بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قال الإمام مسلم رحمنا الله وإياه:
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فهذا الحديث الطويل وهذه القصة قصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام قصها الله علينا في القرآن الكريم، وهذا الحديث فيه بيان وتوضيح لهذه القصة التي قصها الله في القرآن الكريم، والسنة تفسر القرآن وتوضحه وتبين المشكل وتوضح المجمل وتفصل، فهي تقيد المجمل وتفصله وتوضحه وتبينه, وتخصص العام وتقيد المطلق وتوضح المجمل، وأحياناً تأتي بأحكام جديدة, فالسنة لها مع القرآن ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: أن تأتي بأحكام مثل أحكام القرآن, من أحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج جاءت في القرآن وجاءت في السنة،
وأحياناً تأتي بأحكام تفصل ما في القرآن من الإجمال وتفصل ما فيه من الإبهام وتقيد ما فيه من المطلق , تقيد المطلق وتوضح المجمل وتخصص العام، وأحياناً تأتي بأحكام جديدة كتحريم كل ذي ناب من السباع وتحريم كل ذي مخلب من الطير فإن هذه الأحكام جاءت في السنة وليست في القرآن, والسنة وحي ثاني قال النبي ﷺ: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ومن أنكر السنة كفر لأنه مكذب لله. قال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
لكن جماعة يزعمون أنهم لا يعملون إلا بالقرآن يسمون أنفسهم القرآنيين, يقولوا نحن نعمل بالقرآن وهؤلاء كذبة لو كانوا يعملون بالقرآن لعملوا بالسنة لأن الله تعالى يقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، قال سبحانه: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
ومما جاء مفصلاً وموضحاً لما في القرآن هذه القصة، قصها الله تعالى في القرآن الكريم، وهذا الحديث من رواية سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار كان يروي عنه كثيراً حتى إنه قال حفظت أو رويت من الأحاديث عن ابن دينار عدة ما لبث نوح في قومه تسعمائة وخمسون لبث نوح في قومه وروى عنه تسعمائة وخمسين حديثا.
وفيه أن سعيد بن جبير سأل ابن عباس وقال إن ابن البكالي يزعم أن موسى الذي حصلت له القصة مع الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، وإنما هو موسى آخر فقال بن عباس كذب عدو الله هذا من باب المبالغة في الزجر ولا يراد به حقيقته ليس مقصوده أنه عدو الله حقيقة بل لفظ البكالي تابعي جليل لكنه غلط هنا فظن أن موسى ليس هو موسى بني إسرائيل الذي حصلت له قصة مع الخضر.
ومعنى كذب يعني أخطأ, ويقال لمن أخطأ كذب سواء كان عمداً أو سهواً وهو أخطأ سهواً لأنه لم يتعمد هذا, والحديث صريح في أن موسى الذي حصلت له قصة مع الخضر هو موسى بني إسرائيل هو موسى النبي هو موسى بن عمران الذي هو أحد أولي العزم الخمسة هو الذي حصلت له القصة, وفيه أنه ذهب يتعلم من الخضر فيه الرحلة في طلب العلم, أخذ من هذا العلماء الرحلة في طلب العلم مشروعية الرحلة في طلب العلم, وهي السفر والارتحال لطلب العلم, وما زال العلماء يرحلون في طلب العلم، وهذا موسى عليه الصلاة والسلام نبي كريم ارتحل وسافر وركب البحر ليتعلم ليزداد علماً, جاء في بعض رواية الحديث أنه لما جاء إلى الخضر سأله قال من, (..) في هذا الحديث .. قال نعم قال من أنت قال موسى, قال موسى بني إسرائيل قال نعم وهذا صريح لأنه موسى بني إسرائيل وفيه الرد على نوف البكالي الذي يظن أنه ليس موسى بني إسرائيل, وفي رواية في الحديث أنه قال : ما جاء بك قال لأتعلم منك قال ما يكفيك التوراة التي أنزلها الله عليك والله تعالى قال: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا، لا يزال الإنسان يتعلم حتى يموت كما قال الإمام أحمد من المحبرة إلى المقبرة وهو يتعلم.
هذا نبي كريم من أولوا العزم الخمسة ومع ذلك تعلم ورحل وركب البحر والصحابة كذلك كانوا يرحلون رحل جابر بن عبد الله من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد في المظالم لمدة شهر المسافة شهر على الإبل, شهر كامل لطلب حديث واحد وأعد لهذه المهمة بعيرا, اشترى بعيرا نشيطا لهذه المهمة, قال البخاري في صحيحه: ورحل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس في طلب حديث واحد وهو حديث المظالم، وما زال الصحابة ومن بعدهم العلماء يرحلون في طلب العلم.
وفي هذا الحديث من الفوائد أنه ينبغي للإنسان أن يكل العلم إلى الله, وفيه أن الأنبياء , أن النبي قد يغلط وقد يفعل خلاف الأولى ولكن الله يسدده, الأنبياء لا يقرون عن الخطأ لا يقرون عن الخطأ ولهذا لما سئل موسى عليه الصلاة و السلام , سأله سائل من أعلم الناس قال أنا, فعتب الله عليه حيث لم يكل العلم إليه, فأوحى الله إليه أن عبداً لي أعلم منك قال يا ربي أين أجده قال في مجمع البحرين فذهب مع فتاه، وفيه أنه لا ينبغي للإنسان أن يسافر وحده, ولهذا سافر موسى مع فتاه وهذا الفتى ليس غلاماً أو عبداً له كما يظنه بعضه الناس, هو صاحب له, وهو يوشع بن نون صار نبياً بعد وفاة عيسى عليه السلام وهو الذي سرى ببني إسرائيل وفتح بيت المقدس , وهو الذي حبست له الشمس, وقال يخاطب الشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا، فحبست حتى تم الفتح, ليلة السبت يوافق ما عندهم من الشريعة.
فقال يا ربي أين أجد هذا العبد الصالح قال الله تجده في مجمع البحرين فرحل إليه مع صاحبه فتاه وهو يوشع بن نون وقال الله له احمل حوتا, وفي اللفظ الآخر حوتا مالحا فإذا فقدته فإنك تجد الخضر هذه العلامة (..) , فسارا حتى وصلا إلى الصخرة فرقد موسى عليه السلام ووضع الحوت في مكتل فأحيا الله الحوت هذا من آيات الله العظيمة حوت مملوح يأكلونه غداء أحياه الله واضطرب ودخل البحر جاء في بعض الروايات أنه أصابه طش من الماء فاضطرب فعادت له الحياة بأمر الله, أحياه الله فخرج من المكتل ودخل في البحر فأمسك الله الجري نتيجة الماء عنه حتى يسري وتكون عبرة وآية, صار مثل الطاقة فتحة في الماء, وسرى في البحر وراح, هذا من آيات الله العظيمة وهي من الدلائل على قدرة الله على إحياء الموتى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
وهي من الأمور أو الأشياء التي في سورة البقرة ذكر الله أن إحياء الموتى خمسة أنواع وهذه في سورة الكهف أحياه الله, حوت أحياه الله, و ميت مملوح معد للأكل أحياه الله اضطرب دخل البحر, فقام موسى من نومه وذهب وفتاه ثم أحس بالجوع بعد ذلك فقال لفتاه آتنا غداءنا بعد أن مشوا مسافة قال الغداء تركناه نسيناه قال الفتى إني نسيت الحوت في المكان الذي رقدت فيه فقال موسى ذلك ما كنا نبغ العلامة هذه العلامة التي جعلها الله له إذا فقده يجد هذا العبد الصالح فرجع فارتدا على آثارهما قصصاً فلما رجعا وجدا الخضر يقال الخَضر ويقال الخِضر مسجى على ثوب فسلم موسى فقالوا السلام عليكم فكشف الخضر الثوب عن وجهه وقال وأنى بأرضك السلام, من أين أتيت أنت.؟ أنت في أرض لا يعرف أهلها السلام, كان في أرض كفرة ولهذا استغرب الخضر وقال وأنى بأرضك السلام ثم قال من أنت قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم، وفي الرواية الأخرى: قال ما جاء بك قال جئت لأتعلم منك قال ما يكفيك التوراة التي أنزلها الله عليك, وهذا أيضا تحقيق لقوله تعالى: وقل رب زدني علما يريد أن يزداد علما.
(المتن)
(الشرح)
جاء في تسميته, اختلف في تسمية الخضر والصواب ما جاء في الحديث النبوي جلس على فرش خضراء فلما قام اهتزت فسمي بالخضر , اختلف العلماء في الخضر هل هو نبي أو عبد صالح على قولين لأهل العلم الجمهور على أنه عبد صالح والقول الثاني أنه نبي والصواب أنه نبي , والدليل أن هذه الأفعال التي فعلها لا يمكن أن يفعلها إلا بوحي من الله، لا يمكن أن يخرق السفينة ويقتل الغلام هذه أمور عظيمة لا يقدم عليها إلا بوحي، ويدل على ذلك قول الخضر لموسى وما فعلته عن أمري , يعني ما فعلت هذه إلا بأمر من الله , وبوحي من الله هذا هو الصواب ولكن الجمهور يرون ويقولون إنه ولي , إنه عبد صالح وأن الله كشف له وألهمه كشف له عن المستقبل، وألهمه بأن يخرق السفينة وأن يقتل الغلام, لكن هذا بعيد خصوصاً قتل الغلام أمر ليس بالهين يأتي إلى غلام ويفك رقبته ويلقيها هكذا! وهذا قد يكون مدخلا لبعض الصوفية الذين يزعمون أنهم يلهمون ويعملون أعمال تخالف الشرع والصواب إنه نبي وإن كان خلافا لقول الأكثرين ,
(.مداخلة.) لا, الصواب أنه مات وأنه ليس موجودا؛ لأنه لو كان حياً لجاء وآمن بالنبي ﷺ لأن كل نبي أخذ الله عليه الميثاق إذا بعث محمدا لتتبعنه ولو كان موجوداً لجاء وقابل النبي ﷺ وآمن به لا يمكن أن يكون موجودا ولا يأت , ولو قدر أنه كان موجودا لمات لأن النبي ﷺ أخبر أن مائة عام تخرب القرن لذلك أخبر في آخر حياته أنه ما يأتي مائة عام إلا ويخرب ذلك القرن ولا يبقى على وجه الأرض ممن هو موجود عليها في ذلك الوقت، فلو كان حياً لمات وكانت تأتي عليه مائة سنة, قول بعضهم إنه من المعمرين وهذا قول ضعيف وبعض الصوفية يقولون إنه موجود ويجتمع بهم , هذا من خرافات الصوفية.
(المتن)
(الشرح)
هذه الأمور الثلاثة التي حصلت لموسى عليه السلام بعد أن اشترط عليه الخضر أن لا يسأله لما قال له موسى هل أتبعك قال لكنك لن تستطيع صبرا, يعني لأنك ترى شيئاً يخالف ظاهر الشرع فلا تستطيع، وليس المراد أنه لا يستطيع لأنه ليس معه أسباب وآلات تمكنه من الصبر، فالاستطاعة نوعان: استطاعة بمعنى توفر الأسباب والآلات التي بها يستطيع الإنسان أن يفعل والنوع الثاني الاستطاعة من التوفيق للفعل وهي القدرة المقارنة للفعل.
وهذه الاستطاعة هنا إنك لن تستطيع صبرا يعني لن تستطيع أن تصبر على مخالفة ما تراه مخالفاً لظاهر الشرع وإن كان عنده آلات يستطيع بها الصبر اشترط عليه الخضر ألا يسأله حتى يحدث له منه ذكراً , فقال موسى وعده قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً فبينما هما يمشيان على الساحل مرت بهما سفينة فطلبوا منهم أن يحملوهم فحملوهم بغير أجرة, عرفوا الخضر , وموسى ما هو بمعروف في المكان هذا لكن المعروف الخضر عرفوهما فحملوهما بغير أجرة، فلما ركبا لم يتفاجأ موسى حتى جاء الخضر وجعل يأتي بالقدوم ويخرق السفينة يضرب ضربا يخرق السفينة حتى خرقها واقتلع فانزعج موسى بهذا الأمر قال كيف؟ هذا أمر عظيم قال أخرقتها لتغرق أهلها قال لقد جئت شيئاً إمراً إمرا :عظيماً كيف؟ ناس أحسنوا إلينا وحملونا من غير أجرة ما أخذوا منا أجرة نقابلهم بالإساءة تخرق السفينة تخرب السفينة وحتى تقلع لوحا حتى يدخل الماء علينا، فذكره الخضر ذكره بالشرط اللي بينه وبينه قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً، أخبرتك ثم سد السفينة سدها بشيء فيا يظهر من الخرق وغيره ومشت السفينة.
هذا استدل به العلماء على أنه إذا اجتمعت مفسدتان لا يمكن درؤهما فإنه ترتكب المفسدة الصغرى لدفع الكبرى، وإذا اجتمعت مصلحتان لا يمكن فعلهما فإنه تفعل المصلحة العظمى (..) الصغرى , فالخضر يعلم أن هناك ملكا ظالما يأخذ السفينة وهذه مفسدة والسفينة لمساكين, فيه دليل على أن المسكين يملك شيئا، وهنا المساكين يملكون سفينة فالمسكين هو الذي لا يملك ما يكفيه لمدة سنة وقد يملك بعض الشيء فهؤلاء المساكين لهم سفينة , وهذا الملك الظالم يأخذ السفينة الصالحة والسفينة التي فيها عيب ما يأخذها، فأراد الخضر أن يجعل فيها عيبا حتى تبقى للمساكين، كونها تبقى للمساكين وفيها عيب أحسن من أن تذهب عنهم، هاتان مفسدتان: إما أن يتركها فلا يخرقها فتؤخذ السفينة كاملة, أو يجعل فيها عيبا وتبقى لهم، فأيهما أولى؟ يجعل فيها عيبا وتبقى لهم, فارتكب هذه المفسدة وإن كانت صغرى لدفع المفسدة الكبرى وهي أخذ السفينة بالكلية, ولهذا قال له الخضر ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، فقال سامحني نسيت.
جاءت المسألة الثانية التي أعظم وأشد نزلوا من السفينة وصار يمشي في الساحل فمروا على صبيان , فمر على غلام فأخذ برأسه واقتلعها وألقاها كالكرة بين يديه، فانزعج انزعاجا عظيما موسى هذه ما يمكن الصبر عليها كيف ما ذنب هذا الغلام الذي يقتل , قال أقتلت نفساً زكية بغير نفس قتلت نفسا زكية طاهرة من الذنوب صبي ما بلغ الحلم تقتله بغير سبب , لقد جئت شيئاً نُكراً, أمر منكر عظيم، فشدد عليه الخضر وقال ألم أقل لك أكد , الأولى قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا هذه المرة قال ألم أقل لك زيادة لك في الأولى قال ألم أقل إنك لم تستطيع معي صبرا و هذه الثانية لما كان الإنكار أشد أيضا أكد قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ثم أخبره بعد ذلك أن الله أوحى إليه أن هذا الغلام طبع يوم طبع كافرا, وأنه لو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً , وأن الله أمره بذلك وأن الله سيبدل والديه من هو خير منه؛ ويمنعهما من شره لأنه لو عاش لصار شراً على والديه وأرهقهما طغياناً وكفراً, فقال له المرة الثانية إن سألتك عن شيء بعدها خلاص فأنت معذور , إن عارضتك غير هذه المرة أو أنكرت عليك غير هذه المرة فأنت معذور.
فجاءت المرة الثالثة فنزلوا إلى قرية قالوا إنها أنطاكية و غيرها واستضافوهم وكانوا قوما لئاما فلم يضيفوهم ما أعطوهم حق الضيافة ، ما أضافوا موسى والخضر, فوجد جداراً يريد أن يسقط فجعل الخضر يشتغل قال الخضر لابد أن نقيم هذا الجدار نقيمه وجعل يبني, يبنيه, فقال موسى كيف تبني هذا قوم لئام ما يستحقونه قوم لئام ما ضيفونا ولا أعطونا حق الضيافة كيف تبني لهم خذ عليه أجرة فقال هذا فراق بيني وبينك ثم أخبره أن هذا الجدار تحته كنز ليتيمين في المدينة والله تعالى قدر أنهما سيعيشان ويبلغان الحلم ويأخذان هذا الكنز, فأراد أن يبنيه حتى يكون علامة لأنه لو سقط لأندثر وضاع الكنز, ثم بين له الخضر قال بين أن علم الله واسع ولا يحيط به أحد وقال أنت على علم من علم الله وأنا على علم من الله أنت على علم من علم الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله لا أعلمه وما علمي وعلمك في علم الله إلا كما ينقر هذا العصفور من البحر جاء عصفور على حرف السفينة والحرف الطرف ، قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ، يعني متطرفاً في دينه فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ المتطرف في دينه الذي لم يتمكن الإيمان في قلبه إن أصابه خير اطمأن به وبقي على إيمانه، وإن أصابته فتنة ارتد عن دينه نعوذ بالله وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ على طرف, يقال على حرف السفينة على طرف السفينة عند ذلك عرف موسى عليه السلام حينما سأله السائل وقال من أعلم الناس قال أنا, عاتبه الله عليه حيث لم يرد العلم إليه, نعم. عرف أن هذا العبد عنده علم ليس عند موسى استفاد منه.
(سؤال)
قال الخضر بيده هكذا يعني ألقى.؟
(جواب)
يعمل هكذا يشتغل يعني يعمل أقامه, أقامه يعني اشتغل حتى أقامه جلسه ظاهره أنه يعمل كما يعمل غيره.
(سؤال)
" 31:03"
(جواب)
الاستطاعة نوعان: استطاعة بتوفر الأسباب والآلات, واستطاعة بمعنى حصول الفعل والقدرة ومنه قوله تعالى: مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ، ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون، ما كانوا يستطيعون السمع هذه استطاعه هل معنى ذلك أنه ما كان معهم أسباب وآلات؟ لا الكفرة الذين كانوا لا يستطيعون السمع ما كانوا يستطيعون لعدم توفيقهم استطاعة بمعنى عدم التوفيق، لا كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون هم عندهم استطاعة ويسمعون ويبصرون أمور دنياهم لكنهم لم يوفقوا بخلاف الاستطاعة التي جاءت في حديث عمران بن حصين: صل قائماً فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب، يعني إن لم يكن عندك أسباب وآلات تمكنك، أما هنا عندهم أسباب وآلات ولكن المراد أنك لا تستطيع أن تصبر لا لأنه ليس عندك أسباب بل لأنك لا يمكن أن تصبر على شيء يخالف ظاهر الشرع ولا تقدر على السكوت وإن كان عندك قدرة وأسباب وآلات إلا أن الله لا يوفقك لهذا الشيء نعم استطاعة بمعنى التوفيق والتسليم واستطاعة بمعنى توافر الأسباب والآلات, كقوله: مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ، إنك لن تستطيع معي صبراً الاستطاعة بمعنى التوفيق, يعني لن توفق لهذا, واستطاعة بمعنى توفر الأسباب والآلات فصل قائماً فإن لم تستطع فصل قاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب.
(سؤال)
" 32:40"
(جواب)
ظن أنه يفقده ثم يرجع يجده , وأن الإنسان ما يدري كيفية فقده , ولكن فقده أن الله أحياه هنا، قد يفقد الإنسان شيء ثم يرجع إليه لذلك رجعوا إلى مكانهم الأول يريدون أن يطلبوا الحوت , والحوت راح.
(المتن)
(الشرح)
هذه قراءة غير قراءة حفص القراءة المشهورة وكان وراءهم, لكن هذا تفسير لها والقراءات يفسر بعضها بعضا , وهذه القراءة وكان أمامهم وقراءة المشهورة وكان وراءهم فتكون تفسيرا له , فالمعنى وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة ليس المراد خلفهم بل أمامهم (..) بدليل القراءة الثانية وكان أمامهم.
(المتن)
(الشرح)
إذا لم تكن تصح قراءة تكون تفسيرا إذا كانت ما صحت ليست قراءة سمعية فتكون تحمل على أنها تفسير، وأما الغلام فكان كافرا، كلمة كان كافرا تفسير, تحمل على أنها تفسير إذا كانت القراءة شاذة.
ومعنى كان كافرا يعني إن الله قدر أنه سيكون كافراً لو عاش, وفيه دليل على أن الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون فالله يعلم ما لو يكن من حال الغلام لو كان لو عاش لكنه ما عاش الله يعلم الحالة لو عاش كقوله تعالى عن الكفرة: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ، حينما طلبوا أن يردوا إلى الدنيا، وقال عن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ، وهذا فيه دليل على أن الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، ويعلم الله سبحانه ما كان في الأزل في الماضي ويعلم ما يكون في الحاضر وما يكون في المستقبل وما لم يكن لو كان كيف يكون وهذا مثالها هذا حال الغلام لو عاش أنه سيكون كافراً لو عاش.
(المتن)
(الشرح)
كذب بمعنى أخطأ فالخطأ يقال له الكذب, لأنه أخبر بخلاف الواقع سواء كان عمدا أو سهواً لكن هو ليس متعمدا هذا الذي يظنه لأنه تابعي جليل فمن أخبر بغير الواقع يقال كذب ومنه قول النبي ﷺ للرجل الذي اشتكى إليه أن بطن أخيه استطلق قال اسقه عسلاً قال أسقيته عسلاً وما زاد استطلاقه قال اسقه عسلا ثم قال في الثالثة قال صدق الله وكذب بطن أخيك، يعني أخبرت بخلاف الواقع .
(المتن)
(الشرح)
يعني في وسط القفا حلاوة القفا يعني وسط القفا ليس مائلا لا على اليمين ولا على الشمال مستلقيا على قفاه استلقاء كاملا ما مال على اليمين واليسار حلاوة القفا.
(المتن)
(الشرح)
فيه أنه رد عليه السلام هنا قال وعليكم السلام وفي اللفظ الآخر قال بعد ذلك وأنى بأرضك السلام يعني من أين جئت أنت في مكان ليس فيه أحد يعرف السلام.
(المتن)
(الشرح)
وهذا دليل على أن شريعة موسى ليست عامة لأهل الأرض وإنما هي خاصة ببني إسرائيل هذا الخضر نبي ولا يعلم عنه قال من أين جئت ما يدري عنه بينهم مسافة , سافر إليه قال من أنت؟ قال موسى، قال من موسى قال موسى بني إسرائيل؟ قال نعم قال موسى النبي المعروف قال نعم، وأما شريعة نبينا محمد ﷺ فهي عامة لجميع الثقلين لجميع أهل الأرض للثقلين الجن و الإنس ولهذا قال النبي ﷺ: أعطيت خمساً وفي لفظ ستاً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ومنها وكان النبي يُبعث لقومه خاصة وبُعثت للناس كافة، هذا موسى عليه السلام ما بعث لأهل الأرض لو كان مبعوثو لأهل الأرض ما أنكر الخضر وقال من أنت؟ أنت موسى بني إسرائيل قال نعم.
وفيه أن الخضر له شريعة غير شريعة موسى فهو خارج عن شريعة موسى لأن الخضر لم يؤمر باتباع موسى وموسى لم يرسل إلى الخضر, ولهذا قال العلماء أن من نواقض الإسلام من زعم أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد ﷺ كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فقد كفر فقد ارتد هذه من نواقض الإسلام، من نواقض الإسلام أن من زعم أنه يصح له ويسوغ له أن يخرج عن شريعة محمد كما خرج الخضر عن شريعة موسى فإنه يكفر لوجود الفرق فإن شريعة محمد ﷺ عامة للثقلين يعني لأهل الأرض كلهم, وشريعة موسى خاصة وليست عامة فموسى لم يرسل إلى الخضر, والخضر لم يكلف باتباع موسى فلذلك وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى لأنه لم يؤمر باتباعه ولأن شريعة موسى ليست عامة بل هي خاصة ببني إسرائيل فمن زعم أنه يجوز له الخروج عن شريعة محمد-ﷺ-كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فقد ارتد عن دين الإسلام هذه من نواقض الإسلام العشرة الذي يذكرها العلماء كما يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال من زعم أنه يسعه الخروج عن شريعة محمد كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى هذه من نواقض الإسلام.
(المتن)
(الشرح)
نعم وفيه دليل على أنه الإنسان لا يزال يتعلم ولو كان كبيراً, وفيه دليل على أن العلم مشاع قد يكون العلم عند الفاضل من العلم ما ليس عند المفضول, ومن المفضول ما ليس عند الفاضل, ومعلوم أن موسى أفضل من الخضر من غير شك لأن موسى عليه الصلاة والسلام من أولي العزم الخمسة، والخضر يختلف فيه هل هو نبي أو ولي وعلى القول بأنه نبي لا يصل إلى مرتبة موسى ومع ذلك أخذ الفاضل من المفضول العلم صار عند المفضول من العلم ما ليس عند الفاضل، هذا يدل على أن العلم مشاع، قد يكون عند المفضول ما ليس عند الفاضل, وفيه دليل على أن الإنسان يتعلم ولو ممن أقل منه ولهذا قال العلماء لا ينبُل الإنسان حتى يأخذ العلم عمن هو فوقه وعمن هو دونه وعمن هو مماثل له، وتأخذ العلم عمن هو فوقك ممن هو أعلى منك من العلماء وتأخذ العلم أيضا حتى من التلاميذ قد يكون فائدة عند التلميذ ليست عند الشيخ، فيستفيد يأخذها منه, وقد تكون الفائدة العلمية عند المماثل لك عند القريب، المقارب الزميل، فلا ينبل الرجل حتى يأخذ العلم ممن هو فوقه وممن هو مماثل له وممن هو دونه.
وفيه دليل على أن الإنسان يتعلم ويعلم في وقت واحد, فهذا موسى عليه السلام يعلم بني إسرائيل مما علمه الله ومع ذلك تعلم من الخضر في وقت يتعلم وفي وقت يعلم , فهو يبذل ما عنده من العلم في وقت وفي وقت يتعلم ويزداد من العلم كما فعل موسى عليه السلام هو تعلم ويعلم
مداخلة....
الشيخ: ما في شك .لا . في أعلم في أشيع منك في جانب من العلم العلم مشاع هو اعلم منك يعني عنده علم ليس عندك.
الله تعالى عاتب على موسى لما قال أنا أعلم، قال لأ, أنا أعلم أهل الأرض يعني ظاهر هذا أنه ليس هناك أحد عنده علم زائد عن علم موسى فالله عاتب عليه وقال هناك أحد عنده علم زائد عن علمك.
(المتن)
(الشرح)
ذعر يعني أصابه ذعر شديد, يعني أصابه رعب شديد, جاء إلى رجل يريد أن يتعلم منه ويستفيد منه أخبره الله ثم يقتل غلاما, أصابه ذعر شديد, يعني ما يدري ماذا يعمل يعني كيف هذا الرجل عنده علم ليس عنده , ثم يقتل غلاما والقتل ليس بالأمر الهين يخالف ظاهر الشرع، ولهذا أصابه ذعر شديد .
(المتن)
(الشرح)
يعني استحياء يعني أخذه الاستحياء منه, من كثرة اعتراضه عليه وقيل ملامة .
(المتن)
(الشرح)
أهل القرية لئام , طاف في البلد ما وجد أحدا يضيفهم كلهم لئام ما وجدوا أحدا كريما يقوم بواجب الضيافة
(المتن)
(الشرح)
والخشبة تفسير الظلم يعني , إذا جاء الظالم الذي يريد أن يأخذها وجد فيها عيبا فتركها وإذا تجاوزه ذهب جاب الخشبة ووضعها مكانها وضع الخشبة مكان الخرق خلاص انتهينا سلمت لهم السفينة، الآن ما في سفينة يسدها بالخرق أو كذا حتى يأتي الظالم فإن جاء الظالم وشاف فيها العيب تركها وتجاوز وأبعدوا الخرقة ووضعوا الخشبة مكانها والحمد لله.
(المتن)
-وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال أخبرنا محمد بن يوسف. ح وحدثنا عبد بن حميد. قال أخبرنا عبيد الله بن موسى. كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. بإسناد التيمي عن رقبة عن أبي إسحاق. نحو حديثه.
- وحدثنا عمرو الناقد. قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أبي بن كعب ؛ أن النبي ﷺ قرأ: لتخذت عليه أجرا.
(الشرح)
قول لتخذت وفي قول لاتخذت وفي قوله وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا. قد يستدل به على أن الله حفظ مال اليتيمين بسبب صلاح أبيهما, وكان أبوهما صالحاً. فالله تعالى هيأ لهذين اليتيمين من يحفظ أو يكون سببا في حفظ مالهما بسبب صلاح أبيهما وكان أبوهما صالحا . لغلامين في المدينة وكان أبوهما صالحا وفي قراءة يُبدلهما وقراءة حفص يُبدلهما .
(المتن)
(الشرح)
تمارى يعني تجادلا وتحاورا واختلفا في صاحب موسى هل هو موسى بن النصير أو غيره؟ بين له أبي بن كعب أنه موسى النبي عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
(الشرح)
الطفيل كنية أبي بن كعب كنيته أبو الطفيل كنية أبي بن كعب , أبو المنذر و أبو الطفيل قال هنيئا لك يا أبا المنذر لما سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
(المتن)
(الشرح)
جعل الله له الحوت آية يعني علامة إذا فقدها يجدونه , وفيه دليل على أن هذا مرفوع وليس من كلام أبي يعني مرفوع من كلام النبي ﷺ وأن موسى هو موسى بني إسرائيل هو موسى النبي وليس غيره.
(المتن)
وقيل له: إذا افتقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه. فسار موسى ما شاء الله أن يسير. ثم قال لفتاه: آتنا غداءنا. فقال فتى موسى، حين سأله الغداء: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. فقال موسى لفتاه: ذلك ما كنا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصا. فوجدا خضرا. فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه".
إلا أن يونس قال: فكان يتبع أثر الحوتِ في البحر.