شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_29

00:00
00:00
تحميل
58

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة -رحمه الله-:

بَابُ الْقُنُوتِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ لِلْأَمْرِ يَحْدُثُ، فَيَدْعُو الْإِمَامُ فِي الْقُنُوتِ بَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ

قال حدثنا أبو طاهرٍ، قال حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال حدثنَا سُفْيَانُ قَالَ: مَا حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ إِلَّا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ؛ ثم قال ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

لَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ رَكْعَةٍ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ. زَادَ أَحْمَدُ: "مِنَ الْمُسْلِمِينَ". وَقَالُوا: "اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَقَدْ خَرَّجْتُ هَذَا الْبَابَ بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ، كِتَابِ "الْكَبِيرُ".

وهذا في مشروعية القنوت عند النوازل، ولهذا دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- على المشركين، ودعا أن ينجي الله المستضعفين، فهذا القنوت يكون عند النوازل، ومن العلماء من ذهب إلى إن القنوت يكون في صلاة الفجر دائمًا، وهذا مذهب الشافعية، واستدلوا بحديث أنس: «ما زال النبي يقنط حتى فارق الدنيا»، لكن العلماء فسروا معنى القنوت بطول القيام، والصواب أن القنوت لا يكون إلا في النوازل، لا يكون يقنت دائمًا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على رعل وذكوان ثلاثين صبحًا أو أربعين صبحًا، ثم أمسك، فيكون عند النوازل، هذا هو الصواب، ولا يكون دائمًا.

س: صحة هذه اللفظة: (زَادَ أَحْمَدُ: "مِنَ الْمُسْلِمِينَ")؟

الشيخ: يحتاج [00:03:11] نظر هذا، يحتمل، لكن إذا كان ما لها شاهد تكون شاذة، في الصحيح ليس فيها (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ).

س: الأمراض التي تنتشر في الناس كالأنفلونزا هل هناك ....[00:03:23]؟

الشيخ: لا هذه يقول مفتعلة (الإنفلونزا) وليس لها أصل، وأن هذه من الدول الغربية، غزو من الدول الغربية، غزو لأموال الناس وغزو للمال وضرر في أبدانهم، بعض المحققين يقول إنها مفتعلة وليس لها أصل، وأنه ما في إنفلونزا الخنازير، وأنها إنفلونزا عادية.

س: [00:03:54]؟

الشيخ: الله يكفينا الشر، فينبغي للإنسان أن يثق بالله، ويقوي رجاءه بالله، وأن يعتمد على الله، ولا يكون عنده رعب وخوف، على الله توكلنا، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

س: [00:04:08]؟

الشيخ: ما أذكر شيئًا، إذا قالته يعتبره من النوازل إذا ثبت عنه، يعتبره نازلة.

س: [00:04:20]؟

الشيخ: الأمر الذي يحدث على المسلمين مثل عدو مثل لما قُتل القراء في عهد النبي دعا عليهم، النازلة تحدث للمسلمين، ضرر حصل للمسلمين في بعض الأقطار وبعض النواحي، مثل النكبة التي حصلت للفلسطينيين، وغيرهم.

س: المرض مثل الأنفلونزا الجديدة ماتعتبر نازلة؟

الشيخ: لا، ما هي بصحيحة، موتهم بآجالهم وأيضًا بالعادية.

بَابُ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال أخبرنَا قال حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال حدثنَا بُنْدَارٌ، قال حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْنُتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالصُّبْحِ.

بَابُ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ

 أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال حدثنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قال حدثن أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَنَتَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ".

في الأحاديث التي مضت القنوت في صلاة الفجر والمغرب والعشاء، والصلوات كلها إذا استدعى الأمر في جميع الصلوات كما سيأتي أن أبا هريرة قنت في صلاة الظهر والعصر.

بَابُ الْقُنُوتِ فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، وَتَأْمِينِ الْمَأْمُومِينَ عِنْدَ دُعَاءِ الْإِمَامِ فِي الْقُنُوتِ، ضِدَّ مَا يَفْعَلُهُ الْعَامَّةُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ فَيَضِجُّونَ بِالدُّعَاءِ مَعَ دُعَاءِ الْإِمَامِ

وهذا هو المشروع، ما يدعون يؤمنون، المأموم يؤمِّن، لا يدعو، يدعو الإمام وهم يؤمنون، أما ما يفعله بعض الناس يدعو مع الإمام هذا خلاف السنة.

قال: وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ السُّلَمِيُّ، قال حدثنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال حدثنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، أنبأَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَالصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ، يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَتَلُوهُمْ. قَالَ عِكْرِمَةُ: هَذَا مِفْتَاحٌ لِلْقُنُوتِ.

دعا عليهم النبي في الصلوات الخمس، في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، جميع الصلوات، ما سند الحديث؟

القارئ: يقول: إسناده حسن.

الشيخ: عليه تعليق؟

القارئ: ما ذكر تعليق.

س: زيادة العصر ثابتة؟

الشيخ: العصر؟ انظر السند.

قال: وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ السُّلَمِيُّ، قال حدثنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال حدثنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، أنبأَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَالصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ، يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَتَلُوهُمْ. قَالَ عِكْرِمَةُ: هَذَا مِفْتَاحٌ لِلْقُنُوتِ.

هذا سندٌ طويل قد يكون فيه إحدى عشر، المعروف عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقنط في جميع الصلوات، وهذا يحتاج إلى بحث.

القارئ: (في المغرب والعشاء) هذا في مسلم.

الشيخ: في المغرب والعشاء، هذا ثابت في الفجر، لكن هذا الحديث سنده طويل يحتاج أن نراجعه، يُبحث إن شاء الله.

بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْنُتُ دَهْرَهُ كُلَّهُ، وَإِنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَقْنُتُ إِذَا دَعَا لِأَحَدٍ، أَوْ يَدْعُو عَلَى أَحَدٍ

قال: أنبأَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَقْنُتُ إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ، وَكَانَ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُمَّ أَنْجِ ... " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وهذا هو الذي عليه المحققون، هذا هو الصواب، وأبو هريرة بيَّن أن النبي إنما كان يقنت إذا دعا لأحد أو دعا على أحد، وليس في جميع الأوقات، وهذا هو الذي عليه المحققون، واختاره الإمام أحمد رحمه الله، أن القنوت يكون عند النوازل، خلافًا لما رآه بعض أهل العلم من أن القنوت دائم في صلاة الفجر، ولكن مع ذلك لا ينبغي التشديد ولا الخلاف، كان الإمام أحمد رحمه الله لايرى القنوت في صلاة الفجر، وإذا صلى خلف من يقنت أمَّن على دعائه؛ لأن الخلاف شر.

قال أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ، قال حدثنا أَبُو بَكْرٍ، قال حدثنَا مُحَمَّدُ بْنِ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَقْنُتُ إِلَّا إِذَا دَعَا لِقَوْمٍ أَوْ دَعَا عَلَى قَوْمٍ.

هذا حديث أنس، وذلك حديث أبي هريرة.

بَابُ تَرْكِ الْقُنُوتِ عِنْدَ زَوَالِ الْحَادِثَةِ الَّتِي لَهَا يَقْنُتُ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا تَرَكَ الْقُنُوتَ بَعْدَ شَهْرٍ لِزَوَالِ تِلْكَ الْحَادِثَةِ الَّتِي كَانَ لَهَا يَقْنُتُ، لَا نَسْخًا لِلْقُنُوتِ، وَلَا كَمَا تَوَهَّمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ لَا يَقْنُتُ أَكْثَرَ مِنْ شَهْرٍ.

يعني ابن خزيمة يبيِّن أن ترك القنوت لزوال النازلة، لا لأنه مُحدد بشهر، ولا لأنه منسوخ، بل لأنه زال.

قال أنبأَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قال: حدثنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي صَلَاةٍ شَهْرًا، يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ يدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينِ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ".

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَدْعُ لَهُمْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «أَوَ مَا تَرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا؟».

القارئ: الحديث في مسلم.

الشيخ: (أَوَ مَا تَرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا) يعني جاءوا تائبين؟

طالب: لا نجوا؛ لأنه كان يدعو لهم فنجوا.

الشيخ: (أَوَ مَا تَرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا) يعني سلموا.

بَابُ ذِكْرِ أَخْبَارٍ غَلِطَ فِي الِاحْتِجَاجِ بِهَا بَعْضُ مَنْ لَمْ يُنْعِمِ النَّظَرَ فِي أَلْفَاظِ الْأَخْبَارِ، وَلَمْ يَسْتَوْعِبْ أَخْبَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُنُوتِ...

قف على هذا، (مَنْ لَمْ يُنْعِمِ) يعني من لم يتأمل، وفق الله الجميع لطاعته.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد