شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_32

00:00
00:00
تحميل
56

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام أبو بكر بن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتابه الصحيح:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ

بَابُ ذِكْرِ خَيْرِ صُفُوفِ الرِّجَالِ، وَخَيْرِ صُفُوفِ النِّسَاءِ

أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءةً عليَّ، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، حدثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا».

الشيخ: ما تخريجه؟

القارئ: قال: حديثٌ صحيح، مسلم، وأحمد، والطيالسي، وابن أبي شيبة، وأصحاب السنن، وأبو عوانة والبيهقي والبغوي.

الشيخ: أعد السند.

أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءةً عليَّ، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ،

تلاميذه يعني تلميذ بعد تلميذ.

حدثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا».

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاحْفَظْنَ أَبْصَارَكُنَّ»، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «مِنْ ضِيقِ الْإِزَارِ».

«مِنْ ضِيقِ الْإِزَارِ»، الجنس، يعني هو الجنس.

قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «مِنْ ضِيقِ الْإِزَارِ».

تخريج الحديث: سبق تخريجه.

الشيخ: أعد السند.

أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاحْفَظْنَ أَبْصَارَكُنَّ»، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «مِنْ ضِيقِ الْإِزَارِ».

قال سفيان، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ.

وهذا الحديث فيه أن مقدم صفوف الرجال أفضل من آخرها، وأن خير صفوف الرجال أولها، الصفوف الأُول، وشرها آخرها، وأما النساء، فخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها، وذلك أن صفوف الرجال المقدم تكون بعيدة عن النساء، والمؤخر من صفوف الرجال تكون قريبة من النساء، والمقدم من صفوف النساء شرها لأنهن يكنَّ قريبات من الرجال، وخير صفوف النساء آخرها لأنهن يكن بعيدًا عن الرجال.

وذلك لأن النساء كنَّ يصلين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- خلف الرجال، وليس هناك ساتر، لا من جدار، ولا من قماش، ولا من غيره، ولهذا قيل للنساء: «احْفَظْنَ أَبْصَارَكُنَّ» حين يقوم الرجال، قال سفيان: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «مِنْ ضِيقِ الْإِزَارِ»، يعني من ضيق الحال عندهم، ما كانوا يجدون ثيابًا ساترة، فكان الواحد عليه الإزار، يشد به النصف الأسفل إلى الركبة وتحت الركبة، فإذا قام قد يبدو شيء من العورة، تنكشف العورة، فقيل للنساء: «احْفَظْنَ أَبْصَارَكُنَّ»، أي لا تنظرن، وفي بعضها: «لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال قيامًا»، لئلا يقع بصرهن على شيءٍ من ذلك.

وأما في الليل فالغالب يكون هناك ظلام، لكن هذا قد يكون في النهار، وليس هناك مصابيح في المساجد أو كهرباء.

في هذا دليل على فضل الصفوف المقدمة، صفوف الرجال الأُول، وأن الصف الأخير هو أقلها أجرًا وثوابًا، وذكر فيه النبي أنه شرها لقربه من النساء، وأما النساء فإن الصفوف المؤخرة هي الأفضل، وأما الصف الأول والذي يليه فإنه شر صفوف النساء لقربه من الرجال، قد يشاهدن شيئًا من عورة الرجال.

أما الآن اختلف الحال، الآن النساء بينهن وبين الرجال حاجز، فلا يرون شيئًا من ذلك، فالأقرب والله أعلم في هذه الحالة إذا كان النساء بينهم الحاجز وبعيدات أنها تكون كالرجال، حكم الرجال يكون صفوف المقدم هو الأفضل، صفوف النساء المقدم، لأن بينهن وبين الرجال حاجز من جدار وغيره، ولأن العلة معروفة الآن، ولهذا قيل للنساء: «احْفَظْنَ أَبْصَارَكُنَّ»، هذي العلة، فإذا كنَّ في مؤخر المسجد، وبينهن وبين الرجال حاجز، فإن هذه العلة تنتفي، منتفية، فليس هناك نظر، يؤمن النظر، ثم إن الرجال الآن كذلك الستر كامل الآن، يؤمن كشف العورة الآن، كان في الأول من قلة ذات اليد كان الناس لا يجدون؛ ولذلك كان أهل الصُّفة، قريب من سبعين، ما منهم من أحد له إزار ورداء، أغلبهم ليس لهم أردية، أُزر، وكان الواحد إذا صلى يجمع إزاره إذا قام كراهية أن تُرى عورته، رضي الله عنهم.

لكنهم لم يضرهم ذلك، صبروا، وجاهدوا في سبيل الله، ونشروا دين الله، ولزموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساعة الحرب.

بَابُ اسْتِحْبَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِ فِي مَيْمَنَةِ الصَّفِّ

بركة.

س: [00:10:35]كنت في مكة والمتقدمين الرجال وصفوف النساء خلفهم وليس بينهم حاجز، بقيت العلة بقي الحكم؟

الشيخ: إي نعم،إذا وجدت العلة، ولذلك ينبغي أن تكون النساء بعيدة عن الرجال، وهذا الأفضل، تكون أمكنة خاصة، وهذا في المسجد النبوي، فيه حواجز معروفة، لكن في المسجد الحرام لأجل الطواف والسعي لا يوجد حواجز إلا في مؤخر المسجد.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد