شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_42

00:00
00:00
تحميل
37

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين أجمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله-:

بَابُ ذِكْرِ الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ الْمَأْمُومُ مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ إِذَا رَكَعَ إِمَامُهُ قَبْلَ:

(قَبْلَ): منويَّة، ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾[الروم:4]، يعني قبله، معروف أنه قبله.

أخبرنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَهَا قَبْلَ أَنْ يُقِيمَ الْإِمَامُ صُلْبَهُ».

تخريج الحديث: صحيح من غير طريق قرة، أخرجه ابن حبان كما في إتحاف المهرة من طريق المصنف، أخرجه الدارقطني من طريق قرة عن الزهري بهذا الإسناد، وأخرجه عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وأبو يعلى والطحاوي في شرح المشكل، وابن حبان والبيهقي في المعرفة، وابن عبد البر في التمهيد من طُرق عن أبي هريرة به، وسيأتي.

الشيخ: من طرق، يعني أخرجه من طريقٍ آخر.

القارئ: قال: وسيأتي برقم (1707) و (1930) و (1931) في الإتحاف.

قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَهَا قَبْلَ أَنْ يُقِيمَ الْإِمَامُ صُلْبَهُ».

يعني إذا أقام الإمام صلبه، فإنه لا يدركه، يعني ما دام الإمام راكعًا، ولم يُقم صلبه، فقد أدرك الركعة، يعني المأموم إذا جاء والإمام راكع، أولًا عليه أن يكبر تكبيرة الإحرام وهو منتصب، قائم، وليحذر أن يكبر تكبيرة الإحرام وهو يهوي، لأنها تنقلب فريضته نافلة في هذه الحال، إذا كبَّر تكبيرة الإحرام وهو يهوي، لا بد أن يتم يكبر تكبيرة الإحرام وهو منتصب، وينهيها وهو منتصب قائمًا، ثم يهوي للركوع بتكبيرةٍ ثانية، أو بغير تكبيرة، التكبيرة الثانية أفضل للركوع، وإن لم يكبر تكبيرة ثانية تجزئه تكبيرة الإحرام.

ثم بعد ذلك إذا هوى للركوع فله مع الإمام ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن يتيقن أنه هوى للركوع، ووصلت يديه إلى ركبتيه قبل أن يرفع الإمام رأسه، قبل أن يقيم صلبه، في هذه الحالة أدرك الركعة.

الحالة الثانية: أن يتيقن أن الإمام رفع رأسه وأقام صلبه قبل أن يهوي، هنا فاتته الركعة.

الحالة الثالثة: أن يشك، لا يدري هل رفع الإمام رأسه وأقام صلبه أم لا، في هذه الحالة يقضي أيضًا.

س: إذا أقام صلبه ولم يقل سمع الله لمن حمده؟

الشيخ: إذا علم أنه أقام صلبه، خلاص، ولو لم يقل، ما دام أقام صلبه خلاص، رفع، التكبيرة واجبة.

س: قد لا أرى الإمام ولا أسمعه إلا بعد سمع الله لمن حمده

الشيخ: العبرة بالتكبير، فإذا لم تره فالتكبير كافي.

س: إذا كبر وهو قاضي تنقلب نافلة؟

الشيخ: لأنه ترك القيام، النوافل نافلة، على اسمها (نافلة)، يجوز أن تصلي النافلة جالس، سنة الضحى، والسنن الرواتب، لكن لك نصف أجر القائم، لكن الفريضة لا يجوز، لا يجوز أن تصلي الفريضة جالسًا وأنت تستطيع القيام، هذا هوى للركوع، ترك القيام، فصارت نافلة، تصح نافلة ولا تصح فريضة، لما هوى للركوع وهو يكبر تكبيرة الإحرام، ما أدى القيام، سقط هذا الركن، وهذا يسقط في حق المتطوع، أما المفترض فلا، إلا مع العجز، إذا كان معه عجز.

س: يكون كبر تكبيرة الإحرام في غير موضعها؟

الشيخ: لا، هذا موضعها، كبر وهو يهوي، له أن يتطوع بدون قيام، وهذا صلى بدون قيام فتكون تطوع صلاته، فات عليه القيام، لما هوى فات عليه القيام، ما أتى بركن.

بَابُ رَفْعِ الْإِمَامِ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَبْلَ الْمَأْمُومِ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ أَبِي مُوسَى: «فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ»

سبق شرح حديث أبي موسى.

قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ».

(فَتِلْكَ بِتِلْكَ) يعني تأخر المأموم عن الإمام في مقابل تقدم الإمام قبله، حينما يرفع قبله، والمأموم راكع، فتلك بتلك، يعني تأخر المأموم عن الإمام، الإمام تقدم الآن وتأخر المأموم، ثم بعد ذلك المأموم رفع والإمام راكع [00:08:06]، فتلك بتلك، تأخر المأموم مقابل تقدم الإمام، وتأخر الإمام كذلك، يعني تأخر أحدهما في مقابل تقدم الآخر.

سبق كلام المؤلف عليه، ماذا قال ابن خزيمة على قوله: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ»؟

قال: زاد بندار، فقال نبي الله: «فَتِلْكَ بِتِلْكَ»، يريد أن الإمام يسبقكم إلى الركوع، فيركع قبلكم، فترفعون أنتم رؤوسكم من الركوع بعد رفعه، فتمكثون في الركوع، فهذه المُكثة في الركوع بعد رفع الإمام الرأس من الركوع بتلك السبقة التي سبقكم بها الإمام إلى الركوع، كذلك السجود.

الشيخ: نعم، يعني هو يسبقكم ثم تمكثون هذه بهذه، في الركوع وفي السجود، فتلك بتلك.

بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْمِيدِ الْمَأْمُومِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ، وَرَجَاءُ مَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ إِذَا وَافَقَ تَحْمِيدُهُ تَحْمِيدَ الْمَلَائِكَةِ

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَا الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ، وَيَهْلِكُ كِسْرَى وَلَا كِسْرَى بَعْدُ، وَيَهْلِكُ قَيْصَرُ وَلَا وَقَيْصَرَ مِنْ بَعْدِهِ».

الشيخ: التخريج، تكلم عليه؟

القارئ: قال: الجُنة: الساتر، يُتقى بها الأذى، ويستدفع به الشر، لأنه يمنع العدو من الأذى، ويمنع الناس بعضهم من بعض، ويقاتَل معه الكفار والبغاة، ويتقي به شر العدو والمفسدين.

الشيخ: الرعية والناس يقاتلون مع الإمام الكفار والبغاة، يقاتلون الكفار لكفرهم، ويقاتلون البغاة الذين خرجوا على الإمام وينقمون عليه، فهم يُقاتَلون لئلا يخلِّون بالأمن واجتماع الأمة، القتال يكون للكفار ويكون للخوارج ويكون للبغاة، الكفار يقاتَلون لكفرهم، والخوارج يقاتَلون لدفع شرهم، لأنهم يكفرون المسلمين ويستحلون دماء المسلمين، فيقاتَلون لدفع شرهم، وكذلك البغاة ليسوا خوارج، ولكنهم قومٌ بغوا على الإمام، فينقمون عليه أشياءً، يعني يطالبون بمطالب.

قال العلماء إن هؤلاء على الإمام أن يكشف شبهتهم، ويجيب عن مطالبهم، فإن فاءوا، وإلا قاتَلهم، والناس يقاتِلون معه، الرعية يقاتلون مع الإمام البغاة، والبغاة ليسوا من الخوارج، البغاة عصاة، فهم وإن كانوا يطالبون قد بالإصلاح وكذا، لكن سموا بغاة لأنهم خرجوا على الإمام، وشقوا عصا الطاعة، والمطلوب اجتماع الكلمة، والاتحاد، وأما المطالبة فتكون بالنصيحة المناسبة، ولا تكون بالخروج عليه، ولابالاجتماع، فالبغاة قوم تجمعوا وصاروا يطالبون، ولهذا قال: "يقاتل البغاة والخوارج والكفار".

تخريج الحديث: قال: صحيح، أخرجه أحمد وعبد ابن حميد ومسلم وأبو عوانة من طريق أبي علقمة عن أبي هريرة به.

الشيخ: من المحشي؟

القارئ: الفحل.

الشيخ: ما ذكره في مسلم، أعد الباب.

بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْمِيدِ الْمَأْمُومِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ

في مسلم في قصة الحمد، حمد الإمام، في الصحيح قصة الرجل الذي حمد الله، فقال النبي: «لقد رأيت بضع عشرة ملكًا يحملونها»، قال: "ربنا لك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه"، قصة تحميده [00:14:59] في الصحيحين.

بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْمِيدِ الْمَأْمُومِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ، وَرَجَاءُ مَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ إِذَا وَافَقَ تَحْمِيدُهُ تَحْمِيدَ الْمَلَائِكَةِ

«إذا قال الإمام: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ فقولوا: آمين؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له»، في الصحيح.

 حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَا الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ، وَيَهْلِكُ كِسْرَى وَلَا كِسْرَى بَعْدُ، وَيَهْلِكُ قَيْصَرُ وَلَا وَقَيْصَرَ مِنْ بَعْدِهِ».

الشيخ: ما ذكر مناسبة أنه يقاتل معه، ويهلك كسرى ويهلك قيصر لأنهم كفار؟ ما التعليق؟

القارئ: قال: الجُنة: الساتر، يُتقى بها الأذى، ويستدفع به الشر، لأنه يمنع العدو من الأذى، ويمنع الناس بعضهم من بعض...

الشيخ: ولذلك سمي (جُنة)، ساتر، إنما الإمام جُنة، لأن الساتر ماذا؟

القارئ: لأن الساتر، يُتقى به الأذى، ويستدفع به الشر، لأنه يمنع العدو من الأذى، ويمنع الناس بعضهم من بعض، ويقاتَل معه الكفار والبغاة، ويتقي به شر العدو والمفسدين. ثم أحال على مجمع البحار، مادة (جنن).

الشيخ: هذا مناسبته، إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده.

س: القيصر من ملك الروم؟

الشيخ: نعم، ملك الروم، وكسرى ملك الفرس، كل من ملك الفرس يسمى كسرى، ومن ملك الروم يسمى قيصر، يعني اصطلاح، وملك الحبشة كذلك يسمى باسمه، وهكذا، ملك البربر، اصطلاحات للملوك.

بَابُ مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالسُّجُودِ، وَثُبُوتِ الْمَأْمُومِ قَائِمًا، وَتَرْكِهِ الِانْحِنَاءَ لِلسُّجُودِ حَتَّى يَسْجُدَ إِمَامُهُ

مهم عناية ابن خزيمة -رحمه الله- في هذا، متابعة الإمام، فينبغي على المأموم أن يتابع الإمام، ينبغي للمأموم أن يظل قائمًا حتى يهوي الإمام ويقع ساجدًا على الأرض، ثم يهوي، وأكثر الناس على الموافقة الآن، يوافقون الإمام، وهذا مكروه، تجدهم يركعون مع الإمام، ويسجدون مع الإمام، السنة المتابعة، والمتابعة أن تأتي بأفعالك بعد أفعال الإمام، وأما المسابقة فهي محرمة، قد تؤدي إلى بطلان الصلاة.

والتأخر كثيرًا عن الإمام أيضًا هذا فيه مخالفة، بعض الناس يتأخر عن الإمام في الركوع أو في السجود، يتأخر كثيرًا، بعض الناس يدعو حتى إن بعضهم في السجدة يصل الإمام للسجدة الثانية وهو ساجد يدعو، هذا خطأ، مخالفة، التأخر مثل المسابقة، مثلما أنه لا يسابقه فلا يتأخر عنه كثيرًا.

س: بعد انقطاع صوته؟

الشيخ: نعم، بعد انقطاع صوته، وبعد أن يهوي إذا كان يشاهده، خلفه، قريب، [00:20:02]، ينبغي للإمام كذلك أن يلاحظ هذا أيضًا، ينبغي أن يكون يُنهي التكبير مع القيام، حتى لا يتسبب في سبق المأموم له.

س: بعض الأئمة يحرص على [00:20:19]؟

الشيخ: هذا ينبغي أن يأتي بـ ...

س: [00:20:23]

الشيخ: لا، ينبغي أن يلاحظ هذا، الصوت الآن ممكن أن يُبلِّغ عنه.

بَابُ مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ الْمَأْمُومَ بِالسُّجُودِ، وَثُبُوتِ الْمَأْمُومِ قَائِمًا، وَتَرْكِهِ الِانْحِنَاءَ لِلسُّجُودِ حَتَّى يَسْجُدَ إِمَامُهُ

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حدثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ نَزَلْ قِيَامًا حَتَّى نَرَاهُ قَدْ سَجَدَ».

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حدثنا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ

الشيخ: سَلَمَةُ أم مَسْلَمَةُ؟

القارئ: عندي هنا (سَلَمَةُ).

طالب: قال: في الأصل (مَسْلَمَةُ)، وهو خطأ، والتصويب من الإتحاف.

الشيخ: معك التقريب؟ سلمة؟

قال: حدثنا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ - وَفِي الْقَلْبِ مِنْهُ - عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَحْنِ أَحَدُنَا ظَهْرَهُ حَتَّى نَرَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدِ اسْتَوَى سَاجِدًا».

تخريج الحديث: صحيح من غير هذا الوجه، أخرجه مسلم بأطول من هذا.

الشيخ: من الذي يقول: "وَفِي الْقَلْبِ مِنْهُ"؟ سلمة؟ المحشي يقول سلمة؟ انظر في التقريب هل هو سلمة أم مسلمة؟

سلمة يقول: "وَفِي الْقَلْبِ مِنْهُ"؟

طالب: نعم.

الشيخ: ما تكلم على سلمة، الفحل؟

طالب: لا.

الشيخ: حديث أنس أليس في الصحيح؟

طالب: نعم، صحيح.

طالب: الأعظمي

الشيخ: الألباني؟ الأعظمي؟

طالب: في حديث أنس قال: صحيح، لم نقف عليه من طريق سليمان عن أنس إلا عند المصنف، وأخرجه مسدد كما في المطالب العالية، وأبو يعلى من طريق سليمان عن رجلٍ عن أنسٍ به، وأخرجه البزار كما في كشف الأستار من طريق حميدٍ عن أنسٍ به، وأخرجه أبو يعلى من طريق الأعمش عن أنس بن مالك والبراء بن عازب، انظر إتحاف المهرة.

الشيخ: وفيه مشروعية متابعة المأموم للإمام، وأنه ينبغي للمأموم ألا يحني ظهره للركوع حتى يستوي الإمام راكعًا، ولا يسجد حتى يقع الإمام ساجدًا على الأرض وينقطع صوته، ولا يقوم من السجود حتى يقوم الإمام وينقطع صوته، هذا هو السنة، المتابعة.

س: لا يكون متأخر المأموم؟

الشيخ: هذا لا يكون متأخر، هذه هي المتابعة، الإمام يركع قبلكم ويسجد قبلكم، الموافقة مكروهة.

بَابُ التَّغْلِيظِ فِي مُبَادَرَةِ الْمَأْمُومِ الْإِمَامَ بِرَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ السُّجُودِ

من السجود أو من  الركوع أيضًا، ليس خاصًّا بالسجود، الحديث عام.

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَحدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم-، أَوْ أَبُو الْقَاسِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَمَّا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟».

وفي لفظٍ: «أن يجعل الله صورته صورة كلب»، ذكر الرواية؟

طالب: صحيح، أخرجه الطيالسي وابن أبي شيبة وإسحاق وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم.

تنبيه: جاء في بعض الروايات: «رأسه رأس حمار»، وفي بعضها: «صورته حمار».

النص الذي جاء: «أَمَّا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟» أو «صورة حمار»، وفي لفظٍ: «يجعل صورته صورة كلب».

طالب: وبعضها جمع اللفظين، وفي بعضهما «وجه حمار».

الشيخ: رواية: «يجعل صورته صورة كلب» ما أشار إليها؟

طالب: ذكر: وأخرجه ابن حبان بلفظ: «أن يحول الله رأسه رأس كلب»، أو: «رأس الكلب».

الشيخ: هذا فيه التغليظ يشير على رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع وفي السجود، ليس خاصًّا بالسجود، «أَمَّا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ»، عام في الركوع وفي السجود، وإذا سبقه بركن أو ركنين متعمدًا بطلت الصلاة، فإن كان ساهيًا أو ناعسًا، فإنه في هذه الحالة يعود إلى ما كان ويأتي بأفعاله بعد أفعال الإمام، ويكون معذورًا.

س: يكون خاصًّا بالركوع؟

الشيخ: لا، ليس خاصًّا بالركوع، المؤلف يقول في السجود، الترجمة في السجود، وهو عام، تكلم عليه المؤلف؟

طالب: ما جاء شرح، النيسابوري ما شرح.

الشيخ: أتكلم على المتن، ماذا بعده؟

بَابُ ذِكْرِ إِدْرَاكِ الْمَأْمُومِ مَا فَاتَهُ مِنْ سُجُودِ الْإِمَامِ بَعْدَ رَفْعِ الْإِمَامِ رَأْسَهُ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ أَبِي مُوسَى: «فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ، فَتِلْكَ بِتِلْكَ»، وَفِي خَبَرِ مُعَاوِيَةَ: «وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ».

الترجمة التالية؟

بَابُ النَّهْيِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْمَأْمُومِ الْإِمَامَ بِالْقِيَامِ وَالْقُعُودِ

قف على هذا، ما جاء تفسير؟ غدًا يأتي معنا لقاء إن شاء الله، وفق الله الجميع، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد