شعار الموقع

كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف 16 أُمُورٍ كُلِّيَةٍ يعرف بِهَا كَوْنُ الْحَدِيثُ مَوْضُوعًا (مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ صَرِيحَ الْقُرْآنِ)

00:00
00:00
تحميل
53

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ.

 نقرأ في كتاب "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" للإمام ابن القيم.

 اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.

(المتن)

ويشبه هذا مَا وَقَعَ فِيهِ الْغَلَطُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ الْحَدِيثِ وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَلَكِنْ وَقَعَ فيه الْغَلَطُ فِي رَفْعِهِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ كَعْبِ الأَحْبَارِ كَذَلِكَ قَالَ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ الْكَبِيرِ وَقَالَهُ غَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا وَهُوَ كَمَا قَالُوا لأَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَهَذَا الْحَدِيثُ يَقْتَضِي أَنَّ مُدَّةَ التَّخْلِيقِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(الشرح)

وهذا الحديث الذي رواه أبو هريرة فيه خطأ في صحيح مسلم، وفيه ذكر أن الله خلق المخلوقات في سبعة أيام، وذكر أن التربة هي يوم السبت، وهذا خطأ، والسبب أن الخطأ وقع في رفعه إلى النبي ﷺ، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ، وهذا خطأ، وإنما عن أبي هريرة عن كعب الأحبار، كعب الأحبار هذا من بني إسرائيل أسلم، لذلك المتأخرون ينقلون عن بني إسرائيل؛ هذا مخالف للقرآن، وذكره البخاري في تاريخه وفي غيره، الله تعالى يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق/38].

أولها الأحد وآخرها الجمعة والسبت ما فيه خلق، ولهذا قال اليهود عليهم لعائن الله: أن الله خلق السموات في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة ثم تعب واستراح في يوم السبت، فأنزل الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق/38].

من تعب وعياء، وهو قادر على أن يخلقها في لحظة لكن لحكمة بالغة خلق السموات في ستة أيام، فهذا الحديث وإن كان في صحيح مسلم حصل فيه الخطأ، خطأ في كون التخليق سبعة أيام، والصواب في ستة أيام، السابع ما فيه خلق الذي هو يوم السبت كما دل عليه القرآن، وهذا الخطأ في رفع الحديث إلي النبي ﷺ، ليس عن النبي وإنما عن أبي هريرة عن كعب الأحبار.

الطالب: (...) الأيام؟.

الشيخ: في خلاف بين أهل العلم، لكن الأقرب أنه من هذه الأيام، لكن الخطأ منع عنه.

الطالب: الحديث خرجه هنا الشارح.

الشيخ: اقرأه.

الطالب: عن أبي هريرة قال: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِي فَقَالَ: خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ.

الشيخ:  (.....) المخلوقات في غروب الشمس بانتهاء يوم الجمعة أما السبت ما فيه خلق، فهذا الحديث ذكر أن يوم السبت خلق وهذا مخالف للقرآن فدل على أنه خطأ، ولذلك أخطأ الراوي في رفعه إلى النبي ﷺ.

(المتن)

فصل

وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ الَّذِي يُرْوَى فِي الصَّخْرَةِ أَنَّهَا عَرْشُ اللَّهِ الأَدْنَى تَعَالَى اللَّهُ عَنْ كَذِبِ الْمُفْتَرِينَ.

وَلَمَّا سَمِعَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ هَذَا قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ يقول الله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ [البقرة/255]؛ وتكون الصخرة عرشه الأدنى.

وكل حَدِيثٍ فِي الصَّخْرَةِ فَهُوَ كَذِبٌ مُفْتَرًى وَالْقَدَمُ الَّذِي فِيهَا كَذِبٌ مَوْضُوعٌ مِمَّا عَمِلَتْهُ أَيْدِي الْمُزَوِّرِينَ الَّذِينَ يُرَوِّجُونَ لَهَا لِيَكْثُرَوا سَوَادُ الزَّائِرِينَ.

(الشرح)

يعني: كان صخرة بيت المقدس فيها موضع قدم، هذه من مقام إبراهيم بجوار الكعبة أثر قدم إبراهيم، لكن هذا ظاهره أن الصخرة فيه مكان قدم.

(المتن)

وَأَرْفَعُ شَيْءٍ فِي الصَّخْرَةِ أَنَّهَا كَانَتْ قِبْلَةَ الْيَهُودِ وَهِيَ فِي الْمَكَانِ كَيَوْمِ السَّبْتِ فِي الزَّمَانِ أَبْدَلَ اللَّهُ بِهَا هَذِهِ الأُمَّةَ الْمُحَمَّدِيَّةَ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ.

وَلَمَّا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى اسْتَشَارَ النَّاسَ هَلْ يَجْعَلُهُ أَمَامَ الصَّخْرَةِ أَوْ خَلْفَهَا؟ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ابْنِهِ خَلْفَ الصَّخْرَةِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْيَهُودِيَّةِ خَالَطَتْكَ الْيَهُودِيَّةُ بَلْ أَبْنِيهِ أَمَامَ الصَّخْرَةِ حَتَّى لا يَسْتَقْبِلُهَا الْمُصَلُّونَ" فَبَنَاهُ حَيْثُ هُوَ الْيَوْمُ.

(الشرح)

(يا ابن اليهودية) يقصد كعب لأنه أسلم وكان من بني إسرائيل، وهذا من باب الشدة.

الطالب: الترجمة ذكر الحديث في الإمام أحمد في مسنده: عن عُبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن أصلي، فقال: إن أخذت عني صليت خلق الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك، فقال عمر بن الخطاب : ضاهيت اليهود؛ أي شابهتها وفعلت مثل فعل أهلها، لا، ولكن أصلي حيث صلى رسول الله ﷺ، فتقدم للقبلة فصلى ثم جاء فبسط ردائه، فكان سِرق الناس؛ أي جمعوها في ردائه.

(المتن)

وَقَدْ أَكْثَرَ الْكَذَّابُونَ مِنَ الْوَضْعِ فِي فَضَائِلِهَا وَفَضَائِلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالَّذِي صَحَّ فِي فَضْلِهِ قوله ﷺ : لا تُشَدُّ الرِّحَالِ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدٍ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذَا وَهُوَ في الصحيحين.

وَقَوْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَيُّ مَسْجِدٍ وضع في الأرض أولاً؟ فَقَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، ثُمَّ أَيْ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الأَقْصَى الْحَدِيثَ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: لَمَّا بَنَى سُلَيْمَانُ الْبَيْتَ سَأَلَ رَبَّهُ ثَلاثَ مَسَائِلَ حُكْمًا يُصَادِفُ حكمه فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَسَأَلَهُ مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَسَأَلَهُ أَنْ لا يَؤُمُّ أَحَدٌ هَذَا الْبَيْتَ لا يُرِيدُ إِلا الصَّلاةُ فِيهِ إِلا رَجِعَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ ذَلِكَ وَهُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ وَصَحِيحِ الْحَاكِمِ.

وَفِي الْبَابِ حَدِيثٍ رَابِعٍ دُونَ هَذِهِ الأَحَادِيثِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَهُوَ حَدِيثٌ مُضْطَرِبٌ: إِنَّ الصَّلاةَ فِيهِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ صَلاةٍ.

وَهَذَا مُحَالٌ لأَنَّ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَفْضَلُ مِنْهُ وَالصَّلاةُ فِيهِ تُفَضَّلُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَلْفِ صَلاةٍ.

وَقَدْ رُوِيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ التفضيل بخمس مئة وَهُوَ أَشْبَهُ.

وَصَحَّ أَنَّهُ ﷺ: «أُسْرِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَأَنَّهُ صَلَّى فِيهِ وَأَمَّ الْمُرْسَلِينَ فِي تِلْكَ الصَّلاةِ».

(الشرح)

أَمَّ الأنبياء والمرسلين لما قدمه جبريل.

(المتن)

 وَرَبَطَ الْبُرَاقَ بِحَلَقَةِ الْبَابِ وَعُرِجَ بِهِ مِنْهُ.

(الشرح)

من بيت المقدس، جيء بالمعراج كهيئة الدرج، كهيئة السُلَم.

(المتن)

وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَتَحَصَّنُونَ بِهِ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَهَذَا مَجْمُوعُ مَا صَحَّ فِيهِ مِنَ الأَحَادِيثِ.

(الشرح)

يتحصنون في جبال الطور، ما في بيت المقدس.

الطالب: حقق القول المشهور: تحصنًا به من الدجال والله أعلم.

الشيخ: أعد.

(المتن)

وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَتَحَصَّنُونَ بِهِ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج.

(الشرح)

يعني من بيت المقدس؟.

الطالب: نعم.

الشيخ: لا، الذي صح في الأحاديث أنهم يتحصنون بجبل الطور، في حديث في صحيح مسلم: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ.

(المتن)

ثُمَّ افْتَتَحَ الْكَذَّابُ الْجِرَابَ وَأَكْمَلَ الأَحَادِيثَ الْمَكْذُوبَةَ فِيهِ وَفِي الْخَلِيلِ، فَقَبَّحَ اللَّهُ الْكَاذِبِينَ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَالْمُحَرِّفِينَ لِلصَّحِيحِ مِنْ كَلامِهِ فيالله مَنْ لِلأُمَّةِ مِنْ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ؟!

(الشرح)

من هم الطائفتين؟ الكذابين، والمحرفون.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد