شعار الموقع
شعار الموقع

كتاب فضائل الصحابة (07) باب من فضائل أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها – إلى باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه

00:00

00:00

تحميل
54

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قال الإمام مسلم رحمنا الله وإيّاه .

حدثنا عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى القيسي، كلاهما عن المعتمر، عن ابن حمّاد قال : حدّثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي، قال حدّثنا أبو عثمان عن سلمان، قال: لا تكونّن، إن استطعت، أول من يدخل السّوق ولا آخر من يخرج منها، فإنّها معركة الشّيطان، وبها ينصب رايته.
قال: وأنبئت أن جبريل عليه الصلاة و السّلام أتى نبي الله ﷺ وعنده أم سلمة، قال فجعل يتحدث ثم قام، فقال نبيّ الله ﷺ لأمّ سلمة من هذا ؟ أو كما قال، قالت: هذا دحية، قال فقالت أمّ سلمة: أيم الله! ما حسبته إلا إيّاه، حتى سمعت خطبة نبيّ الله ﷺ يخبر خبرنا، أو كما قال، قال فقلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا ؟ قال: من أسامة بن زيد.

(الشيخ)
بسم الله الرّحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الحديث موقوف على سلمان الفارسي ولكن له حكم الرّفع لأنّ هذا ممّا لا مجال للرأي فيه وإن كان من قول سلمان إلّا أنه له حكم الرفع, فلا يمكن أن يقول سلمان من عند نفسه إنّ السّوق معركة الشّيطان فلا تكونن أولّ من يدخل السّوق ولا آخر من يخرج منه، وفيه دليل على أن الأسواق والمساجد أضداد، فالمساجد بيوت الله وفيها ذكر الله وفيها الملائكة، والأسواق معركة الشّيطان لما فيها من الزّور والبهتان والكذب. وفيه أنه ينبغي للإنسان أن لا يكون أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منه, وإنما يكون في الوسط, وهي معركة الشّيطان لما فيها من المنكرات من تنفيق السّلعة بالحلف الكاذب, ولما فيها من الزّور ولما فيها من السّفور من بعض النّساء إلى غير ذلك من المنكرات، ولهذا صارت معركة الشّيطان بخلاف المساجد فإنّها بيوت الله وفيها ذكر الله، وفيها الدّعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وفيه أنّ أمّ سلمة رأت جبريل, وفيه دليل على أنّ الملائكة يُرون وأنّهم يراهم النّاس أي أمّ سلمة رأت جبريل، لكنّه على صورة دحية الكلبي , فيه دليل على أن الملائكة تتصوّر وتتشكّل، أعطاها الله القدرة على هذا، كان كثيرا ما يأتي بصورة دحية الكلبي وكان رجلا جميلا، وأم سلمة رأته يتكلّم مع النبيّ ﷺ قالت و ايم الله، وايم الله حلف (قسم) أي وأيمن الله حلفت أنها تظنّه دحية الكلبي ولم تعلم أنّه جبريل حتى سمعت النبي ﷺ يخطب ويخبر أنّه جاءه جبريل وقد رأى النّاس جبريل في صورة رجل شديد بياض الثّياب وشديد سواد الشّعر , لا يرى عليه أثر السفر, وجاء  وسأل النبي ﷺ عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن  الإحسان ثم عن الساعة ثم عن أماراتها وقد رآه الناس وقد يكون فيهم منافقون.
فهو يأتي في صور متعددة، ورآه النبيّ ﷺ على صورته التي خلق عليها، له ست مائة جناح مرتين مرّة في الأرض عند البعثة في غار حراء , ومرّة في السّماء ليلة المعراج، ورآه في صور متعددة في أوقات مختلفة. والشّاهد عفا الله عنك.؟ والشاهد فضل أمّ سلمة بأنه أتى بهذه المناقب ومنقبة لأمّ سلمة حيث أنّها رأت جبريل هذا من مناقب أمّ سلمة رضي الله عنها , لأن هذا من المناقب والفضائل , بعدما أتم مناقب فاطمة انتقل إلى مناقب أمّ سلمة رضي الله عنها .


(المتن)

حدّثنا محمود بن غيلان، أبو أحمد، قال حدّثنا الفضل بن موسى السّينانّي، قال أخبرنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ أسرعكن لحاقاً بي، أطولكن يدا. قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداّ. قالت: فكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصدّق.

 (الشيخ)
وهذه منقبة لزينب رضي الله عنها, النّبي ﷺ قال: أسرعكن لحوقا بى أطولكن يدا، فكن يأتين بالقصبة يقسن بها الطّول ، ظننّ أنّ المراد الطول الحسّي, ومراد النّبي ﷺ الطول المعنوي، طول الصدقة والإحسان , فكانت زينب أطولهن يداً في الصدقة والإحسان, وليس المراد أنّ الطول الحسي. ولهذا ظننّ رضي الله عنهنّ  أنّه الطول الحسي فكن يأتين بالقصبة يقسنَ بها طول اليد، فتبين أن المراد الطول المعنوي، فكانت زينب هي أوّل من لحق النبي ﷺ، يعني أولّهن وفاة لأنّها تعمل بيدها  فتتصدق وكانت تسمى أمّ المساكين، سبق أن عائشة رضي الله عنها أثنت عليها كثيراً وأثنت عليها بالبر والصدقة والإحسان والمعروف.


(المتن)

حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: انطلق رسول الله ﷺ إلى أمّ أيمن، فانطلقت معه، قال فناولته إناءً فيه شراب، قال: فلا أدري أصادفته صائما أو لم يرده ، فجعلت تصخب عليه وتذمّر عليه.

 (الشيخ)
أم أيمن كانت حاضنة النبي ﷺ وهي بمثابة أمّه وهي مرضعته فهي تدل عليه من الإدلال ورأى أنها أمه وهي بمثابة أمّه وهي أمّ أسامة بن زيد، جاء إليها فقدمت له شرابا وقال فلا أدري أصادفته صائما أو لم يرده فجعلت تصخب, يعني لماذا تمتنع من الشرب وأنا بمثابة أمك, فكانت تدل عليه لما لها عليه من الإحسان و الحضانة فلهذا كانت تدل عليه ولا تبالي لعلمها بأن النبي ﷺ يقدرها ويعرف لها حقها و فضالتها.


(المتن)

حدثني زهير بن حرب، قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: قال أبو بكر ، بعد وفاة رسول الله ﷺ، لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله ﷺ يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسول الله ﷺ، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ﷺ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

 (الشيخ)
وهذا فيه مشروعية زيارة الصالحين وجواز زيارة المرأة الصّالحة من غير خلوة ولاسيّما إذا كانت كبيرة السن, فلا بأس أن يزورها عدد من الناس اثنان فأكثر، وفيه دليل على أن صوت المرأة ليس بعورة, ولهذا تتحدّث معهم ويتحدثوا معها، ولكن المرأة منهية عن الخضوع بالقول, إذا كان بصوت عادي فلا يكون عورة، تتكلم بقدر الحاجة وبالصوت العادي ولازالت النساء تكلّم الرجال وتستفتي, لكن الخضوع والترخيم في القول والصوت, هذا هو الذي يطمع الفاسق فيها، ولذلك قال الله وتعالى للنساء:  فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، أي مرض الشهوة.
وفيه أن البكاء تذكر ما عند الله من الفضل والإحسان أنّه لا بأس به، وأنّه لا بأس بالبكاء والاجتماع على البكاء , وأنه إذا بكى واحد أو اثنان أو ثلاثة لأنّ هذا مما يتقربون به إلى الله عز وجل لأنه فيه رقة وتذكر لنزول الوحي وتذكّر للخير، فبكت فقالوا لها ما يبكيك ألا تعلمين أن ما عند الله خير؟! قالت : بلى أعلم ولكن بكائي لأجل انقطع الوحي من السماء, فجعلا يبكيان معها , هيجتهما على البكاء معها وأرضاهم .
وهذا من فضائل أم أيمن ومن مناقبها رضي الله عنها .


(المتن)

حدثنا حسن الحلواني، قال حدثنا عمرو بن عاصم، قال حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس--، قال: كان النبيّ ﷺ لا يدخل على أحدٍ من النّساء إلا على أزواجه، إلا أمّ سليم، فإنه كان يدخل عليها، فقيل له في ذلك، فقال إنّي أرحمها، قتل أخوها معي.
وحدثنا ابن أبي عمر، قال حدثنا بشر (يعني ابن السري)، قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس ، عن النبيّ ﷺ قال دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان، أمّ أنس بن مالك.

 (الشيخ)
وهذا فيه منقبة لأم سليم, النبيّ ﷺ كان يدخل عليها, وفيه الشهادة لها بالجنة كان النبي ﷺ يدخل عليها لأنّه بينه وبينها محرمية من قبل النسب أو من قبل الرضاعة، وأما قول ما قال إن النبي ﷺ من خصائصه أنّه يدخل على المرأة وهو ليس محرما لها فهذا ليس بجيد ليس بصحيح ولكن بينه وبينها محرمية كان يدخل عليها وعلى أختها أم حرام, كان يطعم عندها وسبق أنه كان يقيل عندها القيلولة وأنها لما قالوا وعرق جعلت (...) العرق وتجعله في قوارير لها  وقالت إنه من أطيب الطيب، فكان النبي-ﷺ- يدخل عليها فقيل له في ذلك قال إنّي أرحمها قتل أخوها معي، وفيه جواز الاستثناء من الاستثناء ما كان النبي ﷺ يدخل على أحد من أزواجه إلا على أم سلمة فيه استثناء من الاستثناء, ومنه قوله تعالى : (ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال  إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلناك إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته)، استثناء من الاستثناء فلا بأس الاستثناء من الاستثناء, وفيه الرد على من أنكره, وهذا منقبة لأمّ سليم في الشهادة لها بالجنة, سمع خشفة والخشفة صوت حركة الشيء.


(المتن)

وحدثني أبو جعفر، محمد بن الفرج، قال حدثنا زيد بن الحباب، قال أخبرني عبد العزيز بن أبي سلمة، قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما , أن رسول الله ﷺ قال أريت الجنة، فرأيت امرأة أبي طلحة، ثم سمعت خشخشة أمامي، فإذا بلال.

 (الشيخ)
فيه شهادة لبلال بالجنة، أم سليم مشهود لها بالجنة، وبلال مشهود له بالجنة، منقبة لبلال، والخشخشة الصوت أي الحركة، حركة الشيء اليابس.


(المتن)

حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال حدثنا بهز، قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس ، قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدّثه، قال فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، فقال: ثم تصنّعت له أحسن ما كانت تصنّع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال فغضب وقال: تركتني حتى تلّطخت ثم أخبرتني بابني! فانطلق حتى أتى رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان، فقال النبيّ ﷺ بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال : فحملت، قال فكان رسول الله ﷺ في سفر وهي معه، وكان رسول الله ﷺ، إذا أتى المدينة من سفر، لا يطرقها طروقا، فدنوا من المدينة، فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله ﷺ، قال يقول أبو طلحة: إنّك لتعلم، يا رب! إنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى، قال تقول أم سليم: يا أبا طلحة! ما أجد الذي كنت أجد، انطلق، فانطلقنا، قال وضربها المخاض حين قدمنا، فولدت غلاما، فقالت لي أمي: يا أنس! لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله ﷺ، فلما أصبح احتملته، فانطلقت به إلى رسول الله ﷺ، قال فصادفته ومعه ميسم، فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت؟ قلت: نعم، فوضع الميسم، قال وجئت به فوضعته في حجره، ودعا رسول الله ﷺ بعجوة من عجوة المدينة، فلاكها في فيه حتى ذابت، ثم قذفها في فيّ الصبي، فجعل الصبي يتلمظها، قال فقال رسول الله ﷺ انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله.

(الشيخ)
وهذا فيه منقبة لأم سليم, ومنقبة لأبي طلحة, وفيه دليل على قوة إيمان أم سليم وصبرها وتحملها ورجاحة عقلها فإنها امرأة عاقلة, ومن رجاحة عقلها وقوة إيمانها أنها لما خطبها أبو طلحة قبل أن يسلم قالت مهري الإسلام، إن أسلمت فهو مهري، ولذلك قال إن مهر أم سليم هو أحسن مهر في الإسلام ، فلما أسلم صار مهرها، وفي هذه القصة دليل على قوة وصبرها وتحملها، مات ابنه ابن أبى طلحة ولم تخبره فقالت لأهله لا تخبروه حتى أكون أنا أخبره، وفي اللفظ الآخر في الرواية الأخرى: (أنه لما جاء وسأل عنه قالت هو أسكن ما كان) فهذا تورية هو ميت, والميت ساكن ما يتحرك، فهي تورية, ويظن أنها خف عليه المرض وهي تريد أنه سكن بالموت ما يتحرك, فالميت ساكن ما يتحرك فلما قال كيف ابني فقالت هو أسكن ما كان، فهذه تورية.
ثم بعد ذلك قدمت له الطعام والعشاء وتصنعت له حتى جامعها ثم أخبرته, ثم أيضا ما أخبرته على طول وصادمته بموته، بل قالت يا أبا طلحه لو أن ناسا أعطوا, ناس عارية لأن الناس استعاروا شيئا ثم طلب المعير عاريته فهل يردونه؟ قال: نعم .
فقالت احتسب ابنك, وابنك أعاره الله ثم أخده، فغضب وقال ما أخبرتي حتى تلطخت، فذهب إلى النبي ﷺ فأخبره فدعا له فقال بارك الله في غابر ليلتكما, في غابر يعني في ماضي ليلتكما, فاستجاب الله دعاء نبيه، وولدت هذا الولد وكان من نسله تسعة أولاد كلهم يحفظون القرآن هو عبد الله، وفيه قال النبي ﷺ كان لا يطرق البلد طروقاً, فيه النهي عن طروق البلد وهو الدخول ليلا، وسبقنا الحديث النبي نهى عن الطرق, قال: لا يطرق الرجل أهله ليلا أي لا يدخل البلد ليلا، حتى لا يباغت أهله إلا إذا أخبرهم وعلموا عن طريق الهاتف أو عن طريق الرسول فلا بأس يعني يزول المحذور.
وفيه فضل أبي طلحة في كونه ملازما للنبي ﷺ, فكان يدخل مع النبي ﷺ ويخرج، وفيه فضل أم سليم ضربها المخاض الولادة وهم في الطريق واحتبس أبو طلحة شق عليه ذلك قال يا رب إنك تعلم أني أحب أن أدخل مع رسولك وأمضي مع رسولك والآن احتبست, ثم بعد ذلك زال ما تجده أم سليم من الولادة فارتفعت الولادة حتى وصلت إلى البلد ثم رجع المخاض عليها، وهذه كرامة من كرمات أم سليم جاءها المخاض والطلق قبل أن يدخلوا ثم ارتفع، ارتفع الطلق حتى دخلت البلد ووصلت البيت فعاد عليها الطلق, هذه منقبة من مناقب أم سليم, وفيه مشروعية تحريك الطفل, فإن النبي ﷺ حنكه, والتحنيك هو أمر بعجوة من عجوة المدينة، وهي تمر المعروف تمر العجوة المعروف الذي جاء في الحديث: من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يصيبه في ذلك اليوم سم ولا سحر فمضغ  التمرة النبي ﷺ حتى ذابت ثم قذفها في فم الصبي وجعله يتلمظ وقال انظروا حب الأنصار وسماه عبد الله, استحباب التسمية بعبد الله. وفي اللفظ الآخر في الحديث الآخر : أحب الأسماء عبد الله وعبد الرحمن.
(سؤال)
_ هل هناك أحد يحنك غير النبي ﷺ ؟
(الشيخ)
نعم, ليس هناك أحد مخصص, لكن الصحابة يحنكه النبي ﷺ للتبرك به عليه الصلاة والسلام, وهذا خاص به، فالصحابة يأتون النبي-ﷺ- قالت أم سليمة لا ترضعوه ولا تعملوا أي شيء حتى يكون أول ريق يدخل في فمه ريق النبي ﷺ للتبرك لما جعل الله في جسده وما لامس جسده من البركة, هذا خاص به، و أما ما عدا ذلك يحنكه أي واحد يحنكه أمه أو أبوه أو أي واحد, وأما قول النووي وجماعة إنه فيه التبرك بالصالحين هذا غلط ليس بصحيح هذا من وسائل الشرك, والصحابة ما فعلوا هذا مع غير النبي ﷺ هذا خاص بالنبي ﷺ ما عدا النبي ﷺ يحنكه أي واحد .
(سؤال)
هل هو من السنن عفا الله عنك ؟
(الشيخ)
نعم, ظاهر هذا أنه يستحب,
سؤال...
 وكذلك قد جاء النبي-ﷺ- وهو في يده ميسم يسوم الغنم والميسم حديدة تحمى بالنار ثم تلصق على شيء من جسد الدابة فيجعل علامة مثل خط أو خطين أو دائرة حتى تعرف هذه الدابة لمن، كل قبيلة لها وسم, وفيه مشروعية الوسم وفيه جواز الوسم وهذا مستثنى من النهى عن التعريف بالنار لأن هذا فيه مصلحة تربوا على المضرة، الوشم فيه مضرة وتعريف بالنار لكنها مضرة قليلة والمصلحة أكبر, فلهذا جاز الوسم، الوسم فيه إيذاء للحيوان، وفيه كونك تلصق الحديدة بالنار وتلصقها عليه يؤذيه لكنها أذية قليلة والمصلحة أكبر.
ومثل ذلك أيضا ثقب أذان الصبايا، الصبيات البنات الصغار تثقب الأذن حتى يوضع فيها الحلي والغوايش، هذا يؤذيها كونك تثقبها بالإبرة لكنها مضرة قليلة في جلب المصلحة، كون في أذنيها خواتم وغوايش هذا يفرحها وتجلس مدة طويلة فرحة, أما ثقبها بالإبرة هذا صحيح, فهذا فيه إيذاء لها لكنه شيء قليل أذية قليلة مغتفرة في جلب المصلحة الكبيرة، ومن ذلك الوسم ولكن الوسم لا يكون في الوجه ولا في الرأس وإنما يكون في الأذان أو في الظهر أو في الفخذ.
سؤال: الوسم للدواب فقط.؟
نعم الوسم للدواب فقط, الآدمي ما يوسمون علامة,
(..مداخلة..) الإبل والغنم و غيرها والبقر, والغنم في آذانها كل الدواب،
(..مداخلة..) وهذا معروف عند العرب معروف إلى وقت قريب والناس يسمون , غالبا تجد الإبل في البر وعليها وسم التي ترعى في البر عشان يعرفها أصحابها .
(سؤال)
 هذا وشم ما هو بوسم ولكن من باب الوشم, الوشم  لعن الله الواشمة والمستوشمة الذي يشق الجلد حتى يخرج الدم ويصب فيه شيء من الكحل أحمر أو أخضر هذا الوشم, بعضها في الوجه أشد, بعضها في الوجه وشم,
سؤال........
 بالمطرقة لا حول ولا قوة إلا بالله صار مثل الوشم هذا غير الوشم, نسأل الله العافية هذا محرم لا يجوز  الآدمي لا يجوز .


(المتن)

حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، قال حدثنا عمرو بن عاصم، قال حدثنا سليمان بن المغيرة، قال حدثنا ثابت، قال حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: مات ابن لأبي طلحة، واقتص الحديث بمثله.
حدثنا عبيد بن يعيش ومحمد بن العلاء الهمداني، قالا: حدثنا أبو أسامة عن ابن حيان، ح, وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ له)، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو حيان التيمي، يحيى بن سعيد عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله ﷺ لبلال، عند صلاة الغداة يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة، قال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة، من أني لا أتطهر طهورا تاما، في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور، ما كتب الله لي أن أصلي.

 (الشيخ)
وهذه فيه منقبة لبلال والشهادة له بالجنة صلاة الغداة صلاة الصبح, قوله قرب يدي يعني أمامي, وفيه مشروعية الصلاة بعد الوضوء, فيه مشروعية سنة الوضوء وأنه يشرع للمسلم أن يتوضأ وأن يصلي أقل شي ركعتين سنة الوضوء، يصلي ركعتين وإذا زاد فهو خير، وفي هذا أرجى عمل يعمله بلال وهو أنه ما تطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صلى فيه ركعتين، يعني قوله من ليل أو نهار يشمل أوقات النهي, دليل على أن هذا مستثنى من وقت النهي, أما سنة الوضوء مستثناة مثل تحية المسجد ، إذا توضأ الإنسان بعد العصر صلى ركعتين ولو كان في وقت النهي التي هي سنة الوضوء ولا يزيد عن ركعتين في وقت النهي ،  أما في غير وقت النهي يزيد , وهذا صار سنة لإقرار النبيّ ﷺ له لأن النبي ﷺ أقره على ذلك.
(سؤال)
 (31:26)
(الشيخ)
معلوم هذا لابد منه, الفرائض والواجبات هذا ما فيه شك, قد يكون أرجى عمل كونه يؤدي الفرائض ويتركها, يعني بعد أداء الفرائض لا شك أن الفرائض لابد منها , ويدل عل هذا الحديث القدسي يقول الرب سبحانه وتعالى: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه ثم قال الرب سبحانه: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه يعني بالفرائض .


(المتن)

حدثنا منجاب بن الحارث التميمي وسهل بن عثمان وعبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي وسويد بن سعيد والوليد بن شجاع (قال سهل ومنجاب: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا إلى آخر الآية، قال لي رسول الله ﷺ قيل لي: أنت منهم".

(الشيخ)
وهو عبد الله بن مسعود (...) من أصحابه , فيه منقبة له لأنه من الذين آمنوا.


(المتن)

حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع - واللفظ لابن رافع - قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى، قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فكنّا حينا وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله ﷺ، من كثرة دخولهم ولزومهم له.

(الشيخ)
وهذا منقبة لعبد الله وأمه.


(المتن)

حدثنيه محمد بن حاتم، قال حدثنا إسحاق بن منصور، قال حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه، عن أبي إسحاق؛ أنه سمع الأسود يقول: سمعت أبا موسى يقول: لقد قدمت أنا وأخي من اليمن، فذكر بمثله.
حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وابن بشار، قالوا: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي موسى، قال: أتيت رسول الله ﷺ وأنا أرى أن عبد الله من أهل البيت، أو ما ذكر من نحو هذا.

(الشيخ)
أي وكأنه من أفراد البيت من كثرة دخوله وخروجه على بيت النبي ﷺ, هذه خصوصية خاصة لعبد الله بن مسعود وأمه.


(المتن)

حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى)، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود، حين مات ابن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك، إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا.

(الشيخ)
وهو عبد الله, وهذه منقبة يؤذن له بدخول البيت ويحجب غيره ويحضر ويشهد إذا غاب غيره، فيه منقبة في دخول بيت النبي ﷺ ولزومه له.


(المتن)

حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا قطبة (هو ابن عبد العزيز) عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله، وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله ﷺ ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا.
وحدثني القاسم بن زكرياء، قال حدثنا عبيد الله (هو ابن موسى) عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص، قال: أتيت أبا موسى فوجدت عبد الله وأبا موسى، ح, وحدثنا أبو كريب، قال حدثنا محمد بن أبي عبيدة ، قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى، وساق الحديث، وحديث قطبة أتم وأكثر.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال أخبرنا عبدة بن سليمان، قال حدثنا الأعمش عن شقيق، عن عبد الله؛ أنه قال: وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثم قال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول الله ﷺ بضعا وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله ﷺ أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه. قال شقيق: فجلست في حِلق أصحاب محمد ﷺ، فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه، ولا يعيبه.

(الشيخ)
حلق جمع حلقة وهي حلقة العلم تسمى حلقة والجمع حلق, وعبد الله بن مسعود كان له قراءة تخالف قراءة الجمهور, ولما جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان-- المصحف ثم بعد ذلك حصل اختلاف بعض الناس في بعض الغزوات جاء حذيفة إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان قال أدرك هذه الآمة قبل أن تختلف في كتابها كما اختلف اليهود والنصارى فجمع المصحف مرة ثانية.
كان الجمع الأول كان في زمن أبي بكر, ثم أمر بجمعه على حرف واحد وهو الحرف الذي كانت العرب في الأخير وهو حرف قريش وأمر بأن يكون على حرف واحد واتفق بقية المصاحف, وأرسل إلى كل ناحية كل قطر مصحفا, مصحف المدينة, مصحف مكة, مصحف أهل الكوفة، مصحف أهل مصر, أما عبد الله بن مسعود فامتنع أن يعطيهم مصحفه, فقال لأهل الكوفة يا أهل الكوفة غلوا أخفوه , فإنه من يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ونعم إذا غل تأتون بالمصاحف يوم القيامة, نعم الشيء الذي تغلونه, غلوه أخفوه وستأتون به يوم القيامة وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , أنتم أخفيتم المصحف، تأتون بالمصحف، وهذا شهادة منه كان له قراءة خارقة قراءة سرية يقال إنها ليس فيها المعوذتان,.
سؤال – ما كان يرى الجمع ؟
جواب الشيخ: ما أعطاهم مصحفه لأن عثمان أمر بأن تحرق جميع  المصاحف ماعدا المصحف الذي كان على العرض الأخير عرض جبريل قراءة المصحف على النبي ﷺ في السنة الأخيرة , حتى لا يختلف الناس فجمعهم على حرف واحد حرف قريش وما خالفه أحرق , عبد الله بن مسعود قال لأهل الكوفة غلوا خلوا مصحفكم معكم غلوه فإنه من يغلل يأتي بما غل يوم القيامة .
(..) وقال هذا إني قرأت سبعين سورة أو كذا على رسول الله ﷺ من تأمرون يقرأ , من يقرأ.؟ ما في أحد أقرأ مني , يقول تريدني أن أترك قراءتي التي قرأتها على النبيّ ﷺ, لا أريد مصحفي أتمسك به هذا معناه ,
(.......) مصحف عبد الله بن مسعود .


(المتن)

حدثنا أبو كريب، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا قطبة عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: والذي لا إله غيره! ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت، وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أن أحدا هو أعلم بكتاب الله مني، تبلغه الإبل، لركبت إليه.

 (الشيخ)
وهذه منقبة لعبد الله , يقول ما من آية إلا يعلم كيف نزلت وأين نزلت يعني في أي مكان نزلت.


(المتن)

وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم

الشيخ: اللي قبلها كيف نزلت وفيما أنزلت,
الطالب: حيث نزلت.
(الشيخ)
حيث نزلت يعني المكان وفيما أنزلت, ما من أهل الأرض يعرف المكان الذي نزلت فيها ويعرف سبب نزولها, هذه منقبة, ومع ذلك يقول لو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغ الإبل لركبت إليه, هذا الرحلة في طلب العلم من قديم قال ابن مسعود, يعني لو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله رحلت تبلغه الإبل رحلت إليه حتى آخذ العلم منه، وهذا هو عبد الله بن مسعود الذي أخذ العلم عن النبي ﷺ وارتوى بالعلم , ومع ذلك يقول لو أعلم أحدا أعلم مني رحلت إليه, إن كانت تستطيع أن تصل إليه الإبل يعني هي المركوب ما عندهم طائرات ولا سيارات ولا مراكب بحرية , الإبل هي المركوب هي المراكب.


(المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا وكيع، قال حدثنا الأعمش عن شقيق، عن مسروق، قال: كنا نأتي عبد الله بن عمرو فنتحدث إليه - وقال ابن نمير: عنده - فذكرنا يوما عبد الله بن مسعود ، فقال: لقد ذكرتم رجلا لا أزال أحبه بعد شيء سمعته من رسول الله ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به - ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم، مولى أبي حذيفة .

(الشيخ)
ابن أم عبد وهو عبد الله بن مسعود ابن أم عبد, وفيه منقبة لهؤلاء الأربعة , وفي بعضها بلال ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وفي بعضها أُبي بن كعب وعبد الله بن مسعود.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالوا: حدثنا جرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: كنا عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، فذكرنا حديثا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فقال: إن ذاك الرجل لا أزال أحبه بعد شيء سمعته من رسول الله ﷺ يقوله، سمعته يقول اقرؤوا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد - فبدأ به -، ومن أُبي بن كعب، ومن سالم، مولى أبي حذيفة، ومن معاذ بن جبل، وحرف لم يذكره زهير، قوله: يقوله.

 (الشيخ)
كلمة يقول يعني حذفت, وفيه مشروعية محبة أهل الخير وأن محبة الصالحين دين يدين الإنسان به ربه, محبة أهل الخير محبته من محبة الله ومحبة الرسول ﷺ ومحبة الصالحين, ولهذا قال لا أزال أحبه منذ سمعت رسول الله ﷺ يقول ما قال, ولهذا فإن المحبة محبة أهل الخير وأهل الصلاح لا يغلو فيها الإنسان وإنما يكون محبة معتدلة, لأنه إذا غلا عبدهم من دون الله, ولهذا قال الله في كتابه: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ أهل الكتاب غلوا وقال عليه السلام لا تطروني كما (.....) , فإنما أنا عبد الله ورسوله, فيه حب الإنسان للصالحين لكن لا يغلو فيهم فلا يعبدهم من دون الله ولا يعطيهم حق الله, ولا يفرط في حقهم ويجفوهم فيعاديهم بل يحبهم من غير غلو.

(السؤال)  
_ هل يجوز أن نقرأ بقراءة ابن مسعود في الصلاة ؟
(الشيخ)
إذا كانت سرية فلا بأس , أما إذا كانت شاذة لا, القراءة الشاذة ما تصح القراءة فيها, تحمل على أنها تفسير مثل قراءة ابن مسعود (فصيام ثلاثة أيام متتابعات ) متتابعات تحتاج إلى تفسير في قراءة ابن مسعود (متتابعات) ومثل ما جاء في مصحف عائشة: (حافظوا على الصلاة الوسطى وصلاة العصر ) وصلاة العصر تحمل على التفسير, القراءة لابد أن تكون متواترة يتعبد بها لتصح الصلاة بها, أما القراءة الشاذة تكون تفسيرا, ولا يقرأ بها في الصلاة ولا يتعبد بها في القراءة .


 (المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، بإسناد جرير و وكيع، في رواية أبي بكر عن أبي معاوية، قدم معاذاً قبل أبي، وفي رواية أبي كريب، أُبي قبل معاذ.
حدثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، ح, وحدثني بشر بن خالد، قال : حدثنا محمد (يعني ابن جعفر)، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، بإسنادهم، واختلفا عن شعبة في تنسيق الأربعة .
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال  حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن مسروق، قال: ذكروا ابن مسعود عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، بعد ما سمعت من رسول الله ﷺ يقول استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم، مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل.
حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، قال حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، وزاد: قال شعبة: بدأ بهذين، لا أدري بأيهما بدأ.
حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا أبو داوود، قال حدثنا شعبة عن قتادة ، قال: سمعت أنس يقول: جمع القرآن، على عهد رسول الله ﷺ، أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
قال قتادة: قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
حدثنا أبو داوود، سليمان بن معبد، قال حدثنا عمرو بن عاصم، قال همام، حدثنا قتادة قال: قلت لأنس بن مالك من جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت ورجل من الأنصار، يكنى أبا زيد.
حدثنا هدّاب بن خالد، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله ﷺ قال لأُبي إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك قال: آلله سماني لك؟ قال الله سماك لي قال فجعل أُبي يبكي.

(الشيخ)
وهذه منقبة لأُبي, في الحديث السابق منقبة لهؤلاء الأربعة اللي جمعوا القرآن واستقرؤوه وهذا فيه منقبة لأُبي--، هذه منقبة عظيمة الرسول ﷺ يقول لأبي إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن, رسول الله نزل عليه القرآن أمره الله أن يقرأه على أُبي, فقال أُبي آلله؟ من باب التأكد والتحقق وليس من باب الشك, فإن أُبي لا يشك في خبر النبي ﷺ, لكن  من باب زيادة العلم, كما قال الله عن إبراهيم أنه قال: ولكن ليطمئن قلبي.
قال أُبي أسماني؟ أسماني لك يا رسول الله؟ يعني هل الرب سبحانه وتعالى سماني هل قال أقرأه على أُبي أو قال اقرأه على واحد من أصحابك يعني ؟ فقال النبي ﷺ بل سماك فبكى أُبي بكاء فرح سرور البكاء قد يكون للفرح وقد يكون للحزن , فالبكاء أنواع يكون للفرح, يكون للحزن, يكون لأشياء أخرى, فهذا بكاء فرح وسرور وهذه منقبة عظيمة لأُبي.


(المتن)

قال حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ لأُبي بن كعب "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ قال: وسماني؟ قال نعم قال : فبكى.
حدثنيه يحيى بن حبيب، قال حدثنا خالد (يعني ابن الحارث)، قال حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس يقول: قال رسول الله ﷺ لأبي، بمثله . 
حدثنا عبد بن حميد، قال أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريج، قال أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله ﷺ، وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن.
حدثنا عمرو الناقد، قال حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي، قال أخبرنا الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال النبي ﷺ اهتز عرش الرحمن، لموت سعد بن معاذ.

(الشيخ)
الله أكبر هذه منقبة عظيمة لسعد بن معاذ اهتز له عرش الرحمن منقبة ما حصلت لغيره الله أكبر وهو الذي حكم في بني قريظة في قتل مقاتلة مسببة ذراريهم, فقال له النبي ﷺ لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات وأرضاه.


(المتن)

حدثنا محمد بن عبد الله الرزي، قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد، عن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك ؛ أن النبي ﷺ قال: وجنازته موضوعة - يعني سعد - اهتز لها عرش الرحمن.
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: أهديت لرسول الله ﷺ حلة حرير، فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها، فقال أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة، خير منها وألين.

 (الشيخ)
وهذه مكونة من شيئين يعني من قطعتين، حلة حرير وفيه الشهادة لسعد بن معاذ بالجنة ولهذا قال مناديل سعد في الجنة خير من هذه فيه الشهادة له بالجنة وأرضاه.
(السؤال)
(57:02)
(الشيخ)
لا هذا تأويل لكن إذا قال اهتز استبشاراً اهتز يتحرك وهذا منطوق الحديث اهتز لو قلنا الإنسان يتأول الأصل أنه لا يجوز التأويل إلا بدليل، على ظاهره, الرسول خاطبنا بما نعرف.
المقصود سبب الاهتزاز استبشار وفرح, يعني جاءه الله تعالى في العرش إحساس , اهتز لموت سعد قد يقال للاستبشار وقد يقال اهتز لشدة الفاجعة والهول والمصيبة هذا هو الظاهر, والله تعالى جعل فيه التمييز كما جعل في الحجارة في الجبال وقال وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ  وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ يهبط من خشية الله إذن الدعوة هي الخشية, وفي الحديث أن النبي ﷺ قال في جبل أحد: جبل يحبنا ونحبه جعل الله فيه الإحساس المحبة , كذلك جعل الله الإحساس في العرش فاهتز لموت سعد لهول الفاجعة والمصيبة, أما القول اهتز فرحاً واستبشاراً, هذا خلاف الظاهر كما قال النووي: الأقرب والله أعلم أنه لم يهتز للفرح , اهتز من هول الفاجعة والمصيبة, إلا بدليل لو جاء دليل ينص على العلة وأنه للاستبشار قلنا به.
(.....) يعني اهتمام بهذا الخبر.


(المتن)

حدثنا أحمد بن عبده الضبي، قال حدثنا أبو داوود، قال حدثنا شعبة، أنبأني أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: أُتي رسول الله ﷺ بثوب حرير، فذكر الحديث، ثم قال ابن عبده، أخبرنا أبو داوود، قال حدثنا شعبة، قال حدثني قتادة عن أنس بن مالك ، عن النبي ﷺ، بنحو هذا أو بمثله.
حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال حدثنا أمية بن خالد، قال حدثنا شعبة، بهذا الحديث، بالإسنادين جميعا، كرواية أبي داوود.
قال : حدثنا زهير بن حرب، قال حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا شيبان عن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك--؛ أنه أُهدي لرسول الله ﷺ جبة من سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال والذي نفس محمد بيده! إن مناديل سعد بن معاذ، في الجنة، أحسن من هذا.

(الشيخ)
السندس نوع من الحرير , السندس والإستبرق نوعان من الحرير أحدهما غليظ والآخر رقيق .


(المتن)

حدثناه محمد بن بشار، قال حدثنا سالم بن نوح، قال حدثنا عمر بن عامر عن قتادة، عن أنس رضي الله عنهما ؛ أن أكيدر دومة الجندل أهدى إلى رسول الله ﷺ حلة، فذكر نحوه، ولم يذكر فيه: وكان ينهى عن الحرير.

(الشيخ)
لا شك أن النبي ﷺ كان ينهى عن الحرير ينهى الرجال عنه , ولا يجوز لبسه للرجال .


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عفان، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال حدثنا ثابت عن أنس--؛ أن رسول الله ﷺ أخذ سيفاً يوم أحد.

الشيخ: بركة , قف على حديث ثابت.
(....مداخلة....)

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد