الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في صحيحه:
جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ
بَابُ ذِكْرِ اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالثَّانِي
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، ح وَحدثنا الْحَسَنُ أَيْضًا، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حدثنا هِشَامٌ، ح وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَلِلثَّانِي مَرَّةً».
الشيخ: ماذا قال عليه؟
القارئ: قال: حديثٌ صحيح، أخرجه ابن ماجه، والطبراني، وأحمد، والطيالسي، والدارمي، والحاكم، والبيهقي، والطبراني في الكبير، وغيره من أصحاب السنن.
الشيخ: فيه عنعنة يحيى بن كثير.
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، ح وَحدثنا الْحَسَنُ أَيْضًا، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حدثنا هِشَامٌ، ح وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ.
الشيخ: يعني تحول من سند إلى سند.
القارئ: نعم، (عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ).
الشيخ: والحديث فيه فضل الصف الأول، هنا فيه أنه يستغفر للصف الأول ثلاثًا، ثم ماذا؟
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَلِلثَّانِي مَرَّةً».
الشيخ: [00:03:08] في ....الأفراد تكلم على الحديث؟
طالب: قال الأعظمي: إسناده صحيح، ابن ماجه في إقامة الصلاة ولابن يزيد الرباني [00:03:17]
الشيخ: وفيه تفضيل الصف الأول، وأنه دعا له ثلاثًا، والثاني مرة، ولا شك أن الصف الأول أفضل، في الحديث الآخر: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا»، هذا أيضًا من خصائص الصف الأول، الاستهام، والصف الثاني يليه في الفضل.
بَابُ التَّغْلِيظِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَقَالَ: حدثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَزَالُ أَقْوَامٌ مُتَخَلِّفُونَ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ حَتَّى يَجْعَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي النَّارِ».
القارئ: قال: إسناده ضعيف؛ لاضطراب رواية عكرمة بن عامر عن يحيى بن أبي كثير، وأخرجه ابن حبان من طريق المصنف، وأخرجه أبو داوود والبيهقي.
الشيخ: أعد السند.
القارئ: "أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حدثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا".
الشيخ: لا شك أنه ضعيف، وليس بصحيح، جاء في الحديث الآخر: «لا يزالون يتأخرون حتى يؤخرهم الله في النار»، يتأخرون عن الصلاة أو عن الجماعة، وليس المراد عن الصف الأول، أن هذا جاء في التأخر عن الجماعة، أو تأخير الصلاة عن وقتها، لا يزالون يتأخرون حتى يؤخرهم الله في النار، يعني يتأخر، وتفوته الجماعة، ثم لا يزال يتأخر حتى يترك الصلاة، أما التأخر عن الصف الأول في هذه الرواية لا يصح هذا.
س: [00:05:59]
الشيخ: حتى يؤخرهم الله في النار، في الحديث.
ابن خزيمة -رحمه الله- ذكر في الصحيح واشترط أن يكون صحيحًا، وذكر أن هذا الحديث ضعيف.
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قَالَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَأَى نَاسًا فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «مَا يُؤَخِّرُكُمْ؟ لَا يَزَالُ أَقْوَامٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ».
تأخروا في مؤخر المسجد، تأخروا عن الصلاة، وليس المراد تأخروا عن الصف الأول، ماذا قال عليه؟
القارئ: قال: أخرجه الإمام مسلم، والبخاري معلقًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنسائي، وفي الكبرى له، وأبو عوانة من طريق الجريري عن أبي نضرة به.
الشيخ: رأى قومًا ماذا؟
قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَأَى نَاسًا فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «مَا يُؤَخِّرُكُمْ؟ لَا يَزَالُ أَقْوَامٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ».
«مَا يُؤَخِّرُكُمْ؟ لَا يَزَالُ أَقْوَامٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ في النار»، يعني لا يزال الإنسان يتأخر شيئًا بعد شيء حتى يفضي به الأمر إلى ترك الواجب، «تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ».
بَابُ ذِكْرِ خَيْرِ صُفُوفِ الرِّجَالِ، وَخَيْرِ صُفُوفِ النِّسَاءِ
بركة.
س: [00:08:33] القرب من الإمام .... أو الصف الأول على اليمين؟
الشيخ: الصف الأول أفضل من الصف الثاني، ولو قرُب من الإمام.