شعار الموقع

شرح كتاب الإمامة في الصلاة من صحيح ابن خزيمة_70

00:00
00:00
تحميل
45

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وعلى أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ وعليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالديه وذريته ومشايخه والحاضرين ووالديهم والمستمعين وعموم المسلمين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى-:

بَابُ ذِكْرِ بَعْضِ أَحْدَاثِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ مُنِعْنَ الْمَسَاجِدَ

في قبل هذا الحديث الذي قرأناه قبل الترجمة قصة الجوزاء المرأة التي ينظر إليها الناس، مهمة الآن.

بَابُ التَّغْلِيظِ فِي قِيَامِ الْمَأْمُومِ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ إِذَا كَانَ خَلْفَهُ نِسَاءٌ، إِرَادَة النَّظَرَ إِلَيْهِنَّ أَوْ إِلَى بَعْضِهِنَّ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ إِذَا نَظَرَ إِلَى مَنْ خَلْفَهُ مِنَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْسِدْ ذَلِكَ الْفِعْلُ صَلَاتَهُ

يعني اعتمد هذا الحديث وبنى عليه الترجمة، اعتمد عليه أنه إذا كان الرجل ينظر إلى من خلفه فإن صلاته لا تفسد، لكن التغليظ يُغلظ عليه، اقرأ الحديث.

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، أَخْبَرَنَا نُوحٌ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ الْحُدَّانِيَّ قال: حدثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَتْ تُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَتَقَدَّمُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لِئَلَّا يَرَاهَا، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخِّرِ، فَإِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَأْنِهَا: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾[الحجر:24].

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا أَبُو مُوسَى، قال: حدثنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحُدَّانِيُّ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِهَذَا الْمَعْنَى.

وَأَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَاهُ الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، قال: حدثنَا نُوحٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، بِنَحْوِهِ.

تخريجه؟

طالب: قال: أخرجه مسلم في كتاب الصلاة من طريق آخر.

الشيخ: مسلم؟

طالب: نعم.

الشيخ: لا، الحديث أخرجه مسلم؟

طالب: من طريق يحيى وفي الفتح الرباني من طريق حماد؛ أي هذا السند الذي بعده.

الشيخ: هذا السند هذا، ترجمة [00:3:19]، ما عندك؟

طالب: يقول: "إسناده صحيح وقد صححه أيضًا ابن حبان والحاكم والذهبي وغيرهما، ومن أعله بالغرابة والنكارة فما أصاب، بيان هذا مما لا يتسع له المجال، ومحله الأحاديث الصحيحة، قاله ناصر"، ناصر الدين.

الشيخ: والفحل، ذكر كلام التخريج الفحل؟

طالب: في تفسير ابن كثير ذكر أنه فيه نكارة شديدة.

الشيخ: والفحل حقق هذا الكلام؟ ماذا قال؟

طالب: قال: "إسناده ضعيف ومتنه منكر، وهو معلول بالإرسال، فعمرو بن مالك النُكْري لم يوثقه أحد من أئمة الجرح والتعديل، وقد انفرد ابن حبان في ذكره في الثقات، وقال يُغرب ويخطئ، وقال الترمذي في جامعه: اقبل الحديث وروى جعفر بن سلمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن ابن الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصحه من حديث نوح".

الشيخ: يعني الأقرب أن يكون من كلام ابن الجوزي وليس من كلام ابن عباس.

طالب: "ولما ساق البيهقي هذا الحديث في سننه الكبرى ساكتًا عليه، تعقبه ابن التركماني بقوله: "سكت عنه"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث ويسرق الحديث"، سمعت أبا يعلى يقول: "كان ضعيفًا" في الجوهر النقي، وكذا ابن عدي في الكامل ..."

الشيخ: من الذي يسرق الحديث؟

طالب: يسرق الحديث قصده يتعقب ابن التركماني في قوله: سكت عنه.

الشيخ: يشير إلى ماذا؟ أحد الرواة من هو الراوي الذي يسرق الحديث.

طالب: قال ابن التركماني بقوله: "سكت عنه"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث"، سمعت أبا يعلى يقول: "كان ضعيفًا"، وكلام ابن عدي وقد ساق له عددًا من الأحاديث المنكرة.

الشيخ: من هو هذا الراوي؟ النكري، نعم.

طالب: وكلام ابن عدي، وقد ساق له عددًا من الأحاديث المنكرة، ثم قال: "ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات"، وقال ابن كثير في تفسيره: "غريب جدًا، وفيه نكارة شديدة" والظاهر أنه من الكلام ابن الجوزاء فقط، ومن هذا يُعرف فساد قول الدكتور بشار عواد معروفًا وشعيب الأرناؤوط في تحريرهما المزعوم عن عمرو بن مالك بأنه صدوق حسن الحديث، ولهما أمثال كثيرة دلَّت على تسرعهما في إطلاق الأحكام، ومعلوم أن سرعة الأحكام تؤثر في كثرة الأوهام.

الشيخ: عمرو بن مالك النكري؟

طالب: نعم، أخرجه الطيالسي وأحمد وابن ماجة والترمذي والنسائي في الكبرى.

الشيخ: كما سبق هذا الحديث ضعيف، متنه منكر شاذ، العجيب أن ابن خزيمة رحمه الله يذكره في الجامع الصحيح ويبني عليه الترجمة هذه، في نكارة شديدة وفي ضعف في السند وشذوذ، وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُخرج من أكل بصلاً، يُخرج من المسجد، وهو يؤثر على من على يمينه وعلى شماله، فكيف يترك هذه المرأة تفتن الناس، الناس يتقدمون ويتأخرون، وهناك من ينظر لها من تحت إبطه، وهناك من ينظر لها وهو ساجد، وهناك من يتقدم ومن يتأخر، كيف!

أيهما أشد: رائحة الكرات أو البصل التي تؤثر على واحد أو اثنين أو المرأة التي تفتن مجموعة من الناس، أيهما أشد؟ هذه أشد كيف يتركها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ما يمكن، الصواب أن هذا من كلام ابن الجوزاء، وليس من كلام ابن عباس، كما قال الفحل، كلام الفحل جيد في هذا، أما قول الألباني -رحمه الله- صحيح ولم يُصب من ضعفه ليس بوجيه، كلام المحدث ولكنه قد يغلط أحيانًا رحمه الله.

المتن أيضًا عمرو النُكْري هذا ضعيفٌ جدًا، ومع ذلك حسنه الشيخ الألباني، ولم ينظر إلى نكارة المتن وشذوذه، كذلك ابن خزيمة -رحمه الله- مع أنه جعله في كتاب الصحيح وبنى عليها هذه الترجمة، وأن الإنسان إلى نظر إلى من خلفه لا تفسد صلاته.

س: [00:09:40]

الشيخ: الرد؟ غلطان -رحمه الله-، ابن كثير هو المصيب في هذا الحديث.

طالب: الحديث الذي بعده يرده ردًا، قول عائشة: "لو رأى رسول الله ما حدث النساء لمنعهن من المساجد"، وذكرها الشيخ هنا.

الشيخ: صحيح، إذا كان منعهم المساجد، فكيف هذه المرأة التي تفتن الناس في وسط المسجد، اقرأ الحديث الذي بعده، الخلاصة في هذا أن الحديث ضعيف السند، وهذا عمرو بن مالك النكري لا يُحتج به، ومتنه شاذ منكر فلا يُعتد به، والترجمة التي بُنيت عليه ليست بصحيحة.

س: النساء كنَّ متحجبات في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكيف يكون النظر إليهن؟

الشيخ: نعم، كيف، يعني في الحديث الذي في الصحيح أنه يخرج معهن النساء متلفعات بمروطهن لا يعرفهن أحدٌ من الغلس، لكن إذا كان هذه في النهار ليس في الليل، إنما في الليل ما يرون، على كل حال نعم حديث عائشة في منع النساء، وكذلك كون إن النساء الصحابيات كن متلفعات، كيف تأتي امرأة فاتنة ولا تتحجب، ما يمكن، جاءت تصلي خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي جميلة فاتنة.

بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْ مَنْعِ النِّسَاءِ الْمَسَاجِدَ كَانَ إِذْ كُنَّ لَا يُخَافُ فَسَادُهُنَّ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَظَنٌّ لَا بِيَقِينٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قال: حدثنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ؛ ح وَحدثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قال: حدثنَا سُفْيَانُ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى؛ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قال: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: لَوْ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ بَعْدَهُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ، كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ أَوَ مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ.

هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ لِعَمْرَةَ: وَمُنِعَ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟

الشيخ: تخريجه؟

طالب: قال الفحل: صحيحٌ أخرجه أحمد من طريق حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد، وأخرجه عبد الرزاق وإسحاق بن راهويه وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داوود وأبو عوانة والطحاوي في شرح مشكل الآثار والطبراني في الأوسط من طرقٍ عن يحيى بن سعيد به، وأخرجه عبد الرزاق وأحمد عن عمرةً به.

الشيخ: هذا الفحل؟

طالب: نعم.

الشيخ: ومعك تعليق الألباني؟

طالب: إي نعم عندي تعليق الألباني.

الشيخ: الاثنان معك؟

طالب: في الجوال.

الشيخ: هذا حديث صحيح، وهذا أيضًا يدل كما سبق يدل على ضعف الحديث السابق لو علم النبي ما أحدث النساء لمنعهن من الذهاب إلى المساجد، فكيف يترك هذه المرأة، وفيه دليل على أن الصحابيات ما يفعلن هذا لأن هذا حدث بعد عائشة، لو علم ما أحدث النساء بعده يدل على أنه في عهد الصحابة ما حدث هذا، ولا يمكن للصحابيات أن يفعلن هذا، كيف هذه المرأة تكون فاتنة أو تجيء كاشفة، كيف تأتي بهذه المثابة، وكيف يتركها النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

س: [00:13:55]

الشيخ: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾[الحجر:24]، والآية عامة كما ذكر الحافظ ابن كثير، المستقدمين في الخلق والمستأخرين، وليست في التقدم في الصلاة أو في التأخر، هي مكية وهذا في المدينة، كل هذا يدل على ضعف الحديث السابق وأنه من كلام ابن الجوزاء وليس من كلام ابن عباس.

س: يدل على أنه الرسول- صلى الله عليه وسلم- لو كان هذا تفسير الآية لكان بيَّن حكمها للصحابة بعد هذا إذا كانت مقصودة بما حدث لكان أتى أثر يبين لقد أُنزلت في كذا.

الشيخ: نعم، وهو ذكر فنزلت في الحديث السابق: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾[الحجر:24]، راوي هذا الصحابة [00:15:05]

بَابُ ذِكْرِ بَعْضِ أَحْدَاثِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ مُنِعْنَ الْمَسَاجِدَ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حدثنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قال: حدثنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ الْإِيَادِيُّ، قال: حدثنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَاتَّقُوهَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ». ثُمَّ ذَكَرَ نِسْوَةً ثَلَاثًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ تُعْرَفَانِ، وَامْرَأَةً قَصِيرَةً لَا تُعْرَفُ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ، وَصَاغَتْ خَاتَمًا فَحَشَتْهُ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ الْمِسْكِ، وَجَعَلَتْ لَهُ غُلْفًا، فَإِذَا مَرَّتِ بِالْمَسْجِدَ أَوْ بِالْمَلَأِ قَالَتْ بِهِ، فَفَتَحَتْهُ، فَفَاحَ رِيحُهُ. قَالَ الْمُسْتَمِرُّ بِخِنْصَرِهِ الْيُسْرَى، فَأَشْخَصَهَا دُونَ أَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ شَيْئًا؛ وَقَبَضَ الثَّلَاثَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قال: حدثنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ وَهُوَ ابْنُ عُمَيْر عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا رَأَى النِّسَاءَ، قَالَ: أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ. وَقَالَ: إِنَّهُنَّ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَصْفُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْبَسُ الْقَالِبَ، فَتَطَالُ لِخَلِيلِهَا فَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ، وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِنَّ الْمَسَاجِدُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَآهُنَّ قَالَ: أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الْخَبَرُ مَوْقُوفٌ غَيْرُ مُسْنَدٍ.

الشيخ: قال (عبد الله) عبد الله بن مسعود؟ ماذا قال بعده؟

طالب: في الحديث الأول قال الألباني: إسناده صحيح من طريق عبد الصمد، قلت: ولمسلم منه قصة النسوة الثلاث من طريق شعبة عن خُليد بن جعفر، والمستمر قال: سمعنا أبا نبرة.

وفي الحديث الذي بعده قال: إسناده صحيحٌ موقوف، ويبدو أن في المتن سقطًا.

الشيخ: الفحل؟

طالب: الفحل في الحديث الأول قال: صحيحٌ أخرجه ابن حبان من طريق المصنف، وأخرجه أحمد وعبد بن حميد، ومسلمٌ وابن ماجة والترمذي والنسائي وفي الكبرى له، وأبو يعلى والحاكم والقضاعي في مسند الشهاب.

والثاني قال: صحيحٌ موقوفًا، أخرجه عبد الرزاق والطبراني في الكبير، انتهى.

الشيخ: المتن الأول؟

طالب: ماذا قال عنه؟

الشيخ: المتن، اقرأ المتن من الأول.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: "إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَاتَّقُوهَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ". ثُمَّ ذَكَرَ نِسْوَةً ثَلَاثًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ تُعْرَفَانِ، وَامْرَأَةً قَصِيرَةً لَا تُعْرَفُ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ، وَصَاغَتْ خَاتَمًا فَحَشَتْهُ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ الْمِسْكِ، وَجَعَلَتْ لَهُ غُلْفًا، فَإِذَا مَرَّتِ بِالْمَسْجِدَ أَوْ بِالْمَلَأِ قَالَتْ بِهِ، فَفَتَحَتْهُ، فَفَاحَ رِيحُهُ. قَالَ الْمُسْتَمِرُّ بِخِنْصَرِهِ الْيُسْرَى، فَأَشْخَصَهَا دُونَ أَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ شَيْئًا؛ وَقَبَضَ الثَّلَاثَ

الشيخ: يعني هذا الذي إذا أسفر في المسجد؟ ماذا؟ فإذا أشخصت؟

طالب: (فَأَشْخَصَهَا دُونَ أَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ).

الشيخ: فإذا مرت بالرجال ...؟

طالب: (فَإِذَا مَرَّتِ بِالْمَسْجِدَ أَوْ بِالْمَلَأِ قَالَتْ بِهِ، فَفَتَحَتْهُ، فَفَاحَ رِيحُهُ).

الشيخ: يعني هذا الذي أحدث بني إسرائيل، قالت عائشة: "لو علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنعت بنو إسرائيل"، هذا الحديث لا بأس به صحيح، وأخرجه مسلم قال؟

طالب: نعم.

طالب: قرأناه عند النسائي.

الشيخ: نعم كذلك عند النسائي قرأناه، وكذلك في مسلم، يعني في هذا دليل على أن بني إسرائيل مُنعوا بسبب هذا، بسبب ما أحدثوا، هذا تشير إليه عائشة: "لو علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنعت بنو إسرائيل"، قالت عمرة: هل مُنعن؟ قالت: نعم، هكذا، منها هذا قصة المرأة التي نظرت المسجد فتحت الخاتم المحشو مسكًا ففاح، والحديث الثاني اللي بعده متنه؟

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا رَأَى النِّسَاءَ، قَالَ: أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ. وَقَالَ: إِنَّهُنَّ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَصْفُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْبَسُ الْقَالَبَ، فَتَطَالُ لِخَلِيلِهَا فَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ، وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِنَّ الْمَسَاجِدُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَآهُنَّ قَالَ: أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الْخَبَرُ مَوْقُوفٌ غَيْرُ مُسْنَدٍ.

الشيخ: صحيح، هذا من كلام ابن مسعود، أما قوله: (فَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ) الصواب أن الحيضة قبل ذلك من عهد آدم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: «هذا أمر كتبه الله على بنات آدم» لما حاضت، الحيضة يعني قبل بني إسرائيل من عهد آدم، وقول ابن مسعود -رضي الله عنه- قد يكون إذا صح يكون خفي عليه هذا، قال به بعض العلماء، قالوا إن أول ما حدث الحيض في بنات بني إسرائيل، لكن هذا ليس بصحيح، معارض للحديث الصحيح، يقول (أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ) يعني تكون خلف الرجال، هذا كلام قال ابن مسعود؟ ماذا قال؟

وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَآهُنَّ قَالَ: أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ

الشيخ: قبلها.

إِنَّهُنَّ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَصْفُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْبَسُ الْقَالِبَ، فَتَطَالُ لِخَلِيلِهَا فَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ

الشيخ: (تُطال) يعني تكون طويلة.

وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِنَّ الْمَسَاجِدُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَآهُنَّ قَالَ: أَخِّرُوهُنَّ حَيْثُ جَعَلَهُنَّ اللَّهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الْخَبَرُ مَوْقُوفٌ غَيْرُ مُسْنَدٍ.

الشيخ: قوله (فَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ) الحيضة سُلطت قبل ذلك، (فَتَطَالُ لِخَلِيلِهَا فَسُلِّطَتْ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضَةُ) هذا كلام ابن مسعود -رضي الله عنه-، هذا السبب في منعهن من المساجد، وحديثان، أين الثالث، يقول ثلاثة؟ في ثالث؟

طالب: لا.

الشيخ: بعده، نعم

س: [00:23:42]

الشيخ: رفع الأصبع، أشخصها: رفعها، أصبع السبابة قال؟

طالب: بنصره.

الشيخ: البنصر رفع أصبعه هذا دون بقية الأصابع، (أشخصها) رفعها هكذا.

س: [00:23:59]

الشيخ: رفعها يخبر بها.

طالب: من مكان الخاتم، يبين الخاتم.

الشيخ: نعم، بانت الأصبع.

طالب: هنا مكتوب: "لهن" مع بني إسرائيل، وكان الصواب أنه مُنع بني إسرائيل، أن نساءهم يصففن مع الرجال، وليس نساء المسلمات.

الشيخ: العبارة الأصل مكتوب ماذا؟ أنهن يصففن مع بني إسرائيل؟

طالب: لا، قال: (إِنَّهُنَّ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)، ثم قال: (يَصْفُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ)، والصواب والله أعلم أنهن مُنع نساء بني إسرائيل لأنهن كن يصففن مع الرجال، وليس أن النساء المسلمات كن مع بني إسرائيل، هنا اللفظة توحي هنا أن النساء المسلمات مع بني إسرائيل.

الشيخ: لا، هو تكلم عن نساء بني إسرائيل يصففن مع الرجال، ابن مسعود يتحدث عن نساء بني إسرائيل.

طالب: قال: (إِنَّهُنَّ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَصْفُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ).

الشيخ: (إِنَّهُنَّ) يعني النساء (مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) يعني يكون المراد نساؤهم ورجالهم، يتحدث عن نساء بني إسرائيل ورجالهم ابن مسعود، بعده؟

طالب: أيضًا الألباني أشار إلى أن فيه سقط المتن.

الشيخ: سقط؟ ما هي السقط الزيادة؟

طالب: ما أشار إليه، قال: "يبدو أن في المتن سقطًا".

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي إِمَامَةِ الْمَمَالِيكِ الْأَحْرَارِ إِذَا كَانَ الْمَمَالِيكُ أَقْرَأَ مِنَ الْأَحْرَارِ

بركة، وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد