بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله-:
أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى، فَأَبْعَدُهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ فِي جَمَاعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا، ثُمَّ يَنَامُ».
جَمِيعُهَا لَفْظًا وَاحِدًا.
الشيخ: ماذا قال عليه؟ تخريجه؟
طالب: قال: حديث متفق على صحته، وأخرجه أبو عوانة...
الشيخ: إن أعظم الناس أجرًا أبعدهم إليها ممشى، هذا متفق عليه، لكن الزيادة الذي بعده...
طالب: هذا هو.
الشيخ: وإن الذي ينتظرها يصليها مع الإمام خير من الذي...
طالب: نفس... الحديث واحد، جميعهما لفظًا واحدًا، وسندهما واحد، ثم قال: متفق عليه وأخرجه أبو عوانة.
الشيخ: أعد المتن.
«إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى، فَأَبْعَدُهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ فِي جَمَاعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا، ثُمَّ يَنَامُ»، جَمِيعُهَا لَفْظًا وَاحِدًا.
الشيخ: ما تكلم على أفضل من الذي يصليها ثم ينام؟
طالب: لا لم يتكلم عليه، أحسن الله إليك.
الشيخ: معلوم أن صلاة الجماعة واجبة، فكيف يُقال إنه أفضل؟ الأفضلية ما تنافي الوجوب، مثل: «صلاة الجمع تفضل عن صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»، وهي واجبة، ما يمنع كونها واجبة، والوجوب يؤخذ من الأدلة الأخرى، الذي يصليها مع الإمام أفضل من الذي يصليها ثم ينام؛ لأنه فوّت على نفسه الدرجات، وهو آثم أيضًا إذا لم يكن له عذر؛ لأن صلاة الجماعة واجبة، كما دلت الأدلة الأخرى على الوجوب، الآية في القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ﴾[النساء:102]، والأمر للوجوب.
في حديث الأعمى الذي لم يرخص له النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي في بيته، وغير ذلك من الأدلة التي تدل على الوجوب.
فقوله: الذي يصليها مع الإمام أفضل من الذي يصليها ثم ينام، ما يمنع الوجوب، هذا فيه بيان الفضيلة، فضيلة من يصليها مع الإمام، والأحاديث الأخرى فيها بيان الوجوب.
طالب: [00:04:20]
الشيخ: هذه أعظم أجرًا، مثل: «صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»، هل معنى ذلك أن صلاة الفذ بدون عذر لا يأثم؟ لا، هو أفضل ويبقى الفذ يُنظر إذا كان له عذر أو معذور، وإذا لم يكن له عذر فهو آثم.
طالب: لابد من المشي، والذي يأتي بالسيارة، يصلي في مسجد بعيد ويذهب بالسيارة، أعظم أجرًا؟
الشيخ: يأتي إلى المسجد سواء بمركوب أو على قدميه، الحمد لله.
طالب: [00:04:55]
الشيخ: أعذار ترك الجماعة: المريض، والخائف، ومن هو مُستحفَظ على مال، معروف الأعذار التي وردت، ومن يدافع الأخبثان، ومن حضر طعام يشتهيه، الأعذار كثيرة.
طالب: [00:05:19]
الشيخ: أعظم أجرًا، والأعظم قد يكون أكثر، وقد يكون للكيفية، أعظم كيفيةً.
طالب: من غلب عليه النوم؟ أحسن الله اليكم.
الشيخ: من غلبه النوم فيه تفصيل؛ إن كان جعل أسبابًا توقظه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لبلال: «من يكلأ لنا الصبح»، فهو معذور، وإن تساهل فليس بمعذور، تساهل أو كان لا يريد أن يستيقظ، بيّت النية لا يريد أن يستيقظ إلا متى ما استيقظ، هذا آثم لا شك، في الحديث: «ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة»، هذا يُفسر بالأحاديث الأخرى، تفسره الأحاديث الأخرى.
بابُ الشَّهَادَةِ بِالإِيمَانِ لِعُمَّارِ الْمَسَاجِدِ بِإِتْيَانِهَا وَالصَّلاَةِ فِيهَا.
أخبرنا طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أخبرنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالإِيمَانِ، قَالَ اللَّهُ: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾[التوبة:18].
الحديث ضعيف، فيه دراج عن أبي الهيثم ضعيف، ولكن الآية كافية، ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾[التوبة:18]، فعمار المساجد هم المؤمنون بالله، يعمرونها بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وغير ذلك، عمار المساجد هم المؤمنون بالله واليوم الآخر، أما هذا الحديث: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالإِيمَانِ» فيه ضعف، لأجل دراج عن أبي الهيثم، ماذا قال عليه عندك؟
طالب: قال: إسناده ضعيف، لضعف دراج وهو ابن سمعان، في روايته عن أبي الهيثم، وهو سليمان بن عمرو العتواري، وأخرجه أحمد، وعبد بن حميد، والدارمي، وابن ماجه، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وأبو نعيم في [الحلية]، والبيهقي، انتهى.
الشيخ: الأعظمي ماذا قال؟
طالب: يقول: إسناده صحيح من طريق عمرو بن الحارث ومن طريق ابن وهب.
الشيخ: له طريق أخرى غير طريق دراج عن أبي الهيثم.
طالب: طريق آخر، إسناده صحيح في المسند وابن ماجه.
الشيخ: ما أشار إلى هذا المُحشي؟ الفحل هو؟
طالب: نعم.
الشيخ: ما أشار؟
طالب: لم يُشر إلا للعزو، أحمد وعبد بن حميد، والدارمي.
الشيخ عبد الله بن حميد في إحدى حلقاته في "نور على الدرب"، يقول: معنى الحديث صحيح لشهادة الآية له، وإن كان ضعيفًا فمعناه صحيح.
الشيخ: أقول: كلا. أنا قلت هذا؟
القارئ: نعم. أحسن الله إليك.
الشيخ: طبعا الآية كافية، لكن الحديث هذا فيه ضعف، لكن الأعظمي يقول... يُنظر في طريق الإمام أحمد، هل فيه درّاج، يراجع، انظر هل هذا طريق غير طريق دراج عن أبي الهيثم؟
طالب: طريق عمرو بن الحارث، ومن طريق ابن وهب.
الشيخ: ولا فيه دراج عن أبي الهيثم؟
طالب: ما ذكر.
الشيخ: يُراجع.
طالب: [00:09:58]
الشيخ: يقول ذكره أحمد؟ الأعظمي يقول له طريق أخرى، ولم يذكر دراج ، يقول: صحيح، إذا كانت الطريق سليمة لا بأس.
طالب: [00:10:16] وفي رياض الصالحين قال: معناه صحيح.
الشيخ: من الذي يقول؟
طالب: [00:10:24]
الشيخ: معناه، الآية معناه، المهم الآية، الآية كافية.
طالب: [00:10:34]
الشيخ: من يقول هذا؟
طالب: أحمد.......
الشيخ: نفس النسخة، انتهينا، متكرر علينا.
بَابُ فَضْلِ إِيطَانِ الْمَسَاجِدِ لِلصَّلاَةِ فِيهَا.
وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد، أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءةً عليه، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، أخبرنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ يُوطِنُ الرَّجُلُ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ».
الشيخ: سبق هذا؟ هذا سند طويل، كأنه ذكر تلاميذ ابن خزيمة، ابن خزيمة سمى كتابه الصحيح، ومع ذلك الحديث السابق ضعيف، فيه أحاديث ضعيفة، الترجمة ماذا؟ أعد الترجمة.
بَابُ فَضْلِ إِيطَانِ الْمَسَاجِدِ لِلصَّلاَةِ فِيهَا.
وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد، أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءةً عليه، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، أخبرنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ يُوَطِّنُ الرَّجُلُ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ».
الشيخ: ماذا قال على تخريجه؟
طالب: كلمة تبشبش، أحسن الله إليك.
الشيخ: لا، تخريجه.
طالب: إسناده معلول، فقد رواه الليث بن سعد كما تقدم، وزاد فيه رجلًا مجهولًا بين سعيد المقبري وسعيد بن يسار...
الشيخ: تقدم هذا.
طالب: تقدم في (1491).
الشيخ: نعم، كل هذا تقدم في حديث آخر، هو نفسه.
طالب: قال: إسناده معلول، فقد رواه الليث بن سعد كما تقدم -في رقم حديث كذا-، وزاد فيه رجلًا مجهولًا بين سعيد المقبري وسعيد بن يسار، وهي المحفوظة كما ذكر الدارقطني، وأخرجه الطيالسي، وأحمد، وابن ماجه، وابن حبان من طرق عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري بهذا الإسناد، انتهى.
الشيخ: الأعظمي ماذا قال عليه؟
طالب: يقول: إسناده صحيح بن ماجه من طريق ابن أبي ذئب.
الشيخ: الأعظمي يصحح الأحاديث الضعيفة، مشكلة، الألباني ماذا قال عليه؟ عندك تخريج الألباني.
طالب: عندي صحيح الترغيب.
الشيخ: ما تصح صفة البشبشة.
طالب: ذكر في الحديث الآخر: «إذا توضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته».
الشيخ: سبق أنه ما صح، لفظ البشبشة في صحته نظر، صفة البشبشة.
طالب: [00:15:39]
الشيخ: كذلك، البشبشة ما تصح، الإيطان كأنه المكث أو اختيار المكان، اختيار مكان في المسجد لا يصلي إلا فيه، جاء النهي عن الإيطان كإيطان البعير، هنا باب الإيطان عندك في الترجمة؟
بَابُ فَضْلِ إِيطَانِ الْمَسَاجِدِ لِلصَّلاَةِ فِيهَا.
الشيخ: إيطان يعني لزوم مكان معين هذا جاء النهي عنه، إيطان كإيطان البعير، بعض الناس يلزم مكان، جاء مبكر أو متأخر يمسك مكانه، ما يتعدى العمود، ما يتعدى المكان، هذا الإيطان، إيطان كإيطان البعير، يعني كونه يلزم مكان في المسجد ما يغيره، تجده يكون عن يمين الإمام أو عن يسار الإمام، سواء جاء مبكرًا أو مصيف، وإذا خلا هذا المكان جلس فيه، أو إذا جلس أحد في مكانه أحب أن يجلس في هذا المكان.
هذا إيطان، ما ينبغي الإيطان كإيطان البعير.
طالب: [00:16:52]
الشيخ: الأعظمي والألباني يحتاج إلى مراجعة الأحاديث، ما ذكر الطريق.
بَابُ فَضْلِ الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ انْتِظَارًا لِصَلاَةٍ، وَذِكْرِ صَلاَةِ الْمَلاَئِكَةِ عَلَيْهِ وَدُعَائِهِمْ لَهُ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، أَوْ يُحْدِثْ فِيهِ.
بركة، اقرأ التفسير.
طالب: [00:17:14]
الشيخ: ماذا فيه؟
طالب: يقول: يتعارض مع حديث [00:17:19]
الشيخ: ما وجه المعارضة، قال: ما لك عن فلان تعطيه؟ لم يعطه من الغنيمة، إني لأراه مؤمنا! قال أو مسلم، يعني لم يبلغ درجة الإيمان، كررها ثلاثًا.
طالب: لأنه لم يشهد له بالإيمان، هنا يقول: "فاشهدوا له بالإيمان".
الشيخ: فاشهدوا له بالإيمان، لكن هذه مسألة أخرى، مسألة سعد مسألة هل الإيمان والإسلام في درجة واحدة؟ مرتبة أو مرتبتان؟ يقول له مرتبتين لأنه ما يلغ مرتبة الإيمان، ولا مرتبة الإسلام، أما هذا فكأنه لو صح، يُشهد له بمرتبة الإيمان، لو صح الحديث.
طالب: في ملتقى أهل الحديث يتكلم عن حديث البشبشة، بعد الإطالة...
الشيخ: عندك؟
طالب: نعم، لكن التخريج طويل، لكنهم قالوا إنه ضعيف.
الشيخ: ماذا قالوا عنه؟
طالب: قالوا: الخلاصة:
أن هذا الحديث رواه سعيد المقبري واختلف عليه فيه، فرواه ابن أبي ذئب عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا، وخالفه ابن عجلان -في رواية- فأوقفه على أبي هريرة، ورواه أبو معشر عن المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر سعيد بن يسار في إسناده، وتابعه عبد العظيم ابن رغبان عن مالك على ذلك، ولا يثبت هذا عن مالك، ورواه اللَّيث بن سعد عن المقبري عن أبي عبيدة -أو ابن عبيدة- عن أبي الحباب عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال الدَّارقطنيّ: "وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ اللَّيْثُ قَدْ حَفِظَهُ عن الْمَقْبُرِيِّ" في العلل.
قلتُ: حديث اللَّيث أشبه بالصَّواب لأمرين:
أن الليث من أَثْبَتِ أصحاب سعيد بن أبي سعيد المقبري
قال أحمد: "أصحُّ النَّاسِ حديثاً عن سعيدٍ المقبريّ: الليْث بن سعد" وفي موضِعٍ آخر: "هو ثبت في حديثه جدًّا"
وقال الدَّارقطني: حَدثنا النَّيسابُوري قال: حَدثنا مُحمد بن إِسحاق الصاغاني، "أَثبَت الناس في سَعيد اللَّيث بن سَعد".
وقال أيضا: "اللَّيث بن سَعد، فيما ذَكَر يَحيَى بن مَعِين، وأَحمَد أَصَح الناس رِوايَةً، عَن المَقبُري".
وقال علي بن المديني: "لَيْسَ أحدٌ أَثْبَتُ في سَعِيْد بن أَبِي سَعِيْد...
الشيخ: أين السند الذي فيه سعيد هذا؟
طالب: سعيد المقبري.
الشيخ: في السند عندنا هنا؟ عن الليث؟
عن ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عن أبي هريرة.
الشيخ: والليث؟ هذا فيه سعيد، ما فيه... على كل حال الحديث السابق ضعيف، وإن صححه الألباني وكذلك أيضًا الأعظمي، صحح حديث البشبشة.
طالب: هذه رواية [00:20:39]
الشيخ: ضعيف، البشبشة ما تصح، ما تثبت.
طالب: وقال: ألفاظ البشبشة ثلاثة: أول شيء استبشر بدل تبشبش، وقال مسدد عن يحيى: "إلا تبشبَش الله له تبشبُش أهل الغائب بغائبهم إذا جاء من غيبته"، وألفاظه معناها أنه لقيه بوجه بِشر.
الشيخ: على كل حال، الحديث الصحيح: لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم حين تضيع راحلته وعليها طعامه وشرابه، معروف، الحديث في الصحيحين، الفرح ثابت [00:21:33] أما البشبشة ما تثبت.
طالب: فيه نهي عن التوطن في المسجد
الشيخ: نعم، إيطان كإيطان البعير، هناك أشياء نهي عنها: إيطان كإيطان البعير، ونقر الصلاة كنقر الغراب، وافتراش كافتراش السبع، هذه كلها منهي عنها.