قال الإمام الحافظ محمد بن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
بَابُ اسْتِحْبَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِ فِي مَيْمَنَةِ الصَّفِّ
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ عُبَيْدٍ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، ح وَحدثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -وَهَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ- قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ حِينَ انْصَرَفَ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ» وَلَمْ يَقُلْ سَلْمٌ: حِينَ انْصَرَفَ.
تخريج الحديث: قال: صحيح، أخرجه أحمد وابن ماجه، وأبو عوانة، من طرق عن وكيع، عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء، عن أبيه به، وأخرجه أحمد ومسلم أيضًا، والنسائي وأبو عوانة والبيهقي، من طرقٍ عن مسعرٍ بن ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء به.
طالب: عندي: عن يزيد بن البراء.
طالب: ذكر في الحاشية: لم يرد في الأصل، وأثبتها من مصادر التحقيق.
الشيخ: عن ابن أم عن يزيد؟
طالب: عن ابن البراء، عن البراء بن أنس رضي الله عنه.
الشيخ: لم يرد ماذا؟
طالب: لم يرد في الأصل، وأثبتها من مصادر التحقيق.
الشيخ: هذا المحقق؟
القارئ: إي نعم.
طالب: عندي ذكر أنه أخذها من إسحاق، ابن البراء هو يزيد.
الشيخ: إذًا يزيد ابن البراء، الإشكال أنه قال: ابن البراء.
طالب: يعني ثابت بن عبيد عن ابن البراء رجل ثانٍ؟
الشيخ: نعم، يزيد بن البراء، ثابت بن عبيد عن ابن البراء الذي هو يزيد بن البراء، عن البراء.
طالب: قال: كذا في الأصل ثابت، عن عبيد عن البراء بن عازب، بينما في صحيح مسلم والنسائي وحسان بن خزيمة في الحديث الذي يليه ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء.
الشيخ: هذا الألباني؟
طالب: الأعظمي.
الشيخ: قال أخرجه؟
طالب: قال: كذا في الأصل، قال: عن البراء بن عازب، ثم في الهامش قال: خلاف الأصل.
طالب: يعني فيه تحويل.
طالب: [00:04:11] عن البراء بن عازب، بينما في صحيح مسلم والنسائي وحسان بن خزيمة في الحديث الذي يليه ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء.
الشيخ: ثابت بن عبيد هذا كان سمع من البراء، هو أحيانًا ينشط ويذكر الواسطة، ابن البراء، وأحيانًا لا ينشط فيقول: "عن البراء"، ولا ينظر إذا كان ثابت ابن عبيد سمع منه، إذا كان ثابت بن عبيد سمع من البراء وسمع من ابن البراء، فهو أحيانًا ينسبه إلى ابن البراء، وأحيانًا ينسبه إلى البراء.
طالب: يعني يُسقط الواسطة؟
الشيخ: يُسقط إذا كان سمعه، ما يضر، يكون سمعه من الاثنين، فأحيانًا يذكر الواسطة، وأحيانًا لا يذكر الواسطة، أما إذا كان ما سمعه فيصير مدلسًا، يصير تدليسًا إذا قال "عن البراء" وهو سمع عن ابن البراء وليس من البراء، صار هذا تدليسًا فيه انقطاع.
طالب: في تحويل للحديث؟
الشيخ: إي، فيه تحويل.
طالب: فيه تحويل، ذكر بدون ابن البراء.
الشيخ: مثلما ذكر الأعظمي، يقول السند الأول ما فيه ابن البراء، والسند الثاني فيه ابن البراء.
وهذا فيه استحباب يمين الصف، يقول: "كنا نستحب"، معروف أن الصحابي يقول: "نستحب" لأنه بلغه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لولا أنه بلغه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أفضل لما استحبوا أن يكونوا عن يمين الإمام.
كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ
نعم، والاستحباب هذا حكم شرعي، لا بد له من دليل، والصحابي إذا قال: "يُستحب" يُحمل على أنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفيه سبب هذا الدعاء بعد الصلاة: "اللهم قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ".
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
هنا سمى يزيد.
قَالَ: «كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِمَّا يَلِي يَمِينَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ عَنْ يَمِينِهِ».
هنا ذكر التعليل، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبدأ عن يمينه، أعد.
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِمَّا يَلِي يَمِينَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ عَنْ يَمِينِهِ».
التعليل: لأنه يبدأ بالسلام عن يمينه.
توجد أحاديث أخرى «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف».
طالب: التعليل من البراء بن عازب؟
الشيخ: نعم، في الحديث: «لِأَنَّهُ كَانَ يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ عَنْ يَمِينِهِ»، يأتي أحاديث أخرى.
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ
ما في أبو أحمد إلا أنه مضاف إليه.
طالب: يعني يُنصب؟
الشيخ: لا، مضاف، إذا أُضيف صُرف.
قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ حِينَ انْصَرَفَ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ».
كالحديث السابق.
س: [00:08:22]
الشيخ: إذا انصرف من الصلاة، بعد السلام، إذا انصرف ووجه وجهه إلى المأمومين.
بَابُ فَضْلِ تَلْيِينِ الْمَنَاكِبِ فِي الْقِيَامِ فِي الصُّفُوفِ
ما ذكر الحديث هذا؟ يقول: كنا نستحب فقط، ما ذكر حديث: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف»؟
القارئ: لا.
الشيخ: هذا استحباب، وبين في الحديث الثاني لأنه كان يسلم عن يمينه.
س: [00:09:01] المأموم؟
الشيخ: هو الكلام في المأموم، هو يتكلم عن نفسه.
س: [00:09:07]
الشيخ: الدعاء مشروع، لأنه مستحب، للمأموم والإمام.
بَابُ فَضْلِ تَلْيِينِ الْمَنَاكِبِ فِي الْقِيَامِ فِي الصُّفُوفِ
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا عَمِّي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ فِي الصَّلَاةِ».
قال المحشي: إسناده ضعيف لجهالة جعفر بن يحيى وعمارة بن ثوبان، أخرجه ابن حبان من طريق المصنف، وأبو داوود والبيهقي.
طالب: قال الأعظمي: إسناده حسن، ما ذكر أنه ورد في سنن أبي داود من طريق بندار.
طالب: هنا كلام للخطابي في معالم السنن في الحاشية، قال: معنى لين المنكب لزوم السكينة في الصلاة، والطمأنينة فيها، لا يلتفت ولا يُحاكي بمنكبه منكب صاحبه، وقد يكون فيه وجهٌ آخر، وهو أن لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف ليسد الخلل، أو لضيق المكان، بل يمكنَّه من ذلك، ولا يدفعه بمنكبه لتتراص الصفوف وتتكاتف الجموع؛ انتهى.
الشيخ: ليِّن، بعض الناس تجد إذا جاء أحد يسد الفرجة، أو دخل في ضيق، فسح له، بعضهم يدفعه بمنكبه، فتبقى الفرجة، يدفعه فيخرج، فتبقى الفرجة باقية ويبقى الخلل، هذا ما ذكره الخطابي عن تليين المناكب.
وهذا غير المحاذاة، المحاذاة في المناكب هذا في تسوية الصف، تسوية الصف يسن محاذاة المناكب، يحاذي منكبه بمنكب من بجواره، وقدمه بقدمه، أما هذا تليين، يعني يكون لين غير ممتنع، ضد الامتناع، بعض الناس يجعل بينه فرجة، فإذا جاء أحد يسدها إذا كان لين المنكب مكنَّه، وإذا لم يكن دفعه بمنكبه، ثم يرجع، فإذا رجع بقيت الفرجة في الصف.
أو كذلك إذا كان ما وجد مكان، ووجد فرجة قليلة، لكنها إذا تفسحوا وسعته، فإذا كان ليِّن المنكب فسح له، وإذا كان ممتنع المنكب دفعه بمنكبه، فرجع .
طالب: هذا أولى من قوله الأول؟ الخطابي في الأول قال: "هو الخشوع"؟
الشيخ: كله محتمل، ويمكن يشمل الأمرين، لا مانع من شمول الأمرين، الخشوع والتمكين، محتمل للمعنيين، إذا أمكن حمله على المعنيين فلا مانع.
بَابُ طَرْدِ الْمُصْطَفِّينَ بَيْنَ السَّوَارِي عَنْهَا
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حدثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ هَارُونَ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قُرَّةَ قَالَ: «كُنَّا نُنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي، وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا».
قال المحشي: إسناده حسن، من أجل هارون بن مسلم أبي مسلم، أخرجه ابن حبان من طريق المصنف به، والطيالسي، وابن ماجه، والطبراني في الكبير، والحاكم والبيهقي.
الشيخ: ماذا بعده؟
بَابُ النَّهْيِ عَنِ الِاصْطِفَافِ بَيْنَ السَّوَارِي
قف على باب الطرد لأنه متصل ببعضه البعض.
طالب: هنا ثابت بن عبيد قال إنه روى عن البراء.
الشيخ: على هذا يكون ثابت بن عبيد أحيانًا ينشط ويذكر الواسطة، وأحيانًا يحذف الواسطة، ولا لوم عليه، أحيانًا يرويه عن البراء، وأحيانًا يرويه عن ابنه، لأنه روى عن الابن وعن الأب، فلا محذور في ذلك؛ ولذلك السند الثاني ما فيه، السند الأول فيه.