الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في صحيحه:
جُمَّاعُ أَبْوَابِ قِيَامِ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ:
بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَلَاةِ الْمَأْمُومِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ
وَالْبَيَانُ أَنَّ صَلَاتَهُ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ غَيْرُ جَائِزَةٍ، يَجِبُ عَلَيْهِ اسْتِقْبَالُها، وَأَنَّ قَوْلَهُ: لَا صَلَاةَ لَهُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ: إِنَّ الْعَرَبَ تَنْفِي الِاسْمَ عَنِ الشَّيْءِ لِنَقْصِهِ عَنِ الْكَمَالِ.
كيف هذا؟ يقول إنه لا صلاة له، ثم يقول لنقص الكمال! يقول: "وأنه لا صلاة له"؟
القارئ: نعم:
وَأَنَّ قَوْلَهُ: لَا صَلَاةَ لَهُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ:
الشيخ: وأن صلاته غير جائزة قبل؟
القارئ: نعم.
الشيخ: ماذا يقول؟ وأن صلاته ...
وَالْبَيَانُ أَنَّ صَلَاتَهُ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ غَيْرُ جَائِزَةٍ،
هذا يكون نفي الكمال أم نفي الأصل؟
نفي أصل، أكمل.
يَجِبُ عَلَيْهِ اسْتِقْبَالُها،
استقبالها يعني استئنافها من جديد لأنها باطلة.
وَأَنَّ قَوْلَهُ: لَا صَلَاةَ لَهُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي نَقُولُ: إِنَّ الْعَرَبَ تَنْفِي الِاسْمَ عَنِ الشَّيْءِ لِنَقْصِهِ عَنِ الْكَمَالِ.
هذا يخالف أم يوافق؟
طالب: يخالف.
الشيخ: وأن ماذا؟
وَأَنَّ قَوْلَهُ: لَا صَلَاةَ لَهُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي ...(((غير مفرغ 2:38 إلى 9:34)))))))
[00:02:37] خلل في الصوت وانتقال لجزء آخر.
أو في إخبار.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "وَفِي إِخْبَارِ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ: رَأَى رَجُلًا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ
يدل هذا على أنه لا صلاة له، يعني يؤيد حديث الباب.
س: الغرابة في الحديث المتقدم، فيه غرابة؟
الشيخ: الرجال، بالنسبة للرجال أنا لا أعرفهم.
وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَبَعْضُ مَنْ قَالَ بِمَذْهَبِ الْعِرَاقِيِّينَ فِي إِجَازَةِ صَلَاةِ الْمَأْمُومِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ بِمَا هُوَ بَعِيدُ الشَّبَهِ
وكل هذا يدل على أن كلمة (ليس) سقطت من الترجمة، المؤلف يؤيد أنها لا تصح صلاة المنفرد خلف الصف.
وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَبَعْضُ مَنْ قَالَ بِمَذْهَبِ الْعِرَاقِيِّينَ
(بَعْضُ أَصْحَابِنَا) الشافعية، لأنه شافعي، المؤلف شافعي، ابن خزيمة شافعي، (وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَبَعْضُ مَنْ قَالَ بِمَذْهَبِ الْعِرَاقِيِّينَ) يعني يقول بعض أصحاب الشافعي وبعض أصحاب أبو حنيفة رأوا أن المنفرد تصح صلاته خلف الصف.
(((((غير مفرغ من 10:56 إلى 19:14))))
[00:04:01] تجاوز القارئ جزءًا من المتن
فَالْمُشَبِّهُ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ بِالْمَأْمُورِ بِهِ مُغَفَّلٌ بَيِّنُ الْغَفْلَةِ مُشَبِّهٌ بَيْنَ فِعْلَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ
يقول الذي يشبه الرجل إذا صلى خلف الصف وحده بالمرأة التي تصلي خلف الصف وحدها هذا يشبه الشيء بشيء لا يشبهه، هذا مغفل، كيف يقيس الرجل على المرأة!
مُشَبِّهٌ بَيْنَ فِعْلَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ، إِذْ هُوَ مُشَبِّهٌ مَنْهِيًّا عَنْهُ بِمَأَمْورٍ بِهِ،
الرجل منهي أن يصلي خلف الصف وحده، والمرأة مأمورة أن تصلي خلف الصف وحدها، فكيف يشبه منهيًّا عنه بمأمورٍ به؟
فَتَدَبَّرُوا هَذِهِ اللَّفْظَةَ
الشيخ: أي لفظة؟ هل هناك لفظة الآن؟
طالب: قصده في الحديث
الشيخ: يعني، هذه لفظة خلف الصف، فتدبروا ...
فَتَدَبَّرُوا هَذِهِ اللَّفْظَةَ يَبِنْ لَكُمْ بِتَوْفِيقِ خَالِقِنَا حُجَّةَ مَا ذَكَرْنَا. وَزَعَمَ مُخَالِفُونَا مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ
وهم الأحناف.
أَنَّ الْمَرْأَةَ لَوْ قَامَتْ فِي الصَّفِّ مَعَ الرِّجَالِ حَيْثُ أُمِرَ الرَّجُلُ أَنْ يَقُومَ أَفْسَدَتْ صَلَاةَ مَنْ عَنْ يَمِينِهَا، وَمَنْ عَنْ شِمَالِهَا
الأحناف يقولون: إذا صلت المرأة بجوار الرجل فسدت صلاتها وصلاة من بجوارها، هؤلاء الأحناف، وزعم ...
وَزَعَمَ مُخَالِفُونَا مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ
(((((غير مفرغ من 21:34 إلى 28:30))
[00:06:38] انقطاع في الصوت وانتقال
القارئ:
يَفْعَلُ ذَلِكَ.
الشيخ: فقط؟.
ما أتى بالحديث المشهور في قصة الرجل الذي صلى خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاء وهو راكع، ثم ركع دون الصف ودب دبيبًا حتى دخل في الصف، فلما سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «زادك الله حرصًا، ولا تعُد» هذا الحديثٌ المشهور، كان المؤلف متوقَّع أن يأتي بهذا الحديث، وهو جاء بحديث عبد الله بن الزبير، استدل بهذا الحديث، قال: «زادك الله حرصًا، ولا تعُد»، النبي نهاه أن يدب دبيبًا، قال: «ولا تعُد» يعني ولا تعُد تركع دون الصف، ورواه بعضهم: «ولا تُعِد»، أي ولا تُعِد الصلاة، ورواه بعضهم: «ولا تَعْدُو»، فكيف لم يأتِ المؤلف بهذا الحديث!
هذا عبد الله بن الزبير يقول: "لا بأس من جاء والإمام ..." كيف يقول: "لا بأس أن يركع ثم يدب دبيبًا"، والنبي قال لأبي بكرة في حديث أبي بكرة: «زادك الله حرصًا، ولا تعُد»، كيف يقول عبد الله بن الزبير: "من جاء والإمام راكع فليركع دون الصف ثم يدب دبيبًا"؟ يأمرهم بأن يفعلوا شيئًا نهى النبي عنه أبا بكرة! فإن أبا بكرة جاء والنبي -صلى الله عليه وسلم- راكع، فركع دون الصف، ثم دب دبيبًا حتى دخل الصف، فلما سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «زادك الله حرصًا، ولا تعُد»، ولا تعد يعني تركع دون الصف، هذا غير مشروع، وما عليه عبد الله بن الزبير يقول على المنبر: "افعلوا هذا الشيء الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، من جاء والإمام راكع فليدب دبيبًا حتى يدخل في الصف.
حديث أبا بكرة هذا أخذ العلماء منه أن ...
غير مفرغ من 30:28 إلى نهاية الملف
انتهى.