بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:
بَابُ إِبَاحَةِ ائْتِمَامِ الْمُصَلِّي فَرِيضَةً بِالْمُصَلِّي نَافِلَةً، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَأْتَمَّ الْمُصَلِّي فَرِيضَةً بِالْمُصَلِّي نَافِلَةً
أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنَا يَحْيَى، قال: حدثنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يَرْجِعُ، فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلَاةَ.
الشيخ: تكون له نافلة ولهم فريضة، ماذا قال على تخريج الحديث؟ تكلم عليه؟
طالب: قال: "قلت: إسناده حسنٌ صحيح، فقد توبِع عليه ابن عجلان كما بينته في صحيح أبي داوود"، هذا الشيخ ناصر الدين الألباني.
الشيخ: يعني ابن عجلان فيه كلام وتوبع، وغيره؟
طالب: قال: "صحيح أخرجه أحمد، وأبو داوود، والبيهقي، والبغوي في شرح السنة من طريق خالد بن الحارث به، وأخرجه الشافعي في مسنده بتحقيقي، وابن حبان والبغوي في شرح السنة من طرق عن محمد بن عجلان به"، انتهى.
الشيخ: يعني الأصل أن ما صح في الفريضة يصح في النافلة، فلا بأس أن يأتم المفترض بالمتنفل والعكس، هذا ما فيه إشكال، ومنع من ذلك بعض العلماء، ومنهم الإمام أحمد، قال: أنه لا يأتم المفترض بالمتنفل، بل لابد أن يكون في الفريضة يأتم بالمفترض، ولكن الصواب أنه لا بأس به كما في هذا الحديث، أعد الترجمة.
بَابُ إِبَاحَةِ ائْتِمَامِ الْمُصَلِّي فَرِيضَةً بِالْمُصَلِّي نَافِلَةً، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَأْتَمَّ الْمُصَلِّي فَرِيضَةً بِالْمُصَلِّي نَافِلَةً
أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حدثنَا يَحْيَى، قال: حدثنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
(مِقْسَمٍ) على وزن مِنبر، هذا عبد الله، ما ضبطها عندك؟
القارئ: لا، بدون ضبط.
قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يَرْجِعُ، فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلَاةَ.
س: [00:04:31]
الشيخ: له نافلة لأنه صلى مع النبي الفريضة وذهب إلى قومه في حي بعيد فصلى بهم تلك الصلاة.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، قال: حدثنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، فَرَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَصَلَّى بِهِمْ وَصَلَّى خَلْفَهُ فَتًى مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمَّا طَالَ عَلَى الْفَتَى، صَلَّى وَخَرَجَ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ بَعِيرِهِ وَانْطَلَقُوا، فَلَمَّا صَلَّى مُعَاذٌ ذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَنِفَاقٌ، لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَأَخْبَرَهُ مُعَاذٌ بِالَّذِي صَنَعَ الْفَتَى، فَقَالَ الْفَتَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ! يُطِيلُ الْمُكْثَ عِنْدَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟" وَقَالَ لِلْفَتَى: "كَيْفَ تَصْنَعُ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا صَلَّيْتَ؟ " قَالَ: أَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَسْأَلُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا دَنْدَنَتُكَ وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي وَمُعَاذٌ حَوْلَ هَاتَيْنِ" أَوْ نَحْوَ ذِي، قَالَ: قَالَ الْفَتَى: وَلَكِنْ سَيَعْلَمُ مُعَاذٌ إِذَا قَدِمَ الْقَوْمُ وَقَدْ خَبَرُوا أَن أبْعد وقَدْدَنا
طالب: (وَقَدْ خَبَرُوا أَن أبْعد وقَدْدَنا) فيه كلام للشيخ ناصر الدين الألباني يقول: "كذا الأصل، وكأن فيه سقطًا، ولعل الصواب (أن العدو قد دنا)، ولفظ البيهقي (أن العدو قد أتوْ)، وفي نسخةٍ (قد دنو)، وفي روايةٍ لأحمدَ من طريقٍ أخرى (سترون غدًا إذا التقى القوم غدًا إن شاء الله)".
قَالَ: فَقَدِمُوا، قَالَ: فَاسْتُشْهِدَ الْفَتَى، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ لِمُعَاذٍ: "مَا فَعَلَ خَصْمِي وَخَصْمُكَ؟" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَدَقَ اللَّهَ، وَكَذَبْتُ، اسْتُشْهِدَ.
بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَرِيضَةً لَا تَطَوُّعًا كَمَا ادَّعَى بَعْضُ الْعِرَاقِيِّينَ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرٍ، كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ أَمْلَيْتُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ بِتَمَامِهَا، بَيَّنْتُ فِيهَا أَخْبَارَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَنَّهُ صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ تَطَوُّعًا وَصَلَّوْا خَلْفَهُ فَرِيضَةً لَهُمْ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَطَوُّعًا، وَلَهُمْ فَرِيضَةً.
الصلاة خلف المتنفل دلَّت عليها أدلة:
- منها حديث معاذ هذا أنه كان يصلي الفريضة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يصلي بأصحابه تلك الصلاة له نافلة ولهم فريضة.
- ومنها أنه في إحدى صلاتي الخوف النبي جعلهم طائفتين: صلى بطائفة ركعتين، وصلى بطائفة ركعتين، الأولى له فريضة والثانية نافلة، يأتمون به وهو متنفل.
- ومنها في حجة الوداع، جاء في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم العيد أنه كانت الصلاة في المسجد الحرام، لأنه رمى وحلق وذبح مائة بعير، ثم ذهب إلى المسجد الحرام للطواف، طواف الإفاضة فأدركته الصلاة، فصلى بهم، ثم لما رجع إلى منى وجد أصحابه مجتمعين، فصلى بهم تلك الصلاة له نافلة ولهم فريضة.
هذا هو الجمع بين الحديثين، ماذا بعده؟
بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ مُنْفَرِدًا عِنْدَ تَأْخِيرِ الْإِمَامِ الصَّلَاةَ جَمَاعَةً
بركة، الكلام الأخير الذي تكلم عليه؟
طالب: الشيخ ناصر الدين؟
الشيخ: نعم.
طالب: قال: "كذا الأصل" -الذي فيه (وقددنا)-، قال: كذا الأصل وكأن فيه سقطًا".
الشيخ: الذي بعده ما تلكم عنه؟
طالب: لا.
الشيخ: ماذا قال عليه؟
طالب: هو حديث معاذ؟
الشيخ: نعم، الثاني، في الصحيحين قصة معاذ أنه جاء رجلٌ ... ما أشار إلي الحديث الصحيح في رواية الصحيحين أنه جاء رجلٌ معه ناضح، قد كان يعمل طول النهار في مزرعته وفلاحته، فصلى مع معاذ، فطوَّل معاذ وافتتح البقرة، وكان الرجل متعَب، فلما رأى ذلك نوى الانفراد وسلَّم، فقيل لمعاذ بعد ذلك، فقال: "إنه منافق"، فذهب الرجل وشكا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له إنه طوَّل بنا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر على معاذ وقال: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ إذا صليت فاقرأ بـ ﴿سَبِّحْ اْسْمَ رَبِكَ اْلأَعْلَى﴾ و ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ﴾ و ﴿وَاْلَّشَمْسِ وَضُحَاهَا﴾».
وذكر ابن القيم رحمه الله في صفة الصلاة أن النقارين الذين ينقرون الصلاة ما يعرفون من الحديث إلا «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟»، ويتركون ما قبلها وما بعدها، ينقرون الصلاة نقر الغراب ويقولون: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟»، إذا قلت له اطمئن في صلاتك قال: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟»، ومعاذ تدري ماذا عمل؟
معاذ قرأ البقرة فقال له النبي: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟»، وأنت الآن ما تطمئن في صلاتك، ما تطمئن في ركوعك ولا في سجودك، فقال ابن القيم -رحمه الله-: إن النقارين الذين يسرقون من صلاتهم لا يعرفون من الحديث إلا «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟» ويتركون ما قبلها وما بعدها، ماذا قال على التخريج؟
طالب: أحال على الحديث الأول، حديث معاذ.
الشيخ: ماذا قال؟
طالب: "الذي ذكرناه صحيح، أخرجه أحمد، وأبو داوود، والبيهقي، والبغوي في شرح السنة من طريق خالد بن الحارث به، وأخرجه الشافعي في مسنده، وابن حبان، والبغوي في شرح السنة من طرق عن محمد بن عجلان به"، ثم ذكر كلام على الدندنة: "أن يتكلم الرجل بالكلام تُسمع نغمته ولا يُفهم"، النهاية.
الشيخ: الدندنة في هذا الحديث ولا في غيره؟
طالب: في الحديث الثاني.
الشيخ: الذي يقول: "لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، إنما أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"، فقال النبي: «حولها ندندن» دعوته كلها حولها.
طالب: يعني أن يقول بعد الفاتحة أم في السجود؟
الشيخ: الظاهر في السجود، لكن في القيام ما جيئ في هذا الحديث، أعد الحديث الثاني، حديث معاذ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، فَرَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى بِهِمْ، وَصَلَّى خَلْفَهُ فَتًى مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمَّا طَالَ عَلَى الْفَتَى صَلَّى وَخَرَجَ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ بَعِيرِهِ، وَانْطَلَقُوا،
(صَلَّى وَخَرَجَ) يعني نوى الانفراد وصلى، هذا للضرورة، ينوي الانفراد ويكمل صلاته.
فَلَمَّا صَلَّى مُعَاذٌ ذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَنِفَاقٌ، لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخْبَرَهُ مُعَاذٌ بِالَّذِي صَنَعَ الْفَتَى، فَقَالَ الْفَتَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُطِيلُ الْمُكْثَ عِنْدَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟»، وَقَالَ لِلْفَتَى: «كَيْفَ تَصْنَعُ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا صَلَّيْتَ؟» قَالَ: أَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَسْأَلُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي، مَا دَنْدَنَتُكَ وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنِّي وَمُعَاذٌ حَوْلَ هَاتَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذِي» قَالَ: قَالَ الْفَتَى: وَلَكِنْ سَيَعْلَمُ مُعَاذٌ إِذَا قَدِمَ الْقَوْمُ وَقَدْ خَبَرُوا أَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ دَنَوْا قَالَ: فَقَدِمُوا قَالَ: فَاسْتُشْهِدَ الْفَتَى، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ لِمُعَاذٍ: «مَا فَعَلَ خَصْمِي وَخَصْمُكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَقَ اللَّهَ، وَكَذَبْتُ، اسْتُشْهِدَ.
س: هل معاذ لا يزكي نفسه؟ يقول: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَقَ اللَّهَ، يعني الفتى، وَكَذَبْتُ) بمعنى جبنت [00:17:28] أي لا يزكي نفسه معاذ؟
الشيخ: (صَدَقَ اللَّهَ، وَكَذَبْتُ، اسْتُشْهِدَ) أي أنه ليس بمنافق، تكلم عليه عندك؟ معنى: (وَكَذَبْتُ) أي أخطأت، وليس المراد الكذب المنهي عنه، ومنه قول الرجل الذي جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "استُطلق بطن أخي"، قال: «اسقه عسلاً»، قال: "أسقيته"، قال: «اسقه عسلاً» وزاد [00:18:05]، ثم قال في الثالثة: «صدق الله وكذب بطن أخيك»، يعني أخطأ، الكذب بمعنى الخطأ. (صَدَقَ اللَّهَ، وَكَذَبْتُ) بمعنى أخطأت، وليس المراد الكذب المنهي عنه في الحديث: «إذا حدَّث كذب».
طالب: قال: "قلت: إسناده حسنٌ صحيح، فقد توبع عليه ابن عجلان كما بينت في صحيح أبي داوود"؛ الشيخ ناصر الدين.
الشيخ: الحديث الذي بعده.
بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَرِيضَةً لَا تَطَوُّعًا كَمَا ادَّعَى بَعْضُ الْعِرَاقِيِّينَ
هذا الحديث يختلف عن الحديث الذي في الصحيحين، هذا فيه أن هذا فتى وأنه استشهد، وأن معاذ قال فأخطأ، قال: إني أخطأت، والذي في الصحيح غير هذا، النبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر على معاذ قال: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ اقرأ بكذا وبكذا وبكذا».
طالب: الفتى هو الذي ذهب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك استدعى معاذًا.
الشيخ: نعم، يختلفان.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرٍ، كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ أَمْلَيْتُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ بِتَمَامِهَا، بَيَّنْتُ فِيهَا أَخْبَارَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ أَنَّهُ صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ تَطَوُّعًا وَصَلَّوْا خَلْفَهُ فَرِيضَةً لَهُمْ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَطَوُّعًا، وَلَهُمْ فَرِيضَةً.
ما الباب الذي بعده؟
بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ مُنْفَرِدًا عِنْدَ تَأْخِيرِ الْإِمَامِ الصَّلَاةَ جَمَاعَةً
بركة، وفق الله الجميع لطاعته.