شعار الموقع

كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف 10 أُمُورٍ كُلِّيَةٍ يعرف بِهَا كَوْنُ الْحَدِيثُ مَوْضُوعًا (مناقضة الْحَدِيثِ لِمَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ الصَّرِيحَةُ مُنَاقِضَةً بينة)

00:00
00:00
تحميل
145

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام عَلَى نبينا محمد ﷺ.

اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.

نقرأ كتاب " المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام اِبْن القيم رحمه الله ".

(المتن)

فصل:

ومنها: مناقضة الْحَدِيثِ لِمَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ الصَّرِيحَةُ مُنَاقِضَةً بينة.

(الشرح)

من علامة وضع الحديث وأنه موضوع ومكذوب عَلَى النَّبِيِّ ﷺ هَذَا الفصل انعقد لبيان وصف الحديث المكذوب عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.

(المتن)

ومنها: مناقضة الْحَدِيثِ لِمَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ مُنَاقِضَةً بينة.

(الشرح)

نعم إذا كان الحديث مناقض لما جاءت بِهِ السنة مناقضة بينة، فَإِنَّهُ يطرح، يَعْنِي هَذَا من علامة الوضع، إذا ناقض السنة وخالف السنة وعارض السنة الواضحة دل عَلَى أن هَذَا الحديث موضوع، إذا كانت المناقضة واضحة بينة لا إشكال فِيهَا.

(المتن)

فَكُلُّ حَدِيثٍ يَشْتَمِلُ عَلَى فَسَادٍ.

(الشرح)

حديث اشتمل عَلَى فساد لو جاء حديث يأمر بفساد هَذَا باطل هَذَا مكذوب، الله تعالى ينهى عن الفساد والنبي ﷺ ينهى عن الفساد.

(المتن)

أَوْ ظُلْمٍ أَوْ عَبَثٍ.

(الشرح)

كذلك إذا كان حديث يأمر بالظلم أو يأمر بالعبث كُلّ هَذَا يدل عَلَى أَنَّهُ مكذوب.

(المتن)

أَوْ مَدْحِ بَاطِلٍ.

(الشرح)

كذلك جاء حديث يمدح الباطل أو يذم الْحَقّ؛ فَهَذَا من علامات الوضع.

(المتن)

 أَوْ ذَمِّ حَقٍّ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْهُ بريء.

ومن هذا الْبَابِ أَحَادِيثُ مَدْحِ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ أَوْ أَحْمَدُ وَأَنَّ كُلَّ مَنْ يُسَمَّى بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ لم يَدْخُلُ النَّارَ.

وَهَذَا مُنَاقِضٌ لِمَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنْ دِينِهِ ﷺ أَنَّ النَّارَ لا يُجَارُ مِنْهَا بِالأَسْمَاءِ وَالأَلْقَابِ وَإِنَّمَا النَّجَاةُ مِنْهَا بِالإِيمَانِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.

(الشرح)

يَعْنِي إذا جاء أحد قَالَ: من اسمه محمد فهو في الجنة، من اسمه كذا فهو في الجنة، الاسم لا يعول عليه العبرة بالعمل بالإيمان، بالتقوى والعمل، ليست العبرة بالألقاب ولا بالأسماء، اِبْن البوصيري حينما استغاث بالرسول يَقُولُ: لي منه ذمته فإن اسمي محمدًا، يَقُولُ: لي ذمة عِنْدَ الرسول؛ لِأَنَّ اسمي محمد، وَهَذَا من جهله وضلاله.

(المتن)

وَهَذَا مُنَاقِضٌ لِمَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنْ دِينِهِ ﷺ أَنَّ النَّارَ لا يُجَارُ مِنْهَا بِالأَسْمَاءِ وَالأَلْقَابِ وَإِنَّمَا النَّجَاةُ مِنْهَا بِالإِيمَانِ وَالأَعْمَالِ .

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ عَلَّقَتِ النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ بِهَا، وَأَنَّهَا لا تَمُسَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، وَغَايَتُهَا أَنْ تَكُونَ مِنْ صِغَارِ الْحَسَنَاتِ.

 (الشرح)

هَذَا فِيهِ نظر كيف تكون من صغار الحسنات.

إذا كان علق بفعل شيء أَمَّا إذا علق باسم أو بلقب فلا، فليست من صغار الحسنات.

(المتن)

وَالْمَعْلُومُ مِنْ دِينِهِ ﷺ خِلافُ ذَلِكَ وَأَنَّهُ إِنَّمَا تضَمَّنَ النَّجَاةَ مِنْهَا لِمَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدَ.

(الشرح)

إِنَّمَا تضمن النجاة لمن حقق التوحيد نعم.

(المتن)

فَصْلٌ:

وَمِنْهَا: أَنْ يَدَّعِي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ فَعَلَ أَمْرًا ظَاهِرًا بِمَحْضَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ وَأَنَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى كِتْمَانِهِ وَلَمْ يَفعلوهُ كَمَا يَزْعُمُ أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ: أَنَّهُ ﷺ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِمَحْضَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ وَهُمْ رَاجِعُونَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَأَقَامَهُ بَيْنَهُمْ حَتَّى عَرِفَهُ الْجَمِيعُ ثُمَّ قال: "هَذَا وَصِيِّي وَأَخِي وَالْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ثُمَّ اتَّفَقَ الْكُلُّ عَلَى كِتْمَانِ ذَلِكَ وَتَغْيِيرِهِ وَمُخَالَفَتِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ.

(الشرح)

يزعم بَعْضُهُمْ أن الرسول ﷺ قَالَ قولًا أو فعل فعلاً ثُمَّ أجمع الصحابة عَلَى كتمانه وَلَمْ ينقل، هَذَا باطل، مثل ما يروي الرافضة من أن النَّبِيِّ أخذ بيد علي وَقَالَ: أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي، يَقُولُونَ: الصحابة كلهم أجمعوا عَلَى كتمانه، وولوا أبا بكر زورًا وبهتانًا، ثُمَّ ولوا عمر زورًا وبهتانًا، ثُمَّ ولوا عثمان زورًا وبهتانًا، ثُمَّ نفذت الوصية في الخليفة الرابع، وَهَذَا من أبطل الباطل، الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم وأرضاهم، ومعصومون من الخطأ، معصومون من السكوت عن الْحَقّ والاجتماع عَلَى الباطل؛ بل الأمة كلها معصومة مثل الصحابة ، يَقُولُ النَّبِيِّ ﷺ: لَا تجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ.

(المتن)

وَكَذَلِكَ رِوَايَتِهِمْ: "إِنَّ الشَّمْسَ رَدَّتْ له بَعْدَ الْعَصْرِ.

(الشرح)

كذلك هَذَا باطل؛ (الشمس ردت لعلي) هَذِهِ أحاديث لا تثبت؛ وَإِنَّمَا الَّذِي أُكرهت له الشمس يوشع بْنِ نون فتى موسى، كان نبيًا بَعْدَ وفاة موسى فتح بيت المقدس، صار ببني إسرائيل وكادت الشمس أن تغرب، تدخل ليلة السبت وهو ممنوع عندهم يوم السبت، فخاطب الشمس فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ، وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللهُمَّ، احْبِسْهَا عَلَيَّنا، فحبسها الله؛ حَتَّى تم الفتح قبل غروبها، هَذَا يوشع بْنِ نون الَّذِي أُكرهت له الشمس، وأما ما يروى أن علي هُوَ أكرهت له الشمس هَذَا ما يثبت عِنْدَ أهل العلم.

(المتن)

وَكَذَلِكَ رِوَايَتِهِمْ: "إِنَّ الشَّمْسَ رَدَّتْ له بَعْدَ الْعَصْرِ وَالنَّاسُ يُشَاهِدُونَهَا" وَلا يَشْتَهِرُ هَذَا أَعْظَمَ اشْتِهَارٍ وَلا يَعْرِفُهُ إِلا أَسْمَاءُ بنت عميس.

فَصْلٌ

وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ بَاطِلاً فِي نَفْسِهِ فَيَدُلُ بُطْلانِهِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ.

كَحَدِيثِ "الْمَجَرَّةُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ مِنْ عرْف الأَفْاعَى الَّتِي تَحْتَ العرش".

(الشرح)

هَلْ في أفاعي تحت العرش! قبح الله واضعه.

(المتن)

وَحَدِيثِ "إِذَا غَضِبَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَ الْوَحْيَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَإِذَا رَضِيَ أنزله بالعربية".

وَكَحَدِيثِ "سِتُّ خِصَالٍ تُورِثُ النِّسْيَانَ: سُؤْرِ الْفَأْرِ وَإِلْقَاءُ الْقَمْلِ فِي النَّارِ وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَمَضْغُ الْعِلْكِ وَأَكْلُ التُّفَّاحِ الْحَامِضِ".

وَحَدِيثِ "الْحِجَامَةُ عَلَى الْقَفَا تُورِثُ النسيان".

(الشرح)

هَذَا حديث باطل نعم.

(المتن)

وَحَدِيثِ "يَا حُمَيْرَاءُ لا تَغْتَسِلِي بِالْمَاءِ الْمُشَمَّسِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ".

(الشرح)

وكل حديث فِيهِ الحميراء فهو لا يصح.

(المتن)

وَكُلُّ "حَدِيثٍ فِيهِ "يَا حُمَيْرَاءُ" أو ذكر "الحميراء" فهو كذب مختلق.

مثل "يَا حُمَيْرَاءُ لا تَأْكُلِي الطِّينَ فَإِنَّهُ يُورِثُ كذا وكذا".

وَحَدِيثِ "خُذُوا شَطْرَ دِينِكُمْ عَنِ الحميراء".

وَحَدِيثِ "مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى" فَإِنَّ اللَّعْنَةَ لا تَقُومُ مقام الصدقة أبدًا.

وَكَحَدِيثِ "آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لا أدخُلَ النَّارَ مَنِ اسْمُهُ أحمد ولا محمد".

(الشرح)

يَعْنِي هَذَا كأنه حديث قدسي للرب ، هَذَا باطل، العبرة بالعمل، الأسماء لا تقدم ولا تأخر العبرة بالعمل والإيمان.

(المتن)

وَكَحَدِيثِ "مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَبَرُّكًا بِهِ كَانَ هُوَ وَالْوَلَدُ فِي الْجَنَّةِ".

وَكَحَدِيثِ "مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَنَا مِنْ زَوْجَتِهِ وَهُوَ يَنْوِي إِنْ حَبِلَتْ مِنْهُ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا إِلا رَزَقَهُ اللَّهُ وَلَدًا ذَكَرًا" وَفِي ذَلِكَ جُزْءٌ كُلُّهُ كَذِبٍ.

(الشرح)

يَعْنِي المؤلف في ذَلِكَ جزء كله باطل، نسأل الله العافية، هَذَا من علامة الوضع الأسماء لا عبرة بها.

(المتن)

فَصْلٌ

وَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ الحديث لا يُشْبِهُ كَلامَ الأَنْبِيَاءِ فَضْلاً عَنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

(الشرح)

قف هنا وفق الله الجميع لطاعته.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد