الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في كتابه الصحيح:
كِتَابُ الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ، وَمَا فِيهَا مِنَ السُّنَنِ
بَابُ الرُّخْصَةِ فِي كَلَامِ الْإِمَامِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الْإِقَامَةِ، وَالْحَاجَةُ تَبْدُو لِبَعْضِ النَّاسِ
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثثنا بُنْدَارٌ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، ح وَحدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى»، وَقَالَ الدَّوْرَقِيُّ: "أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَجِيٌّ بِرَجُلٍ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ، فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى نَامَ بَعْضُ الْقَوْمِ".
الشيخ: تخريج الحديث في الصحيحين؟
القارئ: نعم، قال: متفقٌ عليه.
الشيخ: ومعنى (حَتَّى نَامَ) يعني حتى نعس بعض الناس.
قوله (نَجِيٌّ): يعني يناجيه سرًّا، يحادثه سرًّا.
فيه دليل على أنه لا بأس في مناجاة الإمام لبعض الناس أو قضاء الحاجة ولو بعد الإقامة، وفيه دليل على أن الإقامة لا تعاد مرةً أخرى ولو طال الفصل، إذا أقيمت الصلاة ثم تأخر الإمام لكونه يكلم أحدًا أو يناجي أحدًا، أو يقضي حاجة، فلا بأس.
ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يناجي بعض الناس، يعني يحدثه سرًّا، حتى نام يعني حتى نعس بعض الناس المراد النعاس، وفيه دليل على أن النعاس لا ينقض الوضوء، النعاس الخفيف الذي يشعر فيه، يكون معه شعوره ويسمع كلام الناس، ولو خرج منه الحدث لعلم به، هذا لا ينقض الوضوء.
ومنه ما جاء في الحديث أن الصحابة كانوا يحضرون في صلاة العشاء وتخفق رؤوسهم، فيصلون ولا يتوضؤون، وفي لفظٍ «كانوا ينامون» يعني ينعسون.
أما النوم الذي ينقض الوضوء فهو نوم المستغرق الذي يستغرق في النوم بحيث أنه لا يسمع كلام من حوله، ولو خرج منه الحدث ما علم به، هذا نوم مستغرق ينقض الوضوء، هذا هو الصواب في الفرق، هذا يؤيد هذا التفصيل.
بعض العلماء قال: إذا كان النعاس من قائم فلا بأس، أو قاعد، إذا كان النعاس من راكع أو مستلقٍ فإنه ينقض الوضوء.
والصواب هو هذا التفريق، هذا يدل على صحة هذا التفريق، حتى نام بعض الصحابة، ولم يأمرهم النبي بالوضوء، ما قال توضؤوا لأنكم نعستم، ما أمرهم بالوضوء.
فإذا قال قائل: قد يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- ما علم أنهم نعسوا!
نقول: الله علم، فلا يمكن يقره على هذا، إذا كان لا يعلم فالله يعلم، فإذن دل على أن النعاس الذي يخفق فيه الرأس ويشعر الإنسان بمن حوله وليس بمستغرق لا يؤثر على الوضوء.
س: [00:04:27]
الشيخ: هذا باب إذا أقيمت الصلاة وتبدو للإمام الحاجة فلا بأس، هذا باب وهذا باب، أعد الترجمة.
بَابُ الرُّخْصَةِ فِي كَلَامِ الْإِمَامِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الْإِقَامَةِ، وَالْحَاجَةُ تَبْدُو لِبَعْضِ النَّاسِ
نعم، هذا كلم بعض الناس، وبدت له الحاجة بعد الإقامة، ولا تعاد، فيه دليل على أن الإقامة لا تعاد مرةً أخرى.
بَابُ ذِكْرِ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِلْأَئِمَّةِ بِالرَّشَادِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح. وَحَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثنا أَبُو خَالِدٍ، ح وَحَدَّثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، ح وَحَدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا جَرِيرٌ، ح وَحَدَّثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح. وَحَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، ح وَحَدَّثنا أَبُو مُوسَى، عَنْ مُؤَمَّلٍ، حَدَّثنا سُفْيَانُ، كُلُّ هَؤُلَاءِ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ»، هَذَا حَدِيثُ الْأَشَجِّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "رَوَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَأَفْسَدَ الْخَبَرَ".
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَلَا أَرَانِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِمِثْلِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَرَوَى خَبَرَ سُهَيْلٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرَا الْأَعْمَشَ فِي الْإِسْنَادِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، كِلَاهُمَا عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ، وَالْأَئِمَّةُ ضُمَنَاءُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ وَسَدِّدِ الْأَئِمَّةَ»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ: «أَرْشَدَ اللَّهُ الْأَئِمَّةَ، وَغَفَرَ لِلْمُؤَذِّنِينَ». وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَن مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، وَقَالَ: قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَقَالَ: «وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "الْأَعْمَشُ أَحْفَظُ مِنْ مِائَتَيْنِ مِثْلَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ".
القارئ: قال: إسناده صحيح.
الشيخ: فقط، ما أكد الخبر؟ قال: (حُدِّثْتُ)، قال: أظُنِّي سمعته.
القارئ: نعم، أطال التخريج لكن خلاصته أنه صحيح، والأحاديث الباقية كلها صحيح، غير حديث عائشة، قال: إسناده ضعيف من أجل محمد بن أبي صالح، وهذا الحديث اختلف فيه الأئمة اختلافًا واسعًا، حديث عائشة: «وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِ»، وهو حديثٌ قويٌّ بشواهده.
قال: حديثٌ صحيح، أخرجه الطبراني في الصغير، والخطيب في تاريخ بغداد، وأحمد وابن حبان من طريق قتيبة بن سعيد، وأخرجه الشافعي في الأم، ومن طريقه البيهقي والخطيب في تاريخ بغداد من تاريخ شعبة، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه به، ليس فيه الأعمش.
قال علي بن المديني: لم يسمع سهيلٌ هذا الحديث من أبيه، إنما سمعه من الأعمش، وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: هذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه، إنما سمعه من الأعمش، إلا أن ابن حبان قال: وقد وهِم من أدخل بين سهيل وأبيه في الأعمش، لأن الأعمش سمع...
الشيخ: الآن يقول عن سهيل عن أبيه في السند؟
القارئ: نعم.
الشيخ: عن الأعمش عن أبيه؟
القارئ: تحويل السند من سند إلى آخر، قال...
الشيخ: بعد التحويل قال عن سهيلٍ عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح.
القارئ: قال الإمام أحمد: "هذا الحديث لم يسمعه سهيلٌ من أبيه، إنما سمعه من الأعمش، إلا أن ابن حبان قد وهم، قال: وقد وهم من أدخل بين سهيل وأبيه في الأعمش، لأن الأعمش سمعه من سهيل، لا أن سهيل سمعه من الأعمش".
الشيخ: قول المؤلف: "وأفسد الخبر"، ما تكلم عليه في الحاشية؟
القارئ: قال أبو بكر: رواه ابن نمير عن الأعمش وأفسد الخبر.
الشيخ: فقال حُدِّثتُ عن الأعمش...
القارئ: وأظن هذا حديث الأشج، قال أبو بكر، رواه ابن نمير عن الأعمش وأفسد الخبر.
الشيخ: ماذا بعده؟
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَلَا أَرَانِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِمِثْلِهِ.
الشيخ: تكلم عليه...عائشة؟
القارئ: هذا الحديث نعم، قال: أخرجه أحمد والبيهقي من طُرق عبد الله بن [00:14:10] بهذا الإسناد، وأخرجه أحمد ومن طريقه أبو داوود، من طريق محمد بن فضيل عن الأعمش عن رجلٍ عن أبي صالح به.
قال سفيان الثوري: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح، انتهى.
الشيخ: تكلم عليه الأعظمي؟
طالب: قال: إسناده صحيح.
الشيخ: ما تكلم عن قول المؤلف... قال ماذا؟
القارئ: قال الحافظ: قال ابن حبان: سمعه أبو صالح من عائشة ومن أبي هريرة، ثم ذكر الحافظ قول ابن خزيمة أعلاه وقال...
الشيخ: قال سمعه أبو صالح من الأعمش؟
القارئ: نعم، أبو صالح من عائشة ومن أبي هريرة، ثم ذكر الحافظ قول ابن خزيمة أعلاه وقال: يشير بذلك ابن خزيمة إلى أن حديث أبي صالحٍ عن أبي هريرة أصح من عائشة.
الشيخ: الحافظ ذكر نفس متن هذا الحديث؟
طالب: نعم، نفس الحديث عن عائشة «وعفا عن المؤذنين».
الشيخ: تكلم عن «وعفا عن المؤذنين»، المتن؟
قارئ: هو نفسه، قال أبو بكر: الأعمش أحفظ من مائتين من مثل أبي صالح.
الشيخ: قوله «وعفا عن المؤذنين»؟
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، وَقَالَ: قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَقَالَ: «وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «الْأَعْمَشُ أَحْفَظُ مِنْ مِائَتَيْنِ مِثْلَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ».
الشيخ: الشرح، الحافظ تكلم عن «وَعَفَا»؟
القارئ: لا، ما تكلم، هذا ذكره المحقق صالح اللحام.
الشيخ: المتن الأول الإمام ضامن؟
القارئ: قَالَ: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ»، أراد بالضمان هنا الحفظ والرعاية، هذا المحقق ماهر الفحل، قال: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ»، أراد بالضمان هنا الحفظ والرعاية، لا ضمان الغرامة، لأنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل إن صلاة المقتدين به في عهدته، وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم، انظر النهاية. ثم قال: «وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» مؤتمن القوم الذي يثقون به ويتخذونه أمينًا حافظًا، يقال: اؤتمن الرجل فهو مؤتمن، يعني أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم وصيامهم. النهاية.
الشيخ: نعم، المؤذن مؤتمن على الصلاة والصيام، الناس يقتدون به في الصلاة، من سمعه يصلي، المريض والمرأة، وكذلك الصائم يفطر في الإفطار، كونه يمتنع عن الأكل في السحور، هو مؤتمن، والإمام ضامن للحفظ الرعاية، لأن صلاة المؤمن مرتبطه بصلاتهم، والمتن الثاني؟
القارئ: «اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ»، ما ذكر هنا تعليق.
الشيخ: يعني دعا لهم بالرشاد، والمؤذنين دعا لهم بالمغفرة، لأنهم مؤتمنون، فالله يغفر لهم ما قد يحصل من الخطأ غير المتعمد، والأئمة دعا لهم بالرشاد لأنهم مؤتمنون على صلاة الناس، فدعا لهم بالرشاد والسداد.
يوجد متن ثالث؟
القارئ: نعم، لكن لم يذكر له...
الشيخ: حديث عائشة؟ آخر ...
القارئ: نعم، حديث أبي هريرة وعائشة، ما ذكر هنا ... «وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِ» لم يذكر له أي تعليق.
الشيخ: «وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِ» مثل اللهم اغفر لهم، يعني دعا لهم بالعفو المغفرة، لأن الإمام قد يحصل منه خطأ غير متعمد، فهو بحاجة إلى المغفرة.
س: ...المؤذنون أمناء
الشيخ: بعده؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ، وَالْأَئِمَّةُ ضُمَنَاءُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ وَسَدِّدِ الْأَئِمَّةَ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
«الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ» مؤتمنون على الناس، ودعا لهم بالمغفرة، «وَالْأَئِمَّةُ ضُمَنَاءُ» دعا لهم بالتسديد، اللهم سددهم أي اجعلهم يصيبون السداد، لأنهم مؤتمنون على صلاة الناس، و «الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ» دعا لهم بالمغفرة لما قد يحصل من النقص؛ لأنهم مؤتمنون على الأذان وعلى دخول الوقت، فناسب أن يدعو لهم المغفرة، وأولئك الأئمة ناسب أن يدعو لهم بالتسديد، التسديد يعني الصواب أو مقاربة الصواب، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سددوا وقاربوا» يعني افعلوا السداد والصواب، وإن لم تستطيعوا قاربوا السداد، فدعا لهم بالسداد والصواب لأنهم ... صلاة المؤمنين مرتبطة بصلاتهم؛ لأنهم هم أهل حفظ، لذلك دعا لهم بالسداد والرشاد، وأما المؤذنون فهم أمناء مؤتمنون على الصيام وعلى الصلاة، فدعا لهم بالمغفرة فيما قد يحصل من الخطأ غير المتعمد.
جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ
بركة، أي حديث؟
طالب: هذا الحديث عن جماعة من الصحابة، أولًا حديث أبو هريرة، ويرويه عنه أبو صالحٍ وعنه الأعمش، هذا أخرجه أحمد ومن طريقه ابن الجوزي في العلل، وأبو داود في مسائل أحمد، والترمذي وابن خزيمة والشافعي في مسنده، وفي الأم، ومن طريقه البيهقي في المعرفة، والحاكم في تاريخ نيسابور، والطيالسي في مسنده، وابن المنذر في الأوسط، والطبراني في الأوسط، والبغوي.
وأما الحديث الآخر فقد رواه عن الأعمش هكذا جماعة، منهم أبو الأحوص وأبو معاوية ومعمر والسفيانان.
الشيخ: أي حديث هذا؟
طالب: حديث: «اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ»، وقد رواه عن الأعمش هكذا جماعة منهم أبو الأحوص وأبو معاوية ومعمر والسفيانان، ومحمد بن عبيد، وسهيل بن أبي صالح، وجرير بن عبد الحميد، والسلام بن أبي مطيع والأوزاعي.
الشيخ: السفيانان سفيان الثوري وسفيان بن عيينة.
طالب: أطال فيه إطالة شديدة.
س: صحة الحديث
الشيخ: ظاهر الصحة، هو الدعاء مناسب، مناسبة الدعاء لحال كلٍّ من المؤذن والإمام.
س: [00:23:33]
الشيخ: لا، هذا محل نظر وليس محل خلاف بين أهل العلم، منهم من قال الإمامة أفضل، ومنهم من قال المؤذن أفضل، ومنهم من قال تختلف باختلاف أحوال الناس، لكن الدعاء هذا راعى فيه النبي أحوالهم، فالمؤذن دعا له بالمغفرة لما قد يحصل من خطأ غير متعمد، والإمام دعا له بالرشاد والسداد؛ لأن صلاة المؤمنين موصولة بصلاتهم، فهو بحاجة إلى السداد، دعا لهم بالسداد ومقاربة الصواب.