شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_10

00:00
00:00
تحميل
79

س: بعض الذين [00:00:14]؟

الشيخ: هذا كلام باطل، الله تعالى قال: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾[البقرة:31]، لا يوجد صدفة، التجارب لا بأس، تجارب، لكن صدفة لا.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة -رحمه الله-:

بَابُ إِبَاحَةِ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّكْبِيرِ، وَقَبْلَ الْقِرَاءَةِ، بِغَيْرِ مَا ذَكَرْنَا فِي خَبَرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ هَذَا الِاخْتِلَافَ فِي الِافْتِتَاحِ مِنْ جِهَةِ اخْتِلَافِ الْمُبَاحِ، جَائِزٌ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَفْتَتِحَ بِكُلِّ مَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ بِهِ بَعْدَ التَّكْبِيرِ مِنْ حَمْدٍ وَثَنَاءٍ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَدُعَاءٍ مِمَّا هُوَ فِي الْقُرْآنِ، وَمِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الدُّعَاءِ

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا». ثَلَاثَ مِرَارٍ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا» ثَلَاثَ مِرَارٍ، «سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا». ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ يَتَعَوَّذُ بِشَبِيهٍ مِنَ التَّعَوُّذِ الَّذِي فِي خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي إِسْنَادِ خَبَرِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.

الله أكبر الله أكبر، الحمد لله كثيرًا الحمد لله كثيرًا، سُبحان الله رب العالمين؛ هذا نوع من أنواع الاستفتاح، الاستفتاحات كثيرة، وهذا نوع منها، قد يكون حمد وثناء، لكن أفضلها في ذاته: «سُبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك». هذا الأفضل الاستفتاحات في ذاته؛ لأن كله ثناء على الله -عزَّ وجلّ-، رواه الإمام مسلم بسندٍ منقطع، ثبت أن عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يُعلِّمه الناس على منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا مشهور، اختاره الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رَحِمَهُ الله-، أفضل الاستفتاحات في ذاتها.

وأصحها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين التكبير والقراءة : «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ». هذا أصح ما ورد في الاستفتاحات، ما رواه الشيخان، لكن هذا الاستفتاح أفضلهم في ذاته.

ويجوز الاستفتاحات الأخرى بأن يُقال: الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله، الحمد لله، سبحان الله رب العالمين.

وهناك استفتاح في صحيح مسلم في حديث عائشة: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام الليل قال: اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».

واستفتاح حديث ابن عباس الطويل: «اللهُمَّ أنت رب السموات والأرض وما فيهن، وأنت قيوم السموات والأرض وما فيهن، وأنت نور السموات وما فيهن ..».

الاستفتاحات كثيرة، أي استفتاح أتى به مما ثبت فقد حصل على السُنة، لكن الاستفتاحات الطويلة هذه في قيام الليل.

س: هل يجوز للمسلم أن يدعو بدعاء..[00:03:38]؟

الشيخ: لا، يستفتح بأحد الاستفتاحات الواردة.

وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَاهُ بُنْدَارٌ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حدثنَا شُعْبَةُ؛ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حدثنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ.

وَرَوَاهُ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، فَقَالَ: عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ ح وحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قال: حدثنَا ابْنُ إِدْرِيسَ؛ ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ جَمِيعًا، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَعَاصِمٌ الْعَنَزِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ عَاصِمٍ مَجْهُولَانِ لَا يُدْرَى مَنْ هُمَا.

أبو بكر هو ابن خزيمة -رحمه الله-، كنيته.

مَجْهُولَانِ لَا يُدْرَى مَنْ هُمَا. وَلَا يَعْلَمُ الصَّحِيحَ، مَا رَوَى حُصَيْنٌ أَوْ شُعْبَةُ.

هذا تضعيف من المؤلف لهذا الحديث، قال: في سنده مجهولان، يعني لا يصح.

وَرَوَى حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَاهُ مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ وَسَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ مُؤَمَّلٌ: قَالَ: حَدَّثَنَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ: عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ غَيْرَ أَنَّ سَلْمًا لَمْ يَقُلْ: فَيُكَبِّرَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ -رحمه الله- لَيْسَ مِمَّنْ يَحْتَجُّ أَهْلُ الْحَدِيثِ بِحَدِيثِهِ.

وَهَذَا صَحِيحٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ مِثْلَ حَدِيثِ حَارِثَةَ لَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَسْتُ أَكْرَهُ الِافْتِتَاحَ بِقَوْلِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» عَلَى مَا ثَبَتَ عَنِ الْفَارُوقِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ، غَيْرَ أَنَّ الِافْتِتَاحَ بِمَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خَبَرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ مَوْصُولًا إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبُّ إِلَيَّ وَأَوْلَى بِالِاسْتِعْمَالِ، إِذِ اتِّبَاعُ سُنَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْضَلُ وَخَيْرٌ مِنْ غَيْرِهَا.

ابن خزيمة -رحمه الله- يقول أنه ثبت عن عمر حديث: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» ولست أكره الاستفتاح به، لكن أحب إليه الاستفتاح الثابت بالسند الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ.

بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾[النحل: 98].

قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ، قال: حدثنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ -وَهُوَ ابْنُ السَّائِبِ-، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَنَفْخِهِ، وَهَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ».

قَالَ: وَهَمْزِهِ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثِهِ: الشِّعْرُ، وَنَفْخِهِ: الْكِبْرِيَاءُ.

هذا فيه مشروعية التعوذ بعد الاستفتاح، وهو مستحب، التعوذ بأن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هذا مستحب عند جمهور العلماء في الركعة الأولى، وكذلك البسملة مستحبة، أما في الركعة الثانية فلا يحتاج إلى استعاذة، لكن إذا كان من أول السورة بسمل، وإن كان في أثناء السورة فلا يحتاج لبسملة، فالمشهور عند العلماء أن الاستعاذة والبسملة مستحبة، وإن تركهما المرء صحت صلاته.

قرر الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- أن التعوذ واجب في رسالته (صفة الصلاة).

س: إذا استعاذ في كل ركعة؟

الشيخ: لا، الصلاة واحدة، يكفي الاستعاذة في الركعة الأولى على الصحيح، بعضهم يرى أنه في كل ركعات لصلاة، من يرى أن كل ركعة لها قراءة مستقلة، والصواب أن الاستعاذة والاستفتاح لا يكون إلا في الركعة الأولى، أما البسملة فتكون في أول السورة، إذا قرأ من أول السورة بسمل، وإن قرأ من وسط السورة فلا يُبسمل.

بَابُ ذِكْرِ سُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ فَضْلِهِ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ ضِدُّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الدُّعَاءَ بِمَا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ يُفْسِدُ صَلَاةَ الْفَرِيضَةِ

أي يقول: يجوز أن يدعو بين الاستفتاح وبين القراءة، يريد أن يرد على مَنْ قال إنه يُفسد الصلاة، فإذا كان هذا الدعاء نوع من أنواع الاستفتاحات الواردة فلا يؤثر على الصلاة، أما إذا كان لم يرد فلا ينبغي له؛ لأنه في هذه الحالة يكون مبتدعًا مخالفًا.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بُنْدَارٌ، قال: حدثنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ؛ ح وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبِسْطَامِيُّ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

ثَلَاثٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُهُنَّ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ، كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا، وَكَانَ يَقِفُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ هُنَيَّةً يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ،

مد هكذا، يرفع يديه مدًّا.

وَكَانَ يَقِفُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ هُنَيَّةً يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَكَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ.

قَالَ بُنْدَارٌ فِي حَدِيثِهِ: ثَلَاثٌ كَانَ يَعْمَلُ بِهِنَّ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا، وَكَانَ يَقِفُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ هُنَيَّةً يَقُولُ: «أَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ»، وَكَانَ يُكَبِّرُ  كُلَّمَا رَكَعَ وَوَضَعَ.

أي يُكبِّر في كل ررفعٍ وخفض، قال: "يقف هنية يسأل الله من فضله"، هذا مجمل تفسره الأحاديث الأخرى التي فيها بيان أن المشروع أن يستفتح بأحد الاستفتاحات الواردة بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، يستفتح.

بَابُ الْأَمْرِ بِالْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ، إِذِ الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ، وَالْمُنَاجِي رَبَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُفَرِّغَ قَلْبَهُ لِمُنَاجَاةِ خَالِقِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَلَا يَشْغَلَ قَلْبَهُ التَّعَلُّقُ بِشَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا يَشْغَلُهُ عَنْ مُنَاجَاةِ خَالِقِهِ

قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزَرِيُّ، قال: حدثنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قال: حدثنَا مُحَمَّدٌ -وَهُوَ ابْنُ إِسْحَاقَ-، قال: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَى رَجُلًا كَانَ فِي آخِرِ الصُّفُوفِ، فَقَالَ: «يَا فُلَانُ أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ، أَلَا تَنْظُرُ كَيْفَ تُصَلِّي؟ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي إِنَّمَا يَقُومُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يُنَاجِيهِ، إِنَّكُمْ تَرَوْنَ أَنِّي لَا أَرَاكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى مِنْ خَلْفِ ظَهْرِي كَمَا أَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ».

وهذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام-، أنه يرى الناس من وراء ظهره، وهذا ثبت في الصحيح «وَإِنِّي لأَرَاكُمْ وَرَاءَ ظَهْرِي»، هذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام-، أما غيره فلا يرى من ورائه.

وفيه نصيحة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «يَا فُلَانُ أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ، أَلَا تَنْظُرُ كَيْفَ تُصَلِّي؟ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي إِنَّمَا يَقُومُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يُنَاجِيهِ» ينبغي للإنسان أن ينصح مَنْ رآه يخل بصلاته، الدين النصيحة.

فيه أن النبي كان يرى من ورائه، وهذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال؟

بَابُ التَّغْلِيظِ فِي النَّظَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ

بركة. سم.

س: [00:13:21]؟

الشيخ: هذا المفروض، كأن هذا [00:13:24] مدًّا، كأنه نوع من هذا.

س: مايكون من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه يرى من خلفه؟

الشيخ: من خصائصه.

س: ليست معجزة؟

الشيخ: لا، المعجزة هذا شيء... هو من دلائل النبوة، قد يقال.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد