شعار الموقع

كتاب فضائل الصحابة (09) باب من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه – إلى باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه

00:00
00:00
تحميل
123

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.

قال الإمام مسلم رحمنا الله وإياه :


(المتن)

حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة. قال سمعت قتادة يحدث عن أنس ، عن أم سليم رضي الله عنها ؛ أنها قالت: يا رسول الله! خادمك أنس. ادع الله له. فقال اللهم! أكثر ماله وولده. وبارك له فيما أعطيته.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داوود. قال: حدثنا شعبة عن قتادة. سمعت أنسا يقول: قالت أم سليم رضي الله عنها : يا رسول الله! خادمك أنس. فذكر نحوه.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن هشام بن زيد: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول مثل ذلك.
وحدثني زهير بن حرب قال : حدثنا هاشم بن قاسم قال: حدثنا سليمان عن ثابت، عن أنس . قال: دخل النبي ﷺ علينا. وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي فقالت أمي: يا رسول الله! خويدمك. ادع الله له. قال فدعا لي بكل خير. وكان في آخر ما دعا لي به أن قال اللهم! أكثر ماله وولده. وبارك له فيه.
حدثني أبو معن الرقاشي قال: حدثنا عمر بن يونس قال: حدثنا عكرمة: قال حدثنا إسحاق قال حدثني أنس قال: جاءت بي أمي، أم أنس إلى رسول الله ﷺ. وقد أزرتني بنصف خمارها وردتني بنصفه. فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس، ابني. قد أتيتك به يخدمك. فادع الله له. فقال اللهم! أكثر ماله وولده. قال أنس: فوالله! إن مالي لكثير. وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة، اليوم.

 قال الشيخ :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام  على رسول الله وعلى وآله وصحبه ومن والاه أما بعد.
فهذا الحديث فيه منقبة لأنس حيث دعا له النبي ﷺ بهذه الدعوات الثلاث يقول أزرتني يعني وردتني يعني جعلت بعضة إزارا وبعضه رداء أزرتني يعني جعلت بعضه إزارا وهو ما يشد به النصف الأسفل, وردتني جعلت القطعة الثانية رداء وهو ما يضعه على كتفيه, هذا فيه منقبة لأنس رضي الله عنه حيث دعا له النبي ﷺ بثلاث دعوات دعا له بثلاث دعوات، دعوتان في الدنيا ودعوة في الآخرة, الدعوة في الدنيا اللهم أكثر ماله, والدعوة الثانية اللهم أكثر ولده, والدعوة الثالثة المغفرة ودخول الجنة ولهذا قال أنس كما سيأتي إني رأيت اثنتين و أنا انتظر الثالثة رأى اثنتين في الدنيا وهي المال والولد, والثالثة ينتظرها في الآخرة, وفيه علم من أعلام النبوة حيث أن الله استجاب دعوة نبيه فوقع كما أخبر والدعوتان الأوليان دعا له اللهم أكثر ماله وولده مع البركة فيه ليس مجرد مال ومجرد ولد مع البركة . فيه دليل على أن المال والولد مع البركة خير لأن المال مع البركة يتصدق منه الإنسان ويصل فيه رحمه وينفق منه في المشاريع الخيرية  إذا كسبه من وجوه مشروعة وأنفقه في وجوه مشروعة , والولد إذا أصلحهم الله ينفعون في الدنيا والآخرة ويكثر بهم من يعبد الله.
فأنس دعا له النبي ﷺ بكثرة المال والولد مع البركة و إلا مجرد المال قد لا يكون خيرا إذا كسبه الإنسان من وجوه مشبوهة ومحرمة وبخل بالواجب َصار شرا عليه ولكنه يكون خيرا إذا كسبه من وجوه مشروعة وأنفقه في وجوه مشروعة, فالمال يكون خيرا ويكون شرا ووسيلة.
وفيه أن أنسا كثر ولده حتى إنهم لا يتعَادون يعني من ولده وولد ولده ما يزيدون على المائة, وجاء في الحديث الآخر أنه قبل مقدم الحجاج دفن من ولده وولد ولده مائة وعشرين نعم استجاب الله دعاء نبيه هذا علم من أعلام النبوة حيث وقع كما أخبر.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جعفر (يعني ابن سليمان) عن الجعد، أبي عثمان. قال: حدثنا أنس بن مالك قال: مر رسول الله ﷺ. فسمعت أمي، أم سليم صوته. فقالت: بأبي وأمي! يا رسول الله! أنيس. فدعا لي رسول الله ﷺ ثلاث دعوات. قد رأيت منهن اثنتين في الدنيا. وأنا أرجو الثالثة في الآخرة.
حدثنا أبو بكر بن نافع قال: حدثنا بهز قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا ثابت عن أنس قال: أتى علي رسول الله ﷺ وأنا ألعب مع الغلمان. قال فسلم علينا. فبعثني إلى حاجة. فأبطأت على أمي. فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله ﷺ لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر. قالت: لا تحدثن بسر رسول الله ﷺ ،  لا تحدثن أحدا. قال أنس: والله! لو حدثت بها أحدا لحدثتك، يا ثابت!

 قال الشيخ:
وهذا فيه مشروعية حفظ السر وكتمانه وأنه ينبغي للإنسان أن يحفظ السر ويكتمه لأن هذا من حفظ الأمانة ورعايتها, فإذا أخبرك أخوك إذا قال لك أخوك كلاما وقال: إنه سر فإنه يجب عليك أن تكتمه ولا تخبر به أحدا, هذا من حفظ السر من الأمانة, وقول أنس وأنا أرجو الثالثة فهي المغفرة ودخول الجنة في الآخرة نعم....


(المتن)

حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا عارم بن الفضل قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أنس بن مالك قال: أسر إلي نبي الله ﷺ سرا. فما أخبرت به أحدا بعد. ولقد سألتني عنه أم سليم. فما أخبرتها به.

قال الشيخ :
وهي أمه أم سليم هي أم أنس ومع ذلك ما أخبرها.


(المتن)

حدثني زهير بن حرب قال: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: حدثني مالك عن أبي النضر، عن عامر بن سعد. قال: سمعت أبي يقول:  ما سمعت رسول الله ﷺ يقول، لحي يمشي، إنه في الجنة، إلا لعبد الله بن سلام.

 قال الشيخ :
وهذا فيه الشهادة لعبد الله بن سلام الإسرائيلي بالجنة وقول أنس ما سمعت نفى السماع ولم ينف الخبر سمع غيره النبي شهد للعشرة المبشرين بالجنة للحسن والحسين ولبلال وابن عمر وكافة بن محصن وجماعة, شهد لهم النبي ﷺ بالجنة فهو يخبر عن نفسه لكن غيره سمع, أو أنه يخبر بأنه ما سمع ولكن ما سمع بنفسه لكنه لم ينف الخبر أن النبي أخبر أن غيره في الجنة, وفيه منقبة لعبد الله بن سلام الإسرائيلي-- أسلم واليهود ما أسلم منهم إلا قلة عدد قليل, فأنا لا أعلم أن عدداً كثيراً ولهذا جاء في بعض الأحاديث أن ما معناه؟ أنه لو أسلم عشرة من اليهود لتبعهم اليهود أو كما جاء عن النبي ﷺ، فاليهود قوم بهت, هذا عبد الله بن سلام هو الإسرائيلي هو أسلم وإلى الآن اليهود عندهم عتو و عناد ما نعلم الآن في المراكز الإسلامية أنه أسلم أحد من اليهود . لكن النصارى بالآلاف يسلمون من الفلبين ومن إندونيسيا ومن غيرهم ومن الهند وبنجلادش وباكستان وغيرهم من النصارى يسلمون كثير بالآلاف في مكاتب الدعوة لكن ما سمعنا أن أحدا من اليهود أسلم اليهود قوم عندهم عتو وعناد في زمن النبوة بل من زمن موسي عليه السلام إلى الآن عندهم عتو وعناد, والله تعالى قص علينا أخبارهم مع أنبيائهم ومع نبيهم موسى وعتوهم وعنادهم  وتعنتهم نعم.


(المتن)

حدثنا محمد بن المثنى العنزي قال حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا عبد الله

قال الشيخ :
في الحديث الأول قول لقيني أنس وأنا مع الغلمان فسلم فيه مشروعية السلام على الصبيان وفيه حسن خلق النبي ﷺ  مر على الصبيان وسلم عليهم ومعهم أنس ثم أرسله  في حاجة. فيه مشروعية السلام على الصبيان وأنه ينبغي للإنسان وأنه سنة السلام على الصبيان ولا ينبغي للإنسان أن يتكبر بل يتواضع . النبي ﷺ سيد الخلق ومع ذلك سلم على الصبيان وبعض الناس قد يأنف إذا مر بالصبيان فلا يسلم عليهم، هذا سيد الخلق عليه السلام, مر بالصبيان وسلم عليهم وأرسل أنسا في حاجة.


(المتن)

حدثنا محمد بن المثنى العنزي قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد قال: كنت بالمدينة في ناس. فيهم بعض أصحاب النبي ﷺ. فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع. فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة. هذا رجل من أهل الجنة. فصلى ركعتين يتجوز فيهما. ثم خرج فاتبعته. فدخل منزله. ودخلت. فتحدثنا. فلما استأنس قلت له: إنك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا. قال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم. وسأحدثك لم ذاك؟ رأيت رؤيا على عهد رسول الله ﷺ. فقصصتها عليه. رأيتني في روضة - ذكر سعتها وعشبها وخضرتها --ووسط الروضة عمود من حديد. أسفله في الأرض وأعلاه في السماء. في أعلاه عروة. فقيل لي: ارقه. فقلت له: لا أستطيع. فجاءني مِنصف (قال ابن عون: والمِنصف الخادم) فقال بثيابي من خلفي, وصف أنه رفعه من خلفه بيده فرقيت حتى كنت في أعلى العمود, وأخذت بالعروة. فقيل لي: استمسك. فلقد استيقظت وإنها لفي يدي. فقصصتها على النبي ﷺ فقال تلك الروضة الإسلام. وذلك العمود عمود الإسلام. وتلك العروة عروة الوثقى. فأنت على الإسلام حتى تموت.
قال: والرجل عبد الله بن سلام.

 قال الشيخ :
نعم وهذه منقبة له وقوله سبحان الله لما قيل له إنهم قالوا إنك رجل من أهل الجنة , ما ينبغي أن أحدا أن يقول ما لا يعلم, سبحان الله تنزيهاً لله هذا من باب التواضع وهضم النفس والإزراء بها, وفيه مشروعية تعبير الرؤيا قص الرؤيا على معبر ومشروعية التعبير لمن كان عنده علم بتعبير الرؤيا فإن عبد الله بن سلام رأى هذه الرؤيا قصها على النبي ﷺ فعبرها له, وفيه أن الرؤيا من البشارات شاهد لقول النبي ﷺ الرؤيا بشرى الرؤيا الصالحة ما يراه المؤمن أو ترى له فهي داخلة في قوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي الآخرة[يونس:64 ]، فيها بشارة فهو رأى أنه في روضه معتمة وفي وسطها عمود وفي أعلاه عروة, جاء وقيل له اصعد قال ما استطيع فجاء مِنصف (خادم) من أسفله ورفعه حتى استمسك بالعروة الوثقي فالنبي ﷺ عبرها قال : الروضة هي الإسلام والعمود عمود الإسلام وهذه العروة. العروة الوثقى يبقي على الإسلام حتى يموت, وهذه منقبة لعبد الله بن سلام وشهادة له بالجنة. نعم.


(المتن)

حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد قال: حدثنا حرمي بن عمارة . حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين. قال: قال قيس بن عُباد:- الشيخ : عُباد بالتخفيف.
قال: قال قيس بن عباد كنت في حلقة فيها سعد بن مالك, قال كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر. فمر عبد الله بن سلام. فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة. فقمت فقلت له: إنهم قالوا كذا وكذا. قال: سبحان الله! ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم. إنما رأيت كأن عمودا وضع في روضة خضراء. فنصب فيها. وفي رأسها عروة. وفي أسفلها مِنصف و الِمنصف الوصيف فقيل لي ارقه .

 الشيخ:

والِمنصَف هو الوصيف وهو الخادم

المتن:

فقيل لي: ارقه. فرقيت حتى أخذت بالعروة الوثقى

 


(الشيخ)
 رَقِيت من الصعود يقال رَقِيت. أما الرُقية وهي القراءة . يقال رَقَيت فلانا أرقَاه يعني أنفث عليه أما رَقِيت يعني صعدت , صعدت في الدرج رقيت من الصعود أما رقَيت من الرُقية وهي العُوذة نفث، تنفث على المريض تقول رَقَيت، وإذا أردت أن تصعد في الدرج تقول رَقِيت. رقيت الدرج رَقِيت. رَقَيت فلانا وقرأت عليه رَقَيت. نعم


(المتن)

 فقيل لي: ارقه. فرقيت حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله ﷺ. فقال رسول الله ﷺ يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى.
حدثنا قتيبة بن سيعد وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لقتيبة). قال: حدثنا جرير عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر. قال: كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة. قال وفيها شيخ حسن الهيئة. وهو عبد الله بن سلام . قال: فجعل يحدثهم حديثا حسنا. قال فلما قام قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. قال فقلت: والله! لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته. قال فتبعته. فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة. ثم دخل منزله. قال فاستأذنت عليه فأذن لي. فقال: ما حاجتك؟ يا ابن أخي! قال قلت له: سمعت القوم يقولون لك، لما قمت: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. فأعجبني أن أكون معك. قال: الله أعلم بأهل الجنة. وسأحدثك ممَّ قالوا ذاك. إني بينما أنا نائم، إذ أتاني رجل فقال لي: قم. فأخذ بيدي فانطلقت معه. قال فإذا أنا بجواد عن شمالي. قال فأخذت لآخذ فيها. فقال لي لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال. قال وإذا جواد منهج عن يميني. فقال لي: خذ هاهنا. فأتى بي جبلا. فقال لي: اصعد.

قال: الشيخ:
فأتى بي جبلا, الجواد جمع جادة وهي الطريق البينة المسلوكة, وجواد المنهج هي الطريق الواضح المستقيم الذي لا اعوجاج فيه, والجواد اللي جهة الشمال قال اتركها لأصحاب الشمال والجواد اللي على اليمن قال اسلكها. نعم


(المتن)

 فقال لي خذ هاهنا فأتى بي جبلا فقال لي: اصعد. قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي. قال حتى فعلت ذلك مرارا. قال ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا. رأسه في السماء وأسفله في الأرض. في أعلاه حلقة. فقال لي: اصعد فوق هذا. قال قلت: كيف أصعد هذا؟ ورأسه في السماء. قال فأخذ بيدي فزجل بي. قال فإذا أنا متعلق بالحلقة. قال ثم ضرب العمود فخر. قال وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت. قال فأتيت النبي ﷺ فقصصتها عليه. فقال أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال. قال وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين. وأما الجبل فهو منزل الشهداء. ولن تناله. وأما العمود فهو عمود الإسلام. وأما العروة فهي عروة الإسلام. ولن تزال متمسكا به حتى تموت.

 قال الشيخ:
نعم هذا تعبير للرؤيا تعبير عظيم, وقوله خررت على إستي يعني على مقعدتي، أراد أن يصل , وقال لن تنال الجبل يعني لن يقتل شهيدا ولكن يموت على الإسلام لن تنال الجبل هذا منزل الشهداء ولهذا ما قتل شهيداً عبد الله بن سلام يعني لن تنل الشهادة لن تقتل شهيداً ولكن تموت على الإسلام ولهذا عجز عن الجبل كلما أراد أن يصعد خر على إسته يعني على مقعدته, وأما العمود فإنه جاء مِنصف وزجل به يعني رمى به, رفعه حتى وصل إلى العروة, والعروة الوثقى هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله وهي دين الإسلام، نعم.


 (المتن)

حدثنا عمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر. كلهم عن سفيان. قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة أن عمر مر بحسان رضي الله عنهما وهو يُنشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة. فقال: أنشدك الله! أسمعت رسول الله ﷺ يقول أجب عني. اللهم! أيده بروح القدس؟ قال: اللهم! نعم.

 قال الشيخ:
وهذه منقبة لحسان دعا له النبي قال اللهم أيده بروح القدس وروح القدس هو جبريل, وفيه جواز إنشاد الشعر في المسجد إذا لم يكن فيه محذور, ليس فيه غزل ولا هجاء ولا ما يخالف الشرع, إذا كان شعر طيب لا بأس فيه. فيه أن عمر لحظ حسان دخل المسجد وهو ينشد الشعر فلحظه كالمنكر له كأنه ينكر عليه, فعرف حسان أنه ينكر عليه, فقال قد كنت أنشده من هو خير منك يعني الرسول عليه الصلاة والسلام. كنت أنشد الشعر وفيه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو خير منك ولم ينكر علي، فسكت .ثم استشهد حسان بأبي هريرة قال أنشدك يا أبا هريرة ألم تسمع النبي ﷺ يقول اهجهم وروح القدس يؤيدك. قال بلى. قال اللهم نعم. شهد له أبو هريرة , دل على جواز إنشاد الشعر في المسجد إذا لم يكن فيه محذور.
أما إذا كان فيه محذور كان سب أو هجاء أو غزل تشبيه بالنساء فهذا لا يجوز لكن إذا كان في نصرة الحق وفي بيان الحق ورد الباطل وفي وصف الإسلام وصف المسلمين هذا لا بأس به كما في شعر حسان وكعب بن زهير وغيرهم من الشعراء وعبد الله بن رواحه.
سؤال: ( هجاء الكفار وذمهم؟)
" 27:10"
جواب الشيخ:
نعم إذا كان في هجاء الكفار مطلوب, هجاء الكفار وذمهم وذم عيبهم وما هم عليه من الشر نعم والتحذير من الكفار ومن شرهم والحض على الجهاد هذا مطلوب وكذلك النظم إذا كان النظم في العلوم الشرعية النظم في الفرائض النظم في الفقه النظم في أصول الفقه وما أشبهه, والنظم في العقائد وهذا ما يسمى شعرا النظم، نعم.


(المتن)

وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري، عن ابن المسيب؛ أن حسان قال، في حلقة فيهم أبو هريرة: أنشدك الله! يا أبا هريرة! أسمعت رسول الله ﷺ. فذكر مثله.

 (الشيخ)
 يعني أسألك بالله أنشدك من النشد وهو رفع الصوت فطلب مع رفع الصوت.


(المتن)

حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.قال أخبرنا أبو اليمان.قال أخبرنا شعيب عن الزهري. قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن؛ أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله! هل سمعت النبي ﷺ يقول يا حسان! يا حسان أجب عن رسول الله ﷺ. اللهم! أيده بروح القدس. قال أبو هريرة: نعم.
حدثنا عبيد الله بن معاذ.قال حدثنا أبي. قال حدثنا شعبة عن عدي (وهو ابن ثابت) قال: سمعت البراء وهو ابن عازب فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول لحسان بن ثابت اهجهم، أو هاجهم، وجبريل معك. حدثنيه زهير بن حرب قال حدثنا

 قال الشيخ:
لأن هذا فيه نصر للإسلام والمسلمين وفيه إضعاف للكفرة هجاء المشركين مطلوب فيه ذم لهم وتنفير من دينهم وتقوية للمسلمين,وهذا مطلوب وحض على الجهاد وبيان ما عليه الكفرة من الكفر والشرك هذا فيه تهييج للمسلمين في غزوهم وقتالهم ودعوتهم إلى الله.


(المتن)

وحدثنيه زهير بن حرب. قال حدثنا عبد الرحمن, ح, وحدثنا أبو بكر بن نافع. قال حدثنا غُندر. قال وحدثنا ابن بشار.قال حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن. كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد؛ مثله.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه؛ أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة. فسببته.

الشيخ:
فسببته عن هشام بن عروة عن أبيه عروة، عروة وهو عروة بن الزبير خالته عائشة رضي الله عنها لأنها أمها أسماء بنت أبي بكر وهي أخت عائشة، (...) عروة  


 المتن

عن هشام عن أبيه أن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة. فسببته. فقالت. يا ابن أختي! دعه. فإنه كان ينافح عن رسول الله ﷺ.

 (الشيخ)
يا ابن أختي أختها أسماء  دعه يعني لا تسبه لأنه كان ينافح يعني يدافع عن النبي ﷺ وسبب سبه كما سيأتي أنه كان ممن تكلم في الإفك في قصة عائشة ومما وقع في الإفك تكلم هو وحملة بن جحش ومصفح بن أثاثة جلدهم النبي الحد كل واحد جلده ثمانين جلدة فكان الحد طهارة لهم فلهذا سب عروة ظنا أن الحد طهارةٌ له, وفيه دليلٌ على أن أهل بدر ليسوا معصومين من الكبائر و لهذا مصفح بن أثاثة وكذلك  حسان وقعوا في هذه الكبيرة ولكنهم تابوا وكان الحد طهارة لهم.
وإذا فعل الإنسان ما يوجب الحد ثم أقيم عليه الحد فهو طهارة له وإذا تاب أيضاً فهي طهارة له إذا لم يقام عليه الحد وتاب فيما بينه وبين الله  فهي طهارة له ولهذا نهته عائشة عن سبه لأنه اغتر بعض المسلمين واللي  استوشى هذا المنافقون هم اللي أشاعوا الإفك ووقع فيه بعض المسلمين وبعض الصحابة, فيه دليل على أن أهل بدر ليسو معصومين , الواحد من الصحابة ليس معصوما من كبائر الذنوب ولكنهم يوفقون للتوبة أو لإقامة الحد الذي يكون فيه طهارة لهم يقول النبي ﷺ لأهل بدر اعملوا وما يدريه العمر وما يدريك لعله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
المعنى أنهم إذا وقعوا في ذنب أو في كبيرة فإنهم يوفقون إما للتوبة أو لإقامة الحد فيكون طهارة لهم نعم. والحد والتوبة كل واحد  منهما مطهر كما جاء في حديث عبادة من أصاب من هذه القاذورات فأُخذ به كان كفارة له ومن لم يؤخذ فأمره إلى الله  إن شاء عفا عنه وإن شاء غفر له

(المتن)

وحدثناه عثمان بن أبي شيبة. قال حدثنا عبدة عن هشام، بهذا الإسناد.
حدثني بشر بن خالد. قال أخبرنا محمد (يعني ابن جعفر) عن شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق. قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا. يشبب بأبيات له. فقال: حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.

قال الشيخ:
وهذا شعر عظيم لحسان في وصف أم المؤمنين عائشة وهي حقيقة بهذا الوصف , حصان حصينة مطهرة , رزان رزينة قوية العقل ما تزن بريبة يعني ما تتهم بريبة وتصبح غرثاء يعني خالية من لحوم الغوافل يعني لا تغتاب الغوافل جمع غافلة هذه أوصاف عظيمة حصان حصينة. حصينة محصنة عفيفة رزان رزينة ما تزن بريبة ما تتهم بريبة بأي ريبة تريبها وتصبح غرثاء خالية من لحوم الغوافل  جمع غافلة وهي الغافلة التي لم تقترف شيئا  هي لا تغتابها حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثاء من لحوم الغوافل. نعم. يشبب يعني يتغزل بها يعني يمدحها ويثني عليها وأرضاه.


(المتن)

فقال :حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك.

 قال الشيخ:
وهذا من باب يعني أنه وقع في نفسها شيء عليه لأنه ممن تكلم بالإفك فقالت أنت لست كذلك  ولكنه-- تاب وقع في هذه الهفوة وطهر بالحد وكان يفدي النبي ﷺ وعرضه بنفسه كما سيأتي في أبياته. نعم


 (المتن)

فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك. قال مسروق فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك؟ وقد قال الله عز وجل: وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [24 /النور /11]. قالت: وأي عذاب أشد من العمى؟ إنه كان ينافح، أو يهاجي عن رسول الله ﷺ.

 قال الشيخ:
ظاهر هذا الحديث (..) مسروق أن الذي تولى كبر الإفك هو حسان, قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[النور:11 ]،
وظاهر هذا الحديث  أن ظاهر كلام عائشة أن الذي تولى كبره هو حسان قال لها مسروق لما تأذنين له وقد قال الله : وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ وأي عذاب أشد من العمى لأنه عمي أي عذاب أشد من العمى وصبر العمى , والصواب أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي رئيس المنافقين واعتمد به صحيح البخاري في سورة النور أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي وليس حسان هذا هو الصواب  وعبد الله بن أبي هو رئيس المنافقين والمنافقون هم الذين يستوشون حديث الإفك أشاعوه ولكنه لا يثبت عليهم شيء هم يشيعونه من بعيد حتى وقع فيه بعض الصحابة فالذي وقع فيه أقيم عليه الحد والذي يستوشيه من بعيد يستوشيه ويتكلم ولكن ما يمسك عليه شيء ولا يثبت عليه شيء ولهذا ما جلد عبد الله بن أبي يستوشيه من بعيد ويجمعه ويشيعه ولا يثبت عليه شيء . فالذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي وهو رئيس المنافقين، وأما حسان فهو من وقع  واغتر وزل فأقيم عليه الحد فكانت طهارة له، وكذلك حملة بنت جحش , وقعت في ذلك فأقيم عليها الحد , وكذلك أيضاً مصفح بن أثاثة ، وكان ابن خالة أبي بكر كان فقيراً وقريباً فلما وقع في الإفك أقسم أبو بكر ، وكان ينفق عليه, أقسم أن يقطع النفقة بسبب وقوعه في الإفك,  فأنزل الله هذه الآية.
وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[النور:22 ]، لا يأتل لا يحلف أولوا الفضل والسعه أبو بكر أولوا الفضل والسعة أن يؤتوا أولوا القربة والمساكين يعني ينفقوا عليهم أولي القربى والمساكين والمهاجرين فهو قريب ومسكين ومهاجر مصفح بن أثاثة  قريب ابن خالته ومسكين ومهاجر ثم قال ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر بلى والله أحب أن يغفر الله لي فرجع النفقة إلى بن خالته مصفح.
سؤال
" 40:40 " ؟)
جواب
نعم ينافح يدافع  (...)  هدا الكلام أنه كان يدافع, قال مسروق لما ؟ لماذا تأذنين له؟ وقد تكلم بالإفك قالت إنه ينافح عن رسول الله وأما كونه وقع فطهر بالحد , ينافح يعني يدافع وهو يدافع سابقاً ولاحقاً لكن كونه وقع في زلة ما يدل على أنه ما تهدر فضائله وحسناته ودفاعه عن النبي ﷺ نعم هفا وزل بشر هو زل اغتر فطهر...
سؤال
في هذا الحديث عفا الله عنك مسروق وعائشة كلاهما يرى على أن الذي تولى كبره هو.... ؟
جواب
 هذا اجتهاد , اجتهاد في الرواية, لكن  جاء في البخاري أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي هذا هو الصواب ليس حسان، في هذه الرواية ظاهرها أن عائشة ترى هذا ويحتمل أنها رأت هذا ثم تبين لها فيما بعد أنه عبد الله بن أبي،لأن الإنسان قد يجتهد حسب ما يظهر له ثم يتغير اجتهاده إذا ظهر له دليل آخر.


(المتن)

وحدثناه ابن المثنى. قال:حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة، في هذا الإسناد. وقال قالت: كان يذب عن رسول الله ﷺ. ولم يذكر: حصان رزان.

 قال الشيخ:
يدب ويدافع وينافح كل هذي من أوصاف حسان .


(المتن)

حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يحيى بن زكريا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنه. قالت:  قال حسان: يا رسول الله! ائذن لي في أبي سفيان. قال كيف بقرابتي منه؟ قال: والذي أكرمك! لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من الخمير. فقال حسان:
وإن سنام المجد من آل هاشم * بنو بنت مخزوم. ووالدك العبد
قصيدته هذه.

 قال الشيخ:
وأبو سفيان هذا هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي ﷺ كان يهجو النبي ﷺ .كان يؤذي النبي ﷺ ثم أسلم وحسن إسلامه وليس أبو سفيان صخر بن حرب. بل هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي ﷺ ، كان في أول الإسلام ،كان أولا يعادي النبي ﷺ ويؤذيه، ثم مَنَّ الله عليه بالإسلام وأسلم وحسن إسلامه, فاستأذن حسان في أن يهجوه قبل أن يسلم فقال النبي كيف تهجوه وقرابتي منه قال أسلك منه كما تسل الشعرة من الخمير وفي لفظنا العجين, والخمير و العجين بمعنى واحد, فقال هذا البيت وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد. وش قال الشارح البيت الثاني؟


المتن:

 وبعد هذا بيت لم يذكره مسلم وبذكره تتم الفائدة والمراد وهو :
ومن ولدت أبناء زهرة منهم                   كرام ولم يقرب عجائزك المجد

الشرح
فوالدك العبد والد أبو سفيان قال إنه مولى وكذلك أمه فهو سب أبا سفيان ولكنه لم يتعرض لأسرة النبي ﷺ نعم وش قال بعدها الشارح.


(المتن)

ثم قال المراد بنت مخزوم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله والزبير وأبي طالب.

قال الشيخ:
أم عبد الله والد الرسول عليه الصلاة والسلام, و الزبير, الزبير بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام وأم أبي طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام هذي ؟ ومراده نعم فهؤلاء هم أعمام النبي ﷺ أبوه عبد الله والزبير بن عبد المطلب عمه وأبو طالب أمهم اللي مدحها وأبناء ايش؟ أبناء زهرة منهم، أما أنت يا أبو سفيان فوالدك العبد وعجائزك لم تقرب المجد يعني لا من جهة الأم ولا من جهة الأب أبو سفيان بن الحارث. نعم.  


(المتن)

قال ومراده بأبي سفيان هو المذكور المهجو أبو سفيان الحارث بن عبد المطلب وهو ابن عم النبي ﷺ فكان يؤذي النبي ﷺ والمسلمين في ذلك الوقت ثم أسلم وحسن إسلامه وقوله ولدت أبناء زهرة منهُمُ مراده هالة بنت وهب بن عبد مناف بنت  أم حمزة وصفية, وأما قوله ووالدك العبد فهو سب لأبي سفيان بن الحارث و معناه أن أم الحارث بن عبد المطلب والد أبي سفيان هذا هي سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف وكذا أم أبي سفيان بن الحارث كانت كذلك وهو مراده بقوله:ولم يقرب عجائزك المجد قوله.

قال الشيخ:
عجائزك يعني لا من جهة الأم ولا من جهة الأب هجا أبا سفيان بن الحارث بخصوصه بس. قال أمه وأبيه فقط مولى. ولكن لم يتعرض لأسرة النبي ﷺ سأسلك كما تسل الشعرة من العجين. الشعراء الشاعر القدير صبر, نعم. أعد.
 
المتن:

فقال حسان:
وإن سنام المجد من آل هاشم * بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

قال الشيخ:
ووالدك يا أبا سفيان أنت ووالدك عبد وأما سنام المجد بنو زهرة .،  تفسر عجائزه ب

(المتن) 

حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبدة. قال: حدثنا هشام بن عروة، بهذا الإسناد. قالت: استأذن حسان بن ثابت النبي ﷺ في هجاء المشركين. ولم يذكر أبا سفيان.

(الشيخ)
ومن اللطائف أن حسان بن ثابت عاش مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية ستين في الإسلام وكذلك أبوه وجده وأبو جده كل منهم عاش مائة وعشرين أربعة على نسق هو وأبوه وجده وأبو جده كل واحد عاش مائة وعشرين سنة أما هو عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام.


(المتن)

حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال:حدثنا عبدة. قال:حدثنا هشام بن عروة، بهذا الإسناد. قالت: استأذن حسان بن ثابت النبي ﷺ في هجاء المشركين. ولم يذكر أبا سفيان. وقال بدل - الخمير - العجين.
حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثني أبي عن جدي. قال: حدثني خالد ابن زيد. قال: حدثني سعيد بن أبي هلال عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة؛ رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال اهجوا قريشا. فإنه أشد عليها من رشق بالنبل.فأرسل إلى ابن رواحة فقال اهجهم فهجاهم فلم يُرض. فأرسل إلى كعب بن مالك. ثم أرسل إلى حسان بن ثابت  فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه.

قال الشيخ:
  أسد ضارب بذنبه, يعني وصف نفسه بأنه الأسد وهذا هو الواقع يعني أرسل إلى عبد الله بن رواحه فهجا لكن ما كفى وكعب بن مالك كذلك كلهم شعراء ثم أرسل إلى حسان فشفى و اشتفى و قوله هاجهم هذا أمر بالهجاء , وفيه دليل على استحباب هجاء المشركين وأنه سنة و مستحب هجاء المشركين وذمهم  وعيبهم وعيب دينهم  هذا مطلوب وفيه براءة من النفاق و أما الذي لا يتبرأ من دين المشركين ولا يكرههم ليس بمسلم لابد من البراءة من المشركين وذمهم وعيبهم وبيان ما هم فيه من الكفر، وأنه باطل وهذا هو معنى لا إله إلا الله أي البراءة من كل معبود سوى الله البراءة من المشركين و من دينهم ولهذا قال هاجهم والأمر للاستحباب , الأمر أصله للوجوب, أقل الأحوال للاستحباب هاجهم. إذن مطلوب هجاء المشركين  أمر النبي هجاء المشركين وسبهم و ذمهم وعيبهم وعيب دينهم.


(المتن)

قال حسان: قد آن لكم من ترسلوه إلى هذا الأسد الضارب بذنبه. ثم أدلع لسانه فجعل يحركه. ثم قال: والذي بعثك بالحق! لأفرينهم بلساني فري الأديم. فقال رسول الله ﷺ لا تعجل. فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها

قال الشيخ:
لأفرينهم فري الأديم . يعني أدلع لسانه أخرجه من شفتيه وجعل يحركه يميناً وشمالاً ثم قال للنبي ﷺ: والذي نفسي بيده لأفرينهم فري الأديم يعني لأشقنهم, فري الأديم الجلد كما أن الأديم يشق ويتمزق يقول لأمزقن أعراضهم كما يمزق الجلد فقال النبي لا تعجل, لأن النسب, فالجأ إلى أبي بكر هو يعلم الأنساب , عنده معرفة بالأنساب حتى تخرج نسبي  حتى لا تتعرض لنسبي فذهب إلى أبي بكر فأعلمه بالأنساب وفهمه ثم بعد ذلك هجا المشركين ولم يتعرض للنبي ﷺ ولا لنسبه.


(المتن)

والذي بعثك بالحق! لأفرينهم بلساني فري الأديم. فقال رسول الله ﷺ لا تعجل. فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها. وإن لي فيهم قرابة. حتى يلخص لك نسبي" فأتاه حسان. ثم رجع فقال: يا رسول الله! قد لخص لي نسبك. والذي بعثك بالحق! لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
قالت عائشة: فسمعت رسول الله ﷺ يقول لحسان بن ثابت  إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله.

الشيخ:
روح القدس هو جبريل عليه السلام، ونافحت أي دافعت، والأديم هو الجلد لأفرينه فري الأديم، وحسان ممن حياه الله لنصرة الإسلام ونصرة النبي ﷺ والدفاع عنه وعن عرضه- وأرضاه-
سؤال
" 54:23"
- يسدده ويؤيده ويثبته, والملائكة تؤيد الإنسان وتثبته وتثبت المؤمنين وتربط على قلوب المؤمنين حتى يربط الله على قلوبهم وأما الكفار تزعزعهم  وتقذف في قلوبهم الرعب كما حصل في بدر وغيرها من الثبات، ثبات القلب واستقراره هذا هو النصر والرعب والخوف في قلوب المشركين هذه هي الهزيمة حتى لو كان عندهم أقوى الأسلحة إذا قذف الله في قلوبهم الرعب ما نفعتهم الأسلحة, ولهذا فإن الله تعالى نصر نبيه بالرعب نصرت بالرعب مسيرة شهر، الرعب هذا هزيمة والثبات وقوة ثبات القلب نصر, أرأيت لو كان هناك رجلان يتصارعان أحدهما ثابت القلب رابط الجأش والثاني عنده رعب وخوف يرتعد, الذي يرتعد الذي إذا أخذ السلاح هكذا ترتعد يديه ما يستطيع أن يمسك السلاح, وقد يكون رجلا طويلاً ويأتيه رجل قصير, قصير القامة, ما يصل إلى ركبته لكنه قوي ثابت الجأش، فيأخذ سلاحه ويقتله به, فهذا ثابت الجأش وهذا رعديد عند الخوف يرتعد, فرباطة الجأش والثبات نصر والخوف والرعب في القلب هزيمة , جبريل يؤيد حسان ويثبته ويقويه وينشطه.


(المتن)

قالت عائشة رضي الله عنها : فسمعت رسول الله ﷺ يقول لحسان بن ثابت : إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله.
وقالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول هجاهم حسان فشفى واشتفى.
قال حسان: 
هجوتَ محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء

(الشيخ)
يخاطب أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقول هجوت يا أبا سفيان محمدا فدافعت عنه والله تعالى عنده الجزاء والثواب


(المتن)

هجوتَ محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء

(الشيخ)
 هجوت يا أبا سفيان بن الحارث محمداً  هجوت محمدا , والله تعالى, وسندافع عنه وعند الله الجزاء.


(المتن)

هجوتَ محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
هجوتَ محمدا برا حنيفا * رسولَ الله شيمته الوفاء

الشيخ:
عليه الصلاة والسلام خلقه يعني شيمته الوفاء برا هذا وصفه براً حنيفاً برا يفعل البر والخير بأنواعه حنيفاً مائلاً عن الشرك وعن الفواحش إلى الحق والتوحيد شيمته الوفاء خلقه الوفاء عليه الصلاة والسلام براً تقياً وفي رواية براً حنيفاً


(المتن)

هجوتَ محمدا برا حنيفا* رسولَ الله شيمته الوفاءُ
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاءُ

 الشيخ:
يعني يقيهم يعني يقي عرض النبي ﷺ بنفسي ووالدي ووالده يعني كلنا وقاء لعرض النبي ﷺ نقيهم الضربات تكون بنا تكون فاصلا حاجزا بين عرض النبي ﷺ ، نعم


(المتن)

ثكلتُ بنيتي إن لم تروها * تثير النقع من كنفي كداء

الشيخ:
ثكلتُ بنيتي يعني فقدتها يدعي على نفسه إن لم تروها يعني الخيل، تثير النقع الغبار من كنفي كداء  ولهذا لما فتحت مكة قال النبي-ﷺ- تدخل الخيل من المكان الذي قاله حسان من كنفي كداء, دخلت الخيل يتهددهم يتوعدهم عن مكة يقول إن لم تروا الخيل تغزوكم من كنفي كداء قال فقدت بنيتي هذا وعيد لهم وعيد وإدخال للرعب في قلوبهم وهو يهجو الكفار يقول يا أيها الكفار استعدوا، استعدوا للغزو سوف يغزوكم النبي ﷺ ثكلت بنيتي فقدتها إن لم تروا الخيل تدخل عليكم تثير النقع من كنفي كداء فلما دخل النبي ﷺ مكة قال ادخلوا من حيث قال حسان دعوا الخيل تدخل من حيث قال حسان فتحقق كلامه نعم.


(المتن)

ثكلتُ بنيتي إن لم تروها * تثير النقع من كنفي كداء

قال الشيخ:
كَداءِ وفي كُدا النبي ﷺ دخل من كَدا وخرج من كُدا في كَدا وفي كُدا وأهل مكة يقولون: افتح وادخل واضمم واخرج الدخول من كَدا والخروج من كُدا. نعم.


(المتن)

ثكلتُ بنيتي إن لم تروها * تثير النقع من كنفي كداءِ

قال الشيخ:
وش قال على كنفي كداء


(المتن)

قال هو بفتح النون أي جانبي كدا، بفتح الكاف بالمد هي ثنية على باب مكة سبق بيانها في كتاب الحج وعلى هذه الرواية في هذا البيت أقوي مخالف لباقيها وفي بعض النسخ غايتها كِدا وفي بعضها موعدها كَدا.

الشيخ:
موعدها يعني موعد الخيل . نعم


(المتن)

يبارين الأعنة مصعدات * على أكتافها الأسل الظماءُ

 الشيخ:
يعني يبارين الخيل يبارين الأعنة مصعدات يعني مسرعات على أكتافها الأسل الرماح الظماء  الدقيقة يتهددهم , يقول سوف تغزيكم الخيل وتدخل المكان كدا وعليها الأسنة القوية الأُسل الرماح الظماء يعني الدقيقة.


(المتن)

يبارين الأعنة مصعدات * على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات * تلطمهن بالخمر النساء

 (الشيخ)
متمطرات يعني مسرعات تلطمهن بالخمر النساء يعني تمسح الغبار النساء بخمورهن جمع خمار وهو الغطاء الذي يكون على وجه المرأة, يعني الخيل لهن مكانة حتى إن النساء من عنياتهن بهن يمسحن الغبار بخمورهن.


(المتن)

تظل جيادنا متمطرات * تلطمهن بالخمر النساء

الشيخ:
يعني تمسح الغبار عنهن.


(المتن)

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاءُ
وإلا فاصبروا لضراب يوم * يعز الله فيه من يشاءُ

الشيخ:
يقول إذا تركتمونا ولا قاتلتم اعتمرنا و دخلنا وفتحنا وإن أبيتم فسوف تجدون الضرب اصبروا ليوم تجدون فيه الفتح وتجدوا فيه القتال والمنازلة هذا فيه إضعاف لقلوبهم وإدخال الرعب في المشركين هذه الأبيات تؤثر أثراً كبيراً في المشركين، ولو قرأتم هذه القصيدة توثر أثرا عظيما.


(المتن)

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم * يعز الله فيه من يشاء
وقال الله: قد أرسلت عبدا * يقول الحق ليس به خفاء

الشيخ:
وهو محمد عليه الصلاة والسلام يقول الحق ليس به خفاء واضح لكل أحد عليه الصلاة والسلام نعم.


(المتن)

وقال الله: قد أرسلت عبدا * يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله: قد يسرت جندا * هم الأنصار عرضتها اللقاء

الشيخ:
الأنصار يعني هم أنصار رسول الله-ﷺ-يجاهدون مع النبي-ﷺ-يقاتلون معه، وقال الله قد يسرت جندا (..) في كتابه أو في سنة رسوله (..) نعم.


(المتن)

وقال الله: قد يسرت جندا * هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معدٍّ * سباب أو قتال أو هجاء

قال الشيخ:
يعني يبين أنهم شجعان يقول لا نبالي في كل يوم سباب أو هجاء أو قتال هم متمرنون على الحرب، أيش قال لنا في كل يوم معد؟....عنك ما تكلم عليه
سؤال ؟.....
لنا في كل يوم إما هجاء أو لقاء أو قتال.


(المتن)

لنا في كل يوم من معد * سباب أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء

 الشيخ:
 يقول من عندكم لا تبالوا شوفوا اللي ينصره سواء. لا تفرقوا بين الحق والباطل أنتم أيها الكفار فرقوا بين من يهجوه ومن يمدحه من يهجوه هذا كافر ومن يثني عليه ويتبعه فهو مؤمن وأنتم لا تفرقون.


(المتن)

فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء

 الشيخ:
ليس أحد يكافئه أو يدافعه, رسول الله فينا وجبريل,


(المتن)

حدثنا عمرو الناقد. قال حدثنا عمر بن يونس اليمامي. قال حدثنا عكرمة بن عمار عن أبي كثير، يزيد بن عبد الرحمن. قال حدثني أبي أبو هريرة قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ﷺ ما أكره. فأتيت رسول الله ﷺ وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله ﷺ اللهم! اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله ﷺ. فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلى رسول الله ﷺ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال قلت: يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال فقال رسول الله ﷺ اللهم! حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني.

 الشيخ:
وهذه منقبة لأبي هريرة-- في حرصه على هداية أمه لأنها كانت مشركة وكان يدعوها إلى الإسلام حرص على هدايتها لكنها تأبى عليه فدعاها مرة فتكلمت فسبت النبي-ﷺ- فخرج إلى النبي-ﷺ-  يبكي من الحزن وقال يا رسول الله إن أمي أدعوها للإسلام وفي هذه المرة أسمعتني شيئا أحزنني فادع الله لها فدعا لها النبي-ﷺ- فاستجاب الله دعاءه وهذا علم من أعلام النبوة حيث استجاب الله دعاءه في الحال فهدى أم أبي هريرة، فذهب أبو هريرة إلى أمه فوجد الباب مجاف مغلقا فلما سمعت صوت حركة مشيه فقالت مكانك يا أبي هريرة وسمع صوت الماء تغتسل وقع في قلبها الإسلام فاغتسلت ثم قالت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله  ولبست درعها يعني ثوبها وعجلت عن خمارها وفتحت له الباب قبل أن تلبس الخمار اللي على رأسها من العجلة لبست الثوب بعد الاغتسال ولم تلبس الخمار فشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فرجع أبو هريرة يبكي من الفرح في الأول جاء يبكي من الحزن, في الأول جاء إلى النبي ﷺ يبكي حزينا, ثم رجع يبكي فرحا, فالبكاء يكون للحزن ويكون للفرح هذا بكاء فرح فقال لقد استجاب الله دعوتك فحمد الله وأثنى عليه, فيه حمد الله والثناء عليه عند حصول النعمة وتجددها ثم سأل النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو له وأن يحبب الله المؤمنين إليه وإلى أمه ويحببهم إليهم قال أبو هريرة ما خلق مؤمن إلا وهو يحبني ويحب أمي، هذه منقبة لأبي هريرة .


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. جميعا عن سفيان. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن الأعرج. قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ. والله الموعد كنت رجلا مسكينا. أخدم رسول الله ﷺ على ملء بطني. وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق. وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم. وقال رسول الله ﷺ من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه. ثم ضممته إلي. فما نسيت شيئا سمعته منه.

 الشيخ:
نعم وهذه منقبة لأبي هريرة في حرصه على مجالس النبي ﷺ وسماعه للحديث فإن أناساً تكلموا بأبي هريرة, وقالوا أبو هريرة يكثر الحديث. يحدث عن رسول الله أحاديث كثيرة ولا نسمع غيره يحدث لا أبو بكر وعمر مثله فقال إن أناسا يقولون أكثر أبو هريرة ثم قال الله موعدي. والله الموعد بيني وبينهم ثم بين السبب فقال كنت امرئا أخدم النبي بملء بطني أخدم النبي ﷺ والمهم أن يحصل لي غداء أو عشاء, وأما إخواني من المهاجرين فإنما يشغلهم الصفق في الأسواق يعني التجارة عندهم عوائل وعندهم أولاد فهم يبيعون ويشترون، الصفق في الأسواق يعني التجارة سمي صفقا لأن أصل المتابعين يصفق يده بالأخرى.
وأما إخواني الأنصار فإنهم يعملون في خلائفهم ومزارعهم لأنهم أهل حراثة, وأما أنا مسكين ما عندي لا تجارة ولا مزرعة ملازم للنبي ﷺ أحضر حين يغيبون وأسمع حين لا يسمعون, ومن ذلك النبي قال من يبسط شيئا ثم يضمه إليه لا ينساه، فبسطت نمرة كساء حتى قضى النبي-ﷺ- حديثه ثم ضممته إلي فلم أنساه يعني شيئا قاله في ذلك المجلس , هذه منقبة لأبي هريرة-- عنايته وملازمته ولهذا حفظ من العلم والحديث شيئا كثيرا، وهو ما أسلم إلا في السنة السابعة من الهجرة, ثلاث سنوات حفظ فيها من العلم والخير الكثير ما يقرب ما يزيد عن خمسة آلاف حديث أكثر الصحابة حديثاً بسبب انقطاعه وملازمته للنبي ﷺ منقطع، يقول كنت مسكينا ما عندي تجارة ولا حراثة ملازم النبي ﷺ ما أتخلف عنه المهم يهمه هل يحصل له غداء أو عشاء فقط.
سؤال
" 76:04" ؟
جواب
- لا مو بأكثر, هو أكثر لكنه لا شك أنه أفضل وأعلم لا شك مشهود لهم بالجنة وكذلك أيضاً هم أفضل وأعلم وكذلك أيضاً قيامهم بتوليهم الخلافة وعدلهم وهذا فضل عظيم الإمام العادل هذا أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله فهم فاقوا أبا هريرة في السبق إلى الإسلام أول من سبقوه إلى الإسلام أبو هريرة ما أسلم إلا متأخراً سبقوه للإسلام وكذلك أيضاً في العلم والفضل والتقى والعدل لا شك ولكن أبو هريرة فاق عليهم في كثرة الحديث ونشر السنة والقاعدة عند أهل العلم أن الفضيلة الخاصة  لا تغني الفضائل العامة  هذه فضيلة خاصة لكن لا تغني عن الفضائل العامة التي لهم السبق إلى الإسلام من المهاجرون الأولون الذين أسلموا قبل الفتح قبل صلح الحديبية في السنة الثالثة من الهجرة لا يستوي من أنفق قبل الفتح وقاتل لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل فلا يستوي من أسلم قبل الفتح وقبل صلح الحديبية ومع من أسلم بعد ذلك ولأن الصحابة طبقات المهاجرون السابقون الأولون الذين أسلموا  قبل صلح الحديبية ثم الطبقة الثانية الذين أسلموا بعد الحديبية وقبل فتح مكة, منهم خالد بن الوليد-- ثم مسلمات الفتح، أبو هريرة جاء في السنة السابعة من الهجرة لكن حصلت هذه الميزة وحرصه على السنة وملازمته للنبي ﷺ ونشره للأحاديث هذه منقبة فضل عظيم لكن لا تغني الفضائل العامة للخلفاء الراشدين.
سؤال: قوله عفا الله عنك: لم ينس شيئا سمعه مني.؟
جواب الشيخ:
في هذا المجلس يعني ضمه ولم ينس


(المتن)

حدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد.

 الشيخ:

هو خالد البربكي الذي نكبهم هارون الرشيد


 المتن:

قال: أخبرنا معن. قال: أخبرنا مالك. ح , وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. كلاهما عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة ، بهذا الحديث. غير أن مالكا انتهى حديثه عند انقضاء قول أبي هريرة. ولم يذكر في حديثه الرواية عن النبي ﷺ من يبسط ثوبه إلى آخره.
وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب؛ أن عروة بن الزبير رضي الله عنهما حدثه؛ أن عائشة رضي الله عنها قالت: ألا يعجبك أبو هريرة! جاء فجلس إلى جنب حجرتي. يحدث عن النبي ﷺ. يسمعني ذلك. وكنت أسبح. فقام قبل أن أقضي سبحتي. ولو أدركته لرددت عليه: إن رسول الله ﷺ لم يكن يسرد الحديث كسردكم.

 الشيخ:
يعني عائشة اجتهدت تقول إن أبا هريرة جاء عند باب حجرتي يحدث الناس يسرد الحديث وكنت أسبح يعني أصلي صلاة السبحة, ولعلها صلاة الضحى, فخرج قبل أن تنتهي من صلاتها قالت لو بقي حتى أنتهي من سبحتي لرددت عليه وكانت عائشة رضي الله عنها حجرتها , معلوم أن حجرة عائشة على المسجد كان لها باب على المسجد فكانت تسمع من يحدث فكانت وترد عليهم أحيانا وتجيب الصحابة.
فكان أبو هريرة يحدث قريبا من الحجرة وهي تسمع لكنها تصلي الضحى قالت وانتهى أبا هريرة قبل أن تنتهي من صلاتها قالت لو بقي لرددت عليه أن النبي ﷺ ما كان يسرد الحديث كسردكم أنكرت عليه سرد الحديث والإكثار منه وأبو هريرة له وجهته أنه ينتهز الفرصة في اجتماع الناس يحدثهم ويبلغ الحديث وينشر السنة ولكل له وجهة, هي تقول النبي ﷺ ما كان يسرد الحديث سردا ويتابع الحديث ويكثر كانت تخول الناس بالموعظة هذا اجتهاد منها وأبو هريرة له اجتهاد آخر وأنه ينتهز فرصة الناس باجتماعهم ويريد نشر السنة وإبلاغ الحديث قد لا تتهيأ له فرصة أخرى فلكل وجهة. حتى إن بعض الصحابة قال كانوا يسمعون ضربها بالسواك, وهي تتسوك داخل الحجرة قريبة منهم نعم.


(المتن)

قال ابن شهاب: وقال ابن المسيب؛ إن أبا هريرة قال: يقولون: إن أبا هريرة قد أكثر. والله الموعد. ويقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه؟ وسأخبرك عن ذلك: إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أراضيهم. وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق. وكنت ألزم رسول الله ﷺ على ملء بطني. فأشهد إذا غابوا. وأحفظ إذا نسوا. ولقد قال رسول الله ﷺ يوما أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره، فإنه لم ينس شيئا سمعه فبسطت بردة علي. حتى فرغ من حديثه. ثم جمعتها إلى صدري. فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به. ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ .. [2 /البقرة /159 و-160] إلى آخر الآيتين.

الشيخ:
هذا وكان أبو هريرة ابتلي ببعض الناس من التابعين صاروا يتكلموا فيقولوا أبو هريرة يكثر الحديث ولا نسمع المهاجرين والأنصار يكثرون الحديث مثله ابتلي ببعض الناس فهددهم وبين وقال إن بعض الناس تقول أكثر أبو هريرة والله الموعد بيني وبينهم سوف نقف بين يدي الله فيحاسبهم على اتهامهم لي ثم بين السبب قال إن إخواني الأنصار يعملون في أراضيهم في الفلاحة والزراعة مشغولون والإخوان المهاجرين يشغلهم صفق الأسواق يبيعون ويشترون لهم عوائل ،.... وأما أنا فكنت ملازما للنبي-ﷺ- فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا, أحفظ الحديث وهم ينسون وأحضر وهم يغيبون فهم مشغولون اللي مشغول بالبيع والشراء لأولاده واللي مشغول بالمزارع وأنا ملازم للنبي ﷺ ومن ذلك أن النبي ﷺ قال من يبسط شيئاً ثم يضمه إلى صدره فبسطت نمرة بردة ثم جمعتها إلي فوالله لم أنس شيئا بعد ذلك وظاهره أنه لم ينس شيئا في المستقبل في هذا المجلس وغيره.
قال لم أنس شيئا بعد ذلك اليوم ثم تهددهم وقال لولا آيتان من كتاب الله فيها النهي عن كتمان العلم لما حدثتكم غضب عليهم لأنهم اتهموه قالوا أبو هريرة يكثر من الحديث ولا نسمع المهاجرين يحدثون بمثل حديثه ولا نسمع الأنصار يحدثون بمثله، قال لولا آيتان من كتاب الله ما حدثتكم ما هما الآيتان؟ قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ۝ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[البقرة:160،159 ]،
 قال لولا الآيتان فيهم الوعيد الشديد على من كتم لما حدثتكم لا تستحقون أن أحدثكم لأنكم تتهمونني هددهم وبين لهم لأنهم أغضبوه بعض من الصحابة اتهموه فلهذا بين لهم نعم  ابتلي ببعض المتأخرين الذين جاؤوا بعد الصحابة فاتهموه فلهذا بين لهم . وفيه منقبة لأبي هريرة--في الآية ونشر الحديث وملازمته للنبي-ﷺ- وحفظه.


(المتن)

وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال أخبرنا أبو اليمان عن شعيب، عن الزهري. أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن؛ أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ. بنحو حديثهم.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر - واللفظ لعمرو - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) سفيان بن عيينة عن عمرو، عن الحسن بن محمد. أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وهو كاتب علي. قال: سمعت عليا وهو يقول:

الشيخ:
بركة, قف على هذا لحديث.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد