شعار الموقع

كتاب فضائل الصحابة (11) باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم – إلى باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

00:00
00:00
تحميل
106

                                  بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، وأما بعد: فغفر الله لك. يقول الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
(المتن)

حدثنا هداب بن خالد، قال حدثنا سليمان بن المغيرة، قال حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت، قال: قال أبو ذر : قال رسول الله ﷺ غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله.
حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى وابن بشار، جميعا عن ابن مهدي، قال: قال ابن المثنى: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، قال حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر ، قال: قال لي النبي ﷺ: ائت قومك فقل: إن رسول الله ﷺ قال: أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها.
حدثناه محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا أبو داوود، قالا حدثنا شعبة، في هذا الإسناد.
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار وسويد بن سعيد وابن أبي عمر،  قالوا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة ، ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، ح, وحدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا شعبة عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة ، ح, وحدثني محمد بن رافع، قال حدثنا شبابة، قال حدثني ورقاء عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ح, وحدثنا يحيى بن حبيب، قال حدثنا روح بن عبادة، ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبد بن حميد عن أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، ح, وحدثنا سلمة بن شبيب، قال حدثنا الحسن بن أعين، قال حدثنا معقل عن أبي  الزبير، عن جابر، كلهم قال: عن النبي ﷺ قال أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها.
وحدثني حسين بن حريث، قال حدثنا الفضل بن موسى، عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله ﷺ قال أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها، أما إني لم أقلها، ولكن قالها الله .

(الشيخ)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
 فهذا الحديث بطرقه المتعددة فيه فضل هاتين القبيلتين أسلم وغفار, وذلك لسبقهم إلى الإسلام والجهاد ولهذا قال النبي-ﷺ- غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وهذا دعاء لهم بالمغفرة والسلامة وقيل إنه خبر وقيل إنه دعاء, قيل إنه خبر لأن يفعل الله بهم ما يكون موافقا لهم وقيل إنه دعاء, والأقرب أنه دعاء, غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله يعني سلمها الله, وهذه منقبة لهاتين القبيلتين, ومن فضائلهما بسبب سبقهم للإسلام والجهاد نعم.
وفي قول .. أما إني لم أقلها في الحديث الأخير ولكن قالها الله, هذه منقبة لأن النبي ﷺ قال هذا بوحي من الله ولم يقله من عند نفسه عليه الصلاة والسلام, وهذا فيه دليل على أن النبي-ﷺ- وهذا شاهد في قول الله تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ۝ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ، فالنبي-ﷺ-لا يقول شيئا من عند نفسه ولكن يقوله بوحي من الله.
(مداخلة..)
محتمل ولكن قالها, قال هذا الدعاء وقال هذا الخبر محتمل والأقرب أنه دعاء, الدعاء قوي.


(المتن)

حدثني أبو الطاهر، قال حدثنا ابن وهب عن الليث، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن خفاف بن إيماء الغفاري قال، قال رسول الله ﷺ، في صلاة اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان، وعصية عصوا الله ورسوله، غفار غفر الله لها،  وأسلم سالمها الله.

(الشيخ)
نعم وهذا النبي ﷺ لعن هذه القبائل رعلا وذكوان وعصية لكونهم غدروا بالمسلمين فقتلوا القراء لما طلبوا القراء من النبي-ﷺ- فأرسل إليهم فغدروا بهم وقتلوهم, فلهذا لعنهم, وفيه دليل على جواز اللعن على العموم أو لعن الطائفة دون لعن الأفراد (...) , وهذا هو الصواب لا يجوز لعن المعين وهذا هو الصواب من القولين, وإنما يلعن على العموم كما قال النبي ﷺ لعن الله السارق المراد جنس السارق للعموم، لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، لعن الله الخمر، لعن الله من أكل الربا، لعن الله من أكل مال اليتيم، على العموم لا بأس يلعن العصاة ، أما لعن الشخص بعينه, فالصواب أنه لا يجوز لما ثبت في الحديث الصحيح أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان كثيرا ما يؤتى به فيجلد في الخمر فقال رجل اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به, فقال النبي-ﷺ- لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله, فلا يلعن على الصحيح الشخص بعينه, وقال بعض العلماء يجوز لعنه بعينه لكن الصواب عدم لعن المعين وإنما يلعن على العموم أو على الوصف, كما في هذا الحديث النبي ﷺ لعن هذه القبائل وهي رعل  وذكوان وعصية وبين عصت الله ورسوله لأنهم غدروا بالمسلمين وقتلوا القراء لما جاؤوا وقالوا أسلمنا يا رسول الله أرسل لنا قراء يعلمونا فغدروا بهم وقتلوهم, فلهذا جلس النبي-ﷺ- شهراً يدعو عليهم في القنوت. نعم.
وأما غفار وأسلم فدعا لهم لأنهم سبقوا إلى الإسلام والجهاد. نعم.


(المتن)

حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى بن يحيى : أخبرنا ، وقال الآخرون : حدثنا) إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار؛ أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله ﷺ غفار غفر الله لها،  وأسلم سالمها الله ، وعصية عصت الله ورسوله.
حدثنا ابن المثنى ، قال حدثنا عبد الوهاب ، قال حدثنا عبيد الله ، ح, وحدثنا عمرو بن سواد، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني أسامة، ح, وحدثني زهير بن حرب والحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال حدثنا أبي عن صالح، كلهم عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ ، بمثله ، وفي حديث صالح وأسامة؛ أن رسول الله ﷺ قال ذلك على المنبر.
وحدثنيه حجاج بن الشاعر، قال حدثنا أبو داوود الطيالسي ، قال حدثنا حرب بن شداد عن يحيى، قال حدثني أبو سلمة، قال حدثني ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول ، مثل حديث هؤلاء عن ابن عمر.
حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا يزيد بن هارون ، قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن موسى بن طلحة ، عن أبي أيوب قال : قال رسول الله ﷺ: الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع، ومن كان من بني عبد الله، موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم.

(الشيخ)
وهذه منقبة لهذه القبائل , أعد حديث الأنصار


(المتن)
 

قال : رسول الله ﷺ الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس والله.

(الشيخ)
بنو عبد الله هم بنو عبد العزى, بنو عبد الله سماهم النبي ﷺ بنو عبد الله هؤلاء لأنهم سبقوا للإسلام الأنصار ومزينة كلهم سبقوا إلى الإسلام والجهاد ولهذا أثنى عليهم النبي-ﷺ- وهذه من فضائهم ومناقبهم
موالي يعني أنصاري، والمختصين بي والله تعالى وليهم يعني المتكفل بهم .. ومناصرهم ومؤيدهم لسبقهم إلى الإسلام والجهاد. نعم, الأنصار


(المتن)

قال رسول الله-ﷺ- الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس والله ورسوله مولاهم.

(الشيخ)
نعم هذه القبائل موالي يعني مختصون بي الناصرون لي في سبقهم إلى الإسلام لأنهم نصروا الله ورسوله ثم أسلموا وسبقوا للإسلام نصروا الله ورسوله ولهذا أثنى عليهم، قال هم ولي يعني مختصون بي والناصرون لي والله تعالى هو مواليهم متكفل بمصالحهم ومؤيدهم وناصرهم. نعم.
ثم قال سبحانه اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا. نعم.

(المتن)

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال حدثنا أبي، قال حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ قريش والأنصار ومزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع، موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله.
حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال حدثنا أبي، قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم ، بهذا الإسناد ، مثله ، غير أن في الحديث: قال سعد في بعض هذا فيما أعلم.
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم ، قال : سمعت أبا سلمة يحدث عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ ، أنه قال: أسلم وغفار ومزينة، ومن كان من جهينة، أو جهينة، خير من بني تميم وبني عامر، والحليفين، أسد وغطفان.

 (الشيخ)
لأنهما متحالفين، لأن بني تميم وأسد وغطفان تأخر إسلامهم ولهذا صار أولئك القبائل خير منهم لأنهم تقدموا في الإسلام والجهاد, وهؤلاء تأخروا. نعم أعد الحديث.


(المتن)

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: أسلم و غفار ومزينة ومن كان من جهينة أو جهينة خير من بني تميم وبني عامر والحليفين أسد وغطفان .

(الشيخ)
نعم لأن القبائل الأولى أسلم وغفار وجهينة سبقوا إلى الإسلام فإن بني تميم و الحليفين أسد وغطفان تأخر إسلامهم فلذلك سبق أولئك القبائل سبقوهم إلى الخير فكانوا خيرا منهم ، نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا المغيرة (يعني الحزامي) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة--، قال: قال رسول الله ﷺ، ح, وحدثنا عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد (قال عبد : أخبرني ، وقال الآخران : حدثنا) يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال حدثنا أبي عن صالح ، عن الأعرج ، قال : قال أبو هريرة : قال رسول الله ﷺ والذي نفس محمد بيده! لغفار وأسلم ومزينة، ومن كان من جهينة، أو قال جهينة، ومن كان من مزينة، خير عند الله يوم القيامة، من أسد وطيء وغطفان.

 

(الشيخ)
نعم لأن أسد وطيء وغطفان تأخر إسلامهم وأولئك تقدم إسلامهم وكان أولئك خيرا منهم، نعم .
(مداخله)
نعم على العموم. أقول على العموم.


(المتن)

حدثني زهير بن حرب ويعقوب الدورقي ، قالا : حدثنا إسماعيل (يعنيان ابن علية) قال حدثنا أيوب عن محمد ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ لأسلم وغفار، وشيء من مزينة وجهينة، أو شيء من جهينة ومزينة، خير عند الله - قال أحسبه قال- يوم القيامة، من أسد وغطفان وهوازن وتميم.

(الشيخ)
لأن أسد وغطفان وهوازن وتميم تأخر إسلامهم, فلذلك كانت القبائل الأولى خيرا منهم, بسبب أنهم سبقوهم إلى الإسلام والجهاد, هذا خير عظيم, نعم, فالخيرية والأفضلية بالتقدم إلى الإسلام بالتقوى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ نعم فضيلة عامة، كل من تقدم إسلامه فهو أفضل عام من لم يتقدم, والمراد التفضيل العام يعني هذه القبائل على العموم أفضل من تلك القبائل, لكن قد يوجد بعض أفراد من تلك القبائل يكون أفضل بسبب مزية, مزية خاصة في الأفراد والقاعدة أن الفضائل  العامة لا تقضي على الفضائل الخاصة, فالمراد هذه القبائل خير من تلك القبائل على العموم لكن قد يوجد بعض الأفراد في القبائل المفضولة من هو خير من بعض الأفراد الفاضلة بسبب المزايا والخصائص التي يختصون بها التي ميزتهم على غيرهم. نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا غندر عن شعبة، ح, وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب، قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه؛ أن الأقرع بن حابس جاء إلى النبي ﷺ، فقال: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة ، وأحسب جهينة (محمد الذي شك فيه) قال رسول الله ﷺ أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة - وأحسب جهينة - خيرا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان ، أخابوا وخسروا ؟ فقال : نعم ، قال والذي نفسي بيده! إنهم لأخير منهم فيه، وليس في حديث ابن أبي شيبة : محمد الذي شك فيه.

(الشيخ)
نعم الأخير أفضل, ولا يضرهم إن كانوا سراق الحجيج بعد ما تابوا وأسلموا ما يضرهم وهم كانوا سراق الحجيج في الجاهلية ما يضرهم, لأن الإسلام يجب ما قبله والتوبة تهدم ما قبلها لما أسلموا ما يضرهم, فهم خير ممن تأخر إسلامهم, وقوله أخير هذه لغة قليلة أخير وأشر , واللغة الكثيرة خير وشر لكن لغة قليلة أخير و أشر وهي لغة معروفة, أخير, وأخير من الأفضل.


 (المتن)

حدثني هارون بن عبد الله، قال حدثنا عبد الصمد، قال حدثنا شعبة، قال حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي ، بهذا الإسناد ، مثله ، وقال

(الشيخ)
 .. ضبي من بني تميم يقال بني تميم ليس فيهم ضبي من ضبة وأجاب الشارح هذا بجوابين ، الجواب الأول أنهم بني ضبة بالحلف، يعني بني تميم ما فيهم  ضبة لكن قال ضبي بالحلف أو الضبي بالمقاربة لأنهم يقاربونهم, والشيء يعطى حكم ما قارب منه فهم يقربون من تميم فلذلك أسماهم الضبي .نعم


(المتن)

حدثني هارون بن عبد الله قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة قال حدثني سيد بني تميم محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي بهذا الإسناد مثله.

(الشيخ)
وليس في بني تميم ضبة لكن كما قال الشارح يعني بالحلف أو بالمقاربة نعم.


(المتن)

وقال "وجهينة" ولم يقل : أحسب.
حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا شعبة عن أبي بشر، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه، عن رسول الله ﷺ، قال أسلم وغفار ومزينة وجهينة، خير من بني تميم ومن بني عامر ، والحليفين بني أسد وغطفان.
حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبد الله ، قالا : حدثنا عبد الصمد ، ح, و حدثنيه عمرو الناقد ، قال حدثنا شبابة بن سوار ، قالا : حدثنا شعبة عن أبي بشر، بهذا الإسناد.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لأبي بكر) ، قالا : حدثنا وكيع عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: أرأيتم إن كان جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني عبد الله بن غطفان وعامر بن صعصعة ، ومد بها صوته فقالوا: يا رسول الله! فقد خابوا وخسروا، قال: فإنهم خير

 (الشيخ)
وهذا من باب الفضائل العامة وليس فيها فضل على أحد الفضائل القبائل العامة ولهذا مد بها صوته، ولهذا بيان الفضائل العامة للقبائل, ولا يكون فيها غضاضة لأحد


(المتن)

وفي رواية أبي كريب: أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار.
حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا أحمد بن إسحاق، قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة، عن عامر، عن عدي بن حاتم ، قال : أتيت عمر بن الخطاب فقال لي : إن أول صدقة بيضت وجه رسول الله ﷺ ووجوه أصحابه ، صدقة طيء ، جئت بها إلى رسول الله ﷺ.

(الشيخ)
بيضتهم يعني فرحتهم وأسرتهم, والخطاب قد جئت بها إلى عدي, يعني أول الصدقة جاء بها عدي وبحاتم, وليس المراد عمر وإنما المراد عدي .. أول صدقة أفرحت أصحاب النبي ﷺ وأسرتهم هي الصدقة التي جئت بها إلى عدي إلى رسول الله لأن عمر وأبا بكر ملازمان للنبي-ﷺ- نعم

(المتن)

حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قدم الطفيل وأصحابه فقالوا:

 

(الشيخ)
وهذه منقبة لعدي بن حاتم جمع الصدقات التي أفرحت النبي ﷺ وأسرته نعم، وعدي هذا من كرماء العرب. وكان أبو حاتم الطائي الجاهلي المشهور بالكرم نعم، يقال في المثل أكرم من حاتم. نعم


(المتن)

حدثنا يحيى بن يحيى، قال أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة--، قال: قدم الطفيل وأصحابه فقالوا: يا رسول الله! إن دوساً قد كفرت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، فقال اللهم اهد دوساً وائت بهم.

(الشيخ)
وهذه عادة الرسول ﷺ كان يدعو لهم ولا يدعو عليهم لما قال جاء الطفيل قال يا رسول الله أبت دوس قبيلته فادع الله لهم ، فقال الناس هلكت دوس إذا دعا عليهم النبي ﷺ هلكت توقعوا أنه سيدعو عليهم وأنهم سيهلكون لكن النبي ﷺ خالف ظنهم فدعا لهم اللهم اهدي دوسا وأتي بهم فهداهم الله وجاؤوا مسلمين تائبين وهذه عادته ﷺ كان يدعو لهم ولا يدعو عليهم إلا من غدر, إلا من غدر وآذى المسلمين مثل رعل وعصية وذكوان ، فإنهم غدروا بالمسلمين وقتلوا القراء فدعا عليهم النبي-ﷺ, وقال جلس شهراً يدعو عليهم لشدة غضبه عليهم, لأنهم غدروا بالمسلمين وعصوا الله ورسوله، أما من لم يغدر فإن النبي ﷺ يدعو له ولهذا دعا لدوس ولم يدعو عليهم-عليه الصلاة والسلام نعم. وهذه فضيلة ومنقبة لدوس حيث هداهم الله للإسلام ومنَّ عليهم . نعم


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا جرير عن مغيرة، عن الحارث، عن أبي ذرعه قال : قال أبو هريرة : لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله ﷺ: سمعت رسول الله ﷺ يقول: هم أشد أمتي على الدجال قال: وجاءت صدقاتهم فقال النبي ﷺ هذه صدقات قومنا قال : وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال رسول الله ﷺ: أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل.

(الشيخ)
وهذه منقبة لبني تميم, قال أبو هريرة لا زالوا أحبهم لثلاثة سمعتهن من النبي ﷺ, المنقبة الأولى أنه قال: هم أشد أمتي على الدجال ومعروف ومعلوم أن الدجال يخرج في آخر الزمان ويقاتله المسلمون ويقتله عيسى عليه السلام بعد نزوله وهو إمام المسلمين في ذلك الوقت فبنو تميم هم أشد الناس على الدجال ، هذه منقبة لهم، والمنقبة الثانية أن النبي-ﷺ- أضافهم إلى نفسه لما جاءت صدقاتهم قال هؤلاء صدقات قومي، أو صدقات قومنا, هذه إضافة اختصاص ومزية ، والمنقبة الثالثة أنهم من ولد إسماعيل، لما كانت سبية يعني مملوكة أمة قال النبي ﷺ للسيدة عائشة أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل, هذه منقبة, المنقبة الثالثة لبني تميم, وفي هذا دليل على جواز سبي العرب كما هو قول الجمهور قول بني تميم العرب ومع ذلك منهم سبية سبوا ، هذا فيه دليل على أنه لا بأس بسبي العرب إذا كانوا كفارا ومشركين وقاتلهم المسلمون يسبونهم ولو كانوا عربا وهذا هو قول جمهور العلماء.
قال بعض العلماء لا يجوز سبيي العرب وإنما السبيي يكون في العجم, أما العرب فلا يسبون ، واحتمال هذا القول ضعيف, هذا الحديث يرد فيه رد على من قال إنه لا يجوز سبي العرب هذي بنو تميم عرب ، ومع ذلك سبوا صارت منهم سبية ، قال النبي ﷺ لعائشة أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل، ويدل أيضا على جواز سبي العرب أن النبي-ﷺ- أغار على بني المصتلق وهم غارون وأنعامهم تسعى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم واصطفى منهم جويرية بنت الحارث أم المؤمنين عرب بني المصتلق سباهم النبي ﷺ ويدل على ذلك أيضا أن النبي ﷺ سبى هوازن لما قاتلهم (00) بضع عشرة ليلة ثم جاؤوا تائبين يطلبون سبيهم وأموالهم ، فخيرهم النبي-ﷺ- بين سبيهم وأولادهم وأموالهم ، فقال اختاروا إحدى الطائفتين فاختاروا سبيهم وأموالهم.
ويدل على ذلك أيضاً أن الصحابة قاتلوا المرتدين قاتلوا بني حنيفة بعد وفاة النبي-ﷺ- وسبوا منهم ومنهم من بني حنيفة سبية تسراها علي-- فولدت له محمدا فكان يسمى محمد بن الحنفية نسبة إلى أمه وإلا هو محمد بن علي بن أبي طالب ولكن قالوا محمد بن الحنفية تفريقاً بينه وبين إخوته يعني منسوب إلى أمه من بني حنيفة وهي سبية , هذه النصوص تدل على جواز سبي العرب، وأما من قال إن العرب لا يسبون فهو قول مرجوح ضعيف. نعم .


(المتن)

و حدثنيه زهير بن حرب ، قال حدثنا جرير عن عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله ﷺ ، يقولها فيهم ، فذكر مثله.
وحدثنا حامد بن عمر البكراوي ، قال حدثنا مسلمة بن علقمة المازني ، إمام مسجد داوود، قال حدثنا داوود عن الشعبي ، عن أبي هريرة ، قال : ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله ﷺ في بني تميم ، لا أزال أحبهم بعد ، وساق الحديث بهذا المعنى، غير أنه قال هم أشد الناس قتالا في الملاحم ولم يذكر الدجال.

(الشيخ)
هم أشد الناس قتالا في الملاحم يعني الالتحام والقتال وكانوا أشد أمة على الدجال لأن قتال الدجال داخل في قتال الملاحم (00) الملاحم فهم أشد الناس على الدجال، لأن الدجال يقع بينه وبين المسلمين ملاحم في القتال نعم .


(المتن)

حدثني حرملة بن يحيى، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس عن ابن شهاب، قال حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، أن رسول الله ﷺ قال تجدون الناس معادن ، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.

(الشيخ)
نعم يقول فقِهوا بكسر القاف وضمها وفقُهوا تجد الناس معادن يعني أصول خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا يعني إذا كانوا فقهاء وعلماء والتفضيل إنما هو في الإسلام, والفقه والعلم والتقوى والخير لكن إذا كانت أصولهم شريفة فازدادوا شرفاً وفضلاً , فالتفضيل للفقه والعلم والإسلام والخير, وإذا كانت أيضا أنسابهم شريفة ، مع ذلك ازدادوا فضلاً وشرفاً إلى شرفهم, فالناس معادن أصول خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام, إذا فقهوا إذا كانوا فقهاء وعلماء, فالأصول الشريفة النسبية تزداد شرفاً بالإسلام والفضل, أما إذا كانت الأصول نسبية ليس معها الإسلام فلا يفيدها نسب, ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح : ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ، من أخره عمله كان عمله سيئا فإن نسبه لا يسرع به ولا يلحقه بأهل الفضل من بطأ به, ولو كان من أولاد الأنبياء, من كان نسبه شريفا لكن عمله سيئ فلا ينفعه هذا النسب, ولهذا قال : من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه, أخره عمله عن الأعمال الصالحة, فإن نسبه لا يلحقه بالفضائل وبأهل الفضائل ولو كان من أولاد الأنبياء, لكن إذا كان النسب شريفا ثم صار مع الإسلام والعلم والفضل ازداد شرفه إلى شرفهم.

(المتن)

قال عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

 

(الشيخ)
نعم تجدون خيار الناس أكرههم بهذا الأمر قيل المراد بالأمر؟ الإسلام وقيل المراد الولاية وهذا هو الأقرب إن كان كارهاً للولاية ثم وليها فإن هذا يكون أقرب إلى أدائه للحقوق بخلاف الذي يقدم على الولاية ولا يبالي ففي الغالب أنه يكون متساهلا, ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الآخر : إننا لا نولي هذا الأمر أحداً طلبه أو حرص عليه من الولاية لأن الذي يحرص على الولاية يحرص على الوظيفة في الغالب أنه يكون متساهلا بخلاف الذي يكره عليها وهو لا يريدها فإنه يعان ويوفق ويكون هذا الأقرب إلى أداء الحقوق.
 قوله تجد أشر الناس ذا الوجهين يعني الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه . لما.؟ لأن هذا من النفاق ومن الخداع يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه يقول لهؤلاء كلاماً ويقول للطائفة الأخرى المخالفة لهم كلاماً يظهر لهؤلاء شيئا ويظهر لهؤلاء شيئا آخر هذا من النفاق, وهو أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن يظهر لهؤلاء شيئا وباطنه على خلاف مما يبطن ، ويظهر لهؤلاء شيئا وباطنه على خلاف 0نعم أعد وتجدون.


(المتن)

وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه.

(الشيخ)
يعني أكرههم قيل المراد أكرهم للإسلام قبل أن يقع فيه ثم بعد ذلك إذا هداه الله للإسلام أخلص وصدق مع الله مثل ما حصل لعمر بن الخطاب- - كان في الجاهلية شديدا، وكان شديد الكراهية للإسلام ، وكخالد بن الوليد وجماعة كمثل صناديد قريش كانوا كارهين الإسلام ثم لما هداهم الله ودخلوا في الإسلام أخلصوا وقيل المراد أكرههم لهذا الأمر يعني الولاية والإمارة والوظيفة فالذي يكون كارها لها ثم يولاها ويلزم بها يعان على ذلك فيكون أقرب لأداء الحقوق . أما الذي يطلبها ولا يبالي بها فإنه في الغالب يكون متساهلا ، ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الآخر إن لا نولي هذا الأمر أحدا طلبه حرص عليه والأقرب المراد الولاية وتجدون أشر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه لما في ذلك من النفاق والخداع حيث يظهر لكل طائفة خلاف ما يبطن , نعم.


(المتن)

حدثني زهير بن حرب ، قال حدثنا جرير عن عمارة، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال ح, وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ تجدون الناس معادن بمثل حديث الزهري ، غير أن في حديث أبي زرعة والأعرج تجدون من خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية حتى يقع فيه.

 (الشيخ)
نعم حتى يدخل فيه يكرهه أولاً فإذا وقع فيه أخلص وصدق فيه نعم.


(المتن)

حدثنا ابن أبي عمر، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال وعن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ خير نساء ركبن الإبل (قال أحدهما: صالح نساء قريش، وقال الآخر: نساء قريش) أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده.

(الشيخ)
وهذه منقبة لنساء قريش, وفيه فضل هذه الصفات وهي الحنو على الصغير واليتيم وحسن التربية والقيام على الزوج وحفظه في ماله وفي نفسه وحسن التبعل والقيام بمصالح الزوج هذه الصفات لنساء قريش، بسبب هذه الصفات , خير النساء نساء قريش أحناهم على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده, فهي تحنو على الصغير وعلى اليتيم تربيه وتقوم بشؤونه وترعى الزوج وتحفظه في نفسها وفي ماله وتقوم بمصالحه, ففي فضل هذه الصفات والحنو على الصغير ورعاية الزوج ، ترعي الصغير واليتيم والتربية, ولهذا حصلت لهم لنساء قريش هذه الخيرية بسبب هذه الصفات , نعم خير نساء.


(المتن)

خير نساء ركبن الإبل قال أحدهما صالح نساء قريش وقال الآخر خير نساء قريش أحناهم على يتيم في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده.

(الشيخ)
نعم وفيه دليل على أن هذه الخيرية في هذه الصفات فمن حصل هذه الصفات حصل هذه الخيرية, ولو كان من غير نساء قريش لأن الحكم إذا كان معللا فإنه يتعدى إلى غيره في العلة, خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده ، فالمرأة التي تحنو على الصغير وتربيه وعلى اليتيم وتقوم بتربيته وترعى الزوج تحفظه في نفسها وماله ، لها هذه الخيرية, ولهذا حصلت هذه الخيرية لنساء قريش بهذه الصفات. نعم.


 (المتن)

حدثنا عمرو الناقد، قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي ﷺ ،  وابن طاووس عن أبيه يبلغ به النبي ﷺ،  بمثله،  غير أنه قال أرعاه على ولد في صغره ولم يقل: يتيم.
حدثني حرملة بن يحيى، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس عن ابن شهاب، قال حدثني سعيد بن المسيب ؛ أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده قال يقول أبو هريرة على إثر ذلك: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط.

(الشيخ)
يعني مراد أبي هريرة أن هذا الفضل لا يشمل مريم بنت عمران ولا آسيا بنت مزاحم لأنهما لم يركبا الإبل، ركوب الإبل خاص بالعرب وأهل البوادي والقرى فمريم لم تركب بعيرا فلهذا لا تدخل في هذا، خير نساء ركبن الإبل ومريم لم تركب الإبل فلا يشملها, فإذاً مريم تكون فاضلة في هذا وكذلك آسيا بنت مزاحم كما جاء في الحديث الآخر: كمل من الرجال كثير ولم يكن من النساء إلا مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ﷺ وخير نساء ركبن الإبل نساء قريش فلا يشمل آسيا ولا مريم لأنهما لم تدخلا في الوصف, فتكون آسيا ومريم فاضلتان , ثم يليهما نساء قريش. نعم.


(المتن)

حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد : أخبرنا ، وقال ابن رافع : حدثنا) عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن النبي ﷺ خطب أم هانئ ، بنت أبي طالب رضي الله عنها ، فقالت : يا رسول الله! إني قد كبرت ، ولي عيال ، فقال رسول الله ﷺ خير نساء ركبن ثم ذكر بمثل حديث يونس، غير أنه قال أحناه على ولد في صغره.

 (الشيخ)
أحناه: من الحنو و العطف ، نعم .


(المتن)

حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال ابن رافع : حدثنا ، وقال عبد : أخبرنا) عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال ح وحدثنا معمر عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ خير نساء ركبن الإبل، صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده.
حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي, قال حدثنا خالد (يعني ابن مخلد)، قال حدثنا سليمان (وهو ابن بلال)، قال حدثني سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ، بمثل حديث معمر هذا ، سواء.
حدثني حجاج بن الشاعر، قال حدثنا عبد الصمد، قال حدثنا حماد (يعني ابن سلمة) عن ثابت ، عن أنس ؛ أن رسول الله ﷺ آخى بين أبي عبيدة بن الجراح وبين أبي طلحة.
حدثنا أبو جعفر، محمد بن الصباح، قال حدثنا حفص بن غياث، قال حدثنا عاصم الأحول، قال: قيل لأنس بن مالك : أبلغك أن رسول الله ﷺ قال لا حلف في الإسلام؟ فقال أنس: قد حالف رسول الله ﷺ بين قريش والأنصار، في داره.

(الشيخ)
نعم وهذا أول الهجرة كان النبي ﷺ آخى بين المهاجرين والأنصار فآخى بين أبي عبيدة وبين أبي طلحة وآخى بين عبد الرحمن بن عوف وأخيه الأنصاري فكانوا في أول الإسلام يتوارثون بهذه الإخوة, فالنبي ﷺ ربط كل واحد من المهاجرين بواحد من الأنصار وقال هذا أخوك, فكان الأنصاري إذا آخى النبي بينه وبين أخيه يقاسمه ماله وإذا كان له زوجتان قال له انظر أيتهما تعجبك فيطلقها فتعتد فيتزوجها وآخى النبي ﷺ بين عبد الرحمن و سعد الربيع فقال له سعد بن ربيع يا أخي أقاسمك نصف مالي أعطيك نصف مالي ولي زوجتان انظر أيتهما تعجبك فأطلقها ثم تعتد ثم تتزوجها فقال عبد الرحمن بن عوف بارك الله لك بأهلك ومالك لا حاجة لي بالمال ، يبقى لك أهلك ومالك دلوني على السوق فدلوه على السوق فجعل يبيع ويشتري حتى رزقه الله.
فكانوا في أول الهجرة يتوارثون بالإخوة ثم بعد ذلك فسخ الله التوارث وأنزل قوله تعالى : وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه فصار التوارث في القرابة والنسب, وهو لا حلف بالإسلام يعني لا حاجة إلى التحالف بعدما جاء الإسلام, لأن الإسلام فيه الحث على التعاون والتناصر والبر والتقوى, وفي الحديث : انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله أنصره ظالما فكيف أنصره مظلوما قال تحجزه وتمنعه من الظلم ، فنصر الظالم منعه من الظلم, لا كما يفعل أهل الجاهلية الذي يقول قائلهم: لا يسألون أخاهم حين يندبهم ، في النائبات على ما قال برهانا,
أهل الجاهلية ما يبالون إذا ندبهم ما يبالون ما يقولون لا هو ظالم ولا مظلوم معه إذا ندبهم نصروه ، ولو كان هو ظالما، لا يسألون أخاهم حين يندبهم ، في النائبات على ما قال برهانا, أما الإسلام فإنه لا حاجة إلى التحالف في الإسلام وقيل المعنى لا تحالف في الإسلام أي لا توارث بالحلف، لا توارث بالحلف الذي كان الناس يتوارثون به في الجاهلية وفي أول الإسلام, فنسخ الله التوارث بالإسلام, وأما التعاون والتحالف على التعاون على البر والتقوى وعلى التناصر وعلى نصر المظلوم فهذا باقي ولم ينسخ بل زاده الإسلام قوة وتأكيدا, فلا حلف في الإسلام لا توارث بالحلف الذي كانوا يتوارثون به في الجاهلية وفي أول الإسلام, وأما التناصر والتعاون على البر والتقوى فهذا باقي لم ينسخ, يزيده الإسلام قوة وتأكيدا. نعم أعد للحديث لا حلف في الإسلام .


(المتن)

حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا عاصم الأحول قال قيل لأنس بن مالك أبلغك أن رسول الله ﷺ قال لا حلف في الإسلام فقال أنس قد حالف رسول الله ﷺ بين قريش والأنصار في داره.

(الشيخ)
وهذا في أول الهجرة كان التحالف. نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا عبدة بن سليمان عن عاصم عن أنس قال: حالف رسول الله ﷺ بين قريش والأنصار في داري التي بالمدينة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن زكريا عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جبير بن مطعم قال, قال : رسول الله ﷺ: لا حلف في الإسلام و أيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة.

(الشيخ)
يعني أي حلف مبني على التعاون و التناصر والبر و التقوى وعلى نصرة المظلوم فالإسلام لا يزيده إلا قوة وشدة, فالإسلام يدعو إلى هذه الخصال ويأمر بها, وتعاونوا على البر والتقوى, و التناصر على الخير ونصر المظلوم. نعم


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن ابراهيم وعبد الله بن عمر بن أبان ، كلهم عن حسين ، قال أبو بكر : حدثنا حسين بن علي الجعفي عن مجمع بن يحيى، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة عن أبيه قال:

(الشيخ)
مجمع : اسم الفاعل . نعم
 صلينا المغرب مع رسول الله ﷺ، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء! قال فجلسنا ، فخرج علينا ، فقال ما زلتم هاهنا ؟ قلنا : يا رسول الله! صلينا معك المغرب، ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال أحسنتم أو أصبتم قال فرفع رأسه إلى السماء ، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون.

 (الشيخ)
الأمنة بمعنى الأمان, النجوم أمنة السماء أمان لها من الفساد, فإذا كانت النجوم باقية فالسماء باقية, لكن إذا انكدرت السماء انكدرت النجوم وزالت خربت السماء وانفطرت وانشقت وقامت القيامة, وهذا في آخر الزمان حينما تقبض أرواح المؤمنين و المؤمنات ويزول منها التوحيد والإيمان تخرب تنكدر النجوم وتتساقط ثم تخرب السماء وتنفطر وتنشق وتضعف, فالنجوم أمنة للسماء, مادامت النجوم باقية فالسماء باقية, فيقول النبي ﷺ وأنا أمنة لأصحابي, فإذا ذهبت النجوم أتت السماء ما توعد  وهو الانفطار والانشقاق, والنبي ﷺ أمنة لأصحابه فإذا ذهب أتى أصحابه ما يوعدون من الاختلاف والافتراق وما حصل من الردة بعد وفاة النبي ﷺ، طوائف العرب والفتن.
وكذلك الصحابة أمنة للأمة فإذا ذهب الصحابة أتى ما يوعدون لأن الصحابة لهم ما يوعدون لأن الصحابة صحبوا النبي ﷺ وشهدوا التنزيل وسمعوا كلامه وفهموا مقاصده عليه الصلاة والسلام وعلموا تفسير القرآن, فهم أمنة للأمة, فإذا ذهبوا أتى الناس الأمة ما يوعدون من الاختلاف والافتراق والفتن والبدع وظهور قرن الشيطان إلى غير ذلك مما حصل, وفي هذا معجزة للنبي ﷺ وعلامة من علامات النبوة حيث وقع ما أخبر لما مات عليه الصلاة والسلام حصل ارتدت العرب حصل فتن ولما انتهى الصحابة كذلك لما مات الصحابة حصل من الافتراء ومن البدع والاختلاق والفتن ما الله به عليم. نعم.


(المتن)

حدثنا أبو خيثمة ، زهير بن حرب وأحمد بن عبده الضبي (واللفظ لزهير)، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة قال : سمع عمراً و جابراً يخبر عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ﷺ، قال يأتي على الناس زمان ، يغزو فئام من الناس ، فيقال لهم : فيكم من رأى رسول الله ﷺ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله ﷺ ؟ فيقولون : نعم ، فيفتح لهم ، ثم يغزو فئام من الناس ، فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله ﷺ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم.

 (الشيخ)
نعم وهذا فيه فضل القرون الثلاثة وهذا مثل حديث خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم يغزو فئام من الناس يعني جماعة, فئام جماعة, فيقال لهم يعني من قبل المحاصرين الذين حاصروهم فيكم من صحب النبي ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم كرامة من الله تفتح الحصن ، ثم يغزو فئام , يعني جماعة من الناس, فيقال فيكم من رأى من صحب النبي ﷺ وهم التابعون فيقولون نعم فيفتح لهم كرامة من الله ثم يغزو فئام جماعة, فيقال فيكم من رأى من صحب النبي ﷺ وهم من التابعين، فيقول نعم فيفتح لهم، هذا فيه فضل القرون الثلاثة المفضلة كما في الحديث: (خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم) القرن الأول الصحابة الذين بعث فيهم النبي ﷺ والقرن الثاني التابعون والقرن الثالث تابعين التابعين.نعم ، أتباع التابعين . نعم 


(المتن)

حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : زعم أبو سعيد الخدري قال : قال رسول الله ﷺ يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي ﷺ؟

(الشيخ)
البعث الجيش . نعم , فيقولون


(المتن)

فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحداً من أصحاب النبي ﷺ ؟ فيوجد الرجل ، فيفتح لهم به ،

(الشيخ)
يعني بسببه يفتحون بسببه كرامة من الله تعالى يوجد الرجل من أصحاب النبي  فيفتح لهم، هذا فيه فضل الصحابة ، نعم


(المتن)

ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي ﷺ؟ فيفتح لهم به،

(الشيخ)
يعني بسببه وهم التابعون، فيكم من رأى من صحب النبي يعني فيكم تابعي فإذا وجد التابعي رأى الصحابي فتح لهم بسببه كرامة من الله تعالى نعم.


(المتن)

ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى أصحاب النبي ﷺ؟ ثم يكون البعث الرابع .

(الشيخ)
و هم  أتباع أتباع التابعين ، نعم
فيقال : انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي ﷺ ؟ فيوجد الرجل ، فيفتح لهم به.
(الشيخ)
وهم أتباع أتباع أتباع التابعين، وهم القرن الرابع, وهذا فيه دليل على أن القرون المفضلة أربعة هنا, وعلى هذا فيشمل أتباع التابعين ومنهم الإمام أحمد والبخاري ومسلم ومالك والشافعي وأبو حنيفة لأنهم عاشوا في القرن الثاني وأول القرن الثالث على هذا يكون الفضل يشمل الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأتباع أتباع التابعين فعلى هذا الحين تكون القرون المفضلة أربعة, أكثر الأحاديث على أن القرون المفضلة ثلاثة, هنا فيه دليل على أن القرون المفضلة أربعة، فيشمل أتباع أتباع التابعين، كالإمام أحمد والبخاري ومسلم والأئمة الأربعة نعم, هذه منقبة لهم .نعم


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد وهناد بن السري ، قالا: حدثنا أبو الأحوص عن منصور، عن إبراهيم بن يزيد ، عن عبيدة السلماني ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله ﷺ خير أمتي القرن الذين يلوني ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته لم يذكر هناد القرن في حديثه، وقال قتيبة ثم يجيء أقوام.

(الشيخ)
نعم وهذا فيه أن القرون المفضلة ثلاثة .. قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم والصحابة ثم التابعين ثم أتباعهم, وفيه الذم لمن هذه أوصافه, فيه أنه يأتي بعد القرون المفضلة أقوام مذمومون تسبق شهادة أحدهم يمينه وتسبق يمينه شهادته, لضعف إيمانهم وقلة ديانتهم لا يبالي في الشهادة واليمين إن طلب يؤدي اليمين ويؤدي الشهادة ولا يبالي هل تسبق الشهادة اليمين أو اليمين الشهادة يجمع بين الأمرين ولا يبالي لضعف إيمانه وقلة دينه خلاف الورع لأنه يتورع لا يأتي بالشهادة حتى تطلب منه ويتورع عن الحلف ولا يبادر إلا عند الحاجة. نعم


(المتن)

حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ( قال إسحاق : أخبرنا ، وقال عثمان : حدثنا ) جرير عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله قال: سئل رسول الله ﷺ: أي الناس خير؟ قال قرني ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه ، وتبدر يمينه شهادته

(الشيخ)
تبدر بمعنى تسبق ، نعم
 قال إبراهيم كانوا ينهوننا ، ونحن غلمان ، عن العهد والشهادات .
 (الشيخ)
وإبراهيم يزيد النخعي من التابعين, كانوا يعني السلف ينهون عن الشهادة والعهد فيه فضل السلف حيث يربون أولادهم على الشهادة والعهد، وفي اللفظ الآخر: كانوا يضربونا على الشهادة والعهد ونحن صغار إذا شهد بزور ضربوه وهو صغير وكذلك إذا حلف حتى يتربى وإن كان غير مكلف لكن يتربى على الأخلاق الفاضلة , لا يشهد زورا ولا يحلف كما قال النبي ﷺ في الحديث الآخر: مروا أولادهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجح من باب التربية وابن سبع ما تجب عليه الصلاة لكن يربي على ذلك حتى يتمرن وهنا قال إبراهيم بن يزيد النخعي : كانوا يعني أصحابه عبد الله بن مسعود يضربون على الشهادة أصحاب عبد الله بن مسعود كعلقمة و الأسود كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار نعم وفيه أن القرون المفضلة ثلاثة هنا . نعم


(المتن)

وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، ح, وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا عبد الرحمن ، قال حدثنا سفيان ، كلاهما عن منصور، قال بإسناد أبي الأحوص و جرير، بمعنى حديثهما ، وليس في حديثهما : سئل رسول الله ﷺ.
وحدثني الحسن بن علي الحلواني، قال حدثنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، عن النبي ﷺ قال خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال  ثم يتخلف من بعدهم خلف، تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته.

(الشيخ)
وهذا فيه شك من عبد الله يقول هل هي اثنان أو ثلاثة, وغيره لم يشك كعمران بن حصين, وحديث فضل القرون الثلاثة رواه عدد من الصحابة أبو سعيد الخدري وعمران بن الحصين وعبد الله بن مسعود وعائشة وجماعة ، وقوله في الحديث تسبق أحد شهادة, ثم يأتي قوم يأتي خلف أحدكم خلف بإسكان اللام وهو العقب الفاسد، والخلف بفتح اللام هو العقب الصالح فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا هذا العقب الفاسد، والعقب الصالح: فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب (000) وهذا الحديث فيه ذم ، لمن يبادر بالشهادة ويعارض هذا الحديث الحديث الآخر: خير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها اختلف العلماء في الجمع بينهما وأصح ما قيل في الجمع بينهما أن حديث: خير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها محمول على ما إذا لم يعلم صاحب الشهادة بأنه عنده الشهادة فيأتي ويخبره ويقول عندي شهادة إذا طلبتها, وأما حديث الذم (من تسبق شهادته يمينه ويمينه شهادته) محمول على ما إذا كان يبادر بها وصاحبها يعلم أنها عنده ولكن يبادر بها لضعف إيمانه وقلة يقينه, وقال آخرون خير الشهداء الذين فيهم الشهادة إذا كانت الشهادة في حقوق الله محمول على حقوق الله قال بعضهم: إن الذم تسبق شهادة أحدهم, إنما هذا في شهادة الزور, والأرجح الأول.نعم


(المتن)

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا هشيم عن أبي بشر، قال ح وحدثني إسماعيل بن سالم، قال أخبرنا هشيم، قال أخبرنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، والله أعلم أذكر الثالث أم لا، قال ثم يخلف قوم يحبون السمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا.

(الشيخ)
نعم يشهدون قبل أن يستشهدوا هذا كما سبق محمول على ما إذا كانت الشهادة معلومة عنده ثم يبادر بها ويؤديها, ويحبون السمانة وهي السمن وفي اللفظ الآخر: ويظهر فيهم السمن , والمراد بأنه يستدعي السمن ويتسبب في السمن بالإقبال على الشهوات والإكثار من المآكل والمشارب لا السمن خلقة ، إذا كان السمن خلقة فهذا غير مذموم ليس كل سمين مذموما, فالصحابة فيهم السمين, وعثمان كان رجلا ضخماً, فقد تكون السمنة خلقة هذا لا يذم, لكن المراد الذي يستدعي السمن بسبب إقباله على الشهوات وغفلته عن الآخرة والإكثار من المآكل والمشارب فتركبه الشحوم من أجل ذلك، أما من جاءه السمن خلقة هذا لا يذم, لأنه قد يكون السمن خلقة, نعم.


(المتن)

حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا محمد بن جعفر ، ح, وحدثنا أبو بكر بن نافع، قال حدثنا غندر عن شعبة، ح, وحدثني حجاج بن الشاعر، قال حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا أبو عوانة كلاهما عن أبي بشر، بهذا الإسناد، مثله، قال غير أن في حديث شعبة: قال أبو هريرة: فلا أدري مرتين أو ثلاثة.

(الشيخ)
نعم . وسبق أنه هنا شك ولكن ليس في رواية أخرى والأحاديث الأخرى ليس فيها شك لأنه ثلاثة قرون وفي بعضها أربعة قرون كما سبق.نعم.
(مداخلة)
(الشيخ)
- نعم أقول الصحيح في رواية الزبير عن جابر محمول على السماع في الصحيحين ما صرح السماع بالطرق الأخرى كلها سيأتي الطريق الأخرى في القرن الرابع نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار، جميعا عن غندر، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، قال سمعت أبا جمرة، قال حدثني زهدم بن مضرب، قال سمعت عمران بن حصين يحدث ؛ أن النبي ﷺ قال إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله ﷺ بعد قرنه، مرتين أو ثلاثة، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن.

(الشيخ)
وهذا فيه ذم على هذه الصفات, ذم الخيانة، وعدم الوفاء بالنذر يخونون ولا يؤتمنون ويندبون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن بسبب إقبالهم على المآكل والمشارب وغفلتهم عن الآخرة ، فتركبهم الشحوم وليس المراد الخلقة. نعم ، وهذا فيه الحث على الوفاء بالنذر الحث على الأمانة والحث على التثبت بالشهادة. ولا يأتي بها حتى يسألها.


(المتن)

حدثني محمد بن حاتم قال حدثنا يحيى بن سعيد ح, وحدثنا عبد الرحمن بن بشر العبدي قال حدثنا بهس ح, وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا شبابة كلهم عن شعبة بهذا الإسناد وفي حديثهم قال لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاث وفي حديث شبابة قال سمعت سهدم بن مضرب وجاءني في حاجة على فرس فحدثني أنه سمع عمران بن حصين وفي حديث يحيى وشبابة يندرون ولا يفون ، وفي حديث بهز يوفون كما قال ابن جعفر.
وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك الأموي قال حدثنا أبو عوانة ح, وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي كلاهما عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين عن النبي ﷺ بهذا الحديث خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم زاد في حديث أبي عوانة قال : والله أعلم أذكر الثالثة أم لا بمثل حديث زهدم عن عمران وزاد في حديث هشام عن قتادة ويحلفون ولا يستحلفون.

(الشيخ)
نعم , فيه ذم الحلف قبل أن يستحلف نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر وأبي شيبة وشجاع بن مخلد ، واللفظ لأبي بكر قالا : حدثنا حسين وهو ابن على الجعبي عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي، عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رجل النبي ﷺ أي الناس خير قال القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث.
حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال محمد بن رافع حدثنا وقال عبد وأخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله ﷺ ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته.

(الشيخ): بركة قف على حديث عبد الله, وفق الله الجميع لطاعته.
 
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد