بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين؛ أما بعد:
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين" في باب ماجاء في ذمة الله وذمة نبيه ﷺ.
(المتن)
قال: قوله: وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ إلى آخره. فيه حجة لمن يقول من الفقهاء وأهل الأصول: إن المصيب في مسائل الاجتهاد واحد، وهو المعروف من مذهب مالك وغيره.
قوله: وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ الذمة: العهد، وتخفر: تنقض، يقال: أخفرت الرجل: نقضت عهده، وخفرته: أجرته.
(الشرح)
أجرته يعني: حفظته، حفظت عهده، أخفرته: نقضت عهده، وخفرته: حفظت عهده، الفرق بينهم الهمزة، أخفر: نقض العهد، خفر: حفظ العهد، الفرق بينهما حرف واحد، مثل المقسطون والقاسطون، المقسطون: العادلون، القاسطون: الجائرون الظالمون، القاسط من قسط الثلاثي هذا جائر وظالم، والمقسط الرباعي: العادل، قال: المقسطون عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، والقاسط قال تعالى: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن/15]؛ يعني: الظالمون الجائرون.
(المتن)
(الشرح)
استدل بها على أن المصيب واحد، لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ أَمْ لَا استدل به على المصيب واحد وليس كل مجتهدٍ مصيب، المصيب واحد والمخطأ له أجر، وقال آخرون من أهل الأصول: كل مجتهدٍ مصيب، وقصده بذلك مصيب لأنه فعل ما أُمر به فهو مصيبٌ، أما إصابة الحق واحد، الصواب أن المصيب واحد وليس كل مجتهدٍ مصيب، خلافًا لمن قال من الأصوليين: إن كل مجتهدٍ مصيب، قولان يحق قيل: كل مجتهدٍ مصيب والقول الثاني ليس كل مجتهدٍ مصيب بل المصيب واحد والثاني مخطأ والمخطأ إذا كان مجتهد له أجره الاجتهاد وفاته أجر الصواب، والمصيب حصل على أجر الاجتهاد وأجر الصواب.
(المتن)
فيه مسائل:
الأولى: الفرق بين ذمة الله وذمة نبيه ﷺ وذمة المسلمين.
(الشرح)
لأن ذمة الله لا يجوز أن يخفرها، وأما ذمة المسلمين أسهل، ولهذا لا ينبغي أن يعطي الكفار ذمة الله، بل يُنزلهم على ذمته وذمة أصحابه، وكذلك الحكم، لايقول احكم وإنما يقول احكم فيكم بحكمي بحكم أصحابي.
(المتن)
(الشرح)
أقل الأمرين: كونك تخفر ذمته وذمة أصحابه، أقل خطرًا من كونك تخفر ذمة الله وذمة نبيه.
(المتن)
(الشرح)
هذه آدابٌ عظيمة، اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. تربية على الإخلاص، والمراد في سبيل الله لا لأجل الدنيا، بسم الله ومستعينين بذكر اسم الله.
(المتن)
(الشرح)
مَن: من صيغ العموم، هذا وصف وفيه دليل على أن المسلم لا يُقاتل، قال: قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ. من اتصف بهذا الوصف، وهذا ينبغي يعني أنه لا يقاتل إلا من تحقق كفره، أما من شك في كفره فلا يُقاتل حَتَّى يتبين.
(المتن)
(الشرح)
فيه الاستعانة بالله، يعني: المسلم يستعن بالله في كل أموره، ومن ذلك في الجهاد استعن على قتال الكفار، والله تعالى يُعين المؤمنين ووعدهم بذلك ووعدهم بالأجر .
(المتن)
(الشرح)
حكم الله هو ما أنزله في كتابه وفي سنة نبيه، أما حكم العلماء يحكم فيه باجتهاده بما يراه.
(المتن)
(الشرح)
صحيح؛ لأنه قد لا يتبين له الأمر فيحكم بحكمه هو وبحكم أصحابه لا بحكم الله ورسوله.
المتن:
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى
بركة.