شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_9

00:00
00:00
تحميل
92

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:

بَابُ التَّكْبِيرِ لِافْتِتَاحِ الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قال: حدثنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَعْلَمُ غَيْرَ هَذَا.

فَقَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ.

هذا يسمي حديث المسيء، وهو حديثٌ صحيح، رواه البخاري، وفيه وجوب الطمأنينة في جميع الأركان؛ في الركوع، والسجود، والقراءة، والجلوس، وبين السجدتين، وفيه وجوب التكبيرة الأولى، وأن تكبيرة الإحرام هي تكبيرة الافتتاح، ولهذا بوّب المؤلف فقال: (بَابُ التَّكْبِيرِ لِافْتِتَاحِ الصَّلَاةِ) وهي تكبيرة الإحرام، وهذه رُكن من أركان الصلاة، بل لا تنعقد الصلاة إلا بها.

وفيه دليل على أن تكبيرة الإحرام ركن، وأنه لا تصح الصلاة إلا بها، وفيه دليل على وجوب الطمأنينة في جميع الأركان، قال «ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا»، هذا دليل على وجوب الطمأنينة في جميع الأركان، وهي ركن.

س: في كل الأركان؟

الشيخ: نعم، في كل الأركان، الركوع، والرفع منه، والسجود، وبين السجدتين، كل الأركان.

س: ما مقدار الطمأنينة؟

الشيخ: هو أن يعود كل مفصل إلى موضعه ويسكن.

س:نقول أعد الصلاة إذا صلى ما اطمأن تصير صلاته سريعة؟

الشيخ: يطمئن يعني يسكن ويركد حتى يعود كل مفصل إلى موضعه.

بَابُ ذِكْرِ الدُّعَاءِ بَيْنَ تَكْبِيرَةِ الِافْتِتَاحِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».

وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ. أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.

قَالَ أَبُو صَالِحٍ: "لَا إِلَهَ لِي إِلَّا أَنْتَ".

وهذا استفتاح، وفيه مشروعية الاستفتاح في الصلاة، وهو ذكر بين تكبيرة الإحرام وبين القراءة، وهذا استفتاحٌ طويل، وهذا كان يستفتح به النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل، «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» الرسول -صلى الله عليه وسلم-يقول: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ». والمسلم يقول: وأنا من المسلمين. ثُمَّ يأتي بهذا الاستفتاح.

والاستفتاحات كثيرة، لكن أصح استفتاح ما رواه الشيخان -البخاري ومسلم- عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «اللهُمَّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهُمَّ نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد». هذا أصح استفتاح، ومن أفضلها في ذاته: سُبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. كان عُمر يعلمه الناس على منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، واختارها الإمام محمد بن عبد الوهاب. وهو أفضل الاستفتاحات في ذاته؛ لأنه ذكرٌ وثناء، وهو سُنة، مستحب.

قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، قال: حدثنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، وَعَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ، عَنِ الْأَعْرَجِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَأَحَدُهُمْ يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ الْحَرْفَ وَالشَّيْءَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَوْلُهُ: «وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ»، أَيْ: لَيْسَ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ.

عمن نقل هذا التفسير؟

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَوْلُهُ: «وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ»، أَيْ: لَيْسَ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ.

هذا فيه نظر، «وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ»، أي: الشر المحض ليس إليك، ليس إليك الشر المحض الذي لا حكمة في تقديره، لا يوجد، هذا الأقرب في معناه، يقول: "والشر ليس إليك"، فيه نظر، ما نقل هذا أحد التفسير هذا عن أبي بكرة، الشر المحض يعني الشر الذي لا حكمة في تقديره ليس إليك، لا يوجد، والشرور الموجودة كلها نسبية، ليست الشرور محضة، هذا الأقرب في معناه.

بَابُ ذِكْرِ بَيَانِ إِغْفَالِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الدُّعَاءَ بِمَا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ غَيْرُ جَائِزٍ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ

قف على هذا.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد