بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ووالديه وذريته يا رب العالمين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:
بَابُ السُّنَّةِ فِي جَهْرِ الْإِمَامِ بِالْقِرَاءَةِ، وَاسْتِحْبَابِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ جَهْرًا بَيْنَ الْمُخَافَتَةِ، وَبَيْنَ الْجَهْرِ الرَّفِيعِ
حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾[الإسراء:110] قَالَ: "نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ"، وَقَالَ الدَّوْرَقِيُّ: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، وَقَالَا: فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا سَمِعُوا سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾[الإسراء:110] أَيْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّونَ الْقُرْآنَ ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾[الإسراء:110] عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلَا يَسْمَعُونَ، ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾[الإسراء:110] قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلَا تُسْمِعُهُمْ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَعْلَمْتُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ أَنَّ الِاسْمَ قَدْ يَقَعُ عَلَى بَعْضِ أَجْزَاءِ الشَّيْءِ ذِي الْأَجْزَاءِ وَالشُّعَبِ، قَدْ أَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اسْمَ الصَّلَاةِ عَلَى الْقِرَاءَةِ فِيهَا فَقَطْ، ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾[الإسراء:110]، أَرَادَ الْقِرَاءَةَ فِيهَا، وَلَيْسَ الصَّلَاةَ كُلَّهَا، الْقِرَاءَةُ فِيهَا فَقَطْ.
وهذا الحديث فيه دليل على أن المصلي في الصلاة الجهرية يجهر بالقراءة، ولكنه جهرٌ لا يكون جهرًا رفيعًا بحيث يؤذي من حوله، ولا يكون خافتًا، هذا سبب نزول -كما ذكر المؤلف رحمه الله- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ ويرفع صوته، فيسمعه المشركون، فيسبونه، ويسبون من أنزله، فأنزل الله هذه الآية: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾[الإسراء:110]، يعني بقراءتك، فيسمعه المشركون، فيسبونه ويسبون من أنزله، ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾[الإسراء:110]، يعني لا تسر بها إسرارًا لا يسمعه من خلفك من أصحابك، ولكن بين ذلك، وهذا إذا كان هناك من خلفه يصلي.
أما إذا كان يصلي وحده ففيه تفصيل:
فإن كان حوله نائمون، فلا يرفع صوته حتى لا يؤذيهم.
وإن لم يكن حوله أحد فإنه يجهر جهرًا يناسبه، إذا لم يكن حوله أحد وليس هناك مانع.
وفيه إطلاق الكل على الجزء في موضعين في الآية: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾[الإسراء:110]، يعني بقراءتك، أطلق الصلاة، وأراد جزءًا منها وهي القراءة.
﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾[الإسراء:110] يعني وسطًا، ولا تخافت يعني لا تسر بها.
ومثله قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾[البقرة:143]، والمراد هنا الصلاة إلى بيت المقدس، فأطلق الإيمان على الجنس وهي الصلاة جزء من الإيمان، الإيمان شامل، يشمل جميع الأعمال، المراد: وما كان الله ليضيع صلاتكم إلى بيت المقدس، لأن هذه الآية نزلت لما توفي بعض الصحابة بعد أن حُوِّلت القبلة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة وُجِّه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، ثم حُوِّلت القبلة إلى الكعبة، وقد توفي ناس صلوا إلى بيت المقدس، فقال بعض الصحابة: ما حال أصحابنا الذين صلوا إلى بيت المقدس وقد حُوِّلت القبلة؟ فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾[البقرة:143]، أي صلاتكم إلى بيت المقدس، يعني صلاتهم إلى بيت المقدس حينما كانت القبلة إلى بيت المقدس مشروعة، ولهم ثوابهم وأجرهم، هذا من إطلاق الكل ويراد الجزء.
ومثله قوله تعالى: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾[الإسراء:78]، والمراد هو صلاة الفجر، هنا بالعكس أطلق الجزء وأراد الكل، ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ﴾[الإسراء:78]، يعني: وصلاة الفجر، إن صلاة الفجر تشهدها الملائكة.
تكلم على الحديث؟
القارئ: قال: صحيح، أخرجه ابن حبان من طريق المصنف، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي في الكبرى له، والطبري في تفسيره، وأبو عوانة وابن حبان والبيهقي، وفي الأسماء والصفات له، والواحدي في أسباب النزول، والبغوي في تفسيره، انظر إتحاف المهرة.
س: كأن التأصيل حذفوا (أخبرنا أبو طاهر، حدثنا أبو بكر)، فبدأوا بيعقوب مباشرة.
الشيخ: تأصيل من؟
س: النسخة اللي أقرأ منها دار التأصيل.
الشيخ: حذفوا أول السند؟
س: حذفوا أول السند الذي هو (أخبرنا أبو طاهر، حدثنا أبو بكر)، الذي هو المؤلف.
الشيخ: يمكن حذفها لأنها معلومة، أو لأنها سبق... كلها هكذا؟
الطلاب: كلها هكذا.
الشيخ: ما تكلم عليه في المقدمة؟ هذا اصطلاحٌ لها.
طالب: بدأوا كأن المؤلف ابن خزيمة نفسه، مباشرة، حذفوا أبو طاهر والراوي عنه، وأبو بكر نفسه الذي هو ابن خزيمة، ثم بدأوا بمن حدَّث عنه ابن خزيمة.
الشيخ: لا بد يُبين هذا.
س: تكون القراءة متوسطة؟
الشيخ: نعم، وسطٌ بين الجهر والإخفات.
س: هذا في حق الإمام؟
الشيخ: في حق الإمام، وفي حقه إذا دعت الحاجة، مثل ما حصل للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا يرفع صوته حتى لا يسب المشركون القرآن، ولا يخفضه بحيث لا يسمعه أصحابه الذين يصلون خلفه، فيكون وسطًا بين ذلك، جهر لا يسمعه المشركون، ويسمعه من حوله، المشركون كانوا ... النبي يصلي في بيته، والصحابة خلفه، ما كان هناك مساجد في مكة، ولا شُرعت جماعة، فكانوا يأتون خلف [00:10:07]، البيوت ليست بعيدة مثل الآن فيه مسافة، البيوت صغيرة، غرف، يجلس خلف الباب ويسمع القراءة، كان المشركون يأتون ويسمعون قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
معروفة القصة هذي أنهم يتواثقون ويتعاهدون ألا يسمعوه، ثم يأتون ويسمعون من الفجر، ثم ينصرفون، ثم يعاهد بعضهم بعضًا ألا يعود في الليلة التالية، ثم يعودون، حتى تعاهدوا وقالوا: إذا كنا نحن الكبار الآن، فكيف أولادنا الصغار؟ لو جاءوا لافتتنوا بمحمد، ثم يتعاهدون على ألا يأتون.
الشاهد أنهم يسمعون، يجلسون خلف الجدار وخلف الباب، ويسمعون، لأن البيوت ليست واسعة مثل الآن، مسافات بينهما.
س: حذف النون في قوله: "فيسمع المشركون فيسبوا"، هنا مكتوب (فيسبوا)، عندنا (فيسبون القرآن)، هل تستقيم ؟
الشيخ: الأصل (فيسبون)، اقرأ ما قبله.
القارئ: قال: "فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ"، قال في الأصل: "فَيَسُبُّونَ"، والمثبت في المصادر الحديث هو الجادة.
الشيخ: ليست الفا سببية هنا.
طالب: حتى في النسخة التي عندي.
الشيخ: أحيانا تحذف النون للتخفيف، مثل (ولم يكُ) أصلها (ولم يكن)، فتحذف تخفيفًا، والأصل أنها تُثبت، فيسمع المشركون فأن يسبوا ليست الفا التي تأتي بعدها أن، الأصل (فيسبون)، فلعلها حُذفت للتخفيف.
س: [00:12:28]
الشيخ: ما الجملة التي قبلها؟ (فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّونَ)، يجوز فيها الوجهان.
بَابُ ذِكْرِ مُخَافَتَةِ الْإِمَامِ الْقِرَاءَةَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِبَاحَةِ الْجَهْرِ بِبَعْضِ الْآيِ أَحْيَانًا فِيمَا يُخَافِتُ بِالْقِرَاءَةَ فِي الصَّلَاةِ
(يُخَافِتُ) يعني يُسر في القراءة في الظهر والعصر، ولكن يسمعهم الآية أحيانًا، أحيانًا -صلى الله عليه وسلم- يرفع صوته شيء قليل، يسمع من خلفه ومن بجواره حتى يعلموا أنه يقرأ، وأحيانًا يعلمون بتحرك لحيته واضطراب لحيته -صلى الله عليه وسلم- يعلمون أنه يقرأ سرًا، وأحيانًا يسمعهم القراءة، وأحيانًا يجهر ببعض الآية، فيعلمون أنه يقرأ في الظهر وفي العصر، القراءة كلها سر، لا يسمعه من حوله ولا من خلفه، ثم يجهر بجملة من الآية أو ببعض الآية، يرفع صوته رفعًا يسمعه من بجواره ومن خلفه، حتى يعلموا أنه يقرأ.
س: الجهر الخفيف يعتبر من السنة؟
الشيخ: لا، إذا دعت الحاجة إلى هذا، ليس معناه أنه الصوت الذي يسمعوه لآخر الصف، لا، حتى يعرفوا أنه يقرأ، يعني الصحابة عرفوا أنه يقرأ بهذا، سماع الآية أحيانًا، واضطراب لحيته أحيانًا، والذي يقول لا ندري هل هو يقرأ أم لا يقرأ في الصلاة السرية.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا يَحْيَى، حدثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ، وَرُبَّمَا أَسْمَعَنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطِيلُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، وَفِي خَبَرِ خَبَّابٍ: كُنَّا نَعْرِفُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ، دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُخَافِتُ بِالْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، خَرَّجْتُ خَبَرَهُمَا فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ فِي أَبْوَابِ الْقِرَاءَةِ.
معنى (يُخَافِتُ) أي يُسر بالقراءة، تكون القراءة سرية في الظهر والعصر، ولكن يعلمون أنه يقرأ بأمور، منها اضطراب لحيته، ومنها تحرك شفتيه، ومنها أنهم يسمعون بعض الآية أحيانًا فيعلمون أنه يقرأ.
س: الإطالة في الظهر تكون...
الشيخ: نعم، الإطالة في الظهر سنة تلي الفجر، كان النبي يقرأ سورة بمقدار قراءة (الم تنزيل) السجدة.
س: الإمام الذي لا يطيل نقول إنه خالف السنة، بعض الأئمة الظهر زي العصر وقتها واحد ما يطيل، نخبره أن الإطالة سنة؟
الشيخ: نعم، لا شك، هذا طيب، إنها كذلك السنة أيضًا الإطالة في الفجر، وفي الظهر، أيضًا الطمأنينة في الركوع والسجود، كل هذا مما تساهل فيه بعض الأئمة.
س: يقرأ بالزلزلة؟
الشيخ: هذا قرأ بها مرة في السفر، مثلما قرأ بسورة الأعراف في المغرب مرة واحدة، ليست سنة مستمرة.
س: المعوذتان، ثبت أن النبي قرأهما في الفجر، وهذا في النسائي، قرأناها في النسائي.
الشيخ: قليل يعني، والزلزلة كذلك ثبت في السفر، لأنه قرأها في الركعتين كلتيهما، فذلك قليل، والمغرب كذلك كان يقرأ بالطوال أحيانًا، بالطوال وبالأعراف هذا أحيانًا، ولكن كثيرًا ما يقرأ بقصار السور.
بَابُ جَهْرِ الْإِمَامِ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ
حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، ح وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ".
نعم، يجب على المسلم قراءتها أحيانًا تأسيًّا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ماذا قال عليه؟ تخريجه؟
طالب: قال: سبق تخريجه.
الشيخ: والذي قبله؟
طالب: قال: صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وأبو داوود، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى، وأبو عوانة، والطحاوي، وابن حبان، والبيهقي من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.
بَابُ جَهْرِ الْإِمَامِ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ
حدثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَمِسْعَرٍ سَمِعَا عَدِيَّ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فِي عِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَمَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ -صلى الله عليه وسلم-».
الشيخ: هذا تخريجه صحيح؟
طالب: سبق تخريجه من طريق يحيى بن سعيد.
الشيخ: نعم، في الصحيح، في البخاري في الصحيح.
بَابُ جَهْرِ الْإِمَامِ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ
حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، فَسَمِعَ قُطْبَةَ يَقُولُ: وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عِلَاقَةَ، وَحدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ: "سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِسُورَةِ ق فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾[ق: 10]"، وَقَالَ مَرَّةً: ﴿بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾[ق: 10]، وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ: قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾[ق: 10]".
وصلاة الغداة هي صلاة الفجر، وكان يقرأ -صلى الله عليه وسلم- في الغالب من الستين للمائة في الركعة في الفجر.
بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسَّرِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- إِنَّمَا كَانَ يَجْهَرُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَالْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعِشَاءِ، لَا فِي جَمِيعِ الرَّكَعَاتِ كُلِّهَا، مِنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ مُسْنَدًا، وَلَا أَخَالُ، وَإِنَّمَا خَرَّجْتُ هَذَا الْخَبَرَ فِي هَذَا الْكِتَابِ إِذْ لَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فِي صِحَّةِ مَتْنِهِ، وَإِنْ لَمْ يَثْبُتِ الْخَبَرُ مِنْ جِهَةِ الْإِسْنَادِ الَّذِي نَذْكُرُهُ.
حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ، حدثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، حدثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «بَيْنَا أَنَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ» إِذْ سَمِعَتْهُ يَقُولُ: "أَحَدًا يُكَلِّمُهُ" أَحَدُ الثَّلاثَة [00:23:22] فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ بِطُولِهِ، وَقَالَ: «ثُمَّ نُودِيَ أَنَّ لَكَ بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، قَالَ: فَهَبَطْتُ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ نَزَلَ جِبْرِيلُ فِي صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَصَلَّى بِهِ، وَأَمَرَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَصْحَابَهُ، فَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَائْتَمَّ بِجِبْرِيلَ، وَائْتَمَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ بِالنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَصَلَّى بِهِمْ أَرْبَعًا، يُخَافِتُ الْقِرَاءَةِ، ثُمَّ تَرَكَهُمْ حَتَّى تَصَوَّبَتِ الشَّمْسُ وَهِيَ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى بِهِمْ أَرْبَعًا يُخَافِتُ فِيهِنَّ الْقِرَاءَةَ، فَائْتَمَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِجِبْرِيلَ، وَائْتَمَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ تَرَكَهُمْ، حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى بِهِمْ ثَلَاثًا، يَجْهَرُ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَيُخَافِتُ فِي وَاحِدَةٍ، ائْتَمَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِجِبْرِيلَ، وَائْتَمَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، إِذَا غَابَ الشَّفَقُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى بِهِمْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ: يَجْهَرُ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَيُخَافِتُ فِي اثْنَيْنِ، ائْتَمَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِجِبْرِيلَ، وَائْتَمَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَبَاتُوا حَتَّى أَصْبَحُوا، نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ يُطِيلُ فِيهِنَّ الْقِرَاءَةَ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَبَرُ رَوَاهُ الْبَصْرِيُّونَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ قِصَّةَ الْمِعْرَاجِ، وَقَالُوا فِي آخِرِهِ: قَالَ الْحَسَنُ: فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ جِبْرِيلُ، إِلَى آخِرِهِ، فَجَعَلَ الْخَبَرَ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ فِي إِمَامَةِ جِبْرِيلَ مُرْسَلًا، عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَدْرَجَ هَذِهِ الْقِصَّةَ فِي خَبَرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهَذِهِ الْقِصَّةُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ عَنْ أَنَسٍ، إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْقِبْلَةِ لَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ كُلَّ مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ مِنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ فَكَمَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ.
يعني أن الحديث لا يثبت من جهة السند، ولكن المتن صحيح، المتن دلت عليه أحاديث أخرى كثيرة من الجهر والمخافتة، يعني الجهر من الأحاديث السابقة واللاحقة، والإسرار في الظهر والعصر، والجهر في المغرب والعشاء والفجر، في الأوليين من المغرب والعشاء وفي الفجر، كذلك في الجمعة كان يجهر بها، وفي العيدين.
أحاديث جبريل في قصة الإسراء والمعراج هي أحاديث صحيحة، لكن ما فيها الجهر والمخافتة.
س: الإرسال هو العلة، من جهة السند؟
الشيخ: الإرسال... ما ذكره، المؤلف تكلم عليه عندك، ماذا قال؟
طالب: قال: الحديث ضعيف، انظر إعلال المصنف آخر الحديث.
الشيخ: قال إنه لا يثبت من جهة السند، ما ذكر سبب الضعف عندك؟
طالب: "فَجَعَلَ الْخَبَرَ في هَذَا الْمَوْضِعِ فِي إِمَامَةِ جِبْرِيلَ مُرْسَلًا، عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ".
الشيخ: هذا هو الإرسال، مرسل عن الحسن وعكرمة، هذا كلام المؤلف؟
طالب: لا، كلام أبو بكر.
الشيخ: إي، كلام المؤلف، ماذا يقول؟
طالب: "فَجَعَلَ الْخَبَرَ في هَذَا الْمَوْضِعِ فِي إِمَامَةِ جِبْرِيلَ مُرْسَلًا، عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَدْرَجَ هَذِهِ الْقِصَّةَ فِي خَبَرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ".
الشيخ: يكون ضعيف.
طالب: لم يثبت هذا؟
الشيخ: أكمل.
طالب: "وَهَذِهِ الْقِصَّةُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ عَنْ أَنَسٍ، إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْقِبْلَةِ لَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ كُلَّ مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ مِنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ فَكَمَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ".
الشيخ: نعم، الحديث مرسل عن الحسن وعكرمة، والمرسل ضعيف، فلا يثبت، ولكن الزيادة التي فيه هي المخافتة والإسرار، والمخافتة والإسرار ثابتة في الأحاديث السابقة كما سبق، النبي كان يسر في الظهر والعصر، ويجهر في المغرب والعشاء والفجر.
وأما قصة المعراج والإسراء بالنبي فهذه ثابتة، هذه فيها أحاديث صريحة غير هذا الحديث المرسل، قوله: "إسرار ومخافتة"... ماذا قال في المتن؟ نزل جبريل فكان ماذا؟
طالب: "فَصَلَّى بِهِمْ أَرْبَعًا يُخَافِتُ فِيهِنَّ الْقِرَاءَةَ".
الشيخ: نعم، هذه المخافتة، يخافت، جاءت في هذا الحديث، والحديث ضعيف، لكن المخافتة ثبتت في الأحاديث السابقة، فالصحيح أن النبي يخافت، وأن الصحابة يعرفون قراءته باضطراب لحيته وبالجهر بالآية أحيانًا، وفي موضع آخر قال فصلى،كم موضع الآن؟ قال: فصلى فجاء جبريل، فنزل فصلى، فصلى النبي بأصحابه.
طالب: فصلى بهم ثلاث يجهر بركعتين ويخافت بواحدة
الشيخ: نعم، هذا المغرب، وكذلك الظهر والعصر.
طالب: ثم قال: "نزل جبريل فصلى بهم أربع ركعات يجهر في ركعتين ويخافت باثنتين
الشيخ: في العشاء، بعده؟ والظهر قبلها.
طالب: "فَصَلَّى بِهِمْ أَرْبَعًا يُخَافِتُ فِيهِنَّ الْقِرَاءَةَ، ... ثُمَّ تَرَكَهُمْ".
الشيخ: يعني المقصود أن المخافتة جاءت في هذا الحديث، والحديث ضعيف،مرسل ضعيف، لكن ليست العمدة عليه، العمدة على الأحاديث الصحيحة، ولهذا قال المؤلف: "المتن صحيح والسند ضعيف"، الحديث ضعيف لأنه مرسل عن عكرمة، ولكن المتن صحيح، المخافتة جاءت في الأحاديث السابقة كما في الصحيح، ليست العمدة على هذا الحديث، العمدة على الأحاديث الصحيحة.
س: قول المؤلف: "وَلَا أَخَالُ"؟
الشيخ: يعني لا أظن، ماذا قال؟
طالب: قال: "هَذَا الْخَبَرُ رَوَاهُ الْبَصْرِيُّونَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ قِصَّةَ الْمِعْرَاجِ، وَقَالُوا فِي آخِرِهِ: قَالَ الْحَسَنُ: فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ جِبْرِيلُ، إِلَى آخِرِهِ، فَجَعَلوا الْخَبَرَ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ فِي إِمَامَةِ جِبْرِيلَ مُرْسَلًا، عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَدْرَجَ هَذِهِ الْقِصَّةَ فِي خَبَرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهَذِهِ الْقِصَّةُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ عَنْ أَنَسٍ، إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْقِبْلَةِ لَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ كُلَّ مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ مِنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ فَكَمَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْخَبَرِ".
الشيخ: في الصلاة تثبت، فذكر أن الجهر والمخافتة ثابت في الأحاديث الصحيحة، العمدة على الأحاديث الصحيحة.
ولا يخال أنه يثبت يعني ما أظنه يثبت، وهو صحيح، هو صرح بأنه لا يثبت، لكن في الأخير صرح بأنه لا يثبت، هذا مرسل ضعيف، سبق قراءة المرسل، وأن المرسل لا يقبل إلا إذا جاء مرسل آخر من طريقٍ أخرى، أو وافقه قول صحابي، أو وافقه حديثٌ صحيح، أو أفتى به جمهور أهل العلم حتى يتقوى، أما مرسل وحده ضعيف.
س: إمامة النبي [00:32:44]
الشيخ: ثابتة في غير هذا، لكن ما فيها مخافتة، هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة، لكن الكلام في المخافتة في القراءة، في الحديث: «نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى» محتمل أنه يصلي لوحده، أو أنه يصلي بأصحابه، يُنظر ويراجع الحديث في الصحيح.
س: ما يكون الحكم للتعليم؟ لأن نزل جبريل بعد أن فرضت الصلاة مباشرة، فذكر الحديث: «فلما زالت الشمس هبط جبريل، فصلى بهم، فائتم النبي به، فائتم الصحابة بالنبي»، هل هذا خاص بتعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة للصلاة؟
الشيخ: أحسنت، لكن هذا الحديث ضعيف، مرسل، العمدة على الأحاديث الصحيحة، في النسائي: نزل جبريل فصلى، فصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الفجر، ثم نزل جبريل فصلى الظهر، ثلاث مرات، لكن هل خلفه أصحابه، أم أنه صلى به، ائتم به؟ يراجع الحديث في الصحيح.
س: في الحديث أنه صلى به أول الوقت وآخر الوقت [00:33:58]؟
الشيخ: وقال: يا محمد، الوقت ما بين هذين، نسيت تخريج الحديث.
س: [00:34:25]
الشيخ: صلى به وصلى النبي بأصحابه؟
س: صلى النبي
الشيخ: ما فيه صلى بأصحابه، فيه فصلى، فصلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا في الحديث.
س: [00:34:44]
الشيخ: لما استخلفه، نعم، هذا في الصحيح، كان أبو بكر يقتدي بالنبي والصحابة يقتدون به، لكن الكلام هنا في إمامة جبريل.
بَابُ الْأَمْرِ بِمُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ
أخبرنا أبو طاهرٍ، قال حدثنا أبو بكرٍ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ح وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حدثنا عَبْدَةُ كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ، وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أُقِرَّتِ الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَدْرُونَ مَا تَقُولُونَ فِي صَلَاتِكُمْ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا، وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ كَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾[الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ يُجِبْكُمُ اللَّهُ، وَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ»، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ، فَإِذَا كَبَّرَ وَسَجَدَ فَاسْجُدُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ» زَادَ بُنْدَارٌ: فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "يُرِيدُ أَنَّ الْإِمَامَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الرُّكُوعِ فَيَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، فَتَرْفَعُونَ أَنْتُمْ رُءُوسَكُمْ مِنَ الرُّكُوعِ بَعْدَ رَفْعِهِ، فَتَمْكُثُونَ فِي الرُّكُوعِ، فَهَذِهِ الْمَكْثَةُ فِي الرُّكُوعِ بَعْدَ رَفْعِ الْإِمَامِ الرَّأْسَ مِنَ الرُّكُوعِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ الَّتِي سَبَقَكُمْ بِهَا الْإِمَامُ إِلَى الرُّكُوعِ، وَكَذَلِكَ السُّجُودُ".
الشيخ: أعد.
بَابُ الْأَمْرِ بِمُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ
يعني أنه لا يتأخر بعده، ماذا قال عن تخريج الحديث.
القارئ: قال: سبق تخريجه.
طالب: الأعظمي قال إسناده حسن، وله طريقٌ أخرى يرتقي بها إلى درجة الصحيح، وقد خرجته في صحيح أبي داوود وابن ماجه.
الشيخ: قاله في نفس النسخة؟
طالب: يقول: صحيح، أخرجه أحمد والدارمي ومسلم، وأبو داوود، وابن ماجه، والنسائي، وفي الكبرى له.
الشيخ: صحيح، كذا؟
طالب: إي نعم، في مسلم، أخرجه أحمد والدارمي ومسلم، وأبو داوود وابن ماجه والنسائي، وفي الكبرى له، وأبو عوانة والطحاوي والدارقطني والبيهقي، وسيأتي برقم.
الشيخ: الألباني ما أشار أنه في مسلم؟
طالب: الألباني يقول إنه خرجه في صحيح أبو داوود، [00:39:35] في مسلم.
الشيخ: أعد الباب.
بَابُ الْأَمْرِ بِمُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ
أخبرنا أبو طاهرٍ، قال حدثنا أبو بكرٍ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ح وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حدثنا عَبْدَةُ كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ، وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أُقِرَّتِ الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَدْرُونَ مَا تَقُولُونَ فِي صَلَاتِكُمْ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا، وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ كَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾[الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ يُجِبْكُمُ اللَّهُ، وَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ»، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ، فَإِذَا كَبَّرَ وَسَجَدَ فَاسْجُدُوا؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ» زَادَ بُنْدَارٌ: فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "يُرِيدُ أَنَّ الْإِمَامَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الرُّكُوعِ فَيَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، فَتَرْفَعُونَ أَنْتُمْ رُءُوسَكُمْ مِنَ الرُّكُوعِ بَعْدَ رَفْعِهِ، فَتَمْكُثُونَ فِي الرُّكُوعِ، فَهَذِهِ الْمَكْثَةُ فِي الرُّكُوعِ بَعْدَ رَفْعِ الْإِمَامِ الرَّأْسَ مِنَ الرُّكُوعِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ الَّتِي سَبَقَكُمْ بِهَا الْإِمَامُ إِلَى الرُّكُوعِ، وَكَذَلِكَ السُّجُودُ".
هذا الحديث فيه الدليل على وجوب متابعة المأموم للإمام، وأنه لا يتأخر عنه.
والأحوال هنا أربعة:
الحالة الأولى: حالة السبق، أن يسبق المأموم الإمام بركن أو ركنين، وهذا يُبطل الصلاة، في الحديث: «أَما يَخْشَى أحَدُكُمْ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمَامِ، أنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ»، إذا سبق المأموم الإمام بركن أو ركنين متعمدًا بطلت صلاته.
فإن رفع رأسه ناعسًا أو ناسيًا، أو كأن سمع صوتًا، يعود إلى مكانه ويأتي به بعد الإمام، وليس عليه شيء.
الحالة الثانية: الموافقة، وهي أن يوافق الإمام، يركع معه، ويسجد معه، وهذه مشروحة.
الحالة الثالثة: المتابعة التي جاءت في الحديث، وهو أنه يأتي بأفعاله بعد أفعال الإمام، إذا كبَّر وانقطع صوته يأتي بالتكبير، كتكبيرة الإحرام، والركوع إذا انقطع صوته، والسجود إذا وقع ساجدًا، في الرفع... وهكذا، هذه المتابعة.
الحالة الرابعة: التأخر، التأخر عن الإمام، تجد المأموم يتأخر عن الإمام، الإمام يقول: "سمع الله لمن حمده" وهو ما زال في الركوع يسبح، حتى يكاد يسجد، وكذلك أيضًا في السجود يجلس يدعو حتى يمر فترة، هذا كأنه يصلي وحده ولم يكن مرتبطًا بالإمام، بعض الناس يطيل فإذا قلت له: أطلت! قال: "أدعو"، تدعو! أنت مرتبط بالإمام، إذا رفع الإمام رأسه ترفع رأسك، تدعو إذا كنت تصلي وحدك، فلك هذا، تدعو مثلما شئت، أنت الآن مرتبط بالإمام.
هذه أحوال الناس، المسابقة، الموافقة، المتابعة، والتأخر، فالحديث فيه وجوب متابعة المأموم للإمام، وهو أن يأتي بأفعاله بعد أفعال الإمام مباشرة، من حين ينقطع صوته، ولذا قال: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ»، يعني تأخر المأموم عن الإمام يصير مقابل تقدم الإمام عليه، عندما يكبِّر أو يركع أو يسجد، تلك بتلك.
س: وإذا كان المأموم يرى جلسة الاستراحة؟
الشيخ: جلسة الاستراحة سهلة، جلسة خفيفة ما تؤثر، يستوي قاعدًا ثم يقوم.
س: إذا لم يتمكن المأموم من ..... [00:44:56]
الشيخ: إذا لم يتمكن تسقط عنه، لكونه جاء متأخرًا، أو جاء والإمام راكع، لا يتمكن، أو في آخر القيام، أو نسيها، أو قلد من يقول بعدم وجوبها، هذا فيها واجبٌ مخفف.
بَابُ النَّهْيِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالرُّكُوعِ، وَالْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْإِمَامَ مَا سَبَقَ الْمَأْمُومَ فِي الرُّكُوعِ، أَدْرَكَهُ الْمَأْمُومُ بَعْدَ رَفْعِ الْإِمَامِ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ
أخبرنا أبو طاهرٍ، قال: حدثنا أبو بكرٍ، قال حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، ح وحدَثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، ح وَحدثنا أَيْضًا، سَعِيدٌ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، ح وَحثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَحدثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَا: حدثنا ابْنُ عَجْلَانَ، هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ،
القارئ: حاشية: وقال أبو عُبيد: هكذا رُويت في الحديث: (بَدُنْتُ) بالتخفيف.
الشيخ: (بَدُنْتُ)، ورويت (بَدَّنْتُ).
القارئ: بالتشديد، أي كبرت وأسننت، والتخفيف من البدانَة، وهي كثرة اللحم، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- سمينًا.
يقول:
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ، فَلَا تُبَادِرُونِي بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَإِنَّكُمْ مَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا رَكَعْتُ تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ، وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَذْكُرِ الْمَخْزُومِيُّ فِي حَدِيثِ يَحْيَى: «وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ» إِلَى آخِرِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ: «إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ أَوْ بَدَّنْتُ».
القارئ:
قَالَ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ، فَلَا تُبَادِرُونِي بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ
لأن الحركة تكون عند الكبير ليست سريعة في السجود والركوع، قال: أنا بَدَّنْتُ عند الهوي إلى السجود أو إلى الركوع، يعني يتأخر بعض الشيء بسبب تقدم السن، هذا معنى (بَدَّنْتُ)، أي تقدمت بي السن، أصابتني البدانة والرخاوة التي تحتاج إلى بعض الشيء، فلا تسبقوني.
فَإِنَّكُمْ مَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا رَكَعْتُ تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ، وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَذْكُرِ الْمَخْزُومِيُّ فِي حَدِيثِ يَحْيَى: «وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ» إِلَى آخِرِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ: «إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ أَوْ بَدَّنْتُ».
هذا فيه أن المأموم ليس له أن يبادر الإمام، بل ينتظر حتى يقع الإمام ساجدًا وينقطع صوته في السجود، وفي الركوع كذلك حتى يستوي راكعًا وينقطع صوته.
الترجمة باب ماذا؟
بَابُ النَّهْيِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالرُّكُوعِ، وَالْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْإِمَامَ مَا سَبَقَ الْمَأْمُومَ فِي الرُّكُوعِ، أَدْرَكَهُ الْمَأْمُومُ بَعْدَ رَفْعِ الْإِمَامِ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ
القارئ: البعض احتج بهذا الحديث على جلسة الاستراحة، وقال: إن جلسة الاستراحة يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كبر جلس هذه الجلسة.
الشيخ: [00:50:30] في الحديث، في حديث مالك بن الحويرث أنه إذا كان في الوتر من صلاته لم يقم حتى يستوي قاعدًا، ذكره في حديث أبي حميد، أما هذا ما فيه، ما ذكره.
القارئ: الذين يقولون بعدم الجواز يعني يحتجون بهذا الحديث.
الشيخ: لا، يقولون خلا منها الأحاديث الأخرى، وأنه فعلها في حال الكِبَر، خلا فيها، الجمهور على أنها تُفعل عند الحاجة، والشافعية وطائفة من أهل الحديث يرون أنها سنة مستحبة للكبير وللصغير.
س: الأولى: "بَابُ الْأَمْرِ بِمُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ"، وهنا: "بَابُ النَّهْيِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ ..."
الشيخ: الأولى: "بَابُ الْأَمْرِ بِمُبَادَرَةِ الْإِمَامِ" يعني بعد إنقطاع التكبير، والثانية: "النَّهْيِ عَنْ مُسَابقته" قبل أن يصل إلى الأرض، وقبل أن ينتهي التكبير، فالجهة منفكة، الأمر بالمبادرة يعني بعد استقراره وانقطاع صوته، والنهي عن المبادرة يعني قبل استقراره وانقطاع الصوت.
س: [00:51:56]
الشيخ: إي نعم، أو عن الموافقة، حتى عن الموافقة، لأن الموافق هو الذي يأتي بأفعاله مع أفعال الإمام.
بَابُ ذِكْرِ الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ الْمَأْمُومُ مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ إِذَا رَكَعَ إِمَامُهُ قَبْلَ
بركة.