(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتاب الفضائل
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان، قال حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن.
حدثني الحكم بن موسى، أبو صالح، قال حدثنا هقل (يعني ابن زياد) عن الأوزاعي، قال حدثني أبو عمار، قال حدثني عبد الله بن فروخ قال حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله ﷺ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع.
وحدثني أبو الربيع، سليمان بن داوود العتكي، قال حدثنا حماد (يعني ابن زيد)، قال حدثنا ثابت عن أنس أن النبي ﷺ دعا بماء فأتي .
(الشيخ)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فهذا الكتاب الفضائل بدأ بفضائل النبي ﷺ فنبينا عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وأفضل الخلق على الإطلاق عليه الصلاة والسلام, وفيه أن الله تعالى اصطفاه عليه الصلاة والسلام من خيار فهو من خيار ابن خيار, إن الله اصطفى من بني إسماعيل واصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا, واصطفى من قريش بني هاشم واصطفى من بني هاشم نبينا ﷺ فهو خيار ابن خيار ابن خيار عليه الصلاة والسلام فله عليه الصلاة والسلام شرف النسب والاصطفاء , اجتمع شرف النسب وشرف الدين والفضل والخُلق-عليه الصلاة والسلام- والأنبياء تبعث في أحسابها فالأنبياء كلهم أنسابهم عالية ليس فيها مغمز, ولهذا قال هرقل (...) وكذلك الرسل تبعث في أحسابها فليس فيهم مغمز عليهم الصلاة والسلام.
والله تعالى له حكمة بالغة وله الفضل في الاصطفاء والاختيار واصطفى بني إسماعيل اختارهم واجتباهم وفضلهم يعني في الجملة في أنسابهم واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم , ولهذا قريش لهم ميزة عن العرب والكفاءة يقولون إن قريشا أكفأ من غيرهم من العرب فليس غيرهم كفؤا لهم وكذلك بني هاشم فالله تعالى اصطفى آدم وآل إبراهيم وآل عمران قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ واصطفى مريم إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وطهرها واصطفاها على نساء العالمين واصطفى مكة من بين البقاع فهي أفضل البقاع واصطفى رمضان من بين الشهور فهو أفضل الشهور الله تعالى هو ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون.
وفي فضائل النبي ﷺ أنه كان يسلم عليه الحجر قال إني أعلم حجرا كان يسلم علي بمكة وهذا من دلائل النبوة ومن المعجزات ومن فضائل نبينا ﷺ حجر يسلم عليه جعل الله فيه ميزة جعل الله فيه إحساس وشعور كما قال في الآية الأخرى في الحجارة وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ قال سبحانه: وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
وقال: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ولما أحرق نبي من الأنبياء قرية النمل حينما قرصته نملة قال أوحى الله إليك أمن أجل أن قرصتك نملة أحرقت أمة تسبح الله فهلا نملة واحدة ومن فضائله عليه الصلاة والسلام أنه قال إنه سيدي ولد آدم عليه الصلاة والسلام وأفضلهم على الإطلاق, قال عليه الصلاة والسلام: أنا سيد ولد آدم، وفي اللفظ الآخر في غير الصحيح أنا سيد ولد آدم ولا فخر يعني لم يقل هذا عليه الصلاة و السلام عن فخر إنما قالها بيانا لمنزلته-عليه الصلاة و السلام- ولأن هذا من البلاغ الذي يبلغه للأمة حتى تعلم الأمة مكانته ومنزلته عند الله عز وجل، هذا من الشريعة التي يبينها ويبلغها للناس حتى يعلموا مكانته.
ومن فضائله عليه الصلاة و السلام أنه أول من ينشق عنه القبر فهو باق في قبره عليه الصلاة والسلام وروحه الكريمة الطاهرة في أعلى عليين ولها صلة بالجسد, وفيه الرد على المخرفين من الصوفية وغيرهم الذين يزعمون أن النبي ﷺ يحضرهم , ويحضر جلساتهم ومجالسهم فهو عليه الصلاة والسلام باق في قبره وروحه في أعلى عليين لا تكون مع هؤلاء المخرفين وهؤلاء الصوفية الذين يزعمون أن
في الموالد وفي غيرها أن النبي يحضر موالدهم وأنه يكون معهم هذا كله من أبطل الباطل, ومن فضائله عليه الصلاة والسلام أنه أول شافع وأول مشفع في المحشر أول شافع عليه الصلاة والسلام وهو الذي له الشفاعة العظمى التي يتأخر عنها أولو العزم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ثم تصل ... إلى نبينا ﷺ فيشفعه الله وهي المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون
وأول مشفع يشفعه الله و أول شافع وأول مشفع فهو يشفع عليه الصلاة والسلام بعد أن يأذن الله له ثم يشفع يشفعه الله, كل هذا من فضائل نبينا عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
(الشيخ)
وهذا من دلائل النبوة ومن علامات النبوة عليه الصلاة والسلام ومن فضائله عليه الصلاة والسلام أنه أوتي بإناء رحراح يعني في إناء قصير الجدار فيه ماء قليل لا يغطي يديه لا يغمر أصابعه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام حتى كثر الماء فتوضأ القوم وكانوا ما بين الستين إلى السبعين من إناء ما يكاد يغطي أصابعه يقال يَنبُعُ ويَنبَعُ ويَنبِعُ بين أصابعه, وفي هذا الحديث أنه ينبع من بين أصابعه, وفي اللفظ الآخر ينبع من أصابعه، اختلف العلماء في هذا منهم من قال إنه ينبع من بين أصابعه يعني من الماء الذي بين أصابعه يعني كثر الله الماء, وقيل إنه ينبع من نفس أصابعه , من نفس الأصابع هذا أبلغ والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى كل شيء منقاد له كل شيء عليه هين إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ.
(المتن)
وحدثني أبو غسان المسمعي، قال حدثنا معاذ (يعني ابن هشام)، قال حدثني أبي عن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك؛ أن نبي الله-ﷺ- وأصحابه بالزوراء (قال: والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمه)
(الشيخ)
فيما ثمه.؟ ثمة يعني بمعنى هناك ظرف مكان للقريب، و ثَمَّ ظرف مكان للبعيد.
(المتن)
(الشيخ)
زهاء بمعنى قدر, وحمزة لقب أنس بن مالك-- وهذه حادثة أخرى واقعة أخرى توضؤوا قريب من الثلاثمائة والحادثة الأولى والواقعة الأولى ما بين الستين إلى السبعين وهنا نبع من بين أصابعه وتوضأ ما يقارب الثلاثمائة.
(المتن)
(الشيخ)
لا يغمر يعني لا يغطي أصابعه أي ماء قليل لا يغطي الأصابع ومع ذلك كثره الله نبع الماء من بين أصابعه حتى كفى هؤلاء القوم توضؤوا في الحديبية كذلك حصل أيضا كذلك واقعة كما سيأتي.
(المتن)
(الشيخ)
وهذا من البركة التي جعل الله فيها, في عكة سمن تهدي للنبي ﷺ فيها , بقي ليس فيها شيء فارغة فكانت إذا جاءت وجدت فيها ما يكفي أدمة بيتها وفي اللفظ الآخر بنيها, بيتها, وهي بنيها وبيتها فتؤدم بيتها ثم إذا احتاجت أي من الغد وجدت فيها حتى عصرتها فلما عصرتها انتهت مثل هذا ما حصل لعائشة-رضي الله عنها- كان عندها شيء من شعير في رف وكانت تأخذ منه و لا ينتهي فلما كالته انتهى، وكل هذا ببركة النبي ﷺ جعل الله فيه البركة لأن كانت هذه العكة تُهدي بها النبي ﷺ جعل الله فيها البركة فصار يبقى فيها سمن ما يكفي لبيتها أو لبنيها, وهذه من المعجزات ومن دلائل النبوة.
سؤال:
يعني عصرها إياها دليل أنه لم يوجد فيها شيء من التبارك أو كذا
يعني لما عصرتها لم يبق.
الشيخ:
لما عصرتها ينتهي الذي فيها خلاص يعني نظرت ما فيها , مثل الشعير الذي كالته وكذلك حصل وقائع لما كانت تأخذ منه بدون كيل فلما كالته نظرت كم مقدار الباقي انتهى.
(المتن)
(الشيخ)
لما كاله كان نظر كم الباقي , كان صار ينظر إليه, وكأنه انصرف إليه شعبة من قلبه فلهذا فني . في الأول لم ينظر إليه معتمد على الله يأخذ منه و يأكل مستمر باق فلما كاله ونظر إليه نظر كم يبقى أو صار له التفات إليه وإلى كم مقدار الباقي وكم يكفي من المدة ففني, انتهى وهذه من المعجزات ومن دلائل النبوة عليه الصلاة و السلام , أعطى هذا الرجل شطر شعير و استمر يأكل منه.
(المتن)
(الشيخ)
وهذا كله من دلائل النبوة , وفيه من الفوائد أن النبي-ﷺ- جمع في تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء وهو نازل، فدل على أن المسافر له أن يجمع وهو نازل، يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء وإن كان هذا قليلا, والأكثر من فعله ﷺ أنه لا يجمع إلا إذا كان جد به السير إذا كان ماشيا يجمع الظهر والعصر, أما إذا كان نازلا في مكان في السفر فإنه يصلي كل صلاة في وقتها قصرا بدون جمع، كما يفعل الحجاج في منى يصلون الظهر في وقتها ركعتين، والعصر في وقتها ركعتين، والمغرب في وقتها ثلاث وأما في عرفة فإنهم فإن الجمع لأجل أن يتسع الوقت وقت الوقوف وقوفهم في مزدلفة في جمع لأنه في ارتحال ولكن المسافر له أن يجمع ولو كان نازلا في مكان خلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو إمام كبير فإنه قرر رحمه الله أن المسافر لا يجمع إذا كان نازلا وإنما يجمع إذا اشتد به السير وإذا كان نازلا فانه يقصر ولا يجمع, أقر هذا رحمه الله وفات عليه هذا ما فعله النبي ﷺ في غزوة تبوك مع ساعات علمه وطول باعه.
كما أنه فات عليه رحمه الله وتلميذه ابن القيم أن النبي, الجمع بين محمد وآل محمد وإبراهيم وآل إبراهيم في الصلاة, الصلاة الإبراهيمية اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
قال لم يرد في البخاري الجمع بين محمد وآل محمد وإبراهيم وآل إبراهيم, مع أنه ورد في كتاب الأنبياء, وهذا يدل على أن البشر الإنسان مهما بلغ من العلم والسعي فقد يفوت عليه شيء الإنسان يبقى بشرا, إمام جليل لا يجارى في الفهم والاستنباط والحفظ العظيم ومع ذلك فات عليه شيء, فهذا دليل على أن المسافر له أن يجمع ولو كان نازلا بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء, إلا أن الأفضل أن لا يجمع إلا إذا كان جد به السير, فالنبي-ﷺ- في غزوة تبوك نازل ومع ذلك صلى الظهر والعصر ثم دخل وخرج فصلى المغرب والعشاء وهكذا لأن المسافر يحتاج إلى الرفق قد يكون أرفق به قد يكون الماء قليلا ولو كانوا نازلين.
أرفق بمن يجمع قد يكون محتاجا إلى النوم، المقصود أنه يجوز له لكن الأفضل إذا كان نازلا يصلي كل صلاة في وقتها كما يفعل الحجاج في منى.
وفيه أيضا من دلائل النبوة أن الله تعالى كثر هذا الماء الذي في العين قال لهم وأخبرهم أنكم ستصلون عين تبوك حتى إذا جاءها أحد فلا يمسها وهي مثل الشراك, الشراك السيل الناعم تبض يعني تنبع نبعا قليلا, وفي لفظ تبص بالصاد يعني تبرق.
ثم وجد رجلين فسألهما هل مسستها قالوا نعم فسبهما, فيه دليل على أن من يخالف الأوامر يسب وهذا محمول على أنه بلغهم النهي بلغهم نهي النبي-ﷺ- وأن النبي ﷺ قال لهما من جاء فلا يمسها حتى آتي ولا تسبقوني وهذان الرجلان مساها فلهذا سبهما عليه الصلاة والسلام, ثم بعد ذلك غسل وجهه وفيه فاء جعلت تنبع كثر الله الماء وهذا من دلائل النبوة.
سؤال....
* قال يوشك يا معاذ! إن طالت بك حياة أن ترى هاهنا جنانا, جمع جنة وهي البساتين والآن تبوك كلها بساتين الآن فيها شركات ومزارع عظيمة ما لا نهاية له وهذا من أعلام النبوة كانت في ذلك الوقت صحاري ما فيها شيء قال يوشك يا معاذ! إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا جنانا, يعني بساتين وحدائق ومزارع وقد وقع ما أخبر الآن مزارع الآن وفي فواكه تأتي من تبوك معروفة الآن رأيناها, رأينا فيها شركات ومزارع لها أسماء عربية وغيرها، ومزارع أخرى كثيرة مزارع شركات وغير شركات فيها مزارع واسعة وهذا مصداق ما أخبر به النبي-ﷺ قال: يوشك يا معاذ! إن طالت بك حياة أن ترى هاهنا جنانا, بساتين جمع جنة وبستان وعمران وعمرت الآن صارت الآن مدنا وبساتين.
(سؤال)
(الشيخ)
الأمر في هذا واسع يعني إذا تركه ولم يلتفت إليه معتمداً على الله استمر فلما لحظ هذا الشيء وصار ينظر إليه وصار مقدارا والتفت إليه صار فنيا, هذا الحكمة والله أعلم, لأنه لما كان في الأول معتمدا على الله ورزقه على الله ويأخذ ويأكل, فلما لحظه ونظر إليه والتفت إليه فني.
ما ذكر عدد الذين توضؤوا وجعلت تنبض ما ذكر مقدار عدد الأشخاص جعلت تبض جعلت تغمر تفور, قال :" مثل الشراك تبض بشيء من ماء" وبعد ذلك لما غسل وجهه جعلت تفور "فجرت العين بماء منهمر" فجرت العين بماء منهمر, يعني بماء كثير تصب كانت تبض مثل الشراك شيء يسير ما فيها شيء فلما غسل وجهه فيها جعلت تفور بماء منهمر ماء كثير تصب بماء منهمر, وهذا من آيات الله العظيمة, ومن دلائل قدرة الله أنه على كل شيء قدير، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ومن دلائل نبوة نبينا-ﷺ- من علامات نبوته ومن دلائل نبوته ومن معجزاته-ﷺ- ومعجزاته كثيرة لا حصر لها عليه الصلاة والسلام.
(.....مداخلة.....)
قوله تعالى وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ نعم تعليق الأمر بمشيئة الله يستحب للمسلم أن يعلق الأمر بمشيئة الله تعليم للأمة وامتثال لقوله تعالى وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ
وتعليق الأمر بمشيئة الله والتبرك بذكر اسم الله وجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله كما قال الله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
سؤال
جواب الشيخ: في الدعاء لا , ليعزم المسألة لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ,. اللهم اغفر لي إن شئت, ليعزم المسألة أما ما جاء طهور إن شاء الله هذا من باب الخبر.
(المتن)
(الشيخ)
نعم, وهذا حديث طويل, وفيه فوائد عظيمة, وفيه مشروعية خرص الثمار والحبوب على أهلها من أجل إخراج الزكاة والخرص والتقدير والحزم, ولهذا لما مر على وادي القرى مر بامرأة في الحديقة قال اخرصوها يعني احسروها وقدروا, فجاء خرصها النبي ﷺ وجعلها عشرة أوسق, والوسق ستون صاعا فلما رجعوا سألوها قالت جاءت عشرة أوسق بمقدار ما حزره النبي ﷺ من أجل إخراج الزكاة, فيه مشروعية إرسال الإمام (السعاة) لجباية الزكاة ولخرص الحبوب والثمار, وفيه علم من أعلام النبوة حيث أن النبي ﷺ أخبرهم أنها ستهب ريح, ريح شديدة, قال لهم فمن كان له بعير فليشد عقاله يعني يشّدُ الحبل الذي يربط به يد البعير , يعني يشد عليه حتى لا يحتاج إليه حتى لا يتفلت ثم يحتاج إليه في وقت هبوب الريح, فلما هبت الريح قام رجل فأخذتُه الريح وألقته إلى جبل طيء من تبوك إلى حائل وهذه مسافة عظيمة لمخالفته أمر النبي-ﷺ- ولهذا نهاهم النبي-ﷺ- إذا هبت ريح لا يقوم أحد هذا الرجل قام فأخذته الريح فألقته على جبل طيء مسافة عظيمة عقوبة لمخالفة الأمر عقوبة عادلة, فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وفيه نصح النبي ﷺ وشفقته على أمته حيث أمرهم فيما يصلح أمور دينهم ودنياهم, أولاً أخبرهم بأن هذه الريح ستهب، ثانياً نهاهم عن القيام , ثالثاً أمرهم أن يشّد كل واحد عقال بعيره حتى لا يحتاج إليه في وقت هبوب الريح وحتى لا يتفلت, لأنه إذا تفلت قد يقوم في وقت هبوب الريح فيتضرر كما حصل لهذا الرجل الذي قام وأخذته الريح وألقته مسافة بعيدة إلى جبل طيء.
ثم بعد ذلك قال النبي ﷺ إني مسرع فمن كان مسرعا فليسرع فيه مشروعية الإسراع في السير إلى الأهل إذا انتهت الحاجة حاجة الإنسان يشرع للإنسان أن يسرع إلى أهله , كما في الحديث الآخر: السفر قطعة من العذاب يملأ أحدكم طعامه وشرابه فإذا قضى .... فليُعجَل أي فليعجل يسارع إلى أهله, وفيه تسمية المدينة طابة وطيبة والمدينة , أما تسميتها يثرب فهذه كان اسم لها في الجاهلية, وأما قوله تعالى وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا هذا حكاه الله عن المنافقين, والآن بعض الآن الكتاب يسمون المدينة (يثرب) لشدة مخالفتهم للسنة يسمونها يثرب, الاسم الجاهلي السابق, وهي تسمى المدينة النبوية, أما التسمية المدينة المنورة ومكة المكرمة فهذا ليس له أصل وإن كان منتشرا فالله تعالى سماها مكة, قال: يا أهل مكة، رباط لمكة للذي بمكة ولم يقل مكرمة وكذلك المدينة، لم يقل المنورة, فالمنورة هذه زيادة وإنما يقال المدينة النبوية ومكة وبكة كلها أسماء, وفيه أن النبي-ﷺ- فضل بني النجار وهم أخواله-ﷺ- لأن أم جده عبد المطلب من بني النجار، ثم خير أبا الأوس ثم الخزرج.
أعد الحديث بعد هبوب الريح
(المتن)
(الشيخ)
فيه قبول هدية الكافر وأنه لا بأس بها, وجاء في بعضها أن رد الهدية هذا على حسب المصلحة نعم إن رأى قبول الهدية قبلها وإن رأى ردها, ردها, وسليمان عليه الصلاة والسّلام رد الهدية لبلقيس لما قالت إنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ. ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ سليمان عليه الصلاة والسلام كان عنده قوة لا يبالى بهم فإن جاؤوا وإلا غزاهم .
والنبي ﷺ قبلها, قبل الهدية من المقوقس وأهدى له مارية القبطية وهنا أيضاً قَبل من رسول ابن العلماء قبل الهدية.
سؤال....
الإمام هو الأقرب, إذا كانوا مو بحربين قد تقبل هديتهم.
سؤال : يجوز رد الهدية من غير الحربين
- على حسب المصلحة, مر في البخاري , في أحاديث قبول الهدية وأحاديث في ردها وسبق الجمع بينها.
(المتن)
(الشيخ)
قال بعضهم إنها المسمى الدلدل له بغلة وقيل إنه غيرها وهي البغلة البيضاء التي كان عليها يوم هوازن ولكن هوازن قبل تبوك, ولهذا تأولها بعضهم,
كتب له أن يبقى, كتب له ببحرهم يعني ببلدتهم وأهدى له بردا يعني نوعا من القماش فيه خطوط كأنها كسوة يعني، كتب له ببحرهم البلد، البحر البلد, كتب لهم ببلدتهم يعني أن يبقى يعني على الولاية.
(...سؤال..) - يعني جهة تبوك خلف تبوك.
(الشيخ)
ثم قال إن خير دور الأنصار دار بني النجار,
(الشيخ)
دار بني النجار هم أخوال النبي-ﷺ- لأن جده عبد المطلب أم سلمة من بني النجار، وهم خير دور الأنصار والمراد بالدور القبائل دور جمع دار، دور القبائل.
المتن:
الشيخ:
دار بني عبد الأشهل هم الأوس ومنهم سعد بن معاذ يعني القبيلة المراد بالدار القبيلة. ليس المراد المحلات والقبائل.
المتن:
الشيخ: دار بني عبد الحارث بن الخزرج ومنهم سعد بن عبادة.
المتن:
الشيخ: يعني في كل قبائل الأنصار خير.
المتن:
الشيخ: يعني فضل قبائل الأنصار وجعلنا من آخر القبائل.
المتن:
(الشيخ)
يعني ألا يكفيكم أن تكونوا من الخيار من المفضلين كافي، قال رسول الله ﷺ لسعد أما يكفيكم أن تكونوا من المفضلين يكفي أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار وهذه منقبة أنتم من الخيار يكفيكم هذا أنكم من الخيار. (...مداخلة...)
(المتن)
الشيخ:
ببحرهم يعني بالبلدة ببلدتهم يعني كتب له أن يبقى والياً عليها.
المتن:
(الشيخ)
والبحر يطلق على البلدة, ومنه قول عبد الله بن أُبي لما قدم للنبي-ﷺ- كادوا أن يعصبوا على أهل هذه البحيرة يعني البلدة وسمى القرى البحار قال, قول للعربي فاعملوا من وراء البحار، لما قال إن الهجرة شأنها شديد قال هل لك إبل هل تؤدي صدقتها, قال: فاعمل من وراء البحار, يعني من وراء القرى, فإن الله لن يترك من عملك شيئا.
سؤال
يعني والي آيلة كان يطلب من النبي ﷺ البقاء على حقه.؟
جواب الشيخ: كأنه أبقى, كان صالحه أبقى على ما كان عليه, كتب على أنه أبقى.
(المتن)
(الشيخ)
وهذا من حفظ الله وكفالة النبي-ﷺ- قال الله تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ, فيه حسن خلق النبي-ﷺ- حيث لم يعاقب هذا الأعرابي كان الصحابة في معظم الغزوات جاؤوا إلى واد كثير الشجر فاستظلوا تحتها وناموا متعبين والنبي-ﷺ- وضع سيفه على شجرة ونام, وفيه شجاعة النبي-ﷺ- وأن القائد ينبغي أن يكون قدوة للناس وهو-ﷺ- معه سيف يحمل السيف معه والسيف أمامه، فيه قوته وشجاعته-عليه الصلاة والسلام ليس ضعيفاً ولكن يكون في المقدمة قائد ومعلم ومبلغ- عليه الصلاة والسلام - وهو قدوة الناس في الجهاد ومعه السيف في الكر والفر فوضع سيفه على جذع شجرة ونام فجاء أعرابي فأخذه فاستيقظ وهو في ... يده سيف مسلول، فقال من يمنعك مني؟ قال الله، ثم قال ذلك كرر ذلك مرة أخرى قال الله فأغمد الرجل السيف, فأخبرهم النبي ﷺ قال إن هذا جاء أخذ السيف صلتا ثم لم يعاقبه النبي-ﷺ- فيه حسن خلقه- عليه الصلاة والسلام -.
جاء في حديث آخر في لفظ آخر في رواية أخرى أن تحتمل على هذه القصة أو قصة أخرى أنه جاء أعرابي للنبي -ﷺ- وهو نائم فأخذ سيفه ثم استيقظ فقال له من يمنعك مني قال الله، فسقط السيف من يده فأخذه النبي-ﷺ- وقال للأعرابي من يمنعك مني قال كن خير آخ، فلم يعاقبه النبي-ﷺ- وهذا دليل على أن الأعرابي بقي على كفره وما قال الله قال كن خير آخ، وهذا أيضاً من دلائل نبوته وكفاية الله له وحمايته له لولا أن الله حماه من هذا الأعرابي وهو عدو وكافر وفي يده السيف صلتا لولا أن الله حماه لقتله لكن الله حماه.
(المتن)
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عفان، قال حدثنا أبان بن يزيد، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، عن جابر ، قال: أقبلنا مع رسول الله ﷺ، حتى إذا كنا بذات الرقاع، بمعنى حديث الزهري، ولم يذكر: ثم لم يعرض له رسول الله ﷺ.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو عامر الأشعري ومحمد بن العلاء (واللفظ لأبي عامر)، قالوا: حدثنا أبو أسامة عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى--، عن النبي ﷺ قال: إن مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
(الشيخ)
نعم وهذا حديث عظيم رواه الشيخان البخاري ومسلم، وفيه تقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام تجاه وأمام ما بعث الله به نبيه-ﷺ- من الهدى والعلم مثلهم النبي-ﷺ- مثل ما بعثه الله به من الهدى والعلم بالغيث بالمطر الكثير، أصاب أرضاً تنقسم إلى ثلاثة أقسام القوائم, أرضاً أصابها فأنبت طيباً قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، والطائفة الثانية من الأرض طائفة أجادب لا تنبت العشب والكلأ ولكنها تمسك الماء أمسكت الماء لا تشرب الماء ولكنها تمسك الماء ولا تخرج كلأ ولا عشبا ولكنها تمسك الماء, والطائفة الثالثة قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت كلأ ولا عشبا, فالناس على هذه الأقسام الثلاثة، القسم الأول مثلهم النبي ﷺ- بالعلماء الذين تعلموا وتفقهوا وتبصرو في دين الله وفي شريعة الله وفجرو النصوص واستخرجوا كنوزها وتفقهوا في دين الله فتعلموا وعلموا وعلموا، تعلموا وعملوا بعلمهم وعلموا الناس, هؤلاء مثلهم مثل الطائفة الطيبة التي قبلت الماء فاستفادت هي في نفسها وأنبت الكلأ العشب الكثير فاستفاد الناس من هذا الماء والعشب الكثير، كذلك العلماء استفادوا لأنفسهم فعلموا وعملوا وأفادوا غيرهم، كالعشب والكلأ الكثير الذي يستفيد منه الناس وتستفيد منه الدواب، ويستفيد منه الناس يحشون الحشيش ويبيعونه.
والطائفة الثانية الأجادب التي أمسكت الماء هذا مثلها مثل المحدثين الذي حفظوا الأحاديث وضبطوها واعتنوا بالرواية والرواة وميزوا الصحيح من السقيم, وأوصلوها إلى من بعدهم, فاستفاد من بعدهم من هذه الأحاديث التي وجدوها نقية مخّرجة مصححة فاستفادوا منها وتفقهوا في أحكامها وعملوا بها, فهؤلاء المحدثون الذين ليست الطائفة الأولى عندهم عناية بالفقه واستنباط الأحكام, ولكن عندهم عناية بالحفظ والضبط وحفظوا الأحاديث وضبطوها وميزوا سقيمها وصحيحها واعتنوا بالرواية والرواة وأوصلوها إلى من بعدهم, كذلك الأجادب مثلهم مثل الأرض الأجادب التي أمسكت الماء هي لم تخرج كلأ ولا عشباً ولكن أمسكت الماء حتى جاء الناس فاستقوا وشربوا وزرعوا ورعوا.
والطائفة الثالثة الذين لم يتعلموا دين الله ولم يعملوا بدين الله مثلهم مثل القيعان التي لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ, لا تستفيد لنفسها ولا تفيد, هذا مثل من أعرض عن دين الله ولم يتفقه ولم يتبصر ولم يعمل بدين الله، فهو لم يستفيد من هذا العلم والهدى الذي بعث به نبيه, وفي الحديث ضرب الأمثال, والمثل وأنه ينتقل الإنسان من المحسوس إلى المعقول، ينتقل الإنسان من المثل الحسي إلى المثل المعنوي, وأن تنتقل من هذا المثل الحسي وهو المطر الذي أصاب الأرض وصارت ثلاث طوائف إلى أقسام الناس في تعلمهم لدين الله وتعلمهم للعلم الشرعي وأن الناس أقسام على هذه الأقسام الثلاثة.
فالإنسان ينتقل من المثل الحسي إلى المثل المعنوي, والأمثال فيها فائدة وأكثر الله تعالى من الأمثال وكذلك نبيه-ﷺ- قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ فكان بعض السلف إذا لم يعلم المثل بكى على نفسه قال, الله تعالى يقول: ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) فإذا لم يفهمها خرج من وصف العلماء وما يعقلها إلا العالمون .
وفيه في هذا الحديث ضرب الأمثال , ضرب المثل لتقريب المعقول للأذهان وأن الأنسان ينتقل من المحسوس إلى المعقول, وفيه فضل تعلم العلم, وفيه ذم الإعراض عن العلم الله تعالى ذم المعرضين قال بأنهم أنصاف الكفار قال تعالى: {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} لا ينبغي للإنسان أن يكون معرضا, ينبغي أن يكون عنده إقبال وعنده نشاط وجهاد للنفس حتى يكون مع المشمرين والمستفيدين ومع المقبلين.
(المتن)
وحدثنا عبد الله بن براد الأشعري وأبو كريب (واللفظ لأبي كريب)، قالا: حدثنا أبو أسامة عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى ، عن النبي ﷺ قال "إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم! إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان فالنجا، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق".
(الشيخ)
وهذا مثل آخر أيضاً ضربه النبي-ﷺ- لمن أطاعه فسعد ولمن عصاه فشقي, مثل هذا المثل هو أن ناصحا نصح قومه حذرهم من اجتياح العدو لهم, وقال لهم إني رأيت العدو بجيشه وقبضه وقضيبه قد اقبل عليكم.
فالنجاة النجاة فأطاعه قومه فأدلجوا يعني أدلجوا السير أسرعوا وهربوا على مهلتهم فنجوا, وكذبه آخرون قالوا أبداً هذا ليس بصحيح فصبحهم العدو واجتاحهم وأهلكهم, هذا مثل من.؟ وقال إني أنا النذير العريان، والنذير العريان أصله, هذا المثل, أن رجلاً أراد أن ينصح قومه وكان بعيدا عنهم رأى العدو يريد أن يخبرهم ويحذرهم من بُعد فجعل يلوح بثوبه فخلع ثوبه وجعل يلوح يحذرهم وينذرهم من العدو, وقيل المعنى أنه خلع رداءه وترك عليه الإزار وجعل يلوح من بُعد , وقيل أيضاً إن المعنى أنه خلع حتى إزاره وأصبح عارياً من شدة تحذيره لهم, فأصبح عارياً ويلوح بثوبه حتى يكون أبلغ في هذا، ويكون هذا المنظر أيضاً يلفت النظر لما فيه من البشاعة حتى يكون فيه حث لهم, شدة حثه لهم ونصحه لهم خلع ثوبه وجعل يلوح وقال إني أنا النذير العريان, والنبي ﷺ لا شك أنه هو النذير , الله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وكل نبي أنذر قومه إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
(إنا أرسلناه إلى قوم فقال لهم أن اعبدوا الله قال إني لكم نذير مبين) , (أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون) والرسل أبلغ من هذا ولكن هذا مثل فالنبي ﷺ يقول إني أنا النذير العريان يعني إني أحذركم وناصح لكم كما أن هذا الرجل نصح قومه ومن شدة نصحه خلع ثوبه وجعل يلوح حتى يكون في ذلك مبالغة في حثهم , جعلوا ينظروا إليه وقالوا ما فعل هذا إلا من شدة الأمر ليشد انتباههم ويستحثهم على أخذ الحذر من العدو فيقول النبي ﷺ إني أنا النذير العريان يعني أني نذير لكم من عذاب شديد, ثبت أن النبي-ﷺ- نادى بأعلى صوته واصباحاه بمكة حتى اجتمع الناس ثم خص وعم, قال يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار, وخص القبائل قبيلة قبيلة قال أنقذوا أنفسكم من النار حتى وصل إلى أقاربه وقال يا عباس بن عبد المطلب أنقذ نفسك من النار يا صفية عمة رسول الله أنقذي نفسك من النار يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئتي لا أغني عنك من الله شيئاً أنقذوا أنفسكم من النار, وحذر الأمة كلها حذرهم من عذاب الله ومن سخطه وبين وأنذر وبلغ عليه الصلاة والسلام, وأعاد وأبدى فهذا مثل, والأمثال فيها فائدة ينتقل الإنسان من المحسوس إلى المعقول, ينتقل بهذه الحال من هذا الشخص الذي أنذر قومه فيه عدو يريد أن يجتاحهم, فأنذرهم, فكذلك النبي ﷺ أنذرهم وحذرهم من النار فمن أطاعه وصدقه وآمن به ووحد الله وأخلص له العبادة و اتبع رسوله نجا ومن كذب هلك .
(المتن)
وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا، فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحججكم وأنتم تقحمون فيه.
(الشيخ)
وهذا أيضا مثل ثالث أيضاً مثل النبي-ﷺ- مثل نفسه وأمته برجل استوقد نار فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يمنعهم, فالنبي-ﷺ- هو الذي أوقد النار وهو النور الذي جاء به الكتاب والسنة وجعل الناس يتقحمون فيها يعني يوقعون أنفسهم بين النار من الشرك والمعاصي والنبي-ﷺ- يأخذ بحججهم ويمنعهم بنصحه وإرشاده وتحذيره, وهو كالرجل الذي يمنع الجنادب والفراش أن تقع في النار وهي تغلبه تقحم فيها يعني توقع نفسها فيها وهو يمنعها, فالنبي-ﷺ- يمنع الأمة ويحذرهم ولكن بعضهم يقع فيها ولا يبالي فلا يقبل النصح وآخذ بحججكم والحجج معقد الإزار.
سؤال : النار هي الشهوات و المعاصي وأن الناس يسقطون فيها.؟
الشيخ : هذا مثل يعني الناس يقعون في النار يعني يقعون بالمعاصي والشرك التي تسبب وقوعهم في النار مثل ما تقع هذه الجنادب والجراد.
(المتن)
وحدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان عن أبي الزناد، بهذا الإسناد، نحوه.
وحدثنا محمد بن رافع، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله ﷺ مثلي كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها، قال فذلكم مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحججكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار , فتغلبوني تقحمون فيها.
(الشيخ)
النبي-ﷺ- حذر من أسباب الشرك والمعاصي التي هي أسباب دخول النار وحذرهم منها وحذر من الشرك وحذر من الكبائر وحمى حمى التوحيد-ﷺ- وسد كل طريق يوصل إلى الشرك ولكن بعض الناس يتقحم في النار، يوقع نفسه في النار ولا يبالي في ارتكاب المعاصي والكبائر والمخالفات, والنبي-ﷺ- بالغ أشد وحذر وأنذر وأبدى وأعاد, ولكن بعض الناس كالفراش يتقحم يوقع نفسه فتأتي تلقي نفسها في النار, وآخذ بحججكم والحجج معقد الإزار, مثل الإنسان اللي يسكه ويجره وهو يلقي نفسه.
(المتن)
حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ، قال مثلي ومثل الأنبياء..
(الشيخ)
بركة , قف على حديث أبي هريرة ,
(....) إي نعم هذا من باب الخبر ليس من باب, أما دعاء الإنشاء اللهم اغفر لي إن شئت, اللهم اغفر لي إن شئت هذا ممنوع نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يقول أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ليعزم المسألة فإن الله موفيها له, ومن قوله هذا طهور و أن الله يطهره به .............