شعار الموقع

شرح سورة البقرة من مختصر تفسير ابن كثير 18

00:00
00:00
تحميل
78

** قال الحافظُ ابنُ كثير رحمه الله فيما اختُصِرَ عنه:-

يقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)}.

يُذكِّر تبارك وتعالى بني إسرائيل بما أمرهم به من الأوامر، وأخذه ميثاقهم على ذلك، وأنهم تولوا عن ذلك كله، وأعرضوا قصدًا وعمدًا، وهم يعرفونه ويذكرونه، فأمرهم تعالى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. وبهذا أمر جميع خلقه، ولذلك خلقهم كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] وهذا هو أعلى الحقوق وأعظمها، وهو حق الله تعالى، أن يُعْبَد وحده لا شريك له، ثم بعده حق المخلوقين، وآكدهم وأولاهم بذلك حق الوالدين، ولهذا يقرن الله تعالى بين حقه وحق الوالدين، كما قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14] وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}  الآية إلى أن قال: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الإسراء: 23-26] .

 

وفي الصحيحين، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قلت: يا رسول الله، أيُّ العمل أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها». قلت: ثم أيّ؟ قال: «بر الوالدين». قلت: ثم أيّ؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»([1]).

قال: {وَالْيَتَامَى} وهم: الصغار الذين لا كاسب لهم من الآباء. {وَالْمَسَاكِينَ} الذين لا يجدون ما ينفقون على أنفسهم وأهليهم، وسيأتي الكلام على هذه الأصناف عند آية النساء، التي أمرنا الله تعالى بها صريحًا في قوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الآية [النساء: 36].

وقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} أي: كلموهم طيبًا، ولِينُوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البِصري([2]) في قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} فالحُسْن من القول: يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلُم، ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنًا كما قال الله، وهو كل خُلُق حسن رضيه الله.

وروى الإمام أحمد([3]) عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئًا، وإن لم تجد فَالْقَ أخاك بوجه منطلق»، وأخرجه مسلم في صحيحه، والترمذي وصححه([4]).

وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حُسْنًا، بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل، فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي. ثم أكد الأمر بعبادته والإحسان إلى الناس بالمتعين من ذلك، وهو الصلاة والزكاة، فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} وأخبر أنهم تولوا عن ذلك كله، أي: تركوه وراء ظهورهم، وأعرضوا عنه على عمد بعد العلم به، إلا القليل منهم، وقد أمر الله تعالى هذه الأمة بنظير ذلك في سورة النساء، بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا} [النساء: 36] فقامت هذه الأمة من ذلك بما لم تقم به أمة من الأمم قبلها، ولله الحمد والمنة.

(التفسير)

هذه الآية الكريمة فيها: بيان أخذ الله الميثاق على بني إسرائيل، والميثاق، هو: الأمر المؤكد، فالله –سبحانه-أمرهم أمرًا مؤكَّدًا بأن يلتزموا هذه الأمور فقال سبحانه: {وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ} [البقرة:83] وهذا الميثاق بيَّنه الله -سبحانه وتعالى- بأنه القيام بحقِّه، وحقِّ عباده، وذلك بالإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى الخلق، وبهذا يكون من المحسنين؛ فالمحسن هو: الذي أحسن في عبادة الله وأخلص العبادة لله -عز وجل-، وتابع فيها نبيَّه صلى الله عليه وسلم، وأحسن إلى عباد الله، بأن أدَّى ما أوجبه الله عليه في حقِّهم، ومن قام بهذا فهو ممن بلغ درجة الإحسان، فله الحسنى، وهي: الجنة، كما قال الله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيَادَةٌ} [يونس:26].

والمحسنون في أعلى مراتب ؛ لأن هذا الدين ثلاث مراتب: الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان، ولهذا قال سبحانه: {وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إلاَّ اللَّهَ} [البقرة: 83] فبيَّن هذا الميثاق، بقوله: {لا تَعْبُدُونَ إلاَّ اللَّهَ وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وذِي القُرْبَى والْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة:83]، أول هذه الحقوق وأعظمها وآكدها: حقُّ الله عز وجل، وتوحيدُه وإخلاصُ الدين له، وهو الحق الذي من أجله خلق الله الثَّقَلَيْن -الجن والإنس- كما قال سبحانه وتعالى: {ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] ولهذا الحقِّ أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال سبحانه وتعالى: {ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36] وقال سبحانه: {ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25].

 وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- لمعاذ كما في الصحيحين: «أتدري ما حق الله على العباد؟»، قال معاذ: الله ورسوله أعلم، قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا»([5]). هذا حق الله: عبادته وإخلاص الدين له والبعد عن الشرك، ثم بعد ذلك حقوق العِباد، والعباد يتفاوتون، أعظم العباد حقوقًا: الوالدان-الأب والأم-، لأنهما السبب في وجود الإنسان وهما أصل الرحم، وأعظم الأرحام، وأقرب الأرحام، وأَوْلَى الأرحام، وأولى الناس بصلة الإنسان وبره، ولذلك قال سبحانه: {وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} والله تعالى يقرِن حق الوالدين بحقه في مواضع من كتابه {أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوَالِدَيْكَ} [لقمان:14]، {واعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} [النساء:36]، {وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} [الإسراء:23] وهكذا.

وفي هذه الآية قال تعالى: {وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إلاَّ اللَّهَ وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} [البقرة:83]، ثم يلي الوالدين بالإحسان القراباتُ، ولهذا قال {وذي القربى}، الأقرب فالأقرب، والأقرب بعد الوالدين الإخوة الأشقاء، ثم الإخوة لأب، ثم أبناء الإخوة للأشقاء، ثم أبناء الإخوة للأب، ثم الأعمام الأشقاء، ثم الأعمام للأب، ثم أبناء الأعمام الأشقاء، ثم أبناء الأعمام لأب.

وكذلك أيضًا القرابات من جهة الأم، الأخوال والخالات وأبناء الأخوال وأبناء الخالات والعمات وأبناء العمات ذكورًا وإناثًا الأقرب فالأقرب كل من قرب كان حقه أشد وأعظم {وذِي القُرْبَى} [البقرة:83] فإذا كان له قريب غير الوالدين كأخ قريب عليه أن يحسن إليه إذا كان محتاج يصل من عليه أن يصله، وينفق عليه إذا كان محتاجًا ويصله ويواليه ويكون معه، وكذلك أبناء الإخوة وكذلك الأعمام وأبناؤهم وهكذا.

ثم بعد ذلك الحق الثالث: حق اليتامى؛ واليتامى جمع يتيم، وهو الذي فقد أباه وهو صغير دون البلوغ؛ وذلك لأن اليتامى لا كاسب لهم، فأمر الله تعالى المؤمنين بالإحسان إليهم والعطف عليهم، ورغَّب الإسلام في كفالتهم، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم كهاتين»([6]) ومن أسباب لين القلب و المغفرة مسُّ رأس اليتيم، ثم بعد اليتامى يأتي حقُّ المساكين، والمساكين: جمع مسكين وهو الفقير، الذي لا يجد ما يكفيه، فيُعطَى من الزكاة ما يكفيه لمدة سنة، نفقةً وكسوةً وسُكنى، والفقير أشد حاجة من المسكين ولكن إذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر.

وقوله تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} ثم أمر الله تعالى بالإحسان بالقول بعد الإحسان بالفعل، فالإحسان إلى الوالدين والإحسان إلى القرابات والإحسان لليتامى والإحسان للمساكين، فهذا إحسان بالفعل، والإحسان بالقول: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والبشاشة في وجه أخيك والاعتذار إليه، والفقير إذا طلب شيئًا ولم يكن عندك شيء فقل له قولًا حسنًا فإنَّ الكلمة الطيبة تقوم مقام الصدقة عند عدمها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة»([7])

ثم ختم هذا الميثاق بالأمر بعبادتين وهما: الصلاة والزكاة، والصلاة فيها إحسان العبادة- عبادة الخالق-، والزكاة فيها الإحسان إلى الخلق، فمن جمع بينهما فهو المحسن، وقال الله سبحانه: {وأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [البقرة:83] ولم يقل وصلُّوا؛ لأن إقامة الصلاة غير مجرَّد الصلاة، لأنه قد يصلي صلاة صورية ولكنه لا يقيمها، ولذلك أمر الله –تعالى-بالإقامة، والثواب إنما هو مرتَّب على الإقامة،  يقال: أقام الشيء إذا أعطاه حقوقه، وأدى حقوقه، كإقامة الصلاة تعني: إقامتها وفعلها عن إخلاص وصدق ورغبة ونية، وفعلها بشروطها: من وضوء واستقبال للقبلة وستر العورة والنية وغير ذلك، وكذلك فعلها بأركانها وهيئاتها وواجباتها ومتابعة الإمام فيها وحضور القلب فيها، كل هذا داخل في إقامة الصلاة، وليس المراد فعل الصلاة الصورية فقط ؛ لأن المصلين كثير والمقيمون للصلاة قليل، كما أن الراكب إلى البيت الحرام كثير والحاج قليل.

وقوله: {وآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة:83] أي: أعطوها لمستحقِّيها عن طيب نفس وطواعية وانشراح صدر، لا عن تبرُّم وتَكَرُّه .

فهذا هو الميثاق الذي أخذه الله على بني إسرائيل، وهو: توحيد الله، والإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى الوالدين والقرابات واليتامى والمساكين، وقول الحسنى للناس، -الكلام الحسن والقول الحسن- بالدعوة والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

وهذا الميثاق الذي أخذه الله على بني إسرائيل، قد أخذه الله على هذه الأمة أيضًا كما في قوله تعالى في سورة النساء -في آية الحقوق العشرة-: {واعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وبِذِي القُرْبَى والْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ والْجَارِ ذِي القُرْبَى والْجَارِ الجُنُبِ والصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وابْنِ السَّبِيلِ ومَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} [النساء:36]، فمن أدَّى هذا الميثاق وأقامه واستقام عليه، فهو من أهل الجنة والكرامة وهو من أولياء الله والمتقين ومن أحباب الله ومن أهل محبة الله، ومَن ضيَّعه وتركه فهو من أعداء الله، ومن نقص شيئًا منه فاته من محبة الله ومن التقوى بحسب ما فرَّط فيه.

وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- أن بني إسرائيل لم يلتزموا بهذا الميثاق إلا القليل منهم، أما أكثرهم فتولَّوْا وأعرضوا، وفي ذلك تحذير لهذه الأمة من أن تفعلَ مثل ما فعل بنو إسرائيل فيصيبَها ما أصابهم، وهؤلاء الذين تولوا من بني إسرائيل إنما تولوا وأعرضوا عن علم وقصد، لا عن ذهول أو نسيان أو جهل وهذا هو المصيبة، أما إذا كان عن نسيان، أو عن تأويل فهذا قد يكون معذورًا.

وقوله تعالى: {ثم تَوَلَّيْتُمْ إلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وأَنتُم مُّعْرِضُونَ} [البقرة:83]، هذا خطاب موجَّه لبني إسرائيل الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأحفاد يُخاطَبوا بخطاب الآباء ولهم حكمهم إذا كانوا مقرين لهم وموافقين لهم ويصيبهم ما أصابهم.

 ففي هذه الآية الكريمة: بيانُ حقوق الله وحقوق العباد، وأن المسلم قد أمره الله وأوجب عليه أن يؤدي حقوقًا لله –سبحانه- وحقوقًا لعباده، فحق الله: التوحيد، وحق عباده: الإتيان بما أوجبه الله عليه نحوهم.

وفيها: أن من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله فهو من المتقين المؤمنين.

وفيها: التحذير من ترك الأوامر والنواهي.

وفيها: التحذير من مشابهة بني إسرائيل في توليهم وإعراضهم، فإن الله تعالى قص علينا خبرهم تحذيرًا لنا منهم كما قال: مضى القوم ولم يعنى به سواكم، وهو تحذير أيضا لأحفادهم المخاطَبين في زمن النبي تحذير من أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم.

*****

** قال الحافظُ ابنُ كثير رحمه الله فيما اختُصِرَ عنه:-

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}.

يقول تبارك وتعالى، منكرًا على اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وما كانوا يعانونه من القتال مع الأوس والخزرج، وذلك أن الأوس والخزرج، وهم الأنصار، كانوا في الجاهلية عُبَّاد أصنام، وكانت بينهم حروب كثيرة، وكانت يهود المدينة ثلاثَ قبائل: بنو قينقاع. وبنو النضير حلفاء الخزرج. وبنو قريظة حلفاء الأوس. فكانت الحرب إذا نشبت بينهم قاتل كل فريق مع حلفائه، فيقتل اليهودي أعداءه، وقد يقتل اليهوديّ الآخرُ من الفريق الآخر، وذلك حرام عليهم في دينه ونص كتابه، ويخرجونهم من بيوتهم وينتهبون ما فيها من الأثاث والأمتعة والأموال، ثم إذا وضعت الحرب أوزارها استفكّوا الأسارى من الفريق المغلوب، عملًا بحكم التوراة؛ ولهذا قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} ولهذا قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} أي: لا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يخرجه من منزله، ولا يظاهر عليه، كما قال تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] وذلك أن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة، كما قال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»([8]).

وقوله {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} أي: ثم أقررتم بمعرفة هذا الميثاق وصحته وأنتم تشهدون به.

{ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ ...} الآية.

روى محمد بن إسحاق بن يسار عن ابن عباس([9]) رضي الله عنه: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ} الآية، قال: أنبأهم الله بذلك من فعلهم، وقد حرّم عليهم في التوراة سفك دمائهم وافترض عليهم فيها فدَاء أسراهم، فكانوا فريقين: طائفة منهم بنو قينقاع وإنهم حلفاء الخزرج، والنضير وقريظة وإنهم حلفاء الأوس، فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس، يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه، حتى يتسافكوا دماءهم بينهم، وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم. والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، ولا يعرفون جنة ولا نارًا، ولا بعثًا ولا قيامة، ولا كتابًا، ولا حلالًا ولا حرامًا، فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أسراهم، تصديقًا لما في التوراة، وأخذًا به؛ بعضهم من بعض، يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس، ويفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم، ويطلبون ما أصابوا من دمائهم وقتلى من قتلوا منهم فيما بينهم، مظاهرة لأهل الشرك عليهم.

يقول الله تعالى ذِكْرُه حيث أَنَّبأهم بذلك: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتاب وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} أي: تفادونهم بحكم التوراة وتقتلونهم، وفي حكم التوراة ألا يُقتل، ولا يُخْرَج من داره، ولا يُظَاهَر عليه من يُشْرك بالله، ويعبد الأوثان من دونه، ابتغاء عرض الدنيا.

ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج -فيما بلغني-نزلت هذه القصة.

والذي أرشدت إليه الآية الكريمة، وهذا السياق، ذم اليهود في قيامهم بأمر التوراة التي يعتقدون صحتها، ومخالفة شرعها، مع معرفتهم بذلك وشهادتهم له بالصحة، فلهذا لا يؤتمنون على ما فيها ولا على نقلها، ولا يصدَّقون فيما يكتمونه من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعته، ومبعثه ومخرجه، ومهاجره، وغير ذلك من شؤونه، التي قد أخبرت بها الأنبياء قبله عليهم الصلاة والسلام.

واليهود عليهم لعائن الله يتكاتمونه بينهم، ولهذا قال تعالى {فَمَا جَزَآءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خزيٌّ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: بسبب مخالفتهم شرع الله وأمره {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إلى أَشَدِّ العذاب} جزاء على مخالفتهم كتاب الله الذي بأيديهم {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} أي: استحبوها على الآخرة واختاروها {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} أي: لا يفتر عنهم ساعة واحدة {وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} أي: وليس لهم ناصر ينقذهم مما هم فيه من العذاب الدائم السرمدي، ولا يجيرهم منه.

(التفسير)

في هذه الآيات الكريمات نعي من الله وعتاب وتوبيخ لبني إسرائيل -اليهود -الذين خالفوا كتاب الله عن عمد وقصد، فإن الله -تعالى -أمرهم في التوراة التي أنزلها الله على موسى-عليه السلام- ألا يسفك الواحدُ منهم دمَ أخيه، ولا يخرجه من داره فخالفوا، فسفك كل واحد منهم دم أخيه وأخرجه من دياره، ثم فادَوْه مرة أخرى فعملوا بحكم من أحكام التوراة وهو المفاداة -مفاداة أخيه الإسرائيلي وتخليصه من الأسر-، وخالفوا التوراة في قتله وإخراجه من داره، فعملوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض الكتاب، فنعى الله عليهم.

فهذا فيه تحذير لهذه الأمة من أن تسلُك مسلكهم فيصيبها ما أصابهم، وفيه من الآيات والفوائد والأحكام: أن من آمن ببعض الكتاب ولم يؤمن بالبعض الآخر فهو كافر بالجميع؛ لأن الحكم واحد، فمن آمن ببعض القرآن وكفر ببعضه فهو كافر بالجميع، كما أن من آمن برسول وكفر بالرسل الأخرى فهو كافر بالجميع، وكذلك من آمن بكتاب من كتب الله ولم يؤمن بالكتب الأخرى فهو كافر بالجميع، وذلك أن الرسل متضامِنون، فالمتقدِّم منهم بشّر بالمتأخر، والمتأخر صدَّق المتقدِّم، ولهذا لما لم يؤمن قوم نوح برسولهم وكذَّبوه جعل الله تكذيبَهم نوحًا تكذيبًا لجميع المرسلين، وكذلك تكذيب قوم هود وصالح وشعيب لأنبيائهم، قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ} [الشعراء:105]، مع أنهم ما كذَّبوا إلا واحدًا؛ لكن من كذب واحدًا؛ فقد كذَّب الجميع، وكذلك قوله تعالى:{كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ} [الشعراء:123] وقوله:{كَذَّبَتْ ثَمُودُ المُرْسَلِينَ} [الشعراء:141] وقوله:{كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ} [الشعراء:176] فمن كذب بنبي فقد كذب بالجميع؛ لأن الأنبياء كلهم دينهم واحد، وهم متضامنون، كلهم يدعوا للتوحيد، ورسالتهم واحدة، وإن كانت الشرائع تختلف، ولكن الدين وهو: التوحيد، فكلهم أمر بالتوحيد، وكلهم أمروا أممهم بالالتزام بالأوامر.

فلهذا أخبر الله –هنا-أن بني إسرائيل قد كفروا، لأنهم آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض الآخر، عملوا ببعض، وهو: أنهم فادَوا الأسير منهم، وذلك عمل بالتوراة .

ولكنهم كفروا ببعض: حيث قتل بعضهم بعضًا، وأخرج بعضهم بعضًا من داره، وهذا ترك للعمل بالتوراة، ويعتبر كفرًا بالتوراة، فهذا معنى إيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض، فكانوا كافرين بالجميع.

كانت في الجاهلية حروب طاحنة بين الأوس والخزرج، وأصل الأوس والخزرج رجلان أمهم واحدة، وأبوهم واحد، ولكن تفرع هذان الحيَّان –الأوس والخزرج-وكثروا وصاروا حيَّيْن سكنوا المدينة، وهما في الأصل أخوان نازحان من اليمن، أحدهما اسمه: الأوس، والثاني: الخزرج، فكانت تقوم بينهم حروب طاحنة في الجاهلية، وكانوا أهل أوثان يعبدون الأصنام والأوثان، وكان يسكن في المدينة ثلاث قبائل من اليهود، وهم: بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة.

وهذه القبائل اليهودية بعضها حالف الأوس وبعضها حالف الخزرج، فبنو قريظة حالفوا الأوس، وبنو النَّضير وبنو قينقاع حالفوا الخزرج، فإذا قامت الحروب بين الأوس والخزرج ساعد كل طائفة من هذه الطوائف -من اليهود- حلفاءَهم وعاونوهم وقاتلوا معهم، فبنوا قريظة ينضمُّون إلى الأوس، وبنو النضير وبنو قينقاع ينضمون إلى الخزرج، فإذا قاتل –مثلا- الأوس والخزرج، يقاتل بنو قريظة مع الأوس فيقتل الواحد منهم الخزرجي ويقتل أخاه الإسرائيلي معه، ويسفك دمه، وكذلك أيضا يأسِره ويُخرجه من داره وينهب أمواله، وكذلك بنو النضير وبنو قينقاع، يقتل الواحد منهم الأوسيَّ ويقتل أيضًا أخاه الإسرائيلي القرظي ويأخذ ماله.

فإذا انتهت الحرب ووضعت أوزارها صار هناك أسارى من اليهود مع الأوس، وأسارى من اليهود مع الخزرج فحينئذ يفادون أساراهم، فالقرظي –مثلا- يفتدي أخاه الأسير في أيدي الخزرج بالمال، حتى يخلِّصه، وكذلك أيضًا اليهودي من بن النضير وبني قينقاع يفتدي أخاه القرظيَّ الذي في أيدي الأوس حتى يخلصه، وهذا الافتداء عمل بحكم التوراة، ولكن كونه يقاتل أخاه ويسفك دمه ويأخذ ماله, هذا كفر بالتوراة، فبهذا كفروا ببعض أحكام التوراة وآمنوا ببعضها، فجعل الله -سبحانه وتعالى- ذلك كفرًا بالجميع، فلا يفيدهم عملهم ببعض الكتاب مع كفرهم ببعضه، ولهذا قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة:85]، وقد قال في أول الآية: {وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} [البقرة:84]والميثاق هو: الأمر المؤكد، وهذا الميثاق هاهنا هو ما بيَّنَه الله سبحانه وتعالى بقوله: {لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ولا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ} [البقرة:84] يعني: لا يسفك الواحد منكم دم أخيه ولا يخرج بعضكم بعضًا من دياره، وإنما قال: لا تسفكون دماءكم، ولا تخرجون أنفسكم ؛ لأن أهل الملة الواحدة وأهل الدين الواحد كأنهم نفس واحدة، ولما هو معلوم من أن الإنسان لا يسفك دم نفسه ولا يخرج نفسه من داره؛ وهذا نظير قوله تعالى: {ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} [النساء:29] يعني: لا يقتل بعضكم بعضًا، وقوله: {فَإذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ} [النور:61] يعني: فليُسلِّم على من وَجد في الدار، فإنَّ سلامه على أخيه سلام على نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى»([10]).

وقد توعَّد الله –تعالى-بني إسرائيل على هذا الفعل بقوله: {فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إلَى أَشَدِّ العَذَابِ} [البقرة:85] وقد فعل –سبحانه وتعالى- فأخزاهم، فلهم الخزي في الدنيا، فهم أمة الغضب -مغضوب عليهم - ولعنة الله على اليهود والنصارى إلى يوم القيامة، فهذا خزي عظيم، وأعد الله لهم العذاب العظيم المهين في الآخرة، فيوم القيامة يُردُّون إلى أشد العذاب، وأغلظه، لأنهم كفروا عن عناد وعمد فلهم أشد العذاب، بخلاف من ترك الأمر عن جهل فإنه أخف، وقوله تعالى: {ومَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85] تهديد ووعيد.

وقوله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} [البقرة:86] يعني: اعتاضوا، اعتاضوا الحياة الدنيا على الآخرة وأخذوا الحياة الدنيا بدلا عن الآخرة، وجعلوها عوضًا لها، فصاروا كالمشترين بالثمن، {فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ ولا هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة:86]، وفي هذا تحذير لهذه الأمة من أن تكفر بشيء من كتابها، فإن من كفر ببعض الكتاب فقد كفر بالجميع، فالواجب على الأمة الإسلامية أن تعمل بكتاب ربها وسنة نبيها -صلى الله عليه وسلم -وأن تتحاكم إلى شرع الله ودينه، وأن تُحكِّم هذا الكتاب في كل شأن من شؤونها، وأن تعمل به في جميع شؤون الحياة- في الأحوال الشخصية وفي القصاص وفي الحقوق وفي الأموال وفي غيرها-.

*****

 

([1]) أخرجه البخاري (527-2782)، ومسلم (85).

([2]) تفسير ابن أبي حاتم (846).

([3]) المسند (21519)

([4]) أخرجه مسلم (2626)، والترمذي (1833) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

([5]) أخرجه البخاري (2856-5967-6267-6500)، ومسلم (30).

([6]) أخرجه البخاري (5304- 6005)، وأبو داود (5150)، والترمذي (1918) من حديث سهل بن سعد الساعدي، وهذا لفظ أبي داود والترمذي .

([7]) جزء من حديث أخرجه البخاري (1413-1417-3595-6023-6539-6540-6563-7512) ، ومسلم (1016) من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.

([8]) أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (2586) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، وهذا لفظ مسلم .

([9]) ينظر: جامع البيان (2/207).

([10]) سبق تخريجه.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد