شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_64

00:00
00:00
تحميل
69

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي إِصْلاَحِ الْمُصَلِّي ثَوْبَهُ فِي الصَّلاَةِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، قَالَ: كُنْتُ غُلاَمًا لاَ أَعْقِلُ صَلاَةَ أَبِي فَحَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ عَلْقَمَةَ أو علقمة بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ الْتَحَفَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ لاَ شَكَّ فِيهِ، لَعَلَّ عَبْدَ الْوَارِثِ أَوْ مَنْ دُونَهُ شَكَّ فِي اسْمِهِ.

وَرَوَاهُ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادةَ قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، وَمَوْلًى لَهُمْ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ.

وقال: أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حَدِيثِ عَفَّانَ: ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي ثَوْبِهِ.

هذا استدل به المؤلف على أنه لا بأس للإنسان أن يُعدل ثوبه، إذا احتاج يدخل يده أو يخرجها للحاجة التي تدعو إلى ذلك، تعديل الثوب، وأنه ليس من العبث.

قال: بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النُّعَاسَ فِي الصَّلاَةِ لاَ يُفْسِدُ الصَّلاَةَ وَلاَ يَقْطَعُهَا.

قال: أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قال: أَخْبَرَنَا عِيسَى، يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ (ح)، وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاَءِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (ح)، وحَدَّثَنَا ابْنُ كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (ح)، وحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ»، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عِيسَى.

هذا فيه دليل على أن النعاس لا يفسد الصلاة، ولهذا قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي»، النعاس الخفيف لا يفسد الصلاة ولا يبطل الوضوء، مادام أنه يشعر بمن حوله، وإنما يبطل الوضوء النوم المستغرق، إذا كان استغرق بحيث لا يشعر بمن حوله، ولو خرج منه الحدث لم يشعر به، هذا هو النوم الذي ينقض الوضوء.

أما إذا كان نعاس، وخفقان الرأس فلا بأس، لا يضر، كان الصحابة ينتظرون صلاة العشاء ينعسون وتخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون، وكذلك إذا نعس في الصلاة.

وفيه أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد»، والمراد إذا نعس في الصلاة فليرقد، فلعله يدعو فيسب نفسه، يعني قد يخطئ بسبب النعاس، وقوله: «فليرقد»، إذا كان في صلاة النافلة، في صلاة الليل، أما في صلاة الفريضة فليعالج نفسه حتى يؤدي الفريضة، ليس له أن يرقد عن صلاة الفريضة، ولأن صلاة الفريضة مبنية على التخفيف، لا تأخذ وقتًا ولا زمانًا طويلًا، إنما هذا في صلاة الليل، إذا كان يصلي في الليل ثم نعس فليرقد.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ

أبو بكر، كنية المؤلف ابن خزيمة، قال أبو بكر؛ يستنبط الأحكام.

وَفِي الْخَبَرِ دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ النُّعَاسَ لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ، إِذْ لَوْ كَانَ النُّعَاسُ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ لَمَا كَانَ لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ» مَعْنًى، وَقَدْ أَعْلَمَ بِهَذَا الْقَوْلِ أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ بالاِنْصِرَافَ مِنَ الصَّلاَةِ خَوْفَ سَبِّ النَّفْسِ عِنْدَ إِرَادَةِ الدُّعَاءِ لَهَا، لاَ أَنَّهُ فِي غَيْرِ صَلاَةٍ إِذَا نَعَسَ.

ثم قال: جُمَّاعُ أَبْوَابِ الأَفْعَالِ الْمَكْرُوهَةِ فِي الصَّلاَةِ الَّتِي قَدْ نُهِيَ عَنْهَا الْمُصَلِّي.

قال: بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاِخْتِصَارِ فِي الصَّلاَةِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ (ح)، وحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قال: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (ح)، وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى جَمِيعًا عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا.

يعني يضع يده على خاصرته هكذا.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الاِخْتِصَارِ فِي الصَّلاَةِ.

يعني يضع يده على الخاصرة وهي ما فوق الورك.

بَابُ ذِكْرِ الْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا زُجِرَ عَنِ الاِخْتِصَارِ فِي الصَّلاَةِ إِذْ هِيَ رَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ، بِاللَّهِ نَتَعَوَّذُ مِنَ النَّارِ.

قال: أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الاِخْتِصَارُ فِي الصَّلاَةِ رَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ».

القارئ: قال: هذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا.

الشيخ: في الحاشية؟

القارئ: نعم، وهذا إسنادٌ معلول، سقط منه علة الحديث فيما بين عيسى بن يونس وهشام، وهو عبد الله بن أزوَر، فقد أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق عيسى بن يونس عن عبد الله بن أزور عن هشامٍ به، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا عبد الله بن أزور، تفرد به عيسى بن يونس.

وقد ترجم الذهبي في [الميزان] لعبد الله بن أزور فقال: عن هشام بن حسان بخبرٍ منكر، قال الأسديّ ضعيف جدًّا له عن هشام عن محمد عن أبي هريرة.

بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْعَقْصِ فِي الصَّلاَةِ وَتَمْثِيلِ الْعَاقِصِ فِي الصَّلاَةِ بِالْمَكْتُوفِ فِيهَا، وَفِيهِ مَا دَلَّ عَلَى كَرَاهَةِ صَلاَةِ الْمَرْءِ مَكْتُوفًا إِذَا كَانَ لَهُ السَّبِيلُ إِلَى حَلِّ يَدَيْهِ مِنَ الإكْتَافِ.

قال: أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَعِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَقَالَ عِيسَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَامَ، فَجَعَلَ يَحُلُّهُ، وَأَقَرَّ لَهُ الآخَرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مِثَالُ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ».

قَالَ يُونُسُ: «وَهُوَ مَعْقُوصٌ»، فَقَامَ وَرَاءَهُ فَحَلَّ عَنْهُ وَأَقَرَّ لَهُ الآخَرَ كَذَا، قَالاَ جَمِيعًا: وَأَقَرَّ الآخَرَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالصَّحِيحُ قَرَّ.

الشيخ: قر؟

القارئ: نعم، في الحديث: أقرّ، قال أبو بكرٍ: والصحيح قرّ.

الشيخ: يمكن هذا الصحيح، قال ماذا؟

قال: «إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مِثَالُ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ».

قَالَ يُونُسُ: «وَهُوَ مَعْقُوصٌ»، فَقَامَ وَرَاءَهُ فَحَلَّ عَنْهُ وَأَقَرَّ لَهُ الآخَرَ كَذَا، قَالاَ جَمِيعًا: وَأَقَرَّ الآخَرَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالصَّحِيحُ قَرَّ.

القارئ: قال ابن الأثير: أراد أنه إذا كان شعره منشورًا سقط على الأرض عند السجود، فيُعطى صاحبه ثواب السجود به، وإذا كان معقوصًا صار في معنى لم يسجد، وشبهه بالمكتوف وهو المشدود اليدين؛ لأنهما لا يقفان على الأرض في السجود.

ثم قال: بَابُ الزَّجْرِ عَنْ غَرْزِ الضَّفَائِرِ فِي الْقَفَا فِي الصَّلاَةِ، إِذْ هُوَ مَقْعَدٌ لِلشَّيْطَانِ

قال: أخبرنا أبو طاهرٍ، قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ مِنْ أَصْلِهِ قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قال: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قال: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَسَنٌ يُصَلِّي، قَدْ غَرَزَ ضِفْرَيْهِ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهُمَا أَبُو رَافِعٍ، فَالْتَفَتَ حُسْنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبِلْ عَلَى صَلاَتِكَ، وَلاَ تَغْضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَقُولُ: مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي مَغْرَزَ ضِفْرَيْهِ.

القارئ: قال: الحديث حسن.

الشيخ: ما ذكر العلة؟

القارئ: قال: الحديث حسن، ورواه الشافعي، والطحاوي والبيهقي، لكن ما ذكر العلة.

الشيخ: قال: تغرز ماذا؟

القارئ: قال: «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَقُولُ: مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي مَغْرَزَ ضِفْرَيْهِ.

قال البغوي عقب هذا الحديث: كفل الشيطان يريد مقعد الشيطان، وأصلها يجعل الكساء على أسنام البعير ثم يركب، والعقص أن يلوي شعره فيدخل أطرافه في أصوله.

الشيخ: في الحديث قال: نهى ماذا؟

أن أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَسَنٌ يُصَلِّي، قَدْ غَرَزَ ضِفْرَيْهِ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهُمَا أَبُو رَافِعٍ، فَالْتَفَتَ حُسْنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبِلْ عَلَى صَلاَتِكَ، وَلاَ تَغْضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَقُولُ: مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي مَغْرَزَ ضِفْرَيْهِ.

على كل حال هذا نهي قد يكون للكراهة، نهى أن يغرز ماذا؟

«ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَقُولُ: مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ.

نهى أن يغرز ماذا؟

قال: بَابُ الزَّجْرِ عَنْ غَرْزِ الضَّفَائِرِ فِي الْقَفَا فِي الصَّلاَةِ، إِذْ هُوَ مَقْعَدٌ لِلشَّيْطَانِ.

غرزها يعني جعلها في القفا، هل يسمى هذا غرز؟ الحديث نهى عن ماذا؟

القارئ: الحديث يقول:

أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَسَنٌ يُصَلِّي، قَدْ غَرَزَ ضِفْرَيْهِ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهُمَا أَبُو رَافِعٍ، فَالْتَفَتَ حُسْنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبِلْ عَلَى صَلاَتِكَ، وَلاَ تَغْضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَقُولُ: مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي مَغْرَزَ ضِفْرَيْهِ.

الشيخ: الحديث يقول ضعيف؟

القارئ: حسن، يقول الحديث حسن.

الشيخ: يحتاج إلى تأمل الحكمة في النهي هنا، ليس بواضح، غرزها في قفاه، يعني يجعل الضفيرتين من جهة القفا.

القارئ: يقول البغوي: كفل الشيطان: يريد مقعد الشيطان، وأصلها أن يجعل الكساء على أسنام البعير ثم يركب، والعقص: أن يلوي شعره فيُدخل أطرافه في أصوله.

الشيخ: ماذا بعده؟

بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى كَرَاهَةِ تَشْبِيكِ الأَصَابِعِ فِي الصَّلاَةِ.

توقف، وهذا يحتاج إلى تأمل، النهي عن أن يضع ... الآن في معرفة كيف يغرزها من الخلف، هل تُغرز إذا كان له ضفائر نسفها فرقها من الخلف هل يُسمى غرز هذا؟ ثم أيضًا كيف يكون مكان للشيطان؟ والحكمة في ذلك؟ كل هذا يحتاج إلى تأمل ومراجعة.

طالب: تربطه ربطه.

الشيخ: تربطها من الخلف؟ كونهما مقعد الشيطان، حكمة النهي ليس بواضح، ما ذكر أنها تشبه، قال: فيه يكون مقعد الشيطان فقط، كأن هذه هي العلة، ولماذا يكون مقعد الشيطان؟

طالب: [00:18:28]

الشيخ: لا، هذا غير، هذا في النوم، لكن هذه الضفائر إذا جعلها خلفه صارت مقعد الشيطان، هذا يحتاج تأمل، وكونه أيضًا كذلك من الحسن بعد، يحتاج لمراجعة الحديث، هل يصل لدرجة الحسن أو هذا تساهل من المُحشي؟ قد يكون حسن وقد يكون ضعيف، وإن كان في الصحيح.

وفق الله الجميع لطاعته.

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد