شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_79

00:00
00:00
تحميل
49

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:

بَابُ الصَّلاَةِ فِي النَّعْلَيْنِ، وَالْخِيَارِ لِلْمُصَلِّي بَيْنَ الصَّلاَةِ فِيهِمَا وَبَيْنَ خَلْعِهِمَا وَوَضْعِهِمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، كَيْ لاَ يُؤْذِيَ بِهِمَا غَيْرَهُ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنَا عِيَاضٌ بن عَبْدُ اللهِ الْقُرَشِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَلْبَسْ نَعْلَيْهِ، أَوْ لِيَخْلَعْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَلاَ يُؤْذِ بِهِمَا غَيْرَهُ».

وهذه السنة، الصلاة في النعلين سنة، في الحديث: «صلوا في نعالكم، فإن اليهود لا يصلون في نعالهم»، لكن إذا كان في المسجد وليس فيه فُرش، كان سابقًا في التراب، سنة، وإذا كان المساجد مفروشة وصار الناس يتأذون، فالأولى أن يخلعها في هذه الحالة، ويلبسها في الأسفار أو في الأمكنة التي ليس فيها فُرش.

وإذا خلعهما يجعلهما بين رجليه، بعض الناس يضعها أمامه يؤذي بها غيره، لا، السنة تضعها بين ركبتيك، أو يضعها البعض بين القدمين، لا، بين القدمين يؤذي بها من خلفه، تضعها بين الركبتين، أو تضعها في مكان عند باب المسجد.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مسَلَمَةَ (ح)، وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِي مسَلَمَةَ، وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ أَيْضًا قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ أَبُو مَسْلَمَةَ (ح)، وحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مسَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

نعم، هو سنة، مستحب، إذا لم يكن هناك مانع، ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في نعليه في المسجد، والصحابة كذلك يصلون في نعالهم، ثم خلع في أول الصلاة، فخلع الصحابة نعالهم، فلما سلّم النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «ما لكم خلعتم؟» قالوا: يا رسول الله، رأيناك خلعت فخلعنا، قال: «إن جبريل أخبرني أن فيهما أذى»، اللهم صل وسلم عليه، فدل على أنه كان الصحابة يصلون في نعالهم، وهذا هو السنة، لحديث: «صلوا في نعالكم، فإن اليهود لا يصلون في نعالهم».

لكن المصلي لابد يتفقدها، عند دخول المسجد يتفقدها حتى لا يكون فيها أذى، وإلا حكها حتى يزول، إذا كان المسجد تراب أو حصباء فلا بأس، كانت المساجد هكذا، الآن فُرشت المساجد صارت تتأذى بأقل شيء، فالأولى في هذه الحالة أن يضعها عند باب المسجد، ويفعل السنة في الأماكن التي ما فيها فُرش.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ، وَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ ارْفَعِي عَنَّا حَصِيرَكِ هَذَا، فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ يَفْتِنُ النَّاسَ».

الخُمرة: سجادة صغيرة من الخوص (خوص النخل) يصلي عليها، فيه دليل على أنه لا بأس أن يصلي الإنسان على حائل، على فراش أو بساط أو حصير، كما في قصة أنس لما زاره النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صلى على حصير قد اسود من طول ما لُبس، من كثرة ما لُبس، يعني من كثرة ما جُلس عليه، فنضحها بالماء، فلا بأس أن يصلي على الأرض أو على بساط أو على الحصير.

وهنا قال: «ارفعي حصيرك عنا فقد خشيت أن يكون يفتن الناس»، هذا محتمل، يفتن الناس إن كان فيه أشياء، نقوش أو ما أشبه ذلك؟ تكلم عليه المحقق؟

القارئ: نعم، يريد بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- الخمرة، ومعنى يفتتن الناس، أي خشية أنهم يعتقدون أن الصلاة على الخمرة سنة، لو داوم هو -صلى الله عليه وسلم- عليها، فترك المداومة خوفًا من ذلك.

طالب:كان فيه سابقا حصير فيه رسمات وألوان.

الشيخ: الحصير؟ نعم، محتمل، أنها هي التي تفتن الناس، ومثله حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال أنبيجانة أبي جهم، قال: ألهتني عن صلاتي آنفًا، لما فيها من النقوش.

أما قوله: "المداومة"، الرسول ما يداوم، يصلي على هذا وعلى هذا وعلى هذا، والمسجد ما كان مفروش، قول المحقق هذا "يفتن الناس بالمداومة" ليس بظاهر، الأقرب -والله أعلم- أن الخمرة فيها شيء، أحيانًا بعض الذين يسوون من النخل، يتفننون، يجعلون شيء جميل، وشيء مرتفع.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى خُمْرَةٍ، وَقَالَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ وَيَسْجُدُ عَلَيْهَا.

الشيخ: حديث غريب ماذا؟

طالب: غريبٌ غريب.

الشيخ: قال: حدثنا ماذا؟

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ...

الشيخ: أين الغريب؟ صلاته على الخمرة؟ أو سيأتي؟

طالب: قد يقصد المداومة.

الشيخ: المداومة؟ فيه: "لم أزل"؟

لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى عَلَى خُمْرَةٍ وَقَالَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ وَيَسْجُدُ عَلَيْهَا.

الشيخ: كان تفيد المداومة، يعني كان كثيرًا.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ قال: أَخْبَرَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ، لاَ يَدَعَهَا فِي سَفَرٍ وَلاَ حَضَرٍ، هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ الْمُخَرِّمِيُّ مَرْفُوعًا، فَإِنْ كَانَ حَفِظَ فِي هَذَا الإِسْنَادِ وَرَفَعَهُ فَهَذَا خَبَرٌ غَرِيبٌ، كَذَلِكَ خَبَرُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ غَرِيبٌ.

كأنه المداومة يعني، يعني الغريب: المداومة، ما كان النبي يداوم -عليه الصلاة والسلام-.

بَابُ وَضْعِ الْمُصَلِّي نَعْلَيْهِ عَنْ يَسَارِهِ إِذَا خَلَعَهُمَا، إِذَا لَمْ يَكُنْ عَنْ يَسَارِهِ مُصَلٍّ، فَيَكُونُ نَعْلاَهُ عَنْ يَمِينِ الْمُصَلِّي عَنْ يَسَارِهِ.

الشيخ: كم حديث ذكر في هذا؟

طالب: حديثان يا شيخ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى بُنْدَارٍ، وَهَذَا حَدِيثُ الدَّوْرَقِيِّ قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى يَوْمَ الْفَتْحِ وَاضِعًا نَعْلَيْهِ عَنْ يَسَارِهِ.

أخبرنا أبو طاهرٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ قال: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفَتْحِ، فَصَلَّى يَوْمَ الْفَتْحِ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ.

هذا السنة، وضع النعلين يكون عن يساره إذا كان في غير المسجد، يصلي في الصحراء أو في مكان واسع، وإذا كان في المسجد يضعها بين رجليه، بين ركبتيه، أو يضعها عند باب المسجد، أما ما يفعله البعض يضعها أمام المصلي، أو يضعها بين قدميه تؤذي من خلفه، لا.

بَابُ ذِكْرِ الزَّجْرِ عَنْ وَضْعِ الْمُصَلِّي نَعْلَيْهِ عَنْ يَسَارِهِ إِذَا كَانَ عَنْ يَسَارِهِ مُصَلٍّ.

بركة، وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد