(المتن)
حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ليث، ح وحدثنا محمد بن رمح، أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة؛ أن عائشة رضي الله عنها قالت: سهر رسول الله ﷺ، مقدمه المدينة، ليلة، فقال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قالت: فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال من هذا؟ قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله ﷺ ما جاء بك؟ قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله ﷺ، فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله ﷺ، ثم نام، وفي رواية ابن رمح: فقلنا: من هذا؟
حدثناه محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الوهاب، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: أرق رسول الله ﷺ ذات ليلة، بمثل حديث سليمان بن بلال.
حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال حدثنا إبراهيم (يعني ابن سعد) عن أبيه، عن عبد الله بن شداد، قال: سمعت عليا يقول: ما جمع رسول الله ﷺ أبويه لأحد، غير سعد بن مالك، فإنه جعل يقول له، يوم أحد "ارم، فداك أبي وأمي!".
(الشيخ)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه الأحاديث فيها مناقب لسعد بن أبي وقاص وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، المؤلف رحمه الله ذكر المناقب في الخلفاء الراشدين الأربعة ثم انتقل إلى ذكر مناقب بقية العشرة المبشرين بالجنة وهذا في مناقب سعد بن أبي وقاص أنه كان يحرس النبي ﷺ, قوله أرق يعني سهر أصابه الأرق و السهر كما هو في رواية أخرى وفي هذا دليل على أن النبي ﷺ بشر يصيبه الأرق والمرض والتعب والجوع والنصب، وأنه ليس ربًا ولكنه من البشر من بني آدم إلا أن الله اختصه بالرسالة والنبوة عليه الصلاة والسلام وفضله فهو نبي كريم عليه الصلاة والسلام، عبد الله ورسوله يطاع ويتبع ويحب ويصدق أخباره وتنفذ الأحكام التي جاء بها عليه الصلاة والسلام ولكنه لا يعبد فالمعبود هو الله سبحانه وتعالى.
الله تعالى هو الرب هو الإله هو الذي لا يحتاج إلى شيء ولا يصيبه نصب ولا تعب سبحانه وتعالى، وفيه منقبة لسعد بن أبي وقاص حين جاء يحرس النبي ﷺ ووقع في نفسه خوف على رسول الله ﷺ ووافق قول النبي ليت رجلا صالحا يحرسني, وفيه النص على أن سعدا رجل صالح، قال: ليت رجلا صالحا يحرسني فكان سعد وهو من المبشرين بالجنة.
قيل إن هذا كان قبل أن ينزل قول الله تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[المائدة:67] كان يحرس عليه الصلاة والسلام ثم لما أنزل الله تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[المائدة:67] كان لا يحرس وهذا يحتاج إلى تأمل, وفيه دليل على أن الحراسة لا تنافي التوكل على الله عز وجل, فالنبي ﷺ سيد المتوكلين، وفيه دليل على أن الأسباب لا تنافي التوكل على الله عز وجل والحراسة من الأسباب.
قد ثبت أن النبي ﷺ في صلح الحديبية كان المغيرة بن شعبة يحرسه واقفا على رأسه وهو يفاوض المشركين ولما مد بعض المشركين يده إلى لحية النبي ﷺ ضربه ضرب يده المغيرة بنعل السيف وقال وخر يدك عن لحية رسول الله ﷺ, فالأسباب لا تنافي التوكل على الله ومنها الحراسة إذا احتاج الإنسان إلى الحراسة لكونه أميرا أو لكونه رئيسا فلا ينافي التوكل على الله عز وجل بل هو من الأسباب.
والنبي ﷺ سيد المتوكلين ومع ذلك كان يحرس، وظهر يوم بدر بدرعين هذا من فعل الأسباب, ومن فعل الأسباب الأكل والشرب واتقاء أسباب الهلاك واتقاء الحر والبرد كل هذا من الأسباب ومن مناقب سعد أن النبي فداه بأبيه وأمه وقال ارم فداك أبي وأمي يعني أفديك بأبي وأمي, احتج به الجمهور على جواز التفدية بالأبوين وكره جماعة عمر بن الخطاب والحسن البصري وقيد بعضهم الجواز وكره بعضهم التفدية بالمسلم من الأبوين قال إذا كان مسلم الأبوين فلا يفدى.
ذهب هنا الجماعة إلى الجواز وأن التفدية المراد بها إظهار المحبة وهي تفدية ليست على حقيقتها وإنما فيها إظهار المحبة واللطف للشخص، وقول علي ما جمع النبي ﷺ بأبويه إلا لسعد؛ هذا على حسب علمه قالوا على حسب علمه وإلا فقد فدى النبي ﷺ الزبير قال للزبير أيضًا فداك أبي وأمي، فالنبي فدى الزبير وفدى سعد بن أبي وقاص, ولكن علي قال هذا على حسب علمه.
(المتن)
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال حدثنا سليمان (يعني ابن بلال) عن يحيى (وهو ابن سعيد) عن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد جمع لي رسول الله ﷺ أبويه يوم أحد.
وحدثنا قتيبة بن سعيد وابن رمح عن الليث بن سعد، ح وحدثنا ابن المثنى، قال حدثنا عبد الوهاب، كلاهما عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
حدثنا محمد بن عباد، قال حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه ؛ أن النبي ﷺ جمع له أبويه يوم أحد، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبي ﷺ ارم، فداك أبي وأمي! قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه فسقط، فانكشفت عورته، فضحك رسول الله ﷺ، حتى نظرت إلى نواجذه.
(الشيخ)
وهذا فيه الشجاعة شجاعة سعد وإقدامه وهذا ناشئ عن قوة إيمانه فإن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، يقول رجل قد أحرق المسلمين يعني أثخن في جراحتهم حتى أثر فيهم كما تؤثر النار في الإحراق، في إحراق ما يوضع فيها, فنزع, قوله فنزعت له بسهم ليس فيه نصل يعني ليس فيه حديدة فرماه فضحك النبي ﷺ من تأثير سعد وارتياحًا له حتى بدت نواجذه يعني أنيابه وقيل أضراسه من الضحك عليه الصلاة والسلام.
(المتن)
قال: مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة، قال فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي وفيها: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
(الشيخ)
وهذه من مناقبه التي نزلت في آيات أربعة آيات كما سيأتي منها هذه الآية وذلك أن أمه كانت مشركة فتريد أن ترده عن دينه إلى الشرك وقالت أمرته أن يكفر بدينه قالت إن كنت صادقا وأن الله وصاك بالوالدين وأنك تحسن للوالدين فأنا أمك لا آكل ولا أشرب حتى تكفر بدينك، فجلست ثلاثة أيام لا تأكل ولا تشرب حتى غشي عليها تريد أن تحمل سعد على الكفر بدينه وفي لفظ آخر أنهم شجروا فمها بعصا يعني فتحوا فمها بعصا وصبوا فيه الطعام فأنزل الله فيها هذه الآية وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وفيها وَإِنْ جَاهَدَاكَ على أن ُتشْرِكَ بِي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [لقمان:14-15] فلا يطاع الأبوان الكافران في الشرك ولا يطاع الأبوان المسلمان في المعصية ولكن مع ذلك يتلطف الابن مع الوالد ولو كان كافرا يحسن إليه ينفق عليه يخاطبه بما يناسبه.
ولهذا قال الله تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا أنزل الله في هذه الآية في سعد بيانا أنه لا يطيعه, لا يطيع أباه إذا كان كافرًا في المعصية وكذلك المسلم لا يطاع في المعصية وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ثم قال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا المصاحبة بالمعروف ولو كان مشركًا, ثبت في الصحيح أن أسماء بنت أبي بكر قدمت إليها أمها وهي مشركة وهي راغبة في رزقها فاستفتت النبي ﷺ في ذلك فقال النبي ﷺ صلي أمك والله تعالى يقول لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ[الممتحنة:8] يحسن إلى الوالدين وغير الوالدين من الكفار إذا لم يكونوا حربيين ينفق عليهم ويطعمون ويسقون ويعاملون معاملة طيبة ولهذا بعض السلف أوقف عليهم عمر-- لما جاءته حلة من حرير أرسلها إلى أخ له بمكة مشركا.
(المتن)
(الشيخ)
يعني هذه الآية الثانية التي نزلت في سعد بن أبي وقاص أخذ السيف من المغنم وقال يا رسول الله نفلنياه يعني أعطني إياه زيادة على قسمي من الغنيمة, النفل هو الزيادة, الزيادة على النصيب من الغنيمة سبق في فقه في باب الأنفال أن القائد أو الإمام ينفل بعض أفراد الجيش ينفل سلب القتيل من قتل فله سلبه ينفل من كان له غنى تأثير في الجيش يعطيه زيادة على نصيبه والسرية إذا انطلقت من الجيش ثم غنمت تنفل الربع في الذهاب والثلث في الإياب هذه زيادة على نصيبه ثم بعد ذلك يؤخذ الخمس ثم تقسم أربع أخماس تقسم على الغانمين فسعد-- قال يا رسول الله نفلني هذا السيف، (......) فقال له النبي: رده في المغنم ثم عاد مرة ثانية وقال يا رسول الله لما أراد أن يجعله في المقبض يعني في مكان جمع الغنيمة عاد مرة ثانية وقال يا رسول الله نفلني إياه، فقال رسول الله رده في المغنم وكذلك في المرة الثالثة فأنزل الله هذه الآية يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ[الأنفال:1] يعني الأنفال يتصرف فيها هي لله ولرسوله فيها أمر لسعد بأن يضعه في مكانه ويعلم أن الأنفال إنما هي لله ولرسوله.
(المتن)
(الشيخ)
وهذا لما مرض وهو بمكة مرض مرضا أوشك فيه على الموت حتى غشي عليه من المرض فجاء النبي ﷺ وزاره وصب عليه من وضوئه فأفاق فسأل النبي ﷺ قال يا رسول الله إن لي مال, ذو مال وليس لي إلا ابني هل أفأتصدق بمالي كله، قال: لا، قال: فالثلثان، قال لا قال فالنصف قال لا قال فالثلث قال الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم (...) يتكففون الناس،
(المتن)
قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال فأتيتهم في حش - والحش البستان - فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزق من خمر، قال فأكلت وشربت معهم، (الشيخ ): الزق سقاء من جلد يوضع فيه الخمر) , قال فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، قال فأخذ رجل أحد لحي الرأس فضربني به فجرح بأنفي، فأتيت رسول الله ﷺ فأخبرته، فأنزل الله عز وجل في - يعني نفسه - شأن الخمر: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
(الشيخ)
هكذا سعد قال نزلت فيه, وفيه دليل على خبث الخمر, والخمر تفعل بصاحبها هكذا, وكانت قبل أن تحرم شرب معهم الخمر فجعلوا يتحدثون وهم سكارى فقال سعد المهاجرون خير من الأنصار فجاء الأنصاري وأخذ لحية بعير وضرب أنفه حتى فزره يعني هكذا السكران لا يعلم ولا يعقل ما يفعل إذا عارضه أحد فإنه لا يبالي لأنه ليس لديه عقل ولهذا حرمها الله تعالى. وهذا من مناقبه, قوله لسعد إن هذه الآيات نزلت فيك يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ويحتمل أنها نزلت فيه و في غيره, نعم.
(المتن)
(الشيخ)
يعني أمه كانت إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها يعني فتحوا فاها بالعصا ثم أوجروها أي صبوا الطعام في فمها لئلا تموت لأنها حلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى تلزم ابنها بالكفر بالله قالت لا آكل حتى تكفر نعوذ بالله, وكذلك أم أبي هريرة كانت مشركة ثم هداها الله للإسلام وامتنعت كذلك أم أبي هريرة من الأكل فقالت لا آكل حتى تكفر فقال لها والله لو كان لك مائة نفس ثم خرجت نفسا نفسا ما تركت ديني فكلي أو لا تأكلي فلما رأت الجد أكلت , فلما رأت ما في حيلة أكلت (..........مداخلة.....) الرجل من الأنصار اللي في الحديث السابق في الخمر لما قال له إن المهاجرين خير من الأنصار وهو مخمور أخذ اللحية وضرب أنفه فصار مفزورا
(المتن)
قال: نزلت في ستة: أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تدني هؤلاء.
(الشيخ)
وهذا من مناقبه نزول الآيات فيه.
(المتن)
قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله ﷺ ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
(الشيخ)
وهذا فيه دليل على أن سعد تقدم إسلامه-- وكان من المستضعفين الذين عن بلال وغيره الذين كان المشركون يحتقرونهم ويقول للنبي اطرد هؤلاء لا يجلسون معنا حتى نسمع منك نعم فوقع في نفس رسول الله ﷺ وكان حريصا على فوقع في نفسه على أن يجعل لهم مجلسا خاصا فهو حريص على إسلامهم لعل الله يهديهم فأنزل الله الآية وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وهذا فيه منقبة لهم أن الله شهد لهم بأنهم يريدون وجهه وأنهم يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه الله ومنهم سعد فهذه منقبة من مناقبه.
(المتن)
وحدثنا عمرو الناقد، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله--، قال: سمعته يقول: ندب رسول الله ﷺ الناس يوم الخندق، فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير، فقال النبي ﷺ لكل نبي حواري وحواري الزبير.
(الشيخ)
والحديث السابق فيه أيضا منقبة لسعد في ثباته يوم أحد انكشف الناس ولم يبق معه إلا سعد وطلحة يقابلون الأعداء ويفدون رسول الله ﷺ بأنفسهم فيه منقبة لهما, والحديث هذا فيه منقبة للزبير وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة النبي-ﷺ- ندب الناس يعني دعاهم للجهاد وحضهم عليه فانتدب الزبير قال أنا، ثم دعاهم فانتدب الزبير فقال أنا, أنا أذهب ثم قال في المرة الثالثة لكل نبي حواري وحواري الزبير، والحواري الصاحب والناصر وكذا الخالص الصحبة ومنهم الحواريون أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام, قال الحواريون يا عيسى بن مريم هم أصحابه وأنصاره، والحواري هو الصاحب والناصر والخالص والمحب.
(المتن)
حدثنا إسماعيل بن الخليل وسويد بن سعيد، كلاهما عن ابن مسهر، قال إسماعيل: أخبرنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة، يوم الخندق، مع النسوة، في أطم حسان، فكان يطأطئ لي مرة فأنظر، وأطأطئ له مرة فينظر، فكنت أعرف أبي إذا مر على فرسه في السلاح، إلى بني قريظة.
(الشيخ)
وهذه منقبة للزبير كان يأتي بالسلاح إلى بني قريظة وكان ابنه عبد الله بن الزبير صغيرا والأطم هو الحصن, والجمع آطام كعنق وأعناق يطأطئ رأسه يخفض لي ظهره حتى أنظر ينظر إلى أبيه معه السلاح وقد ذهب إلى بني قريضة وهذه منقبة كان الزبير من الشجعان وهو ابن عمة النبي ﷺ صفية بنت عبد المطلب والذي قال له الأنصاري (....) ابن عمتك
(المتن)
(الشيخ)
وفيه أن النبي ﷺ فدى أيضا الزبير, وفيه دليل على أن قول علي السابق ما جمع النبي ﷺ لأبويه غير سعد على حسب علمه فالنبي فدى الزبير وفدى سعدا بأبويه
(المتن)
(الشيخ)
نعم كان صبيا كان صغيرا فكان مع النساء في الأطم في الحصن.
(المتن)
(الشيخ)
اهدأ يعني اسكت, لأن النبي خاطب الجبل وفيه دليل على أن الله تعالى جعل فيه التمييز جعل الله التمييز بالحجارة يجعل الله فيها تمييزا كما قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74] وفي الصحيح أن النبي ﷺ قال لما أقبل على المدينة قال هذا أحد جبل يحبنا ونجبه جعل الله فيه التمييز والله على كل شيء قدير، تحرك الجبل وكان عليه النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فقال اهدأ اسكت فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وهذا فيه علامة من علامات النبوة حيث وقعت كما أخبر أخبرهم بالمستقبل وفيه منقبة أيضًا لهؤلاء وفيه شهادة لنفسه بالنبوة وشهادة لأبي بكر بالصديقية وشهادة للبقية بالشهادة. قال فما عليك إلا نبي وهو عليه الصلاة والسلامأو صديق وهو أبو بكر أو شهيد وهم الباقون فعمر قتل شهيدًا وعثمان قتل شهيد وعلي قتل شهيدا وطلحة قتل شهيد والزبير قتل شهيدا كلهم الخمسة شهداء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وهذا من دلائل النبوة , حيث أخبر عما يكون في المستقبل وهو من علم الغيب لأن الله أطلعه على ذلك, وفيه منقبة لهؤلاء والشهادة لهم بالجنة ومنهم الزبير.
(المتن)
(الشيخ)
وسعد بن أبي وقاص ليس منهم لم يقتل شهيداً ولكنه كان معهم يعني تأوله وجاء المعنى أنه مشهود له بالجنة لأنه من العشرة المبشرين بالجنة وإلا لم يقتل شهيدا ولكنه مشهود له بالجنة وهذا من آيات الله كون الجبل تحرك لحكمة ولعل من الحكمة أن تظهر علامات النبوة عليه الصلاة والسلام, من دلائل النبوة يقول له اسكن ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد (والا) الجبل بالعادة أن الجبل لا يتحرك ولكن الله خرق العادة فتحرك ولكن التحرك لم يضرهم ليس زلزالا ولكن تحرك يسير لتظهر دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام وعلامات النبوة من الحكم حيث أخبر بما سيكون بالمستقبل، ومن الحكم أيضًا بيان قدرة الله العظيمة في جعل الجماد يكون عنده تمييز حتى يخاطب خاطبه النبي ﷺ وقال اهدأ كما يخاطب العاقل.
(......مداخلة.......)- جاء في الحديث الآخر عن أحد لكن هذه القصة في حراء.
(المتن)
(الشيخ)
عبد الله بن الزبير (عن هشام عن أبيه عن عائشة) أبي عروة يعني عروة بن الزبير نعم
(المتن)
(الشيخ)
وأبواه الزبير وأبو بكر، الزبير أبوه وأبو بكر كذلك أبوه من قبل أمه، جده من قبل أمه نعم الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ وهما أيضا من العشرة المبشرين بالجنة وأبو بكر أفضل الناس من بعد الأنبياء والزبير من العشرة المشهود لهم بالجنة.
(المتن):
حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال حدثنا وكيع، قال حدثنا إسماعيل عن البهي، عن عروة، قال: قالت لي عائشة رضي الله عنها: كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح.
(الشيخ)
الله تعالى أثنى عليهم بذلك وهذا فيه منقبة للزبير أنه من الذين استجابوا لله والرسول ومن استجاب لله والرسول فإن له موعود بالحياة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[الأنفال:24] المقصود بها أنهم الذين أحيا الله قلوبهم بالإيمان, وعلى هذا يكون فيه منقبة للزبير بأنه من الذين أحيا الله قلوبهم واستجابوا لله وللرسول.
(المتن)
(الشيخ)
وهذه منقبة لأبي عبيدة بن الجراح وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة انتقل المؤلف إلى مناقب أبي عبيدة والأمين هو الثقة المرضي فيه منقبة وأنه ثقة مرضي وأنه ابن هذه الأمة، لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة هو أبو عبيدة بن الجراح
(المتن)
(الشيخ)
هذه منقبة عظيمة هذا أمين هذه الأمة, نص على كونه أمين هذه الأمة نعم الجملة مستقلة مبتدأ وخبر هذا أمين هذه الأمة
(المتن)
(الشيخ)
وهذه منقبة لأبي عبيدة قوله أمين حق أمين يعني أمينا حقًا أضيف صفة إلى الموصوف أمينا حق أمين, و الأصل أمينا حقا, أمينا حق أمين, فيه تأكيد لأبي عبيدة وأنه أمين فاستشرف الناس لها لما قال لأبعثن أمينا حق أمين استشرف الناس -يعني تطلعوا إليها ورغبوا فيها لا رغبة في الولاية وإنما رغبة في الوصف حتى ينطبق عليهم هذا الوصف، ثم قال ﷺ لما جاء أهل نجران قالوا ابعث لنا من يعلمنا قال: لأبعثن إليكم أمينا حق أمين, أمينًا حق أمين، استشرف الناس وتطلعوا لها وتمنى كل واحد أن يكون هو لا رغبة في الولاية, الأمارة, ولكن رغبة في الوصف، فالنبي نص على أنه أمين حق أمين مؤكدة, أمينا حق أمين فبعث أبا عبيدة فحاز هذه المنقبة والفضل وأرضاه، وكان أهل نجران كانوا نصارى في ذلك الوقت.
(المتن)
حدثني أحمد بن حنبل، قال حدثنا سفيان بن عيينة، قال حدثني عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ؛ أنه قال لحسن اللهم! إني أحبه، فأحبه وأحبب من يحبه.
(الشيخ)
هذا من مناقب الحسن بن علي ، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفيه دعوة إلى محبته حث على محبته , وفي اللفظ الآخر قال اللهم إني أحبه فأحببه وفيه شهادة للحسن بأنه من أحباب الله وأحباب رسوله وفي اللفظ الآخر في غير الصحيح الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
(المتن)
(الشيخ)
نعم وهذا فيه منقبة للحسن كان الحسن والحسين كانا صغيرين لما توفي النبي ﷺ أحدهما ابن سبع سنين والآخر ابن ثمان (....) جاء سوق بني قينقاع يسمى ببني قينقاع وهم طائفة من اليهود ثم جاء إلى بيت فاطمة فقال أثم لكع أثم ظرف مكان بمعنى أهنا لكع يعني الصغير يخاطب به الصغير, يعني أثم الحسن الصغير يعني أهو موجود, ثم ظرف مكان، ظنوا أنها تلبسه وأنها تغسله و تلبسه الصخاب، وفي اللفظ الآخر أنها ألبسته صخابا, والصخاب هو القلادة قلادة يكون فيها من القرنفل أو من الطيب يلبس فيها الصبيان استدل على أنه لا بأس بأن يلبس الصبي أو الصبية شيئا من القلادة من باب الزينة والجمال لأنه صغير ولهذا ألبسته فاطمة صخابًا ولم ينكر النبي ﷺ ذلك, وهذا من باب الزينة وليس فيه تشبه بالنساء قلادة من قرنفل أو قلادة من شيء تكون تجمله و يفرح بها.
(المتن)
حدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع، قال ابن نافع: حدثنا غندر، قال حدثنا شعبة عن عدي (وهو ابن ثابت)، عن البراء ، قال: رأيت رسول الله ﷺ واضعا الحسن بن علي على عاتقه، وهو يقول: اللهم! إني أحبه فأحبه.
(الشيخ)
نعم وهذا فيه منقبة له أن النبي كان يحبه وأنه دعا الله أن يحبه, وفي الحديث الأول أنه اعتنقه لما جاء اعتنق كل واحد صاحبه وفيه دليل على المعانقة، والمشروع عند العلماء أن المعانقة تكون عند السفر كما في حديث أنس كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من السفر تعانقوا، وكره الإمام مالك المعانقة أيضًا حتى عند القدوم من السفر وبعضهم ألحقوا بها طول الغيبة أما ما يفعله بعض الناس المعانقة دائما فليس لها أصل المعانقة وإنما السنة المصافحة، وكذلك المعانقة في يوم العيد ليس لها أصل, يوم العيد تصافحه وتقول عيد مبارك ولا يحتاج معانقة, وكذلك المعانقة عند العزاء إذا أراد أن يعزيه يعانقه كثير من الناس، العزاء لا يحتاج معانقة صافحه أحسن الله عزاءك وجبر مصابك وغفر الله لميتك بدون معانقة ما يحتاج معانقة وكذلك الاجتماع للعزاء في البيت صنع الطعام كل هذا من النياحة التعزية أمرها واجب, تعزيه في البيت تعزيه في الشارع تعزيه في الهاتف تتصل عليه بالهاتف تعزيه برسالة ترسلها إليه سواء رسالة في خطاب والآن صار في رسالة في الجوال ترسل له رسالة تعزيه، هذه هي التعزية ما تحتاج التكلف, هذا تكلف
بعض الناس يأتي يجلس أياما طويلة ويكون ذبائح هذا من النياحة كما قال ابن عبد الله البجلي كنا نعد الاجتماع عند الميت وصناعة الطعام على عهد رسول الله ﷺ من النياحة وإنما يصافحه والحمد لله وكذلك في العيد لا يحتاج معانقة, وكذلك إذا قابلته معانقة, لكن القادم من السفر لا بأس ألحق بهم طول الغيبة, أما كل ما لقيه معانقة هذا فيه مشقة أو قبل رأسه كما يفعل الآن بعض الشباب نقول لهم استعملوا المصافحة يكفي المصافحة, ولكنهم يصرون على المعانقة وتقبيل الرأس والأولى ترك هذا, إلا عند القدوم من السفر.
(......) الصبي من باب التلطف, الصبي له وضع خاص كونه يعانقه ويقبله، نعم
(المتن)
(الشيخ)
وهذه منقبة يريه أنه ثلاثة كانوا ثلاثة واحد أمامه وواحد قدامه يدل على جواز الإرداف عن الدابة إذا كانت تطيق, يكون عليها اثنان أو ثلاثة فلا حرج.
(المتن)
(الشيخ)
نعم وهذا فيه منقبة لهؤلاء وفيه دليل على أن هؤلاء هم أهل بيته الحسن والحسين وفاطمة وعلي وجاء أيضاً مثل هذا لما نزلت آية المباهلة لما جاء وفد نجران نزلت آية المباهلة, يقول تعالى: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ جمع النبي هؤلاء وقال اللهم هم أهل بيتي, ونقول عليه مرط يعني كساء موصوف مرحل عليه صورة رحال الإبل وفي لفظ مرجل بالجيم, المعنى عليه صورة مراجل القدور, مرط مرحل عليه صورة رحال الإبل أو مرط مرجل عليه صورة مراجل القدور.
(المتن)
قال الشيخ أبو أحمد، محمد بن عيسى: أخبرنا أبو العباس السراج ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، بهذا الحديث.
(الشيخ)
وكان النبي ﷺ تبنى أسامة يعني جعله ابناً له وكان هذا جائز, كان يفعلونه في الجاهلية في أول الإسلام كان الرجل يتبنى الرجل يعني ينسبه إلى نفسه ويقول إنه ابني وكان يرثه بعد ذلك، وكان النبي-ﷺ- تبنى زيد بن الحارثة وكان (.......) فتبناه, فصار الناس يدعونه ويسمونه زيد بن محمد نسي أبوه وهو زيد بن حارثة، وكما ما كان اسماه زيد بن محمد حتى أبطل الله التبني وهدم التبني قولاً وأنزل الله في ذلك آيات وفعلاً من النبي ﷺ أما القول ففي هذه الآية أنزل الله ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ فدعي بعد ذلك إلى أبيه, وأما الفعل فإن زيد بن الحارثة لما تزوج زينب بنت جحش ثم طلقها أمر الله نبيه أن يتزوج زوجته لإبطال التبني, وكانوا في الجاهلية لا يتزوجون زوجة ابنه, وزوجه الله إياها من فوق سبع سماوات فدخل عليها من دون ولي ومن دون مهر فكانت تفخر غلى نساء النبي ﷺ وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات.
قال الله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا[الأحزاب:37]، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ( وهو زيد بن حارثة) وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ( أنعم الله عليه بالإيمان وأنعمت عليه بالعتق ) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَوهي زينب لما جاء يشكو إليها وكانت زوجته وَاتَّقِ اللَّهَ قال الله: وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ , أخبره أنه سيتزوجها وأخفاها قال الله: فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا وبين الله الحكمة ما هي الحكمة.؟ قال الله: لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ وهو الابن الدعي إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا فأمر الله أن يتزوج زوجة ابنه الدعي حتى يهدم التبني فهدم الله التبني وبطل التبني وأن الذي يدعى إليه ليس ابنا له وليس له أحكام الابن الذي يجوز أن يتزوج زوجة لأنه ليس ابنا من الصلب ولكنه ابن دعي وليس ابنا من الرضاع, وقال الله: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ وهذا القول والفعل أمر الله أمر نبيه أن يتزوج زوجته حتى يهدم التبني ويبطل التبني الذي كان متأصلا في الجاهلية.
(المتن)
حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، قال وقال الآخرون: حدثنا) إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن عبد الله بن دينار؛ أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: بعث رسول الله ﷺ بعثا، قال وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمرته، قال فقام رسول الله ﷺ فقال إن تطعنوا في إمرته، فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وايم الله! إن كان لخليقا للإمرة وإن كان من أحب الناس إلي، وإن هذا من أحب الناس إلي، بعده.
(الشيخ)
وهذا فيه منقبة لأسامة بن زيد وأبيه زيد بن حارثة بعث النبي ﷺ بعثا يعني الجيش قطعة سرية وأمر عليهم أسامة وجعله هو الأمير فطعن الناس فيه يعني عابوه وانتقصوه فالنبي ﷺ أنكر عليه ذلك فخطب في الناس وقال إن تطعنوا في إمرته فقد طعنتم في إمرة أبيه من قبل يعني الذين عابوا يعني إن كان بعض الناس عاب عليه الإمارة فقد عيب على أبيه من قبل ثم قال وايم الله قسم حلف, وايم الله إن كان لخليقا للإمارة يعني جديرا وأهلا لها، حلف النبي ﷺ وأقسم أن أسامة جدير وأهل للإمارة، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن هذا من أحب الناس إلي وإن أباه من أحب الناس إلي وهذا من أحب الناس إلي بعده فهذه منقبة لأسامة وزيد وأنه من أحب الناس إليه وأنه يحبه ويحب أباه وفيه دليل على تولية الصغير على الجيش لأنه كان صغيرا ابن سبعة عشر عاما و تحته شيوخ الكبار , وفيه دليل على جواز تولية الصغير ولو كان تحته كبار, فيه دليل على تولية المفضول مع وجود الفاضل لأنه كان مع جيش أبي بكر وعمر وأنه لا يشترط أن يكون في الإمارة أن يكون فاضلا وأن يكون كبير السن.
إنما ينظر في هذا من يصلح للإمارة, وفيه الدفاع عن عرض المسلم وأنه سيدافع عن عرض أخيه إذا طعن فيه وتكلم فيه الناس واغتابه فإنه يدافع عن أسامة ودافع عن زيد قال النبي طعنوا في ولا يته مخطئون وليسوا على صواب, وفيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه و التزكية إذا كان قليلا ولا يخشي منه الفتنة في الإعجاب فلا بأس ولهذا أثنى النبي ﷺ على أسامة وأثنى على الزبير وسعد بن أبي وقاص أمامهم وجمع لهم بين أبويه في التزكية وأثنى على أبي بكر وقال (.....) صاحبي هذا ثناء قليل إذا كان الثناء قليلا فلا بأس يغتفر، أما الثناء الكثير فهذا ممنوع ولهذا لما مدح رجلا أمامه قال ويلك قطعت عنق صاحبك وقال إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب هذا محمول على الثناء الكثير والتزكية التي يخشى منها الفتنة والإعجاب وأما إذا كان الثناء قليلا ولا يخشى على صاحبه فهذا يغتفر وهذا هو الجمع بين النصوص، المدح الكثير والإعجاب الكثير يخشى منه الفتنة هذا ممنوع كما قال النبي ويلك قطعت عنق صاحبك وقال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب وأما إذا كان قليلا لا يخشى منه الفتنة فهذا يغتفر ويستثنى كما مدح النبي ﷺ أبا بكر ومدح الزبير ومدح سعدا وأسامة.
(المتن)
(الشيخ)
وهذه منقبة عظيمة لأسامة وأبيه النبي أقسم أنه خليق يعني جدير وأهل للإمارة وكرر هذا وأقسم أنه يحبه وأنه يحب أباه ودافع عنه على المنبر ولعل الذين طعنوا في إمارته لعلهم من المنافقين الذين طعنوا في إمارته في ولايته وفي إمارة أبيه زيد لعلهم من المنافقين لأن هذا يصدر من المنافقين أما المؤمنون فلا يطعنون فيهم والمدينة فيها منافقون بين المسلمين .
(المتن)
(الشيخ)
نعم وهذه منقبة له من عبد الله بن جعفر والزبير ولعلها حملهما في هذه المرة وتركه وحمله في مرة أخرى, فيه استحباب تلقي المسافر الصبيان, استحباب تلقي المسافر, لأن هذا فيه إيناس له تلقاه بعض أهله أو بعض أصحابه, وفيه أيضا تلقي المسافر بالصبيان كان النبي يتلقى بالصبيان, عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير إذا قدم من السفر فيأخذهما ويردفهما معه يستحب تلقي المسافر مطلقا وتلقيه بالصبيان من باب الإيناس له .
(المتن)
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة - واللفظ ليحيى - (قال أبو بكر: حدثنا، قال وقال يحيى: أخبرنا) أبو معاوية عن عاصم الأحول، عن مورق العجلي، عن عبد الله بن جعفر، قال: كان رسول الله ﷺ إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته، قال، وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه، قال فحملني بين يديه، ثم جئ بأحد ابني فاطمة، قال فأردفه خلفه، قال، فأدخلنا المدينة، ثلاثة على دابة.
(الشيخ)
وهذه منقبة لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكان أبوه جعفر قتل شهيدا يوم مؤتة كان أميرا في غزوة مؤتة فالنبي ﷺ تلقاه وجعله بين يديه يعني أمامه واحد ابني فاطمة من خلفه فدخلوا المدينة وهم ثلاثة على الدابة دل على جواز (.....) على الدابة و استحباب تلقي المسافر وتلقيه بالصبيان.
(المتن)
(الشيخ)
بين يديه يعني أمامه يعني واحد أمامه وواحد خلفه.
(المتن)
(الشيخ)
نعم وهذه منقبة لعبد الله بن جعفر أردفه و أسر إليه.
(المتن)