بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْد: ...
(المتن)
قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:
قوله باب النهي عن سب الريح
عن أبي بن كعب أن رسول الله ﷺ قال: لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ صححه الترمذي.
لأن الريح خلق من خلق الله مدبر، وإنما تهب بمشيئة الله وقدرته، فيرجع السب إلى من خلقها وسخرها.
(الشرح)
مثل سب الدهر، فمن سب الدهر فقد سب الله؛ لِأَنَّ الله هُوَ خالق الدهر ومصرفها، كَذَلِكَ الريح الله خالقها، فالسب يعود في النهاية إِلَى الله؛ لَكِن من سب لا يقصد هَذَا، ولو كَانَ لا يقصد فَإِنَّهُ منهي عَنْ سب الريح وَعَنْ سب الدهر.
(المتن)
وأرشد النبي ﷺ أمته إلى أن يقولوا ما ذكر في الحديث، وهو سؤاله تعالى من خيرها وخير ما فيها والاستعاذة به من شرها وشر ما فيها، وقد شرع الله لعباده أن يسألوه ما ينفعهم ويستعيذوا به من شر ما يضرهم، وأن يكون ذلك منهم عبودية لله وحده وطاعة له وإيمانا به، وهذه حال أهل التوحيد والإيمان خلافا لحال أهل الشرك والبدع.
فيه مسائل:
الأولى:. النهي عن سب الريح.
(الشرح)
فيجب الامتثال لهذا التوجيه والإرشاد النبوي.
(المتن)
(الشرح)
أن يَقُولُ: نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ .
(المتن)
(الشرح)
مأمورة يَعْنِي أمرًا كونيًا قدريًا، يَعْنِي مسخرة.
(المتن)
(الشرح)
نعم وَهَذَا قَدْ تؤمر بالشر بالنسبة للعبد، وَأَمَّا بالنسبة لله تعالى فلا يضاف الشر إِلَى الله؛ لِأَنَّ الله تعالى أمرها لحكمة، فالذي يضاف إِلَى الله الخلق والتقدير وَهَذَا مبني عَلَى الحكمة، فلا يسمى شرًا، لَكِن يسمى شِرْ بالنسبة للعبد؛ لِأَنَّهُ حصل له ضرر منه، كالمعاصي الَّتِي تصدر من العبد فَهِيَ شرٌ بالنسبة إليه، ولهذا قَالَ تعالى: مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق/2].
بركة
الطالب: ما المراد بالزم؟
الشيخ: المراد بالسب الذم والعيب يسمى سب ويسمى لعن من ذمها وعابها فقد سبها