شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_4

00:00
00:00
تحميل
72

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه-:

كِتَابُ الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ، وَمَا فِيهَا مِنَ السُّنَنِ

بَابُ أَمْرِ الْعُمْيَانِ بِشُهُودِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ وَإِنْ خَافَ الْأَعْمَى هَوَامَّ اللَّيْلِ وَالسِّبَاعِ إِذَا شَهِدَ الْجَمَاعَةَ

يعني: فما الحكم؟ إذا خاف ما الحكم، هل يُلزم أو لا يُلزم؟

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ، قال حدثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ -رضي الله عنه-قَالَ: قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَدِينَةَ كَثِيرَةُ الْهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ! قَالَ: «تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَحَيَّ هَلَا».

الشيخ: ماذا قال على تخريجه؟

القارئ: قال: إسناده معلول، لاختلافٍ فيه على ابن أبي ليلى، قال النسائي كما في تحفة الأشراف: "اختُلف على ابن أبي ليلى في هذا الحديث، فرواه بعضهم عنه مرسلًا"، وذكر أبو داود في سننه عقب هذا الحديث فقال: "كذا رواه القاسم الجرمي عن سفيان، ليس في حديثه (حي هلا)، ثم إن ابن أبي ليلى لم يدرك ابن أم مكتوم"، على أن متن الحديث صحيح كما سيأتي، أخرجه ابن أبي شيبة، وأبو داوود، والنسائي وفي الكبرى له، والبيهقي ومن طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى به.

الشيخ: هذا في صحيح مسلم، قصة الأعمى في صحيح مسلم، أن عبد الله بن أم مكتوم جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا رسول الله، ليس لي قائدٌ يلازمني، فهل تجد لي رخصة؟"، قال: «أتسمع النداء؟»، قال: "نعم"، قال: «فأجب»، لكن ليس فيه أنها كثيرة السباع والهوام، يمكن المقصود الزيادة، السباع والهوام، أعد السند.

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ، حدثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ -رضي الله عنه-

الرواية مرسلة عن أبي ليلى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو منقطع [00:03:40]، لكن أصل الحديث في مسلم، قصة الأعمى، لكن الزيادة (كثيرة السباع والهوام)، إذا خاف، العلماء يختلفون، الحديث فيه دليل على أن الأعمى تجب عليه صلاة الجماعة، لأن كثير من العميان لا يشق عليه، يعرف الطريق ويمشي للجماعة ولغيرها، يعرف الطرق، ولا سيما سابقًا، كانت الشوارع صغيرة والبيوت متقاربة، وليس هناك خطر مثل الآن، لا توجد سيارات، واسعة، وأدركنا هذا، بعض العميان كان يدل المبصرين، يمسك يده ويدله ويذهب معه، هو الذي يدله، عارفين البلد، تمسك يده ويدلك على الطريق هو.

لكن إذا خاف السباع والهوام، كان عليه خطر، أو كان لا يستطيع، اليوم لا يستطيع، بعضهم الآن ما عنده قدرة ونشاط مثل بعضهم، ما يستطيع ولا يتحرك، هذا معذور، من لا يستطيع ويخشى على نفسه، ويخشى من السباع والهوام، أو عنده شوارع لا يستطيع قطع الشارع، هذا معذور.

بَابُ أَمْرِ الْعُمْيَانِ بِشُهُودِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ، وَإِنْ كَانَتْ مَنَازِلُهُمْ نَائِيَةً عَنِ الْمَسْجِدِ، لَا يُطَاوِعُهُمْ قَائِدُوهُمُ بِإِتْيَانِهِمْ إِيَّاهُمُ الْمَسَاجِدَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ شُهُودَ الْجَمَاعَةِ فَرِيضَةٌ لَا فَضِيلَةٌ، إِذْ غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُقَالَ: لَا رُخْصَةَ لِلْمَرْءِ فِي تَرْكِ الْفَضِيلَةِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، حدثنا حَصِينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ فَقَالَ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آتِيَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ»، فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِي، وَلَيْسَ لِي قَائِدٌ. قَالَ: «أَتَسْمَعُ الْإِقَامَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاحْضُرْهَا»، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذِهِ اللَّفْظَةُ وَلَيْسَ لِي قَائِدٌ فِيهَا اخْتِصَارٌ أَرَادَ - عِلْمِي - وَلَيْسَ قَائِدٌ يُلَازِمُنِي كَخَبَرِ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ".

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثناه نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حدثنا أَسَدٌ، حدثنا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ تَسْنِيمٍ، حدثنا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي شَيْخٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ شَاسِعُ الدَّارِ، وَلِي قَائِدٌ فَلَا يُلَازِمُنِي فَهَلْ لِي مِنْ رُخْصَةٍ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «مَا أَجِدُ لَكَ مِنْ رُخْصَةٍ».

إذا كان الرؤوف الرحيم -صلى الله عليه وسلم- لا يجد للأعمى رخصة، فكيف يجد السميع البصير الصحيح لنفسه رخصة ويصلي في البيت، ويتشبه بالمريض وبالنساء وبالمنافقين!

تخريج الحديث: القارئ:قال: الحديث صحيح، أخرجه أحمد والطحاوي والدارقطني من طريق عبد الله بن شداد بن الهادي به.

الشيخ: أعد الحديث، السند.

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، حدثنا حَصِينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ فَقَالَ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آتِيَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ»، فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِي، وَلَيْسَ لِي قَائِدٌ. قَالَ: «أَتَسْمَعُ الْإِقَامَةَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاحْضُرْهَا»، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ.

القارئ: هذا الحديث الصحيح، أما الحديث الثاني قال: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، فإن أبا رزين لم يسمع من ابن أم مكتوم كما نص عليه ابن معين والقطان، على أن متن الحديث صحيح، ثم قال -رحمه الله-:

بَابٌ فِي التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ شُهُودِ الْجَمَاعَةِ

الشيخ: الأعظمي فيه زيادة؟ تكلم عليه الأعظمي؟

طالب: [00:11:02]، قال منقطع، ولكنه يتصل بوجود [00:11:14]

الشيخ: حديث الأعمى يعني؟ نعم.

بَابٌ فِي التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ شُهُودِ الْجَمَاعَةِ

بركة.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد