بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام عَلَى نبينا محمد ﷺ.
اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين.
نقرأ كتاب " المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام اِبْن القيم رحمه الله ".
(المتن)
فَصْلٌ
وَمِنْ ذَلِكَ أَحَادِيثُ الْمَنْعُ مِنْ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلاةِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالرَّفْعِ مِنْهُ كله باطل مكذوب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لا يصح منه شيء.
(الشرح)
أحاديث الرفع من الركوع هَذِهِ ثابتة في الصحيحين أن النَّبِيِّ ﷺ كان يرفع يديه في الصلاة في أربع مواضع، عِنْدَ تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه، هَذِهِ ثلاثة مواضع في الصحيحين، وجاء الموضع الرابع في صحيح البخاري أَيْضًا ثبت في صحيح البخاري عِنْدَ القيام من التشهد الأول، هَذِهِ مواضع ثابتة.
أَمَّا عِنْدَ السجود وعند الرفع من السجود فَهَذَا لَمْ يثبت جاء فِيهِ أحديث ضعيفة، فَإِذَا جاء حديث ينهى عن رفع اليدين عِنْدَ الركوع وعند والرفع منه فهو باطل، والأحاديث الَّتِي فِيهَا النهي عن رفع اليدين عِنْدَ الركوع وعند الرفع منه أحاديث باطلة؛ لِأَنَّهَا تخالف ما في الصحيحين.
(المتن)
(الشرح)
نعم عن عبد الله بْنِ مسعود أَنَّهُ قَالَ: صليت خلف رسول الله فكبر للإحرام ورفع يديه، وركع وَلَمْ يرفع يديه، هَذَا غير ثابت، لَكِن حديث سالم بْنِ عمر ثابت في الصحيحين أن النَّبِيِّ رفع يديه في الركوع وفي الرفع من الركوع.
(المتن)
وَكَحَدِيثِهِ الآخَرِ "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمْ يَرْفَعُوا إلا عند افتتاح الصلاة" وهو منقطع لا يصح.
وَحَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ أُذُنَيْهِ ثُمَّ لا يَعُودُ".
قَالَ الشَّافِعِيُّ: "ذَهَبَ بَعْضُ النَّاسِ إِلَى تَغْلِيطِ يَزِيدَ" وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: "هذا حديث واه" وقال يحيى ابن أَبِي زِيَادٍ: "ضَعِيفُ الْحَدِيثِ" وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: "لَيْسَ بِذَلكَ" وَضَعَّفَ هَذَا الْحَدِيثَ جُمْهُورُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وقالوا: لا يصح".
(الشرح)
لِأَنَّهَ مخالف لما في الصحيحين، مخالف للصحيحين من رفع اليدين عِنْدَ الركوع وعند الرفع منه، فلا يصح الحديث.
(المتن)
(الشرح)
وَهَذَا حديث ضعيف، اِبْن أبي ليلى ضعيف فلا يصح.
(المتن)
(الشرح)
وَهَذَا غير ثابت لَكِن بعض ألفاظ هَذَا الحديث بعضها جاءت في صحيح السنة، في رفع اليدين عِنْدَ تكبيرة الإحرام عِنْدَ الركوع والرفوع منه، وكذلك في الصفا وفي المروة وعند الجمرة الأولى وعند الجمرة الثانية ترفع اليد فِيهَا بالدعاء، هَذَا ثبت أحاديث أخرى غير الحديث هَذَا.
الطالب: الموقفين المراد بِهِ عرفات ومزدلفة؟.
الشيخ: نعم هَذِهِ ستة مواضع في الحج ترفع الأيدي فِيهَا، عِنْدَ الصفا فوق الصفا وفوق المروة في عرفة وفي مزدلفة عِنْدَ الجمرة الأولى وعند الجمرة الثانية بَعْدَ الزوال، ستة مواطن.
الطالب: وعند البيت؟.
الشيخ: عِنْدَ البيت ضعيف هَذَا قول ضعيف، إذا رأى البيت رفع يديه ودعا بالدعاء ضعيف هَذَا، ذكر الفقهاء من الحنفية وغيرهم أَنَّهُ إذا جاء ودخل المسجد الحرام ورأى البيت رفع يديه، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ فحينا ربنا بالسلام، إِلَى آخر الأثر ضعيف هَذَا ما يصح.
(المتن)
(الشرح)
يَعْنِي مكذوب، هَذَا الحديث غير ثابت، قوله: «ثُمَّ لا يعود»، هَذَا منكر.
(المتن)
وحديث عباد بن الزبير كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ الصَّلاةِ ثُمَّ لَمْ يرفعهما وهو موضوع.
وَحَدِيثٍ وَضَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُكَاشَةَ الْكَرَمَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفًا "مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلا صَلاةَ لَهُ" قَبَّحَ الله واضعه.
فَصْلٌ
وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ "أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُدْعَوْنَ بِأُمَّهَاتِهِمْ لا بآئهم" هُوَ بَاطِلٌ وَالأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِخِلافِهِ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ: "بَابُ مَا يُدْعَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِآبَائِهِمْ" ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ يُنْصَبُ لِكُّلِ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ فَيُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ. وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ أُخْرَى غَيْرُ ذَلِكَ.
(الشرح)
الشاهد من هَذَا قوله: غَدْرَةُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، نسب إِلَى أبيه وَلَمْ ينسب إِلَى أمه، فَهَذَا الحديث الموضوع، قوله: أن النَّاس يدعون بأمهاتهم يوم القيامة باطل هَذَا، هَذَا باطل، والله تعالى قَالَ في القرآن: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب/5].
هَذَا في التبني وكذلك في يوم القيامة يدعون بآبائهم لا بأمهاتهم هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، ما قَالَ: فلان بْنِ فلانة.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: يرفع يديه في الخفض من الرفع؟ المعروف أَنَّهُ كان يكبر في كُلّ خفض ورفع هَذَا ثبات.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: نعم هَذَا وارد في السنن رفع اليدين عِنْدَ السجود وعند الرفع منه؛ لَكِن ضعيف لا يثبت، وَهَذَا في المسند كذلك ما يصح.
الطالب: البعض يرفع يديه في التشهد الأوسط قبل أن يقوم؟.
الشيخ: لا حينما يتحرك، حين يتحرك يبدأ.
الطالب: أورد المؤلف رحمه الله تعالى هنا جملة من الأحاديث في مسألة رفع اليدين، ثُمَّ أعلها وهي مسألة خلافية قديمة، كثر فِيهَا الكلام وطال وألفت التآليف المستقلة في عصور مختلفة، وَهَذَا الكتاب لا يحتمل الأخذ والرد فِيهَا، فأحيل القارئ إِلَى جواب المستدلين أو المتمسكين بهذه الأحاديث عَلَى نصب الراية للحافظ الزيلعي والتعليق عليه في الجزء الأولِ، وقد وقع في الأصل هنا تحريف كثير في الأحاديث وأسانيدها انتهى.
(المتن)
فَصْلٌ
وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ "حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَجْلِسًا لِلْفُقَرَاءِ وَرَقَصَ حَتَّى شَقَّ قَمِيصَهُ" فَلَعَنَ اللَّهُ وَاضِعَهُ مَا أَجْرَأَهُ عَلَى الْكَذِبِ السَّمِجِ.
(الشرح)
نسأل الله العافية الوضاعون عندهم جرأة.
(المتن)
(الشرح)
نعم المشركين عباد الأوثان يضعون أحاديث؛ حَتَّى يروجوا شركهم، لو حسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه، ينفعه الحجر، وفي أحاديث أخرى يضعها المشركون، وفي أحاديث مشابهة لهذا نسيت بعضها وضعها المشركون.
(المتن)
(الشرح)
هَذَا باطل.
(المتن)
(الشرح)
هَذَا ذكره اِبْن القيم وأطال فِيهِ في كتاب " الداء والدواء " من عشق فعف فكمتم فمات فهو شهيد.
(المتن)
وَحَدِيثُ "مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ له" موضوع أيضًا وغاية ما روي فيه أنه منام رآه بعض الناس.
وَحَدِيثُ "مَنْ قَصَّ أَظْفَارَهُ مُخَالِفًا لَمْ يَرَ فِي عَيْنَيْهِ رَمَدًا" من أقبح الموضوعات.
وَحَدِيثُ "إِذَا دَعَتْ أَحَدَكُمْ أُمُّهُ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلْيُجِبْ وَإِذَا دَعَاهُ أَبُوهُ فَلا يُجِبْ" يَرْوِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: "تَرَكُوهُ" وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: "كَذَّابٌ رَوَى أحاديث موضوعة".
وَحَدِيثُ جَابِرٍ فِي التَّشَهُّدِ وَفِي أَوَّلِهِ "بِسْمِ اللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ" يَرْوِيهِ حَمِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْهُ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: "حَمِيدٌ هَذَا كَذَّابٌ" وَقَالَ النَّسَائِيُّ: "لَيْسَ بِشَيْءٍ".
(الشرح)
قبل أن يبدأ التشهد يقولِ: بسم الله، هَذَا باطل، التسمية لَمْ ترد في قول التشهد، قف عَلَى هَذَا وفق الله الجميع لطاعته.