بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وبارك على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
(المتن) :
حدثنا يحيى بن أيوب و قتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل يعنون ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول ﷺ قال: لتؤدن الحقوق.
(الشيخ):
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, أما بعد:
فهذا الحديث في بيان المفلس ، المفلس الحقيقي, والمفلس الأعظم هو المفلس من الحسنات هذا هو المفلس الحقيقي وهذا المفلس الأعظم ، أو يأتي بحسنات ثم يوزعها على غيره ثم تؤخذ منه, فيأخذها من غرمائه الذين تعدى عليهم ، إما بسفك الدم أو بالضرب أو بالشتم أو بالغيبة أو النميمة يوزع حسناته هذا هو المفلس الأعظم والمفلس الحقيقي ، أما الذي لا درهم له ولا متاع هذا مفلس عند الناس في الدنيا لا درهم له ليس عنده نقود ولا عرض من عرض الدنيا متاع العرض, هذا مفلس لكن لا يضره هذا ، قد يزول الفَلس أيضاً في الدنيا وقد يبقى ولكن لا يضره, لكن المفلس الحقيقي والمفلس الأعظم المفلس من الحسنات ، أما الذي يفلس في الدنيا يخسر في بضاعة مائة أو ألف أو مائة ألف أو أكثر هذا مفلس نسبي ، وقد يكون عنده ما يكفيه, لكن المفلس الحقيقي والمفلس الأعظم هو المفلس من الحسنات نعوذ بالله. نعم.
(المتن):
(الشيخ):
فيه الحذر من العدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، وأن الذي يعتدي على الناس في دمائهم وأموالهم يكون مفلسا هو المفلس يوزع حسناته على الناس تؤخذ حسناته بدون اختياره ، الذي يعتدي على الناس في دمائهم أو أموالهم وأعراضهم يؤخذ من حسناته وتوزع على الناس يؤخذ جزء منها يعطى لمن سفك دمه أو اعتدى عليه أو ضربه وجرحه بغير حق ، وقسم آخر يعطى لمن اعتدى عليه وأخذ ماله بغير حق ، جزء آخر يعطى لمن اغتابه، فإن انتهت الحسنات ولم يبق له شيء أخذ من سيئات المظلومين وطرحت عليه بقدر ما ظلمت ، ثم يطرح في النار. ونعوذ بالله .نعم
(سؤال):
(...)؟
(الشيخ):
الحدود هذه في حق الله كفارة حدود كفارة ، لكن حقوق الآدميين لابد من أدائها إن لم يؤدها في الدنيا وإلا أخذت منه يوم القيامة ، نعم .
(المتن):
(الشيخ):
نعم ، هذا هو الصحيح لتؤدَّن الحقوقُ, لتُؤدَّن بضم التاء المثناة وفتح الدال مشددة ، والحقوق بالرفع, لتؤدن الحقوق إلى أهلها يعني لتؤدن الحقوق من قبل الله إلى أهلها ، هذا هو ضبطها الحقوق خلافا لبعض الشراح بعضهم ضبطها بالفتح والضم لتؤدن الحقوقُ والحقوقَ والصواب أنها بالضم فقط لتؤدنَ الحقوقُ , لأنه ليس المعنى أن الحقوق تؤدى ليؤدي الناس الحقوق ليس المعنى أن الناس يؤدون الحقوق, بل المعنى أن الحقوق تؤدى من قبل الله إلى أهلها, لتؤدن الحقوق يعني من قبل الله إلى أهلها, وليس المعنى لتؤدن الحقوق من قبل الناس لتؤدن, ولهذا الحقوق مضمومة لتؤدن الحقوق إلى أهلها يعني من قبل الله نعم, وفيه كمال عدل الله عز وجل, وأن الحقوق تؤدى إلى أهلها يوم القيامة ، حتى الحيوانات إذا اعتدى بعضها على بعض تقتص منه حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء الشاة الجلحاء : هي التي لا قرن لها والقرناء :هي التي لها قرون ، فإذا نطحت الشاة القرناء الشاة الجلحاء بعثتا يوم القيامة فاقتصت الجلحاء من أختها التي نطحتها ثم يقول الله لها كوني تراباً, وفيه دليل على أن الحيوانات تبعث يوم القيامة لكنها لا تحاسب قال الله تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ فيه إثبات البعث وأن من أنكر البعث فهو كافر قال الله تعالى: زَعَمَ الذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ الناس إذا ماتوا يبعثون تبعث الأجساد لا الأرواح ، خلافاً للفلاسفة الذين يقولون البعث للأرواح وهذا كفر وظلال ، الفلاسفة كفرة يقولون اللي تبعث البعث للأرواح وأما الأجساد فلا تبعث وهذا كفر ، فالأجساد ذاتها تبعث ولو استحالت تراباً, الله تعالى يعيدها مما استحالت منه ولا يبقى إلا عجب الذنب هو الذي لا يبلى منه خلق ابن آدم ومنه يركب كما في الحديث، والحيوانات تقتص بعضها من بعض ثم يقول الله لها كوني تراباً فعند ذلك يقول الكافر وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا
(سؤال)
(...)الحيوانات مكلفة؟
(الشيخ):
لا غير مكلفة غير مكلفة ما عليها تكاليف ، ولكنها ولكن من كمال عدل الله أنه يقتص بعضها من بعض إذا اعتدى بعضها على بعض يقتص بعضها من بعض هي ما عليها تكليف لا أمر ولا نهي ، نعم.
(المتن):
(الشيخ):
نعم . ومعنى يملي يعني يمهله ويؤخره, وهذا من استدراج الله للظالم, يستدرج بالنعم فالله تعالى يملي له ويمهله ويغدق عليه النعم ثم بعد ذلك يأخذه ويهلكه ، إن الله لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته, ثم قال: قول الله تعالى وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ، نعم.
(المتن):
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأحمد بن عبدة الضبي وابن أبي عمر - واللفظ لابن أبي شيبة - قال ابن عبدة : أخبرنا ، وقال الآخرون : حدثنا سفيان بن عيينة قال : سمع عمرو جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : كنا مع النبي ﷺ في غزاة ، فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار! وقال المهاجري : يا للمهاجرين ! فقال رسول الله ﷺ، ما بال دعوى الجاهلية ؟ قالوا : يا رسول الله ! كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال دعوها ، فإنها منتنة فسمعها عبد الله بن أُبي فقال : قد فعلوها ، والله! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
قال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال دعه ، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمد بن رافع قال ابن رافع : حدثنا ، وقال الآخران : أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر عن أيوب ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فأتى النبي ﷺ فسأله القَوَدْ ، فقال النبي ﷺ دعوها فإنها منتنة. قال ابن منصور في روايته : عمرو قال : سمعت جابراً.
(الشيخ):
وهذا فيه النهي عن العزاء و التنادي بالعصبية والقومية عزاء الجاهلية, في هذه القصة أنه اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار كسع أحدهما الآخر أي ضربه في إليته وفي عزيزته ودبره فشق عليه ذلك ولم يتحمل وعد هذا عيباً, وكانت العرب تعده عيباً ، فنادى يا للمهاجرين ونادى الآخر يا للأنصار ، فسمع النبي ﷺ ماذا فقال ما بال دعوى الجاهلية , وفي اللفظ الآخر: دعوها فإنها منتنة ، أنكر النبي ﷺ عليهم التنادي بالمهاجرين والأنصار، وإن كان لقبين إسلاميين لقب المهاجرين لقب إسلامي، والمهاجرة لا تنسى, لكن لما كان فيهما دعوى إلى التحزب والعصبية والتفريق بين المهاجرين والأنصار سماها النبي ﷺ دعوى الجاهلية, إذا كان النبي ﷺ أنكر العزاء بالمهاجرين والأنصار، وهما لقبان إسلاميان, فذكر التنادي والدعوة إلى العصبية أو إلى القومية أو إلى العرب يكون أشمل إذا قال يا آل قحطان يا آل العرب يكون أشمل هذه دعوى جاهلية لما فيه من التحزب و التفريق ، وإنما ينادي يقول أيها المسلمون يا مسلمون حتى ينصره كل أحد من العرب ومن العجم.
أما ينادي ويقول يا للمهاجرين يا للأنصار هذه تفرقة تحزبات وعداوات التفرقة بين المهاجرين والأنصار, أو ينادي عصبية أو قومية يعني لقومه يا آل قحطان يا آل كذا يا آل هذيل يا آل عنزة, أو يقول يا للعرب يفرق بين العرب وبين العجم كل هذه دعوى الجاهلية ولهذا قال النبي ﷺ دعوها فإنها منتنة ، وإن كان هذا لقبين إسلاميين ، لما كان فيه تحزب وتفريق تؤدي إلى المحن و البغضاء سماها النبي ﷺ دعوى الجاهلية ، وإنما يقول أيها المسلمون يا مسلمون حتى ينصره جميع المسلمون العرب والعجم ثم قال: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً إن كان مظلوماً فلينهى أي لينهى عن الظلم فيكون هنالك نصر له ، إذا كان ظالما ينهى عن الظلم فلينهى يكون نصره بنهيه عن الظلم وقد يكون نهيه بضربه أو حبسه أو إقامة الحد عليه حجزه من الظلم ، كما في الحديث الآخر: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً قال تحجزه وتمنعه من الظلم ، إذا كان لا يحجز ولا يمنع من الظلم إلا بالضرب والحبس وإقامة الحد يكون هذا هو النصر ، وإن كان ينتهي بالنهي يكون هذا هو النصر فلينهى ، وفي اللفظ الآخر أنه لما كسع طلب من النبي ﷺ أن يقيده فلم يقده يعني يقتص له منه فلم يقتص منه لأنه ضربه على وجهه بالمزاح على وجه المزح ، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يمزح بشيء يحفظ صاحبه عليه ويغضبه عليه ويسبب المحن والحزازات والبغضاء.
وفيه أن عبد الله بن أُبي رئيس المنافقين قال قد فعلوها ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فاستأذن عمر النبي ﷺ بقتله قال دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ﷺ: دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ، وهذا الحديث فيه نص على العلة في عدم قتل النبي ﷺ المنافقين, نص في أن الذي منعه ألا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه, يعني يترتب على ذلك مفسدة من تنفير الناس عن الإسلام لأن عبد الله بن أُبي وغيره أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر ، أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر, فاليهود وكفار قريش وغيرهم يعتبرونهم من أصحاب النبي ﷺ فإذا قتل المنافقين تحدث اليهود وتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، فكان في ذلك تنفيراً عن الإسلام, وهناك علل أخرى منها أنهم يظهرون الإسلام وينكرون ما يصدر منهم, يقولون هذه علة منصوص عليها لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه. نعم .
(المتن):
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال حدثنا أبي، قال حدثنا زكرياء عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير ، قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
(الشيخ):
الرسول ﷺ شبه المؤمنين بعضهم لبعض بالبنيان وبالجسد الواحد لأن المؤمنين كنفس واحدة المؤمنون كنفس واحدة مثلهم في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل جسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فكذلك المسلمون إذا اشتكى واحد فهو شكوى للأمة كلها والله تعالى جعلها كنفس واحدة فقال: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ، يعني لا يقتل بعضكم بعضاً فسلموا على أنفسكم إذا دخلتم بيوتكم فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ، يعني تسلموا على بعضكم بعضاً.
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضاً مثل المؤمنين في توادهم كمثل الجسد الواحد فلو عمل المسلمون بهذه الأحاديث لما حصل بينهم مشاكل وصار المؤمن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه , وفي الحديث الآخر: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فالذي لا يحب لنفسه أن تحب لنفسك الخير تحب لنفسك أن يرزقك الله يوفقك الله للعمل الصالح ويرزقك الله مالاً حلالاً وأولاداً صالحين وزوجة صالحة فعليك أن تحب لأخيك ذلك فإن لم تحب ذلك لأخيك فهذا نقص في الإيمان نقص في الواجب كما أن الواجب من الإيمان, ولهذا نفى النبي ﷺ الإيمان على من لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فلو عمل الناس بهذه الأحاديث وكل واحد يحب لأخيه ما يحب لنفسه واعتبر نفسه واعتبر أخاه مثله يألم لألمه ويسر لسروره ويواسيه بنفسه وماله لما حصل مشاكل ولما حصل نزاع ولا شقاق بين الناس. نعم .
(المتن):
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج ، قالا: حدثنا وكيع عن الأعمش ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير-رضي الله عنهما-، قال : قال رسول الله ﷺ: المؤمنون كرجل واحد ، إن اشتكى رأسه ، تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر.
(الشيخ):
نعم . جعلهم نفسا واحدة , المؤمنون كرجل واحد, كما في الآية: لا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ، سَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ، يعني لا يقتل بعضكم بعضاً وليسلم بعضكم على بعض, جعلهم كنفس واحدة نعم.
(المتن):
حدثنا ابن نمير، قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الأعمش ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، عن النبي ﷺ، نحوه.
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر ، قالوا : حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله ﷺ قال: المستبان ما قالا، فعلى البادئ، ما لم يعتد المظلوم.
(الشيخ):
المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما يعني ما لم يعتد المظلوم, المعنى إذا حصل سباب بين اثنين فإن الإثم على الساب الأول لأنه هو الظالم, والثاني مظلوم إلا إذا اعتدى المظلوم وهو الثاني فإنه يناله شيء من الإثم, المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم يعني إذا تساب اثنان وحدث اصطدام بينهما ، فالإثم على الأول الساب الأول لأنه هو الظالم, والثاني ليس عليه إثم لأنه مظلوم, لأنه أخذ بحقه إلا إذا اعتدى وزاد على ما قال صاحبه أو تعدى إلى غيره من أقاربه ، فإذا سب إنسان آخر فرد السبة بسبة مثلها فهذا قصاص وانتصار هذا حق له اقتص لنفسه وانتصر لنفسه ، لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ[الشورى:39]، ولقوله: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ[الشورى:41 ].
فالمنتصر إذا ظلم مظلوم ليس عليه سبيل ولكن لا يزيد ولا يعتدي فإذا قال شخص لشخص لعنك الله هذا البادي فقال الثاني لعنك الله أنت ، فالإثم على الأول هو البادي والثاني مظلوم انتصر لنفسه واقتص لنفسه ليس عليه شيء إلا إذا زاد المعتدي إذا اعتدى المظلوم الثاني فزاد في سبه وقال لعنك الله قال لعنك الله لعنك الله مرتين, فالثانية ظلم وعدوان, أو قال لعنك الله وأخزاك زاد على كلامه هذا ظلم, أو سب والديه, صار الثاني الآن اعتدى، أما إذا رد السبة بسبة مثلها من دون تكرار ومن دون زيادة فهذا انتصار واقتصاص ، ومع ذلك يكون الثاني يعفو أفضل يكون الثاني يعفو ولا يرد السبة بسبة مثلها هذا أفضل ، لقول الله عز وجل: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ[الشورى:43 ]، من صبر وغفر, ولقوله سبحانه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ[الشورى:40 ]، وفي قوله في الحديث الذي بعده: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، فإذا صبر الثاني ولم يقتص لنفسه ولم يرد السبة بسبة فهو أفضل لقول الله: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ[الشورى:43 ]، قال: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ[الشورى:40 ]، ولما في الحديث: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، نعم
(سؤال):
يجوز (...) حتى وإن كان لعانا.؟
(الشيخ):
يجوز, قصاص العن دعا عليه, اللعن هو الطرد من رحمة الله, يقتص منه رد السبة بسبة مثلها ، نعم.
(سؤال):
(...)
(الشيخ):
لا ليس جهراً بالسؤال إلا من ظلم لا هذا مظلوم اقرأ الآية كمل الآية: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ[الماعون: 4 - 5 ]، لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ[النساء:148 ]، هذا مظلوم ، نعم.
(المتن):
(الشيخ):
نعم الحديث: ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً هذا دليل على أن الأفضل عدم الاقتصاص ، وما تواضع لله أحد إلا رفعه, فيه فضل التواضع, التواضع هو أن يذل ويخضع للمؤمنين لإخوانه المؤمنين, لقوله: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ[الحجر:88 ]، والاستكانة وعدم التكبر عليهم واحتقارهم وازدرائهم, ومن ذلك أن يلقي السلام عليهم وأن يبذل النصح لهم وأن يقبل الحق بمن جاء به هذا التواضع عدم التكبر وعدم الازدراء للناس وعدم الاحتقار وقول الحق بمن جاء به وبذل النصيحة لهم والسلام عليهم نعم , من تواضع لله رفعه هذا المتواضع, المتواضع الذي يخضع ويذل لإخوانه المؤمنين ولا يتكبر عليهم ولا يترفع عليهم ولا يزدريهم ولا يحتقرهم ويقبل الحق بمن جاء به ويسلم عليهم ويبذل النصيحة له ، نعم .
(المتن):
(الشيخ):
وهذا فيه بيان الغيبة, فسرها النبي ﷺ بقوله أتدرون ما الغيبة؟ الاستفهام أتى بالاستفهام حتى يتشوق السامع إلى الجواب ، أتدرون ما الغيبة؟ تشوقوا فقال هي ذكرك أخاك بما يكره, والغيبة هي فاكهة كثير من الناس في المجالس فلان قصير فلان طويل فلان لئيم فلان بخيل فلان قال كذا وفلان لم يقل كذا فلان فعل كذا وفلان لم يفعل كذا ولو كان موجوداً فيه, وهي محرمة في الكتاب والسنة والإجماع وهي من كبائر الذنوب, قال الله تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا[الحجرات:12 ]، النهي للتحريم.
وقال عليها الصلاة والسلام في خطبته في حجة الوداع : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم, وفي لفظ: وأبشاركم, عليكم حرام، يرحمك الله ، قد نفر الله عنها تنفيراً عظيماً في قوله: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات:12 ]، تنفير عظيم هل يستطيع الإنسان أن يأكل لحماً ميتاً لا يستطيع أن يأكل لحم الميت، فكيف إذا كان هذا اللحم الميت لحم إنسان أشد من لحم الحيوان فكيف إذا كان هذا الإنسان أخوك المسلم أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا َفَكرِهْتُمُوهُ [ الحجرات : 12] تنفير عظيم.
فالغيبة بينها النبي ﷺ بقوله: ذكرك أخاك بما يكره, بعض الناس يقول أنا والله ما تكلمت إلا شيئا فيه أنا ما أتكلم إلا شيئا موجودا فيه نعم ولو كان موجودا فيه هو غيبة هذا غيبة لا تتكلم بما فيه بل قابله الآن تقول يا فلان يا ابن فلان فعلت كذا تكلمت حتى يبين لك وجهه أما أن تتكلم في غيبته لا هذا غيبة, أما إذا لم يكن فيه هذا الكلام الذي تكلم به يكون هذا بهتانا غيبة وبهتان أعظم وأعظم وهو قول باطل فالذي يتكلم في غيبة الناس إما غيبة وإما بهتان.
إما غيبة إذا كان موجودا فيه وإما بهتان إذا لم يكن موجودا فيه, وهو قول باطل ولكن يستثنى من الغيبة إذا كان الكلام فيه لغرض صحيح شرعي كما سيأتي في الأحاديث قول النبي ﷺ (...) عشيرة, وهي ستة أسباب، ذكر منها التظلم, التظلم كأن يظلم إنسان شخصا في ماله ينكر حقه أو (..) حقه فهو مضطر يشتكيه فيقول للقاضي فلان ظلمني فلان أخذ حقي, فهذا مستثنى لأنه لابد أن يطالب بحقه ولابد أن يتكلم في عرضه ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الآخر: ومطل الغني ظلم يعني مماطلته يحل عرضه وعقوبته عرضه الكلام فيه يعني يكون ظالما لي, وعقوبته حبسه وضربه حتى يسلم الحق الذي عليه هذا التظلم.
الثاني الاستعانة في تغيير المنكر, الاستعانة في تغيير المنكر, هناك منكر فأنت تريد تستعين ترفع للهيئة أو للأمارة أو للقاضي أو لبعض إخوانك يساعدونك في إنكار المنكر فتقول فلان يفعل المنكر هناك في منكر الآن معلن فهذا لا بأس به مستثنى . الأمر الثالث الاستفتاء, يعني يريد أن يستفتي و يقول فلان أخذ حقي فلان كذا فعل كذا فهل لي من الحق كذا وكذا، كما استفتت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وجاءت إلى النبي ﷺ وقالت إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وبني فهل علي جناح أن أأخذ من غير علمه قال لا جناح خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. الرابع تحذير المسلمين من أهل الشر والفساد والمجرمين وأهل البدع يحذر من الفسقة والمجرمين ولو كان هذا فيه غيبتهم لأن هذا نصيحة, نصيحة وليس غيبة يحذر من أهل البدع من الكفرة ، من الرافضة ، من اليهود من النصارى من أهل البدع, ومن ذلك جرح الرواة, جرح الرواة المحدثين هذا من باب النصيحة, يقول فالرواة والمحدثين يقول فلان ضعيف فلان كذا فلان يتكلم بالقدر فلان يرى مذهب الخوارج فلان رافضي هذا ليس غيبة ولكن نصيحة يستثنى تحذير، وفيه أيضاً يترتب عليه صحة الحديث بعده, تحذير من أهل البدع فلان مبتدع يتكلم , وفلان له مؤلفات خطيرة ، وعقيدة فلان منحرفة في المؤلف الفلاني يحذر هذا من باب النصيحة.
الخامس الفاسق والمبتدع المعلن فسقه وبدعته, فهذا لا غيبة له لأنه هو الذي فضح نفسه إذا كان يعلن يعمل مولد أمام الناس مبتدع فأنت تحثه, فأنت تذكره بما فيه وهذا ليس غيبة هو الذي فضح نفسه علناً, أو إنسان يفعل معصية أمام الناس يجاهر يشرب الدخان في الشارع فتقول فلان يشرب الدخان هذا ما هو بغيبة هو الذي فضح نفسه أمام الناس , أو يحلق لحيته كل من مر به يراه حليق اللحية, يقولون فلان حليق اللحية هذا ليس بغيبة هو مجاهر بهذا, أما الإنسان المتستر الي في بيته وأغلق عليه بابه ولم يعلم أحد هذا لا, هذا لا يتكلم به الإنسان لا يتكلم لمصلحة للأمور التي سبقت.
السادس : التعريف كأن يكون الشخص لا يعرف إلا بهذا كأن يقول فلان أعمى أو الأعرج أو الأعمش ، من باب التعريف وليس المراد الذم لكن لا يعرف إلا بهذا, يقول فلان أعمى فلان أعمش فلان أعرج مثل ابن علية كان يكره أن يقول ابن علية ولكن المحدثين ينسبونه إليه لأن هذا لا يعرف إلا بهذا من باب التعريف فهذه الأمور الستة يستثنى فيها مستثناة من الغيبة.
(سؤال)
بعض الناس يرد دعوى إذا أنكر عليه الغيبة قال فلان فاسق ولا غيبة له ؟
(الشيخ):
إذا كان معلنا فسقه أو بدعته فلا بأس, أما إذا كان متسترا لا.
(سؤال)
حلق اللحية وشرب الدخان ؟
(الشيخ):
هذا معلن صحيح لأنه كل واحد يشوفه كل واحد بالشارع يراه إذا كان يشرب الدخان في الشارع لا بأس أما إذا كان متسترا فلا. فينصح ... ولا يتكلم .
(سؤال)
(...) لا يتكلم في لحيته يتكلم في أمور أخرى .......؟
(الشيخ) :
لا ما يصح, ما يتكلم إلا في الشيء اللي يعمله نعم ،
(سؤال)
(...)؟؟
(الشيخ) :
ما يجوز إلا إذا كان من باب النصيحة جاء يستنصحه يعني مثلاً النصيحة جاء يسألك مثلا عن حاله تريد أن تزوجه بنتك أو تريد أن تشاركه في عمل فابذل النصيحة, مثل ما جاء ثلاثة يخطبون فاطمة بنت قيس لما طلقت إلى النبي ﷺ ، جاء ثلاثة يخطبونها كل واحد معلوم من الآخر، معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم وأسامة بن زيد ، فجاءت تستشير النبي ﷺ فقالت يا رسول الله تقدم ثلاثة , ومعلوم أن الإنسان لا يخطب على خطبة أخيه, لذلك كل واحد معلوم على الثاني كل واحد خطب ولا يدري عن الثاني ، فقال النبي ﷺ أما معاوية فصعلوك لا معنى له فقير معاوية بن أبي سفيان الخليفة لكن بعد ذلك أغناه الله ، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه, وقيل معناه أنه ضراب للنساء وقيل معناه كثير الأسفار، ثم قال انكحي أسامة هل هذا غيبة, النبي ﷺ ذم هذا قال هذا صعلوك هذا من باب النصيحة لأن مضطر إلى هذا لابد من بذل النصيحة لمن استشارك هذا مستثنى النصيحة بدل النصيحة مستثناة, وداخلة في أي الأنواع الستة ها، (...) لا التعريف, التعريف بالشخص نعم (....) لا مو بمشكلة أنا أقصد أنه داخل في الأمر الرابع التحذير باب التحذير لأن هذا نصيحة وليس غيبة التحذير من الأشرار والفسقة والتحذير ممن يضر لها, يضرونها إذا كان فيهم صفات تضرها نعم.
(سؤال)
(...)؟؟
(الشيخ):
إذا كان مجهول الذوات يعني الذات لا يمكن أن توصفه بأوصاف لا يمكن أن يعرفه أحد فلا بأس، أما إذا كان توصفه بصفات يمكن الحاضرين يعرفونه منها فلا, لكن تقول تكلم مثل ما كان النبي ﷺ: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا تلك أوصاف، أما تقول شخص صفته كذا وكذا وتأتي بالصفات تحث كل واحد يعرف يستطيع أن يستخرج الصفات، هذا ما يصح ، نعم.
(سؤال)
(...)؟
(الشيخ) : ،
كيف حركات الأطفال، الأطفال ما بلغوا ليسوا مكلفين لا ليس لهم ذنوب ولا معاص الأطفال.
(سؤال)؟
الشعب الفلاني فيه كذا والشعب الفلاني فيه كذا هل تعتبر هاي غيبة للشعب(...) ؟
(الشيخ) :
الأقرب أنه ما هو بغيبة لأنه ليس المراد أن كل واحد يفعل هذا لأن هذه الصفات موجودة في كذا. نعم
(سؤال)؟
(...)؟
(الشيخ) :
هذا في الجاهلية أم زرع هذا في الجاهلية تحدثت أم زرع تخبر النبي ﷺ بالحديث, قال اجتمع إحدى عشرة امرأة تعاقدن وتعاهدن قيل في الجاهلية هذا فقال النبي ﷺ لها: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ، نعم .
(المتن):
(الشيخ):
وهذه بشارة ، بشارة للمؤمن لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر الله عليه في الآخرة ، المعنى أن الله إذا ستر عيوبه ومعاصيه في الدنيا فإن الله يستره في الآخرة بألا ينشر عيوبه في أهل الموقف ، كما جاء في الحديث الآخر: إن الله يناجي عبده فيضع كنفه عليه حتى يقرره بذنوبه ، ثم يقول الرب سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم , هذا معنى قوله لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله في الآخرة وقيل المعنى أنه لا يحاسبه عليها ولا يذكرها لأهل الموقف ، نعم.
(المتن) :
(الشيخ):
نعم وهذا فيه مشروعية الستر على المسلم إذا فعل معصية مع الإنكار عليه بل النصيحة له وتخويفه بالله إذا كان من ذوي الهيئات الذين يستترون بستر الله ، أما إذا كان من أهل الشر والفساد والمجاهر بالمعاصي والفسق ، فإنه لا ينبغي الستر عليه, لأن الستر عليه يجرئه على المعاصي, وإنما يرفع به إلى ولاة الأمور, ولو كان في هذا ذكر له لأنه معلن للفسق والمعاصي, والمعلن للفسق والمعاصي لا غيبة له كما سبق من الأمور الست إذا لم يترتب عليها مفسدة أكبر فإنه يرفع لولاة الأمور حتى يردع حتى لا يتجرأ لأن العفو عنه يجرئه على الشر والفساد.
أما إذا كان من ذوي الهيئات حصل له عثرة أو زلة هذا يستر عليه مع النصيحة له وتخويفه بالله, أو تأديبه من أهل الحي يؤدبونه بالضرب بما يليق به ويسترون عليه ولا يرفعون به إلى الحاكم الشرعي حتى يقام عليه الحد ، ومثله أيضاً الشخص الذي يحصل منه يعني عدوان على أحد من شخص حصل منه مثل قتل شخص عن طريق الدهس أو غيره أو الخطأ أو ما أشبه ذلك, فهل يعفى عنه أو لا يعفى عنه هل نقول لأولياء القتيل اعفوا عنه الأفضل أن تعفوا عنه, تقول إن كان هذا الشخص ما هو بمعروف عنه أنه ليس سوابق وأنه إذا حصلت له زلة يعفى عنه ، وأما إذا كان من أهل السوابق والمتهورين حصل لهم سوابق ، فينبغي ألا يعفى عنه ، بل يطالب بالقصاص أو الدية لأن العفو عنه يجرئه على التهور وعلى تكرار مثل ذلك لأنه له سوابق. نعم.
(سؤال):
(...)
(الشيخ):
نعم ، لا الصغائر أمرها سهل ، السبة الخفيفة واللفظة الخفيفة أمرها سهل, ما يحصل بينه وبين جاره تكفر باجتناب الكبائر وأداء الفرائض, نعم .
(المتن)
(الشيخ):
ومثل لو حصل نوع من الصغائر لأنها قد تكون مقدمة في الكبائر لو حصل لشخص مكالمة مع امرأة أجنبية أو خلوة أو نظر أو ما أشبه ذلك ، ثم اطلع عليه وليس له سبق هذا هو اللي يؤدب وينكر عليه ولا يرفع به لأنه إذا رفع به إلى المحكمة فإنه يعزر بالجلد وبالضرب والسجن ، هذا ينصح يوبخ وتكلمه ، أما إذا كان له سوابق وتكلم وحصل له سوابق كثير ولم يفد فيه هذا يرفع للمحكمة حتى يحكم عليه بالجلد أو بالسجن يكون تعزيرا قويا يردعه نعم وإن كان هذه صغائر لكنها مقدمة للكبائر. نعم .
(مداخلة..... ):
نعم صحيح لكن هذا الشخص معروف الاستقامة والصلاح معروف عنه لأنه ما سبق وصدر منه هذا ويرى هذا الشخص أو أهل الحي يرون أن هذا كافي فيه كونه يوبخ أو كونه يزجر يكتب عليه تعهد عند الهيئة أو يجمعه أهل الحي ويؤدبونه ويوبخونه يؤخذ عليه تعهد أو يضربونه فيما بينهم كاف هذا لأنه ما سبق له هذه أول مرة بخلاف الذي يتكرر منه, الذي يتكرر منه ينبغي أن يرفع حتى يؤدب ، نعم.
(المتن)
حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر عن ابن المنكدر، في هذا الإسناد ، بمثل معناه، غير أنه قال بئس أخو القوم وابن العشيرة.
(الشيخ):
وهذا الحديث فيه مشروعية المداراة مداراة من اتقى فحشه وشره في إلانة القول له مع التحذير منه في غيبته, مشروعية المداراة لمن يتقى فحشه وشره في إلانة القول له مع التحذير في غيبته من شره، كما فعل النبي ﷺ فإنه استأذن عليه شخص فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة بئس ابن العشيرة وفي رواية بئس أخو القوم أو بئس رجل العشيرة فلما دخل ألان له القول.
فقالت عائشة يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له القول قال إن من شر الناس من ودعه الناس من تركه الناس اتقاء فحشه، أما المداهنة فإنها حرام لا تجوز وفرق بين المداراة والمداهنة ، المداراة هو إلانة القول لمن يتقى فحشه وشره مع التحذير تحذير الناس في غيبته لئلا يغتر به من لا يعرف حاله ، يحذر منه في غيبته ولكنه في حالة حضوره يلان له القول دفعاً لفحشه وشره لأنه سليط اللسان أو لأنه مؤذي فيلان له القول اتقاء فحشه وشره, ويحذر الناس في غيبته لشره وفساده, بخلاف المداهنة فإنها المجاملة ، مجاملة العاصي بأن يمدح العاصي ويثنى عليه في وجهه ولا ينكر عليه المنكر, هذه المداهنة حرام كونه يجامل العاصي ويثني عليه ويمدحه في وجهه ولا ينكر المنكر عليه هذه المجاملة حرام ، أما المداهنة أي إلانة القول اتقاء شره وفحشه دفعاً لشره وفحشه مع تحذير الناس من غيبته, وقد يؤجل إنكار المنكر عليه اتقاء شره وفساده لوقت آخر ، قوله بئس ابن العشيرة, العشيرة القبيلة يعني بئس هذا الرجل من هذه القبيلة, نعم.
(المتن):
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالوا : حدثنا وكيع، ح, وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، ح وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا حفص (يعني ابن غياث) ، كلهم عن الأعمش، ح, وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لهما - قال زهير: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا جرير عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، قال: سمعت جريرا يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من يحرم الرفق يحرم الخير.
(الشيخ)
نعم فيه فضل الرفق نعم وأن الرفق مقرون بالخير, وأن من حرم الرفق حرم الخير , في اللفظ الآخر: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما فقد من شيء إلا شانه) يبغي للإنسان يكون رفيقاً متأنياً في أموره نعم وأن يحذر العجلة والطيش والتسرع والشدة في غير موضعها، نعم.
(المتن):
حدثنا حرملة بن يحيى التُّجِيبِيُّ قال أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا حيوة قال حدثني ابن الهاد عن أبي بك بن حزم عن عمرة يعني بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ قال: يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.
(الشيخ):
وهذا فيه إثبات أن رفيق من أسماء الله لأن النبي ﷺ أخبر أن الله رفيق وأضافه إليه , قال: إن الله رفيق, ومثل الحديث الآخر: إن الله جميل يحب الجمال , يقال من أسماء الله الرفيق والجميل والعبد, يقال عبد رفيق عبد جميل وإذا ثبت هذا في الحديث الصحيح ولكن خبر آحاد ، خلافاً لبعض أهل البدع يقولون خبر الآحاد ما تثبت فيها العقائد أخبار الآحاد يعمل بها في العقائد والأعمال, تثبت فيها العقائد والأعمال, وفيه أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما لا سواه فينبغي للإنسان أن يكون رفيقاً في أموره ، نعم .
(سؤال):
(...)؟
(الشيخ): إيه وش فيه لا (...)
أسماء الله قسمان: أسماء مشتركة وأسماء خاصة, الخاصة بالله الرحمن خالق الخلق مالك الملك ذو الجلال والإكرام , المشتركة الرحيم , (بالمؤمنين رؤوف رحيم), العزيز السميع البصير الرفيق ثم رفيق, رافق هذا بدون أل هذه على عند الله رفيق من أسمائه الرفيق عبد الرفيق مو بعبد الرفيق, عبد الرفيق ثم أيضا هذا مشترك من الأسماء المشتركة مثل العزيز ، نعم .
(سؤال)
(...)؟
جواب
الشافعي .... نعم والحديث واشف أنت الشافي نعم لأن النبي ﷺ أخبر (.....) نعم الشافي والرفيق نعم والجميل نعم.
(المتن):
حدثناه محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة ، قال سمعت المقدام بن شُريح بن هانئ ، بهذا الإسناد ، وزاد في الحديث : ركبت عائشة بعيرا ، فكانت فيه صعوبة ، فجعلت تردده . فقال لها رسول الله ﷺ: عليك بالرفق ثم ذكر بمثله.
(الشيخ):
يعني هذا من سبب الحديث أن عائشة ركبت بعيراً فيه صعوبة جعلت تردده فقال الرسول يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق, وهناك سبب آخر هو أن بعض اليهود جاؤوا النبي ﷺ وكانوا يسلمون ويقولون السام عليك يحذفون اللام يعني الموت ففطنت لهم عائشة من وراء الحجاب فقالت عليكم السام واللعنة, قال النبي ﷺ يا عائشة : إن الله رفيق يحب الرفق وأن الله يبغض الفحش والتفحش. نعم .
(سؤال)
(...)؟
(الشيخ ):
تردد البعير هذا ، نعم .
(المتن):
حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع ، قالا : حدثنا حماد (وهو ابن زيد) ، ح, وحدثنا ابن أبي عمر ، قال حدثنا الثقفي، كلاهما عن أيوب، بإسناد إسماعيل ، نحو حديثه ، إلا أن في حديث حماد: قال عمران : فكأني أنظر إليها ، ناقة ورقاء، وفي حديث الثقفي : فقال خذوا ما عليها وأعروها ، فإنها ملعونة.
(الشيخ):
أعروها يعني جردوها, ورقاء فيها ورق فيها بياض, الورقاء يعني فيها شيء من البياض وفيها من الأُدمة نعم, أعروها يعني خذوا ما عليها اجعلوها أعروها يعني أخلوها مما عليها من الأمتعة, وكأن هذه الجارية بلغها النص قال تعزير من باب التعزير أمر النبي ﷺ بأن تترك ، نعم.
(المتن):
(الشيخ):
نعم, لا تصاحبنا, النبي ﷺ نهى عن مصاحبتها الناقة الملعونة ولهذا أمر بأن يؤخذ ما عليها من الأمتعة وتعرى ويخلى سبيلها من باب التعزير لهذه الجارية كأنه بلغها النهي, ذكر الأول أن هذا خاص بمصاحبتها للنبي ﷺ, وأما بقية التصرفات فليست ممنوعة بيعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبة النبي ﷺ، كل هذا مسكوت عنه لتبقى لها الأحكام الأخرى, ليس معنى ذلك أنه حرام ما تذبح ولا يركب عليها في غير يعني لا تؤكل ولا تباع بل تؤكل تُباع , يركب عليها غير مصاحبة النبي ﷺ لكن لا تصاحب النبي ﷺ (....) هذا قول وجيه يعني نعم , قال لا تصاحبني ناقة ملعونة وفي هذا تعزير لهذه الجارية لأن بلغها النهي، نعم.
(المتن):
(الشيخ):
أيم الله قسم يعني أيمن الله ، نعم.
(المتن) :
(الشيخ ):
نعم، الصديق قوي الإيمان، صيغة مبالغة من صديق قوي تصديقه وإيمانه ، لا ينبغي أن يكون لعاناً ، (..) الصديق أهل العلم وأهل البصيرة الذين يعلمون الناس ، قال هم الصديقون, كما في الحديث الآخر من تعلم العلم وقرأ القرآن فيك، والثاني الشهيد, والثالث الصالح, فهذا العالم هو الصديق العالم الذي يعمل بعلمه ويعلم الناس، ولا ينبغي له أن يكون لعاناً ولا يليق به أن يعود لسانه على اللعن ، لا ينبغي ولا يكون من هذا ،نعم ،.
(سؤال)
(...)؟
(الشيخ):
نعم .لا . من لعنه الله ورسوله مستثنى لعن السارق لعن الزاني لعن الشارب على وجه العموم لكن يلعن شخصا بعينه أو دابة لا أو ما أشبه ذلك نعم.
(سؤال)
)...)؟
(الشيخ):
خليه يكمل كلامه عشان شوفه، نعم.
(المتن)
حدثني سويد بن سعيد ، قال حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم؛ أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة ، قام عبد الملك من الليل ، فدعا خادمه ، فكأنه أبطأ عليه، فلعنه، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة، لعنت خادمك حين دعوته، فقالت : سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله ﷺ : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء ، يوم القيام.
(الشيخ)
نعم . الأنجاد يعني شيء ينجد به البيت من أمتعة وفرش لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة، قيل المعنى لا يكونون شهداء لا يشهدون على الناس الأمم السابقة بتبليغ رسالات ربهم ، وقيل المعنى لا تقبل شهادته في الدنيا, وقيل المعنى لا يرزقون الشهادة يوم القيامة ، ولاشك أن الَّلعان السبب قد يكون هذا قدحا في شهادته إذا كان كثير اللعن ، لا يكون الُّلعان شهداء ولا شفعاء يوم القيامة, ومعلوم أن الشفاعة أمرها عظيم، فالمؤمن ينفع في الدنيا والآخرة, فالمؤمن ينفع إخوانه في الدنيا بالشفاعة وبتوجيهه وإرشاده وبماله وببدنه, وفي الآخرة يشفع لمن يستحق الشفاعة من العصاة الموحدين، فاللعان , والعياذ بالله, يحرم من هذه الفضيلة يحرم من الشهادة في الدنيا ويحرم من الشفاعة في الآخرة، لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ، وفيه تحذير الإنسان, فيه قصة المرأة التي لعنت وعزرها النبي ﷺ بأن تترك الناقة , فيه أنه ينبغي للإنسان أن يعود لسانه على الكلام الطيب, وإذا كان الإنسان لا يلعن الدابة حتى الدابة لا يلعنها، فالآدمي من باب أولى, إذا كان لا يلعن الدابة لا ينبغي للإنسان أن يلعن الدابة ولا يلعن الجماد بعض الناس يلعن الدابة ويلعن الدار وبعضهم يسب الدهر يلعن الساعة ، إذا كان الإنسان منهي عن لعن الدواب وعن الجمادات فلعن الآدمي من باب أولى ، ينبغي أن يعود الإنسان على الكلام الطيب ويحذر من الكلام السيئ, نعم.
(المتن)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال حدثنا معاوية بن هشام عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم وأبي حازم ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء . سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء ، يوم القيامة.
(الشيخ):
حرمان ، حرمان من الخير في الدنيا وفي الآخرة. نعم .
(المتن):
(الشيخ):
عليه الصلاة والسلام, لم يبعث لعاناً وإنما بعث رحمة، فلذلك ينبغي للإنسان أن يقتدي بنبيه ، فلا يكون لعاناً وإنما يكون رحمة فهو أسوة عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فالنبي ﷺ لم يبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة. نعم.
(المتن):
(الشيخ):
قف على حديث عائشة.