الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتابه الصحيح:
جُمَّاعُ أَبْوَابِ فَضْلِ الْجُمُعَةِ
بَابُ صِفَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَأَهْلِهَا إِذَا بُعِثُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا الْإِسْنَادِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ السِّمنَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، ح، وَحَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا، تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ، مَا يَطْرِفُونَ تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ».
هَذَا حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى.
المؤلف يقول: في النفس منه شيء، أعد الترجمة.
بَابُ صِفَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَأَهْلِهَا إِذَا بُعِثُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا الْإِسْنَادِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ السِّمنَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، ح، وَحَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا، تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ، مَا يَطْرِفُونَ تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ».
هَذَا حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى.
ماذا قال على إسناده؟
طالب: قال: "إسناده حسن، الهيثم بن حميد، وحفص بن غيلان، كلاهما صدوقٌ حسن الحديث، وأخرجه الطبراني في [مسند الشاميين]، والحاكم والبيهقي في [شُعب الإيمان]".
الشيخ: الألباني تكلم عليه؟
طالب: الأعظمي.
طالب: الألباني ذكر بأنه وثقهما قوم وضعفهما آخرون، وهما محتجٌ بهما.
طالب: صحيح، عند الألباني في الصحيحة، في [00:06:02]، ولكن الحاكم قال: "هذا حديثٌ شاذ، حسن الإسناد"، شاذٌ في متنه.
الشيخ: إسناده ضعيف هذا.
طالب: يقول هنا: «لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ»، المؤذنون ليسوا من أهل الجمعة؟
الشيخ: بلى.
طالب: كأنها فيها ...
الشيخ: أعد المتن.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا، تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ، مَا يَطْرِفُونَ تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ».
هَذَا حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى.
طالب: "والحديث قد ضعفه البعض للانقطاع بين أبي معبد حفص بن غيلان وطاوس، وكذا بين طاوس وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، فدليلهم على الأول ما جاء في علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي، قال: وسألت أبي عن حديثٍ رواه الوليد بن مسلم عن رجلٍ من بني أبي الحلبس السلمي الجزري عن عبيدة بن حسان، عن طاوس، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:« تُبعث الأيام على هيئتها، وتُبعث الجمعة زهراء منيرة، بيضاء تضيء لأهلها، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج بياضًا، وريحهم تسطع المسك، تُهدى إليهم كالعروس تُهدى إلى كريمتها، ينظر إليهم الثقلان ما يطرفون تعجبًا، حتى يدخلوا الجنة، لا يخالطهم إلا المؤذنون المحتسبون»، قال أبي: روى هذا الحديث أبو معيد عن طاوس عن أبي موسى، وكلاهما مرسل، لأن أبا معبد -أو معيد- لم يدرك طاوسًا، وعبيدة بن حسان لم يدرك طاوسًا، وهذا الحديث حديث محمد بن سعيد الشامي، وهو متروك الحديث".
الشيخ: من يقول هذا؟
طالب: هذا بعد تحقيق ... لكن لم يذكر المحقق.
الشيخ: تحقيق على ابن خزيمة؟
طالب: نعم، تحقيق على ابن خززيمة، على الحديث نفسه، قال: الحديث في [الحاكم] وفي البيهقي وفي ابن خزيمة.
الشيخ: يعني هذا على الحاكم؟
طالب: ممكن على البيهقي.
الشيخ: على البيهقي؟ يقول منقطع يعني؟
طالب: نعم.
الشيخ: «لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ»، المؤذنون يؤذنون في الجمعة وفي غيرها، وهنا يقول ...
طالب: [00:09:56]
الشيخ: والأعظمي ماذا يقول؟
طالب: "وثقهما قوم وضعفهما آخرون".
الشيخ: يشير إلى من؟
طالب: نقل كلام الهيثمي: قال الأعظمي: قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير عن الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان، وقد وثقهما قوم وضعفهما آخرون، وهما محتج بهما".
الشيخ: فقط؟
طالب: قال: "أخرجه في [المستدرك] من طريق أبي توبة".
الشيخ: في ماذا؟
طالب: [00:10:29]
الشيخ: لكن هذا فيه انقطاع كما ذكر المحقق، فيه انقطاع في السند، وفيه متروك، وفي سنده من هو متروك، من هو المتروك؟
طالب: المتروك في هذا الحديث أبي معبد حفص بن غيلان وطاوس، وكذا بين طاوس وأبي موسى الأشعري، انقطاع فيهما، انقطاع بين أبي معبد حفص بن غيلان وبين طاوس.
الشيخ: ومن هو المتروك؟
طالب: المتروك: "وحديث محمد بن سعيد الشامي، هو متروك الحديث".
الشيخ: فيه محمد بن سعيد الشاكي عندك؟
طالب: لا، هذا في البيهقي.
الشيخ: كيف؟ فيه زيادة؟
طالب: نفس الحديث في البيهقي، لكن السند يختلف.
الشيخ: السند فيه زيادة؟
طالب: نعم.
الشيخ: ولكن الانقطاع موجود، نفس الرواة؟
طالب: إي نعم، ابن معبد وبين حفص بن غيلان، وبين طاوس وأبي موسى الأشعري، موجودين في المتن.
الشيخ: أعد السند.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ السِّمنَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، ح، وَحَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
هذا الانقطاع، بين حفص وبين طاوس.
قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ،
طالب: لكن قال: "إسناده حسن، الهيثم بن حميد، وحفص غيلان، كلاهما صدوقٌ حسن الحديث".
الشيخ: لكن يقول ما سمع من أبو موسى، كونه حسن في نفسه، لكن كونه ما سمع هذا فيه انقطاع.
طالب: قال الحافظ: "إسناده حسن، وفي متنه غرابة، قول ابن خزيمة: "وفي النفس منه" ...
الشيخ: أين قاله الحافظ؟
طالب: هنا في التخريج.
الشيخ: الحافظ له تخريج على أبي خزيمة؟
طالب: لا، عن البيهقي، الحاكم كذلك رواه، الحاكم قال: "وهذا شاذٌّ حسن الإسناد"، والحافظ هنا قال: "إسناده حسن وفي متنه غرابة، وقد صححه الألباني في الجامع، فالحديث بين الصحيح وبين الحسن عند الألباني".
الشيخ: من يقول هذا؟
طالب: هذا هنا عندي في التخريج.
الشيخ: من المحقق؟
طالب: هذا موقع (السابقين).
الشيخ: يقول صححه الألباني؟
طالب: "صححه الألباني وهو بين الصحيح وبين الحسن عند الألباني".
الشيخ: ماذا بعده؟
طالب: ثم ذكر ما ذكرناه في أن الحديث قد ضعفه البعض بالانقطاع، بين معبد بن حفص غيلان وطاوس، وكذا بين طاوس وأبي موسى؛ انقطاعين.
الشيخ: نعم، ابن خزيمة يقول: "في النفس منه شيء"، يعني فيه إشكال عنده.
طالب: [00:14:35]
الشيخ: نعم، لا يكون حسن.
طالب: لكن صححه الألباني! لعله وقف على طريق.
الشيخ: نعم، يمكن، أو ما علم، ما هو معصوم، قد يغلط، اقرأ المتن.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا، تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ، مَا يَطْرِفُونَ تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ».
هَذَا حَدِيثُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى.
الحافظ بن حجر يقول فيه غرابة؟
طالب: نعم، هنا بحث لهذا الحديث ذكره أحد الإخوة، قال: التنبيه على وهم من صحح حديث: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا»، قال: " يقول الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة أن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها، ويبعث يوم الجمعة ...» الحديث كاملًا، قال الألباني: في السلسلة الصحيحة، أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم من طريقين عن الهيثم بن حميد أخبرني أبو معبد -وهو حفص بن غيلان- عن طاوس عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات. وقال الحاكم: "هذا حديث شاذ، صحيح الإسناد، فإن أبا معبد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم والهيثم بن حميد من أعيان أهل الشام". وافقه الذهبي.
قال الباحث: "مع إجلالي لعلم الشيخ الذي استفدت منه كثيرا، إلا أني أجد نفسي مضطرا إلى بيان الحق، بل أجد أن من واجبي تجاه الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- أن أبين أن الشيخ لم يصب الأجرين في حكمه على هذا الحديث، فلعل الأجر الواحد من نصيبه إن شاء الله تعالى، فأقول
في كتاب علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي: وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ رواهُ الولِيدُ بنُ مُسلِمٍ عن رجُلٍ مِن بنِي الحلبسِ السُّلمِيِّ الجزرِيِّ، عن عُبيدة بنِ حسّانٍ، عن طاوسٍ، عن أبِي مُوسى الأشعرِيِّ، عنِ النّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: «تُبعثُ الأيّامُ على هيئتِها ...» الحديث، قال: "روى هذا الحدِيث أبُو مُعِيدٍ، عن طَاوسٍ، عن أبِي مُوسى، وكِلاهُما مُرسلٌ، لأنّ أبا مُعِيدٍ لم يُدرِك طَاوسًا، وعُبيدةُ بن حسّانٍ لم يُدرِك طَاوسًا وهذا حدِيثٌ مِن حدِيثِ مُحمّدِ بن سعِيدٍ الشّامِيِّ، وهُو مترُوكُ الحدِيثِ"، كلامه رحمه الله تعالى .
فبين الإمام أبو حاتم الرازي أن الحديث منقطع بين أبا معبد وهو حفص بن غيلان وبين طاوس، وهذه العلة غفل عنها الشيخ الألباني فصحح الحديث، وهذا لا يؤثر على منزلة الألباني -رحمه الله تعالى-.
وكذلك بين أبو حاتم أن هذا الحديث هو من حديث محمد بن سعيد الشامي وهو كذاب مصلوب، يقول الحافظ بن حجر في التقريب عنه: "كذبوه"، وقال أحمد بن صالح: "وضع أربعة آلاف حديث"، وقال أحمد: "قتله المنصور على الزندقة وصلبه" وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الشيخ: محمد بن سعيد الشامي موجود في السند؟
طالب: لا.
الشيخ: أم في سند آخر؟
طالب: سند الحاكم في [المستدرك].
الشيخ: على كل حال في النفس منه كما قال ابن خزيمة، يعني في النفس من صحته، فيه إشكال.
طالب: الإشكال في المتن.
الشيخ: المؤذنين منهم، يقول: «لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ»؟
طالب: هل يُحمل على عظم أجر المؤذنين؟
الشيخ: لا، «لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ» لكن المؤذنون ليسوا خارجين من الجمعة.
طالب: كيف صحيح ابن خزيمة [00:19:21]
الشيخ: هذا الأصل، فيه أحاديث ضعيفة، لكن هو يشهد [00:19:29]
طالب: الحديث الذي قبله قرأناه بالأمس، قال: "وإني أخطأت أن وضعت هذا الحديث [00:19:35]"
الشيخ: نعم.
طالب: وهذا نبه عليه.
الشيخ: كذلك الحديث المشهور في فضل رمضان، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس في آخر يومٍ من شعبان، هذا فيه ضعف في سنده، [00:19:53] مشهور، فيه ضعف، الحديث الطويل: خطب النبي في آخر يومٍ من شعبان وقال: «يا أيها الناس، قد أظلَّكم شهرٌ عظيم، شهرٌ مُبارَك، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرم خيره فهو محروم ...»، [00:20:12] الراوي فيه ضعف، هو مشهور الحديث.
بَابُ ذِكْرِ السَّاعَةِ الَّتِي فِيهَا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ خَلْقٍ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ».
قال: (خَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ)، أعد السند.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ خَلْقٍ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ».
وهذا الحديث من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، وليس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا ذكره مرسل في صحيحه، وبيَّن العلماء أن هذا خطأ، يوم السبت ما فيه خلق، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾[ق:38]، أولها الأحد، وآخرها الجمعة، السبت ما فيه خلق، فهذا من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، وليس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا رواه مسلم في صحيحه [00:23:45]، ماذا قال عليه؟
طالب: قال: "صحيحٌ، أخرجه أحمد ومسلم والنسائي في [الكبرى]، وفي التفسير له ...".
الشيخ: مسلم استخرجه من ... هذا من الأحاديث التي ... الصواب أنها عن أبي هريرة عن كعب الأحبار، لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
طالب: "وفي التفسير له، وأبو يعلى والطبري في تاريخه، وأبو عوانة كما في [إتحاف المهرة]، وابن حبان والحاكم في [معرفة علوم الحديث]، والبيهقي في [الأسماء والصفات]".
الشيخ: فقط؟ ماذا قال عليه عندك؟
[00:24:29]
طالب: مسلم وأبو داود والترمذي ...
الشيخ: مسلم، لكن فيه خطأ، ذكر العلماء أنه في مسلم، وأن هذا من الأحاديث التي انتقدت، وأن الصواب أنه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا مخالف للقرآن الكريم، القرآن الخلق فيه في ستة أيام، ليس في سبعة أيام [00:24:54].
س: يعني هذا مما لوحظ على الإمام مسلم؟
الشيخ: ذكرنا هذا، ذكرنا في صحيح مسلم أن العلماء بينوا أن رواية الحديث عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطأ، وإنما هو عن أبي هريرة عن كعب الأحبار، لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك أن يوم السبت ما فيه خلق، الخلق يوم الأحد إلى يوم الجمعة، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾[ق:38]، ما قال في سبعة أيام، فما فيه خلق.
عجيب أنهم في الحاشية ما نبَّهوا على هذا.
طالب: ما ذكروه، ذكروا الصحة.
الشيخ: فقط؟
طالب: نعم.
الشيخ: ماذا بعده؟
بَابُ ذِكْرِ الْعِلَّةِ الَّتِي أَحْسِبُ لَهَا سُمِّيَتِ الْجُمُعَةُ جُمُعَةً
بركة، وفق الله الجميع لطاعته.