بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين":
(المتن)
قوله: "باب لا يستشفع بالله على خلقه".
وذكر هذا الحديث، وسياق أبي داود أتم مما ذكره المصنف ولفظه: عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: «أتى النبي ﷺ أعرابي فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاع العيال ونهكت الأموال وهلكت الانعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فقال النبي ﷺ وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا تَقُولُ؟ وسبح رسول الله ﷺ فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: وَيْحَكَ إِنَّهُ لَا يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللَّهُ، إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِهِ لَهَكَذَا وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ.
قال ابن يسار في حديثه: «الله فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته».
قوله: وَيْحَكَ: كلمة تقال للزجر .
قوله: أَتَدْرِي مَا اللَّهُ فيه إشارة إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.
قوله: إِنَّهُ لَا يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ؛ لأن الأمر كله بيده تعالى ليس في يد المخلوق منه شيء، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع تعالى وتقدس.
وفي هذا الحديث الرد على الجهمية وإثبات العلو.
وهذا الحديث رواه أبو داود ورضيه على عادته فيما كان عنده صحيحًا أو حسنًا وسكت عليه، وأما الاستشفاع بالرسول ﷺ في حياته، فإنما هو بدعائه ﷺ ودعاؤه مستجاب.
(الشرح)
يعني: يدعون وهم يؤمنون هذا ما فيه إشكال، نستشفع بك على الله، يعني: بدعائك، فهو يدعو وهم يؤمنون، لكن المنكر قول الأعرابي: نستشفع بالله عليك، يعني: نتوسل بالله عليك، يكون الله يتوسل إلى نبيه،هذا منكر هذا أنكره النبي ﷺ.
(المتن)
(الشرح)
في يوم القيامة إذا كان الناس أحياء والنبي ﷺ حي يطلبون منه الشفاعة لأنه حي حاضر.
(المتن)
فيه مسائل:
الأولى: إنكاره على من قال: نستشفع بالله عليك.
(الشرح)
لأن الأمر بيدِ الله وليس فوق الله أحد، فلا يُستشفع بالله على أحدٍ من خلقه، هذا الذي أنكره النبي ﷺ.
(المتن)
(الشرح)
تعظيمًا لله ، تغير النبي ﷺ من هذه الكلمة وسبح الله حَتَّى عُرف في وجوه أصحابه تعظيمًا لله وتنزيهًا له عما لا يليق به.
(المتن)
(الشرح)
هذه ما أنكرها معناها: نتوسل بدعائك إلى الله، وهذا حق.
(المتن)
(الشرح)
يعني: تنزيه لله عما لا يليق به، التسبيح والتنزيه.
(المتن)
(الشرح)
يسألون النبي ﷺ الاستسقاء، يعني: طلب السقيا وطلب المطر، يسألونه أن يدعو الله، فهو يدعو وهم يؤمنون، وكذلك من بعده ﷺ، ولهذا استسقى الصحابة بالعباس عم النبي ﷺ، فالعباس يدعو وهم يؤمنون.
بركة.