شعار الموقع

كتاب البر والصلة والآداب (02) باب تحريم ظلم المسلم، وخذله، واحتقاره ودمه، وعرضه، وماله – إلى باب تحريم الظلم

00:00
00:00
تحميل
178

 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
 

(المتن)
فقال الأمام مسلم رحمه الله تعالى:

حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال حدثنا داوود (يعني ابن قيس) عن أبي سعيد، مولى عامر بن كريز، عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله ﷺ لا تحاسدوا،  ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا، عباد الله! إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه

(الشيخ)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد, فهذا الحديث حديث عظيم في بيان الأسباب التي إذا فعلها المسلم كانت من أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين في بيان الأسباب التي تكون سببا في محبة المسلمين بعضهم لبعض وتآلفهم وتعاطفهم, وفيه بيان الأسباب التي تكون سببا في النفرة والشحناء والبغضاء والعداوة نهى عنها النبي ﷺ والنهي للتحريم.
حرم النبي ﷺ هذه الأسباب التي إذا حصلت بين المسلمين حصلت بينهم البغضاء والعداوة والمحن والشحناء والإسلام أراد من المسلمين أن يكونوا إخوة متحابين متآلفين، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فالمؤمن ولي أخيه والولي يحب لوليه الخير ويكره له الشر، قال عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن  كالبنيان يشد بعضهم بعضا وشبك بين أصابعه، قال عليه الصلاة والسلام: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم  كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
قالﷺ: ولا تحاسدوا هذا نهي والنهي للتحريم يعني لا تتعاطوا أسباب الحسد وهو أن يحسد الإنسان أخاه على نعمة أعطاه إياه نعمة دينيه أو دنيوية بمعنى أن يتمنى زوالها هذا حرام, كيف تتمنى أن تزول النعمة عن أخيك المسلم.؟ هذا هو الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة من الحاسد قال تعالى: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه كيف تحسده على النعمة, ويستثنى من هذا الغبطة وهي أن يتمنى أن يكون له مثله من غير أن تنتقل النعمة, قوله عليه الصلاة والسلام: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) وفي لفظ: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها, ورجل آتاه الله مالا فسلطة على هلكته في الحق .
لا تحاسدوا ولا تناجشوا تحريم النجش, والنجش هو الزيادة في السلعة وهو لا يريد شراءها لينفع البائع أو ليضر المشتري أو للأمرين, من النجش وهو الإثارة، ومنه إثارة الطير, والنجش بإسكان الجيم، ولا تباغضوا, لا تتعادوا أسباب البغضاء من الهجر والقطيعة وعدم رد السلام وعدم إجابة الدعوة لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا يعني لا يولي أحدكم أخاكم دبره إذا لقيه فليسلم عليه ,لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا.
ولا يبيع بعضكم على بيع بعض, أيضا هذا من أسباب الشحنة إذا اشترى من شخص سلعة بمائة وهو في وقت الخيار يأتي إلى المشتري ويقول ردها, ردها على البائع وأنا أعطيك مثلها بأقل من سعرها, ومثله الشراء على شراء أخيه كأن يبيع على شخص سلعة فيأتي إليه في زمن الخيار ويقول للبائع استرد البضاعة وأنا أشتريها بأكثر من الثمن الذي أعطاك , هذا من أسباب  البغضاء إذا علم المشترى أو البائع بأن (..) حصل في نفسه حزازة وبغضاء.
لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تباعروا ولا تدابروا , وفي اللفظ الآخر: ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله ,كونوا عباد الله, عباد الله نداء على تقدير حرف النداء وكونوا يا عباد الله , كونوا يا عباد الله إخوانا كونوا إخوة متآلفين , الأخ يحب لأخيه ما يحب لنفسه لا يحسد , الأخ لا يحسد أخاه ولا يتعادى , ولا يتعادى أسباب البغضاء ولا يقاطعه ولا يدابره ولا يهجره.
التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات, التقوى في القلب أصلها في القلب ثم تتبع الجوارح على العمل, بحسب ابن آدم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، يعني  يكفي , بحسب يعني كفاية , يكفي المرء من الشر كونه يحقر أخاه المسلم يزدريه يحتقره لا يسلم عليه و يهجره لا يراعي مشاعره لا يجيب دعوته يكفي الإنسان من الشر يكفيه أن يحقر أخاه المسلم ثم قال النبي ﷺ: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه المسلم على المسلم حرام, دمه فليس له أن يسفكه بغير حق, وماله ليس له أن يأخذ ماله بغير حق, وعرضه ليس له أن يستطيل في عرضه بغير حق, وهذا مثل الحديث الآخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام.


(المتن)

حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن سرح، قال حدثنا ابن وهب عن أسامة (وهو ابن زيد)؛ أنه سمع أبا سعيد، مولى عبد الله بن عامر بن كريز يقول: سمعت أبا هريرة-- يقول: قال رسول الله ﷺ، فذكر نحو حديث داوود، وزاد، ونقص، ومما زاد فيه إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصابعه إلى صدره.
حدثنا عمرو الناقد، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة،  قال: قال رسول الله ﷺ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة-- أن رسول الله ﷺ قال تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس

 (الشيخ)
وهذا الحديث يقول إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا أموالكم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وفي اللفظ الآخر: إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ، في اللفظ الآخر: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ,
وهذه الأحاديث فيها دليل على أن محل نظر الرب سبحانه وتعالى هو القلوب والأعمال لا الصور والأموال, لأن جسم الصورة قد تكون حسنه ولكن القلب خبيث ولا تنفع الصورة، وكذلك يكون الإنسان ذا مال ولكن قلبه خبيث وعمله سيئ, فلا يفيد المال وإنما إذا صلح القلب انتفع بالمال, فينبغي للإنسان أن يعتني بصلاح قلبه, وكما في الحديث الآخر حديث النعمان بن بشير: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله فمحل نظر الرب هو القلوب والأعمال لا الصور والأجسام والأموال نعم
 ( مداخلة )
-( الشيخ  ):  لا هذا أثر , أثر يلزم المحاسبة والمجازاة نعم, من الآثار. نعم


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة--؛ أن رسول الله ﷺ قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا.
حدثنيه زهير بن حرب، قال حدثنا جرير، ح, وحدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي عن عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن سهيل، عن أبيه، بإسناد مالك، نحو حديثه، غير أن في حديث الدراوردي إلا المتهاجرين من رواية ابن عبدة، وقال قتيبة إلا المهتجرين.
حدثنا ابن أبي عمر، قال حدثنا سفيان عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح. سمع أبا هريرة رفعه مرة قال "تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا
حدثنا أبو الطاهر وعمرو بن سواد، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال أخبرنا مالك بن أنس عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، , عن رسول الله ﷺ قال: تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا، أو اركوا، هذين حتى يفيئا.

(الشيخ)
يعني حتى يرجعا , يفيئا يرجعا, اركوا يعني أخروا وفي هذه الأحاديث دليل على أن الشحناء والتهاجر من أسباب حرمان المغفرة ولا حول ولا قوة إلا بالله, فالواجب الحذر من الشحناء والتهاجر والقطيعة, وقوله في كل جمعة يعني في كل أسبوع وفيه فضل هذين اليومين الاثنين والخميس وأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله وإن كان يوم الجمعة أفضل منهما فينبغي الإنسان أن يكون له عمل صالح من صلاة وصيام وزيارة مريض واتباع جنازة, نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب، سعيد بن يسار، عن أبي هريرة--، قال: قال رسول الله ﷺ إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي.

(الشيخ)
الله أكبر ! وهذا فيه فضل المحبة في الله , أين, وهذا حديث قدسي من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى, يقول الرب سبحانه أين المتحابون في جلالي عندما أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي, وفي هذا الحديث إثبات الظل الله عز وجل وأنها صفة من صفاته , ومثله الحديث الآخر يقول ﷺ الذي رواه البخاري: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وهذا غير ظل العرش، ظل  العرش مخلوق, هذا ظل أضافه الرب سبحانه إلى نفسه, أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي, فيه فضل محبة الله وهي أن نحب الشخص لا لأجل دنيا ولا لأجل معاملة بينه , وبينه ولا لأجل قرابة ونسب وإنما يحبه لكونه مستقيما على طاعة الله، لكونه مؤمنا بالله ورسوله معظما لشرع الله مؤديا لما أوجب الله عليه منته عما حرم الله, فيحبه لذلك هذه المحبة , محبة في الله تابعة لمحبة الله عز وجل نعم.


(المتن)

حدثني عبد الأعلى بن حماد، قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة--، عن النبي ﷺ: أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له، على مدرجته، ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.

(الشيخ)
نعم وهذا الحديث فيه فضل المحبة في الله وأن من أحب شخصا في الله فإن الله يحبه, هذا الرجل زار أخا له في قرية, فظاهره أنه سافر , سافر من بلد إلى بلد ليزور أخا له في قرية, فأرسل الله في طريقه ملكا على صورة آدمي، قال أين تريد.؟ قال أريد أخا لي في الله أزوره, قال هل لك من حاجة تربها , هل لك من حاجة تربها يعني أتريد أن ترد عليه معروفا كان لك , كان لك عليه, يعني تريد أن تكافئه, هل تريد أن تكافئه على المعروف هل فعل معك معروفا هل قضى لك حاجة تريد أن تردها عليه قال :لا إنما أريد , إنما أزوره في الله, قال فإني رسول الله إليك إن الله يحبك كما أحببته، هذا فضل عظيم محبة هذه الزيارة كانت لله ليست من أجل الدنيا وليست من أجل مكافئة على صنيع صنعه له وإنما الدافع له هو المحبة في الله.
وفيه دليل على أن الملك يتصور في صورة الإنسان آدمي, ولهذا أدرج  الله ملكا في صورة آدمي, وفيه أن الملائكة قد يراه الآدميون, فرأى هذا الرجل كما أن جبريل عليه السلام رآه الصحابة لما جاء في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وكان كثيرا ما يأتي في صورة دحية الكلبي, والزيارة في الله قليلة في هذا الزمن بسبب ضعف الإيمان حتى في البلد الواحد صار فيه كثرة , في  المدن الآن لما كثر انشغال الناس وكثر تعلقهم بالدنيا صار يستغرب بعض الناس ما يزور أحدا إلا إذا كان له حاجة لو جاء يزوره بدون سبب , لأي سبب , لماذا, ماذا تريد؟ إيش لك  هل لك حاجة ؟ لك شغل ؟ يستغرب ! يزوره في الله  
أيضا من الأدلة على فضل المحبة في الله في حديث أنس في الصحيحين: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان, أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله /هذا من فضل المحبة لله / وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يقذف في النار وحديث رابع أيضا في فضل الحب في  الله في الحديث الذي رواه الإمام البخاري: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه وهذا هو الشاهد , رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأه ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. نعم ,
( مداخلة  ) 
( الشيخ ):  ها ؟ هذا (..) للتأويل المحبة غير الرضا وغير الإرادة, الرضا صفة أخرى, والإرادة صفة أخرى على طريقة الأشاعرة عفا الله عنا وعنه , تأويل المحبة, نعم تأويل المحبة بالإرادة هذه على طريقة الأشاعرة, والصواب إثبات صفة المحبة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته, نعم , غير الإرادة, الإرادة صفة والمحبة صفة, والرضا صفة ثالثة, نعم  


(المتن)

قال الشيخ أبو أحمد: أخبرني أبو بكر، محمد بن زنجوية القشيري، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال حدثنا حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، نحوه.
حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع الزهراني، قالا: حدثنا حماد (يعنيان ابن زيد) عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان, قال أبو الربيع: رفعه إلى النبي ﷺ, وفي حديث سعيد: قال: قال رسول الله ﷺ عائد المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع.

  (الشيخ)
مخرفة يعني ثمارها وجناها, لأن الثواب, لأن زائر المريض يثيبه الله, والثواب من ثمرة التمتع بالجنة بما في الجنة من النعيم دخول الجنة والتمتع بما فيها من النعيم , نسأل الله من فضله, عائد المريض في مخرفة الجنة في جناها وثمارها, هذا فيه فضل عيادة المريض, وفي الحديث الآخر قال ﷺ من عاد مريضا صباحا صلى عليه كذا من الملائكة ومن عاد مريضا مساء صلى عليه كذا من الملائكة نعم.


(المتن)

حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال أخبرنا هشيم عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، مولى رسول الله ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ من عاد مريضا، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع.
حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال حدثنا يزيد بن زريع، قال حدثنا خالد عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، عن النبي ﷺ قال إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، جميعا عن يزيد (واللفظ لزهير)، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا عاصم الأحول عن عبد الله بن زيد (وهو أبو قلابة)، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، مولى رسول الله ﷺ، عن رسول الله ﷺ قال من عاد مريضا، لم يزل في خرفة الجنة، قيل: يا رسول الله! وما خرفة الجنة؟ قال جناها.

 (الشيخ)
نعم يعني الثمر الذي يجنى في جناها, الثمر الذي يجنى ويؤخذ يعني ثمرها المأخوذ , المأخوذ في الجنة , جناها يعني ثمرها المأخوذ إذا أخذت الثمر من الشجرة قال هذا جنى نعم.
-( مداخلة  )  أجره مكتوب حتى يرجع  
( الشيخ ) نعم؟ مكتوب حتى يرجع إلى أهله هذا فضل عظيم نعم


(المتن)

حدثني سويد بن سعيد، قال حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.
حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، قال حدثنا بهز، قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة،  قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله عز وجل يقول، يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي.

(الشيخ)
نعم وهذا الحديث حديث قدسي من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى, وفيه فضل والحديث فيه فضل زيارة المريض وإطعام الجائع واسقاء الظمآن, والحديث فيه تعظيم زيارة المريض وإطعام الجائع وإسقاء الظمآن و العندية هنا بمعنى المعية الخاصة فزائر المريض ومطعم الجائع ومسقي الظمآن له المعية الخاصة له المعية , له معية العون والنصر والتأييد, فعند الله بمعنى بالمعية الخاصة التي تقبل النصر والتأييد والحفظ والكلاءة, والله تعالى فوق عرشه يرسل عباده وهو عندهم ومعهم بعونهم مع المؤمنين بنصره وتأييده هو مع عائد المريض ومع مطعم الجائع ومع مسقي الظمآن بنصره وتأييده وحفظه وكلاءته وهو فوق العرش, والمقصود منها هو تعظيم زيارة المريض وإطعام الجائع واسقاء المريض.
والحديث معناه صحيح ولم يتضمن معنى فاسدا كما يدعي بعض أهل البدع , بعض أهل البدع قالوا إن الحديث تضمن معنى فاسدا فلابد من تأويله, وقالوا الحديث فيه الله يمرض وأن الله يجوع وأن الله يعطش فلابد أن نؤوله, فيقال إن الحديث آخره بين أوله والقاعدة أن الأحاديث يفسر بعضها بعضا والآيات تفسر بعضها بعضا, فالحديث يفسر الحديث والآية تفسر الآية, فكيف إذا كان التفسير في نفس الحديث, نفس الحديث فيه التفسير , بين في الحديث أن الذي مرض هو العبد قال: عبدي مرض ثم بين فقال أما علمت أن عبدي فلانا مرض عبدي جعت ثم بين في أن الذي جاع هو العبد عبدي استسقيتك بين أن الذي عطش هو العبد ولكن الله تعالى جعل مرضه مرضه, وجوعه جوعه وظمأه ظمأه, فيه بيان عظم زيارة المريض وعظم ثوابه وإطعام الجائع واسقاء الظمآن نعم.


(المتن)

حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم , قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: قالت عائشة: رضي الله عنها, ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ، وفي رواية عثمان - مكان الوجع- وجعا.
حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال أخبرني أبي، ح, وحدثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي، ح, وحدثني بشر بن خالد، قال أخبرنا محمد (يعني ابن جعفر)، كلهم عن شعبة، عن الأعمش، ح, وحدثني أبو بكر بن نافع، قال حدثنا عبد الرحمن، ح, وحدثنا ابن نمير، قال حدثنا مصعب بن المقدام، كلاهما عن سفيان، عن الأعمش، بإسناد جرير، مثل حديثه.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم, قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا, جرير عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله،  قال: دخلت على رسول الله ﷺ وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله ﷺ أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قال فقلت: ذلك، أن لك أجرين، فقال رسول الله ﷺ أجل ثم قال رسول الله ﷺ: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها، وليس في حديث زهير: فمسسته بيدي.

(الشيخ)
وهذا فيه بيان أن الأمراض والمصائب كفارات الخطايا, وأنها تحط الأوزار والخطايا كما تحط الشجرة ورقها, وفيها أيضا رفع للدرجات وثواب, وفيها أن النبي ﷺ شدد عليه في المرض أصابته الحمى كان يوعك كما يوعك الرجلان شدد عليه المرض والحمى وكان ارتفعت عليه الحمى وارتفع عليه المرض فصار الذي أصابه كالذي أصاب الرجلين, وهذا شاهد لحديث: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه
فالنبي ﷺ يوعك كما يوعك الرجلان, ولأنه عليه الصلاة والسلام أجره مضاعف, ولهذا قال بأن لك أجرين قال نعم ثم قال: ما من رجل تصيبه مصيبة إلا حط الله خطاياه فيه دليل على أن المصائب والأمراض والهموم والأسقام كلها تحط بها الخطايا إذا صبر الإنسان واحتسب, إذا صبر واحتسب كفر الله خطاياه بهذه الأمراض والمصائب فإن رضي المصيبة أثابه الله حسنات ورفع له بذلك درجات زيادة على تكفير الخطايا إذا رضي, فرضاه بالمصيبة مستحب على الصحيح على صحيح قولي العلماء أنه ليس بواجب ولكنه مستحب الواجب الصبر , والصبر هو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عما يغضب الله, فلا يلطم خدا ولا ينتف شعرا ولا يشق ثوبا يمسك جوارحه ويمسك لسانه ويمسك نفسه عن الجزع هذا الصبر واجب.
أما المستحب, أما الرضا (..) فهذا  مستحب, وإذا اعتبر الإنسان المصيبة نعمة وشكر الله عليها لأن فيها تكفير السيئات ورفع الدرجات صار من الشاكرين أيضا, فالناس طبقات: طبقة أولى الجزع الجازعون الذي لا يصبر على المصيبة بل يجزع ويتسخط ويشكي ربه ويقول لماذا أنا أصبت لماذا الناس كلهم ما أصابهم إلا أنا وش السبب أنا ماذا عملت هذا يشكو ربه والعياذ بالله يتسخط قضاء الله وقدره هذا ما حبس نفسه عن الجزع نفسه جزعة وعنده انهيار وعدم ثبات وطمأنينة.
كذلك الجوارح كمن يلطم الخد أو يشق الثوب أو ينتف الشعر كل هذا علامة الجزع هذا الجازع هؤلاء آثمون آثم الجازع الذي لا يصبر والصبر واجب ترك الواجب ومن ترك الواجب يعرض نفسه للعقوبة وآثم لابد من الصبر فالذي لا يصبر ويجزع ويتسخط وترك الواجب فصار آثما معرضا للعقوبة، والطبقة الثانية الصابرون الذين يصبرون على المصيبة فلا يتسخطون فهؤلاء مثابون تكفر سيئاتهم.
والطبقة الثالثة الصابرون الراضون يصبر ويرضى فهؤلاء يثيبهم الله حسنات ويكفر الله خطاياهم بالصبر ويثيبهم على الرضا بالحسنات، الطبقة الرابعة الشاكرون الذين تكون المصائب في حقهم نعم ومنح , المحن تكون منح في حق الشاكرين, المصائب تكون نعم يعتبر المصيبة منحة ونعمة من الله يشكر الله عليها ويقول هذا خير ساقه الله إللي, فكفر خطاياي ورفع درجاتي, فهذه نعمة تعتبرها نعمة إذا كان الإنسان أصابه في الدنيا شيء من نعم الدنيا فلا يعتبر هذه نعمة فكيف بالنعم التي, بنعم الآخرة فهو يعتبرها نعمة فيشكر الله على هذه المصيبة التي قدرت عليه فكانت سببا في تكفير خطاياه ورفع درجاته, فيثاب ثواب الشاكرين, وهذا لا يقدر عليه إلا الخواص من عباد الله هذه المرتبة نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية، ح, وحدثني محمد بن رافع، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا سفيان، ح, وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا عيسى بن يونس ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، كلهم عن الأعمش، بإسناد جرير، نحو حديثه، وزاد في حديث أبي معاوية، قال نعم، والذي نفسي بيده! ما على الأرض مسلم.
حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير، قال زهير: حدثنا جرير عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: دخل شباب من قريش على عائشة، رضي الله عنها وهي بمنى، وهم يضحكون، فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط، فكادت عنقه أو عينه أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعت رسول الله ﷺ قال: ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها، إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة.

(الشيخ)
نعم وهذا فيه دليل على أن المصائب ترفع بها الدرجات وتحط بها الخطايا  ما من مسلم يشاك شوكه فما فوقها إلا رفعت له  بها درجه ومحيت بها عنه  خطيئة, وفيه النهي عن الضحك وأنه لا ينبغي للإنسان أن يضحك في ما حصل لأخيه كونه عثر في طنب وهو الحبل الذي يربط في المسمار حتى تستقيم الخباء كادت عينه أن تسقط قالت لا تضحكوا فإن هذه مصيبة حصلت له يكفر الله بها خطاياه , أعد الحديث ؟ لا تضحكوا فإن.


(المتن)

عن الأسود، قال: دخل شباب من قريش على عائشة، رضي الله عنها  وهي بمنى، وهم يضحكون، فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب.

(الشيخ)
والفسطاط الخيمة، الطنب هو الحبل الذي يشد به الرواق, رواق الخيمة نعم يربط في مسمار ويثبت المسمار في الأرض ثم يمد به حبل من المسمار الذي ثبت في الأرض على الرواق الذي تقوم, يقوم به الخيمة نعم.


(المتن)

فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط، فكادت عنقه أو عينه أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعت رسول الله ﷺ قال:  ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها، إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة.

(الشيخ)
نعم , فيه أنه هنا يحدث لأمران رفع الدرجة وتكفير الخطيئة نعم.
-(  مداخلة )   (  الشيخ  )  نعم إذا احتسب أثيب على الاحتساب نعم. ها ,
(.....)  دخلوا عليها ما في خلوة , دخلوا عليها  متحجبة , يعني استأذنوا , استأذنوا ودخلوا عليها , هذا ما فيه خلوة , نعم ,
(.....)  لأ, إذا كان لسبب , إذا كان هناك سبب, أحد سأله أو هناك أحد يستفيد من هذه القصة أو لأسباب إن دعت ذلك فلا يكون هذا (..) نعم .


 (المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لهما)، ح, وحدثنا إسحاق الحنظلي (قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا) أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة-رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله ﷺ ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة.

(الشيخ)
هنا بالتخيير , حديث عائشة السابق أنه يحصل له أمران إذا رفعت له  بها درجه ويحط بها عنه خطيئة, نعم .


(المتن)

وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثنا هشام عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ لا تصيب المؤمن شوكة فما فوقها، إلا قص الله بها من خطيئته.
حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو معاوية، قال حدثنا هشام، بهذا الإسناد.
وحدثنا أبو الطاهر، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني مالك بن أنس ويونس بن يزيد عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة؛ رضي الله عنها  أن رسول الله ﷺ قال ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها.

(الشيخ)

وهذا من فضل الله تعالى وإحسانه , نعم


 (  المتن  )

حدثنا أبو الطاهر، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني مالك بن أنس عن يزيد بن خصيفة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، رضي الله عنها زوج النبي ﷺ؛ أن رسول الله ﷺ قال: لا يصيب المؤمن من مصيبة، حتى الشوكة، إلا قص بها من خطاياه، أو كفر بها من خطاياه. لا يدري يزيد أيتهما قال عروة .

(الشيخ)
قص يعني أو كفر المعنى واحد, قص أو كفر من خطاياه, يعني سقطت خطاياه بما يقابلها من باب الاقتصاص, نعم.


(المتن)

حدثني حرملة بن يحيى، قال أخبرنا عبد الله بن وهب، قال أخبرنا حيوة، قال حدثنا ابن الهاد عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من شيء يصيب المؤمن، حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه بها خطيئة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وأبي هريرة؛ رضي الله عنهما, أنهما سمعا رسول الله ﷺ يقول: ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته.

(الشيخ):
وهذا من فضل الله تعالى الوصب المرض, والنصب التعب, الوصب المرض, والنصب التعب, والسقم عام كذلك السقم كذلك المرض, حتى الهم والغم الهموم التي تصيبه إلا يكفر بهم الخطايا, ولما نزل قول الله تعالى: لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ شق ذلك على الصحابة وقال الصديق يا رسول الله , الله تعالى أنزل هذه الآية ؟ من يعمل شيئا يجزى به, كل ما نعمل شيئا نجزى به, يعني نحن محل الخطأ كل شيء نجزى به فقال النبي ﷺ يا أبا بكر ألست تنصب ؟ألست تحزن ؟ ألست تصيبك اللأواء ؟ فذلك مما تجزون به وهذا  مما فسره النبي ﷺ في هذه الآية نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن ابن عيينة (واللفظ لقتيبة) قال حدثنا سفيان عن ابن محيصن، شيخ من قريش، سمع محمد بن قيس بن مخرمة يحدث عن أبي هريرة، قال: لما نزلت: مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ بلغت من المسلمين مبلغا شديدا،  

(الشيخ)

نعم هذا جاء في الحديث , نعم . عن ابن محيص , عن ابن محيصن ؟


( المتن  )

قال حدثنا سفيان عن ابن محيصن، شيخ من قريش، سمع محمد بن قيس بن مخرمة يحدث عن أبي هريرة، قال: لما نزلت: مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله ﷺ: قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها قال مسلم: هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، من أهل مكة.

(الشيخ)
قاربوا يعني اقتصدوا وتوسطوا ولا تغلوا ولا تفرطوا, وسددوا يعني اقصدوا السداد اقتصدوا يعني توسطوا في الأمور ولا تغلوا افعلوا القصد وتوسطوا ولا تغلوا ولا تفرطوا واقصدوا السداد, أعد ؟ قاربوا سددوا.


(المتن)

قال لما نزلت من يعمل سوءا يجز به بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله ﷺ: قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها

(الشيخ)
نعم إيش  النكبة التي تحصل في رجله مثل ما يحصل في البعير يحصل ألم في رجله ضربة بحجر أو من شوك يقال لها  نكبه. نعم . حتى النكبة  حتى الشوكة  نعم , نعم ؟
(...) اللهم أجرني في مصيبتي نعم .


(المتن)

حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، قال حدثنا يزيد بن زريع، قال حدثنا الحجاج الصواف، قال حدثني أبو الزبير، قال حدثنا جابر بن عبد الله؛ رضي الله عنهما, أن رسول الله ﷺ دخل على أم السائب، أو أم المسيب، فقال ما لك؟ يا أم السائب! أو يا أم المسيب! تزفزفين؟ قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد.

(الشيخ)
الله أكبر , وهذا فيه فضل الحمى وأنها تكفر الخطايا, دخل على أم السيب قال ما لك تزفزفين وترفرفين أي كانت تتألم وتولول, فقالت الحمى لا بارك الله فيها فقال النبي ﷺ: لا تسبي الحمى فإنها تذهب الخطايا كما يذهب الكير خبث الحديد، النار إذا أحميت الحديد على النار يخرج الحديد أحمر ويذهب الخبث كذلك الذهب والفضة إذا أحميتها على النار طلع الذهب صافيا وزال الزغل والخبث
وكذلك الحمى تزيل, تطهر العبد من المعاصي, المعاصي خبث مثل النجاسة التي تصيب الثوب تعلق بالبدن فتأتي الحمى وتزيلها وتطهرها, تطهر الجسد والبدن وتقضي على هذا الخبث وهي المعاصي فيغفرها الله, فيه النهي عن سب الحمى قال: لا تسبي الحمى والأصل في النهي للتحريم لا يجوز سب الحمى, وفيه قولها لا بارك الله فيها سب لها بخلاف ما إذا  قيل هذ المرض خبيث فلان مات بالمرض الخبيث هذا ليس سبا ولكنه وصف من باب الوصف كقوله يوم حار ويوم بارد وصف اليوم بأنه حار أو بأنه بارد وصف المرض بأنه خبيث السب هو قولها لا بارك الله فيها نعم.   
(مداخلة... ) 
(  الشيخ  ) نعم , نعم؟ نعم ظاهره أن الحمى , أن لها مزية فقال لا تسبيها لا تسبي الحمى فإنها تكفر الخطايا وكذلك الأمراض الأخرى لكن هي لما سبتها بين لها حكمها نعم.


(المتن)

حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال حدثنا يحيى بن سعيد وبشر بن المفضل، قالا: حدثنا عمران، أبو بكر، قال حدثني عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس: رضي الله عنهما, ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ﷺ قالت "إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف،  فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها.

 (الشيخ)
ظاهره هذا أن الحديث أن النبي ﷺ نهى عن العلاج وعن الدعاء , قال إن شئت صبرت وإن شئت دعوت الله لك, وإن صبرت ولكي الجنة ظاهره أن صبرها وعدم الدعاء وعدم العلاج أفضل وهذا يعارض الأحاديث الأخرى في ظاهره التي فيها  الأمر بالعلاج والتداوي وأنه مستحب وأنه أفضل من عدم العلاج, في حديث عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام وحديث الشفاء في ثلاث ذكر منها, شرطة المحجم, ولعقة العسل وكية من  نار والنبي ﷺ رقى, ورقي وهذه الأحاديث تدل على استحباب العلاج وأن العلاج مستحب وهذا  هو ما ذهب إليه جمهور العلماء  ومن العلماء من قال إن العلاج مباح, والصواب أنه مستحب, وهذا الحديث عن المرأة التي قال: إن شئت صبرت, ولك الجنة ظاهره أن صبرها وعدم العلاج أفضل فكيف يجمع بينهما.؟ الصرع من الجنون وهو مرض ظاهره أن هذا أن الأقرب أن يقال إن هذا  خاص وأن هذا مستثنى وأنه خاص بهذه المرأة وأن الله تعالى أطلع نبيه على أن صبرها وعدم تداويها وعلاجها أفضل, نعم ومن صبرها رضي الله عنها أنها, أمرت, سألت النبي ﷺ أن يسأل الله لها أن لا تتكشف وهذا يدل على دينها وعنايتها بخلقها, نعم.


(المتن)

حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، قال حدثنا مروان (يعني ابن محمد الدمشقي)، قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن النبي ﷺ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر،

 (الشيخ)

المخيط , المخيط , من الإبرة , نعم


(المتن)

ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر, يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه.

 (الشيخ)
من عظمه, هذا الحديث حديث عظيم وهو حديث قدسي من كلام الله لفظا ومعنى  يرويه النبي ﷺ عن ربه عز وجل, وهو حديث عظيم مشتمل على جمل عظيمة, ولهذا اختاره النووي رحمه الله وجعله من الأحاديث الأربعين وشرح الحافظ ابن رجب الأربعين وزاد عليها عشر أحاديث وشرح هذا الحديث شرحا عظيما. ولهذا كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه وفي أوله يقول الرب عز وجل: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا, الله سبحانه حرم الظلم على نفسه, والظلم وهو وضع الشيء في غير موضعه, كأن ينقص أحدا من  ثواب حسناته أو يحمله أوزار غيره, هذا حرمه الرب على نفسه ولم يحرمه على أحد وليس فوقه أحد سبحانه وتعالى, لكن حرمه من نفسه على نفسه, كما أنه كتب على نفسه الرحمة, وكما أنه حق على عباده أن من , أن من وحد الله من لقيني لا يشرك بي شيئا، كتب حق على نفسه أنه لا يعذبه, قال تعالى : وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا على خلاف الأشاعرة والجبرية الذين يقولون إن الظلم مستحيل على الله, ولا يمكن الظلم, الظلم  أنه كالجمع بين الضدين, كالجمع بين النقيضين يقول لأنه الظلم لا يكون إلا ممن فوقه أحد والله ليس فوقه أحد, الظلم تصرف المالك في غير ملكه أو مخالفة للآمر والله ليس فوقه آمر, وكل شيء هو ملك  لله وهذا غلط لو كان الظلم مستحيلا على الله كيف يحرم شيئا مستحيلا والله تعالى قال : وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا أمن الله عباده من الظلم لو كان الظلم مستحيلا كيف يؤمن من المستحيل.
وقال سبحانه تعالى: لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ وقال  الرب سبحانه:  يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم والله تعالى هو الهادي يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسيته فاستكسوني  أكسكم, يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ضُري , وضَري،  بالفتح والضم , لن تبلغوا ضري فتضروني , ولن تبلغوا  نفعي فتنفعوني ,يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، هذا فيه أن الرب سبحانه أمر عباده بأن يستغفروه.
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم  وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد  منكم ما نقص ذلك من ملكي، العباد ما يضرون الله، ولا ينقصون منه فجورهم على أنفسهم, يا عبادي لو أن أولكم وأخركم , وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى  قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا, الله سبحانه لا تنفعه طاعة مطيع ولا تضره معصية عاص, بل هو النافع ,والضار , يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منكم مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر, وفي اللفظ الآخر إلا كما يغرز أحدكم إبرة في اليم يعني في البحر فلينظر بما ترجع , إذا غرزت إبرة في البحر وش  تأخذ , ما الذي يعلق بها هل ينقص البحر, بحر متلاطم  غرزت به إبرة ثم رفعت الإبرة ماذا تأخذ الإبرة من البحر , فكذلك لو اجتمع العباد هذا من باب التقريب لو اجتمع العباد كلهم الأنس والجن وسألوا الله كل واحد حتى انقطعت مسائلهم وأعطاهم الله مسائلهم ما نقص من ملكه, إلا كما أن إذا غمست إبرة في البحر ثم رفعتها لم تنقص البحر نعم  وش قال النووي على , الحديث.


(المتن)

قال أحسن الله إليك قوله تعالى إني حرمت الظلم على نفسي قال العلماء معناه تقدست عنه وتعاليت والظلم مستحيل في حق الله سبحانه وتعالى كيف يجاوز سبحانه حدا وليس فوقه من يطيعه وكيف يتصرف في غير ملك, والعالم كله في ملكه وسلطانه.

(الشيخ)
هذا, هذا تفسير الأشاعرة والجبرية, الظلم يقولون مستحيل مو بمستحيل  كيف الله سبحانه يحرم شيئا مستحيل فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا كيف يؤمن العباد من شيء مستحيل, لأن الظلم عندهم عند الأشاعرة والجبرية, الظلم مخالفة الآمر أو تصرف المالك في غير ملكه, ولهذا والعياذ بالله لزم من مذهبهم , مذهب الجبرية قالوا يجوز على الله أن يقلب التشريعات, و الجزاءات فيجعل الشرك توحيدا والتوحيد شركا والعفة محرمة والزنا واجب, له أن يتصرف في ملكه ما في قبيح ولا حسن القبيح ما الحسن ما حسنه الشرع, والقبيح ما قبحه, هكذا يقولون, نعوذ بالله, وهذا من جهلهم وضلالهم, وقبلهم المعتزلة فقالوا كل ما كان من العباد ظلما وقبيحا فهو من الله ظلم وقبيح لو فعله شبهوا الله بخلقه , وأما عن الحق فقالوا الظلم وضع الشيء في غير موضعه, كأن ينقص أحدا من ثواب الحسنات أو حمل أوزار غيره هذا هو الذي حرمه على نفسه وهو قادر سبحانه وتعالى حرم على نفسه شيئا هو يقدر عليه ليس مستحيلا نعم,  ينبغي على طالب العلم أن ينتبه لتفسيرات البدع. نعم.


 (المتن)

حدثنيه أبو بكر بن إسحاق، قال حدثنا أبو مسهر، قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد، غير أن مروان أتمهما حديثا.
قال أبو إسحاق: حدثنا بهذا الحديث الحسن والحسين، ابنا بشر، ومحمد بن يحيى، قالوا: حدثنا أبو مسهر، فذكروا الحديث بطوله.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ذر--، قال: قال رسول الله ﷺ، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي، فلا تظالموا، وساق الحديث بنحوه
،

(الشيخ)
نعم, يعني فلا يظلم بعضكم بعضا, الله حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده وظلم العباد يكون ظلمهم في دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم ثلاثة أنواع ظلم في الدماء سفك الدم بغير حق أو قطع العضو أو جرح الجسد أو ترويعه وهز السلاح في وجهه, وظلم المال كأن يأخذ المال بغير حق عن طريق السرقة أو الغصب أو السلب والنهب أو الخيانة أو الغش أو الخداع أو جهل الدين والحق أو تنفيع السلعة بالحلف الكاذب أو إخفاء عيب السلعة, أو الظلم في الأعراض كالزنا هذا ظلم في العرض والغيبة والنميمة والسخرية والاحتقار والازدراء والتفاخر على الناس بالأحساب والأنساب والطعن في أنسابهم وعيبها وذمها, نعم والهمز واللمز كل هذا من الظلم في العرض نعم.
فالواجب الحذر من ظلم العباد وأعظم الظلم الشرك وضع الشيء في غير موضعه لأن المشرك وضع العبادة في غير مستحقها, هذا أعظم الظلم, ثم ظلم العباد في دمائهم وأموالهم وأعراضهم, ثم الظلم الثالث ظلم العبد فيما بينه وبين نفسه كأن (...) بالمعاصي, يقصر في الواجبات التي أوجبها الله عليه يفعل ما حرم الله عليه كالإسبال وشرب الخمر وغير ذلك من المعاصي التي يفعلها فيما بينه وبين الله نعم.
( مداخلة )  نعم منفعة مثل قوله تعالى: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ووجدك ضالا فهدى يعني الإنسان مولود على الفطرة, لكن لا يهتدي إلى تفاصيل الشريعة إلا بهداية الله , نعم .


(المتن)

قال وساق الحديث بنحوه، وحديث أبي إدريس الذي ذكرناه أتم من هذا.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال حدثنا داوود (يعني ابن قيس) عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله؛ رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم.

(الشيخ)
لا حول ولا قوة إلا بالله , هذا أمر, اتقوا الظلم يعني اجعلوا بينكم وبين الظلم وقاية تقيكم من شؤمه, فإن الظلم معصية عظيمة يؤدي إلى العقوبة, فاتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة يؤدي إلى الظلمات يوم القيامة ظلمات في القبر وفي الحشر وفي موقف القيامة بسبب الأعمال بسبب هذا الظلم , بسبب شؤم الظلم, واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دمائهم, واستحلوا محارمهم, الشح, وصح ما قيل فيه إنه البخل, الحرص على جمع المال من كل طريق مع البخل بالواجب يحرص على جمع المال من أي طريق من حلال أو حرام ثم بعد ذلك إذا جمعها بخل بالواجب الزكاة والكفارات والحقوق والنفقات, على الأولاد والبهائم والمماليك, فهو حرص على الجمع , على جمع المال من كل طريق ثم بخل بالواجب.
ولهذا فإنه, إنه يحرص على جمعها ولا يبالي من أي طريق ولو من طريق الحرام, ولهذا فإنه يحمل صاحبه على أن سفك الدم بل حملهم لأن الشح أهلك من قبلكم , حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم, فإذا جمع المال إذا كان الإنسان يجمع المال من حلال وحرام قد يحمل على سفك الدم يعني يأتي إلى شخص يسفك دمه, ويأخذ ماله مثل ما يحدث في قطاع الطريق.
ويحمل على استحلال المحرم  يستحل ما حرم الله ولهذا قال سبحانه: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أما إذا جمع المال من طرقه المشروعة واجتنب الطرق المحرمة والمشبوهة ثم أدى الواجبات بعد ذلك ويجمع المال من وجوه مشروعه ثم يؤدي الواجبات ويؤدي الزكاة, والنفقات الأخرى ويتصدق وينفق هذا (..) هذا خير كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: نعم العمل الصالح من الرجل الصالح كما كان أغنياء الصحابة كأبي بكر الصديق كان غنيا وعثمان كان غنيا وعبد الرحمن بن عوف كان من الأغنياء ينفقون من أموالهم في الجهاد في سبيل الله و في المشاريع الخيرية عثمان .
جهز في جيش العسرة ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتادها فقال النبي ﷺ ما على عثمان ما فعله بعد اليوم ما على عثمان ما فعله بعد اليوم, هذا خير عظيم أنفق نفقات عظيمة, وكذلك الصديق كان من الأغنياء كان يتصدق ولما حثه النبي ﷺ  على أن يتصدق أتى بماله كله , وأتى عمر بنصف ماله, وكذلك عبد الرحمن بن عوف وغيره, المال إذا كان الإنسان يكسبه بوجوه مشروعه ويؤدي الواجبات, وينفق في المشاريع الخيرية هذا خير عظيم, أما إذا كان يكسبهم من الحلال والحرام ويتعسف (..) من كل طريق ويبخل بالواجب هذا هو الشح, نعوذ بالله, يحمل الإنسان على سفك الدم والجرأة على المحارم نعم.


(المتن)

حدثني محمد بن حاتم، قال حدثنا شبابة، قال حدثنا عبد العزيز الماجشون عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، رضي الله عنهما ,قال: قال رسول الله ﷺ: إن الظلم ظلمات يوم القيامة

(الشيخ)
نعم يعني يؤدي إلى الظلمات نعوذ بالله نعم فالجزاء من جنس العمل فالظلم جزاؤه الظلمات, نعوذ بالله نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ليث عن عقيل، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه؛ رضي الله عنهما ,أن رسول الله ﷺ قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة

(الشيخ)
نعم , وهذا الحديث, حديث ابن عمر, المسلم أخو المسلم لا يظلمه, لا يظلمه يعني في دمه لا يسفك دمه أو يقطع عضوا من أعضائه أو يجرح جسده ولا يظلمه في ماله فيأخذه بغير حق ولا يظلمه في عرضه يعني أخوه, والأخ يود لأخيه ما يود لنفسه , المسلم أخو المسلم , لا يظلمه ولا يسلمه , يعني يخذله, فلا ينصره, بل يسلمه للظالم  , يعتدي عليه أو يسلمه لنفسه الأمارة بالسوء فيكون ظالما , كما في الحديث الآخر:  انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما قال تحجزه , وتمنعه من الظلم
المسلم لا يسلم, لا يسلم يعني لا يسلمه للعدو الذي يظلمه بل ينصره , ينصره , ينصره بأن يحجز الظالم عنه, فإن كان هو الظالم حجزه عن الظلم, وإن كان مظلوما منع الظالم, لا يسلمه لعدوه لأنه أخوه , المسلم أخو المسلم , لا يظلمه ولا يسلمه, من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته إذا كان المسلم في حاجة أخيه يشفع له يقضي دينه يعينه في إصلاح سيارته أو إصلاح مزرعته أو بيته يعينه في قضاء حاجة أولاده كان الله في حاجته، الله تعالى يقضي حاجته, فالجزاء من جنس العمل, من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلما كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, هذا جزاء الإحسان, فرج كربة أخيه فقضى دينه, لأن دينه كاد أن يحبس, أو حبس ثم فرج كربته فأخرج من السجن بسببه, أو وقع في شده في مصيبة أو وقع في يد عدو فخلصه, فإن الله يفرج كربته, جزاء وفاقا, الجزاء من جنس العمل, ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا إذا ستر أخاه فلم يفضحه , ولاسيما إذا كان من ذوي العثرات, حصلت له زلة أو هفوة ثم ستر عليه فإن الله يجازيه بأن يستر عليه, فالجزاء من جنس العمل يوم القيامة, أما إذا كان الإنسان له سوابق وليس من ذوي العثرات وله جرأة على المحارم هذا لا ينبغي أن يستر بل يؤدب ويرفع به إلى ولاة الأمور, حتى لا يتجرأ , أما إذا كان الإنسان حصلت منه هفوة وزلة ولم يكن معروفا بالمعاصي ولا بالمجاهرة, ولكنه زلت به القدم هذا هو محل الستر يستر عليه ويعفى عنه نعم.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، قالا: حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة-- أن رسول الله ﷺ قال أتدرون ما المفلس؟

 (الشيخ)

بركة  قف على حديث أبي هريرة
  (الطالب):  أحسن الله إليك .

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد