الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا والسامعين.
قال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة -رحمه الله تعالى-:
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، إِنْ كَانَ قَتَادَةُ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ مُوَرِّقٍ.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قال: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «صَلاَةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَعْظَمُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا».
طالب: صحيح، أخرجه أبو داوود والبيهقي.
الشيخ: قال: باب...
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، إِنْ كَانَ قَتَادَةُ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ مُوَرِّقٍ.
الشيخ: ماذا قال عن صلاة المرأة في بيتها؟ تكلم عليه.
طالب: لا، ما تكلم.
الشيخ: صلاة المرأة....
طالب: صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، إِنْ كَانَ قَتَادَةُ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ مُوَرِّقٍ.
الشيخ: تكلم عليه عندك؟
طالب: إسناده صحيح وهو مخرج في صحيح أبي داوود.
الشيخ: يعني لأنها تكون في بيتها كأنها غرفة خاصة في البيت، تكون أفضل من صلاتها في سائر البيت؛ لأنها كلما ابتعدت عن الرجال فهو أفضل، اختياري، من باب الفضيلة، وإلا فصلاتها صحيحة، وقتادة سمع من مورق العجلي.
طالب: علّق، الله يغفر لك.
الشيخ: ماذا قال؟
طالب: ابن خزيمة يعني، إن كان قتادة سمع هذا الخبر من مورق.
الشيخ: في الحاشية قال...
طالب: صحيح، أخرجه أبو داوود والبيهقي، قال: تقدم في الحديث السابق.
الشيخ: عندك السند، صرح بالسماع؟ ماذا قال؟ أعد السند.
طالب: أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قال: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ...
ما صرّح.
الشيخ: عنعن، فهو مدلس -رحمه الله-، والمعنى أن صلاتها كلما ابتعدت عن الرجال فهو أفضل.
طالب: النافلة ما تصليها في المسجد تصليها في البيت، مثل هذه الفضيلة.
الشيخ: الرجل نعم، الرجل إن صلى في بيته فهو أفضل، «صلوا في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة».
طالب: لكن -الله يغفر لك- في الحديث السابق، بيتها عن حجرتها...
الشيخ: يعني بيتها الخاص كأنه.
طالب: [00:03:47]
الشيخ: هذا ما دل عليه هذا الحديث، صلاتها في بيتها... لفظ الحديث.
طالب: «صَلاَةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَعْظَمُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا».
الشيخ: يعني البيت أخص من الحجرة، هات الترجمة التي بعدها.
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي حُجْرَتِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي دَارِهَا.
الدار عامة، وحجرتها الخاصة.
وَصَلاَتِهَا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَإِنْ كَانَتْ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَعْدِلُ أَلْفَ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ.
وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ»، أَرَادَ بِهِ صَلاَةَ الرِّجَالِ دُونَ صَلاَةِ النِّسَاءِ.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ، امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاَةَ مَعَكَ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاَةَ مَعِي، وَصَلاَتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِي».
فَأَمَرَتْ، فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-.
الشيخ: تخريجه.
طالب: حديث حسن، وقد توبع عبد الله بن سويد، وأخرجه أحمد، وابن أبو عاصم، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي، وابن عبد البر في [الاستيعاب]، وابن الأثير، فقط.
الشيخ: ماذا قال في النسخة الثانية؟
طالب: قال حديث حسن.
طالب: قال ناصر الدين الألباني: قلت: "بل هو يشمل النساء أيضًا، ولا ينافي أن صلاتهن في بيوتهن أفضل، ومثله الرجل إذا صلى النافلة في مسجده -صلى الله عليه وسلم- له الفضل المذكور، لكن صلاته إياها في البيت أفضل، فتأمل.
الشيخ: أعد الكلام.
طالب: قال: قلت: "بل هو يشمل النساء أيضًا".
الشيخ: يعني الفضل، حديث: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة»، يشمل النساء.
طالب: قال: "ولا ينافي أن صلاتهن في بيوتهن أفضل"
الشيخ: كيف ما ينافي؟ ينافي، إما صلاتهن أفضل وإما الصلاة في مسجد النبي أفضل، إما هذا وإما هذا، كيف يشمله ولا ينافي أنه أفضل؟ هذا تناقض، لا ينافي أن صلاتها في المسجد النبوي أفضل، والفضل يشمل النساء، ولا ينافي أن صلاتها أفضل، أيهما أفضل؟ هذا أفضل وهذا أفضل! قال: يشمل النساء، أليس كذلك؟
إذًا النساء والرجال كلها مائة ألف، ولا ينافي أن صلاتهن أفضل، يعني أفضل من المسجد النبوي.
طالب: لكن التبويب يقول أراد به صلاة الرجال دون صلاة النساء.
الشيخ: ناصر الألباني يقول: يشمل النساء، لكن قال: ولا ينافي أن صلاتهن أفضل، الشيخ الألباني -رحمه الله- يقول: الرجال والنساء سواء، كلهم يحصل على الفضل، ولا ينافي أن صلاتها في بيتها أفضل، كيف هذا؟
طالب: [00:08:46]
الشيخ: النبي -صلى الله عليه وسلم- قال على الصلاة في المدينة: «صلوا في بيوتكم، فإن صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة»، وهذا عام، يشمل الرجال والنساء.
طالب: .....قال: الرجل إذا صلى النافلة في مسجد رسول الله له الفضل المذكور ولكن ......[00:09:23]
الشيخ: الفضل المذكور فيه نظر، العلماء قالوا: إنه خاص بالفرائض، ومن العلماء من قال: إنه عام.
طالب: الأقرب للعموم؟
الشيخ: أعد الترجمة، باب ماذا؟ المؤلف الآن ابن خزيمة ذهب إلى أن صلاة المرء في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في مسجد قومها القريب أفضل من صلاتها في المسجد النبوي، هذا ما ذهب إليه المؤلف، باب ماذا؟
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي حُجْرَتِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي دَارِهَا.
أفضل، نعم.
وَصَلاَتِهَا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَإِنْ كَانَتْ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَعْدِلُ أَلْفَ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْمَسَاجِدِ.
وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ»، أَرَادَ بِهِ صَلاَةَ الرِّجَالِ دُونَ صَلاَةِ النِّسَاءِ.
هذا ترجمة ابن خزيمة، قال: إن هذا خاص بالرجال دون النساء، والأصل العموم، الأصل أن الشريعة عامة للرجال والنساء، فإذا لم يوجد محذور من صلاة المرأة في المسجد النبوي يحصل الأجر، لكن إن صلت في البيت أفضل كما قال الشيخ الألباني، وكذلك الرجل ماعدا المكتوبة، ماعدا الفريضة، الفريضة بالنسبة للرجال أفضل.
طالب: للنساء من أهل المدينة فقط نحن الآن في الوقت الحالي الناس تذهب للمدينة بعوائلها وتستأجر شقق فهل صلاة المرأة في الشقة أو في الفندق أفضل أو أنها الصلاة في المسجد؟
الشيخ: هذا سواء من أهل المدينة أو من غيرهم، الحكم واحد، المرأة إذا استأجرت شقة، صار هذا بيتها، إذا لم يكن هناك محذور فالأقرب أنه عام للرجال والنساء، لكن صلاتها في البيت أفضل، لكن إذا كان فيه زحام شديد، وفيه اختلاط الرجال بالنساء، ينبغي أن تصلي في بيتها، أوقات المواسم، واشتداد الزحام، كونها تزاحم الرجال، هذا لا شك أن صلاتها في بيتها أفضل، ولكن ظاهر النصوص أنه عام للرجال والنساء الفضيلة، فإذا لم يكن هناك محذور، جاءت في وقت ما فيه زحام ولا اختلاط، صلت مع الرجال، فظاهر النصوص أنها مثل الرجل في هذا، كما قال الشيخ ناصر الدين.
طالب: ما يؤخذ نه أنه مايكون على الدوام؟
الشيخ: الدوام هذا يحتاج إلى دليل، من أين جئت بالدوام هذا؟
طالب: ما يكون مخصص للحديث هذا.
طالب: [00:13:40]
الشيخ: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، يصلي معه في مسجده نساء، الصلوات الخمس، تصلي معه النساء متلفعات بمروطهن الفجر، ثم ينصرفن ما يعرفهن أحد من الغلس، جميع الصلوات.
طالب: [00:14:00]
الشيخ: لا، هو بيّن أنه كل ما ابتعدت عن الرجال فهو أفضل لا شك، لكن بقي قوله: إن هذا خاص بالرجال الحديث ما فيه دليل على أنه خاص بالرجال، اقرأ الحديث.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ، امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاَةَ مَعَكَ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاَةَ مَعِي، وَصَلاَتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِي»، فَأَمَرَتْ، فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-.
هذا فيه بيان فضل صلاة المرأة في بيتها، وفي مسجد قومها، وليس فيه تعارض في بيان مضاعفة الصلاة خاصة بالرجال، إذا كانت تضاعف للرجال، فصلاتها في بيتها أفضل يعني في المدينة.
طالب: في....قال في حجرتها: أي صحن الباب......
الشيخ: الحجرة صحن البيت، مثل الصالة مثلًا، صلاتها في الغرفة أفضل من الصلاة مثلًا في الصالة؛ لأن هذا مفتوح، وهناك تكون مستقلة في غرفة خاصة.
طالب: البيت تسمى حجرة.
الشيخ: تسمى حجرة نعم، حُجَر النبي -صلى الله عليه وسلم- ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾[الحجرات:4]، بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
طالب: [00:16:37]
الشيخ: بيتها، صلاتها ماذا؟ أعد الحديث، وصلاتك...
وَصَلاَتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي حُجْرَتِكِ.
هذا البيت الأعم.
طالب: [00:16:59]
الشيخ: أكمل.
وَصَلاَتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِي.
ما فيه تعارض أن المضاعفة خاصة بالرجال، باب في فضيلة صلاة المرأة.
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي مَخْدَعِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي بَيْتِهَا.
طالب: أحسن الله إليك، فيه تعليق على الحديث السابق للندوي، قال: لقد كان هذا الجيل القرآني جيلًا فريدًا في كل شيء، وما هذه القصة إلا نموذجًا لذلك، إن قلوب هذا الجيل قد أشرقت بنور ربها.
الشيخ: يعني جيل الصحابة.
طالب: "قد أشرقت بنور ربها، وعم الإقبال على الله، واطلع الإنسان على طعمٍ جديد لم يألفه، وذوق لم يجربه، وهيام لم يعرفه من قبل، انتعشت القلوب الخاوية، الضامرة، الباردة، الهامدة، بحرارة الإيمان وقوة الحنان"، انتهى.
طالب: الخيرية كلما كانت المرأة بعيدة عن الرجال؟
الشيخ: كل ما كانت بعيدة عن الرجال تحصل لها خيرية.
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي مَخْدَعِهَا عَلَى صَلاَتِهَا فِي بَيْتِهَا.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «صَلاَةُ الْمَرْأَةِ فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي بَيْتِهَا، وَصَلاَتُهَا فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا».
الشيخ: الحجرة هي البيت، والمخدع كأنه خاص، الغرفة مخدع، تكلم عن المخدع عندك؟
طالب: نعم، وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، والخدْع هو إخفاء الشيء.
الشيخ: والبيت الصغير الأصل هو الغرفة، لكن هذا خاص، خاص بعد خاص، يعني كلما بعدت عن الرجال فهو أفضل، لكن ينبغي للمرأة والرجل كذلك أن يشاهده الأولاد، يقتدون به، تكلم عليه؟ نفس السند السابق، عن قتادة عن مورق العجلي، أعد السند.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قال: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «صَلاَةُ الْمَرْأَةِ فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي بَيْتِهَا، وَصَلاَتُهَا فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِي حُجْرَتِهَا».
كلما بعدت عن الرجال فهو أفضل، قال نفس التعليق؟
طالب: نعم، قال: تقدم، صحيح، أخرجه المصنف في [التوحيد]، وأخرجه ابن حبان من طريق المصنف، والترمذي، وابن حبان، والطبراني، والحاكم في [المستدرك]، والطبراني في [الكبير] من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله موقوفًا، وسيأتي.
طالب: [00:21:56]
الشيخ: [00:22:05]
طالب: مستودع يا شيخ؟
الشيخ: يُحفظ فيه، يمكن، مستودع في وسط الغرفة، كأن الغرفة هي البيت الصغير، وهذا أيضًا قسم خاص في نفس الغرفة، يُحفظ فيه الأمتعة
طالب: الأصل خروج المرأة....[00:22:32]
الشيخ: نعم، خروجها لحوائجها، إذا كانت تفلة وغير متبرجة، وليس بها زينة، مباح عند الحاجة، لها أن تقضي حوائجها، لها أن تخرج حتى المرأة المحادة على زوجها، قالوا: لها أن تخرج في النهار لقضاء حاجتها، إن لم يوجد من يقضي حاجتها تخرج، للطعام، وتخرج أيضًا إذا احتاجت مثلا للشهادة أو للمحكمة، عند الحاجة، والأصل أنها تلزم بيتها، وتمكث حتى ينقضي الكتاب أجله.
طالب: خروجها إذا كان فيه...[00:23:15]
الشيخ: إذا خيف عليها، إذا كانت متبرجة نعم، لا يجوز خروجها متبرجة ولا متعطرة كما سبق، ولا مختلطة بالرجال، هذا لا يجوز.
بَابُ اخْتِيَارِ صَلاَةِ الْمَرْأَةِ فِي أَشَدِّ مَكَانٍ مِنْ بَيْتِهَا ظُلْمَةً.
أخبرنا أبو طاهر قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ صَلاَةٍ تُصَلِّيهَا الْمَرْأَةُ إِلَى اللهِ فِي أَشَدِّ مَكَانٍ فِي بَيْتِهَا ظُلْمَةً».
وهذا عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، ولا فيه قتادة عن مورق.
طالب: إسناده ضعيف، إبراهيم الهجري هو إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري، لين الحديث، رفع موقوفات، وروايته عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أشد ضعفًا، وهذا الحديث مما أُعل بالوقف.
الشيخ: بالوقف عن عبد الله بن مسعود.
طالب: إذ إن البيهقي لما ساق هذه الرواية المرفوعة ساقها بعد بإسنادٍ آخر موقوف.
الشيخ: أعد الترجمة، فيه حديث بعده؟
طالب: نعم.
الحديث الآخر: وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَفِي الْقَلْبِ مِنْهُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍوِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَحَبَّ صَلاَةٍ تُصَلِّيهَا الْمَرْأَةُ إِلَى اللهِ أَنْ تُصَلِّيَ فِي أَشَدِّ مَكَانٍ مِنْ بَيْتِهَا ظُلْمَةً».
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ.
الشيخ: ماذا قال عليه؟
طالب: قال: إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، والد علي بن المديني، قال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا، يحدث عن الثقات بالمناكير، يكتب حديثه ولا يُحتج به، وكان علي لا يحدثنا عن أبيه، وكان قومٌ يقولون: علي يعق أباه ولا يحدث عنه، فلما كان بآخره حدّث عنه، انتهى.
الشيخ: ماذا بعده؟
بَابُ فَضْلِ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرَةِ عَلَى الصُّفُوفِ الْمُقَدَّمَةِ.
بركة.
الحديثان كل منهما ضعيف، لا تقوم بهما حجة، ليس هناك فضيلة في الظلمة، يعني كون المرأة تطفئ الأنوار، تكون في ظلمة! الحديث ضعيف، ليس كما قال الشيخ ناصر الدين [00:27:26]
الصواب أنه ليس بحسن، ضعيف، والذي قبله، كلاهما ضعيف كما ذكر، موقوف، كل منهما ضعيف ولا يشد أحدهما الآخر، والصواب أنه لا فضيلة في الظلمة، وأنه لا يلزم أن المرأة تكون في مكان مظلم، هذا لا يلزم، وليس فيه فضيلة في الظلمة، وإنما البعد عن الرجال، ولا يلزم أن يكون في ظلمة، كلما ابتعدت عن الرجال، يكفي أن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، وصلاتها في حجرتها أفضل.
أما الظلمة، تكون في مكان مظلم، هذا جاء فيه هذان الحديثان، كل منهما ضعيف لا تقوم به حجة.
طالب: يكون أبعد عن الأطفال، في الظلمة مايكون هناك أطفال.
الشيخ: لا، الأطفال هذا شيء آخر، مسألة كوننا نقول: أطفئي الأنوار حتى يكون فيه فضيلة...
طالب: [00:28:46]
الشيخ: هذا شيء آخر، المسألة هذه شيء آخر، هذا شيء يخصها، تعمل ما يكون مريحًا لها، لكن ما يقال لها: المكان الذي فيه ظلمة شديدة هو أفضل.
طالب: ما يكون أدعى إلى الخشوع؟
الشيخ: يختلف الناس في الخشوع، بعض الناس يقول إنه لا يخشع إلا إذا أغمض عينيه، وتغميض العين من فعل اليهود، ما يستحب تغميض العينين في الصلاة، بعض الناس يقول: ما يخشع إلا إذا أغمض عينيه، الناس يختلفون في هذا، والإنسان ما ينبغي أن نقول له: أغمض عينيك لأن هذا فيه خشوع، أو كن في مكان مظلم لأن هذا أخشع، الخشوع ليس سببه الظلمة ولا تغميض العين.
طالب: [00:29:41]
الشيخ: ظلمة طبيعية، ليست بظلمة... كل ما كان بعيد يكون أظلم، لكن ليس معنى ذلك أن يقال للمرأة أطفئي الأنوار، ويكون هذا المظلم هو الأفضل، الحديثان كل منهما ضعيف، وتحسين الشيخ ناصر الألباني ليس بظاهر -رحمه الله-.
طالب: قد تخشى الظلمة؟
الشيخ: المهم، ما يلزم أن تكون في ظلمة، وليست في فضيلة في الظلمة.
طالب: كان سماحة الشيخ بن باز -رحمة الله عليه- يرى أن التضعيف للنفل والفرض.
الشيخ: في المسجد نعم، موجود في الفتاوى عندك؟
طالب: (صلاة): عام، المضاعفة عامة للنفل والفرض في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي المسجد الحرام، ولم يخص -صلى الله عليه وسلم- الفريضة، بل قال: «صلاةٌ في مسجدي هذا خير من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة في المسجد الحرام بمائة صلاة في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-»، أي بمائة ألف في المساجد الأخرى، وهذا يعم النفل والفرض.
لكن النفل في البيت أفضل، ويكون له أجر أكثر، والمرأة في بيتها أفضل ولها أجر أكثر، وإذا صلى الرجل في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فرضًا أو نفلًا فله هذه المضاعفة، ومع هذا فالمشروع له أن يصلي النافلة في البيت، سنة الظهر، وسنة المغرب، وسنة العشاء، وسنة الفجر أفضل، وتكون له المضاعفة أكبر؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال للناس: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»، وهو يخاطبهم وهم في المدينة -عليه الصلاة والسلام-.
فدل ذلك على أن صلاتهم في بيوتهم -صلاة النفل- أفضل، وتكون مضاعفتها أكثر، وهكذا في المسجد الحرام.
الشيخ: وكذلك المرأة، فمضاعفتها أفضل، وإن صلت في المسجد فلها أجرها، قول المؤلف -رحمه الله- أن المرأة لا تدخل في الفضيلة، ليس بظاهر، الأصل العموم، ولكن نعم مثل ما قال سماحة الشيخ-رحمه الله- (صلاة): عام، الصلاة مطلقًا، هذا هو الأصل.
بعضهم قال: هو خاص بالفرض، لكن كلمة صلاة مطلق، ليس فيه تخصيص.
طالب: [00:32:43]
الشيخ: ما فيه دليل، حتى الحديث الذي ذكره ما فيه دليل على أنه يخص النساء، لكن صلاة المرأة في بيتها أفضل، كما أن صلاة الرجل في بيته ما سوى الفريضة أفضل.
طالب: فيه فرق بين دارها وبيتها؟
الشيخ: الدار عام، والبيت: الحجرة.
طالب: كأن المسميات اختلفت الآن عند الناس، فصاروا يسمون البيت (عام) بيت، والغرفة: حجرة، أنا أذكر النساء كانوا يسمون الغرفة: بيتي، تقول: هذا بيتي.
الشيخ: صحيح، والحجرة تطلق على البيت، حجر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بيوته، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾[الحجرات:4]، فهو بيت، بيت عائشة، فبيتها أو في دارها هذا عام، وحجرتها عام، والبيت هي الغرفة المستقلة في داخل البيت، والبيت يسمى هنا في المحل حجرة.
قاعدتها: كل ما كانت المرأة بعيدة عن الرجال فهو أفضل، وأما مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام ظاهر الحديث كما ذكر الشيخ يشمل فرض النافلة، وبعضهم خصه بالفريضة، كأنما أخذه من عموم فضيلة النافلة في البيوت.
طالب: أعظم وأفضل في الأجر التعظيم يقول
وفق الله الجميع لطاعته، رزق الله الجميع [00:34:28].