بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:
بَابُ الِاعْتِدَالِ وَطُولِ الْقِيَامِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بُنْدَارٌ، قال: حدثنَا أَبُو دَاوُدَ، قال: حدثنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ:
اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَأَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حُمَيْدٌ: دَعُونِي أُحَدِّثْكُمْ فَأَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهَذَا. قَالُوا: فَحَدِّثْ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ دَخَلَ الصَّلَاةَ، وَكَبَّرَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَالْقَابِضِ عَلَيْهِمَا فَلَمْ يَصُبَّ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُقْنِعْهُ ...
يعني لم يخفضه ولم يرفعه، جعل رأسه حيال ظهره.
وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَاسْتَوَى قَائِمًا حَتَّى عَادَ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
وهذا هو الشاهد أنه أطال، رفع رأسه من الركوع حتى عاد كل مفصل لموضعه، السنة الطمأنينة في جميع الأركان، إذا رفع رأسه من الركوع عليه أن يطمئن حتى يعود كل مفصل إلى موضعه، وفي الحديث الآخر في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع وقف حتى يقول القائل قد نسي، وإذا رفع رأسه من السجدة جلس حتى يقول القائل قد نسي، كان يطيل هذين الركنين.
والأحناف يخلون بهذين الركنين، تجدهم إذا رفع رأسه من الركوع يسجد مباشرة، ولا يطمئن، وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى بين السجدتين عاد إلى السجدة الثانية بسرعة، وهذا مخالف للسنة، وإذا كانت الطمأنينة تُفقَد تَبطُل الصلاة، لابد من الطمأنينة ومن الركود، وأن يعود كل مفصل إلى موضعه، في الركوع، في السجود، في الرفع، في الخفض، في الوقوف بعد الركوع، وفي الجلوس بين السجدتين.
س: بأية حال[00:02:42]؟
الشيخ: ما أدري، كأنهم ما يرون هذا ركنًا، ما أعرف لهم أدلة في هذا.
تجد بعض الإخوان الوافدين الباكستانيين، تجدونه إذا رفع رأسه من الركوع يسجد مباشرة، وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى كذلك على عادته، وبعضهم إذا نُبهوا تنبهوا.
س: ....في حديث المسيء في صلاته[00:03:12]؟
الشيخ: بلى، هذا في حديث المسيء.
فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ: هَكَذَا كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قال: حدثنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ؛ ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قال: حدثنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: إِنِّي لَا آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي.
(لا آلُو) يعني لا أقصر، يعني يريد أن يصلي بهم صلاة رسول الله.
قَالَ ثَابِتٌ: وَكَانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيْئًا لَا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ. كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ انْتَصَبَ قَائِمًا حَتَّى نَقُولَ: قَدْ نَسِيَ.
وفي لفظٍ: "حتى نقول قد أوهم"؛ يعني يطيل الوقوف.
بَابُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الرُّكُوعِ وَالْقِيَامِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ
أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ؛ وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قال: حدثنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفْعُهُ رَأْسَهُ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَسُّجُودُهُ، وَجُلُوسُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
يعني أن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم متناسبة، كان ركوعه، وسجوده، ورفعه من الركوع، وجلسته بين الجلستين (قريبًا من السواء) متقاربة، وفي لفظ «ما خلا القيام والقعود»، ما خلا القيام طويل يقرأ الفاتحة وسورة، والقعود التشهد، ومع ذلك فتكون الصلاة متناسبة الركوع والسجود والرفع من الركوع والجلسة بين السجدتين كلها متناسبة، يعني متقاربة في الطول، يطمئن في الركوع، يسبح ما شاء الله ويعظم الرب، وفي السجود، وكان يدعو بدعوات، وبين السجدتين كذلك ما يستعجل «رب اغفر لي وارحمني واهدني»، وإذا وقف بعد الركوع كذلك «ربنا ولك الحمد»، ينتصب قائمًا، متقاربة، كانت صلاة النبي متناسبة «ما خلا القيام والقعود» فإنهما فيهما إطالة، القيام فيه الفاتحة والقراءة، والقعود التشهد الطويل.
هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ.
ولذلك تجد بعض الناس الذين يحبون الخير يصلي سنة الظهر أو كذا، تجده يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة، ويركع يسبح ثلاث أوتسبيحتين، فإذا سجد جلس خمس دقائق وأطال، ثم يرفع ولا يطيل، ثم يسجد ويطيل، هذه غير متناسبة، كيف الركوع ثلاث تسبيحات والسجود فيه خمس دقائق يطوِّل، ما صارت الصلاة متناسبة، ينبغي أن تكون الصلاة متناسبة الركوع مثل السجود مثل الجلوس بين السجدتين مثل القيام.
س: قول الرسول: (فأكثروا فيه من الدعاء)، هل لهذا دلالة على...
الشيخ: إذا أردت أن تكثر من الدعاء تطيل القيام والقراءة، فتكون الصلاة متناسبة، خذ من هذا الحديث (كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَفْعُهُ رَأْسَهُ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَسُّجُودُهُ، وَجُلُوسُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ)، ما خلا القيام والقعود، النصوص يُضم بعضها إلى بعض، تأخذ حديث «أكثروا من السجود» ولا تنظر إلى النصوص الأخرى! يُضم بعضها إلى بعض، تقرأ ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾[الماعون:4] وتسكت! اقرأ التي بعدها ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾[الماعون:5]، يقرأ النصوص الأخرى، فالنصوص يُضم بعضها إلى بعض لا يأخذ نصوصًا ويترك البعض.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: أخبرنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قال: أخبرنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، قال: أخبرنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَسُجُودُهُ، وَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
متقاربة، الركوع والسجود والرفع من الركوع، ما تجعلوا السجود طويلاً والركوع قصيرًا، أو الجلوس بين السجدتين قصيرًا، متناسبة الصلاة.
س: [00:08:02]؟
الشيخ: نعم، في اللفظ الآخر «ما خلا القيام والقعود»، فإنهما طويلان.
س: ربما يُفتح له في السجود من الدعاء؟
الشيخ: ولو، ينبغي أن تكون متناسبة، يكون هذا في صلاة الليل، يكون بعيدًا عن الناس، هو يجلس أمام الناس يطوِّل عشر دقائق، هذا مدعاة للرياء، يكون في وقتٍ آخر.
بَابُ قَوْلِ الْمُصَلِّي: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، مَعَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ مَعًا
أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قال: حدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قال: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ».
فيها أن الإمام يجمع بين التسبيح والتحميد (سمع الله لمن حمده)، وأما المأموم فإنه يجيب الإمام، يقول: (ربنا ولك الحمد)، والإمام يجمع بينهما، يقول: (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد)، قال بعض العلماء: إن المأموم أيضا يجمع بينهما. وهذا مرجوح، والصواب أن الإمام يجمع بين التسبيح والتحميد، وأما المأموم فإنه يجيب الإمام ويقول: (ربنا ولك الحمد)، كما دلَّت على ذلك النصوص.
س: [00:09:46]؟
الشيخ: في الحديث الآخر «إذا قال (سمع الله لمن حمده) فقولوا (ربنا ولك الحمد) يجبكم الله»، النصوص يُضم بعضها إلى بعض، تدل على أن المأموم لا يجمع بين التسبيح والتحميد، هذا هو الصواب من قول العلماء.
س: يرفع يديه مع التسبيح أو التحميد؟
الشيخ: نعم يرفع يديه مع التسبيح يقول (سمع الله لمن حمد)، والتحميد يكون بعد التسبيح.
س: بعضهم يرفع يديه كهيئة الدعاء؟
الشيخ: لا، هذا ورد في حالات خاصة، ورد في القنوت، ورد في قصة الصديق -رضي الله عنه- لما تأخر النبي -صلى الله عليه وسلم- ورفع ... يعني في حالات خاصة.
بَابُ التَّحْمِيدِ وَالدُّعَاءِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مِنْهَالٍ وَأَبُو صَالِحٍ جَمِيعًا، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ؛ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قال: أَخبرنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، فَذَكَرَا بَعْضَ الْحَدِيثِ، وَقَالَا: فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ يَعْنِي مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ».
فيه دليل على مشروعية الذكر بعد التسبيح، يقول (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد)، الواجب أن يقول (ربنا ولك الحمد)، وما زاد سنة، وهذا أيضًا عند جمع من أهل العلم من الحنابلة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- واظب على ذلك وقال: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
وذهب الجمهور إلى أنها ليست واجبة وإنما مستحبة، التكبيرات (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي العظيم، رب اغفر لي) هذه مستحبة عند الجمهور.
وذهب الحنابلة وجماعة من أهل العلم إلى أنها واجبة، وأنه يجب التسبيح وحتى ولو تسبيحة واحدة في الركوع وتسبيحة واحدة في السجود، يجب أن يقول (ربنا ولك الحمد)، التكبيرات كلها واجبة و (سمع الله لمن حمده) و (ربنا ولك الحمد).
س: لكن الصحيح (ملء السماوات) في الحديث واجبة أو سنة؟
الشيخ: (ربنا ولك الحمد) هذا الواجب فقط، والباقي سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَلِيلٍ الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قال: حدثنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَنَاء وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ». لَفْظًا وَاحِدًا، غَيْرَ أَنَّ أَحْمَدَ قَالَ: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».
وهذا كله مستحب، و(ربنا ولك الحمد) هذه جاءت في الأحاديث على أربعة أنواع:
- النوع الأول: (ربنا ولك الحمد) بالواو.
- النوع الثاني: (اللهم ربنا ولك الحمد) بـ (اللهم) و (الواو).
- النوع الثالث: (ربنا لك الحمد) بدون واو.
- النوع الرابع: (اللهم ربنا لك الحمد)، كلها واردة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهَذَا: وَزَادَ: وَقَالَ: «وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ».
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ أَيْضًا، قال: حدثنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهَذَا.
س: (لا نازع لما أعطيت)، هل خطأ؟
الشيخ: المعنى واحد، المنع والنزع واحد، يعني لا أحد ينزع ما أعطى الله.
بَابُ فَضِيلَةِ التَّحْمِيدِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ، مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ: إِذَا قَالَ الْإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ". أَنَّ الْإِمَامَ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَزِيدَ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ عَلَى قَوْلِهِ: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ
أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، قال: حدثنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ يَحْيَى الزُّرَقِيَّ حَدَّثَهُ؛ ح وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ؛ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حدثنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قال: حدثنَا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ يَحْيَى الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ أَنَّهُ قَالَ:
كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». فَقَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنِ الَّذِي تَكَلَّمَ آنِفًا؟» قَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَقَالُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلًا».
الله أكبر، هذا فضل التحميد، بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه).
بَابُ الْقُنُوتِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ لِلْأَمْرِ يَحْدُثُ، فَيَدْعُو الْإِمَامُ فِي الْقُنُوتِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ
س: هل هذه خاصة في الصلاة (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا)، أو يجوز بعد الأكل؟
الشيخ: نعم، جاءت بعد الأكل أنواع من التحميد، (الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك)، (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات)، إذا قال (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا) بعده طيب.