائم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة , فحمة العشاء وهي الظُلمة؛ ظُلمة أول الليل وهي بين المغرب والعشاء ثم بعد ذلك فلا بأس من إرسالهم.
(المتن)
الشيخ:
(لا خير إلا دلَّ الأمة عليه, ولا شر إلا حذَّرها منه عليه الصلاة والسلام)
المتن:
الشيخ:
وهي الظُلمة؛ ما بين المغرب والعشاء, والعلة الشياطين تنتشر قد تؤذي الصبيان والبهائم.
المتن:
وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ.
(الشرح)
هذا في مشروعية تغطية الإناء وإكاء السقاء وبيَّن النبي ﷺ العلة أنه ينزل في السنة ليلة فيها وباء لا يترك إناءً مكشوفًا إلا نزل فيه, ولا سقاءً محلولًا إلا نزل فيه وهذا السند أطول سند ثمانية رجال في مسلم.
(المتن)
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ،
وحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَإِنَّ فِي السَّنَةِ يَوْمًا يَنْزِلُ فِيهِ وَبَاءٌ، وَزَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: قَالَ اللَّيْثُ: فَالْأَعَاجِمُ عِنْدَنَا يَتَّقُونَ ذَلِكَ فِي كَانُونَ الْأَوَّلِ.
(الشرح)
يعني الأعاجم يخشون أن تكون هذه الليلة اللي ينزل فيها الوباء كانوا الأول يعني شهر يناير عند الشهر الإفرنجي عند الأعاجم, كانوا الأول شهر يناير, و الأعاجم يقولون إنَّ في هذا الشهر الليلة التي ينزل فيها الوباء يتقونه يحذرون, كلام الليث يقول الليث رأيت الأعاجم يتقون في هذا الشهر شهر كانون الأول وهو شهر يناير يحذرون ويخشون أن تكون هذه الليلة في نفس الشهر.
(المتن)
الشيخ:
يعني لابد من إطفائها , مثل الدفاية إذا كانت فتيلة أو يخشى تسقط أو كذا فإنها تطفأ, أما إذا كانت لا يخشى عليها شيء فلا
المتن:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي عَامِرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ عَلَى أَهْلِهِ بِالْمَدِينَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا حُدِّثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِشَأْنِهِمْ، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ.
(الشرح)
إرشاد نبوي هذا إطفاء كل النار التي يُخشَى منها الاحتراق تُطفَأ في الليل.
(المتن)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لَا يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا.
(الشرح)
يده يعني الشيطان, مع يدي في يدها هذه الجارية, وفي اللفظ الآخر إن يده مع يده في يديه ماء يعني الجارية والأعرابي وفيه مشروعية بسم الله عند الأكل لأن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يُذكَر اسم الله عليه, في اللفظ الآخر: أنَّ المسلم إذا دخل بيته ولم يذكر اسم الله قال الشيطان لأصحابه أدركتم المبيت وإذا قدَّم الطعام فلم يذكر اسم الله قال: أدركتم المبيت والعشاء ويستحل السُكنَى في البيت الذي لا يُذكَر اسم الله عند الدخول, ويستحِل الطعام إذا لم يُذكَر اسم الله عليه, فإذا ذكر اسم الله عند الدخول وعند الطعام فإنه لا مأوَى للشيطان ولا طعام.
(....مداخلة......)
(المتن)
وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ الْأَرْحَبِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا دُعِينَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى طَعَامٍ، فَذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: «كَأَنَّمَا يُطْرَدُ»، وَفِي الْجَارِيَةِ «كَأَنَّمَا تُطْرَدُ»، وَقَدَّمَ مَجِيءَ الْأَعْرَابِيِّ فِي حَدِيثِهِ قَبْلَ مَجِيءِ الْجَارِيَةِ، وَزَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: ثُمَّ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ وَأَكَلَ،
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَدَّمَ مَجِيءَ الْجَارِيَةِ قَبْلَ مَجِيءِ الْأَعْرَابِيِّ
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ يَعْنِي أَبَا عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ .
(الشرح)
يقول الشيطان لإخوانه من الشياطين لمن معه من الشياطين, مثل ما جاء في الحديث أنَّ المسلم إذا خرج من بيته وقال: بسم الله, آمنت بالله, اعتصمت بالله, توكلت على الله, لا حول ولا قوة إلا بالله قال الشيطان للشيطان الآخر: كيف بك برجلٍ قد كُفي وهُدِي ووُقِي.
بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج التسمية إذا قال بسم الله هذا في الصحيح, هذا غير الصحيح.
(... مداخلة ....) ذكر النووي وجماعة أنه إذا سمى واحد كفاه, لكن ظاهر النصوص كل واحد مطلوب منه التسمية, كل شخص مطلوب منه التسمية.
(المتن)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، ؛ وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ نُمَيْرٍ،، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ،
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ، ح ؛ وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، ح ؛ وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ، كِلَاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِ سُفْيَانَ.
وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ، قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ حَرْمَلَةُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَهُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِهَا، قَالَ: وَكَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا: وَلَا يَأْخُذُ بِهَا، وَلَا يُعْطِي بِهَا، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الطَّاهِرِ: لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدُكُمْ
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: كُلْ بِيَمِينِكَ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: لَا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ.
(الشرح)
نسأل الله العافية هذه الأحاديث فيها وجوب الأكل باليمين والشرب باليمين والنهي عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال, فيه أمر ونهي؛ فيه أمر بالأكل باليمين, ونهي عن الأكل والشرب بالشمال, وفيه دليل على أنَّ مَن عارَض السنة يُخشَى عليه من العقوبة, فهذا الرجل عوقِب في الحال قال له النبي ﷺ أكل رجلٌ بشماله فقال له : كُل بيمينك, فقال: ما أستطيع, فدعا عليه النبي ﷺ قال: لا استطعت هذا دعاء يعني جعلك الله لا تستطيع, فشُلَّت يده في الحال نعوذ بالله فما رفعها إلى فِيهِ؛ عقوبة عاجلة, فيه دليل على أنه يخشى على الإنسان إذا عارَض السنة يُخشَى عليه من العقوبة العاجلة, ولهذا حذيفة بن اليمان لما رأى قريبًا له يخذف يعني يلقي الحصاة التي تكون بين اليدين يعني يخذف نهاه وقال لا تخذف: الرسول ﷺ نهى عن الخذف وقال إنها تفقأ العين وتكسر السن ولا تصيد صيدًا ولا (...) عدوًا, ثم رآه بعد ذلك يخذف فهاجره قال: أقول لك قال رسول الله لا تخذف ثم تخذف! فهجره, كذلك ابن عمر ابنًا له لما قال له ابن عمر, النبي ﷺ قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله, فقال ابنه: والله لنمنعهن, فقال: أقول: قال رسول الله لا تمنعوهن وتقول لنمنعهن! لا أُكلِّمُك ثم هجره» فلا يجوز للإنسان معارضة السنة ويُخشَى من العقوبة, لكن إذا كان متؤولا غير المعارِض للسنة الذي يُعارِض السنة وهو (....) العقوبة؛ ولهذا الرجل هذا الرجل عارَض السنة قال له النبي : كُل بيمينك, قال: ما أستطيع, فقال: لا استطعت, ما منعه إلا الكبر, فما رفعها إلى فِيهِ, ما استطاع رفعها بعد ذلك شُلَّت في الحال نعوذ بالله! عقوبة عاجلة, وفيها دليل على أن هذا الأمر للوجوب, قال بعض العلماء يقول: هذه الأوامر للاستحباب لأنها من باب الآداب, فيقول الأوامر التي للآداب هذه للاستحباب, لكن ظاهر الحديث أنها للوجوب, لو كان للاستحباب مَا دعا عليه النبي ﷺ, لكان مستحبا أن يأكل بيمينه ويشرب بيمينه و النبي يجوز له أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله إلا أن الأفضل يكون يأكل بيمينه ما دعا عليه النبي ﷺ, لمَّا دعا عليه دلَّ على أنَّ الأمر للوجوب والنهي للتحريم والأصل في الأوامر الوجوب إلا بصارف, والأصل في النواهي التحريم إلا بصارف, نسأل الله السلامة والعافية, عقوبة في الحال؛ شُلَّت يده في الحال فما رفعها إلى فِيهِ.
- الطالب: (............) قوله ولا يأخذ بها ولا يُعطي بها؟
- الشيخ: هذه زيادة يقول ينبغي للإنسان كذلك جميع المعاملات تكون بيمينه, (.....) فيها نظر محل تأمل.
- الطالب: تُمنَع بالكراهة؟
- الشيخ: لا شك أنَّ هذا التعاطي ليس بطيب ولهذا ينبغي (...) يعني السنن والأوامر, لا تُحصي الآن كثير من الناس تجده يأكل, يشرب بشماله, يشرب البيبسي بشماله مثلًا, ينبغي لطالب العلم أن لا يتساهل خذ بيمينك وكذلك الأخذ والإعطاء إذا أعطاك بالشمال تأخذ بيمينك ما تأخذ إلا بيمينك ؛ باليمين ونبَّهنا هذا كثير يمد يده ويأخذ باليمين فيخجل ويقول: أنا أسف ويتعلم السنة, لكن إذا تساهلت تأخذ بشمالك وتعطي بشمالك ضاعت السنة.
(المتن)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي: يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ.
(الشرح)
فهذا عمر بن سلمة ربيب النبي ﷺ ابن زوجته أم سلمة كان صغيرا تطيش يده في الصحفة؛ الصحفة الإناء اللي فيه الطعام يأخذ من هنا ومن هنا فأرشده النبي ﷺ وعلَّمه هذه الإرشادات قال: يا غلام سمِّ الله, وكُل بيمينك, وكُل مما يليك هذه الإرشادات, سمِّ الله عند الطعام, وكُل بيمينك بيدك اليمنى لا بالشمال, وكُل مما يليك أتاه من الجهة الأخرى, هذا فيه تعليم الصغار, سأل الآخر عن تعليم الصغار, هذا صغير عمر بن أبي سلمة كان صغيرًا فأرشده النبي ﷺ, ينبغي إرشاد الصغار وتعليمهم الآداب الإسلامية وتأديبهم أيضًا إذا أخلُّوا في الواجبات ولهذا قال: إبراهيم النخعي كانوا يضربونا على الشهادة والعهد ونحن صغار يعني السلف يضربونا على العهد والشهادة إذا شهِد لغير الحق ضربوه, وإذا حلف حتى يتأدَّب ويتعلَّم ولو كان يتيما, بعض الناس يقول إذا كان يتيما لا يُضرَب اليتيم يُرحَم, اليتيم ما يترك تفسد أخلاقه ويسوء خُلُقه, يُؤدَّب هذا فيه مصلحةٌ له, لكن يؤدب, مو بضرب, يُضرَب ضرب تأديب لا ضرب إيلام, يُؤدَّب الصغير ويُعلَّم حتى ينشأ وقد حسنت أخلاقه وتعلَّم الآداب الشرعية.
المتن:
وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ»
الشيخ: بركة نقف على هذا.
(................ مداخلة ..................)