شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_14

00:00
00:00
تحميل
56

الشيخ: هذه ما تتعلق بالجيش، هذه سَرية مستقلة و [00:00:03] خيبر.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتابه المختصر الصحيح من المسند عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:

كِتَابُ الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ، وَمَا فِيهَا مِنَ السُّنَنِ

بَابُ فَضْلِ الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ انْتِظَارًا لِصَلَاةٍ، وَذِكْرِ صَلَاةِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِ وَدُعَائِهِمْ لَهُ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ أَوْ يُحْدِثْ فِيهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَسَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَلْمٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ،

يَنْهَزُهُ أو يُنْهِزُهُ، فيها الوجهان.

لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ،

(لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ) هذه تفسير لقوله (يَنْهَزُهُ)، ينهزه معناها لا يريد إلا الصلاة؛ يعني لا يقيمه من مكانه إلا إرادة الصلاة.

لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ».

تخريج الحديث: قال: سبق تخريجه، وراجعته، قال: متفقٌ عليه.

الشيخ: وهذا فيه فضل من جلس في المسجد، ومن تقدم، وأن الملائكة تدعو له: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.

وكذلك إذا جلس في مجلسه بعد الصلاة، وأن الملائكة تقف في حالتين:

  • الحالة الأولى: إذا آذى أحدًا، بالغيبة أو النميمة، أو بالخصام والنزاع.
  • الحالة الثانية: أن يُحدِث، قيل (يُحدِث) يعني تنتقض طهارته، أو يُحدِث حدثًا منافيًا.

لكن إذا كان حدثًا منافيًا فهو داخل في الإيذاء، وقد يكون حدثًا أعم من الإيذاء؛ يعني يُحدث بدعةً، ولو لم يؤذِ أحدًا، فإذا انتقض وضوءه أو آذى أو أحدث حدثًا، فإن الملائكة تقف عن الدعاء له.

س: [00:04:09]

الشيخ: الصلاة من الله ثناء على العبد في الملأ الأعلى، أصح ما قيل فيها ما رواه البخاري عن أبي العالية، قال: «صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، والصلاة من الملائكة هي الدعاء»، يدعون له، ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ﴾[التوبة:103] يعني ادعُ لهم.

س: صلاة المؤمنين [00:04:35]

الشيخ: نعم، يدعو له، دعاء، صلاة المؤمنين على الرسول أو على غيره دعاءٌ له.

بَابُ الْأَمْرِ بِالسَّكِينَةِ فِي الْمَشْيِ إِلِي الصَّلَاةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ إِلَيْهَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ الْوَاحِدَ قَدْ يَقَعُ عَلَى فِعْلَيْنِ يُؤْمَرُ بِأَحَدِهِمَا، وَيُزْجَرُ عَنِ الْآخَرِ بِالِاسْمِ الْوَاحِدِ

إِذِ اللَّهُ قَدْ أَمَرَنَا بِالسَّعْيِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، يُرِيدُ الْمُضِيَّ إِلَيْهَا، وَالرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- الْمُصْطَفَى زَجَرَ عَنِ السَّعْيِ إِلَى الصَّلَاةِ، وَهُوَ الْعَجَلَةُ فِي الْمَشْيِ فَالسَّعْيُ الْمَأْمُورُ بِهِ فِي الْكِتَابِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ غَيْرُ السَّعْيِ الَّذِي زَجَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي إِتْيَانِ الصَّلَاةِ، وَهَذَا اسْمٌ وَاحِدٌ لِفِعْلَيْنِ، أَحَدُهُمَا فَرْضٌ، وَالْآخَرُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ائْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا».

هذا فيه النهي عن المشي الشديد والسعي في الذهاب إلى الصلاة، لأن هذا يُخل بالأدب، ولأنه يؤثر على الإنسان في وقوفه في الصلاة، وفي عدم طمأنينته، وركوده، إذا جاء يركض فإنه يتأثر ولا يعود إليه نفسه الطبيعي إلا بعد فترة، فلهذا نُهي عن الإسراع: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا»، وفي لفظٍ: «فاقضوا».

قال العلماء: لا بأس في الإسراع خطوات لإدراك الركعة، إذا كان في المسجد ثم أسرع خطوات، هذا لا يؤثر، الإسراع خطوات حتى يدرك الركعة لا يؤثر، لكن لذي يؤثر إذا جاء من بعيد، يركض من بعيد مسافات، هذا الذي يؤثر، أما خطوتين، ثلاث، يسرع فيها ليدرك الركعة فلا بأس.

وفيه دليل لما قد ذكره المؤلف، أن السعي له معنيان:

المعنى الأول: السعي: الذهاب إلى الجمعة، هذا مطلوب لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾[الجمعة:9]، المراد بالسعي يعني امشوا، وهذا واجب، لا يمكن الوصول لجمعة إلا بالمشي.

وأما المنهي عنه في هذا الحديث «فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ» المراد بالسعي الشدة، الركض، «فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ائْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ». أعد الحديث.

بَابُ الْأَمْرِ بِالسَّكِينَةِ فِي الْمَشْيِ إِلِي الصَّلَاةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ إِلَيْهَا،

يعني الأمر بالسكينة، يمشي بسكينة، ولا يمشي يركض، لا ترد له نفسه إلا بعد فترة، لأن هذا يُخل بالأدب، من رآه وهو يركض يرى أن هذا فيه إخلال بالأدب.

وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ الْوَاحِدَ قَدْ يَقَعُ عَلَى فِعْلَيْنِ يُؤْمَرُ بِأَحَدِهِمَا، وَيُزْجَرُ عَنِ الْآخَرِ بِالِاسْمِ الْوَاحِدِ

إِذِ اللَّهُ قَدْ أَمَرَنَا بِالسَّعْيِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، يُرِيدُ الْمُضِيَّ إِلَيْهَا، وَالرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- الْمُصْطَفَى زَجَرَ عَنِ السَّعْيِ إِلَى الصَّلَاةِ، وَهُوَ الْعَجَلَةُ فِي الْمَشْيِ فَالسَّعْيُ الْمَأْمُورُ بِهِ فِي الْكِتَابِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ غَيْرُ السَّعْيِ الَّذِي زَجَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي إِتْيَانِ الصَّلَاةِ، وَهَذَا اسْمٌ وَاحِدٌ لِفِعْلَيْنِ، أَحَدُهُمَا فَرْضٌ، وَالْآخَرُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ائْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا».

يعني امشوا وعليكم السكينة والوقار وعدم العجلة، تخريجه؟

تخريج الحديث: أطال في تخريجه، لكن متفقٌ على صحته.

الشيخ: المتفق عليه لا يحتاج إطالة.

القارئ: أخرجه عبد الرزاق والحميدي وابن أبي شيبة وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

الشيخ: يكفي.

بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْأَذَانِ، وَقَبْلَ الصَّلَاةِ

بركة.

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد