بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْدَ: ...
(المتن)
قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:
(الشرح)
يتألى بمعنى يحلف، ومنه قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ [البقرة/226]؛ يَعْنِي يحلفون.
(المتن)
(الشرح)
أقصر يَعْنِي اترك الذنب.
(المتن)
فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ.
قوله: "وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد " يشير إلى قوله في هذا الحديث: "إن أحدهما مجتهد في العبادة"، وفيه معنى قوله ﷺ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.
فيه مسائل:
الأولى: التحذير من التألي على الله.
(الشرح)
من الحلف يَعْنِي لما فِيهِ من تحجر رحمته.
(المتن)
(الشرح)
صحيح، يَعْنِي النَّارِ أقرب إِلَى الإنسان من شراك نعله إِذَا تكلم بكلمة الكفر أو فعل الكفر ثُمَّ مات دخل النَّارِ، نسأل الله العافية.
(المتن)
(الشرح)
كَذَلِكَ الْجَنَّةَ إِذَا مات عَلَى التوحيد والإيمان دخل الْجَنَّةَ.
(المتن)
(الشرح)
صحيح الله أكبر، إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَة من سخط الله لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا ِ، يهوي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَيظن ان تبلغ مابلغت، يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.
هذا معنى الحديث
(المتن)
(الشرح)
يَعْنِي هَذَا الرجل الَّذِي قَالَ الله له: ادخل الْجَنَّةَ، دخل الْجَنَّةَ بسبب شيء يكره، يَعْنِي هَذَا يَقُولُ له ينصحه وَيَقُولُ له: اترك الذنب، هُوَ يكره هَذَا، فهذا الْأَمْرِ الَّذِي كرهه كَانَ سببًا في دخول الْجَنَّةَ، بسبب أن هَذِهِ الرجل تألى عَلَيْهِ.
(المتن)
(الشرح)
بركة.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: نعم يخشى عَلَيْهِ من الإعجاب ونصحه ولما أغضبه قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، قَالَ له هَذِهِ الكلمة، الواجب الحذر من فلتات اللسان، وَلَابُدَّ من الصبر والتحمل، وَأَمَّا هَذَا أمره إِلَى الله، ما يَقُولُ: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الْجَنَّةَ، تحجر عَلَى رحمة الله، وَهَذَا ليس من شئونك هَذَا من خصائص الله ، الله تعالى هُوَ الَّذِي يوفقه هُوَ الَّذِي يهديه، قَدْ يوفق للهداية وأنت لا تعلم.