بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين؛ أما بعد:
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين" في باب: ما جاء في كثرة الحلف.
(المتن)
قوله: "وفي الصحيح" أي صحيح مسلم وأخرجه أبو داود والترمذي ورواه البخاري بلفظ خَيْرُكُم.
قوله عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله ﷺ: خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا.
(الشرح)
والصواب أنهم قرنين، بعد قرنه قرنين هذا الصواب، الصواب أن القرون المفضلة ثلاثة: قرنه، وقرنين بعده.
(المتن)
ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ.
قوله: خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي لكثرة الخير فيهم وقلة الشر.
(الشرح)
لأن قرنه الرسول الصحابة، والصحابة هم أفضل الناس وأتقى الناس وأقوى الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا الشر قليل، فإذا ظهر الشر فهو مغمور وأصحابه كلهم ضد هذا الشر، فلهذا صار خير القرون.
(المتن)
وشدة الإنكار على من خالف الحق وابتدع كالخوارج والقدرية والجهمية ونحوهم.
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فُضِّلوا على من بعدهم لظهور الإسلام فيهم وكثرة العلم والعلماء، وأما القرن الثالث فظهرت فيهم البدع لكن أنكرها العلماء، وتصدى كثير منهم لإنكارها والرد على من قالها وهم كثيرون.
(الشرح)
خرج الخوارج وكذلك الشيعة في أواخر عهد الصحابة، والجهمية خرجت في أوائل القرن الثاني الهجري، والمعتزلة، ولكن لا يزال الإسلام عزيز وقوي، ولكن هذه القرون الأول أفضلها وأقواها ثم الثاني ثم الثالث حصل فيه بعض،، ولكن لا يزال الإسلام عزيز وقوي.
(المتن)
(الشرح)
تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ، يعني لا يبالي قدم الشهادة واليمين لضعف إيمانهم، تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ.
(المتن)
قوله: وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ يدل على أن الخيانة قد غلبت على كثير منهم أو أكثرهم.
وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ أي لا يؤدون ما وجب عليهم، فظهور هذه الأعمال الذميمة يدل على ضعف إسلامهم وعدم إيمانهم.
(الشرح)
اشتغلوا بالشهادة، والنذر، والخيانة في الأمانة.
(المتن)
(الشرح)
تركبهم الشحوم لرغبتهم في الدنيا وإقبالهم عليها وغفلتهم عن الآخرة تركبهم الشحوم بسبب الغفلة والإعراض، الذي عنده اهتمام ما تركبه الشحوم، وهذا لمن ركبته الشحوم بسبب الغفلة والإعراض، لكن قد يُبتلى الإنسان بالشحم خِلقة، وقد يكون من الأخيار لكن به شحوم خِلقة، هذا لا يُذم لأنه ليس له اختيار في هذا، ويوجد بعض الصحابة من هو ضخم مثل عثمان بن مالك كان رجلًا فاضلًا، لكن يُذم من تركبهم الشحوم بسبب الإقبال على الدنيا والغفلة عن الآخرة والإعراض عنها وعدم الاهتمام بها تركبهم الشحوم وهؤلاء هم اللي يُذمون، أما من أصابه الشحم خِلقةٍ فهذا لا يُذم، قد يكون من الأخيار وهو كذلك.
(المتن)
وفي حديث أنس : لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ قال أنس: سمعته من نبيكم ﷺ.
فما زال الشر يزيد في الأمة حتى ظهر الشرك والبدع في كثير منهم، حتى فيمن انتسب إلى العلم ويتصدر للتعليم والتصنيف، فحدث التفرق والاختلاف في الدين، وحدث الغلو في أهل البيت من بني بويه في المشرق لما كان لهم دولة، وبنوا المساجد على القبور وغلوا في أربابها، وظهرت دولة القرامطة، وظهر فيهم الكفر والإلحاد في شرائع الدين، ومذهبهم معروف، وظهر فيهم من البدع ما يطول عَدُّه، وكثر الاختلاف والخوض في أصول الدين، وما زال أهل السنة على الحق، ولكن كثرت البدع والأهواء حتى عاد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، نشأ على هذا الصغير وهرم عليه الكبير.
قوله: وفيه عن ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ.
(الشرح)
يعني: لا يبالي قدم الشهادة أو اليمين لضعف إيمانه وعدم عنايته.
(المتن)
في هذا الحديث أن خير القرون ثلاثة من غير شك.
قوله: ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ... إلخ. وذلك لضعف الإيمان والرغبة في الدنيا، وأخذها بالقلوب وكثرة المعاصي والذنوب.
قوله: وقال إبراهيم: "كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار" هكذا حال السلف الصالح محافظة منهم على الدين الذي أكرمهم الله تعالى به، فلا يتركون شيئًا مما يكره إلا أنكروه.
(الشرح)
إبراهيم بن يزيد النخعي هذا من التابعين قد كانوا يعني اصحاب عبد الله بن مسعود : (كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار) يعني: يدربونهم ويمررونهم، كان إذا شهد شهادة غير صحيحة ضربوه تأديبًا وهو صغير وهو غير مكلف، وفي هذا العهد إذا حلف ضربوه قالوا: لا تحلف، حَتَّى يتمرن كما يُمرن للصلاة لسبع، ويُمرن على الصيام، مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وابن سبع ما تجب عليه الصلاة، ولكنه يُمرن؛ لأنه إذا تُرك حَتَّى يبلغ ثم أُمر بالصلاة ما استجاب، لكن يُمرن من الصغر وتكون خفيفة عليه.
وكذلك كان السلف يصومون الصغار إذا كانوا يستطيعون ويعطونهم اللعبة من العهن والصوف يتلهى بها حَتَّى يُفطر من باب التمرين، وكذلك يضربونهم على الشهادة والعهد وهم صغار، للتمرين حَتَّى لا يتعود على الخيانة والتساهل بالعهد، إذا شهد شهادة غير صحيحة ضربوه وأدبوه تأديب، ضرب تأديب ليس ضرب إيذاء، كيف تشهد وأنت ما سمعت ولا رأيت، وإذا حلف كذلك ضربوه حَتَّى يتأدب ويتمرن، هذا في بيان عناية السلف يدربون الصغار على الأمانة وحفظ العهد.
(المتن)
قوله: وقال إبراهيم: "كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار" هكذا حال السلف الصالح محافظة منهم على الدين الذي أكرمهم الله تعالى به، فلا يتركون شيئًا مما يكره إلا أنكروه.
وفيه تمرين الصغار على دينهم بالتعليم.
فيه مسائل:
الأولى: الوصية بحفظ الأيمان.
(الشرح)
وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ، حفظه عن كثرة الحلف، وحفظه عن عدم التكفير، وحفظه عن الحلف بها كذبًا.
(المتن)
(الشرح)
ينفق السلعة ويُدرجها لكن البركة ممحوقة.
(المتن)
(الشرح)
حَتَّى ولو كان صادقًا يحلف، والله ما اشتريتها إلا بكذا، والله ما بعتها إلا بكذا وكذا، والله ما دخلت عليا إلا بكذا، والله الناس يبيعون بكذا هذا يحلف ويدرج ما يبيع إلا بيمين وما يشتري إلا بيمين.
(المتن)
(الشرح)
يعظم الشيخ الزاني، وكذلك الفقير المستكبر، هؤلاء الداعي ضعيف ولذلك عظم الذنب، الزنا كبيرة لكن إذا صدر من الشيخ يكون أعظم لأن الداعي قليل، والكِبر ممنوع من الفقير وغيره فإذا صدر من الفقير ممنوع لأنه ما عنده داعي، أُشَيْمِطُ زانٍ، وعائلٌ مُستكبِرٌ، ورجُلٌ جعَلَ اللهَ بِضاعتَه....
(المتن)
(الشرح)
لأن هؤلاء لا يبالون بالحف ولهذا ذموا.
(المتن)
(الشرح)
تتغير الأحوال بعدهم.
(المتن)
(الشرح)
لضعف إيمانهم.
(المتن)
(الشرح)
لفضل السلف وفضل علمهم ودينهم.