بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله-:
بَابُ اسْتِحْقَاقِ الإِمَامَةِ بِالاِزْدِيَادِ مِنْ حِفْظِ الْقُرْآنِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَشْرَفَ.
يعني إذا زاد في حفظ القرآن يُقدم على غيره، وإن كان غيره أسن منه وأشرف، فيُفضل عليه بزيادة حفظه للقرآن، يُقدم في الإمامة.
أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر: أخبرنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْثًا وَهُمْ نَفَرٌ، فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟»
فَاسْتَقْرَأَهُمْ حَتَّى مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَهُوَ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، قَالَ: «مَاذَا مَعَكَ يَا فُلاَنُ؟» قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا، وَسُورَةُ الْبَقَرَةِ، قَالَ: «مَعَكَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اذْهَبْ، فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ»، فَقَالَ رَجُلٌ هُوَ مِنْ أَشْرَفِهِمْ: وَالَّذِي كَذَا وَكَذَا، يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ إِلاَّ خَشْيَةَ أَنْ لاَ أَقُومَ بِهِ، قَالَ: رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ فَاقْرَأْهُ، وَارْقُدْ؛ فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا، يَفُوحُ رَكُّه...».
طالب: ركه عندي، قال: هذا في المخطوط، والصواب: ريحه.
يَفُوحُ رِيحُه عَلَى كُلِّ مَكَانٍ، وَمَنْ تَعَلَّمَهُ وَرَقَدَ، وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِئَ عَلَى مِسْكٍ.
الشيخ: تخريجه؟
طالب: قال: إسناده ضعيف، لجهالة عطاء مولى أبي أحمد، فقد تفرد بالرواية عنه المقبري، ثم إن حديثه هذا معلول بالإرسال، وقد رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، وهو الذي رجحه البخاري في تاريخه الكبير، وأبو حاتم في [العلل]، وفي [الجرح والتعديل]، وأخرجه ابن حبان، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي في [الكبرى] والمزي في [تهذيب الكمال].
الشيخ: أعد الترجمة، باب...
بَابُ اسْتِحْقَاقِ الإِمَامَةِ بِالاِزْدِيَادِ مِنْ حِفْظِ الْقُرْآنِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَشْرَفَ.
أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْثًا وَهُمْ نَفَرٌ، فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟
فَاسْتَقْرَأَهُمْ حَتَّى مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَهُوَ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، قَالَ: «مَاذَا مَعَكَ يَا فُلاَنُ؟» قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا، وَسُورَةُ الْبَقَرَةِ، قَالَ: «مَعَكَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اذْهَبْ، فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ»، فَقَالَ رَجُلٌ هُوَ مِنْ أَشْرَفِهِمْ: وَالَّذِي كَذَا وَكَذَا، يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ إِلاَّ خَشْيَةَ أَنْ لاَ أَقُومَ بِهِ، قَالَ: رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ فَاقْرَأْهُ، وَارْقُدْ ؛ فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا، يفوح رِيحُهُ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ، وَمَنْ تَعَلَّمَهُ وَرَقَدَ، وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِئَ عَلَى مِسْكٍ».
الحديث فيه إشكال، كيف يقول تعلم القرآن ونم، وارقد، قال: تعلمه وارقد؟ مع كونه مرسل فيه غرابة.
طالب: [00:05:40]، آخر الحديث قال: «وَمَنْ تَعَلَّمَهُ وَرَقَدَ، وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِئَ عَلَى مِسْكٍ»، هذا الإشكال.
الشيخ: إذا أوكي على مسك ماذا يستفاد منه؟ مادام موكى ما يستفاد منه.
طالب: ...فيه عطاء..وضعف بعض الأئمة الحديث
الشيخ: الحديث ضعيف، كما ذكر الفحل عندك؟
طالب: من طريق الليث بن سعد المقبري يصح مرسلًا.
الشيخ: هو مرسل، مرسل عن طريق الليث؟
طالب: مرسل صحيح.
الشيخ: مرسل صحيح عن طريق الليث؟
طالب: عن عطاء مولى أبي أحمد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا، وهو الذي رجحه البخاري.
الشيخ: عطاء هو الذي فيه إشكال، إذا كان مرسل وفيه إشكال، عطاء قال عنه ماذا؟ لا يُعرف...
طالب: لم يعرف
الشيخ: إذا كان مرسل يكون أشد، إذا كان مرسل عمن لا يُعرف، إذا كان متصل يكون فيه عطاء لا يُعرف، وإذا كان مرسل يكون أشد، إرسال ممن لا يُعرف، وفي متنه غرابة، كونه يقول: ما منعني أن أتعلم إلا أنني أخشى أن لا أقوم به، قال: تعلمه، ولا تقم به، كيف يقول: تعلمه ولا تقم به؟ فيه إشكال.
طالب: [00:07:32] إن مثل القرآن لمن تعلمه ...
الشيخ: يقول: مثل من قام به كمثل جراب فيه مسك يفوح، ومثل من لم يقم به كمثل جراب فيه مسك أوكئ عليه، هذا يبين الفرق بينهما، لكن كونه يقول له: تعلمه ولا تقم به...
تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ فَاقْرَأْهُ، وَارْقُدْ.
(وَارْقُدْ) هذا إشكال، هذا فيه نكارة، كونه يقدم، ما فيه شك أن قارئ القرآن مُقدم على غيره، ولو كان من هو أسن منه، المعنى صحيح، إذا كان أكثر أخذًا للقرآن يُقدم على كبير السن.
باب تقديم القرآن على ماذا؟ الترجمة.
بابُ اسْتِحْقَاقِ الإِمَامَةِ بِالاِزْدِيَادِ مِنْ حِفْظِ الْقُرْآنِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَشْرَفَ.
نعم، هذا المعنى صحيح، الترجمة معناها صحيح، لكن الحديث ضعيف.
بَابُ ذِكْرِ اسْتِحْقَاقِ الإِمَامَةِ بِكُبْرِ السِّنِّ إِذَا اسْتَوَوْا فِي الْقِرَاءَةِ، وَالسُّنَّةِ، وَالْهِجْرَةِ.
أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (ح)، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ (ح)، وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ -وَهَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ-، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا الإِقْفَالَ، قَالَ لَنَا: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا، ثُمَّ أَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا».
زَادَ الدَّوْرَقِيُّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَقُلْتُ لأَبِي قِلاَبَةَ: فَأَيْنَ الْقِرَاءَةُ؟ قَالَ: كَانَا مُتَقَارِبَيْنِ.
كنا متقاربين في القراءة، وفيه دليل على وجوب الأذان في السفر، قال: «فأذنا»، والأمر للوجوب، تساهل بعض الناس في الأذان ما ينبغي، كل جماعة لها أذان، «وليؤمكما أكبركما»، هذا الشاهد، وليؤمكما أكبركما، وهذا إذا استويا في القراءة، وفي السنة، وفي الهجرة، ولهذا لما سأل قال: فأين القراءة؟ قال: كنا متقاربين، متقاربين في القرآن والسنة، وحينئذٍ يُقدم أكبرهما سنًّا.
وجاء في الحديث الآخر: أقدمهما سلمًا، يعني إذا كان أحدهما إسلامه متقدم، واستووا في القراءة والسنة، يُقدم من تقدم إسلامه، أقدمهما سلمًا، في الحديث: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلمًا»، أي إسلامًا.
وإذا استووا في جميع الصفات، في الإسلام وفي الهجرة، يقدم الأكبر سنًّا.
طالب: [00:11:33]
الشيخ: نعم، إذا أرادوا أن يصلوا يؤذنون.
طالب: حتى لو كان خرج وقت [00:11:44]
الشيخ: ولو، هذا الأولى، الأولى بدء الصلاة، لأن بعض الناس يؤذن يجلس مدة طويلة، الأولى يكون الأذان قريب، حتى يكون تهيؤهم واستعدادهم إذا كانوا في السفر قريب.
بَابُ إِمَامَةِ الْمَوْلَى الْقُرَشِيِّ إِذَا كَانَ الْمَوْلَى أَكْثَرُ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ خَبَرُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: يَؤُمُّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ.
بركة، قف على هذا.