شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_44

00:00
00:00
تحميل
38

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خزيمة –رحمه الله تعالى-:

بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْإِشَارَةِ بِالْيَدِ يَمِينَا وَشِمَالًا عِنْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا بُنْدَارٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ؛ ح وَحدثنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قال: أَخْبَرَنَا عِيسَى -يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ- عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ؛ ح وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَيْضًا، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ؛ وَحَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْنَا بِأَيْدِينَا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، يَمِينَا وَشِمَالًا.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِي أَرَى أَيْدِيَكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُسٍ. لِيَسْكُنْ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ». هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ.

وَقَالَ آخَرُونَ: «أَمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ»، إِلَّا أَنَّ ابْنَ خَشْرَمٍ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: «ثُمَّ يُسَلِّمُ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِنْ عَنْ شِمَالِهِ».

وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ: «عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِنْ عَنْ شِمَالِهِ».

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى جَبْرَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، وَأَشَارَ أَبُو خَالِدٍ -يَعْنِي يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ- بِيَدِهِ فَرَمَى بِهَا يَمِينَا وَشِمَالًا.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ.

نعم، وهذا الحديث فيه النهي عن الإشارة باليد في السلام، كانوا في الأول إذا سلم الواحد؛ السلام عليكم ورحمة الله بيده، السلام عليكم ورحمة الله بيده، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما لكم تشيرون كأنها أذناب خيلٌ شُمس! لما الخيل تحرِّك ذنبها، ليسكن أحدكم، يضع على فخذيه ويُسلم من دون أن يُحرك يده.

فكانوا يقولون: السلام عليكم ورحمة الله باليد، والسلام عليكم ورحمة الله باليد، فأمرهم النبي بالسكون؛ بوضع اليدين على الفخذين، ويكتفي بالالتفات فقط من دون تحريك اليد والإشارة باليد.

س: المصافحة بعد الصلاة؟

الشيخ: بدعة، لا أصل للمصافحة بعد الصلاة مباشرة ما لها أصل.

بَابُ حَذْفِ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «حَذْفُ السَّلَامِ سُنَّةٌ».

(حَذْفُ السَّلَامِ) يعني عدم الإطالة؛ حتى لا يسبق المأموم الإمام، يعني بعض الأئمة يقول: السلام عليكم ورحمة اللــــــــــــــــه، السلام عليكم ورحمة اللــــــــــــــه، ثم يسبقه المأموم ويُسلم قبله، الحذف معناه يقول: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، حذف يعني اختصار، عدم الإطالة.

 فهذه الإطالة قد تتسبب أن يسبقه المأموم ويُسلم قبله، أو يُسلم معه، فالحذف سُنة، حذف يعني اختصار، اختصار الصوت في السلام، هذا هو الحذف، (السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله)، حذف هذا، أما كونه يُطيل مثل بعض الأئمة، تسمع بعض الأئمة: السلام عليكم ورحمة اللــــــــــــــــه، السلام عليكم ورحمة اللــــــــــــــــه، إطالة، بعض المأمومين يكون عنده عجلة فيسبق الإمام، فلهذا الحذف سُنة.

 أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ بِشْرٍ الْمِصِّيصِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَذْفُ السَّلَامِ سُنَّةٌ».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْفِرْيَابِيِّ قَالُوا كُلُّهُمْ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «حَذْفُ السَّلَامِ سُنَّةٌ».

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمَّارٍ، قال: حدثنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قال: حدثنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَا: حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.

بَابُ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قال: حدثنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، لَا يَجْلِسُ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ».

نعم، هذا سُنة، سُنة للإمام إذا سَلم وهو مُستقبل القبلة يقول: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، ثم يقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، ثم يُعطي المأمومين وجهه، يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

بعض الأئمة قد يطيل وهو مُستقبل القبلة، وهذا خلاف السُنة، يقول: لا إله إلا وحده لا شريك له وهو مُستقبل القبلة، كان النبي يمكث بمقدار مايقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، ثم ينصرف إلى المأمومين.

س: زيادة وتعاليت، تباركت وتعاليت؟

الشيخ: لا، تعاليت زيادة غير صحيحة هنا، هنا لا يوجد (تعاليت)، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ما فيه تعاليت، وتعاليت هذا جاء في دعاء القنوت، دعاء القنوت الذي علمه النبي للحسن أن يقول: تباركت ربنا وتعاليت لك الحمد على ما أعطيت، «اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت، وعافِنا فيمَن عافيْت، وتَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت، وبارِك لَنا فيما أَعْطَيْت، وقِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك، إنكَ تَقضي ولا يُقضى عَليك انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت، وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت»، هذه وردت هنا، أما بعد السلام لا يوجد (وتعاليت)، «تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، لم تَرد (وتعاليت) هنا.

بَابُ الِاسْتِغْفَارِ مَعَ الثَنَاءِ عَلَى اللَّهِ بَعْدَ السَّلَامِ مِنَ الصَّلَاةِ

أَخبرنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ الْيَمَامِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ إِسْرَائِيلَ اللُّؤْلُؤِيُّ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ. قَالَ اللُّؤْلُؤِيُّ: قَالَ: حَدَّثَنِي. وَقَالُ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ».

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَلِيلٍ الْعَنَزِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: مِثْلِهِ سَوَاءً.

وَرَوَى عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْبَيْرُوتِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، فَقَالَ: ذَكَرَ هَذَا الدُّعَاءَ قَبْلَ السَّلَامِ.

(ذَكَرَ هَذَا الدُّعَاءَ قَبْلَ السَّلَامِ) المعروف أنه بعد السلام، يقول: استغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، والاستغفار بعد السلام.

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ، قال: حدثنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ، قال: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ مِنَ الصَّلَاةِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، ثُمَّ يُسَلِّمُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنْ كَانَ عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ لَمْ يَغْلَطْ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ -أَعْنِي قَوْلَهُ: قَبْلَ السَّلَامِ- فَإِنَّ هَذَا الْبَابَ يُرَدُّ إِلَى الدُّعَاءِ قَبْلَ السَّلَامِ.

المشروع بعد السلام أن يستغفر ثلاثًا، ويقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، هذا بعد السلام، ولو أنه قبل السلام لعله وهم من بعض الرواة.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد