شعار الموقع

كتاب الأشربة (08) باب فضل تمر المدينة – باب إكرام الضيف وفضل إيثاره

00:00
00:00
تحميل
140

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد..
(المتن)

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ، وَلَا سِحْرٌ.
 وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ؛ وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، كِلَاهُمَا عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ، وَلَا يَقُولَانِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ.
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً - أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ - أَوَّلَ الْبُكْرَةِ.

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أما بعد..
فهذا الحديث فيه فضل أكل التمر من تمر المدينة في الصباح على الريق في أول البكور وأنَّه إذا أكل هذا العدد من التمرات سبع تمرات فإنه بإذن الله لا يصيبه سَمٌ ولا سحر مَن تصبَّح بسبع تمرات بين لابتيها -يعني بين لابتي المدينة وهي الحرَّة- لم يصبه في ذلك اليوم سَم) وفي اللفظ الآخر: مَن تصبَّح بتمرات عجوة لم يصبه في ذلك اليوم سُمٌ ولا سحر تصبَّح: يعني أكل في الصباح على الريق أول ما يأكل, وفيه أنه لا بد من هذا العدد سبع تمرات وهذا العدد فيه سر والله تعالى خلق السماوات سبع سماوات وخلق سبع أرضين والطواف بالبيت سبع؛ (.....) هذا العدد له شأن, وآيات الفاتحة سبع, فمَن يتصبَّح بسبع تمرات يعني أكل في أول الصباح كانت بإذن الله وقاية وحماية في ذلك اليوم فلا يصيبه سَمٌ ولا سحر.
في الحديث الثاني إنَّ في عجوة العالية ترياق ترياق: يعني شفاء, والعالية: طرف من أطراف المدينة, الحديث الأول من تصبَّح بسبع تمرات مما بين لابتيها ولابتيها : هما الحرَّتان (..........) حجارة سود من جهة الشمال, ومن جهة الشرق والغرب على حدود الحرم ما بين عيرٍ إذا اعتور, الشمال والجنوب, واشترط العلماء الشرق والغرب الحرَّتان يعني: مَن تصبَّح بتمرات من تمر المدينة عام.
والحديث الثاني فيه تخصيص العجوة, والعجوة: نخلة في المدينة خاصة من تصبح بسبع تمراتٍ عجوة , الحديث الأول ما فيه تخصيص العجوة يعني في أي تمر من تمر المدينة؛ في أي نخلة سواء عجوة ولا غيرها, فيحتمل أن يُقال إنَّ هذا عام في تمر المدينة, ويحتمل أن يكون الحديث الثاني يخصَّص الحديث الأول, من بين لابتيها: يعني العجوة خاصة.
قال شيخُنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : يُرجَى أن يكون للتمر تأثير بأي نوعٍ كان أي تمر يُرجَى أن يكون فيه فائدة حتى ولو لم يكن من تمر المدينة, ذلك الحديث فيه تقييد بأنها (من بين لابتيها), والحديث الثاني فيه تقييد (بالعجوة) وهي نوعٌ خاص أو نخل خاص من نخل المدينة وهي موجودة الآن حبة تمر سوداء وهي صغيرة تُباع الآن بثمنٍ مرتفع؛ الكيلو يُباع بثمنٍ مرتفع يصل الكيلو إلى خمس وأربعين الكيلو بسبب كون الناس علموا هذا الحكم الشرعي وصار الناس يقبلون على العجوة وإن لم تكون يعني العجوة مرغوبة من جهة الأكل أو غيرها و إنما يشترونها من أجل الفائدة الحديثية وإلا فهناك ما هو أفخر منها السكري وغيره أحسن منها من ناحية الطعمية, لكن هذا النوع جاء من جهة الفائدة الربانية التي بيَّنها النبي ﷺ , وفيه أنَّ مَن أكل تصبَّح بسبع تمرات من عجوة المدينة معتمدًا على ما جاء في الحديث محسنًا ظنه بالله أنَّ الله تعالى لا يصيبه في ذلك اليوم سَمٌ ولا سحر ولا يضره.
الطالب: قال في سند الحديث (إنَّ في عجوة العالية شفاءً) قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن أيوب وابن حُجرٍ, عندنا واحد (حدثنا يحيى بن يحيى) و (يحيى بن أيوب).


(المتن)

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً - أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ - أَوَّلَ الْبُكْرَةِ
الشيخ:  ترياق: يعني شفاء
المتن: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً - أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ - أَوَّلَ الْبُكْرَةِ
الشيخ:  البُكرة: يعني في أول الصبح وهو بمعنى الحديث السابق : مَن تصبَّح يعني من أكل في أول البكرة.
المتن:  حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، ؛ وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، وَعُمرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ شُعْبَةُ: «لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ»
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ
وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُوسَى، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

(الشرح)
و الكمأ و هي ما تسمى بالفقع الآن باللهجة العامية وهو شيء يُستخرَج من الأرض يُباع ثمنه مرتفع يعرفه أهل الاختصاص, اختلف العلماء في قوله ﷺ الكمأة من المَنِّ الذي أنزله الله على بني إسرائيل, وقيل المعنى أنه يشبه المن الذي أنزله الله على بني إسرائيل في كون كلٍ منهما يُؤخَذ بدون كُلفة وبدون مشقة, فالكمأة تُؤخَذ بدون كُلفة وبدون مشقة بدون سقي, وبدون بذر, وبدون شيء يحفره ويأخذه, كما أنَّ المَن الذي أنزله الله على بني إسرائيل ينزل من السماء يأخذونه بدون كُلفة, قال آخرون من أهل العلم: بل إنه من المَن الذي أنزله الله على بني إسرائيل حقيقة عملًا بظاهر الحديث, وأنه حقيقة من المن, فالذي أنزله الله على بني إسرائيل المَن يعني بقي شيء يعني من أصوله في الأرض فكان منها الكمأة , الفقع, واختُلِف في معنى قول النبي ﷺ وماؤها شفاءٌ للعين فقيل المعنى يؤخذ الماء مجردا؛ ماء العين يُؤخَذ مجردا ويُعالَج به العين, وقيل المعنى أنه يُجعَل مع الدواء؛ يُخلَط مع دواء وتعالَج به العين, وقيل إذا كان لإزالة الحرارة التي في العين فإنه يُستعمَل مفردًا, وإن كان لغير ذلك فإنه يُركَّب مع غيره, وقال النووي - رحمه الله - : قد أدركنا أن بعض العلماء مَن استفاد من الحديث وعمِل بالحديث إحسانًا للظن بالله وكان قد عمِي فتعالَج فردَّ الله عليه بصره بماء الكمأة , بماء الفقع.


(المتن)

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يَقُولُ: قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.

(الشرح)
وكان المن ينزل على بني إسرائيل على الشجر يُشبِه العسل الحلو, أولا لما كانوا في التيه, والسلوى طائر والمن والسلوى, والحجر الذي يحمله موسى يضربه بعصاه فيتفجَّر عيونا كل هذا مما أعطاه الله بني إسرائيل (....) لما كانوا في التيه وهو الصحراء التي بين فلسطين ومصر صحراء سيناء.
سؤال- الماء؛ الكمأة هل يخرج هكذا أم لا بد من ...؟
جواب- مثل ما سمعت, فيه تفصل من العلماء مَن قال إنه يُؤخَذ مجردا ومنهم مَن قال يُركَّب مع دواء, ... فيه كلام الإمام مسلم ما يعتمد عليه يعتبر روايته من باب المتابعة.

(المتن)

 حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَنَحْنُ نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ رَعَيْتَ الْغَنَمَ، قَالَ: نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ.

 

(الشرح)
والكباث هو ثمر الآراك؛ الآراك السواك هذا , السواك اللي يؤخَذ شجرٌ له ثمر, ومرَّ الظهران موضِع قديم من مكة خلال مرحلة أو مرحلتين لما كانوا في مرّ الظهران فصار الصحابة يجنون ثمر الآراك؛ شجر الآراك هو الشجر الذي يُؤخَذ منه السواك له ثمر فقال النبي ﷺ عليكم بالأسود منه لأنه أحسن, قالوا: يا رسول الله كأنك عشت في البادية كأنك تعرف الجيد من غير الجيد؟ قال: نعم عشت في البادية رعيت الغنم كنت أرعاها في مكة, وفي اللفظ الآخر كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة, كنا نجد ثمر الآراك قال: عليكم بالأسود منه فالصحابة عرفوا قال عندك خبرة تعرف الجيد من غير الجيد من ثمر الآراك هذا ما يعرفه إلا مَن عاش في البادية وفي الصحراء قال: نعم كنت أرعى الغنم لأهل مكة وفي الللفظ الآخر : كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة , قال العلماء إن الحكمة في, وفي لفظٍ آخر ما من نبيٍ إلا و رعى الغنم, قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة عليه الصلاة والسلام, وموسى رعى الغنم اتفق مع الرجل الصالح أن يزوجه إحدى ابنتيه وأن يرعى الغنم ثمان سنين فإن أتممتها عشرًا فمن عندك, قال العلماء: الحكمة في رعي الأنبياء الغنم أنَّ الأنبياء حينما يرعون الغنم يحصل نوع من التواضع والسكينة الموجودة في الغنم ثم يترقون من سياسة الغنم بالنصيحة والتواضع إلى سياسة الأمم والدول سياسة الناس فيترقون من سياسة الغنم والبهائم إلى سياسة الناس وسياسة الأمم والدول.
على كل حال أقول لا شك الناس يختلفون حتى الأشخاص يختلفون ......
وفيه دليل على إباحة ثمر الآراك وأن الأصل في الأشياء الحِل والإباحة وأنَّ الإنسان إذا سبق إلى مباحٍ في البر فهو أحقُ به, لأنه لا يملك, شجر الآراك منتشر في الصحاري فمَن سبق و وهو ثمر هذا وطعام وفاكهة, ومَن سبق إلى مباح فهو أحقُ به من غيره, فإذا جناه ثمر الآراك وأخذه حاز تصرَّف فيه له أن يبيعه وله أن, كما أنه إذا احتطب الحطب واحتشَّ الحشيش له أن يتصرف فيه ويبيعه وإذا أخذ الماء من البئر وحازه في دلوه أو إنائه له أن يبيعه وكذلك إذا أخذ ثمر الآراك أو غيره فله أن يبيعه, ومَن سبق إلى مباح فإنه أحق به من غيره, وفيه أن الأصل في الأشياء الحِل والإباحة الثمار والأطعمة وغيرها, قال الله تعالى:  هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا[البقرة:29] يعني أحلَّها.


(المتن)

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: نِعْمَ الْأُدُمُ - أَوِ الْإِدَامُ - الْخَلُّ.

(الشرح)
(نِعمَ الأُدُمُ). (..........)
سؤال- قال أهل اللغة: الإدام بكسر الهمزة كذلك؟
جواب- الإدام لا الأُدُمُ (نِعمَ الأُدُمُ أو الإدام).

(المتن)

وَحَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ قُرَيْشِ بْنِ نَافِعٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ: «نِعْمَ الْأُدُمُ» وَلَمْ يَشُكَّ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَأَلَ أَهْلَهُ الْأُدُمَ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ، وَيَقُولُ: نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ، نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ.

 

(الشرح)
و (نِعمَ) من أفعال المدح كما أنَّ (بِئسَ) من أفعال الذم, وفيه أنَّ النبي ﷺ أثنى على الخل, والخل سائل فيه حموضة وفيه أنَّ الخل نوعٌ من الإدام, فإذا كان الإنسان عنده خبز يابس ثم غمسه بالخل صار إدامًا صار يكفيه مرق, وفيه تواضع النبي ﷺ ورِضاه بما قسم الله له, وفيه عدم عيب الطعام أنَّ الإنسان لا يتكلَّف بعض الناس يتكلَّف ويشُق عليه إذا لم يجد في البيت إلا شيئا يتعب أهله وكذا, فينبغي للإنسان أن يأكل ما يتيسَّر والحمد لله فالنبي ﷺ أكل ما تيسَّر وقال ما عندنا إلا خل قال: نِعمَ الأُدُمُ الخل عليه الصلاة والسلام, وفيه أنه ينبغي للإنسان أن يتحمَّل ويكون عنده صبر ويأكل ما تيسَّر ويخشوشن, بعض الناس يتكلَّف ينقص شيء من الأكلة اليومية الفاكهة ولا لحم ولا كذا أقام الدنيا وأقعدها فينبغي للإنسان أن يتواضَع ويخشوشن ويكون عنده رضا وصبر وتحمُّل وشكر لله عز وجل.

(المتن)

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِي ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ، فَقَالَ: مَا مِنْ أُدُمٍ؟ فَقَالُوا: لَا إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ، قَالَ: فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الْأُدُمُ، قَالَ جَابِرٌ: «فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ ﷺ»، وقَالَ طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ.

 

(الشرح)
يعني أحبوا ما أحبه النبي ﷺ , فلما أحب النبي ﷺ الخل حبَّه جابر ثم حبَّه طلحة مثل ما حب أنس الدُبَّاء في الحديث لما رأى النبي ﷺ يحب الدُبَّاء صار يجمعه عند النبي ﷺ وصار قال فما زلت أحب الدُبَّاء من يومئذٍ, وكان أنس بعد ذلك يحرص على أن تكون في طعامه دُبَّاء إن استطاع وهو القرع لأن النبي ﷺ كان يحبه فيريد أن يحب ما يحبه النبي ﷺ موافقةً له.


(المتن)

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَخَذَ بِيَدِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ إِلَى قَوْلِهِ: فَنِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ.
  وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي دَارِي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَى بَعْضَ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَدَخَلَ ثُمَّ أَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ الْحِجَابَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟
الشيخ: يعني دخل البيت, وليس فيه أنه رأى أهله, يعني لابد أن يخبر أهله ويكونون في مكان.
المتن:
 فَقَالُوا: نَعَمْ، فَأُتِيَ بِثَلَاثَةِ أَقْرِصَةٍ، فَوُضِعْنَ عَلَى نَبِيٍّ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قُرْصًا، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَخَذَ قُرْصًا آخَرَ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ أَخَذَ الثَّالِثَ، فَكَسَرَهُ بِاثْنَيْنِ، فَجَعَلَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟ قَالُوا: لَا إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ، قَالَ: هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الْأُدُمُ هُوَ.

(الشرح)
كِسَر من خبز تحتاج إلى شيء يُلينُها, يلينها بالخل يغمس بها الخل تكون إداما له وبعضهم إذا لم يجد شيئًا يجعل الملح يصير يغط الخبز اليابس بالملح أو بالخل أو بالدهن أو بالمرق فلم يجدوا إلا الخل فقال فنِعمَ الأُدُمُ الخل عليه الصلاة والسلام , (........) ؛ قيل إنه شيءٌ من الخوص أو شيءٌ من منديل يُجعَل فيه الشيء.
الطالب: قال: هكذا هو في أكثر الأصول (نبي) بنونٍ مفتوحةٍ ثم باءٍ موَّحدةٍ مكسورة ثم ياءٍ مثنَّاةٍ تحت مشددة, وفسروه بمائدةٍ من خوص, ونقل القاضي عياض عن كثيرٍ من الرواة أو الأكثرين أنه بتي بباءٍ موَّحدةٍ مفتوحةٍ ثم مثنَّاةٍ فوق مكسورةٍ مشددة ثم ياءٍ مثنَّاةٍ من تحتٍ مشددة (بتِيٍّ)
الشيخ: يعني كأنها مسل سفرة يعني يوضَع عليها من خوص, جعل اقتصار الخبز على جاء بسماط مثلا ووضعه كلكم ... الخوص سماه بتي أو نبي.
الطالب : و (البتُّ) كساءٌ من وبرٍ أو صوف فلعله منديلٌ وُضِع عليه هذا الطعام, قال: ورواه بعضهم بضم الباء وبعدها نونٌ مكسورةٌ مشدَّدة (بُنيِّ)
الشيخ: يعني (نبي أو بتي أو بُني)
الطالب:  قال القاضي الكناني: هو الصواب وهو طبقٌ من خوص.
الشيخ: يعني سماط يُوضَع عليها الخبز إما من كساء من وبر أو من خوص, وش قال عندك.
الطالب:  بتي بباءٍ موحدَّة من دون ... ثم مثنَّاة من فوق مكسورة مشددة ثم ياء مثناة من تحت مشددة والبتّ كساء من وبر مشهور فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام؟
الشيخ:  أخذها من النووي هذا .

(المتن)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ أَكَلَ مِنْهُ، وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ بَعَثَ إِلَيَّ يَوْمًا بِفَضْلَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّ فِيهَا ثُومًا، فَسَأَلْتُهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ.

 


(الشرح)
وفيه دليل على أنَّ الثوم ليس بحرام وهو مُجمَع عليه وكذلك البصل والكُرَّاث ولكنه يُكرَه أكله لمَن أراد حضور المسجد المكان اللي يصلي الجماعة أو أراد أن يقابل أحدا أو يكون هناك اجتماع مقابلة لبعض الأكابر أو غيرهم يُكرَه أن يأكل الثوم وكذلك البصل والكراث لئلا يؤذي الناس برائحته, وفيه دليل على أنه ليس بحرام ولكنه مُجمَعٌ على حلِّه, وأما قول النبي ﷺ في الحديث الآخر مَن أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربنَّ مسجدنا المراد الخبث هنا ليس المراد خبث التحريم , والمراد الكراهة يعني المراد الرائحة من أجل الرائحة وإلا فليست حراما الكُرَّاث والثوم والبصل والفجل ليست بحرام , حلال مجمع على حله لكن الرائحة الكريهة لا ينبغي لمَن قابل أحدا أن يأكلها, أما إذا كانوا في البرية وأكلوا جميعًا فلا بأس أو احتاج إليها للدواء ولم يتعمَّد ترك الصلاة يصلي في بيته, يصلي في بيته ولا يصلي مع الجماعة, أما إذا أكل من أجل ترك الجماعة فهو آثِم؛ يأكل الكُراث والبصل حتى لا يصلي مع الجماعة, هذا آثم .
سؤال- حرمانه دليل على العقوبة بسبب الجماعة؟
جواب- لئلا يؤذي الناس, كف الأذى عن الناس, (.........) فمنعه لئلا يضر الناس برائحته الناس.
سؤال- .....؟
جواب- لا يجوز له أن يحضر إذا أكل حتى يزيل الرائحة قال (مَن أكل فلا يقربنَّ مسجدنا) لكن إذا أكل من أجل أن يترك الجماعة فآثِم.
سؤال- الكراهة للتحريم؟ يعني ... النهي والتحريم؟
جواب- نعم, لا يقرب؛ لا يجوز يأثم ما فيه شك, إذا قرُب صار آثِما.
سؤال- ....؟
جواب- عليه الإثم إذا كان متعمِّدا إلا إذا استطاع أن يُزيل الرائحة.

(المتن)

وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ.
   وحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ، وَاللَّفْظُ مِنْهُمَا قَرِيبٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، فِي رِوَايَةِ حَجَّاجٍ: ابْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَفْلَحَ، مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ فِي السُّفْلِ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي الْعِلْوِ، قَالَ: فَانْتَبَهَ أَبُو أَيُّوبَ لَيْلَةً، فَقَالَ: نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَتَنَحَّوْا فَبَاتُوا فِي جَانِبٍ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: السُّفْلُ أَرْفَقُ، فَقَالَ: لَا أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا، فَتَحَوَّلَ النَّبِيُّ ﷺ فِي الْعُلُوِّ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي السُّفْلِ، فَكَانَ يَصْنَعُ لِلنَّبِيِّ ﷺ طَعَامًا فَإِذَا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِهِ فَيَتَتَبَّعُ مَوْضِعَ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ، فَلَمَّا رُدَّ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقِيلَ لَهُ: لَمْ يَأْكُلْ، فَفَزِعَ وَصَعِدَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ - أَوْ مَا كَرِهْتَ -، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُؤْتَى.

 

(الشرح)
يعني يأتيه الوحي؛ يؤتى: يعني يأتيه الوحي فيكره أن يكون كرِهَ الرائحة وفيه حديث صريح أنَّ الثوم ليس بحرام (قال: أحرامٌ هو؟ قال: لا) كما سأل خالد في الضب؛ لما أُوتِيَ بالضب قال: أحرامٌ هو؟ قال: لا, ولكنه ليس بأرض قومي فأجدني أعافه, فالضب حلالٌ بالإجماع وكذلك الثوم حلالٌ بالإجماع (قال: أحرامٌ هو؟ قال: لا ولكني أكره أن أجد رائحته يعني, فقال أبو أيوب: وأنا أكره ما تكره يا رسول الله) قال لأنه يُؤتَى يعني يأتيه الوحي وفيه فضل أبي أيوب الأنصاري فإن النبي ﷺ لمَّا قدِمَ المدينة نزل في بيت أبي أيوب فكان بيت أبي أيوب مُكوَّنا من دورين دور أعلى ودور أسفل فسكن النبي ﷺ في أول الأمر في الدور الأسفل وأبو أيوب في الدور الأعلى وذلك أن النبي ﷺ لمَّا قدِمَ المدينة وليس له شيء قال: للناقة دعوها فإنها مأمورة فبركَت عند أخوال بني النجار ثم بعد ذلك بنى النبي ﷺ مسجده وبيوته, لكن في نزل على أبي أيوب نزل في الدور الأسفل وأبو أيوب في الدور الأعلى ثم بعد ذلك فطن أبو أيوب قال: كيف أنا أمشي والرسول تحتي؛ أمشي في السطح غرف والنبي تحتي فشقَّ عليه ذلك فتنحَّى لما انتبه هو وأهله في ناحية حتى جاء الصباح فنزل فقال: يا رسول الله ما يمكن أن أمشي أن أكون في الدور الأعلى وأمشي على سقيفةٍ أنت تحتها, فقال: النبي ﷺ : هذا أرفق بنا؛ أقرب فلا نحتاج إلى صعود وإلى دَرَج فلم يقبل أبو أيوب قال للرسول: ما يمكن فانتقل النبي ﷺ إلى الدور الأعلى وانتقل أبو أيوب إلى الدور الأسفل, كان أبو أيوب يصنع للنبي ﷺ طعامًا يُرسل به إليه, فإذا ردَّ النبي ﷺ عليه الإناء يسأل أين مكان أصابع النبي ﷺ حتى يأكل منها يريد أن يتبرَّك بالمكان الذي أكل منه النبي ﷺ لِمَا جعل الله في جسده وما يلمس جسده من البركة هذا خاصٌ به ﷺ كان الصحابة يتبرَّكون بوضوئه وكانوا إذا توضأ أخذوا من القطرات التي توضأ منها وإذا تنخَّم تنخَّم في كف واحدٍ منهم فدلَكَ بها وجهه يتبرَّكون في آنيته, قال بعضهم (......) أنَّ هناك مَن شرب بول النبي ﷺ وهناك مَن شرب دمه لكن هذا يحتاج إلى ثبوت هذا كل هذا ليس لها سند ثابت و الأقرب أن بول النبي مثل غيره, فكان أبو أيوب إذا أتاه الطعام ولمَّا حلق النبي ﷺ شعره في حجة الوداع أمر أبا أيوب أن يوزِّع الشعرات على الناس شعرةً شعرة تبرُّكًا بها ولما نام عند أم سليم وكان بينه وبينها محرميه في القيلولة وعرِق سلفت العرق وجعلته في قارورة وجعلته مع طيبٍ لها وقالت إنه لأطيب الطيب عليه الصلاة والسلام هذا من خصائصه لا يُقَاسُ عليه غيره الصحابة ما يتبرَّكون بأبي بكر ولا عمر ولأنه من وسائل الشرك (....), كان أبو أيوب إذا أرسل الطعام إلى النبي ﷺ يصنع الطعام , أبو أيوب سكَّن النبي ﷺ في الدور ويطبخ له الطعام ويرسل له الطعام, فإذا رجع رجعت الآنية  يسأل وين مكان أصابع النبي وين المكان الذي أكل منه النبي حتى يأكل منه ويتبرَّك به, فصنع له طعامًا مرة فيه ثوم ثم لمَّا ردَّه قال أين مكان النبي ﷺ ؟ قالوا: ما أكل منه الرسول, ففزِع أبو أيوب قال كيف يرسل الطعام ولا يأكل منه النبي ﷺ فصعد إليه قال: يا رسول الله أرسلت الطعام ولا أكلت؟ قال: إنَّ فيه ثوما وإن الثوم له رائحة كريهة ولا آكُلُه وإني أكره الثوم, فقال: يا رسول الله إني أكره ما تكره, قال: إني أُوتَى؛ يعني يأتي عليه الوحي.
سؤال- إذا طُبِخ؟
جواب- إذا زالت الرائحة بالطبخ مثل البصل, البصل إذا زالت الرائحة لكن هل الثوم ما تزول الرائحة في الطبخ, قد يقال إنها تخف, لكن البصل والكُراث يزول, الكراث و البصل يزول بالطبخ ولهذا جاء في الحديث (مَن أكل من هاتين الشجرتين فليمتهما طبخًا) لكن الثوم ما يزول معروف الآن يجعلونه الناس في الفول وفي غيره وهو لا يزال رائحته كريهة قوية جدًا حتى أنَّ بعض الناس ما يستطيع إذا صلى بعض الناس قال لي بعض الناس صلى بجواره مَن أكل ثوما فقطع صلاته ما استطاع, قطع الصلاة لأنَّ الرائحة قوية, لأنه ما ينبغي للإنسان أن يأكل الثوم أو البصل ويخرج للناس إلا إذا عالَجه وأزال الرائحة, ما تحمَّل لأن الرائحة قوية شديدة ثم يُزال بالطبخ, لكن البصل يزول؛ البصل إذا طُبِخ زالت رائحته.
سؤال- ....؟
جواب- نعم كل ما له رائحة مثل الدخان كذلك لا يجوز للإنسان أن يدخل وهو له رائحة دخان يُعالِج نفسه أو كذلك إذا كانت رائحة الأسنان, في إبطيه أو في غيره لا بد أن يزيل الرائحة فلا يؤذي الناس.
سؤال- ...؟
جواب- لا ليس بصحيح, الأقرب أنه لا يصح قصة الجارية التي شربت بول النبي ﷺ ما يصح , رواها النسائي, لا يصح.
سؤال- ....؟
جواب- نعم كان الصحابة يتبرَّكون جاء عن أم سلمة أنها أخرجت كذا وأخرجت شعرات له جُبة وكانوا يستشفون بها المرضى, لكنها زالت الآن بعض الناس يدَّعي الآن بعض الصوفية فيه شيء منه وهذا ليس بصحيح أنه فيه شيء باقي من آثار النبي ﷺ .
سؤال- إمام المسجد إذا أكل ثوما هل يتخلَّف؟
جواب-  قال العلماء الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم ولأنه لابد يقابله أحد.
وفيه فضل أبي أيوب حيث أنه وعنايته بالنبي ﷺ واحترامه له وتوقيره حيث أنه ما رضي أن يسكن في الدور الأعلى والنبي ﷺ في الدور الأسفل لئلا يمشي على سقيفةٍ تحتها النبي ﷺ من تقديره واحترامه له.
سؤال- هذا الأدب يا شيخنا يكون مع الأب؟
جواب- نعم إذا كان مع الوالدين أو كذا ورأى هذا من البر لا بأس, يُقال إن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الموجود الآن في المدينة المدرس في الجامعة قال لي إنه لا يرضى أن يكون في السطح وأمه في الأسفل, وفقه الله.

(المتن)

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، فَقَالَ: مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ؟، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئي السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ، فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ، قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ.

 

(الشرح)
وهذه القصة فيها أنَّ هذا الرجل جاء ضيفًا إلى النبي ﷺ وقال إني مجهود يعني أصابني الجهد والجوع فأراد النبي ﷺ أن يُضيِّفه فذهب إلى بيته فسأل؟ فقالوا: ليس عندنا إلا ماء, ثم أرسل إلى بيوته بيوت أزواجه كل بيت يقول لا والله ما عندنا إلا ماء, بيوت النبي ﷺ ما وجد فيها ما يُضيِّف الضيف ليس فيها إلا ماء هذا يدل على ما أصاب النبي ﷺ من الشدة والجوع وهو رسول الله أفضل الخلق ولكن الله يبتليه ليُعظَم له الأجر ليصبر ويعظم له الأجر ويكون قدوةً للناس وليكون صابرًا على الشدة والبأس والضرَّاء شاكر عند النعمة وهذا في أفضل الحالات, أحيانًا يأتيه طعام فيكون شاكرًا وأحيانًا لا يجد فيكون صابرًا وهذه حالته أحسن حالات الإنسان أن يكون صابرًا عند الشدة وعند الضراء وعند البأس وعند الجوع, ويكون شاكرًا عند النهمة وعند الرخاء, ويكون تائبًا نادمًا عند الذنب هذه علامة السعادة أن يكون صابرًا عند المصائب و البلاء والمحن , ويكون شاكرًا عند النعمة والرخاء, ويكون تائبًا نادمًا عند حصول الذنب, فلما لم يجد النبي ﷺ في بيوته شيئًا قال مَن يضيف هذا الليلة يرحمه الله مَن يُضيِّفُ هذا؟ فيه على الإنسان أن يبدأ بنفسه أولًا فإن لم يجد استعان بغيره, فقال رجل: أنا يا رسول الله أُضيِّفُه فذهب به إلى رحله إلى منزله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا إلا قوت الصبيان , ما عندي إلا قوت الأطفال, فقال: علِّليهم بشيء فجعلت تُعلِّلهُم كأنها نوَّمتهُم, فلما قُدِّم الطعام قال: أرِِ ضيفنا أنَّا نأكُل فإذا قُدِّم الطعام فأطفئي المصباح؛ المصباح مصابيح الناس كانت تكون على الدُهن أو على الزيت تكون فتيلة من الخِرقَة طرف فيها دُهن أو زيت تكون بعد ذلك لما جاء الغاز وتشعل طرفه بالنار وتُطفَأ بالفم ينفُخها ويُطفِئها أو يُحرِّكها بيده فتُطفأ مو مثل الكهرباء الآن وكان هذا قبل الحجاب الظاهر أنه قبل الحجاب فصار الجو مظلما  فذهبت كأنها تُصلِحُه فأطفأته فصار الضيف يأكل ورفعا أيديهما حتى شبع الضيف وبات ... فلما جاء في الصباح قال النبي ﷺ (...) : قد عجِبَ الله من صنيعكما بضيفكما البارحة وفي رواية أخرى: (أن الله أنزل فيهم قول الله تعالى وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ يعني يُفضِّلون غيرهم عليهم ولو كان بهم مجاعة فيه إثبات العجب لله قد عجِبَ الله من صنيعكما بضيفكما البارحة إثبات العجب لله كما يليق بجلاله كسائر الصفات لا يُماثِل أحدًا في صفاته سبحانه, العجب والضحك والاستواء والعُلُو والرضا والسخط والعلم والقدرة والسمع, قاعدة عند أهل العلم أنَّ الله تعالى تُثبَت له الصفات التي أثبتها لنفسه أوأثبتها لها رسوله من غير تكييفٍ ولا تمثيل, ومما يدل على العجب أيضًا قول الله تعالى في سورة الصافات في أحد القراءات بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ [الصافات:12], وفي قراءة حفص بَلْ عَجِبْتَ (...) النبي ﷺ , وفي قراءة أخرى: بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ صفة العجب لله ومنه الحديث قد يعجب الله من الشاب ليست له صبوة وأما قول النووي إنَّ العجب هو الرضا أو قوله إن هذا عجب الملائكة هذا تأويل لا وجه له على طريقة أهل البدع العجب غير الرضا هذا وصفٌ آخر أظن فيه مر الحديث هذا وفيه قصةً أخرى في غير الصحيح لقد ضحك الله من صنيعكما بضيفكما البارحة , قال العجب لقد ضحك يكون فيه إثبات الضحك لله.

(المتن)

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ بَاتَ بِهِ ضَيْفٌ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلَّا قُوتُهُ وَقُوتُ صِبْيَانِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: نَوِّمِي الصِّبْيَةَ، وَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَقَرِّبِي لِلضَّيْفِ مَا عِنْدَكِ "، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر: 9]،
الشيخ: يعني ولو كان بهم مجاعة يقدمون غيرهم عليهم الأنصار .
المتن:  وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لِيُضِيفَهُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُضِيفُهُ، فَقَالَ: «أَلَا رَجُلٌ يُضِيفُ هَذَا رَحِمَهُ اللهُ؟» فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو طَلْحَةَ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ جَرِيرٍ، وَذَكَرَ فِيهِ نُزُولَ الْآيَةِ كَمَا ذَكَرَهُ وَكِيعٌ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي، وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ
الشيخ: من الجوع يعني جاعوا ثلاثة ذهبت أسماعهم وأبصارهم من الجهد من الجوع والشدة حتى ذهبت أسماعهم وأبصارهم صار ما يرى من شدة الجوع ولا يسمع يكون سمعه ثقيلا جدًا ورؤيته ضعيفة بسبب الجوع والجهد والمشقة اللي أصابه المقداد وصاحبان له.
المتن:
 فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا .
الشيخ: يعني يقول مَن يُقيتُنا مَن يستضيفُنا هم ما أحد يقبلهم لأنهم ما عندهم شيء محمول عليه ليس عندهم شيء يعرضون أنفسهم على الصحابة يقول ننزل عندكم الليلة؟ يقول: ما عندنا شيء نُضيِّفك, هذا يدل على ما أصاب الصحابة من الشدة وضيق ذات اليد ثم بعد ذلك وسَّع الله عليهم لكن ما ضرهم هذا نشروا دين الله ودعوا إلى الله فأفلحوا.
المتن:
 فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ ﷺ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ،
الشيخ: يعني قبلهم, ما وجودوا أحدا فقبلهم النبي ﷺ واستضافهم صاروا ضيوفا عند النبي ﷺ عرضوا أنفسهم على عدد من الصحابة فلم يكن عندهم شيء فأضافهم النبي ﷺ فصاروا ضيوفا عند هؤلاء الثلاثة.
 المتن: فَإِذَا ثَلَاث أَعْنُزٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا»، قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ ﷺ نَصِيبَهُ، قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، قَالَ: ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ .
الشيخ: (هذا فيه أن النبي ﷺ أعطاه الأعنز قد يحتلبون ويشربون يحتلب هؤلاء الثلاثة ويرفعون للنبي ﷺ  قسمه , وهذا العرب ما كان عندهم منيحة عنز وكذا معناه تكون يعني وسيلة للغذاء فكانوا هؤلاء الثلاثة يحلبون العنز فيشرب كل واحد نصيبه ويقسمونه أربعة أقسام ويرفعون للنبي ﷺ نصيبه, فإذا جاء النبي ﷺ وهم نائمون يسلِّم تسليمًا يُسمِع اليقظان ولا يُوقِظ النائم وهذا هو الذي ينبغي للإنسان إذا مر إذا جاء في مكان فيه نيام وفيه حضور يُسلِّم على الحضور لكن تسليم لا يرفع الصوت بحيث يؤذي النائمين ولا يخفض الصوت بحيث لا يسمعه اليقظان, فاليقظان يسمع والنائم لا يستيقظ بعض الناس إذا جاء يرفع صوته السلام عليكم وهم نائمون ثم يُوقِظ النيام ويؤذيهم لا يكون تسليما يسمع اليقظان ولا يُوقِظ النائم فكان النبي ﷺ إذا جاء سلَّم وصلى في المسجد شرب نصيبه مكثوا على هذه الحال كأنها مدة يحلبون العنز الثلاث ويشربون نصيبهم ويرفعون للنبي ﷺ نصيبه, ثم بعد ذلك ذكر المقدام القصة وما الذي حصل له النبي جاء وشرب نصيب النبي ﷺ )
المتن:
 قال : ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ،
الشيخ: يعني يقول إنه جاءه الشيطان قاله محمد يعني الرسول عليه الصلاة والسلام يأتي الأنصار يعطونه يأتي الأنصار ويتحفونه يعطونه ما يكفيه ما فيه حاجة إلى أن يشربها يقول اشربها أنت نصيب النبي ﷺ يعني يخاطب نفسه جاءه الشيطان و قاله الآن أنت جائع وهذه (....) النبي ﷺ والرسول ليس بحاجة يأتي الأنصار يعطونه أكلا ويعطونه شربا ما هو بحاجة اشربها أنت وقوله محمد يعني الرسول عليه الصلاة والسلام.
 المتن:
فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ، فأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، قَالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ.
الشيخ:  يعني لما شربها ودخلت في بطنه ولا يستطيع إخراجها جاءه الشيطان مرة ثانية وندَّمه قال أنت الآن شربت نصيب النبي ﷺ يدعو عليك دعاء تهلِك تضيع دنياك وآخرتك وصار الشيطان يُندِّمه, في الأول الشيطان يعني جرَّأهُ على شُربِها فلما شربها ندَّمهُ وقاله ما لي حيلة ما أستطيع
المتن: قَالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، مَا صَنَعْتَ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ، فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ
الشيخ: (يعني قماش قماشٌ قصير ما يلفُ بها جسده إن وضعها على رأسه خرجت رجلاه وإن وضعها على رجلاه خرجت رأسه.
المتن: وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا
الشيخ: يعني ما نام هو لأنه شرب نصيب النبي ﷺ وأما صاحباه فناموا مرتاحين صاحباه ناما بارتياح ما فعلوا شيئا, أما هو ندَّمه الشيطان ما نام كل الليل لأنه ما يدري ما يحصل له.
 المتن:
وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ، فَقَالَ: «اللهُمَّ، أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي»، قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ، فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، فَإِذَا هِيَ حَافِلَةٌ، وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ ﷺ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ، قَالَ: فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ، أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ.

 

(الشرح)
نعم في هذا قصة أنه لما رفع النبي ﷺ نصيبه لم يجد فيه شيئًا رفع رأسه خشي أن يدعو عليه, النبي دعا قال اللهم أطعِم مَن أطعمنا واسق مَن سقانا فأخذ ... عليه وأخذ السكين يريد أن يذبح الأعنز الثلاث حتى يُطعِم النبي ﷺ فلما أخذ السكين وعاد إليها وجد ضرعها ملآن من اللبن وجد العنز كلها ملآن في غير الوقت المعتاد فعدل عن ذبحها وحلب, في الأول أخذ السكين يريد أن يذبحها حتى يُطعِم النبي ﷺ قال: للهم أطعِم مَن أطعمنا واسق مَن سقانا ما فيه حيلة إلا أن يأخذ السكين حتى يذبح العنز ويطبخها للنبي ﷺ فلما وصل إليها وجد الضرع ملآن, والعنز كلها ملآنة فأخذ إناء كبيرا ما كان يحلب فيه أحد فحلب حتى علتهُ رغوة؛ زبد الحليب يُقال رَغوة, ورِغوة, ورُغوَة, فأتى به للنبي ﷺ فقال: اشرب يا رسول الله, فقال لهم: أشرِبتم شرابكم الليلة؟ ثم رد وقال: اشرب حتى روِيَ النبي ﷺ فعند ذلك لما علِم أنه أصابت دعوة النبي ﷺ لأنه دعا قال اللهم أطعِم مَن أطعمنا واسق مَن سقانا فسقاه, أصابت دعوته وخشي أن يدعو عليه الآن جاءه بالدعاء, فعند ذلك ضحك وسقط على الأرض من شدة الضحك فقال النبي ﷺ إحدى سوآتِك يا مقداد يعني عملت إحدى سوآتِك يا مقداد يعني فعلت فِعلةً فيها سؤل لك فيها عورة فأخبره الخبر فقال النبي ﷺ ألا أيقظت صاحبان, ألا أخبرته بأن يوقظ صاحبيه, قال الرسول ما أبالي قال: إذا شربت أنا وشربت أنت ما أبالي بصاحبي, المهم زال ما في نفسه.
وهذا فيه معجزة من معجزات النبي ﷺ وعلامة من علامات النبوة وهو كون هذه العنز الثلاث امتلأ ضرعُها باللبن في غير الوقت المعتاد؛ في غير وقته هذه معجزة من معجزاته يعني في غير الوقت, الوقت يكون فيها لبن صباحا ومساء, لكن هذا في غير الوقت ثم امتلأت ضروعها باللبن وقد حُلِبت في الصباح أو حُلِبت في المساء فوجدها مُحفَّلَة ملآنة ضرعُها باللبن شرب وحلب الحليب الكثيف في غير الوقت المعتاد هذه من علامات النبوة معجزة من معجزات النبي  ﷺ .
(.....سؤال.....)
جواب الشيخ: إذا قال اللهم أطعِم مَن أطعمنا واسق مَن سقانا طيب هذا دعاء طيب.
سؤال- يمكن بعض الناس يقول إن هذا الدعاء يكون قبل الطعام يُقال يعني لصاحب البيت (اللهم أطعِم مَن أطعمنا واسق مَن سقانا) قبل الطعام؟
جواب- قبل الطعام وبعد الطعام الرسول ﷺ قالها قبله وبعده كله دعاء خير, الرسول ﷺ قال قبل أن يسقيه ولذلك أخذ السكين ليذبحها (..............) نعم صحيح هذا خطأ آخر ولكن هو ما وجد حيلة إلا هذي في نفسه ليس له أن يتصرف, (......) الأمر واسع قبل الطعام وبعده الحمد لله.

(المتن)

وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَحَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، جَمِيعًا عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، وَحَدَّثَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ؟ أَوْ قَالَ: أَمْ هِبَةٌ؟، فَقَالَ: لَا بَلْ بَيْعٌ، فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ، مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ حُزَّةً حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ.

 

(الشرح)
حزة: يعني قطع له قطعة, نعم وهذا فيه من علامات النبوة أيضًا من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام في هذا قصة أنهم أن العدد ثلاثين ومائة, مائة وثلاثين, وأنهم أخذوا صاعًا من شعير يقول عندك.؟ نعم فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعام, كفى مائة وثلاثين شخصا وأكلوا حتى شبعوا ثم حملوا على البعير قصعتين أيضا ملآن ووُزِع, صاعًا من شعير كفى مائة وثلاثين شخصا حتى أكلوا وشبعوا وصار فيه قصعتين في إناءين محمولين على البعير ووُزِّع بعد ذلك هذه من آيات النبوة ومن دلائل قدرته وكذلك أيضًا لما ذبح الشاة, العنز, أعطاهم من سواد البطن, سواد البطن الكبد, ما من أحد إلا حزوا له حزة, قطعة من الكبد مائة وثلاثين كل واحد أعطاه قطعة إن كان حاضرًا أعطاه إياه وإن كان غائبا خبأها له يعني أبقاها له حتى يأتي, كبد عنز كفت مائة وثلاثين شخصا, ( عنز ولا شاة عندك.؟) شاة, كبد شاة كفت مائة وثلاثين كل واحد أعطاه قطعة مائة وثلاثين قطعة من الكبد هذه من علامة النبوة أن الله كثَّرَها من دلائل قدرة الله وأن الله على كل شيءٍ قدير, وفيه أن النبي ﷺ اشترى هذه الشاة من المشرك دل على أن البيع مع المشركين والشراء منهم ليس من الموالاة وأنه لا بأس بالبيع والشراء, لأن الموالاة معاشرتهم ومصادقتهم واتخاذهم أصدقاء وإخبارهم بالأسرار, هذا موالاة هذا كبيرة ومحبتهم ونصرتهُم على المسلمين هذا ردة نعوذ بالله, لكن البيع والشراء هذا ليس من هذا ولا من هذا, الموالاة البيع والمعاملة ولهذا اشترى النبي من هذا المشرك قال : (أبيعٌ أم عطية؟) قال: بل بيع, قال من رجل مُشعان يعني منتفش الشعر متفرق الشعر.
يعني تُعطينا, (...) قال: تعطينا عطية ولا تبيع؟ قال: لا, أبيع, لأنه لو أعطاه قبِل, قبول عطية المشرك لا بأس مثل بيع المعاملة اللي عطاه المشرك.
الطالب: قال: وفضل في القصعتين فحملته على البعير.
الشيخ:  نعم كل هذا من علامات النبوة كما سبق, أنه بقي قصعتان ووُزِّعَت بعد أن شبِعوا.


(المتن)

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَحَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقَيْسِيُّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْمُعْتَمِرِ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ.

(الشرح)
بركة , قف على حديث.
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد