شعار الموقع

كتاب الإيمان (13) باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية؟ - إلى باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب، إذا لم تستقر

00:00
00:00
تحميل
131

 المتن :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الإمام مسلم رحمه الله , حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال )قال أناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها ومن أساء أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام )..
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ووكيع ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال )قلنا يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر )..حدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا علي بن مسهر عن الأعمش بهذا الإسناد مثله..

الشرح ..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,أما بعد..في هذه الأحاديث وهذه الطرق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في هذا الحديث فيها بيان أن من أسلم فإن الله تعالى يكفر فإن الله تعالى يكفر عنه سيئاته السابقة ويمحو عنه الشرك وسيئاته السابقة وأعماله السيئة إذا كان قد أحسن في الإسلام إذا أسلم وحسن إسلامه فإن الله يمحو الشرك ويمحو سيئاته السابقة أما إذا أسلم ولم يحسن إسلامه وسعى في إسلامه فإن الله تعالى يغفر الشرك وتبقى سيئاته السابقة يؤاخذ بها يؤاخذ بسيئاته التي عملها في الإسلام وفي الجاهلية أما إذا أحسن في الإسلام يعني أسلم وحسن إسلامه فإن الله تعالى يمحو الشرك ويمحو السيئات السابقة فضل من الله تعالى وإحسان مثال ذلك أسلم شخص وتاب من الشرك وكان يشرب الخمر في كفره وكان يسرق وكان يزني ثم تاب من الشرك ومن الزنا والسرقة والخمر هذا أحسن في الإسلام يمحو الله تعالى الشرك ويمحو الزنا والسرقة وشرب الخمر , شخص آخر أسلم تاب من الشرك وكان يزني في الجاهلية ويسرق ويشرب الخمر لكنه لم يتب من الزنا ولا من السرقة ولا من شرب الخمر استمر على الزنا واستمر على السرقة واستمر على شرب الخمر وتاب من الشرك هذا أساء في الإسلام يمحو الله بإسلامه الشرك ويبقى عليه الزنا يؤاخذ بفعل الزنا في الإسلام وفي الجاهلية ويؤاخذ بفعل السرقة في الإسلام وفي الجاهلية ويؤاخذ بشرب الخمر في الإسلام وفي الجاهلية نسأله الله السلامة والعافية فالأول أسلم وحسن إسلامه يكفر الله بها إسلامه الشرك والمعاصي السابقة والثاني أسلم ولكنه لم يحسن إسلامه يكفر الله بإسلامه الشرك يمحو الله الشرك وتبقى الخمر إذا استمر على شرب الخمر في الإسلام يؤاخذ بشرب الخمر في الإسلام ويؤاخذ به في الجاهلية يؤاخذ بالأول والآخر ..
ماذا قال عنه الشارح ؟
المتن..
معنى الحديث قال فالصحيح فيه ما قاله جماعة محققين أن المراد بالإحسان هنا الدخول في الإسلام بالظاهر والباطن جميعا و أن يكون مسلما حقيقا فهذا يغفر له ما سلف له من الكفر بنص القران العزيز والحديث الصحيح الإسلام يهدم ما قبله وبإجماع المسلمين والمراد بالإساءة عدم الدخول في الإسلام بقلبه بل يكون منقاد بالظاهر مظهرا بالشهادتين وغير معقتد بالإسلام بقلبه فهذا منافق باق على كفره بإجماع المسلمين فيؤاخذ بما عمل في الجاهلية قبل أن إظهار صورة الإسلام وبما عمل بعد إظهارها لأنه مشتبه على كفره هذا معروف باستعمال الشرع يقولون حسن إسلام فلان إذا دخل فيه حقيقة بإخلاص وساء إسلامه أو لم يحسن إسلامه إذا لم يكن كذلك والله أعلم ..
الشيخ..
ليس بالظاهر هذا معناه إنه ما أسلم هذا منافق يعني إذا أسلم يعني أظهر الإسلام وهو باق على كفره هذا ما أسلم هذا لا يغفر شركه ولا معاصيه هذا منافق ليس هذا المراد ,ليس المراد هذا لأن النبي قال إذا أسلم الإنسان غفر له بالأول والآخر أما إذا أخذ بالأول والآخر يعني المعاصي والشرك الذي تاب منه يصح توبته منه فيه دليل على أن التوبة "05:33" هذا ليس بظاهر لأن معنى كلام الشارح هذا أنه ما تاب من الشرك الرسول يقول إذا أسلم وحسن إسلامه وهذا ما أسلم المنافق ما أسلم فليس بظاهر هذا هذا تأويل الشارح للحديث لأن على تأويله ما تاب من الشرك ولا يسمى مسلم إسلامه إسلام المنافقين إذا أسلم وحسن إسلامه أسلم يعني تاب من الشرك وهذا ما تاب من الشرك هذا منافق الصواب أنه أسلم وحسن إسلامه يعني تاب من الشرك وتاب من المعاصي السابقة فهذا يمحو الله بتوبته الشرك والمعاصي السابقة ومن أسلم وأساء في الإسلام ولم يحسن إسلامه هو الذي تاب من الشرك ولم يتب من المعاصي استمر عليها والمعاصي التي استمر عليها يؤاخذ بها سابقا ولاحقا ..
المتن..
القرطبي هنا يقول عفا الله عنك يعني بالإحسان هنا تصحيح الدخول في دين الإسلام والإخلاص فيه والدوام على ذلك من غير تبديل ولا ارتداد والإساءة مذكورة في هذا الحديث بمقابلة هذا الإحسان هي الكفر والنفاق ولا يصح أن يراد بالإساءة هنا ارتكاب سيئة ومعصية لأنه يلزم عليه ألا يهدم الإسلام ما قبله من الآثام إلا لمن عصم من جميع السيئات إلى الموت وهو باطل قطعا..
الشيخ..
هذا قريب منه كل واحد منهم يقول عن الآخر مثل كلام النووي ..
المتن ..
 

حدثنا محمد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى قال حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال (حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت.

الشيخ..
_يعني وهو في الموت يعني حضره الموت روحه تساق لتخرج _
المتن..
 

قال (حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا قال فأقبل بوجهه فقال إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..)

الشرح..
 نعم لا شك أن هذا أفضل ما في التوحيد هذا التوحيد ،التوحيد والإيمان أفضل ما يعده الإنسان هو التوحيد والإيمان ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله هو أفضل لا شك أنه أفضل ،أفضل ما يعده الإنسان هو الإيمان بالله ورسوله التوحيد والإيمان والإخلاص هذا أفضل الأعمال صدق رحمه الله ورضي الله عنه أفضل ما يعد التوحيد إن أفضل ما نعد ..
المتن..
 

قال فأقبل بوجهه فقال إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إني قد كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه قال فقبضت يدي قال ما لك يا عمرو قال قلت أردت أن أشترط قال تشترط بماذا قلت أن يغفر لي قال أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله..)

الشرح..
وهذه الحالة الثانية أطباق يعني ثلاثة أحوال ذكر أنه مر في ثلاثة أحوال الحالة الأولى لما كان في الجاهلية وهذه الحالة الثانية بعد الإسلام لما جعل الله الإسلام في قلبه وجعل ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم قبض يده يريد أن يشترط فقال تشترط ماذا قال أن يغفر الله لي قال أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله فيه دليل على أن الإسلام يهدم ما قبله ولكن هذا تفصيل سابق للحديث السابق في حديث عبد الله فإذا أسلم وحسن إسلامه هدم الإسلام الشرك والمعاصي وإذا أسلم وساء إسلامه هدم الإسلام الشرك وبقيت عليه المعاصي التي استمر عليها ولم يتب منها وكذلك الهجرة تهدم ما قبلها الهجرة وهي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام لولا أنه كاره للمعاصي لما هاجر الهجرة هذا دليل عل كراهة المعاصي فهو يهدم ما قبلها الهجرة تهدم ما قبلها وكذلك الحج يهدم ما قبله من المعاصي الحج الذي ليس فيه فسوق ولا عصيان كما قال الله تعالى فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ,نعم هذا هو الشاهد في سياق حديث عابد حديث ابن العاص حديث عمرو هذا سبب سياق المؤلف له هذا هو قول الإسلام يهدم ما قبله و الهجرة تهدم ما قبلها والحج يهدم ما قبله ..
المتن ..
 

قال أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها..)

هذي الحالة الثالثة..
المتن..
 

ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا..)

الشرح..
النائحة لأن النياحة من الكبائر فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار لأن النار من شعار الكفار لا يصحب الميت بنائحة ولا بنار لا يجوز النائحة المرأة ليس لها أن تتبع الجنازة والنياحة محرمة والرسول رضي الله عنه نهى أن يتبع نائحة كذلك يتبع بنار كما قاله المشركون ..
سؤال :
لكن النائحة هنا تخص الأنثى أو الذكر إذا ناح ؟
جواب :
الأنثى والذكر النياحة محرمة لا تجوز النياحة ولكن خص النياحة لأن غالبا أن النياحة تكون عند الإناث الغالب أن النساء هي التي ينحن وإذا نحى الرجال كذلك النياحة محرمة على الرجال وعلى النساء لكن الغالب أن النساء لا يتحملن الغالب وأنهن وأن النياحة خص للنساء في الغالب لضعفهن وعدم تحملهن ..
سؤال:
 "14:31"
جواب :
النهي عن ماذا ؟ .. نعم هذا من شعار الكفار ذكر الشارح شيئا من هذا ماذا قال ؟
فلا تصحبني لائحة ولا نار ..
المتن..
قال أن إتباع الميت بنار مكروه للحديث وثم قيل سبب الكراهة كونه شعارا للجاهلية وقال ابن الحبيب المالكي كره تكاره بالنار ..
الشيخ..
شعار الجاهلية قيل لهم شعار الجاهلية وقيل تفاؤل بأن لا يتفاءل يعني أنه لا يتفاءل بميت أنه إلى النار .. المهم أنه نهى عن ذلك ..
المتن ..
 

فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي)

الشرح ..
نعم وهذا حديث عبد الله بن العاص بين على أنه مرت به ثلاث خطوات في أحوال الحالة الأولى لما كان في الجاهلية قبل أن يسلم وهذه حالة سيئة وهو أنه على الشرك والكفر وكان من حاله أنه يقول كان النبي أبغض شيئا إلي وكنت أود في ذلك الوقت لو تمكنت من قتل النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت ولو مت على تلك الحالة لكنت من أهل النار ثم الحالة الثانية الإسلام حالة الإسلام لما أوقع الله الإسلام في قلبه صار يجل الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه تعظيما شديدا حتى إنه لا يستطيع النظر إليه إجلالا له وهيبة ولا يطيق النظر إليه حتى لو قيل له صف ما استطاع أن يصف لأنه لا يملى عينيه منه إجلالا له وفي هذه الحالة يقول لو مت لرجوت أن أكون من أهل الجنة لأنه على حالة حسنة وفيها أنه لما أراد أن يبايعه على الإسلام قبض يداه قال أريد أن أشترط قال تشترط ماذا قال أن يغفر لي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الإسلام يهدم ما قبله وهذا هو الشاهد إن الإسلام يهدم ما قبله وإن الهجرة تهدم ما قبلها وإن الحج يهدم ما قبله فيه فضل الإسلام إذ حسن فإنه يهدم ما قبله من الذنوب والمعاصي مع الشرك وكذلك الهجرة تهدم ما قبلها لأن المهاجر ترك أهله وماله ووطنه لله هذا يدل على كراهيته للمعاصي وهي أمر عظيم ترك الإنسان أهله وأولاده وأخلاءه وأصحابه فيتركهم لله عز وجل وكذلك الحج في فضل الحج أن الحج يهدم ما قبله دليل على فضل الحج وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حج فلا رفث ولا فسوق خرج من ذنوبه كما ولدته أمه فهذا هو الحج الذي يهدم ما قبله وتغفر له الذنوب هو الذي يكون على الإخلاص والصدق وبعد عن الفسوق والمعاصي ثم الحالة الثالثة قال إن ولينا حصل أشياء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واتصاله بمعاوية ومسألة التحكيم والخلاف الذي بين الصحابة من كان مع معاوية وهو القتال هذا يقول ثم ولينا أشياء لا أدري ما حالي ما هي ثم قال إذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار وإذا أنا مت فشنوا علي التراب شنا ثم إذا دفنتموني اجلسوا عند قبري قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه لأن هذه المدة مدة طويلة مقدار ما تنحر الجزور ويقسم لحمها مقدار ساعتين أو ثلاث هذا وقت طويل هذا اجتهاد منه والصواب خلافه الصواب أنه لا يشرع لا يشرع الجلوس عند الميت هذه المدة الطويلة فيها مشقة وهي غير مشروعة لا دليل عليها في السنة إذا دفن الميت أن يقف الإنسان يوقف عند قبره قليلا ويدعى له وينصرف اللهم ثبته بالقول الثابت اللهم ثبته بالقول الثابت كما في حديث عثمان الذي لما دفن ميت قال استغفروا لأخيكم وسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل يدعو له قليلا فينصرف أما هذه المدة الطويلة فيها مشقة عظيمه وليس عليها دليل مع ما فيها من المشقة فليس عليها دليل فهذا يسمى اجتهاد من عمرو بن العاص رضي الله عنه لأن مدة هذه المدة مقدار ما يذبح الجزور تذبح الناقة ويقسم لحمها هذا وقت طويل يحتاج إلى ساعتين تقريبا أو أكثر هذا اجتهاد منه والصواب أنه لا يشرع هذا الجلوس الطويل وإنما يدعو له وينصرف , هذا اجتهاد منه رضي الله عنه ..
سؤال :
"20:00"
جواب :
ما عليه شيء في هذا ما عليه شيء لكن الأقرب أنه يستقبل القبلة يستقبل القبلة يكون عند رأسه مثل الصلاة لأنه قريب منه , لم يذكر دليل على رفع اليدين ..
سؤال :
"20:19"
جواب :
من هو ؟   "20:23"
, لا تهدم الذنوب والمعاصي تهدم ما قبله من الذنوب والمعاصي هذا هو  ظاهره لأن كونه هاجر الآن هذا يدل على رغبته في ما عند الله عز وجل وكراهته للمعاصي وبغضه لها يعني كونه يضحي الآن بأمواله وأولاده لله هذا يدل على أي شيء ؟ يدل على قوة إيمانه ورغبته فيما عند الله ترك أهله وماله وولده وأخلائه وأصحابه والأرض التي عاش فيها هذا الأمر ليس بالأمر الهين الصحابة لما هاجروا من مكة للمدينة صهيب لما أراد أن يسافر قالوا لا ندعك تسافر أتيتنا وليس عندك شيء من المال ثم تذهب , قال أفرأيتم إن تركت لكم مالي قالوا نتركك فترك لهم ماله وهاجر المهاجر ترك كل شيء ليس بالأمر الهين كون الإنسان يترك ماله ويترك ولده ويترك الأرض التي عاش فيها وأخلائه وأصحابه والأرض التي عاش فيها وألفها كونه يضحي بهذه كلها ويهاجر لله يدل على قوة إيمانه ورغبته فيما عند الله ولهذا صرف في هذه المثابة ..
سؤال :
"21:43"
جواب :
ما أذكر شيء في هذا إذا ثبت معناه ما ذكر شيء ..
ملاحظة ..( من الدقيقة "21:50" إلى الدقيقة "36:10" مكرر لما سبق)
المتن ..
 

الشرح..
البقيع هذا الذي ورد في حديث عائشة في غير دفن الميت قصة الحديث الطويل رواه مسلم يأتي وهو أنه عليه الصلاة والسلام قالت لما كان في الليل قام الرسول صلى الله عليه وسلم وتبعته عائشة القصة الطويلة ظنت أنه سيذهب إلى بعض نسائه ثم قالت رأيته أنه جاء إلى أهل البقيع ورفع يديه ودعا لهم طويلا وكانت تمشي فإذا أسرع أسرعت فلما انتهى جاءت وسبقته فإذا نفسها ثائر فقال لها ماذا حصل مالك قالت لا شيء قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت كذا وكذا فقال أنتي ذاك السواد الذي رأيته قالت نعم هذه قصة أخرى ليست في دفن الميت ولا شيء هذا ذهب الرسول في الليل ودعا لهم طويلا ورفع يديه أما عنده في الميت هذا هو الذي يحتاج إلى دليل ..
المتن..
 

حدثني محمد بن حاتم بن ميمون وإبراهيم بن دينار واللفظ لإبراهيم قالا حدثنا حجاج وهو ابن محمد عن ابن جريج قال أخبرني يعلى بن مسلم أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس (أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو لحسن ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما  ونزل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..

الشرح ..
 نعم وهذه في التائبين أناس من أهل الشرك كانوا على الشرك فزنوا وسرقوا ثم تابوا وجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن ولو تخبرنا أن لما فعلنا توبة فنزلت هذه الآية من تاب من الشرك والزنا والسرقة كفر ،كفر الله ذنوبه وإذا أتبعها بالعمل الصالح بدلت السيئات حسنات كما قال تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما   ۝ يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا   ۝  إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " إذا تاب وأتبع التوبة بالعمل الصالح بدلت سيئاته حسنات فضلا من الله تعالى وإحسانه فهؤلاء الذين تابوا كانوا في الجاهلية كانوا يسرقون ويزنون أو كانوا على الشرك ثم تابوا من الشرك والزنا والسرقة توبتهم صحيحة ومن تاب ،تاب الله عليه وأنزل الله هذه الآية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاأجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا يعني لمن تاب فهذه في التائبين أما قوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر لما دون ذلك لمن يشاء فهذه في غير التائبين آيتان آية الزمر هذه في التائبين قل يا عبادي الذين أسرفوا  لأن الله تعالى عمم وأطلق عمم وأطلق جميع الذنوب تغفر هذه للتائبين وأما آية النساء إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء فهذه في غير التائبين خص وعلق خص الشرك بأنه لا يغفر وعلق ما دونه بالمشيئة..
المتن..
 

حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره )أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية هل لي فيها من شيء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير والتحنث التعبد)

الشرح..
نعم تحنث تعبد يعني أمور يتعبد بها في الجاهلية يعني هل تنفعك فقال له أسلمت على ما أسلفت من خير يعني أن الأعمال الصالحة التي كان يعملها في الجاهلية تكتب له في إسلامه بعد الإسلام وكان رضي الله عنه كما سيأتي أعتق مئة في الجاهلية وأعتق مئة في الإسلام أعتق مئة رقبة في الجاهلية وأعتق مئة رقبة في الإسلام هذا كله يكتب له أسلمت على ما أسلفت من خير يعني إذا أسلم الكافر وكان هناك أعمال صالحة يعملها في كفره يقصد بها التقرب إلى الله يكتب له في إسلامه بشرط أن يكون قاصد بها التقرب إلى الله إذا كان مثلا يعتق الرقاب في الجاهلية ينصر المظلوم ينوي بها تقرب إلى الله يطعم الجائع يتصدق على المحتاجين وينوي بها التقرب إلى الله ثم أسلم فإنه تكتب له الأعمال التي كان يعملها في الجاهلية يحرزها بإسلامه ..
المتن..
 

وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قال الحلواني حدثنا وقال عبد حدثني يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره )أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم أفيها أجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير)

الشرح..
نعم تذكر له الصدقة و العتاقة والصلة أسلمت على ما أسلفت من خير , نعم هذا الخير السابق يحرزه بإسلامه..
سؤال:
"43:21"
جواب:
نعم شرط أن يتقرب بها ناوي بها التقرب في كفره فإذا أسلم يحرزها بإسلامه أما إذا فعلها على غير نية التقرب فلا لأنه قال أتبرر بها أتحنث يعني يتعبد بها اشترط في الحديث قال أرأيت أمور في الجاهلية أتحنث بها أتعبد أما الشيء الذي فعله ليس على نية التعبد فلا , في الجاهلية يتعبدون يصلون ويحجون يعملون أعمال ..
سؤال :
"43:54"
جواب :
لا هذه الواجبات غير هذه الأعمال الخيرية غير الأركان الخمسة الأركان الخمسة لابد منها لابد من الحج نعم ..
المتن..
 

حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن حكيم بن حزام قال (قلت يا رسول الله أشياء كنت أفعلها في الجاهلية قال هشام يعني أتبرر بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت لك من الخير قلت فو الله لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله )

الشيخ..ماذا قال عليه الشارح ؟
المتن..عامة الحديث أو..؟
الشيخ..لا كمل كمل الذي بعده..
المتن..
 

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مئة رقبة وحمل على مئة بعير ثم أعتق في الإسلام مئة رقبة وحمل على مئة بعير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديثهم)

الشرح :
أظنه كذلك من المعمرين أظنه عاش مئة وعشرين ستين في الإسلام وستين في الجاهلية ..
أعد قول حكيم..
المتن ..
 

حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مئة رقبة وحمل على مئة بعير ثم أعتق في الإسلام مئة رقبة وحمل على مئة بعير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديثهم)

الشيخ..
الله أكبر همة عالية مئة رقبة عتقها في الجاهلية وحمل على مئة بعير مثال قال في الإسلام ما دعوت شيء فعلته في الجاهلية إلى فعلته في الإسلام فأعتق مئة في الإسلام وحمل على مئة بعير .. ماذا قال عنه ؟
المتن..
أما التحنث فهو التعبد كما فسره في الحديث وفسره في الرواية الأخرى بالتبرر وهو فعل البر وهو الطاعة . قال أهل اللغة : أصل التحنث أن يفعل فعلا يخرج به من الحنث وهو الإثم ، وكذا تأثم وتحرج وتهجد أي فعل فعلا يخرج به عن الإثم والحرج والهجود .
الشيخ..
طبعا هو ما جاء في الحديث أن معاذ بن جبل لما قال هل أبشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا قال فأخبر بها معاذ عند موته تأثما معاذ تأثما يعني خروجا من الإثم ..
المتن..
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : أسلمت على ما أسلفت من خير فاختلف في معناه ، فقال الإمام أبو عبد الله المازري - رحمه الله - : ظاهره خلاف ما تقتضيه الأصول لأن الكافر لا يصح منه التقرب فلا يثاب على طاعته ، ويصح أن يكون مطيعا غير متقرب كنظيره في الإيمان فإنه مطيع فيه من حيث كان موافقا للأمر ، والطاعة عندنا موافقة الأمر ،
الشيخ..
ظاهره مخالف الأصول ولو كان مخالف للأصول مدام الرسول عليه الصلاة والسلام أخبره به انتهى يكفي أخبر بأنه يحرزه في الإٍسلام فالحمد لله هذا من الأصول, ظاهره ماذا؟
المتن..
قال ظاهره خلاف ما تقتضيه الأصول لأن الكافر لا يصح منه التقرب فلا يثاب على طاعته
الشيخ..
نعم لكن ما أثيب إلا بعد ما أسلم بعد ما أسلم أحرزه لو لم يسلم ما استفاد لكن لما أسلم أحرزه إسلامه ..
 
 المتن..
ويصح أن يكون مطيعا غير متقرب كنظيره في الإيمان فإنه مطيع فيه من حيث كان موافقا للأمر ، والطاعة عندنا موافقة الأمر ،ولكنه لا يكون متقربا لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفا بالمتقرب إليه وهو في حين نظره لم يحصل له العلم بالله تعالى بعد . فإذا تقرر هذا علم أن الحديث متأول وهو يحتمل وجوها أحدها أن يكون معناه اكتسبت طباعا جميلة وأنت تنتفع بتلك الطباع في الإسلام وتكون تلك العادة تمهيدا لك ومعونة على فعل الخير
الشيخ..
ما الداعي إلى تأويل الآثام ما الداعي لهذا قال الرسول أسلمت على ما أسلفت من الخير و الحمد الله لماذا تقول اكتسبت طباعا الرسول ما يعرف يقول اكتسبت طباعا ؟ الرسول أفصح الناس اكتسبت طباعا جميلة أسلمت على ما أسلفت من خير الرسول أبسط الناس ..
المتن..
والثاني معناه اكتسبت بذلك ثناء جميلا فهو باق عليك في الإسلام ،
الشيخ..كلا التأويلين باطلا ..
المتن..
 والثالث أنه لا يبعد أن يزداد في حسناته التي يفعلها في الإسلام ويكثر أجره لما تقدم له من الأفعال الجميلة . وقد قالوا في الكافر إذا كان يفعل الخير فإنه يخفف عنه به ، فلا يبعد أن يزاد هذا في الأجور, هذا آخر كلام المازري رحمه الله..
الشيخ..
كذلك الكافر هذا نعم إذا خف كفره قد يخفف عنه لكن هذا أسلم وأحرز بإسلامه الأعمال الصالحة فلا يقاس عليه ..
المتن..
قال القاضي عياض - رحمه الله - : وقيل : معناه ببركة ما سبق لك من خير هداك الله تعالى إلى الإسلام ، وأن من ظهر منه خير في أول أمره فهو دليل على سعادة آخره ، وحسن عاقبته . هذا كلام القاضي وذهب ابن بطال وغيره من المحققين إلى أن الحديث على ظاهره ، وأنه إذا أسلم الكافر ومات على الإسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر ،
الشيخ..
هذا هو الصواب الصواب أنه يبقى على ظاهره التأويلات الأوله تأويلات باطله وذهب ابن بطال نعم ..
 المتن..
وذهب ابن بطال وغيره من المحققين إلى أن الحديث على ظاهره ، وأنه إذا أسلم الكافر ومات على الإسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر ، واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري
الشيخ..شرط أنه يكون فعلها للتقرب يقول يتبرر بها ..
المتن..
واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله تعالى له كل حسنة زلفها ، ومحا عنه كل سيئة زلفها ، وكان عمله بعد الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله سبحانه وتعالى ذكره الدار قطني في غريب حديث مالك ، ورواه عنه من تسع طرق ، وثبت فيها كلها أن الكافر إذا حسن إسلامه يكتب له في الإسلام كل حسنة عملها في الشرك, قال ابن بطال - رحمه الله - تعالى بعد ذكره الحديث : ولله تعالى أن يتفضل على عباده بما شاء لا اعتراض لأحد عليه قال : وهو كقوله - صلى الله عليه وسلم - لحكيم بن حزام - رضي الله عنه - : أسلمت على ما أسلفت من خير والله أعلم .وأما قول الفقهاء : لا يصح من الكافر عبادة ، ولو أسلم لم يعتد بها, فمرادهم أنه لا يعتد له بها في أحكام الدنيا ، وليس فيه تعرض لثواب الآخرة فإن أقدم قائل على التصريح بأنه إذا أسلم لا يثاب عليها في الآخرة رد قوله بهذه السنة الصحيحة ، وقد يعتد ببعض أفعال الكفار في أحكام الدنيا ; فقد قال الفقهاء : إذا وجب على الكافر كفارة ظهار أو غيرها فكفر في حال كفره أجزأه ذلك ، وإذا أسلم لم تجب عليه إعادتها واختلف أصحاب الشافعي - رحمه الله - فيما إذا أجنب واغتسل في حال كفره..
الشيخ..
ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام قال أوف بنذرك فأمره أن يف بنذره الذي نذره في الجاهلية, نعم أكمل ..
المتن..
 

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ..

الشرح..
ظن الصحابة رضي الله عنهم أن المراد مطلق الظلم وهو المعاصي فبين لهم الرسول أن المراد بالظلم الشرك واستدل بذلك إن الشرك لظلم عظيم وهذه من الآيات التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم هذه فسرها النبي صلى الله عليه وسلم الذين أمنوا يعني الذين آمنوا يعني وحدوا ولم يلبسوا إيمانهم يعني توحيدهم بظلم يعني بشرك أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" لهم الأمن من العذاب ومن دخول النار إذا ماتوا على توحيد خالص ليس معه كبائر و إن ماتوا على كبائر لهم أمن ناقص وهداية ناقصة لهم الأمن من الخلود لكن لا يأمنون من الدخول لما نزلت قالوا يا رسول الله أين منا لم يظلم نفسه ظنوا أن الظلم المراد به المعاصي والظلم ثلاثة أقسام ظلم شرك والثاني ظلم العباد في أموالهم ودمائهم وأعراضهم والثالث ظلم النفس بالمعاصي ظنوا أن المراد لم يلبسهم بأي نوع من أنواع الظلم الثلاثة قال أينا يسلم من المعاصي فقال لهم ليس الذي كان المراد الظلم الأكبر وهو الشرك ولم يلبسوا إيمانهم بظلم يعني بشرك لم يلبسوا لم يحلفوا إيمانهم توحيدهم بظلم بشرك , وهذا فيه فضل التوحيد وأن من مات على التوحيد فله الأمن والهداية له الهداية في الدنيا والأمن في الآخرة لكن أهل التوحيد على قسمين القسم الأول : أهل التوحيد الذين ماتوا على التوحيد الخالص لم يصروا على الكبائر هذا لهم هداية كاملة وأمن كامل لهم الهداية في الدنيا هداية كاملة وأمن كامل في الآخرة يأمنهم من دخول النار من الدخول ومن العذاب من الدخول ومن الخروج جميعا والقسم الثاني : من أهل التوحيد من ماتوا على الكبائر لم يتوبوا منها ماتوا على توحيد لكن معه كبائر ماتوا على الزنا أو السرقة أو على شرب الخمر أو على عقوق الوالدين أو قطيعة الرحم فهؤلاء لهم هداية ناقصة وأمن ناقص هدايتهم في الدنيا ناقصة وأمن ناقص في الآخرة لهم الأمن من الخلود في النار لكن ليس له أمن من الدخول قد يدخل النار لكن يأمن من الخلود هذا الذي يجتنب الظلم بأنواعه الثلاثة ظلم الشرك وظلم العباد وظلم النفس بالمعاصي هؤلاء لهم الظلم بأنواعه الثلاثة لهم الهداية الكاملة والأمن الكامل أما الذي يجتنب الظلم الأكبر وهو الشرك ولكن يقع في ظلم العباد أو ظلم النفس هذا له هداية ناقصة وأمن ناقص
المتن..
 

حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى وهو ابن يونس ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا ابن مسهر ح وحدثنا أبو كريب أخبرنا ابن إدريس كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد قال أبو كريب قال ابن إدريس حدثنيه أولا أبي عن أبان بن تغلب عن الأعمش ثم سمعته منه)..حدثني محمد بن منهال الضرير وأمية بن بسطام العيشي واللفظ لأمية قالا حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح وهو ابن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال (لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير  قال فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في إثرها آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير  فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل الله عز وجل لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا  قال نعم ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) قال نعم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به  قال نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين  قال نعم..
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن سفيان عن آدم بن سليمان مولى خالد قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال "لما نزلت هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا قال فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال قد فعلت ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال قد فعلت واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا  قال قد فعلت..

الشرح..
وهذا من فضل الله تعالى وإحسانه أن نسخ هذه الآية التي فيها تكرير لشيء لا يطيقونه وهي في قوله تعالى لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله لما نزلت هذه الآية جثا الصحابة على ركبهم قالوا أي رسول الله كلفنا من الإعمال ما نطيق : الصلاة والجهاد والصيام والصدقة يعني هذه نطيقها ، وأنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها وهي كون الإنسان يحاسب على الوساوس وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله كون الإنسان يحاسب على وساوس صدره من يسلم من الوساوس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم يعني اليهود والنصارى: سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا , فلما اقترأها القوم ، وذلت بها ألسنتهم؛ قالوا أنزل الله آمنوا الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فنسخها الله في الآية التي بعدها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت  فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها إلا ما تطيق والوساوس لا يطيقها الإنسان فلا يكلف بها وفي الحديث السابق يقول النبي : إن الله تجاوز عن أمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به  فالوساوس معفوٌ عنها ولهذا أنزل الله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا  قال الله نعم قد فعلت ربنا ولا تحملنا علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال الله وقد فعلت ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين , قال قد فعلت..
المتن ..
 

حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد الغبري واللفظ لسعيد قالوا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال )قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به

الشرح..
هذا من فضل الله تعالى تجاوز الله عن النفوس ما لم يتكلموا أو يعملوا به إذا تكلم حوسب الإنسان أما مادام في النفس وساوس فلا يؤخذ إلا إذا تكلم أو عمل ..
المتن..
 

حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعبدة بن سليمان ح وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ابن أبي عدي كلهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به
وحدثني زهير بن حرب حدثنا وكيع حدثنا مسعر وهشام ح وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا الحسين بن علي عن زائدة عن شيبان جميعا عن قتادة بهذا الإسناد مثله..
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر قال إسحاق أخبرنا سفيان وقال الآخران حدثنا ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا هم عبدي

سؤال :
"01:04:48"
جواب:
هذا إرادة وليس حديث نفس إن الله تجاوز عن أمتي عما حدثت به أنفسها قال تعالى" ومن يرد به إلحادا بظلم" الإرادة غير الحديث الإرادة تصميم وعزم ..
سؤال :
"01:05:04"
جواب :
كلها تابعة للإيمان الإيمان طاعة الله ورسوله والسمع لرسوله صلى الله عليه وسلم هذا من الإيمان لما سمعوا وأطاعوا خفف الله عنهم..
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد