شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_30

00:00
00:00
تحميل
51

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

قال الأمام ابن خزيمة رحمه الله:

بَابُ فَضْلِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهِ

أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عُدْنَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَا: «إِنَّ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ».

تخريج الحديث: قال: صحيح، أخرجه أحمد والنسائي وأبو نعيم والحاكم.

طالب: أخرجه النسائي في المجتبى والكبرى، وأبو داوود والدارمي في مسنده، وابن ماجه في سننه، والبيهقي في سننه الكبرى، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة.

الشيخ: قال الأعظمي ضعيف؟ ما سبب الضعف؟

طالب: إسحاق ضعيف عبدالله بن أبي بصير لا يُعلم إلا من رواية أبي إسحاق

الشيخ: هذا عندك، كلام الأعظمي؟

القارئ: ما عندي، هذا الأعظمي، ولا يوجد فيها شرح.

الشيخ: ينبغي أن تأتي بنسخة فيها التخريج.

بَابُ فَضْلِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهِ

أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عُدْنَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَا: «إِنَّ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ».

الشيخ: هنا يقول ضعيف لضعف أبي بصير؟

طالب: هو ضعيف، عبد الله بن أبي بصير لا يُعلم إلا من رواية أبي إسحاق، وفي إسناده اضطراب كثير بينه الحاكم في المستدرك، وفي الفتح الرباني، والنسائي.

طالب: [00:03:54]...يقول حسن

الشيخ: من يقول هذا؟

طالب: [00:03:59] يقول: حسن، وهذا إسنادٌ ضعيف؛ لجهالة عبد الله بن أبي بصير، قد تفرَّد بالرواية عنه أبو إسحاق، لكنه توبع ، وزيادة (عن أبيه) لم تكن؛ لأنها عُرضت من طريق شعيب عن أبي إسحاق، ومن طريق سليمان ابن مروان، ومن طريق الزبير، وقد صرح أبو إسحاق في رواية شعبة أنه سمع الحديث من عبد الله بن أبي بصير عن أبيه، أخرجه أحمد والدارمي وعبد الله بن أحمد في زيادته، والشاجي بمسنده، والبيهقي والبغوي وضياء المقدسي في (المختار) من طريق زهير عن أبي إسحاق بهذا الإسناد، وأخرجه الدارمي والضياء المقدسي من طُرقٍ عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه بهذا الإسناد.

الشيخ: يعني الحديث ضعيف، لكنه متابع، يصير الحديث حسن، [00:04:52] إلا السند ضعيف، لجهالة أبي بصير، السند ضعيف لكن له...

طالب: أليس في البخاري الشاهد؟

الشيخ: بهذا اللفظ؟

طالب: قال: وله شواهدٌ عديدة، أبي هريرة الدوسي، فأما حديث أبو هريرة الدوسي أخرجه البخاري في صحيحه، برقم (ذكر الحديث) باب فضل العشاء في الجماعة: حدثنا عمرو بن حفص، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الأعمش، قال حدثني أبو صالح عن أبي هريرة قال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، فلقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم آخذ شِعلًا من نارٍ فأحرق عليه من لا يخرج إلى الصلاة».

الشيخ: رواه شعبة؟

طالب: نعم، «ثم آخذ شِعلًا من نارٍ فأحرق عليه من لا يخرج إلى الصلاة بعدها»، كأن الشاهد لا يرتبط بهذا

الشيخ: الشاهد ماذا؟

طالب: الشاهد هذا إخراجه من حديث أبو بكر عند أبي هريرة عند البخاري، ما له علاقة.

الشيخ: فأحرق عليهم بيوتهم؟

طالب: وجدت حديث آخر في البخاري: كتاب الأذان، باب الصف الأول، قال: «ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا، ولو يعلمون ما في العتمة وفي الصبح لأتوهما ولو حبوًا، ولو يعلمون ما في الصف المقدم لاستهموا».

الشيخ: لا شك أن الصف الأول يتحقق فيه التهجير، والتقدم، والمسابقة، والمبادرة، وصلاة الملائكة، كل هذا يحصل عليه، المتقدم والمتأخر.

بَابُ ذِكْرِ الِاسْتِهَامِ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ

 أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَحْمَدِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، وَحدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ ح، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمِ، حدثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ح وَحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حدثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حدثنا مَالِكٌ عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ».

لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول من الأجر والمثوبة، (لَاسْتَهَمُوا) يعني تخاصموا ولم يفصل بينهم إلا القرعة.

أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاسِطِيُّ، حدثنا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُونَ أَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ مَا كَانَتْ إِلَّا قُرْعَةً».

يعني لو تعلمون ما في الصف الأول لحرصتم وتسابقتم، ومن السبق أن يكون اثنان في وقتٍ واحد، فيتسابقان فيسبق واحد منهما الآخر، فينازعه الآخر في مكانه، ولا يفصل بينهما إلا القرعة.

س: ما نأخذ منه عدم الإيثار في العبادة؟

الشيخ: فيه كلام لأهل العلم، [00:10:07] لم يخص منهم من أجاز ومنهم من منع.

والمعنى أنه لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول من الأجر والثواب لتسابقوا وبادروا، واختلفوا فيمن يتقدم، حتى تفصل بينهم القرعة.

س: فيه فضل الصف الأول أم الحث عليه؟

الشيخ: الحث مبني على الفضل، فإذا كان الفضل يُحث عليه.

بَابُ ذِكْرِ صَلَوَاتِ الرَّبِّ وَمَلَائِكَتِهِ عَلَى وَاصِلِي الصُّفُوفِ الْأُوَلِ

أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حدثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَوْسَجَةَ النِّهْمِيِّ...

طالب: يوجد بالفتح (النَّهمي).

الشيخ: الضبط بالشكل ليس عمدة، لا بد يضبطها بالحروف ، يقول: "بِنون مشددة مفتوحة"، أو: "بِنون مشددة مكسورة"، هذا الضبط.

س: [00:11:31]؟

الشيخ: لا يُعتمد على الحركات.

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِي الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَى نَاحِيَةٍ، فَيَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا أَوْ صُدُورُنَا وَيَقُولُ: «لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ».

قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ»، وَحَسِبْتُهُ قَالَ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ».

يعني حسِّنوا، الحث على تحسينهم، أن يحسنوا القرآن بأصواتهم، وفيه دليل على أن أفعال العباد وأقوالهم مخلوقة، لأنه قال: "بأصواتكم" مضافة إليه، استدل به الإمام البخاري على الرد على الجهمية الذين يقولون إن كلام الله مخلوق، فالقول قول الله، والكلام كلام الله، والصوت صوت القارئ، الكلام كلام الباري، والصوت صوت القاري، ولهذا قال: «زينوا القرآن بأصواتكم»، فأضافه إليهم، وقال في الخوارج: «يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم»، فأضاف القراءة إليهم، استدل به البخاري في خلق أفعال العباد، على أن أفعال العباد مخلوقة لله، وهي كسبٌ لهم.

طالب: [00:13:08]

بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الرَّبِّ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ وَمَلَائِكَتِهِ

أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حدثنا أَشْعَثُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ، حدثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِي نَاحِيَةَ الصَّفِّ وَيُسَوِّي بَيْنَ صُدُورِ الْقَوْمِ وَمَنَاكِبِهِمْ وَيَقُولُ: «لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ».

فيه فضل الصف، الأول فالأول، وأن الله وملائكته يصلون عليهم، والصلاة من الله ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى، والصلاة من الملائكة الدعاء والاستغفار.

تخريج الحديث: قال: صحيح، أخرجه ابن حبان، وقد تقدم، وذكر الحديث الأول، قال: أخرجه الطيالسي وأحمد والدارمي وابن ماجه وابن الجارود والحاكم والبيهقي من طريق شعبة، عن طلحة عن عبد الرحمن به، وأخرجه أحمد وابن حبان كما في (موارد الظمآن)، والحاكم والبيهقي والبغوي من طرقٍ عن طلحة عن عبد الرحمن به، وأخرجه أحمد من طرقٍ عن البراء به.

الشيخ: ماذا قال الأعظمي عنه؟

طالب: إسناده صحيح.

الشيخ: وفيه فضل الصف الأول، وأن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأُول، هذا فضل، الله تعالى يثني عليهم، والملائكة يستغفرون لهم.

س: اختلاف القلوب يعني البغضاء؟[00:16:33]

الشيخ: اختلاف الأعضاء والوجهات، كل له رأي، وقد يؤدي اختلاف الرأي إلى العداوة والبغضاء.

بَابُ ذِكْرِ اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالثَّانِي

الشيخ: بركة، قف على هذا.

س: [00:16:59]؟

الشيخ: أنه أضاف الصلاة إليهم، «حسنوا القرآن بأصواتكم»، والقرآن كلام الله، وكلام الله يُقرأ بصوت القارئ.

وفق الله الجميع.

 

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد