بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين".
(المتن)
(الشرح)
معبد الجهني وغيلان الدمشقي هؤلاء هم أول من تكلموا في القدر، وقيل: إن أول من تكلم ساوسن، ثم أخذ معبد الجهني وغيلان الدمشقي هم أول من تكلموا في القدر، وكان في البصرة.
(المتن)
(الشرح)
يتقفرون يعني: يطلبون العلم، يتعلمون في الدروس في الحلقات لكن اوصيبوا في هذا البلاء.
(المتن)
(الشرح)
مستأنف وجديد لم يسبقه علم الله، ما يعلم بالشيء حَتَّى يقع، هذا معنى أُنف.
(المتن)
(الشرح)
أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وفي بعضها أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا يعني: فسرها العلماء بأنه تكثر السراري وأن الملوك يتسرون الإماء، فيتسرى الملك الأمة فتأتي بالبنت فتكون سيدة على أمها لأنها بنت الملك وأمها عبدة وأمة، فتلد الأمة سيدتها، وفي لفظ: تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا سيدها، إذا جاءت بولد صار ابن الملك، وسيد على أمه وعلى غيرها، تلد الأمة ربها أو ربتها وهذا من أشراط الساعة.
وهذا وُجد منذ أزمنة، الدول العباسية وغيرها، الملوك يتسرون الإماء وتلد الإماء الأبناء والبنات فيصيرون أسياد على أمهم وغيرها، الأمة تلد سيدتها، بنتها سيدة عليها، أو تلد سيدها؛ لأنه ابنٌ للملك أو بنتٌ للملك فتكون سيدة على أمها وعلى غيرها.
(المتن)
(الشرح)
تعلم أن هذا مقدر، الشيء الذي فاتك ولم يصبك لا يمكن يصيبك، وما أصابك لا يمكن أن يخطئك لابد أن يقع عليك؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ، مكتوب ومحدد قدر، لابد من وقوع القدر، فالشيء الذي أخطأك هذا لا يمكن أن يصيبك؛ تعلم هذا يعني ما كتب الله أن يصيبك، والشيء الذي أصابك لا يمكن أن يخطئك ولابد أن يقع عليك فلا تعتقد أنه يمكن أن يخطئك، ومن ذلك ما أصابك وما أخطأك جرى به القدر، كُتب، كُتب في القدر أن هذا لا يصيبك وأن هذا لا يُخطئك.
(المتن)
يا بني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار، رواه الترمذي بسنده المتصل إلى عطاء بن أبي رباح.
وفي هذا الحديث بيان شمول علم الله وإحاطته بما كان ويكون، كما في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [الطلاق/12]؛ الآية.
والآيات في إثبات القدر كثيرة، وقد استدل العلماء على إثبات القدر بشمول القدرة والعلم كما في الآية.
(الشرح)
قدرة الله شاملة لكل شيء وعلم الله شامل لكل شيء، لا يمكن أن يأخذ شيئًا عن علم الله ولا يأخذ شيئًا عن قدرة الله، شمول القدرة والعلم.
(المتن)
(الشرح)
وهذا مر عن الشافعي رحمه الله.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: يجتمعان ويفترقان، إذا اجتمعا قد يكون المعنى واحد، ويختلف القضاء يُطلق على قضيت بالشيء يعني: أمرت به، وقضيت من الشيء: فرغت منه، له معاني، والقدر كذلك له معاني وإذا اجتمعا يكون المعنى متقارب، ما قضاه الله وقدره.
الطالب: أولية: أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ.
الشيخ: الأولية اختلف العلماء في هذه الأولية وأولية العرش أيها خُلق أولًا، هل العرش خُلق أولًا أو القدر خُلق أولًا؟ من العلماء من قال: العرش خُلق أولًا، ومنهم من قال: خُلق القدر أولًا، والصواب أن العرش خُلق أولًا، وأما أولية القدر فالأولية مقيدة بالكتابة، إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ يعني: قال له اكتب عند أول خلقه، هذا هو الصواب، وذكر العلامة ابن القيم قال:
وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فَي القَلَمِ الذِي | كُتِبَ القَضَاءُ بِهِ منَ الدَّيَّانِ |
هَلْ كَانَ قَبْلَ العَرشِ أَوْ هُوَ بَعْدَهُ | قَوْلاَنِ عِنْدَ أَبِي العلاَ الهَمَدَانِي |
وَالحَقُّ أَنَّ العَرشَ قَبْلُ لأَنَّهُ | قَبْلَ الكتابةِ كَانَ ذَا أَرْكَانِ |
فالصواب أن العرش خُلق أولًا، وأما قوله: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ الأولية مقيدة بالكتابة، المعنى: قال له اكتب عند أول خلقه، أولية مقيدة، إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ يعني: قال له اكتب عند أول خلقه، وليس المراد أنه أول المخلوقات، العرش سابقٌ له وهذا هو الصواب، والمسالة فيها قولان كما سبق، قيل ان اول المخلوقات القلم وقيل العرش.
الطالب: هل صحيح قول القائل لا أولية لخلقه؟.
الشيخ: ليس بصحيح، الحق أن العرش قبله.
العلماء بينوا في مسالة تسلسل الحوادث وأن المخلوقات متسلسلة في الماضي؛ لِأَنَّ الخلق كمال والله تعالى لا يخلو من هَذَا الكمال في أي وقت، وكل مخلوق هُوَ مسبوق بالعدم ولكنها متسلسلة، أهل البدع يَقُولُونَ: هناك فترة، عطلوا فِيهَا الرب عن الخلق، هناك فترة ليس فِيهَا خلق، وشبهتهم يَقُولُونَ: لو قُلْنَا: إن المخلوقات متسلسلة لسد علينا إثبات الخالق ما ندري أن الخالق هُوَ الأول، فيقولون: إن الله تعالى هُوَ الأول ثُمَّ هناك فترة عطلوا فِيهَا الرب عن الخلق وَعَنْ الكلام، ثُمَّ بَعْدَ فترة جاء الخلق.
العلماء أهل الحق قالوا: إثبات الفترة ما عليه دليل هَذَا.
ثانيًا: الفترة هنا فِيه تعطيل للرب من الكمال، الرب فعال، خلاق، فلا يمكن أن يكون في وقت من الأوقات معطل، وَلَكِن المخلوقات متسلسلة، كُلّ مخلوق قبله مخلوق إِلَى ما لا نهاية، وَلَكِن كُلّ فرد من أفراد المخلوقات مسبوقٌ بالعدم، خُلق بَعْدَ أن كَانَ عدمًا ويكفينا هَذَا ولا نقول: هناك فترة، والله هُوَ الأول وهو الخالق، والمخلوقات هَذِهِ كُلّ فرد من أفرادها مسبوق بالعدم وهي متسلسلة.
هَذِهِ المسألة كتسلسل الحوادث واللي شنع بعض العلماء عَلَى شيخ الإسلام فِيهَا، يَعْنِي: هَلْ الحوادث متسلسلة في الماضي ومتسلسلة في المستقبل؟ نعم، أهل السنة يَقُولُونَ: متسلسلة في الماضي متسلسلة في المستقبل؛ لِأَنَّ الله تعالى لا يزال يُحدث لأهل الْجَنَّة نعيم بَعْدَ نعيم إِلَى ما لا نهاية، فَهِيَ متسلسلة في الماضي متسلسلة في المستقبل، وأهل البدع يَقُولُونَ: الحوادث متسلسلة في المستقبل وليست متسلسلة في الماضي.
والجهم بْنِ صفوان يَقُولُ: الحوادث لا متسلسلة لا في الماضي ولا في المستقبل؛ لِأَنَّه يَقُولُ: هناك فترة، وفي المستقبل يَقُولُ: إن أهل الْجَنَّة تفنى حركاتهم، إن الْجَنَّة والنار تفنيان خلاص ولا يكون هناك حوادث، وهذا قول شنيع شنع عليه العلماء وبدعوه وضللوه، قوله: الْجَنَّة والنار تفنيان، وأبو الهديل العلاف من المعتزلة يَقُولُ: تفنى الحركات، يأتي وقت يصيرون مثل الحجارة ما يتحركون أهل الْجَنَّة، شنع عليه اِبْن القيم رحمه الله في النونية وذكر صور بشعة قَالَ: طيب الوقت الذي تفنى الحركات في بالنسبة للرجل الَّذِي رفع لقمة إِلَى فمه هَلْ يبقى هكذا مفتوح الفم، يشنع عليه ويذكر صور مثل هَذِهِ يبين فساد هَذَا القول.
فالحاصل: إن الحوادث متسلسلة في الماضي والمستقبل هَذَا قول أهل السنة والجماعة، الحوادث غير متسلسلة لا في الماضي ولا في المستقبل هَذَا قول الجهم وهو أبشع الأقوال، الحوادث متسلسلة في المستقبل لا في الماضي هَذَا هُوَ قول أهل البدع، الحوادث متسلسلة في الماضي لا في المستقبل ما قَالَ بِهِ أحد،صورة عقلية لم يقل بها احد.
الصور العقلية أربع صور:
الحوادث متسلسلة في الماضي والمستقبل هَذَا قول أهل السنة .
الحوادث غير متسلسلة لا في الماضي ولا في المستقبل هَذَا قول الجهم.
الحوادث متسلسلة في المستقبل لا في الماضي هَذَا هُوَ قول أهل البدع.
الحوادث متسلسلة في الماضي لا في المستقبل ما قَالَ بِهِ أحد.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: إن ربك خلاق، كُلّ شيء خلقه الله، الذرات والصفات والأفعال.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: مثلما سمعت كُلّ مخلوق مسبوق بالعدم، وليس هناك فترة معطل فِيهَا الرب.