شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_8

00:00
00:00
تحميل
76

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْجَمَاعَةِ مُتَوَضِّئًا وَمَا يُرْجَى فِيهِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ (ح)، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قال: حَدَّثَنَا أَبِي، وَشُعَيْبٌ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رضي الله عنه- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَصَلاَّهَا مَعَ الإِمَامِ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».

نعم، وهذا فيه فضل عظيم، من توضأ في بيته أو في غيره ثم مشى بعد الوضوء، وأدى الفريضة في المسجد غفر الله له، أعِد، عن حمران ...

عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رضي الله عنه- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَصَلاَّهَا مَعَ الإِمَامِ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».

من توضأ فأسبغ الوضوء يعني أبلغ الوضوء، الإسباغ: الإبلاغ، ولاسيما في السبِرات في وقت البرد أو في وقت الحر، من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى المسجد وصلى الصلاة المكتوبة، يعني صلاة الفريضة، مع الإمام، غُفر له، هذا من أسباب المغفرة، فالوضوء من أسباب المغفرة، والصلاة من أسباب المغفرة، أسباب المغفرة متعددة، هذا حديث صحيح، ماذا قال؟ رواه الشيخان؟

طالب: صحيح، أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي، وفي [الكبرى] له من طريق عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم بهذا الإسناد، وأخرجه أحمد والبخاري.

طالب: عثمان التيمي أم التميمي؟

الشيخ: ماذا عندك؟

طالب: التيمي أحسن الله إليك.

ذكر أحسن الله إليكم، تحرف إلى التميمي، وتحرف في [الإتحاف] عن التيمي، والتصويب من الأصل، وانظر [تهذيب الكمال].

الشيخ: هذا في الحاشية؟

طالب: نعم.

الشيخ: تحرف، التيمي.

بَابُ ذِكْرِ حَطِّ الْخَطَايَا وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ بِالْمَشْيِ إِلَى الصَّلاَةِ مُتَوَضِّئًا.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قال: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ (ح)، وحَدَّثَنَا الدَّوْرَقِيُّ، وَسَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَقَالَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ (ح)، وحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، وَأَبُو مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ (ح)، وحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ: «صَلاَةُ أَحَدِكُمْ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ لاَ يُرِيدُ غَيْرَهَا، لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً».

هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ.

وَقَالَ أَبُو مُوسَى: «أَوْ حَطَّ عَنْهُ»، وَقَالَ بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، وَسَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، وَالدَّوْرَقِيُّ: «وَحَطَّ عَنْهُ».

وَقَالَ الدَّوْرَقِيُّ: «حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ».

نعم، وهذا ثواب عظيم، إذا توضأ فأحسن الوضوء، وفي رواية: إذا توضأ فأبلغ الوضوء، أحسن، وإبلاغ.. إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لم يخطُ خطوة إلا كتب الله له بها درجة، أو حطّ عنه بها خطيئة.

جاء في الحديث الآخر أن إحدى رجليه يُرفع بها درجة، والثانية يُحط بها خطيئة، خطوة تُرفع بها درجة أو تُكتب بها حسنة، والثانية تُحط بها خطيئة.

وهنا قال: "وحط بها خطيئة"، تكون الخطوة الواحدة فيها حط خطيئة ورفع درجة، وهذا فضل عظيم، تخريجه؟

طالب: صحيح، أخرجه البخاري من طريق جرير بهذا الإسناد، وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم، وأبو داوود، وابن ماجه، والترمذي كما في [تحفة الأشراف]، وأبو عوانة، وابن حبان، والبيهقي من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد.

المُحشي: الفحل.

طالب: [00:06:09]

الشيخ: هذا هو الظاهر، مشي، خطوات، السيارة له أجره وثوابه، لكن المشي لا شك أنه أفضل.

بَابُ ذِكْرِ فَرَحِ الرَّبِّ تَعَالَى بِمَشْيِ عَبْدِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ مُتَوَضِّئًا.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: قَالَ  رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فِيهِ، إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ».

الشيخ: ماذا قال على تخريجه؟

طالب: إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة، أخرجه أحمد من طريق الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري بهذا الإسناد، سيأتي عند حديث، وذكر الحافظ ابن حجر في [الإتحاف] عقب الحديث ما نصه: "قال ابن خزيمة: سمعت بندارًا يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد عشرين سنة، أو نحو عشرين سنة، ما أظنه ذكر غير الله قط".

ذكر في [النهاية]: "البشُّ: الفرح".

الشيخ: جاء في حديث آخر: تبشبش، بعضهم أثبت صفة البشبشة، لكن الحديث صحيح، ما تثب الصفة في هذا، باب ماذا؟

بَابُ ذِكْرِ فَرَحِ الرَّبِّ تَعَالَى بِمَشْيِ عَبْدِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ مُتَوَضِّئًا.

أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ  رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فِيهِ، إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ».

لا يصح إثبات البشبشة هنا.

طالب: الأعظمي يقول: إسناده صحيح.

الشيخ: فقط، ما يتكلم عن السند؟

طالب: هو قال: إسناده صحيح من حديث الليث.

الشيخ: الأعظمي يقول: له طرق أخرى من طريق الليث.

طالب: في مسند الإمام أحمد من طريق الليث [00:09:25]

الشيخ: يحتاج إلى مراجعة، صفة البشبشة بعضهم أثبتها، لكن يحتاج إلى مراجعة الطرق والأسانيد، لكن بهذا الإسناد هذا أقرب أنه ضعيف، تكلم على أبو عبيدة عندك؟

طالب: ما تكلم.

الشيخ: لكن من طريق أخرى، طريق الإمام أحمد، يراجع طريق الإمام أحمد، ثم هذا [00:09:52]

طالب: إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة، أخرجه أحمد من طريق الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري بهذا الإسناد.

الشيخ: الإمام أحمد يقول بهذا الإسناد، كيف يقول الأعظمي ...

طالب: ذكر من طريق الإمام أحمد: إسناده معلول، فقد رواه الليث بن سعد كما تقدم في الحديث، وزاد فيه رجل مجهول بين سعيد المقبري، وسعيد بن يسار، وهي الرواية المحفوظة كما ذكر الدارقطني.

أخرجه الطيالسي، وأحمد، وابن ماجه، وابن حبان من طرق عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري بهذا الإسناد.

الشيخ: الأعظمي يقول صحيح؟

طالب: ذكر أن إسناده صحيح.

الشيخ: بنفس الإسناد هذا، نفس السند.

طالب: [00:10:44]

الشيخ: يعني بنفس الطريق، هذا ما يصح، الفرح ثابت، «لله أشد فرحًا...»، ثابت من صفات الله تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه المخلوقين، لكن هنا فيه زيادة البشبشة، وأيضًا في هذا الوضوء لا يثبت [00:11:05]

بَابُ ذِكْرِ كِتَابَةِ الْحَسَنَاتِ بِالْمَشْيِ إِلَى الصَّلاَةِ.

بركة، وفق الله الجميع لطاعته.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد