شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_29

00:00
00:00
تحميل
55

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته- في مختصر المسند الصحيح من كتابه:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ

بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ تَخَوُّفًا لِمُخَالَفَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الْقُلُوبِ

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَيَحْيَى قَالَا: حدثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْأَيَامِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وَصُدُورَنَا، وَيَقُولُ: «لَا تَخْتَلِفْ صُدُورُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ».

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ: كُنْتُ نَسِيتُ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ»، حَتَّى ذَكَّرَنِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ.

هذا الحديث صحيح، فيه ترجم المؤلف: (التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ)، وأن الاختلاف بين المصلين سببٌ في اختلاف القلوب.

(كان النبي يمْسَحُ عَوَاتِقَنَا إلى أكتافنا، وَصُدُورَنَا، وَيَقُولُ لا تختلفوا فتختلف قلوبكم)، فدل على أن الاختلاف في الأجسام سببٌ لاختلاف القلوب، فيجب التسوية بين الصفوف، والمحاذاة بالمناكب والأقدام، تمام التسوية سببٌ في تآلف القلوب، واختلافها سببٌ في اختلاف القلوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ماذا قال في تخريج الحديث؟ هل تكلم عليه؟

القارئ: قال: حديثٌ صحيح، أخرجه الطيالسي وأحمد والدارمي وابن ماجه، وابن الجارود والحاكم والبيهقي من طريق شعبة، عن طلحة، عن عبد الرحمن به، وأخرجه أحمد وابن حبان كما في (موارد الظمآن)، والحاكم والبيهقي والبغوي من طرقٍ عن طلحة عن عبد الرحمن به، وأخرجه أحمد من طرقٍ عن البراء به.

قال البغوي في شرح السنة: قيل: معناه زينوا أصواتكم بالقرآن.

الشيخ: المتن الأول، قوله كان يمسح عواتقنا.

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وَصُدُورَنَا

الشيخ: يأتيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم أقاموا الصلاة، ويمسح عواتقهم وصدورهم، ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم".

 وَيَقُولُ: «لَا تَخْتَلِفْ صُدُورُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ»

فيه فضل الصف الأول، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ)، صلاة الله ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى، صلاة الملائكة دعاؤهم.

س: يوجد إمام في جدة يمر على المصلين ويمسح صدورهم.

الشيخ: في هذا الحديث كان النبي يأتيهم ويمسح عواتقهم وصدورهم.

س: تكون سنة؟

الشيخ: ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون سنة.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ»

«زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» يعني تحسينها بالقراءة، فيه مشروعية تحسين الصوت بالقراءة، وهذا استدل به البخاري -رحمه الله- في شرح (خلق أفعال العباد) على أن القرآن كلام الله، والذي يقرأ القرآن يقرأ كلام الله، الصوت صوت القاري، والكلام كلام الباري.

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِينَا فَيَمْسَحُ عَلَى عَوَاتِقَنَا وَصُدُورِنَا وَيَقُولُ: «لَا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ»، أَوِ «الصُّفُوفِ الْأُوَلِ».

فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأتيهم ويمسح عواتقهم وصدورهم، في الحديث الأول يمسح عواتقنا ويمسح صدورنا.

وفي هذا الحديث: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ».

«لَا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»

يدل على أن اختلاف الصفوف، واختلاف الأجسام سببٌ في اختلاف القلوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وظاهره يدل على وجوب التسمية، وأنه يجب على الإمام والمأمومين التعاون في تسوية الصف، لأن اختلاف القلوب ليس بالأمر الهين.

س:  بعض الأئمة يكبر، هل هذا نقول له تركت السنة؟

الشيخ: ينبغي التعاون بين الإمام والمأمومين.

بَابُ فَضْلِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهِ

بركة.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد