بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخنا ووالدينا وذرياتنا والسامعين.
قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
بَابُ ذِكْرِ أَوَّلِ جُمُعَةٍ جُمِعَتْ بِمَدِينَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذِكْرِ عَدَدِ مَنْ جَمَعَ بِهَا أَوَّلًا
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، ح، وَحَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ الْفَضْلُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ بِهَا صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: فَمَكَثَ حِينًا عَلَى ذَلِكَ، لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ لِلْجُمُعَةِ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَعَجْزٌ بِي حَيْثُ لَا أَسْأَلُهُ مَا لَهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ بِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ مَا لَكَ إِذَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّيْتَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ؟ قَالَ: "أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْمِ بَنِي بَيَاضَةَ يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ"، قُلْتُ: وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ رَجُلًا". هَذَا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ.
ومن هنا أخذ بعضهم أن العدد لا بد أن يكون أربعين، أربعين رجلًا أول جمعة، وهو مذهب الحنابلة، [00:02:58] مضت السُّنة «في كل أربعين فصاعدًا جمعة»، ولكن الحديث ضعيف، فلا يعول عليه.
الصواب أنه لا يوجد حد، بعضهم قال: الحد اثنا عشر. من قال أربعين بهذا [00:03:12] حددوا معه اثنا عشر، إذا وُجد اثنا عشر جمَّعوا، إذا [00:03:16] فلا يُجمَّع، واستدلوا بالحديث: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب في العيد، فخرجوا من المسجد ولم يبق معه إلا اثني عشر رجلًا»، وهذا أولًا قبل أن يُنهوا عن الخروج، كان الأول ليس بواجبٍ عليهم الجلوس، ثم بعد ذلك أنزل الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) ﴾[الجمعة:11].
وبعضهم قال أربعة، والصواب أنه لا يوجد حد، وأن أقل الجمعة ثلاثة، إذا وُجدوا في البلد مستقرين، استقرار، ليست مخيمات، واحد مؤذن، وواحد خطيب، وواحد [00:04:05]، هذا أقل [00:04:08] الجمعة، هذا هو الصواب، إذا وُجد ثلاثة مستوطنين في بلد، أما قول اثنا عشر ما فيه دليل، أن يكونوا خرجوا ولم يبق إلا اثني عشر، [00:04:19] وقالوا الأربعين كذلك ما عليه دليل.
س: والاثنين؟
الشيخ: الاثنين جماعة، لا، ما يُجمع الثلاثة.
ماذا قال عليه؟
طالب: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع فانتفت شبهة التدليس، أخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان والطبراني في [الكبير] والدارقطني والحاكم والبيهقي في [السنن الصغرى] له.
الشيخ: وقوله (فِي هَزْمِ) هل تكلم عليه؟
طالب: إي نعم؛ الهزم: بالفتح ثم السكون، وأصله ما اطمأن من الأرض، وهو موضعٌ في المدينة.
الشيخ: و (نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ)؟
طالب: (نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ) موضعٌ حماه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخير المسلمين، وهو من أودية الحجاز، يدفع سيله إلى المدينة، يسلكه العرب إلى مكة وهو على عشرين فرسخًا أو نحو ذلك من المدينة.
الشيخ: أربعة عشر، مقدرة أربعة عشر فرسخًا، 230 ميلا، أربعة عشر فرسخًا، والفرسخ كم يأتي من الأميال؟ والميل تقريبًا كيلوين إلا ثلث، والفرسخ أكثر، أربعة عشر فرسخ × 32 ميل وهي ثمانين كيلو.
س: [00:06:17]
الشيخ: نعم، هذه عشرين فرسخ، إي نعم، هذه أول جمعة، تكلم عليه؟ فيه كلام على هذا؟
طالب: لا.
الشيخ: أعد الحديث.
بَابُ ذِكْرِ أَوَّلِ جُمُعَةٍ جُمِعَتْ بِمَدِينَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذِكْرِ عَدَدِ مَنْ جَمَعَ بِهَا أَوَّلًا
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، ح، وَحَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ الْفَضْلُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ بِهَا صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: فَمَكَثَ حِينًا عَلَى ذَلِكَ، لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ لِلْجُمُعَةِ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَعَجْزٌ بِي حَيْثُ لَا أَسْأَلُهُ مَا لَهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ بِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ مَا لَكَ إِذَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّيْتَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ؟ قَالَ: "أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْمِ بَنِي بَيَاضَةَ يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ"، قُلْتُ: وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ رَجُلًا". هَذَا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ.
يعني هذا على عشرين فرسخ من المدينة، يعني كأنهم مستوطنين في هذا المكان، وكان عددهم أربعين.
طالب: الخطابي له كلام عن هذا.
الشيخ: ماذا قال؟
طالب: قال الخطابي: "وفي الحديث من الفقه أن الجمعة جوازها في القرى كجوازها في المدن والأمصار، لأن حرة بني بياضة يقال قرية على ميل من المدينة".
الشيخ: ميل يعني عشرين فرسخ، وهذا فيه دليل على أنهم مستوطنين في هذا، الجمعة تقام في القرى والمدن، ولا تقام في المخيمات، ولا في الفنادق ولا غيرها، ولا في الأسفار، ولهذا غلط بعض الناس، بعض الناس الآن ... يأتينا ناس تسأل ونقول لهم مجتمعون في مكة يوم الجمعة في الحج، وهو جاء للحج، بعضهم من [00:09:49] ومن غيرهم، يسألون، هذا خطأ، الجمعة ما تقام في الأسفار، ولا تقام في الفنادق، ولا في المخيمات، ولا في البوادي، كذلك العيد، لا بد يكون [00:10:02] مستوطن، إما قرية وإما مدينة، مستوطن، أما مخيمات، فنادق مؤقتة، أو الأسفار، ما فيه جمعة ولا عيد، يصلون مع غيرهم، لا يقيمون الجمعة بأنفسهم، هذا خطأ، بعض الناس حتى [00:10:19] أقاموا جمعة كلهم، فالذي يسأل نأمر بإعادتها، يعيدها ظهرًا، تسقط الجمعة، لا بد الجمعة تكون في مدينة أو في قرية، ويكون هناك أيضًا ولي الأمر، ولا تتعدد الجمعة إلا عند الحاجة، ليس كل من أراد أقام جمعة.
طالب: قال: "وقد استدل به الشافعي على أن الجمعة لا تجزئ بأقل من أربعين رجلا أحرارا مقيمين؛ وذلك أن هذه الجمعة كانت أول ما شرع من الجمعات، فكان جميع أوصافها معتبرة فيها؛ لأن ذلك بيان لمجمل واجب ...".
الشيخ: ليس بصحيح، أن أوصافها أنهم أربعين، وأنه لا يجوز بأقل من أربعين، هذا ليس صحيح، لا دليل على أنه لا تقام الجمعة بأقل من أربعين، كذلك مثل حديث: «مضت السنة في كل أربعين فصاعدًا جمعة»، الحديث ضعيف أيضًا، وهذا اتفق أنهم أربعين، ولو كانوا أقل من أربعين لأقاموا الجمعة، لا دليل على التحديد بأربعين.
س: والمذهب أحسن الله إليك؟
الشيخ: والمذهب كذلك، المذهب مرجوح هذا، والقول الثاني أنه ليس فيه حد أربعين، حديث أربعين ضعيف.
بَابُ ذِكْرِ الْجُمُعَةِ الَّتِي جُمِعَتْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ الَّتِي جُمِعَتْ بِالْمَدِينَةِ،
في جواثا، في الأحساء هناك في المنطقة الشرقية، في ثاني جمعة، كانت في جواثا، وموجود في الأحساء هذا.
وَذِكْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي جَمَعَ بِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدُ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ».
نعم، تسمى البحرين، هي منطقة [00:12:38] في الأحساء، مكان معروف الآن، محدد، يسمى منطقة البحرين، بني عبد القيس، هم الذين جاءوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا له: "ما [00:12:48] إليك إلا في شهر الحرام [00:12:50]، فأرشدهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإلا أسلموا من قديم، هذه ثاني جمعة، أول جمعة في المدينة وكانت في حرة بياضة، وثاني جمعة في الأحساء، جواثا تسمى كذلك البحرين، الآن البحرين [00:13:15] الجغرافيا الآن البحرين، لكنها أوسع من هذا، تشمل إلى الأحساء، كله يسمى البحرين.
طالب: [00:13:24]
الشيخ: لا، مسجد الرسول ما بُني إلا متأخر، بعد [00:13:31] بوقت، يحتاج وقت، النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك لما [00:13:38] النبي -صلى الله عليه وسلم- اشتُريت الأرض وقال: ثامنوني يا بني النجار على حائطكم -كان يوجد حائط- قالوا: لا نطلب ثمنه إلا من الله، فأعطوه الأرض، وكان الأرض فيها قبور، نُبشت قبور المشركين، وفيها نخل وحشائش، النخل قُطعت، وسُويت ... نُبشت القبور وسويت الـ ... خشب، ثم بنى فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- مسجده، بنى الحجرات، وبعد ذلك [00:14:11] بفترة، البناء يكفيه أسبوع؟ يحتاج وقت.
س: [00:14:19]
طالب: إي، بعد مسجد المدينة هذا، هذا في المدينة، الأول حرة البياضة في المدينة [00:14:33] قرية تابعة للمدينة.
طالب: [00:14:36]
الشيخ: لا، مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعده.
طالب: [00:14:41]
الشيخ: عندك الآن؟ حديث؟
طالب: قال: «إنَّ أوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ في مَسْجِدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، في مَسْجِدِ عبدِ القَيْسِ بجُواثَا مِنَ البَحْرَيْنِ».
الشيخ: يعني هذا بعد بناء المسجد، المقصود بعد بناء المسجد، وليس المراد أنها جمعة حرة بني بياضة في الحال، يحتاج إلى وقت البناء، [00:15:20]
طالب: [00:15:22]
الشيخ: ماذا قال؟
طالب: قال: (بَابُ ذِكْرِ الْجُمُعَةِ الَّتِي جُمِعَتْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ الَّتِي جُمِعَتْ بِالْمَدِينَةِ) فقط، لم يذكر اسم مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الشيخ: ماذا قال عندك في الصحيح؟ تكلم عندك؟
طالب: الحديث نعم، لكن الباب لا.
طالب: نفس الحديث [00:15:42] مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الشيخ: أعد الحديث.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدُ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ».
طالب: هذا المتن [00:16:04] يقصد المبتدعة.
الشيخ: أين هو؟ في الأحساء؟
طالب: في قرية جواثا.
الشيخ: عليه أظن علامات وحواجز.
طالب: نعم.
الشيخ: المبتدعة يتعلقون بخيط العنكبوت، يكون هذا بعد بناء مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولنا الظاهر، لأنهم جاءوا [00:16:38] يحتاجون إلى وقت هم، جاءوا وأسلموا وكذا، يعني ليس مباشرة، لأن الجمعة الأولى في حرة بني بياضة بعد مجيء النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة، ثم لما استقر النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء بني عبد القيس وأسلموا، ثم جمعت جمعة بعد ما انتهى مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وأقيمت الجمعة.
طالب: [00:17:02]
الشيخ: نعم، ثم جواثا.
بَابُ ذِكْرِ مَنِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ بِهِدَايَتِهِ إِيَّاهُمْ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَلَهُ الْحَمْدُ كَثِيرًا عَلَى ذَلِكَ، إِذْ قَدْ ضَلَّ عَنْهُ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَهُمْ بَعْدَ فَرْضِ اللَّهِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْهِدَايَةَ هِدَايَتَانِ عَلَى مَا بَيَّنْتُهُ فِي كِتَابِ «أَحْكَامِ الْقُرْآنِ» أَحَدُهُمَا: هِدَايَةُ خَاصًّةٌ لِأَوْلِيَائِهِ دُونَ أَعْدَائِهِ مِنَ الْكُفَّارِ، وَهَذِهِ الْهِدَايَةُ مِنْهَا،
من الله، هذه هداية التوفيق والتثبيت، كما سيأتي.
إِذِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ دُونَ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَالْهِدَايَةُ الثَّانِيَةُ بَيَانٌ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ، وَهِيَ عَامٌّ لَا خَاصٌّ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ
قف على هذا، هذا يحتاج إلى كلام على الهدايتان، كلام عظيم.
وفق الله الجميع لطاعته، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.