شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_28

00:00
00:00
تحميل
51

اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في كتابه الصحيح:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ

بَابُ الْأَمْرِ بِسَدِّ الْفُرَجِ فِي الصُّفُوفِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَإِذَا قُمْتُمْ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَسُدُّوا الْفُرَجَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي».

تخريج الحديث: الحديث سبق في رقم (كذا)، ولكن قال الحافظ: واختُلف في معنى ذلك (مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي)، فقيل المراد به العلم.

قال الأعظمي: متفقٌ عليه.

الشيخ: كأنه قطعة من الحديث،كأنه اختصره، أما قوله: «فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي» فهذا ثابت في الصحيح، وهذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم-، أنه يراهم من وراء ظهره، قال المراد به ماذا؟

القارئ: قيل: المراد بها العلم، إما بوحيٍ إليه كيفية فعلهم، وإما أن يُلهمَ، وفيه نظر، لأن العلم لو كان مرادًا لم يقيده بقوله: «مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي».

وقيل: المراد أنه يرى من عن يمينه ومن عن يساره مما تدركه عينه مع التفاتٍ يسيرٍ في النادر، ويوصف من هو هناك بأن وراء ظهره، وهذا ظاهر التكلف.

الشيخ: هذا تكلف، هذه خاصة من خصائصه -صلى الله عليه وسلم-، يراهم [00:04:10]، لا يحتاج هذا التكلف.

القارئ: والصواب المختار أنه محمولٌ على ظاهره، وأن هذا الإبصار إدراكٌ حقيقيٌّ خاص به -صلى الله عليه وسلم-.

الشيخ: نعم، هذا هو الصواب.

القارئ: انخرقت له فيه العادة، وعلى هذا عمل المصنف -أي البخاري- فأخرج حديثًا فيه علامات النبوة، وكذا نُقل عن الإمام أحمد وغيره، وقال في شرحه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «فوالله إني لأراكم من بعدي»: أغرب الداوودي الشارح، فحمل البعدية هنا على ما بعد الوفاة، يعني أن أعمال الأمة تعرض عليه.

الشيخ: وهذا حديث ضعيف، الداوودي له شرح على البخاري، لكن كثيرًا ما يتعقبه الحافظ، «إني أراكم من بعدي» يقول: بعد وفاتي تعرض عليَّ أعمالكم، هذا تأويلٌ بعيد.

القارئ: وكأنه لم يتأمل سياق حديث أبي هريرة حيث بيَّن فيه سلف هذه المقالة، انظر [00:05:46]

الشيخ: ... ردًا عليه: كأنه ما تأمل الداودي، لو تأمل حديث أبي هريرة ما قال هذا الكلام، وكأنه لم يتأمل حديث أبي هريرة؟

القارئ: نعم، بيَّن فيه سبب هذه المقالة، ثم قال: انظر فتح الباري.

الشيخ: مثل كونه -صلى الله عليه وسلم- نومه لا ينقض الوضوء، هذا من خصائصه، لأنه تنام عيناه ولا ينام قلبه، هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم-.

يستفاد من الحديث أنه ينبغي سد الفرج، ولا ينبغي أن يكون بين الصفوف فُرج، إذا كان هناك فُرج سبق أن أولاد الشياطين مثل أولاد الغنم الصغار، تدخل بين الصفوف، وأن السنة المراصَّة في الصفوف، والمراد بالمراصَّة ألا يكون هناك فرج، فتحات، بين الصفوف، وإنما يكون مراصة ومحاذاة للمناكب، ولكن من دون المحاكَّة والإيذاء، بحيث يستطيع الإنسان أن يسجد براحة وطمأنينة، بعض الناس تجده يرص مراصة فيها محاكة وإيذاء، المقاربة الشديدة بحيث لا تتمكن من القيام والقعود، لا، ليس المراد هذا، المراد المحاذاة بالمناكب والأكعب من دون محاكة شديدة ومن دون إيذاء، المهم لا يكون هناك فُرج بين الصفوف.

س: يلصق..

الشيخ: يلصق، الإلصاق محاذاة، لا إلصاق إيذاء.

س:إلصاق بدون محاكة؟

الشيخ: بدون إيذاء.

بَابُ فَضْلِ وَصْلِ الصُّفُوفِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ».

تخريج الحديث: الحديث صحيح، أخرجه أحمد، وأبو داوود، والنسائي وفي الكبرى له، والحاكم والبيهقي بهذا الإسناد، وأخرجه أبو داوود والبيهقي مرسلًا.

الشيخ: وفيه فضل وصل الصف، وإثم من قطع الصف، وفيه أن الجزاء ن جنس العمل، «مَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ» جزاءً من جنس عمله، «وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ»، فلا ينبغي للإنسان أن يقطع الصف ويخل بالصف.

بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الرَّبِّ، وَمَلَائِكَتِهِ عَلَى وَاصِلِ الصُّفُوفِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ».

تخريج الحديث: قال: إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد الليثي، وقد قال ابن حبان في صحيحه عقب هذه الرواية: "مستقيم الأمر، صحيح الكتاب"، وأخرجه أحمد وعبد بن حميد، وابن حبان والحاكم، والبيهقي من طريق عثمان بن عروة عن أبيه به، وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان والبيهقي من طرقٍ عن عروة به.

الشيخ: أعد السند.

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ».

الشيخ: أسامة الليثي ماذا قال عليه الأعظمي؟

القارئ: قال الأعظمي: إسناده صحيح، أبو داوود من طريق [00:10:55] مختصرًا.

الشيخ: وفيه فضل وصل الصف، وأن الله تعالى وملائكته يُصلُّون على من يصلون الصفوف، صلاة الله أصح ما قيل فيها ما رواه البخاري عن أبي العالية في صحيحه، قال: «صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى»، والصلاة من الملائكة الدعاء، الملائكة يدعون لمن وصل الصف، والله تعالى يُثني عليه، هذا فضلٌ عظيم لوصل الصف.

طالب: هذا إسناده حسن.

الشيخ: والذي قبله؟

طالب: الذي قبله قال إسناده صحيح.

س: [00:11:37]

الشيخ: نعم، يسمع لعياش الآن؟

س: [00:11:47]

الشيخ: يمكن هذا وهم، يمكن انتقال من حديث إلى حديث.

طالب: بعدها رواية ثانية [00:11:57]

الشيخ: إي، أو رواية أخرى.

بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ تَخَوُّفًا لِمُخَالَفَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الْقُلُوبِ

بركة.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد