شعار الموقع

شرح كتاب الصلاة من صحيح ابن خزيمة_116

00:00
00:00
تحميل
43

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علمًا وعملًا يا كريم، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالدَيه ومشائخه والمسلمين.

قال ابنُ خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ تَوْدِيعِ الْمَنَازِلِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قالَ حدَّثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ، قالَ حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ، - وَكَانَ لَهُ مَرُوءَةٌ وَعَقْلٌ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا وَدَّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ».

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

ترجمة النسائي رحمه الله دقيقة، (عِنْدَ تَوْدِيعِ الْمَنَازِلِ)، فهذا فيه دليل على أنَّ السفر إنما يبدأ عند مفارقة البيوت، عند مفارقة البيوت في البلد تبدأ أحكام السفر، (بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ تَوْدِيعِ الْمَنَازِلِ).

أمَّا إذا كان في البلد، غير مُفارق البيوت، فإنه لا يترخص برُخص السفر، وما جاء عن بعض الصحابة أنه فعل ذلك فهذه أقوالٌ شاذَّة.

الصواب أنَّ أحكام السفر ما تبدأ إلا بعد مفارقة البنيان للبلد، والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حجة الوداع خطب الناس بعد الظهر وهو قد عزم على السفر، وصلى الظهر ركعتين، ثم انتقل إلى ذي الحُليفة بعد صلاة الظهر، وكانت خارج المنازل، خارج البنيان، فصلى ركعتين.

فلو كان يجوز للمسافر أن يترخص برُخص السفر قبل مفارقة البنيان؛ لصلى الظهر ركعتين في المدينة، أعد الترجمة.

بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ تَوْدِيعِ الْمَنَازِلِ

أمَّا قبل توديع المنازل فلا تطوعَ ولا سفر.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قال حدَّثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ، قال حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ، - وَكَانَ لَهُ مَرُوءَةٌ وَعَقْلٌ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا وَدَّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ».

التخريج: قال إسناده ضعيف جدًّا؛ لشدَّة ضعف عبد السلام بن هاشم، وضعف عثمان بن سعدٍ الكاتب، أخرجه الحاكم من طريق المصنف، وأخرجه الدَّارميّ والحاكم من طريق عثمان بنُ سعد بهذا الإسناد.

الشيخ: (لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا وَدَّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ) هذا فيه مشقة، كل مكان ينزل فيه يصلي ركعتين! نزول المنازل متعددة للصحابة، وفي أماكن وزيارات لهم متعددة في أماكن، من الصعوبة بمكان أنَّه في كل منزل يصلي ركعتين، ولهذا الحديث ضعيف.

بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ بِاللَّيْلِ فِي السَّفَرِ عَلَى الْأَرْضِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ الْيَمَانِيُّ، قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى عَشْرَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الصُّبْحَ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذَا الْخَبَرُ يُصَرِّحُ بِأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ، وَالْأَخْبَارُ الَّتِي رَوَيْنَاهَا فِي كِتَابِ «الْكَبِيرُ» فِي نَوْمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ".

يعني ركعتي الفجر لا تسقط لا حضرًا ولا سفرًا، فالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لمَّا فاتته صلاة الفجر في نومه في أسفاره بدأ أولًا بركعتي الفجر قبل الفريضة، ثمَّ صلَّى الفريضة.

 دلَّ على أنها لا تسقط في السفر ركعتي الفجر، إنما التي تُترك -ثبت عن النبي- راتبة الظهر القبلية، وراتبة الظهر البعدية، وراتبة المغرب، وراتبة العشاء، أمَّا راتبة الفجر فلا تسقط، وكذلك الوتر يُفعل في السفر، وكذلك صلاة الضحى، صلاة الليل، سنة الوضوء، تحية المسجد، صلاة الاستخارة، كل هذه تُفعل في السفر كما تُفعل في الحضر.

س: صلاة الوتر والوضوء تُعتبر نوافل تُصلى في السفر؟

الشيخ: إي نعم، تُصلَّى في السفر، نعم.

جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ عَلَى الدَّوَابِّ.

(عَلَى الدَّوَابِّ)؛ لأنَّ ليس عندهم إلا الدَّواب، الآن نقول: جماع صلاة التطوع على المركوب، يشمل: الطائرة، والقطار، والسيارة، صلاة التطوع على المركوب سواءٌ كانت دابة أو غير دابة، لكن في زمنهم ما كان في مركوب إلا الدواب، ولا كان يدور في خَلَد أحد أن هذه المخترعات تُوجد، السيارات تمشي على الأرض، والطائرة تمشي في الجو، والباخرات حديثة غير المركبات المعروفة عندهم تمخر عباب الماء، هذه أمور ما كانت تدور في خَلَد العلماء.

بَابُ إِبَاحَةِ الْوِتْرِ عَلَى الرَّاحِلَةِ فِي السَّفَرِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِالْمُصَلِّي الرَّاحِلَةُ «ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ حُكْمَ الْوِتْرِ حُكْمُ الْفَرِيضَةِ».

وهم الأحناف.

الأحناف يرون أنَّ الوتر من حُكم الفريضة، لا يجوز يصلي على الراحلة، وإنَّما ينزل في الأرض ويصلي، البخاري رحمه الله استدل بصلاة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الوتر على الراحلة، على أنَّ الوتر ليس بواجب ردًّا على الأحناف، الذين يروْن أنه واجب، وأنَّه يجب أن ينزل في الأرض.

«وَأَنَّ الْوِتْرَ عَلَى الرَّاحِلَةِ غَيْرُ جَائِزٍ كَصَلَاةِ الْفَرِيضَةِ».

يعني الأحناف.

«ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ حُكْمَ الْوِتْرِ حُكْمُ الْفَرِيضَةِ، وَأَنَّ الْوِتْرَ عَلَى الرَّاحِلَةِ غَيْرُ جَائِزٍ كَصَلَاةِ الْفَرِيضَةِ».

وهم الأحناف، يرون الوجوب، وهذا غلط منهم، خالفوا النصوص.

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قال حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، قال أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ».

هذ فيه دليل على جواز ومشروعية صلاة النافلة على المركوب، في أي جهةٍ توجهت، ولكن إذا تيسَّر للمسلم أنْ يُكبِّر تكبيرة الإحرام وهو مستقبل القبلة فهو أفضل، ثم يصلي حيث يتجه به مركوبه، سواءً كان القبلة أو إلى غير القبلة، وهذا خاصٌّ بالنافلة، أمَّا الفريضة فلا، يجب عليه أنْ ينزل ويصلي في الأرض متجهًا إلى القبلة.

فالفريضة لا تجوز على المركوب إلا للضرورة، كأنْ يكون هناك مطر لا يستطيع، وما أشبه ذلك، فإنه يصلي على المركوب ويدور مع القبلة حيثُ دارت.

س: في الحج في النفر من عرفة للمزدلفة، يصلون في الباص؟

الشيخ: لا، يصلون في الأرض.

بَابُ ذِكْرِ خَبَرٍ غَلَطَ فِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ بَعْضُ مَنْ لَمْ يَتَبَحَّرِ الْعِلْمَ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الْوِتْرَ عَلَى الرَّاحِلَةِ غَيْرُ جَائِزٍ.

يعني الأحناف.

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قال حدثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي فِي السَّفَرِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَإِذَا أَرَادَ الْمَكْتُوبَةَ أَوِ الْوِتْرَ أَنَاخَ فَصَلَّى بِالْأَرْضِ».

قوله (الْوِتْرَ) هذا وهم من بعض الرواة، ماذا قال على تخريجه؟ (فَإِذَا أَرَادَ الْمَكْتُوبَةَ) يعني الفريضة، (أَوِ الْوِتْرَ) نزلَ على الأرض، فاحتجَّ به الأحناف على أنَّ الوتر مثل الفرض، وأنه لا يجوز أنْ تصلي على الراحلة، لكن الحديث لا يصح، ماذا قال على تخريجه؟

القارئ: سبق تخريجه في الحديث (1263).

طالب: يأتي تعليق ابن خزيمة عليه، قال أبوبكر.

القارئ: يوجد تعليق.

الشيخ: لا بأس، لكن التعليق السابق، وجدته؟ رقم (1263) هذا سيعلق عليه هو.

طالب: قلت محمد بن مصعب هو القرطساني ، وهو صدوق كثير الخبر(الأالباني).

الشيخ: ما وجدت ما سبق؟

القارئ: لم أجده.

الشيخ: حسنًا، قال أبو بكر...

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "تَوَهَّمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ دَالٌ عَلَى خِلَافِ خَبَرِ ابْنِ عُمَرَ، وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْخَبَرَ أَنَّ الْوِتْرَ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَى الرَّاحِلَةِ، وَهَذَا غَلَطٌ وَإِغْفَالٌ مِنْ قَائِلِهِ، وَلَيْسَ هَذَا الْخَبَرُ عِنْدَنَا وَلَا عِنْدَ مَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ الْأَخْبَارِ يُضَادُّ خَبَرَ ابْنِ عُمَرَ، بَلِ الْخَبَرَانِ جَمِيعًا مُتَّفِقَانِ مُسْتَعْمَلَانِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَخْبَرَ بِمَا رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَفْعَلُهُ، وَيَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ الْخَبَرَيْنِ جَمِيعًا إِجَازَةَ كِلَا الْخَبَرَيْنِ. قَدْ رَأَى ابْنُ عُمَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَأَدَّى مَا رَأَى، وَرَأَى جَابِرٌ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَأَوْتَرَ بِالْأَرْضِ، فَأَدَّى مَا رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَائِزٌ أَنْ يُوتِرَ الْمَرْءُ عَلَى رَاحِلَتِهِ كَمَا فَعَلَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَجَائِزٌ أَنْ يُنِيخَ رَاحِلَتَهُ فَيَنْزِلُ فَيُوتِرُ عَلَى الْأَرْضِ، إِذِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ فَعَلَ الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا، وَلَمْ يَزْجُرْ عَنْ أَحَدِهِمَا بَعْدَ فِعْلِهِ، وَهَذَا مِنَ اخْتِلَافِ الْمُبَاحِ. وَلَوْ لَمْ يُوتِرِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْأَرْضِ، وَقَدْ أَوْتَرَ عَلَى الرَّاحِلَةِ كَانَ غَيْرُ جَائِزٍ لِلْمُسَافِرِ الرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ فَيُوتِرُ عَلَى الْأَرْضِ، وَلَكِنْ لَمَّا فَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا، كَانَ الْمُوتِرُ بِالْخِيَارِ فِي السَّفَرِ إِنْ أَحَبَّ أَوْتَرَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنْ شَاءَ نَزَلَ فَأَوْتَرَ عَلَى الْأَرْضِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ سُنَّتِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَهْجُورًا إِذَا أَمْكَنَ اسْتِعْمَالُهُ، وَإِنَّمَا يُتْرَكُ بَعْضُ خَبَرِهِ بِبَعْضٍ إِذَا لَمْ يُمْكِنِ اسْتِعْمَالُهَا جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَدْفَعُ الْآخَرَ فِي جَمِيعِ جِهَاتِهِ، فَيَجِبُ حِينَئِذٍ طَلَبُ النَّاسِخِ مِنَ الْخَبَرَيْنِ وَالْمَنْسُوخِ مِنْهُمَا، وَيُسْتَعْمَلُ النَّاسِخُ دُونَ الْمَنْسُوخِ، وَلَوْ جَازَ لِأَحَدٍ أَنْ يَدْفَعَ خَبَرَ ابْنِ عُمَرَ بِخَبَرِ جَابِرٍ كَانَ أَجْوَزَ لَآخَرَ أَنْ يَدْفَعَ خَبَرَ جَابِرٍ بِخَبَرِ ابْنِ عُمَرَ؛ لِأَنَّ أَخْبَارَ ابْنِ عُمَرَ فِي وِتْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الرَّاحِلَةِ أَكْثَرُ أَسَانِيدَ، وَأَثْبَتُ، وَأَصَحُّ مِنْ خَبَرِ جَابِرٍ، وَلَكِنْ غَيْرُ جَائِزٍ لِعَالِمٍ أَنْ يَدْفَعَ أَحَدَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ بِالْآخَرِ بَلْ يُسْتَعْمَلَانِ جَمِيعًا عَلَى مَا بَيَّنَّا، وَقَدْ خَرَّجْتُ طُرُقَ خَبَرِ ابْنِ عُمَرَ فِي كِتَابِ الْكَبِيرُ".

الحاصل أنَّ الإنسان مُخيَّر بين أن يُوتر على المركوب، وبين أنْ يُوتر على الأرض، فخبر ابن عمر دليل على أنه أوتر على الدابة، وخبر جابر دليل على أنَّه أوتر على الأرض، دلَّ على جواز الأمرين.

بَابُ إِبَاحَةِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ فِي السَّفَرِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِالرَّاكِبِ.

بركة.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد