شعار الموقع

كتاب الفضائل (04) باب قرب النبي عليه السلام من الناس وتبركهم به – إلى باب شيبه صلى الله عليه وسلم

00:00
00:00
تحميل
216

 
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
(المتن)
قال الإمام مسّلم رحمه الله تعالى:

حدثنا مجاهد بن موسى وأبو بكر بن النضر بن أبي النضر وهارون بن عبد الله، جميعا عن أبي النضر، قال أبو بكر: حدثنا أبو النضر (يعني هاشم بن القاسم)، قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها.
حدثنا محمد بن رافع، قال حدثنا أبو النضر، قال حدثنا سليمان عن ثابت، عن أنس  قال: لقد رأيت رسول الله ﷺ والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس  أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجة،

(الشيخ)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه أما بعد :
فهذا فيه بيان ما جعل الله في جسد النبي-ﷺ- من البركة وكان الصحابة يأتون بالماء فيغمس يده فيه ليتبركوا به, وإذا حلق رأسه لا يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل يتبرك بها لما جعل الله في جسده وآثاره-ﷺ- من البركة وهذا خاص به-ﷺ- لا يقاس عليه غيره فلا يتبرك بغيره لأن الصحابة لم يتبركوا بأبي بكر ولا بعمر ولا بعثمان ولا بعلي وإنما هذا خاص به-ﷺ- لما جعل الله في جسده وما لامس جسده وآثاره من البركة فكانوا يأتون بالإناء فيغمس يده فيه يتبركون به، وإذا حلق رأسه لا يريدون أن تقع شعرة إلا أخذوها وتباركوا بها ولما حلق شعره في حجة الوداع صار رأسه عليه الصلاة والسلام أعطاه أبا طلحة يوزعه على الناس شعرة شعرة, وإذا توضأ أخذوا القطرات التي تتقاطر من يده عليه الصلاة والسلام وإذا تنخم كانت في كف أحدهم فدلك بها وجهه وما شاء من جسده، وكما سيأتي في قصة أم سليم أنه لما نام عندها وعرق سلتت العرق وجعلته في قارورة لها وقالت إنه من أفضل الطيب وقالت  إنها  تداوي به صبياننا فقال لها أحسنت أو أصبت، هذا خاص به ﷺ لا يقاس عليه غيره لأن الصحابة لا يفعلون مع غيره, ولأنه من وسائل الشرك لو فعل مع غيره قد يؤدي إلى الشرك, وأما ما ذكر النووي والحافظ ابن حجر أن هذا فيه التبرك بآثار الصالحين فهذا ليس بصحيح، وأنه لا يتبرك بآثار الصالحين وهذا خاص به-ﷺ- لا يقاس عليه غيره.


 (المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجة، فقال يا أم فلان! انظري أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتكفخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها.

(الشيخ)
وهذا ليس فيه خلوة بالأجنبية لأنها في ممر الناس ومشاهداتهم إلا أنهم لا يسمعون كلامها, هذا في الطريق في السكك في الطرق لكنه خلا بها عن الناس حتى لا يسمعون كلامها وإلا فالناس يشاهدونها, وهذا في حسن خلقه-ﷺ- وفيه بروزه للناس وأنه-ﷺ- بارز للناس وليس عنده حرس ولا حجاب يحجبونه عن الناس بل يقضي حوائجهم، خلا بهذه المرأة وقضى حاجتها، يقضي حاجات الناس ويسمع كلامهم ويتحمل أثقالهم-عليه الصلاه والسلام - كان يعظ الجاهل ويطعم الفقير، ويحمل الكَل ويعين على النوائب بالحق  ويبلغ دعوة الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو بارز للناس ليس محتجبا ولا محجوبا ولا ممنوعا من وصول الناس إليه، وهكذا ينبغي للولاة والأمراء والعلماء ألا يكونوا محجوبين عن الناس بل يكونوا قريبين من الناس حتى يقضوا حوائجهم.
وجاء الوعيد الشديد على من احتجب من الولاة عن أحاديث الناس وجاء في الحديث أن من ولاه الله أمراً فاحتجب دونهم احتجب الله دون خلته وفاقته يوم القيامة ولما بلغ هذا الحديث معاوية-- جعل على حوائج الناس شخصا ولى على حوائج الناس شخص خوفاً من هذا الحديث، فجعل حوائج الناس عند شخص معين وكله إليه. نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، ح وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ؛ أنها قالت: ما خير رسول الله ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل.

 (الشيخ)
وهذا فيه بيان ما كان عليه الصلاه والسلام  من حبه لما يكون سهلاً وميسراً على أمته وما خيّر بين أمرين لاختار أيسرهما ما لم يكن حراماً أو مكروهاً فإن كان حراماً أو مكروهاً ابتعد عنه كان أبعد الناس عن الحرام والمكروه وما انتقم الرسول -ﷺ- لنفسه لا يبالي لنفسه قد يؤذيه بعض الناس ولا ينتقم لنفسه، سحره يهودي ولم ينتقم منه وهو لبيد بن أعصم، وسمته يهودية ولم ينتقم منها وجذبه أعرابي حتى أثرت صفحة الرداء في صفحة عنقه، وقال مر لي بمال الله أعطيني من المال الذي عندك ليس من مال أبيك ولا من مال أمك فالتفت إليه وهو يضحك  عليه الصلاه والسلام وأمر له بعطاء, ما ينتقم لنفسه لكن إذا انتهكت حرمات الله فإنه ينتقم لله وهذه أخلاق عظيمة كما قال الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ، فينبغي التخلق بأخلاقه-عليه الصلاه والسلام-والاقتداء به  فهو الأسوة للأمة، وقال تعالى لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا


(المتن)

وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير ح وحدثنا أحمد بن عبدة، قال حدثنا فضيل بن عياض، كلاهما عن منصور، عن محمد، في رواية فضيل ابن شهاب، وفي رواية جرير محمد الزهري، عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
وحدثنيه حرملة بن يحيى، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، نحو حديث مالك.
حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها  قالت: ما خيّر رسول الله ﷺ بين أمرين، أحدهما أيسر من الآخر، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما، كان أبعد الناس منه.
وحدثناه أبو كريب وابن نمير جميعا عن عبد الله بن نمير عن هشام، بهذا الإسناد، إلى قوله: أيسرهما، ولم يذكرا ما بعده.
حدثناه أبو كريب، قال حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها  قالت: ما ضرب رسول الله ﷺ شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل.

 (الشيخ)
وهذا من حسن خلقه-عليه الصلاه والسلام- ما ضرب بيده خادما ولا امرأة ولا دابة ولا انتقم لنفسه ممن نالَ منه.


(المتن)

حدثناه أبو كريب، قال حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله ﷺ شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل.

(الشيخ)
وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام, ما ضرب بيده خادما ولا امرأة ولا دابة ولا انتقم لنفسه ممن نالَ منه أو آذاه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله، إذا كان المسألة فيها معصية لله فإنه ينتقم لله أما ما يتعلق بنفسه وخاصته فلا فإنه يعفو عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الأفضل كونه ما ضرب بيده امرأة ولا خادما ولا دابة لكن يجوز للإنسان ضرب الخادم للتأديب إذا أخطأ وكذلك ضرب المرأة، الله تعالى نص في القرآن الكريم قال: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ إذا نشزت المرأة على زوجها ولم تطعه من غير حق فإنه يعظها ويخوفها بالله، فإن لم يفيد هجرها في الكلام ثلاثة أيام وفي المضجع وما شاء فإذا لم يفيد ضربها ضرباً غير مبرح ضرب تأديب لا يجرح لا يكسر عظماً ولا يجرح الجسد وإنما ضرب تأديب وكذلك الصبي إذا يؤدب ويضرب ضرب تأديب ولهذا قال النبي ﷺ مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر.
وكذلك الخادم إذا أخطأ لا بأس أن يؤدب تأديبا ولكن الأفضل عدم الضرب , هذا هو الأفضل عدم ضرب المرأة والخادم والدابة والاكتفاء بالوعظ بالتوجيه و إذا دعت الحاجة للتأديب للضرب لا بأس, فقد تدعو الحاجة إلى تأديبه ولا يفيد فيه الوعظ والأفضل ما كان عليه الرسول-ﷺ- كان لا يضرب بيده امرأة ولا خادما ولا دابة-عليه الصلاة والسلام- هذا هو الأفضل، ولأن الضرب ولاسيما الزوجة قد يؤثر عليها الضرب وقد تسوء الحال وليس كل امرأة تتحمل الضرب ولو كان ضربا غير مبرح وبكل حال فإذا أمكن الاستغناء, بالوعظ والتوجيه والإرشاد فهذا هو المطلوب .


(المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير، قالا: حدثنا عبدة ووكيع، ح وحدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو معاوية، كلاهما عن هشام، بهذا الإسناد، يزيد بعضهم على بعض.
حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، قال حدثنا أسباط (وهو ابن نصر الهمداني) عن سماك، عن جابر بن سمرة ، قال: صليت مع رسول الله ﷺ الصلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، قال: وأما أنا فمسح خدي، قال: فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار.

 (الشيخ)
والصلاة الأولى هي صلاة الظهر جعل يمسح خدي الصبيان, وهذا تحصل لهم بذلك البركة ومسح خد جابر، قال وكأن أخذها من جؤنة عطار يعني الإناء الذي يوضع فيه العطر والطيب ويقال لها السق, والمعنى أن رائحة يديه لها رائحة طيبة كريح المسك، ولهذا قال جابر كأنه أخذها من جؤنة عطار يعني كأنه أخرجها من العطر عليه الصلاة والسلام ومع ذلك له رائحة طيبة- عليه الصلاة والسلام - أطيب من ريح المسك كما سيأتي عن أنس قال ما شممت ريحا أطيب من ريح رسول الله ﷺ ومع ذلك أيضا يحب الطيب عليه الصلاة والسلام ويتطيب ويتعهد الطيب ويكثر منه حتى أنه أثر في شعره الحمرة وأخفى بعض الشيبات الخفيفة في لحيته عليه الصلاة والسلام .


 (المتن)

وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت، عن أنس ، ح , وحدثني زهير بن حرب (واللفظ له)، قال حدثنا هاشم (يعني ابن القاسم)، قال حدثنا سليمان (وهو ابن المغيرة) عن ثابت، قال أنس : ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله ﷺ.

(الشيخ)
نعم يعني ريحه أطيب من ريح المسك والعنبر عليه الصلاة والسلام, لهذا يقول ما شممت رائحة ولا مسكا ولا عنبر أطيب من ريح رسول الله ﷺ وهو لم يتطيب فإذا تطيب زاد, زادت الرائحة الطيبة, فهذا رائحته عليه الصلاة والسلام وهذا وصفه فهو أحسن الناس خلقا وخُلقا عليه الصلاة والسلام وأطيبهم ريحاً, وكان لا يحب الرائحة الكريهة, ولهذا لما قالت له. لما تواطأ حفصة وعائشة قالت كل واحدة أجد منك ريح المغافير, المغافير نبات يأكله النحل ويكون له رائحة, قال شربت  عسلا عند زينب ولن أعود , يعني لا يريد الرائحة عليه الصلاة والسلام .
(الطالب)
أحسن الله إليكم
ابن حجر يقول أخرج أبو يعلى البزار بإسناد صحيح عن أنس كان رسول الله-ﷺ- إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد من  رائحة المسك فيقال مر رسول الله-ﷺ-.
(الشيخ)
وهذا من فضل الله تعالى وإحسانه إلى نبيه-عليه الصلاة والسلام-


(المتن)

قال أنس ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله-ﷺ- ولا مسست شيئاً قط ديباجا ولا حريرا ألين مساً من رسول الله ﷺ

(الشيخ)
يعني إن يديه لينة مثل الحرير ليست صلبة ولا يابسة بل هي لينة ألين من الحرير ولهذا قال ما مسست حريراً ألين من يد رسول الله ﷺ يديه لينة كالحرير ورائحته طيبة أطيب ريحاً من المسك والعنبر عليه الصلاة والسلام. نعم


(المتن)

وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال حدثنا حبان، قال حدثنا حماد، قال حدثنا ثابت عن أنس ، قال: كان رسول الله ﷺ أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله ﷺ.

(الشيخ)
أزهر يعني أبيض اللون مستنير بياضه مشرب بالحمرة ليست بياضاً خالصاً لأن البياض الخالص يميل إلى الصفرة وليس فيه جمال لكن بياض مشرب بالحمرة وهذا هو أعلى الجمال بياض مشرب بالحمرة كان أزهر اللون يعني أبيض اللون مستنير-عليه الصلاة والسلام- كأن عرقه اللؤلؤ يعني في الصفاء والبياض وكانت يده-عليه الصلاة والسلام - لينه كالحرير، أعد: كان الرسول أزهر اللون.


(المتن)

-قال كان رسول الله-ﷺ- أزهر اللون كأنه عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ.

(الشيخ)
إذا مشى تكفأ يعني قيل المعنى تكفأ يعني يمشي يميناً وشمالاً, وقيل المعنى أنه يمشي جهتي قصده ومشيه، يكون يميل إلى جهة قصده ومشيه، فإن كان قصده جهة اليمين يميل جهة اليمين وإذا كان قصده شمالا يميل للشمال، يقال معنى تكفأ يميناً وشمالاً قال بعضهم أن يكون تكفأ يميناً وشمالاً هذا إنما هو وصف المختالين والمتكبرين.


(المتن)

ولا مسست ديباجة ولا حرير ألين من كف رسول الله-ﷺ-.

(الشيخ)
الديباج نوع من الحرير الديباج والإستبرق نوعان أحدهما غليظ والآخر رقيق.


(المتن)

ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله-ﷺ-.

-حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا هاشم (يعني ابن القاسم) عن سليمان، عن ثابت، عن أنس , عن أنس بن مالك ، قال: دخل علينا النبي ﷺ فقال عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها،
(الشيخ)

قال عندنا يعني: نام القيلولة نومة القيلولة في الضحى أو في الظهر.


(المتن)

- عن أنس بن مالك ، قال: دخل علينا النبي ﷺ فقال عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي ﷺ قال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب.

(الشيخ)
فأقرها عليه الصلاة و السلام ولم ينكر عليها بل قال لها كما سيأتي أحسنت أو أصبت, و أم سليم بينها وبين النبي عليه الصلاة والسلام  محرمية من جهة الرضاعة فهذا دليل على أنه لا بأس بدخول الإنسان على إحدى محارمه والنوم عندها وعلى فراشها .


(المتن)

وحدثني محمد بن رافع، قال حدثنا حجين بن المثنى، قال حدثنا عبد العزيز (وهو ابن أبي سلمة) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك ، قال: كان النبي ﷺ يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها، وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيت فقيل لها: هذا النبي ﷺ نام في بيتك، على فراشك، قالت فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه على قطعة أديم، على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النبي ﷺ فقال ما تصنعين؟ يا أم سليم! فقالت: يا رسول الله! نرجوا بركته لصبياننا، قال أصبت.

(الشيخ)
أقرها على ذلك ففتحت عتيدتها يعني شنطة أو محفظة صغيرة أو صندوق صغير فيه قوارير فتحت المحفظة واستخرجت القوارير وجعلت تنشف العرق وتصب فيه قالت يعالج فيه الصبيان ويتبركون به, لما جعل الله في جسده ولما لامس جسده من البركة عليه الصلاة والسلام وهذا خاص به لا يقاس عليه غيره ولا يؤخذ من غيره من الناس من عرقه أوشيء فيتبرك به ولا يستشفى به .


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا وهيب، قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة، عن أنس ، عن أم سليم رضي الله عنها, أن النبي ﷺ كان يأتيها فيقيل عندها، فتبسط له نطعا فيقيل عليه، وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال النبي ﷺ يا أم سليم! ما هذا؟ قالت: عرقك أدوف به طيبي.

(الشيخ)
 أدوف به طيبي يعني أصبه مع الطيب أجعله مع الطيب,أقيل يعنى ينام القيلولة، تدوف به الطيب يعني تخلطه مع الطيب.   
(الطالب)
قال جاء عند أحمد فدعا لها بدعاء حسن وعند البخاري قال فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك, قال فلما حضر أنس بن مالك الوفاة, أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك فجعل في حنوطه.
(الشيخ)
لأن الميت يستحب أن يجعل بين أكفانه حنوط, وهذا نوع من الطيب، أنس أوصى بأن يجعل من عرق النبي-ﷺ- لأنه طيب وهو أطيب الطيب كان النبي عليه الصلاة والسلام, إذا مر في الطريق شموا له رائحة-عليه الصلاة والسلام- ويقال مر من هذا الطريق عليه الصلاة والسلام.


(المتن)

حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت: إن كان لينزل على رسول الله ﷺ في الغداة الباردة، ثم تفيض جبهته عرقا.

(الشيخ)
يعني الوحي, كان ينزل عليه الوحي فتفيض جبهته عرقا من شدة الوحي عليه وثقله كان ينزل عليه الوحي عليه الصلاة والسلام في اليوم الشديد البرد فيتفصد  جبينه عرقا من شدة وهله وثقله عليه, وأحياناً يكون خفيفا فنزل عليه الوحي مرة وفخذه على فخذ زيد فكانت أن ترض فخذ زيد من ثقله, ونزل عليه الوحي مرة وهو على ناقته فبركت وأحيانا ينزل عليه الوحي فيكون خفيفا وينزل عليه الوحي وهو يتعرق العرق والعظم الذي فيه شيء من اللحم كما في الحديث السابق أن عمر قال لزينب قد عرفناك يا سودة رغبة في أن ينزل الحجاب فانكفأت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقالت إن عمر قال كذا و كذا  وكانت الحادثة في الليل وكان يتعرق العرق ثم نزل عليه الوحي, فقال إنه قد أذن لكن في قضاء حوائجكن, عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على أنه أحيانا يكون خفيفا ينزل عليه ويتعرق العرق وأحيانا يكون شديدا.  


(المتن)

- وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا سفيان بن عيينة، ح وحدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو أسامة وابن بشر، جميعا عن هشام، ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ له)، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثنا هشام عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن الحارث بن هشام , سأل النبي ﷺ: كيف يأتيك الوحي؟ فقال أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي، ثم يفصم عني وقد وعيته، وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل، فأعي ما يقول.

(الشيخ)
وهذا يمنعني من الوحي, فأحيانا يأتي في مثل صلصلة الجرس يكون هذا حتى يتفرغ ويستعد لما ينزل عليه.
فإذا جاء مثل صلصلة الجرس صار مستعدا ومتهيئا ولم يكن هناك شيء آخر ينتبه له أو يفكر فيه , وعلى هذه الصلصلة يأتيه الوحي وأحيانا يأتيه يتمثل له رجلا فيكلمه, يأتيه في صورة رجل يأتيه ويكلمه,  كما جاء في حديث عمر : جاء رجل شديد بياض الثياب وشديد سواد الشعر وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان فهذان نوعان من الوحي أنه يأتيه في صلصلة الجرس وأحيانا يأتيه يتمثل له رجلا ويكلمه
وهناك نوع ثالث أيضا من الوحي وهو أن الملك ينفث في روعه في قلبه . الوحي , كما في الحديث إن روح القدس نفث في روعي يعني في قلبي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
وهناك نوع رابع من الوحي وهو الرؤية الصادقة, لأن ورؤيا الأنبياء وحي. رأى إبراهيم أنه يذبح ولده فنفذ هذه الرؤيا لأنها وحي, ولما نفذها قال الله تعالى قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا وكذلك النبي ﷺ كان في أول البعثة لا يرى الرؤيا إلا وقعت كفلق الصبح.
وهناك نوع خامس من الوحي وهو أن يكلمه الله من وراء حجاب من دون واسطة  كما كلم موسى وكلم نبينا ﷺ ليلة المعراج من دون واسطة , كما قال الله تعالى وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ.


(المتن)

وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الأعلى، قال حدثنا سعيد عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت ، قال: كان نبي الله ﷺ إذا أنزل عليه الوحي، كرب لذلك، وتربد وجهه.

(الشيخ)
كرب يعني اشتد الكرب وأصابه الكرب وتربد وجهه يعني تغير وجهه وصار فيه نوع من التكدر من شدة الوحي عليه وثقله عليه الصلاة والسلام.


(المتن)

وحدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا معاذ بن هشام، قال حدثنا أبي عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت ، قال: كان النبي ﷺ إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه، ونكس أصحابه رؤوسهم، فلما أتلي عنه، رفع رأسه.

(الشيخ)
إذا نزل عليه الوحي نكس يعني خفض رأسه وجعل ينظر إلى الأرض, فإذا انجلى عنه, انجلى الوحي فارتفع ورفع رأسه, وش قال على قوله: نكس رأسه , نكس يعني خفض رأسه, أتلي انجلى .
(طالب)
(أتلي عنه) هكذا وفي معظم نسخ بلادنا أتلي بهمزة ومثناه فوق ساكنة ولام وياء ومعناها ارتفع عنه الوحي, هكذا فسره صاحب التحليل وغيره
(الشيخ)
نكس يعني خفض .


 (المتن)

حدثنا منصور بن أبي مزاحم ومحمد بن جعفر بن زياد (قال منصور: حدثنا، وقال ابن جعفر: أخبرنا إبراهيم (يعنيان ابن سعد) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان رسول الله ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله ﷺ ناصيته، ثم فرق بعد.
- وحدثني أبو الطاهر، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، نحوه.

(الشيخ)
سدل الشعر هو ترك الشعر ينزل على الناصية على الجبين, كونه يترك الشعر ينزل على الجبين وعلى الجبهة هذا السدل والفرق هو أن يفرق الشعر على الجانبين من وسط الرأس ويفرق الشعر من الجانبين، وكانت العرب لا يحلقون رؤوسهم وكان النبي كذلك يتركون الشعر ليس مثل الآن يحلقون الشعر يترك شعر الرأس حتى يطول كما سيأتي إذا وصل للكتف أو إلى الأذن يقصونه فكان المشركون لهم طريقة في الشعر وأهل الكتاب لهم طريقة فالمشركون يسدلون الشعر ما يفرقونه يتركونه ينزل على الجبين، وكان أهل الكتاب يفرقون يعني يفرق الشعر من الجانبين في الوسط وكان النبي ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه أو لم يؤمر به فكان النبي عليه الصلاة والسلام يسدل ثم فرق عليه الصلاة والسلام بعد ذلك. أعد كان المشركون,


(المتن)

عن ابن عباس رضي الله نهما، قال: كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان رسول الله ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله ﷺ ناصيته، ثم فرق بعد.

(الشيخ)
يعني بالعكس كان المشركون يفرقون وكان أهل الكتاب يسدلون عكس ما ذكرنا فكان النبي-ﷺ- يحب موافقة أهل الكتاب فسدل موافقة لهم ثم فرق
 فالسدل كونه يترك الشعر ينزل على الجبهة هذا سدل والفرق أن يفرق نصفين من منتصف الرأس يفرق على اليمين على الجانبين، والسنة الفرق أفضل الفرق (..) للمشركين ولهذا فرق النبي ﷺ بعد ذلك استقام على الفرق السنة يفرق الشعر على اليمين وعلى اليسار تأليفا لهم في أول الأمر ثم بعد ذلك صار يخالفهم لما عز الله الإسلام, ولهذا قال عليه الصلاة والسلام بعد ذلك إن أهل الكتاب- إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم إن اليهود لا يصلون في نعالهم فصلوا في نعالكم و بعد ذلك صار يخالفهم ولما قدم المدينة وجدهم يصومون اليوم العاشر من شهر محرم فقال نحن أحق بموسى منكم فقال صوموا اليوم العاشر وصوموا يوما قبله ويوما بعده خالفوا اليهود وبعد ذلك صار يخالفهم, ولعل هذا في أول الهجرة كان يحب موافقتهم تأليفاً لهم ثم بعد ذلك لما قوي المسلمون صار يحب مخالفتهم ويأمر بمخالفتهم.
(...)
- نعم الفرق من السنة نعم سنة إذا كان الأصل اتباع النبي عليه الصلاة و السلام قال الإمام أحمد هو سنة لو نقوى عليه لاتخذناه ولكن كلفة ومشقة يعني يحتاج الشعر إلى دهن و غسل و كد  والحلق مباح قد يقول بعضهم كراهة الحلق حلق الرأس والأقرب أنه مباح وكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يحلق إلا في حج أو عمرة إذا اعتمر أو حج حلق الشعر نسك وإلا فإنه يوفره كما سيأتي في الأحاديث  يكون شعره جمة أو لمة أو  وفرة كما سيأتي.


(المتن)

- وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، نحوه.
- حدثنا محمد  المثنى ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق، قال: سمعت البراء يقول كان رسول الله ﷺ رَجِلاً مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه ﷺ.

(الشيخ)
رَجِلاً يعني شعره بين السبوط والاسترسال يعني شعره رَجِل يعني ليس مسترسلاً ولا جعداً بين الجعودة والسبوطة, الجعد هو المتجعد والسبط المسترسل فكان شعره بينهما بين هذا وبين هذا رَجِلاً بين الجعودة والسبوطة، الجعد المتجعد والسبط المسترسل، ليس مسترسلاً يعني بحيث أنه يكد فيسترسل طويلاً وليس متجعدا منكمشا، الجعد المنكمش والمسترسل المكدود الذي يسترسل و يطول بسبب الكد بل بينهما رَجِل بين الجعودة و السبوطة.
كان رسول الله ﷺ  رَجِلاً ، مربوع هو متوسط في الطول والقصر ليس قصيراً ولا طويلاً ليس بالقصير الذي تزدريه العين بسبب قصره ولا بالطويل البائن المفرط بل بينهما متوسط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير عليه الصلاة والسلام بل إنه مربوع, بعيد ما بين المنكبين عليه الصلاة والسلام هذا وصفه ما بين الكتفين


(المتن)

عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء

(الشيخ)
عظيم الجمة:  الجمة الشعر الذي يصل إلى,  يضرب إلى الكتف يقال له جمة,
واللمة هو الشعر الذي يلم إلى المنكبين يعني قريبا من المنكبين والوفرة هو الشعر الذي يصل إلى شحمة الأذنين يقال له وفرة.
فأحياناً يكون الشعر وفرة  فيقصه إذا  وصل إلى شحمة الأذن وأحيانا يتركه حتى يكون لمة يقارب الكتفين وأحيانا يكون جمة يصل إلى الكتفين يضرب إلى الكتفين .نعم كان النبي رَجِلاً


(المتن)

كان رسول الله ﷺ رَجِلاً مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه ﷺ.

(الشيخ)
 وهو أحسن الناس-عليه الصلاة و السلام- وفيه دليل على لبس الثوب الأحمر، قال عليه حلة حمراء جاء في الحديث الآخر في حديث أبي جحيفة أن النبي-ﷺ- لبس حلة حمراء وهو يصلي في الناس مشمراً يعني مرتفع الحلة في منتصف الساق, فيه دليل على جواز لبس الأحمر وقد سبق النهي عن لبس الأحمر وأن بعضهم جمع بينه وبين أن النهي محمول على الأحمر المصبغ الخالص والجواز محمول على الأحمر غير الخالص الذي فيه خطوط، فالنبي-ﷺ- لبس حلة حمراء لكن ليس مصمتة بل فيها خطوط.


(المتن)

حدثنا عمرو الناقد وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله ﷺ، شعره يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير.
قال أبو كريب: له شعر.

(الشيخ)
ليس بالطويل ولا بالقصير هذا هو معنى المربوع, وله لمه يعني شعره يكاد يصل إلى الكتفين عليه الصلاة والسلام له لمة . والحلة هو الثوب المكون من قطعتين يقال لها حلة قطعة أعلاه وقطعة أسفله , ليس بالطويل ولا بالقصير هذا هو معنى المربوع, مربوع الخلقة.


(المتن)

حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال حدثنا إسحاق بن منصور عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير.

(الشيخ)
كان أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً المراد بالخلق و أحسنهم خُلقا أيضا, الخلق يعني الصورة والشكل و الهيئة, والخُلق المعاني والصفات كان النبي أحسن الناس خلقا و خُلقا عليه الصلاة والسلام كما قال الله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ لكن المراد هنا الخلق أحسن الناس وجها يعني جميل الوجه وأحسنهم خَلقا الخلقة.
 وكان  متوسطا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير الذاهب الذي قد يراه البعض أنه سنه طويل وأنه ذاهب, مفرط  وليس مفرطا  بالطول ولا مفرطا بالقصر بل متوسط الخلقة  بين الطويل والقصير عليه الصلاة و السلام


(المتن)

حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا جرير بن حازم، قال حدثنا قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك كيف كان شعر رسول الله ﷺ؟ قال: كان شعرا رجلا، قال ليس بالجعد ولا السبط، بين أذنيه وعاتقه.

(الشيخ)
يعني يقصد بين الأذنين والعاتق بين الأذنين يتعدى الأذن  وهذا يسمى الوفرة يصل إلى الأذن ولا يصل إلى الكتف فإن وصل إلى الكتف سُمي جمة فإن قارب الكتف سُمي لمة فإن كان إلى شحمة الأذن سمي وفرة.


(المتن)

- حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا حبان بن هلال، ح , وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الصمد، قالا: حدثنا همام، قال حدثنا قتادة عن أنس , أن رسول الله ﷺ كان يضرب شعره منكبيه.

(الشيخ)
عليه الصلاة والسلام وهذا هو الجمة, وهذا في بعض الأحيان أحيانا جمة و أحيانا وفرة و أحيانا لمة


(المتن)
 

حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية عن حميد، عن أنس قال: كان شعر رسول الله ﷺ إلى أنصاف أذنيه.
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى)، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: كان رسول الله ﷺ ضليع الفم، أشكل العين، منهوس العقبين، قال قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم، قال قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شق العين، قال قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب.


(الشيخ)
فسرها ضليع الفم يعني واسع الفم وهذا هو الجمال وهو الذي يُمدح به الإنسان ضليع الفم واسع الفم وأشكل العينين طويل شق العين ومنهوس العقبين يعني قليل لحم العقبين هذا وصفه عليه الصلاة و السلام. ولهذا من رأى النبي ﷺ في المنام فلابد أن يراه على الصورة التي خُلق عليها حتى تكون الرؤيا حق , أما إذا رآه مخالفاً لما ورد في الأحاديث فلا يكون رآه, الشيطان لا يتمثل بالنبي ﷺ إذا رأى صورته الحقيقية إذا رأى رجلا مربوعا شعره رَجِل بين الجعدة و السبوطة رآه كث اللحية أبيض مشربا بالحمرة ضليع الفم بعيدا ما بين المنكبين هذا وصفه  أما إذا رآه على غير هذا الوصف مثلاً رآه قصير أو رآه طويلا أو يراه أسود (أسمر) أو يراه ليس له لحية أو يراه نحيفا أو ما يخالف هذا لا يكون وصفه عليه الصلاة والسلام
 بعض الناس يقول إنه رأى النبي ﷺ لكن إذا سألته يقول رأيته أسود هذا ليس وصف الرسول عليه الصلاة والسلام وليس هذا وصفه .
(......مداخلة.....)


(المتن)

حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري، عن أبي الطفيل قال : قلت له: أرأيت رسول الله ﷺ؟ قال: نعم، كان أبيض، مليح الوجه. قال مسلم بن الحجاج: مات أبو الطفيل سنة مائة وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله ﷺ.

(الشيخ)
قيل سنة مائة وقيل سنة مائة وعشرة وهو آخر من مات من الصحابة, واسمه واثل بن عامر أو عامر بن واثلة , الطفيل آخر من مات من الصحابة سنة مائة وقيل سنة مائة وعشرة كما ذكر تقريبا...


(المتن)

- حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري، عن أبي الطفيل ، قال: رأيت رسول الله ﷺ وما على وجه الأرض رجل رآه غيري.

(الشيخ)
لأنه آخر الصحابة موتا فرآه ويقول ما على وجه الأرض أحد رآه غيري بعد ما مات الصحابة وبقي هو يصدق عليه  ما رآه على وجه الأرض غيره لأن الصحابة كلهم ماتوا ما بقي إلا هو ما في على وجه الأرض شخص رأى الرسول إلا هو في آخر الحياة نعم


(المتن)

-قال فقلت له: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحا مقصدا.

 (الشيخ)
نعم مُقصداً يعني ليس بالطويل ولا بالقصير نعم, وش قال مقصداً.؟ وهو بفتح الصاد المشددة وهو الذي ليس بجسيم ولا نحيف, لا جسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير يعني متوسط ليس نحيفا بالمرة ولا جسيما بالمرة, لا سمين ليس سميناً بالمرة ولا نحيفا, وسط بينهما ولا طويل ولا قصير وهذا هو يعني خلقه الله في أحسن الخَلق وأحسن الخُلق عليه الصلاة والسلام


(المتن)

- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وعمرو الناقد، جميعا عن ابن إدريس، قال عمرو: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي عن هشام، عن ابن سيرين، قال: سئل أنس بن مالك هل خضب رسول الله ﷺ؟ قال: إنه لم يكن رأى من الشيب إلا، (قال ابن إدريس: كأنه يقلله)، وقد خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم.
- حدثنا محمد بن بكار بن الريان، قال حدثنا إسماعيل بن زكرياء عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك هل كان رسول الله ﷺ خضب؟ فقال: لم يبلغ الخضاب، قال كان في لحيته شعرات بيض، قال قلت له: أكان أبو بكر يخضب؟ قال  فقال: نعم، بالحناء والكتم.

(الشيخ)
نعم والحناء أحمر والكتم أسود يخلط يبنهما فإذا خلط بينهما صار يضرب إلى الحمرة وهذا هو الأفضل, وإذا خضب بالحناء أحمر فقط أو صفرة فقط فلا بأس يخضب بالحناء كاملا خالصا أو بالصفرة الخالصة أو بالحناء والكتم فيضرب إلى الحمرة فيكون بين السواد وبين الحمرة وهذا اللي خضبه أبو بكر وخضبه عمر , وأما النبي صلًى الله عليه وسلًم فإن شيباته قليلة (شعرات) ولهذا ما خضب جاء في حديث أم سلمة أنه خضب وأن (..) بشعرات, شعر أحمر وأن قال هذا من خضاب النبي ﷺ و يحتمل انًه خضب وقال بعضهم إنه لم يخضب ولكنه كان يكثر من الطيب فإذا أكثر من الطيب ودهن الشعرة انقلب إلى حمرة فكأنه خضب, وهو شعرات قيل إنه ليس في رأسه ولحيته إلا ما يقارب عشرين شيبة عليه الصلاة والسلام.
(........)
مثما سبق يخلط بينهما نصفين تقريبا يضرب به الحمرة تقريبا هذا هو الأصل الخلط .


(المتن)

وحدثني حجاج بن الشاعر، قال حدثنا معلى بن أسد، قال حدثنا وهيب بن خالد عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: سألت أنس بن مالك أخضب رسول الله ﷺ؟ قال: إنه لم ير من الشيب إلا قليلا.
- حدثني أبو الربيع العتكي، قال حدثنا حماد، قال حدثنا ثابت قال:  سئل أنس بن مالك عن خضاب النبي ﷺ؟ فقال: لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه فعلت، وقال: لم يختضب، وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم،  

(الشيخ)
نعم لأنها شعرات قليلة ما يقارب العشرين شيبة في رأسه ولحيته, عشرين شعرة, نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وعمرو الناقد عن ابن إدريس قال عمرو حدثنا عبد الله ابن إدريس الأودي عن هشام عن ابن سيرين قال سئل أنس بن مالك  هل خضب رسول الله ﷺ قال إنه لم يكن رأى من الشيب إلا قال ابن إدريس كأنه يقلله.

الطالب: كأنه في إعادة أحسن الله إليك :
 وقال: لم يختضب، وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم،
الشيخ: فيه سقط عندك.؟ (......)


المتن:

 ولم يختضب رسول الله ﷺ واختضب عمر بالحناء بحتا

الشيخ:
اختضب عمر بالحناء الخالص ليس فيه كتم.


(المتن)

حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا المثنى بن سعيد عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته، قال: ولم يختضب رسول الله ﷺ، إنما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين، وفي الرأس نبذ.

(الشيخ)
نَبذ أو نُبذ يقال نُبذ أو نبذ يعني شعيرات قليلة , العنفقة الشعر الذي ينبت على الشفة السفلى  أي قال العنفقة, والصدغين ما كان فوق الأذنين قال الصدغين وفي رأسه شعرات نُبذ أو نَبذ شعيرات قليلة
يعني ما في إلا شعرات قليلة في العنفقة وفي الصدغين وفي الرأس جاء في اللفظ الآخر في غير الصحيحين أنها تقارب عشرين شيبة .
(..سؤال.) :
جواب الشيخ: هذا هو الأقرب وقد يقال كراهة تنزيه, الأصل أنها كراهة تحريم إذا كانت جاءت في كلام السلف.


 (المتن)

وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الصمد، قال حدثنا المثنى، بهذا الإسناد.
وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهارون بن عبد الله، جميعا عن أبي داوود، قال ابن المثنى: حدثنا سليمان بن داوود، قال حدثنا شعبة عن خليد بن جعفر، سمع أبا إياس عن أنس  أنه سئل عن شيب النبي ﷺ؟ فقال: ما شانه الله ببيضاء.

(الشيخ)
وهذا فيه نظر كلام أنس رحمه الله هذا مخالف لكلامه السابق أن فيه شعرات هنا يقول ما شانه الله ببيضاء, البيض ليس شًيناً , ولكنًه نور المسلم كما جاء في الحديث لمسلم هذه الرواية عن أنس فيها أولاً أنه مخالف لما سبق أن فيه شعرات في صدغه وفي عنفقته وشعرات في رأسه فكيف يقول ما شانه الله ببيضاء وفي الحديث السابق يقول إن فيه شعرات في عنفقته وثانيا تسمية الشعرات شينا هذا فيه نظر هذه الرواية ليست معتمدة العمدة على الروايات السابقة أنه فيه شعرات في عنفقته وصدغيه ورأسه والشيب ليس شيناً ليس شيناً وليس عيباً ولكنه نور المسلم.


(المتن)

- حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا زهير، قال حدثنا أبو إسحاق، ح وحدثنا يحيى بن يحيى، قال أخبرنا أبو خيثمة عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله ﷺ، هذه منه بيضاء، ووضع زهير بعض أصابعه على عنفقته

(الشيخ)
هذا يخالف الحديث السابق يقول ما شانه الله ببيضاء وهناك رأيت على صدغه بيضاء يعني شعرة بيضاء كيف يقول ما شانه الله ببيضاء ثم يقول رأيت في صدغه, عن أنس.؟ الطالب : عن أبي جحيفة).
الشيخ
وسبق عن أنس في الحديث السابق أنه في عنفقته و صدغيه ورأسه شعرات.


(المتن)

عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله ﷺ، هذه منه بيضاء، ووضع زهير بعض أصابعه على عنفقته، قيل له: مثل من أنت يومئذ؟ قال: أبري النبل وأريشها.

(الشيخ)
أريش النبل يعني يجعل نبلا ريشا, يعني إنه رجل يفنى و يعمل شاب.


 (المتن)

حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال حدثنا محمد بن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله-ﷺ- أبيض قد شاب، كان الحسن بن علي يشبهه.   

(الشرح)
قال أبيض وقد شاب رأينا في حديث أنس السابق (ما شانه الله ببيضاء ) دل على أن الرواية ليست معتمدة .


(المتن)

وحدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا سفيان وخالد بن عبد الله، ح , وحدثنا ابن نمير، قال حدثنا محمد بن بشر، كلهم عن إسماعيل، عن أبي جحيفة، بهذا، ولم يقولوا: أبيض قد شاب.
وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا أبو داوود، سليمان بن داوود، قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة سُئل عن شيب النبي ﷺ؟ فقال: كان إذا دهن رأسه لم يُر منه شيء، وإذا لم يدهن رُؤي منه.

(الشيخ)
إذا لم يدهن لم ير منه شيء يغطي الدهن الطيب يغطي الشيب ويكون أحمر وإذا تأخر عن دهنه بانت الشيبات مثل الصبغ يعني.


(المتن)

- وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عبيد الله عن إسرائيل، عن سماك؛ أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين

(الشيخ)
وإذا تأخر عن الدهن تبين الشيب وإذا تعاهده زال، وهذا كله يخالف الحديث السابق (ما شانه الله ببيضاء )


(المتن)

وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال: لا، بل كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده.

(الشيخ)
يعني سأله سائل هل وجهه مستدير مثل الشمس والقمر أو مستطيل مثل السيف فقال لا مستدير مثل الشمس والقمر يعني وجه مستدير وليس مستطيلا, مستطيل مثل السيف ومستدير مثل الشمس والقمر , فسأله جابر قال هل وجه النبي-ﷺ- مستدير كالشمس والقمر أو مستطيل كالسيف فقال لا بل مستدير كالشمس والقمر فيدل على أن وجه النبي مستدير والمستدير أجمل من المستطيل وكان خاتم النبوة مثل زر الحجلة مثل بيضة الحمامة في ظهره يشبه جسده يعني مثل جسده، مثل لونه , لون خاتم النبوة مثل لون جسده, إذا كان لون الجسد أبيض يكون الخاتم خاتم النبوة مثله ولما أرادت بعض الصبيات أن تلعب بخاتم النبوة وأراد بعضهم منعها تركها النبي ﷺ قطعة لحم فوق ظهره مثل زر الحجلة, زر الحجلة خيمة زرير الخيمة, (......) وهي مثل البيضة مثل بيضة الحمامة قطعة, زر الحجلة مثل بيضة الحمامة, قطعة لحم فوق ظهره, وكانت مثل جسده يعني لونها مثل لون الجسد خاتم النبوة لونه مثل لون الجسد فإذا كان لون جسد أبيض كانت بيضاء


المتن:

وكان كثير شعر اللحية فقال رجل وجهه مثل السيف قال لا بل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديراً ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده

الشيخ:  يشبه جسده في اللون.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد